رواية القاسي و نور الصعيد كاملة بقلم سنسن ضاحي عبر مدونة دليل الروايات
رواية القاسي و نور الصعيد الفصل السادس 6
كل اموره علي خير حال أرتدي ملابسه الانيقة،ومن ثم
نزل للاسفل فوجد «اية»في أنتظاره في ابهي حُلتها ترتدي ملابس أنيقة فـ بدات في غاية الجمال
ـ «انت مسافر ياعمدة؟
ـ ايوة مانتي عارفة من العشية أني نازل القاهرة، ثم دار بنظره فاردفت في الحال
«الحاجة ماما لسه نايمة!
ـ طيب أنا هدخلها!
نادته بهمس ورقة
ـ «سيف!
ــــ نعم ي آية في حاچة؟
«لأ مفيش بس كنت عاوزة أقولك»
نظر في ساعة اليد خاصته واردف بـ أستعجال: قولي اللي عاوزة تڨوليه عشان مستعجل!
… بدات خجولة حاولت إخفاء خجلها والتحلي بالجراءة قليلاً «كنت عاوزة أقولك إنك هتوحشني،والثرايا مش هيكون ليها طعم من غيرك»
توتر قليلاً ثم ركز ع ملامحها واردف «وإنتي كمان ياية»
طار قلبها ورفرف فرحًا فاردقت بنبرة ممزوجة بالخجل
ــ وانت كمان إيه؟
ـــــ وانا كمان السلام عليكم
اردفت باحباط وقنوط «وعليكم السلام»
اطمئن علي والدته وغادر في الحال
ـ بابا انا خارجة وهرجع فوريرة
اماء لها براسه وعينياه تحمل نظرة قلقة عليها
ـ أيوة ياشيماء انا منتظراكي بقالي ساعة، نعم ياختي معاكي نصاية،يبنتي أنتي قولتي من ساعة معايا دقيقتين،أكيد النصاية بخمس ساعات لا بقولك أنا زهقت
ـ”أهدي بس لا هو نص ساعة بس بنخرج الساعة اتنين،عشان بكر بيه صعب جدا!
ــ ونا مالي بيه ماصعب علي نفسه وبعدين في حد يبقي اسمه بكر ويسمي شركته « السيف جروب»اي الاسم البلدي ده
ـ هوس بسي أخرسي لما اجيلك واوعي تحاولي تدخلي عشان الامن صعب جداً
ــ ويبنتي يعني انا هدخل الجنة انا منتظراكي تحت شجرة هروح اجيب حاجة أشربها ع ما تيجي
ـ طيب خلي بالك من نفسك
غادرت للتو وفي ذلك الوقت كان قد دخل سيف الشركة لم تراه ولم يراها،دلف في وسط ترحيب تام
أنتهي الوقت وقد ذهبت «شيماء»و«نور»لمكان عام لكنه لاصحاب الطبقة الشعبية المتكدثة كافيه في أحد الاماكن القريبة من منزلهم،تناولوا مشروب بارد ثم نظرت شيماء لها بدقة «كلمت الباشمهندس بكر عنك وعن إنك محتاجة للشغل ده جدا
~بنبرة متلهفة: هاه وقالك إي يلا قوليلي
ـ للاسف يانور عنده إكتفاء موظفين!
ظهر الاحباط جليًا مرتسما بوضوح علي معالم وجهها
ـ هو أنا حظي كده عرفاه كويس وعارفة إني فقر،بس انا محتاجة للشغل ده يا شيماء وعالم ربنا
ـــــ هتتعدل يانور الباشمهندس «سيف»وصل النهاردة كنت عاوزة اقوله بس هو اصعب اصلاً من باشمهندس بكر
ـ لا ياشوشو ولا تقولي لده ولا لده أنا عاوزة أعمل مشروع خاص بيا
قهقهت شيماء مما آثار عبث وقتوط نور «بتضحكي ليه اي اللي يضحك اصلا»
ـ طموحك يضحك،طموحك يضحك لوحده مشروع الكلمة نفسها تضحك يبنتي
ـ أنا مش شايفة أنها تضحك انا شايفاها بنظرة تانية،عاوزة اكافح واستقل
بنفس الوجه الضاحك والبسمة المتسعة «دي حاجة كويسة يانور بس فين مقومات مشروعك؟»
ـ اه قصدك الفلوس يعني؟
ــ بتردي الاجابة بسؤال بس ما علينا،اه هيا الفلوس دي أنتي بتدوري ع شغل تكفي بيه يومك فالادهي من كدا إنك عاوزة تعملي مشروع دي احلام العصر
..تحدثت بحماسة وغلبها الامل فالاحلام مجانية والكلام ليس بالمال مجاني ايضا طالما في سبيل الخيال «الفلوس مش كل حاجة ياشوشو»
جُنت بالتاكيد هذا مادار في عقل صديقتها «نعم يختي هتعملي مشروع علي الطاقة الشمسية ولا اي حتي دي بفلوس»
ـ لا هـغني!
استوعبت صديقتها ما تتفوه به ولم تسطتع التفوه ولكنها قالت «المقومات هي أنتي صح؟
ـ أيوة برافو عليكي وأنتي عارفة أن صوتي حلو
ـ«انا مش ممانعة ومتاكدة من كده أن صوتك حلو، بس دول بقوا أكتر من الهم ع القلب»
ـ بصي انتي بكرة تيجي معايا عند متعهد الافراح «سيد طبلة»
ـ موافقة أجي معاكي عند طبلة ده،بس بعد الشغل
ــ ي قلبي هنتظرك انا متفائلة خير بسيد طبلة
جميع الموظفين كانوا قد غادرو اما هو وصديقه آخر من خرج من مقر العمل
تحدث بكر المقارب لعمر «سيف»ببسمة تخرج من قلبه فـ سيف صديق عمره ورفيقه الروحي«حياتك كلها بقت شغل ي صديفي مش ناوي تتاهل بقي»
ــ والله يابكر مش حاطط كده في حساباتي
ــ ياعم ده انا أتجوزت وطلقت وانت لسه ع مبادئك وبفكر اتجوز تاني
ـ«غالبًا قريب هتسمع خبر يفرحك»
ـ خبر يفرحني؟ أنا عاوزك تفرح أنت،ناوي تتجوز أمتي
«لما ربنا يسهل يابكر هقولك»
ــ خلاص عرفت مفيش غيرها
«أيوة برافو عليك نباهتك بتعجبني»
ــ كويس علي فكرة فرحتلك
«بخلاف الموضوع ده يابكر انا عاوز اتوسع في شغلي عاوز اعمل علامة وسمعة مميزة»
ــ الحمد لله ياسيف احنا مش محتاجين لعلامة انت اسمك لوحده علامة كل اللي اتعامل معاك من اول مرة قدرك أنت سمعتك زي الجنيه الدهب في عالم الاعمال
«والله يابكر الفضل يرجع لمجهوداتك انت بتتعب قوي وانت اللي مقوم كل حاجة وواخد بالك من ادق الاشياء»
ــــ المهم تعالي اسهر معايا في النايت النهارده
«أنت عارف انا مش بتاع الكلام ده مبحبش اغضب ربنا
حتي أنت كفاياك مرواح هناك عشان ربك وصحتك ونفسك»
ـ أنا بروح انسي بس مش بنسي غير نفسي
«حتت بنت تعمل فيك كده؟
ــ دي حب ياسيف مش مجرد بنت، تعرف،انا مقدرتش أعيش حياتي كزوج عادي في كل ثانية كنت بتخيلها،كنت فاكر هنساها بالزواج نسيت كل حاجة الا هي نسيت نفسي وروحي بس افتكرتها!
«كلام فارغ،الحب ده للعيال الصغيرة،مش عارف كيف راجل طول بعرض يعمل زي العيل الصغير ويدمر حياته
عشان ست وتلاقيها عايشة حياتها وانت اللي واهم نفسك
ـ”هي عايشة حياتها وأنا عايش بيها ومعاها دي الزكري الوحيدة الحلوة في حياتي وحشتني أوي وحشتني فوق ماتتخيل وحشني جنونها دبش كلامها كلها ع بعضها كانت مميزة حتي بعيوبها كانت زي الدبش بس تتحب»
أثناء حديثه ارتسم ع معالم وجه سيف التعجب والاستفزاز «كمان ليها عيوب وزي الدبش وبتحبها»
ـ” اسكت أنت اش عرفك ده دبش كلامها هو اللي خلاني أحبها ”
«ياخي جاك دبشة تفتح نفوخك ده أنت مهزق قوي»
للكاتبة/سنسن ضاحي
مساء اليوم التالي استقروا امام مكتب متعهد الافراح سيد طبلة،وحينما دلفوا للداخل كان المكان يعج بالعوام
ـ” شايفة يابت الزحمة هلا بالمجد ”
«الريحة هنا صعبة أوي ي نور كانك تحت باط الكوكب»
ــ.هي من ناحية صعبة فهي تـ ـموت بصراحة
…..تقدم منهم رجلا في الاربعين السكرتير الشعبي لسيد طبلة، بدين للغاية يكاد يتنفس بصعوبة لديه آذن كـ اذُن الارنب البري والقط الشعبي
همست شيماء وقد كتمت ضحكاتها بصعوبة «هو مالها ودنه زي ودن الفيل كده؟»
ـ “كريتيف أوي ع فكرة دي آذان موسيقية”
ـ نعم ياآبله منك ليها عاوزين ايه وبلاش شغل المعاكسة اللي شغال عليا من الصبح ده مكان شغل
«أبدا والله احنا جايين نقابل سيد دربُكه»
ــ إيه؟
«لحظة قصدي سيد طبلة»
حينما دخلوا كتموا أنفهم بأناملهم فها هو ذا يجلس ويتناول الفـ ـسيخ والبصل الاخضر
«شامة ريحة الفن كريتيف اوي»
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية القاسي و نور الصعيد ) اسم الرواية