رواية قيود التقاليد كاملة بقلم رهف عمار عبر مدونة دليل الروايات
رواية قيود التقاليد الفصل الثامن 8
في مكان آخر في نفس المشفى كانت في ممر المشفى كان الجميع يعرفها فهي تتردد لزيارتهم منذ عدة أعوام، طرقت الباب ليسمح لها بالدخول، ألقت التحية عليه
أمجد :_مرحبا كيف حالك؟
زينب :_بخير وكيف حالك أمجد؟
أمجد :_كما هو منذ ماحدث مع رفيف
زينب :_ستكون بخير ستستيقظ متأكدة ستكون قويا لأجلنا أليس كذلك رفيف انت تسمعيننا
امجد:_اجل ستفعل ذلك، كيف حال الاولاد لم يأتوا هذه المرة
زينب :_بخير قد انشغلوا اليوم ولم يستطيعوا الحضور في المرة القادمة سيأتون
استمرت الأحاديث بينهم لفترة لتودعه زينب كعادتها بالبكاء لتغادر المشفى شاردة بما حدث وما وصل له حالهم
قبل عدة سنوات
تجمدت في مكانها منذ دقائق كانت صديقتها بخير بسببها هي هاهي مذبوحة تحاول سحب قدميها بصعوبة وصلت لها ودموعها تجري
زينب :_رفيف أفيقي ارجوك انا السبب لاتفعلي هذا ارجوك
احتضنتها لتسمع صوت نبضات قلبها انها حية رفعت رأسها لرافع تحاول اخباره دون أن يعلم احد فمزالت هي مهددة
زينب:_رافع رافع
رافع (بعينين حمراوين) :_هيا اخرجي من هنا
زينب :_اسمعني ارجوك
سحبها رافع من يدها وجرها لخارج القصر، حاولت باستماتة ان تخلص نفسها وتخبره ولكنه كان هائجا لم يسمع لاحد، طرقت أبواب القصر لكن لم يفتح لها احد
زينب :_أمجد أمجد وحده من سيساعدني
اتصلت زينب بأمجد ليحاول الوصول بأسرع وقت ولكن حال وصوله وجد زينب منهارة تبكي فقد رحلوا لدفنها، ليلحق بها هو أخذا معه زينب كالمجنون
أمجد :_هيا ارحلوا بسرعة
زينب :_لقد ماتت لقد دفنوها
أمجد :_انتظري قليلا
بعد وقت قليل غادر الجميع خلسة كأنهم لم يدفنوا ابنتهم فقد اقتصر الحضور على خالها وأحد معارفهم لعدم استطاعت الآخرين القدوم، ركض أمجد وزينب التي حاولت منعه من حفر القبر ولكن كان مصرا
أمجد :_انها حية لازال هناك نبض
زينب :_حقا
ليركض بجنون فالجو الممطر سيعرقل ذهابهم للمشفى وربما تموت قبل وصلولها لذلك خطرت لها فكرة مجنونة ليس هناك أحد سيساعده غير ذلك الشخص
زينب :_هذا ليس طريق المشفى
أمجد :_لن نصل للمشفى في الوقت المناسب سنذهب له هو سيساعدها
زينب :_ارجوك لا هذا مستحيل
صوت السيارات افاقها من ذاك الماضي التي كان أحد شركاء لجريمة صديقتها
زينب :_اسف يارفيف لم أعلم أن الحال سيصل لهنا
في المشفى
فتح عينيه يشعر بالصداع يفتك به لحظات مرت أمامه تذكر لما هو هنا أخاه، لينتفض فجأة مما اخافها لتصرخ حينها فقط انتبه لها
شهم :_نايا ماذا تفعلين هنا
نايا :_انا بقيت هنا معك فالاخرين مع عائلتك وهم..
شهم :_ماذا
نايا :_يقومون باجراءت الدفن
شهم :_سأذهب انا ايضا
حاول الوقوف ولكن يشعر بقواه تنهار تمسك بها
شهم :_ساعديني لأصل لاخي
نايا :_حسنا
تمسك بها وهي تحاول سنده بكل مالديها من قوة حتى وصلوا لباب الغرفة ليجد أخاه مستلقي والجميع حوله يبكي
جلس امام سريره
شهم :_اخي عد ارجوك انا سامحتك لاتتركني اخي لم يفت الأوان ارجوك لاتقتلني يا اخي انا لم أصدق هذا ابدا عنك فقط لاعاندك لأنك تعلم الحقيقة لاتتركني اخي
مجددا نفس الشعور دوامة سوداء لفت به وصراخ الجميع خوفا عليه
ولكن هو لم يرى سواها كانت أقرب له لتحاول الإمساك به ودموعها تغرق وجهها، لينقل شهم للغرفة مرة أخرى
الطبيب:_وضعه خطير بسبب الصدمة كان مؤشرا لسكتة قلبية رجاءا ابعدوا المريض عن الضغط النفسي والتوتر
نايا :_هل بأمكاني البقاء معه
الطبيب :_حسنا ولكن ممنوع ان يدخل احد اخر
جلست نايا بقربه تنظر له كيف تغيرت احواله في ساعات
نايا :_ستكون بخير شهم لاتقلق سيمضي هذا
مر الليل طويلا على نايا التي لم تعتاد البقاء في المشفى او اي مكان آخر وحدها، هاقد بدأ أشعة الشمس تخترق النافذة ولم تنم سوى لحظات، نظرت باتجاه شهم حيث لم تنتبه لملامحه في المرات السابقة فهو بطول متوسط وشعر مائل للبني تذكرت عيناه سوداء وغمازته في الجهة اليسرى ربما ليس جميلا بقدر مالديه من حضور وشخصية، صوت طرقات على الباب افاقتها من شرودها لتسرع قبل أن يفيق شهم
نايا:_ماذا تفعلين هنا رؤى في الصباح الباكر هكذا
رؤى (بغيظ) :_ماذا افعل! وهل غادرت أيتها الحمقاء منذ أن طلبتي مني أن اتصل باخاك وانا جالسة هنا بعد أن توسلت إليه حرفيا للبقاء وأننا سنبقى كلانا حتى قبل بذلك
نايا :_شكرا لك ولكن اصمتي قليلا سيستيقظ
رؤى :_ولكنه فعلا مستيقظ
لتستدير نايا باتجاه شهم لتجده ينظر لسقف الغرفة نظراته خاوية انتزعت منها الحياة،اغلقت باب الغرفة واتجهت نحوه لتخفف عنه
نايا :_صباح الخير كيف حالك
شهم:_الحمد لله بخير هل يمكنك استدعاء الطبيب
نايا :_حسنا
بعد لحظات عادت نايا مع الطبيب الذي تفاجأ بأصرار شهم على الخروج من المشفى وحالته سيئة ووضعه غير مستقر…
شهم:_قلت لك انا اتحمل المسؤؤلية كاملة سأذهب لاكون بجانب ابي والبقية
الطبيب:_بحالتك هذه اسف لن تستطيع وضعك خطر جدا
شهم :_وانا سأذهب..
بين اصرار شهم ووقفه بصعوبة للمغادرة واعتراض الطبيب ليقع فجاة مغشيا عليه تحت نظرات الصدمة من الطبيب ورؤى التي عادت مع رائد، لينظروا باتجاه نايا التي كانت تحمل مزهرية في يدها بعد ضربه
نايا :_آسفة فهو عنيد جدا، سيكون بخير أليس كذلك حضرة الطبيب؟
في إحدى مدن الالعاب الشهيرة كان صوتها يعلو بشدة ولكن للمرة الاولى بسعادة طفلة تعيشها مؤخرا فقد حرص رافع على ان يكون يومها سعيد جدا فهي منذ أن أتت وهو يأخذها من لعبة إلى الأخرى ولكن هذه المرة أصر على جعلها تركب الدولاب الكبير بالرغم من خوفها الا انها أرادت ان تهزم كل خوفها اليوم ستنسى الماضي اليوم بحلوه ومره وتعش لنفسها
رافع :_هيا اركبي انستي الجميلة
لينورا :_احب لقب صغيرتي اكثر
رافع :_هيا ياقصيرة
نظرت له بغيض وقالت :_لست قصيرة بل أنت طويل اكثر من اللازم
لينفجر كلاهما في الضحك ويركبا الدولاب الكبير الذي يتوسط الحديقة حيث بدأ يعلو شيئا فشيئا حتى يصل القمة ويقف عند كل كابينة وقت قصير ليشاهد اصحابها الاطلالة الرائعة
وصل الدور لهم
رافع :_لم أكن اعرف ان المنظر بهذا الجمال
لينورا :_يبدو كالخيال..
رافع :_لينورا صغيرتي ارجوك تحدثي معي هيا انا معك لاتخاف هيا صغيرتي
هزها بشكل هيستيري علها تفيق وبالفعل بعد صفعة قوية الهبت وجنتها، نظرت له ودمعة يتيمة فرت من عينها أشارت باتجاه الخارج
لينورا:_حسن حسن هناك في الأسفل
نظر لما تنظر له حيث كان يقف شاب يبدو في العشرينات من عمره لم يمعن النظر فيه بسبب حركاتها المفاجأه تود النزول ولكن حاول ايقافها كي لاتسبب في حادث، وعند وصولهم للأسفل كان قد اختفى
لينورا:_لقد نظر باتجاهي اعرفه من عينه متأكدة ارجوك صدقني
رافع :_ولكن بحثنا في كل مكان وكذلك راجعنا الكاميرات لايجود شخص كهذا
صرخت لينورا رافضة ذلك تسحبها غمامة أحلامها لعالم لمكان فيه امان هذا العالم لن يتركها تسعد يوما ففي اليوم الذي قررت البدء بحياة جديدة يأتي الماضي ليعصف بكل شيء
رافع :_لاااا لينورا افتحي عيناكي
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قيود التقاليد ) اسم الرواية