رواية علي عرش قلبي كاملة بقلم همس محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية علي عرش قلبي الفصل التاسع 9
سدل همست بإرتجاف وهي بتبص في عيونه : أ.. أنا مش عقـ ـيمه يا جاسر!
قضب جاسر ما بين حواجبه وهو بيبصلها بترقب وبيقول بهدوء : يعني ايه؟
بلعت ريقها وهي بتهمس بخو”ف : دي كانت وسيله عشان أدافع عن نفسي وأحافظ على الباقي مني، لو عرف إني لسه بخلف مكنش هيطلقني.. كان هيكمل التد” مير فيا لآخر لحظه.. أنا سليمه، عارفه اني اللي عملته غلط بس أرجوك افهمني..
كانت بتراقب ردة فعله، بعد عنها وهو بيسند بدراعه على ركبته : مين عارف الموضوع ده؟
فركت ايدها بتوتر وهي باصه للأرض : انت بس..
اتسللت الابتسامه على وشه وهو بيلفلها وياخذها في حُضنه جامد، استغربت من رد فعله وحاولت تخرج من حُضنه وهي بتهمس : انا آسفه.. قررت اقولك دلوقتي عشان من حقك تعرف!
سكتت وهي حاسه بيه مغمض عيونه وبيهمسلها : انتِ عارفه يا سدل إنك حاجه جميله اوي في حياتي؟ ربنا كرمني بيكي في وقت مكنتش مُتخيل انك هتكوني ليا لسه، ولسه كرمُه بيزيد..
ابتسمت بإرتجاف وخجل وهي بتبعده عنها بس كان ماسك فيها جامد، همست بتوتر : جاسر إبعد..
نفى بصوته وهو على نفس وضعه..
جسمها بدأ يرتجف بشكل ملحوظ وهي بتهمس : سيبني أرجوك!
بعد عنها بسرعه وهو بيبص ليها، شافها مغمضه عيونها وشفايفها بتترجف..
فتحت عيونها وشافته بيبصلها بقلق وهو بيفرك كفها.. همستله بإضطراب واضح : أ.. انا.. هو………..
حط صوباعه على بوقها وهو بيقول بقلق ظاهر في صوته : متكمليش، والله انا هجيبلك حقك.. مش هسيبه يا سدل، وهتشوفي عقا”ب ربنا ليه!
همست بتوتر وعيونها بتدمع : مش عايزه أفضل هنا.. خدني معاك يا جاسر، بالله عليك متسيبنيش!
هز راسه وهو بيقف وبيمسك ايدها : حاضر يا عيون جاسر، هنطلع دلوقتي نحضر شنطتك وناخد حاجاتك ونمشي..
هزت راسها وخرجت وهي ماسكه ايده وبتبص للأرض..
وقفتهم صفاء وهي بتقول بإستغراب : على فين يا ابني؟
زفر بإبتسامه خفيفه وهو بيهز كتفه : سدل مش هتقدر تقعد هنا ومحتاجه تغير جو، هاخدها تقعد مع ماما شويه..
هزت إحسان راسها وهي بتطبطب على رجل صفاء : جاسر معاه حق، البيت طاقته وحشه بالنسبه ليها..
هزت صفاء راسها ببطء وهي بتقول : بس انا عايزه اتطمن عليها وهي قدامي.. كل ما بتبعد عني بيحصلها حاجه!
ابتسمت إحسان بخفه وهي بتقول وبتشاور على جاسر : اخص عليكي، والحيطه اللي جنبها ده مش مالي عيونك؟
كتمت سدل ضحكتها وهي بتحط ايدها على بوقها..
بصلها جاسر بضيق وقال لإحسان : ما تحترميني يا أمي شويه!
وجه كلامه لصفاء بإقتضاب وهما بيقربوا عشان يقعدوا على الكنبه جنبهم : يا صفاء هانم والله مش هيحصلها حاجه بإذن الله.. وأنا هجيبهالكم كل يوم عشان تشوفوها.. لكن هي مش هتتعافى بوجودها في مُحيط بيفكرها بذكرياتها، نفسياً مش هترتاح.. انا هحاول على قد ما اقدر اني اسعدها نفسياً وأخلي عندها إستقرار نفسي من غير تلخبط او إضطراب.. انا مش عايز غير سعادتها وده اللي انا هسعى ليه إن شاء الله ..
غمزت فاطمه وآيه لسدل اللي كانت مستنيه جواب صفاء، فنزلت وشها في الأرض بخجل وهي بتحاول تسحب كفها من كف جاسر اللي مش راضي يسيبها.
قالت صفاء بتردد : وانتِ شايفه ايه يا حبيبتي؟
قالت بتوتر وهي بتقبض على فستانها البسيط جامد : اللي تشوفيه يا ماما..
هزت صفاء راسها وهي بتتنهد، وبعدين بصت لجاسر اللي ابتسم بثقه : ماشي يا جاسر، خلي بالك منها يا حبيبي.. انا هبعت حد يحضرلها شنطه فيها كل اللي هتحتاجه..
همس جاسر بكلمات لسدل بعد شوية وقت ووقف وهو بيبوس راسها بخفه وخرج من الفيلا كلها..
نطت فاطمه وآيه جنبها وهما بيبتسموا بسعاده..
همست آيه بضيق وهي بتبص على الجروح : اول مره أشوف واحده متبهد”له كده في كتب كتابها.. محظوظه اوي انتِ..
بصتلها وهي بتقول بحسره : وهي جات على دي يا آيه؟ انتِ مش ملاحظه الوضع اللي اتجوزت فيه؟
بصت فاطمه لآيه بحده وقالت عشان تغير الموضوع وهي بتغمز لسدل : قوليلنا قالك ايه؟ وايه اللي حصل؟
احمرت خدود سدل وهي بتقول بصوت منخفض : مفيش حاجه، اتكلمنا شويه.. و.. وفهمني شوية حاجات عشان اتقبل الوضع!
قالت فاطمه بلؤم : اممم.. بس كده؟
قالت بسرعه : والله بس كده..
ضحكت آيه وهي بتضر”ب كفها بكف فاطمه..
قالتلها آيه بصوت واطي : انتِ مشوفتيش كان واقف خا”يف عليكي ازاي..
كملت فاطمه بأبتسامه حالمه : ولا بيبصلك ازاي..
وقفت سدل بسرعه وراحت قعدت جنب إحسان وصفاء وهي بتبص عليهم بعيون متوتره..
همست صفاء وهي بتمشي ايدها على ضهرها : مالك يا حبيبتي.. شكلك تعبا”نه!
بصتلها بحز”ن د” فين ودخلت في حُضنها وهي بتقول بشرود : هو انا من حقي أتحب؟
هزت إحسان راسها بعدم رضا : ليه بتقولي كده؟
ابتسمت بحز” ن وهي بتخرج من حُضن صفاء وبتقول بتشتت : يعني اللي في حالتي دي مين هيستحمله؟ أنا مش كامله.. جوايا حاجات كتير ناقصه!
مسحت إحسان على رأسها وهي بتقول بضحكه خفيفه : الكلام ده تقوليه لجوزك وهو هيعرفك حبه ليكي ، انتِ جميله اوي يا سدل من جوه ومن بره.. انتِ مش قادره تشوفي ده، بتحجمي نفسك في صفات بتحسسك بالسو”ء، شوفي الجانب الكويس منك..
همست بتردد وهي بتبصلها بتمعن : وايه الحاجات الحلوه اللي فيا؟
هزت إحسان كتفها وهي بتقول : قوتك اللي اتخطيتي بيها كل ده، املك في الحياه وتمسكك بيها وده اللي ظهر من الحاد”ث اللي اتعرضتيله النهارده، قدرتك على المواجهه ووقوفك على رجلك في عالم ملكيش دعوه بيه.. والاهم من ده كله إنك مش بتقدري تأ”ذي حد حتى اللي ظلمك..
دمعت عيونها جامد وهي بتحضنها وبتقول : والحاجات الو”حشه اكتر، أنا بحاول اتغير يا طنط.. بس خا”يفه افضل زي ما أنا، خا” يفه يكون جاسر اللي حاسه مُجرد حُب هتختفي زهوته بمرور الوقت، انا مش هستحمل بُعده او قسو”ته معايا.. فُراقه صعب اوي، إحساسي محدش هيفهمه غيره. هو قادر يفسرني وده اللي مخو”فني!
قالت صفاء بقلق : في ايه يا سدل؟
اتعدلت في بتبتسم ببهوت : مفيش يا ماما.. جاسر راح مشوار مهم وهيرجع بعد شويه بإذن الله..
هزت إحسان راسها هي وصفاء ورجعوا يتكلموا تاني، وقامت سدل خرجت من الباب اللي بيفصل الفيلا عن الحديقه..
بعد دقايق دخل خالد عليهم وقال بهدوء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ردوا عليه كلهم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قال وهو بيبص على فاطمه : معلش هخطـ ـفها منكم شويه..
قامت فاطمه ووقفت معاه على جنب وهي بتقول بقلق : في ايه يا خالد؟
فرك رقبته وهو بيقول بتوتر : جاسر فين؟ بكلمه مش بيرد؟
ضيقت حواجبها بعدم معرفه : مش عارفه، كان قاعد معانا وفجأه سلم على سدل ومشي.. وهي قالت إنه هيجي بعد شويه..
قال بإستغراب : وسدل فين؟
شاورت على الحديقه من بره فهز راسه وخرج الحديقه لسدل..
كانت قاعده سرحانه وهي بتفتكر اللي حصل والدموع بتلمع في عيونها..
اتنفضت لما حست بحد وراها وحطت ايدها على قلبها وهي بتغمض عيونها لما شافت خالد واقف..
سألها بخفوت وهو بيبص لملامحها : جاسر فين يا سدل؟
هزت راسها بنفي وإستغراب : قالي انه هيروح في مشوار مهم وراجع تاني.. في حاجه حصلت؟
اتنهد بخفه وهو بيقعد على الكرسي البعيد : ممكن تتصلي عليه تشوفيه فين؟ أكيد هيرد عليكي.. هو أخد المُفتاح من معتز ومش عارف راح فين..
هزت راسها بتوجس وخرجت تليفونها من الجيب وهي بتقول بقلق إحتل كيانها : ثواني بس..
بعدت عن المكان اللي واقف فيه واتصلت بجاسر كذا مره..
رد عليها في المكالمه الاخيره وهو بيقول بهدوء : ايوه يا حبيبي..
همست بإرتجاف وهي حاطه ايدها على قلبها : انت فين يا جاسر؟
ابتسم بخفه وهو بيقول ومركز مع الطريق : في الطريق راجع اهو.. في حاجه؟
مسحت على وشها وهي بتقول برجاء : تعالى بسرعه بالله عليك..
همس بقلق : مالك؟
بلعت ريقها وهي بتقول : لما تيجي نتكلم!
زفر بهدوء وهو بيقول ببساطه : ماشي يا سدل، السلام عليكم..
همست بصوت ضعيف : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لفت لخالد اللي كان واقف بعيد وهي بتقول بهدوء : هو.. راجع بعد دقايق بإذن الله، انت قلقان ليه؟
محبش يقلقها اكتر فقال بإبتسامه مُجهده : متخا”فيش يا سدل، انا قلقت شويه بس..
هزت راسها بإبتسامه هاديه وهو خرج من المكان..
رجعت قعدت على الكرسي وهي حاسه بالقلق من خروجه، زفرت بضيق : مش هيربط نفسه بيكي طول الوقت يعني!
بعد نص ساعه..
كانت سدل قاعده معاهم في الصاله ومش مركزه مع أي حاجه بيقولوها.. حست بيه بيقعد جنبها وهو بيهمس بهدوء : معلش إتأخرت عليكي، كان عندي حاجه مهمه..
ابتسمتله بتوتر وهي بتبعد شويه، همسلها بعد ما اتفحص ملامحها : مالك سرحانه ليه؟
غمضت عيونها بتعب وهي بترجع راسها على الكنبه لورا وبتقول بصوت ضعيف : دا”يخه شويه، ممكن نروح؟ محتاجه انام..
هز راسه بفهم ومسك كفها وهو بيقول : جهزتي الحاجه؟
همهمت بهدوء، بص لصفاء وقالها : معلش إحنا هنمشي دلوقتي.. سدل تعبا”نه ومرتاحتش..
هزت صفاء راسها ونادت على العامله عشان تنقل الشنطه لسيارة جاسر.
سلموا على بعض ومشيت سدل وجاسر وإحسان..
دخلوا السياره واتحرك بيهم عشان يروحوا شقة إحسان..
وصلوا بعد شوية وقت وكانت سدل نامت مكانها من ورا..
طلعت إحسان على الشقه وهو قالها انهم طالعين وراها..
خرج من السياره وهو بيتنهد وراح ناحية الباب اللي هي قاعده جنبه، مال على ركبته وهو بيربت على خدها بخفه : سدل، فوقي يا حبيبتي وصلنا..
انتفضت مفزو”عه وهي بتبعد عنه بسرعه وبتتنفس بعنف، اول ما شافته بلعت ريقها وهي بتقول وقلبها بيدق بسرعه : أ.. أنا آسفه مكنش قصدي..
غمض عيونه لثانيه وهو بيشـ ـتم صُهيب في سره، فتحها وهو بيبصلها بحنان وبيقول بعد ما مسك كفها عشان يساعدها تخرج من السياره : متتأسيفش يا سدل.. قادره تُقفي على رجلك ولا أشيلك؟
ابتسمت ببهوت وخجل وهي بتقفل صوابعها على كفه الدافي : لا انا بخير..
أخد الشنطه من السياره وقفلها، ودخل العماره وهو ماسك ايدها..
دخلوا الأسانسير مع بعض، لاحظت ريحته الغريبه فقالت ببطء : ريحتك دي؟
مردش عليها جاسر لغاية ما وصل الأسانسير ..
شال الشنطه وشدها برفق وخرجوا منه وراحوا على الشقه..
قضبت حواجبها كون إن الريحه ظهرت لما كان المكان مقفول..
دخلت الشقه وهو دخل وراها.. رمت نفسها على الكنبه بإنها”ك وهي بتدلك جبينها بتعب..
قرب منها بسرعه : إدخلي خدي شاور يريح أعصابك ونامي..
على صوته شويه وهو بينادي على إحسان..
خرجت إحسان من غرفتها وهي بتتقدم منهم وعلى وشها ابتسامه : أيوه يا حبيبي.
باس راسها وهو بيقولها بإحترام : معلش يا ست الكل لو مفيهاش تعب تعمليلها أي حاجه تهديها..
قعدت جنب سدل وهي بتقول بقلق : أنا بقول برضو وشك مصفر من الصُبح، تعالي يا حبيبتي خدي دُش وارتاحي اكون عملتلك حاجه تشربيها..
وقفت سدل معاها وهي بتبص لجاسر من غير ما ترفع نظرها من عليه، بعتلها بوسه في الهواء وهو بيغمز لها بعيونه..
ابتسمت ابتسامه خفيفه وهي بتبص قدامها.
دخلت الغرفه اللي هتقعد فيها الفتره دي وقفلت الباب وراها..
قعد على الكنبه وهو بيد”فن وشه بين كفوفه وبيتنفس ببطء وبيفكر في اللي حصل.
في نص الليل..
جاسر قاعد في البلكونه وهو مغمض عيونه ومُبتسم وماسك سيجا”ره بين صوابعه..
لسه مش مصدق إنها بقت مراته وعلى اسمه، جه على باله صورتها وهي بتبصله بدموع.. وبتترجف اول ما دخل من باب الشقه!
اتنهد بضيق وهو بيقف يطفي السيجا”ره وبيمط جسمه بتعب..
دخل من البلكونه وهو بيمسح على وشه بإرهاق وبيرجع شعره لورا وبيقول : يارب خليك معايا..
وقف قدام غرفتها متردد، هو عارف انها بتبقى صاحيه في الوقت ده عشان بتصلي..
رفع ايده عشان يخبط على الباب، بس قبل ما يخبط سمع صوت شهقاتها..
جسمه إتصنم وحس بقلبه بيتحر”ق مع كل شهقه بتخرج منها.. غمض عيونه وهو بيتمالك نفسه، ودخل الغرفه على طول من غير ما يخبط..
شافها منكمشه على نفسها وهي بتبكي بقوه وقاعده على السجاده الصلاه ، قرب منها بسرعه وقعد جنبها وشدها لحضنه بدون تردد..
إستسلمت لحُضنه وهي بتغمض عيونها بدون مقاومه وهي بتهمس بحر” قه : تعبت اوي يا جاسر.. اوي ! مش قادره أكمل أكتر من كده.. عايزه أرتاح وأعيش حياتي طبيعي..
غمص عيونه بألم عليها وهمس بحنيه : اهدي سدل كل حاجه هتتحل بإذنه..
بكت بقوه أكتر وهي بتمسك في التيشرت بتاعه جامد، باس راسها بعمق وهو بيطبطب على ضهرها عشان تهدى..
همسلها في ودنها : انتِ هتستسلمي في النهايه كده؟ عارف ان الموضوع فوق طاقتك بكتير اوي.. لكن ثقتي فيكي كبيره، عارف ان بعد كل حاجه هتحصلك هتقومي وتوقفي على رجلك من تاني.. اللي بتعدي بيه ده حاجه صعبه ومش اي حد يقدر يقوم منه لكن انتِ قدرتي.. سواءً بوجودي او لا فإنتِ عملتيها..
كانت بتشهق بس وهي مغمضه عيونها، همست بتقطع : انت حبيتني ازاي؟
اتكلم بخفوت بعد ما اتنهد : ممكن نتكلم بعدين؟ انتِ محتاجه راحه متضغطيش على نفسك..
شهقت وهي بتنفي براسها : لا انا خا”يفه، أنا صحيت لما حلمت بيه بيقرب مني.. أنا خا”يفه اوي يا جاسر.. حساه حواليا!
وقف وشدها معاه ، راح ناحية السرير وهو بيقول بهدوء : انا هفضل جنبك هنا لغاية ما تنامي.. هقرأ قرآن لغاية ما تهدي، اتطمني يا سدل انا جنبك!
قعدت على السرير ببطء وهي بتتغطى وبتمسح دموعها بإيدها البارده..
همست له بتشتت : خليك جنبي..
قعد على السرير بتوجس وهو بيقول : مش هتضا”يقي؟
دارت عيونها بتوتر واضطراب وهي بتشهق بخفه : لا خليك، بـ.. بس متقربش مني أرجوك..
زفر بهدوء وهو بيقول بتفهم : نامي يا حبيبتي ومتخا” فيش طول ما انتِ معايا..
اتسطحت سدل على السرير وهي منكمشه على نفسها وحاسه بالارتباك وهي بتتنفس بعنف..
حط ايده على راسها اللي عليها حجاب الصلاه عشان يمشيها عليها بالراحه فبعدت بتوتر، همس بإبتسامه : مش هترتاحي غير كده..
– م معلش أنا لسه مش متعوده عليك كزوج، مش هقدر أ” قلعه..
شبك كفه بكفها وهو بيغمض عيونه : والله مش ده قصدي.. نامي يا سدل!
بدأ يقرأ قرآن وهي ملامحها ارتخت لغاية ما سكنت وهي بتتنفس بإنتظام..
قرب باس راسها بخفه، وبعد عنها وهو بيزفر أنفاسه بضيق..
قعد يفكر جنبها لغاية ما راح في النوم هو كمان..
بعد ساعات..
قامت سدل من النوم بسرعه وهي بتشهق وعرقانه خالص، قالت بأنفاس ذاهبه وهي بتبلع ريقها الجاف : جا.. سر!
كان حس بحركتها فقام بسرعه معاها..
اخدها في حضنه بتوتر وهو بيطبطب عليها بحنان همس لها بصوته الناعس : أنا معاكي..
في العصر..
كانت سدل قاعده في البلكونه وهي باصه قدامها بشرود وفي ايدها فنجان القهوه..
دخل جاسر بهدوء وهو بيقول بإبتسامه : صباح الجمال..
ابتسمت ببهوت وهي بترفع نظرها عليه : صباح النور يا جاسر.. اقعد عايزه اتكلم معاك شويه..
زفر بإستسلام وهو بيقعد : عارف انك مش بتنسي الموضوع، قولي يا ستي اللي عايزاه..
قالت بدون مقدمات : كنت فين إمبارح؟
اتنهد وهو بيسند بدراعه على الطاوله وبيبصلها : ايوه، انا كنت هناك..
ايدها اللي ماسكه القهوه ارتجفت وهي بتحطها على الطاوله بسرعه : ازاي يعني تروح من غير ما تقولي؟ انت متعرفش قلقت ازاي أول ما عرفت انك اخدت للمفتاح ومش بترد على حد.. قولتلك قبل كده انا مش مُستعده اخسر”ك، انت ليه مستسهل الموضوع بالنسبالي؟ أرجوك يا جاسر متستغلش خو” في عليك بالطريقه دي! قولي ازاي أصلاً تروح برجلك لواحد زيه؟ انت مش ضامن هو هيعمل فيك ايه وغير كده متقوليش؟
مسك ايدها اللي كانت بتحركها بعشوائيه واضطراب وباسها بخفه : أنا آسف، بس لازم أحل الموضوع ده في اسرع وقت.. ومهما حصل انا مش هعرضك للخـ ـطر بإيدي ،روحت وانا مُهيئ جسدياً عشان اواجهه واعرف هو عايز منك ايه.. متنسيش انا دكتور نفسي وعارف يعني ايه الضغط النفسي على الشخص وبيؤدي لإيه.. وده اللي استخدمته معاه امبارح!
همست بضعف : عملك ايه يا جاسر؟
ابتسم بخفه : متخا”فيش اوي ، جوزك أسد! خر”شمتهولك بس.. واخدتلي كام ضر”به كده!
خرجت منها شهقه وهي بتد” فن وشها بين كفوفها وبتبدأ تبكي..
فصل كفها عن بعض وهو بيضحك بخفه : يا حبيبي والله ما حصل حاجه، انا عايزك متقلقيش من حاجه، نوعه ده ضعيف قدام الرجاله بشكل لو شوفتيه مش هتصدقي ان ده نفس الشخص اللي بيستقوى عليكي! اللي كان بيشجعه هو قلة حيلتك وعدم دفاعك عن نفسك.. لكن اللي حصل امبارح كان غير، مكنش قادر يدافع عن نفسه.. هي دي الحياه يا سدل، كل قوي بيستقوى على الاضعف منه لعاية ما ييجي الاقوى منه!
همستله ببكاء وهي بتبص في عيونه : يعني انت كويس؟ مفيش حاجه بتوجعك؟ أنا آسفه.. بسببي بيحصلك كل حاجه و”حشه.. لو مكنتش معايا مكنش حصلك كل ده..
قال بجديه : اسمعيني يا سدل، انا عايز اقولك حاجه مهمه.. متلوميش نفسك على كل حاجه، انا مختار الوضع ده بإيدي لأني بحبك.. وضعك معايا من البدايه كان مختلف، واحد مُد” مره نفسياً وجسدياً بسبب واحد عاله على المجتمع، واحده مش لاقيه حاجه تدعمها انها تكمل حياتها.. لما كنت بشوف تطور في حالتك معايا كنت بحس بفرحه معرفش سببها او كنت بقنع نفسي بحاجه غير كده، حتى بعد ما حسيت بإعجابي ناحيتك مقدرتش افصلك عني وده يمكن الغلط الوحيد اللي ند”مان عليه، كان لازم اعمل كده عشانك مش عشاني.. كنت عارف انك هتتعلقي بيا ورغم كده مبعدتش.. فضلت قُربك مني، مكنش ينفع اتصرف معاكي انتِ بالذات بالعاطفه.. وانا حالياً بتصرف معاكي على اساس واحد وزوجته مش طبيب ومريضه عشان الحاله دي انتهت خلاص، الموضوع ده فتره وهيخلص، مش هقولك على اللي حصل امبارح عشان نفسيتك.. بس اوعدك هحكيلك في اقرب فرصه.. اوعي اسمعك بتلومي نفسك على وضع انتِ مجبره عليه، مش حرم جاسر سُلطان المغربي اللي هتند”ب!
هزت راسها بتفهم وسكتت رغم فضولها تعرف ايه اللي حصل وهي بتبتسم من بين دموعها : عايزاك تكون بخير يا جاسر، مش هستحمل يحصلك حاجه، خليك متأكد انك بقيت حاجه كبيره اوي عندي.. وجودك جنبي بقى عامل أساسي ليا عشان أستمد طاقتي.. مقولتليش ايه اللي خلاك تحبني؟ واحده كئيـ ـبه كلها طاقه سلبيه.. ايه اللي خلاك تحبني؟
هز كتفه وهو بيقول ببساطه : شكلك نسيتي اني دكتور ومش بشوف الحاجات دي فيكي، انا بشوفك بصوره غير الناس يا سدل! انا الوحيد اللي قادر افسر سدل الحقيقيه من منظوري.. سدل اللي انتِ د”فنتيها مش اللي بتظهريها واللي انتِ حاسه بيها، تقدري تقولي اني حبيتك عشانك وبسببك!
كانت عيونها بتلمع بلمعه مقدرش يستشفها لأنها نزلت راسها الارض بخجل وهي بتمسح خدها الأحمر من الدموع..
كمل كلامه بتساؤل وهو بيتفحصها : وانتِ مش قادره تحددي مشاعرك لسه؟
همست بتوتر احتل كيانها من كلامه ونظراته : ا.. انا محتاجه افسرلك اللي بحس بيه! عايزه آخد جلسه تاني يا جاسر.. محتاجه افضفضلك اوي !
ابتسم بهدوء وهو بيمسك كفها يفركه ببطء : محتاج اكلمك في الموضوع ده!.
حست برعشه في كل جسمها من لمسته الدافيه على بشرتها البارده، غمضت عيونها وهي بتتنفس بإضطراب وبتقول : سمعاك..
ابتسم على حالتها وساب ايدها عشان تركز في الكلام معاه : بُصي يا ستي من الآخر كده العلاج انا مش هكمله معاكي، قولتلك ان علاقتنا دلوقتي اتغيرت بشكل جذري.. احنا اتجوزنا يا سدل! علاقة المعالج وطبيبته مش هتنفع نهائي في الحاله دي، انا دلوقتي مش هقدر اشوفك غلطانه، مش هيكون في مصداقيه في التشخيص! هتلاقيني متعاطف معاكي بنسبه أكبر عشان المره دي انا ببصلك بنظرة عشق مش شفقه! انا هعملك حالة فصل عشان تتابعي مع أخصائيه.. انتِ بتعاني من معاناه في انك تتأقلمي مع غيرك وانا مش شايف اي مشكله انك تسعي عشان تعالجي الخلل ده!
قوست شفايفها وهي بتبصله بعيونها الحمراء : انا عايزاك انت !
اتحكم في ضحكته وهو بيتنحنح وبيقول بإبتسامه هاديه : وانا معاكي وهبقى سامعلك دايماً كزوج حتى لو مش هفيدك بحاجه، لكن صدقيني مش هينفع!
هزت راسها بنفي وهي بتبص قدامها : لا يا جاسر ، خلاص انا مش محتاجه حد غيرك يسمعني.. رغم كلامك الا انك الوحيد اللي فاهمني، مش عايزه حد يشاركك في الميزه دي! انت لو سمعتني انا هكون كويسه ومش عايزه اكتر من كده..
باس ايدها بخفه وقال ببساطه : بالله عليكي اسمعي كلامي، انا بدور على مصلحتك يا سدل..
بصتله ببراءه وهي بتسند راسها على الطاوله : مش عايزه!
قضب ما بين حواجبه وهو بيبصلها بحده : بلاش دلع..
عند صُهيب..
ماسك التليفون وهو لابس النظاره عشان تداري على الكد”مات وبيتكلم بخفوت : انتِ فين انا مشتنيكي من بدري؟
ردت كاميليا من التليفون : انا داخله اهو..
دخلت كاميليا من باب المطعم بخطوات واثقه وهي بتدور عليه، ابتسمت بسخريه لما شافت منظره المتبهد” ل وضحكت وهي بتقرب منه : صُهيب؟ انا معرفتكش يا راجل.. ده مين اللي خفى ملامحك ده؟
زفر بضيق بس ظهر الجمود على وشه : متتفرعيش كتير وقولي عايزه ايه؟
اتكلمت وهي بتبصله بثقه وبتربع ايدها : الفلوس؟
اتوتر وقال بتلعثم : معنديش حاجه دلوقتي.. ا.. انتِ عارفه الظروف!
ضحكت بصوت عالي لفت انتباه الناس : لا يا حبيبي، الكلمتين دول تضحك بيهم على حد تاني..
وبصراحه كده في كلمتين محشورين في زوري وعايزين يخرجوا.. وانا حابه الوضع!
غمض عيونه من تحت النظاره بتوتر : اصبري عليا كام يوم كده..
زفرت وهي بتبص على وشه بإنتصار : ماشي يا صُهيب.. مقولتش مين اللي عمل في وشك كده، بصراحه حابه اشكره..
شتم بصوت واطي وهو بيقوم وأخد حاجته ومشي..
ضحكت بصوت عالي وهي بتبص لضهره..
تاني يوم..
سدل كانت قاعده مع جاسر في المطعم بيفطروا وهي بتبص حواليها بتوتر..
همست لجاسر : كان لازم نخرج لوحدنا؟
ضحك وهو بيمسك ايدها اللي شدتها بسرعه وهي بتبص على الناس : انا مش فاهم فايدة كتب كتابنا يا سدل.. ولا عارف المسك ولا اكلمك ولا اخرج معاكي، يا بنتي والله احنا متجوزين!
بصتله بشفقه ومدت ايدها بتردد تمسك كفه وهي بتقول : انا آسفه يا جاسر، عارفه انك كمان مغصو”ب على الوضع ده عشاني..
بصلها بأمل وهو بيمد ايده بلقمه : مفيش حاجه تبل ريقي كده؟ ولا يا حبيبي ولا قلبي ولا حاجه؟
ضحكت بخجل وهي بتاكل من ايده وخدودها حمرت : ماشي يا حبيبي..
ضحك بصوت عالي وهو بيقول : اللهم صلي على النبي، بركة دعاكي يا إحسان..
فركت ايدها بإرتباك وهي بتضحك بكسوف ، مد ايده بلقمه تانيه فبصتله ببراءه : كُل انت، انت مكلتش!
دخل اللقمه بوقها وهو بيقول بتوها”ن : اسكتي ده انا ماصدقت اصلاً..
خلصوا فطار وجاسر راح معاها للشركه عشان يظبط معاها اللي حصل خلال اليومين دول..
دخلت المكتب وهو شددها من ايدها، سلمت على سما اللي كانت عارفه باللي حصلها اليومين اللي فاتوا..
ابتسمتلها : ألف سلامة عليكي يا سدل هانم، والف مبروك ليكي انتِ والدكتور جاسر..
ابتسمتلها سدل وهي بتاخدها في حضنها : الله يبارك فيكي يا سما، عارفه اني تقلت عليكي اليومين سامحيني..
هزت راسها بالنفي وهي بتبتسم..
دخلوا المكتب سدل وجاسر بعد ما أخد من سما الفايل..
بيقول بجديه : ايوه ،في شركه محتاجه تدخل معاكي في شراكه..
قالها وهو بيمد ايده بالفايل ،قضبت حواجبها بإستغراب وهي لسه بتبتسم واخدت الفايل منه..
شافت اسم الشركه اول ما فتحت الفايل، دققت في الاسم وهي بتقول : الشركه دي كانت بعتالي ايميل فعلاً، بس انا رفضت عشان………
لف جاسر ووقف جنبها وهو بيسند ايده على الكرسي وراها وبيميل جنبها : دي شركته…
بصتله بتعجب : شركة مين؟
بصلها بمعنى هي فهمته..
همست : صُهيب ؟
هز راسه بنعم..
زفرت بإرتجاف وهي بتقول : مش هيسيبني يا جاسر..
مسك ايدها ورفعها لبوقه ببطء : متخا”فيش هفهمك كل حاجه..
بصتله بخو” ف : انت عارف؟
هز راسه بأيوه وشدها من ايدها وراحوا على كنبه هما الاتنين..
قال بهدوء : بصي يا ستي……………..
بعد إسبوعين..
كانت سدل بتتمشى مع جاسر قُدام البحر وهما مشبكين كفوفهم..
اتكلم جاسر وقطع الصمت : قولي اللي عايزاه يا سدل..
اتنحنحت وهي بتضم كفه اكتر : مفيش حاجه..
ابتسم وهو بيرفع كفها وباسه بعُمق : وانا مش عارفك يعني، قولي يا سدل مش هتحايل عليكي!
برمت شفايفها..
قعدوا على مقعد فاضي قدام البحر، وقال بهدوء : متخبيش عليا حاجه..
حسست بإبهامها على كفه : انت مش خا”يف؟
بصلها بإستغراب : من ايه؟
ضحكت بإستنكار وهي بتهز راسها : جاسر انت بتتكلم بجد؟ بعد اللي قولتهولي عن اللي حصل بينكم مش خا” يف؟
ابتسم بخفه : لا يا حبيبي.. هيعمل ايه يعني؟
همستله برعشه : ده مهو” وس!
ضمها من كتفها وهو بيبوس راسها بعُمق : كُل اللي خا” يف عليه انتِ يا سدل، هو مش مِصدق انك هتبدأي تعيشي حياتك من غيره، عايزك تحت دراعه وبيحركك بضعفك.. لو انتِ جنبي فانتِ هتبقي قويه، قادره تواجهي.. وهو مش عايز كده، عايزك ملكه حتى لو بيكر” هك، مر”يض بالامتلاك.. انتِ كُنتي حاجه في ايده وليه سُلطه عليكي.. مش مستوعب انك بقيتي ليا وده اللي مخو”فني عليكي!
زفرت نفسها بإرتجاف وهي بتسند راسها على كتفه وبتغمض عيونها : هو عايز يهد” م مصدر القوه دي، وانت المصدر ده يا جاسر..
رفع راسها وهو بيبص لوشها القريب منه بتفحص : خا”يفه من ايه؟
همست ببطء : خا” يفه عليك..
ابتسم بخفه ورجع يبص للبحر : ربنا دايماً معايا في كُل خطوه..
رجعت راسها على كتفه وهي بتشدد على كفه : ونعم بالله..
همست بتردد وهي مستمتعه بنسمات الهواء اللي جايه من البحر : جاسر..
همس بمشاكسه : عيونه وقلبه وروحه..
ابتسمت بخجل وهي بتقول بتفكير : ايه أكتر حاجه بتكر”هها فيا؟
قهقه بخفه وهو بيقول بصراحه : سلبيتك..
قالتله بضيق : جاسر اتكلم بجد!.
قال بصدق وهو بيطبطب على كتفها : والله بجد، انا كطبيب نفسي شغلي بيقتصر اني امدك بالطاقه الايجابيه في الحياه، وانتِ هتشوفي الدنيا بمنظور تاني.. هتشوفيها بتفاؤل ! وكون اني بعشقك فمش بحب اشوف سلبيتك ويأسك من الحياه..
ارتسمت ابتسامه باهته على شفايفها وهي بتقول : مفيش حاجه تخليني احب الحياه..
زم شفايفه بضيق : ولا حتى أنا؟
اتكلمت بخجل وصوت ضعيف : إلا انت! يمكن تكون صفة تعود.. بس انت الوحيد اللي بظهر معاه الجانبين، حساك انت الوحيد اللي فاهمني وقادر تفسرني.. وده اللي بيريحني، مش بتستخف بمشاعري ولا افكاري.. مش بتمل وانت بتسمعني، عندك قُدره رهيبه انك تحتويني.. انا برتاح معاك يا جاسر راحه غريبه..
كان بيسمعها وعلى وشه ابتسامه مرتاحه، كملت كلامها بإرتجاف : جاسر، انت بتشكل جزء كبير مني! حاجه مش هقدر استغنى عنها، بحس جنبك بالأمان والراحه والدفئ والثقه ، حاجات حسيتها معاك انت يشكل كبير.. انا قادره اتنفس براحه لمجرد وجودك جنبي وفي حياتي.. عارفه انك بتحميني ودايماً معايا.. انسجامي معاك زي دلوقتي ناتج من ثقتي فيك يا جاسر.. لسه مش عارفه اتخلص من شعور الخو”ف لكن ده هياخد وقت، عارفه انه مأثر عليا سلبياً وبيخليني اتخيل حاجات كتير مش كويسه.. بس بوجودك معايا هيتبدد كل ده! انا بعاني من خو” ف فقدان اللي بحبهم، حاجه مش هتختفي مني ابداً! الباقي بمرور الوقت هيتمحي!
همهم بخفه وهي بيمسح على راسها وبيقول بخبث : بتخا”في من فِقداني؟ اعرف من كده انك بتحبيني؟
هزت كتفها بخفه وهي بتقول بحيره : انت حد غالي عليا اوي! ممكن افسرلك الموضوع اني بدأت.. أحبك !
على صوته وهي بيقول ب : انتِ بعد الفتره دي المفروض تقوليلي انا بمو” ت فيك يا حبيبي وعُمري وحياتي و……
بعدت عنه بحده وهي بتقول : خلاص يا جاسر، عيب كده!
غمزلها بعيونه وهو بيضحك : ايه العيب في كده مش انا جوزك؟
اتربعت وهي بتبص قدامها بعصبيه : جاسر خلاص! مش بحب طريقة الكلام دي.. الكلام ده بيوترني!
ضحك بصوت عالي وهو بيقول : خلاص آسف يا عيون جاسر، ها تحبي تروحي فين؟
زفرت بضيق وهي بتقول بهدوء : عايزه اتمشى على البحر..
وقف ود”فن ايدها بين كفوفه : يلا يا حبيبي..
قفلت على كفه جامد وهي بتمشي جنبه بهدوء..
قالت بعد فتره وابتسامه خفيفه باهته مرسومه على وشها : انت عارف؟
همهم بإهتمام، كملت كلامها بحز” ن ورغم ذلك مُبتسمه : كانت من ضمن أحلامي امشي مع الشخص اللي حبيته واخترته بالمنظر ده.. واهو بيتحقق بعد ما كنت فقدت الأمل فيه!
مرجح ايدهم المتشابكه ببعض في الهواء بحركات متتاليه وهو بيقول بإبتسامه : وانا الشخص ده؟
همهمت بخجل وهي بتقول : صح، انا بقولك ان كل حاجه جديده وحلوه جربتها لأول مره معاك!
لاحظت نظرات الناس ليهم فقالت بهمس متوتر وهي مركزه نظرها على الناس وبتقرب تكلمه في ودنه : هما بيبصوا لينا ليه؟
همسلها بنفس نبرتها وهو بيميل براسه جنب ودنها وهو مبتسم : يمكن عشان تصرفاتنا مُر”يبه؟
بصتله بتوتر وهي لسه مقربه بوقها منه : ليه؟
هز كتفه وهو لسه مُبتسم : ماسكين ايد بعض وبنهمس بالطريقه دي، هيتفهم ايه يعني من منظرنا؟
قالت بغضب وهي بتقضب حواجبها بعد ما فهمت قصده : بس أنا مراتك!
رفع كفها اللي ماسكه قدامها وكان خالي من خاتم بيدل على انها مراته او خطيبته : شايفه ايه؟
عرفت هو يقصد ايه فقالت بحز”ن بعد ما نزلت كفها : مش مهم، طالما احنا مش بنعمل حاجه غلط قدام ربنا يبقى عادي!
ضمها من كتفها وهو بيمشي ناحية السياره وبيبتسم بهدوء : عارف ان الظروف مكنتش قد كده وملحقتش اعمل حاجه صدقيني، اوعدك هظبطلك كل حاجه..
هزت راسها بإبتسامه هاديه وهي بتقول : مش بيهمني الحاجات دي قد ما بيهمني الشخص اللي معايا..
لفت نظرها السياره اللي كانت بعيد نسبياً عن سيارتهم في الجهه التانيه من الطريق فقالت بتوجس : جاسر، السياره اللي هناك دي انا ملاحظه انها ورانا من ساعة ما خرجنا من العماره..
بص للسياره اللي كان زجاجها اسود بتوجس وقلق، وقالها بهدوء : متخا”فيش يا حبيبتي.. تعالي بس نروح عشان حماتي مستنيانا..
هزت راسها بتردد وبصت على الطريق من جهة السيارات اللي بتعدي..
شدها جاسر وراه لما السيارات قلت وراحوا ناحية السياره بتاعتهم..
دخلوها وجاسر اتحرك بيها.. لاحظت تليفونها اللي كان بيرن في السياره بيتهز..
مسكته وشافت الإسم، قالت بصوت مستغرب : كاميليا..
جاسر قالها بهدوء ونظره على الطريق والمرايه اللي بتوضح اللي وراه : ردي شوفيها عايزه ايه..
فتحت الخط وشغلت الإسبيكر وهي بتقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إزيك يا كاميليا..
اتكلمت كاميليا بسرعه : جاسر اسمعني، صُهيب مخطط ياخد الفلوس اللي عايزها منكم بالعافيه بعد ما سدل رفضت الشراكه مره تانيه.. هو مش بيرد على تليفونه.. قالي انه لو اضطر يإذ” يكم هيعمل كده!
جاسر كان بيسمعها وهو بيبص على المرايه وشاف السياره اللي لسه بتمشي وراهم فعلاً..
سرع من سرعة السياره بشكل كبير، وسدل بلعت ريقها بخو” ف بعد ما البروده احتلت جسمها والتليفون وقع من ايدها..
لفت تبص على الشُباك وشافت السياره بتلاحقهم بسرعه عاليه، قالت بصرا” خ لجاسر اللي كان الهدوء مسيطر عليه عكسها هي : وقف السياره يا جاسر.. أرجوك إسمع كلامي! مش هيهدى غير لما ياخد اللي عايزه.
قال جاسر بصرا” خ أعلى وهو بيسرع من السياره : إخرسي يا سدل، مش وقتك!
قالتله بإنهيا”ر : كان لازم تصارحني بكل حاجه من الأول.. لازم ! وقف السياره يا جاسر بقولك!
علت صوتها في آخر جمله، فوقف السياره على جنب في شارع فاضي فجأه لدرجه ارتدت جامد في مكانها ونزل منها وهو بيقول بصرامه : مسمعش نفسك، خليكي لغاية ما احل الموضوع!
راح ورا السياره وهو مستني السياره التانيه توصل..
وقفت السياره التانيه ونزل منها صُهيب بشموخ وعلى وشه ابتسامة نصر ووقف قُدام جاسر : أهلا بيك يا دكتور..
سيطر جاسر على أعصابه وهو بيبتسم بهدوء : اهلاً بالمُتحر”ش..
قرب من ودنه جامد وهو بيهمس بمكر :والقا” تل !
بعد وهو بيبص على ملامح صُهيب اللي شحبت بشده وهو بيقول بتلعثم : مقتـ ـلتش حد..
ضر”به جاسر بخفه على كتفه وهو لسه بيبتسم ببرود : عيب عليك يا صُهيب، مش انت اللي هتعدي من تحت ايدي كده..
اتوتر صُهيب وبدأ يعرق وهو بيقول بتوتر : عايز اتكلم مع.. سدل!
ضر” به جاسر بقبضته على خده وشده من لياقة قميصه وهو بيهمس بشر قدام وشه : إسمها مايجيش على لسانك، روح اطلب من ماما الفلوس.. لكن هي بقت خط أحمر، لو اتعديته قسماً بالله مش هتاخد في ايدي دقيقتين..
صُهيب ضر”ب جاسر لكـ ـمه ،رفع جاسر وشه وهو لسه بيضحك : غبي يا صُهيب..
نزل جاسر فيه ضر” ب وهو بيصر”خ : ملمحش ظلك قُريب منها تاني، انت كُنت صفحه في حياتها واتقفلت بعد عذا” ب، متفتكرش انها نفسها اللي كُنت بتذ”لها وهتسكتلك! انت معملتش اي حاجه ليها عشان تساعدك عشانها، معملتش حاجه غير سَلبك منها كل حاجه..
نزلت سدل بسرعه من السياره وهي بتصر”خ بإسم جاسر لما شافت صُهيب بيردله الضر” بات عشان يسيبه ودموعها على خدها..
جريت عليه بسرعه وبعدته عنه بصعوبه، همستله لما شافت نظراته ليها ببكاء : عشان خاطري اهدى ، بالله عليك يا جاسر!
وقف صُهيب من الارض وهو بيمسح الد” م اللي جنب بوقه وبيضحك بتقطع، لفتله سدل بحده وهي بتصر”خ : انت عايز مني ايه، مش مكفيك اللي عملته فيا؟ هتد”مرني اكتر من كده ايه.. الفلوس؟ انسى اني اديك حاجه.. الشركه بإسمي وانا اللي كبرتها في الفتره القليله دي بعد ما كُنت مش بتعمل حاجه غير انك تصرف منها على نزو”اتك وقر”فك اللي انت عايش فيه.. ملكش اي حق في ولا مليم فيها، دي تعويض عن عمري اللي انت د”فنته بإيدك عشان كُنت قليلة الحيله.. لكن دلوقتي،انت مش هتقدر تقرب مني ولا تمسني بسو”ء! مش هديلك حاجه يا صُهيب ولا هتقدر تاخد مني حاجه، روح لماما صفاء ولا اخواتك لكن انا ابعد عني خالص! وكفايه كده..
كانت بتتكلم وهي بتصر”خ وتتنفس بعنف وهي واقفه بينهم..
قرب منها في خطوه لكن وقفته بإيدها وهي بتبصله بقوه : اقف عندك.. مش هسمحلك تقربلي ولا جوزي هيسمح بكده ! اتفضل امشي ومش عايزه أشوف وشك تاني، قادره أبلغ عنك الشرطه وأ” حبسك بتهمة محاولتك للإعتد”اء عليا، وإجها”ضي وتعرضي للتعنـ ـيف منك.. بس انا مش هأ” ذي الست اللي ربتني فيك وهسيب أمرك لربنا، مش هقولك غير حسبي الله ونعم الوكيل فيك.. ويارب تشوف الذُ”ل والقـ ـهر بمقدار الوجع اللي حسيت بيه يا صُهيب.. وجع قلبي مستحيل اسامحك عليه!
قالت كلامها بقلب محر”وق وهي بتشهق بين كلامها..
صُهيب مهتمش بكلامها وهمس بترجي بيحاول يستعطفها بكلامه : اوعدك هرجعهملك تاني.. اديني فُرصه اشرحلك طيب انا كُنت بعمل كده ليه.. مش معقول هتسيبي ابن عمتك في محنته!
قالت بصرا”خ وهي على وشك الانهيا” ر : كفايه قولتلك! انت مش بتزهق من الكذ” ب والخدا”ع، بتدور عليا عشان مصلحتك؟ قسماً بالله ما هتطول مليم مني يا صُهيب، سواءً عشان تداري عمله جديده ولا تبني حياتك فلا، انت طليقي وسبب دما”ري مش ابن عمتي.. لو ممشيتش دلوقتي انا هتصل بالشرطه.! ولآخر مره هقولهالك.. لو طلعت منك حركه كده ولا كده هتلاقي نفسك في الحبس..
صُهيب اتوتر وهو بيمسح على وشه وبيشتم بصوت واطي، قرب من جاسر وهمسله في ودنه بكلمات خلاه يشـ ـيط من الغضب والغيره ولكـ ـمه على وشه كذا مره لغاية ما وقع، ضحك صُهيب بتو”عد وهو حاطط ايده على خده ويتعدل : مش هسيبك يا سدل.. هخليكي تترجيني عشان ارحمك ومش هعمل!
شاور على جاسر وهو بيحاول يدخل الشـ ـك قلبها : طلعت مش سهل يا دكتور، انا بحذ” رك منه يا سدل.. هو مش زي ما انتِ متخيله صوره مثاليه! كُنتي بتدوري عليها فيا برضو وشوفتي اللي حصل!
قال كلامه وراح ناحية سيارته ، دخلها وبعتلهم بوسه في الهواء واتحرك بيها وعلى وشه ابتسامة شر..
سدل لفت ببطء لجاسر اللي كان واقف بيبصلها بجمود، اترمت في حُضنه وهي بتشهق وبتضمه جامد..
حس برعشة جسمها اللي كانت بتدل على انهيا”رها وهي بتد” فن نفسها في حُضنه!
كانت بس بتبكي وجسمها بيتنفض، رفع دراعه واحتواها عشان يبعث فيها الأمان..
د”فن وشه في رقبتها وهو بيهمسلها بكلمات تهديها..
دموعها غر” قت التيشيرت بتاعه، رفع وشها الأحمر بعد دقايق وهو بيهمس بحنان : مشي خلاص..
لفت إيدها حوالين خصره وسندت راسها على صدره مره تانيه وهي مغمضه عيونها بقوه وبتبكي بنحيب : كُنت خا”يفه عليك اوي، بعتذر منك على كل اللي بتمر بيه بسببي!
شالها واتقدم بيها من السياره، دخلها في مكانها وقفل الباب بتاعها..
سند على السياره من ورا وخرج علبة السجا” ير من جيبه وبدأ يد”خن بشرا”هه، نفث الد”خان وهو بيبصله بشرود وبيفتكر اللي قاله صُهيب..
” اللي زيها ملهوش امان، بتلف على الرجاله زي حالتك كده، كانت ماشيه معاك وهي على ذمتي”
زفر بضيق وهو بيغمض عيونه المدمعه بتعب وبيتنفس من السيجا”ره بقوه..
قعد على حالته دي دقايق ودخل السياره بعدها بدون ولا كلمه..
كانت لسه بتبكي وهي بتقول بحر”قه : انت كويس؟
هز راسه بدون كلام، مدت صوابعها المرتجفه عشان تحسس على الجرح في وشه.. نزل ايدها بهدوء وهو مركز على الطريق..
انكشمت على نفسها وهي بتبكي جامد وبتلزق في الباب.
اتكلم بهدوء : عايزه تعرفي ايه؟
ردت بصوت ضعيف بين كل كلمه وكلمه شهقه : هو عايز فلوس لإيه؟
رد بصوت جليدي : هو اللي قتـ ـل هشام..
همست بدون وعي والدموع بتنزل من عيونها المفتوحه بصدمه : يعني ايه؟
صر”خ بصوت رجفها : يعني ايه ايه؟ بقولك هو اللي قتـ ـل هشام! عايزه تعرفي ليه؟ عشان مراته التانيه كانت على علاقه بيه، قتـ ـله عشان يحس بالانتصار يا سدل..
كانت بتبصله بفز” ع وهي لازقه في الباب وبتهز راسها بنفي وبطء والدموع نازله منها بصمت..
د”فنت وشها بين كفوفها المضمومه وجسمها مش بيتوقف عن الارتعاش..
همست بر”عب بعد ما فهمت معنى كلامه : هـ.. هيقتـ ـلني ، هيفرقنا عن بعض يا جاسر..
وقف السياره قدام فيلا الخولي، بصلها وشاف حالتها المنها”ره..
همس اسمها بعذا”ب وهو بيشدها لحضنه جامد..
همسلها بهدوء وهو بيمشي ايده على حجابها : اهدي يا حبيبتي، هو مش هيقدر يعمل حاجه.. انا ماسك عليه حاجات توديه في دا”هيه مستني الفُرصه المناسبه عشان اتصرف فيها..
بعدت عنه وهي بتبصله بعيونها الحمراء : فلوس ايه اللي عايزها؟
– عشان يديها لكاميليا اللي بتهد”ده انها هتبلغ عليه، لما سيبناه في الشقه كان بيدور في الفايلز بتوع الشركه على طلب شراكة شركته وحاول انه يِزو”ر توقعيك بالموافقه عليه بس مقدرش.. هو عايز فلوس يا سدل، زي ما قولتلك النوع ده دايماً كده.. مش بيهمه حاجه غيرها..
سندت راسها على الشباك وهي بتقول بخفوت : قولي كل اللي حصل في اليوم ده..
Flashback
دخل جاسر الشقه وعلى وشه ابتسامه خبيثه..
خرج صُهيب من غرفة مكتب سدل اول ما حس بحد دخل، ضحك بصوت عالي وهو بيقرب من جاسر : الدكتور الحبيب نورت..
ابتسم جاسر بخفه وهو بيشمر الاكمام وبيقعد على الكنبه..
قال بصوت خشن وهو مغمض عيونه ومرجع راسه لورا : اهلاً باللي ميعرفش يعني ايه نخو”ه ورجوله، اللي معتبر نفسه راجل بقوته على الستات..
مهتمش صُهيب بكلامه ورفع الفايل اللي كان في ايده وفي أوراق ملكية الشركه وهو بيقول : عشان ننجز في الوقت، تجيبلي توقيعها على الورق النقل والنص بالنص.. هي متستاهلش انك تضحي بالملايين دي، وأظن انت اخدت اللي عايزه منها خلاص..
ضحك جاسر يصوت عالي كله غضب وشر وهو بيقول : لا يا روح ماما، الشركه مش من حقك هي اللي كبرتها.. تكونش طمـ ـعت فيها بعد ما كبرت ما انت كُنت سايبها على الحديده!
قرب صُهيب منه وهو بيستفزه : دايماً كده بتاخد الناس لصفها بإستعطافها وحركاتها، انت عارف انا طلقتها ليه ولا كُنت بعاملها كده ليه؟.
ولان جاسر دكتور وبيعرف يتحكم في اعصابه متأثرش بمحاولته دي قلبه اللي بيتحر”ق من كلامه عليها و قال بجمود : عايز منها ايه؟
رد بدون تردد : شراكه بالشركه الجديده اللي عملتها من فلوس بابا، الفلوس خلصت معايا والشركه شغلها واقف..محتاج فلوس من شركتها، وتحمد ربنا اصلا اني هسيبهالها!
فتح جاسر عيونه وهو بيدعي الاهتمام : اوه بجد؟ وانت محتاج الفلوس دي في ايه؟
اتوتر صُهيب وقال بسرعه : عشان الشغل..
جاسر همهم بهدوء وهو بيدعي الغباء : افتكرت عشان كاميليا واللي ماسكاه عليك!
د”فن صُهيب وشه اللي شحب بين ايده وهو بيقول بتوتر : مش فاهم؟
جاسر بهدوء وابتسامه ساخره : وماله افهمك.. هشام، شرطه، قتـ ـل، تجاره؟ مش فاهم لسه؟
رفع صُهيب وشه وهو بيبلع ريقه : انت عايز ايه؟
اتكلم جاسر بكل هدوء : ابعد عن سدل، ملمحكش قريب منها.. لو عايز فلوس اتصرف من نفسك.. اصل انت مش نا”قص رجوله عشان تاخد فلوس ست تعبت فيها!
اتكلم بنبرة تحدي : ولو مبعدتش، بصراحه انا ند”مان اني خسرتها هي بقت………..
قطع كلامه لما اتحرك جاسر حركه واحده وضر”به على وشه براسه وهو بيقول بفحيح : سدل مراتي، لو سمعت سيرتها بس على لسانك مش هتتوقع هعمل فيك ايه.. همشيك دلوقتي بس قسماً بالله العلي العظيم انا ناوي اند”مك على كل اللي عملته فيها اضعاف.. تديني الإذن بس وهوريك النجوم في عز الظهر!،
اتعدل صُهيب وهو بيتأوه وحاطط ايده على وشه مكان الضر” به، ضحك بألم : ايه السنيوره ممشياك على كيفها ولا ايه؟
جذبه جاسر من فكه بقوه وهو بيهمس قدام وشه بشر : ناسي كاميليا ولا ايه؟ يمين يمين يسار يسار.. ما بلاش نفتح مواضيع قديمه هتكون انت الخسران فيها!
ضر” به كذا مره لغاية ما بدأ ينز”ف وهمس بشر : كل ما تبص للمرايه افتكر سيدك جاسر سُلطان المغربي.. ياراجل!
End of flashback..
سندت راسها على كتفه وهي بتغمض عيونها بحسر”ه : جاسر انا تعبت اوي.. تعبت بشكل مش قادره اوصفه! حسبي الله ونعم الوكيل فيه، ربنل ينتقـ ـم منه!
رفع دراعه وحاوطها وهو بيقول بحنان مغلف صوته رغم خشونته : سدل، مفيش انسان ملهوش متاعب الحياه مش دايماً راحه! اللي يأذ”يكي اتحسبني عليه.. عارف ان في ايدك تأمريني اللي انتِ عايزاه وانا مستني والله!
همست بعذا”ب : الا انا يا جاسر، من وانا صُغيره متعذ”به.. انا بكر” ه حياتي ونفسي.. بتمنى ربنا يخلصني من اللي انا فيه، ربنا ياخدني عشان ارتاح..
قال بحده : بعد الشر عليكي، ايه اللي بتقوليه ده يا سدل؟
بعدت عنه لما استوعبت ريحته وهي بتقول برجفه : ايه الريحه دي؟
بص للفيلا بضيق : يلا انزلي..
لفت وشه ليها وهي بتقرب وبتشم بوقه همست بصدمه وهي لسه قريبه منه : انت بتد”خن؟
زفر وهو بيقول بضيق وبيلف وشه : ايوه.. فين المشكله!
قالتله بعصبيه وهي بتمسح دموعها وبتاخد انفاسها بإرتجاف : يعني ايه ايه المشكله؟ ازاي متقوليش حاجه زي دي؟ ايه اللي مخليك تد” خن؟ انا كُنت بقنع نفسي ان الريحه مش منك انت، انت اتجننت يا جاسر؟ مش عارف التد”خين بيضـ ـر بصحتك ازاي؟ انت قاصد تضا”يقني ولا ايه مش فاهمه!
رجع خصلاته لورا ببرود وهو بيقول : عادي يا سدل.. مش موضوع اللي هنتخا” نق عليه، انا مش بد”خن إلا لما بتضا” يق..
بصتله بإستنكار وغضب : انت اللي بتقول كده؟ سيبتلي ايه انا على كده.. لما انت تضا” يق وتد”خن وتد”مر صحتك بإيدك قولي انا هعمل ايه؟ أرمي نفسي في البحر؟
– سدل متقارنيش، انا متعود على كده.. مش هاجي اطلع غضبي وكبتي عليكي او على اي حد! سيبيني براحتي أرجوكي..
اتكلمت بصوت مُرتجف عالي : انا مُتقبله انك تعمل فيا اللي انت عايزه بس متأ” ذيش نفسك، ليه مُصر دايماً تخرج شعور الخو” ف اللي جوايا! مش هستحمل يصيبك حاجه او تتعب حتى، افهمني يا جاسر أرجوك..
اتحرك بالسياره ومشي من قدام الفيلا وهو بيقول بضيق : سدل.. انتِ نفسيتك و”حشه النهارده، هنروح عشان ترتاحي ونيجي بكره الصُبح ان شاء الله..
= رجعني يا جاسر، انا عايزه أفضفض لحد، الاخصائيه لسه جلستها بكره..
وقف السياره جنب بوابة الفيلا وهو بيسند راسه على المقود : سدل محصلش حاجه لكل ده! متعانديش..
غمضت عيونها المُرهقه والحمراء ومردتش عليه..
ابتسم على حركتها بخفه وحط ايده على خدها بيمسح من عليه الدموع : وانتِ كل ما هتز”علي هتخفي عيونك عني؟ عايزه ايه وانا انفذهولك؟
فتحت عيونها وبصت على وشه القريب منها وقالت بخفوت : مش عايزه حاجه يا جاسر، ابعد شويه!.
– لو مردتيش كويس يا سدل انا هتهو”ر وأصالحك..
بصتله بعيونها اللي لمعت فيها الدموع وقوست شفايفها : انت بتقول اني لسه متعافيتش، مش ملاحظ انك بتضغط عليا بشكل كبير؟
– بضغط عليكي ازاي يعني؟
= بكل الطرق يا جاسر، على مشاعري ونفسيتي وتفكيري.
بعد عنها بجمود وهو باصص قدامه : باتي النهارده هنا وبكره هعدي عليكي آخدك..
مسكت دراعه وهي بتقول بتردد وترجي : جاسر مش قصدي، بقولك مش قادره أبعد عنك بتقولي كده؟
ردد كلمته ببرود وجمود بعد ما دخل بالسياره من البوابه : انزلي يا سدل..
– يا جاسر افهمني انا…………
اتنفضت على أثر صرا”خه فيها : قولت انزلي يلا!
دمعت جامد وخرجت شهقه منها وهي بتبصله وخرجت من السياره بسرعه ودخلت الفيلا وهي بتجري وبتحاول تشوف الطريق قدامها..
خلل صوابعه بين خصلات الناعمه وهو بيغمض عيونه وبيزفر بضيق : مالها بتتعقد كده ليه؟
دخل الفيلا بعد دقايق لما حس بغلطه، شافهم كلهم قاعدين معادا فاطمه وآيه..
وقف معتز وهو بيبص لجاسر بحده واتكلم بعد ما قرب منه : انت عملت فيها ايه؟
هز جاسر راسه وهو بيقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
مسكه معتز من لياقته بعصبيه : انطق عملتلها ايه؟
وقفت صفاء وهي بتضر”ب عكازها على الارض وبتقول بصوت جهوري : معتز! مش ماليه عينك ولا ايه؟
سابه معتز وبعد عنه بضيق وهو بيقول : آسف يا ماما..
قربت منهم وهي بتبص لجاسر بقوه : ايه اللي حصل يا جاسر؟ البنت داخله منها” ره بالمنظر ده ليه؟
بصلها برجاء وهو بيقف قدامها : هي فين؟
شافت نظرة الرجاء في عيونه فقالت بجمود : طلعت فوق مع البنات في غرفتها..
طلع بسرعه قبل ما تكمل كلامها ودخل غرفتها بدون استئذان.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية علي عرش قلبي ) اسم الرواية