رواية خسوف كاملة بقلم اية العربي عبر مدونة دليل الروايات
رواية خسوف الفصل الثاني عشر 12
مازلتُ برعمٌ لم يتفتح بعد .
اختارتُ ما أجبره عليا قلبي العاشق حينما عدتُ معك
لم أكن حينها أعلم انّ العشق امتلاك وانّ المشاركة فيكَ محرّمة …
&&&&&&&&&&
استقل بدر سيارته منطلقاً الى بيته ومعه قلبه تجلس فى المقعد المجاور تتطلع الى النافذة بشرود وصمت تام .
قاد بشرود الا ان توقف فى مكان هادئ والتفت اليها يطالعها بهدوء وتمعن .
افاقت من شرودها على توقف السيارة فالتفتت اليه تردف بتساؤل وترقب _ وقفت ليه ؟
تنهد بعمق ثم تسائل بترقب _ احكيلي شو صار معك بالضبط بهديك اليوم ..
جالت انظارها بتوتر حول المكان وتعالت وتيرة انفاسها مردفة بتعجب _ هنا !
اومأ لها فبدأت تفرك كفيها وتردف بعد ثوانى خافضة راسها للاسفل _ انا كنت دايما بتصور سيلفي وببعت صورى لخالد … بس طبعا كلها بالحجاب ومافيش اي حاجة من جسمي ظاهرة … كان وشى بس .
اغمض عينه يهدأ من روعه وغضبه ثم التفت ينظر للامام يستمع اليها وهى تكمل _ لما انت جالك الاتصال الغريب ده وروحت تتأكد انا كنت مستغربة جدااا ان ازاى مراتك تطلع عايشة بعد كل السنين دي ! … لقيت رسايل كتير اوى جيالي من رقم خالد .
كور قبضته واردف بغضب وغيرة _ ماتحكى اسمه .
اومأت بندم واردفت بصوت متحشرج مختنق _ مكنتش برد خالص … من وقت ما سلمتنى الموبايل وانا متجاهلة رسايله تماماً … بس وقتها لفت نظرى كلمة تم استلام ١٥ ملف من الصور … قلقت جداً لانه اول مرة يبعتلي صور … فتحتها بس لقيت صور مفبكرة على وشي !! … مقدرتش اصدق وقتها … كنت ببصلها وانا متأكدة انى فى كابوس هخرج منه … بعدها بعتلي رسالة تهديد ان لو مروحتش آخد منه الميمورى اللى عليه الصور بنفسي هو هينزل صورى ع النت تانى ..
تحشرجت تزيل عبراتها تتابع _ الدنيا ظلمت قدامى … صور تانى ! .. فضيحة تانية والمرة دى ضربة موت فعلا …. ازاااي كدة ! … ازاى ده طلع بالقذا*رة دي ! ..
تنهدت بعمق وألم تتابع _ لما مردتش على رسايله اتصل … وهددنى تانى … وقالي ان بابا المرة دى هيروح فيها والناس هتصدق ان دى انا فعلاً … خوفت اوووى .
التفتت تطالعه بنظرة ملامة تردف _ رنيت عليك … رنيت كتييير وقولت انت الوحيد اللى هتلحقنى .
عادت بنظرها للأمام تتابع بألم _ تليفونك كان مغلق … خوفت ارن على بابا … قولت ارن على اخويا ! …
نادر لجأتله وكان ده آخر امل جوايا … بس هو بهدلنى وقفل الخط … الدنيا ضلمت فى وشي وملقتش حل غير انى اروح الحقه قبل ما ينزل الصور … بس وقتها مش همنعه لاء .. وقتها فكرت اعاقبه على اللى عمله معايا … اخدت سكينة من المطبخ وحطيتها فى شنطتى ومشيت .
ركبت تاكسى وصلنى ليه وروحتله وانا على يقين يا اما آخد الصور وامشي يا اما هقتله لو فكر يقربلي واسلم نفسي بعدها .
بس هو حبسنى ف العربية وشد منى الشنطة وشاف السكينة ورماها ف النيل … وخرج برة العربية بعد ما قفلها عليا من جوة وانا وقتها حسيت بجسمي كله منمل ومش عارفة احركه … وكنت شبه متأكدة انى هخرج من العربية دى يا قاتل يا مقتول لحد ما شوفتك جاى وقتها الروح ردت فيا تانى .
كان يستمع اليها بملامح مشدودة وغضب من هذا الجبان ومن نفسه ومن ياسر ونادر الغب*ي .. ولكن ما شرح صدره هو انها تعتبره مصدر امان لها .
اما هى فكانت تبكى وتسقط عبراتها كالشلال .
تألم والتوت احشاؤه من بكاؤها فالتقط منديلاً ورقياً من اعلى طلبون السيارة وناولها اياه يردف بحنو _ طيب كفى دموعك وما بقى تبكى .
تناولته منه وحاولت تجفيف عبراتها ولكن انقباض حلقها جعلها تتحشرج بقوة فأغمض عينه ثم مد ذراعه اليها يسحبها لعنده مردفاً _ تعى لهون تعي .
عانق رأسها داخل صدره بحنو وهي دثرت نفسها فى عناقه تحاول ايجاد الامان والاحتواء الذى افتقدته منذ ان تركها .
تنهد بعمق ثم انحنى يقبل رأسها من فوق الحجاب بقلبٍ عاشقٍ متلهف وشغوف بحبها … ابعدها بهدوء يعيدها ثم تطلع اليها يردف بجدية _ اسمعيني يا قمر … حتى عن بجد نفذ تهديده ما تنزلي من البيت … كنتى انتى هددتيه بالمكالمات تبعه اللى معك … وقولتيله انك هتسجنيه ووقتها مستحيل كان ينزلهن لانه جبان … لكن انك تروحى لحد عنده وتكونى تحت رحمته هاد تصرف خاطئ تماماً … في اي موقف بدو يقابلك رح تتعاملي بعقل وتفكرى مليون مرة قبل ما تنفذى …
اغمض عينه متنهداً بعمق ثم اردف يطالعها بملامح قاتمة _ مو حابب اتخيل لو ما كنت اجيتك كان شو بدو يصير … منشان هيك ركزى وفكرى واتصرفي … انتى معك دليل ادانته هو … و انا من بكرة ان شاء الله بروح معك للمحامى و رح نرفع عليه قضية ابتزاز ومش بس هيك … هاد كان بده يتعدى عليكى … يعنى يورجيني كيف بدو يخرج وهو اللى تبعه … ولازم يكون عبرة لغيره .
طالعته بعيون متأملة تومئ بصمت ثم عادت تلتزم مقعدها اما هو فعاد يتنهد قبل ان يشغل المحرك ويقود عائداً للمنزل .
&&&&&&&&&
فى منزل ناهد
تجلس سلوى والدة ناهد امام تلك السيدة التى تردف بترقب _ قولتى ايه ام ناهد ؟!
تنهدت سلوى واردفت بهدوء _ هقول ايه يا ام زياد … سبيني اسأل ناهد واتكلم مع عمها فى البلد واللى فيه الخير يقدمه ربنا .
اومأت السيدة ووقفت تردف وهى تحمل حقيبتها _ تمام … بس متتأخريش علينا فى الرد … لان زياد ابنى مستعجل اوى .
تنهدت سلوى واومأت مردفة بهدوء _ ربنا يسهل يا ام زياد … هكلمك خلال يومين ابلغك بردى .
اومأت لها السيدة وغادرت بينما التفتت سلوى تنادى ابنتها من الداخل مردفة _ يا ناااهد .
اتت ناهد وجلست امام والدتها تردف بترقب _ نعم يا ماما !… عريس تانى مش كدة ؟
اومأت سلوى واردفت بترقب _ قصدك ثالث يا ناهد … والمرة دى يابنتى لو سألنا عليه وطلع كويس هنتوكل على الله .
زفرت ناهد بقوة وشرود مردفة _ وطبعا هتعملي زى كل مرة وتتصلي على عمى فوزى وابنه علشان ييجي يسأل عليه ويشوفه وبعدين ياخده يجوزه لواحدة من بناته زى كل مرة مش كدة !
شردت سلوى تفكر بهدوء مردفة _ طيب يا بنتى اومال هنعمل ايه ! … هجوزك من غير اهل ابوكى !
اردفت ناهد بقهر وغضب _ هما فين اهل ابويا دول يا ماما !!! … هما فين من وقت ما بابا مات وهما مقاطعينا ومش بيرفعوا حتى سماعة التليفون يسألوا علينا !! … اهل ابويا اللى اكلوا ورثنا يا ماما لاننا بنات ومش بنورث !!!
اومات سلوى بصمت فأبنتها محقة بينما تابعت ناهد باصرار _ بصي يا ماما وبعد اذنك … انا مش هسكت واستنى لما مصيري يبقى زى مصير بثينة اختى … انا هخلي عمى ياسر وبدر جوز قمر يسألوا عنه … وانا هقابله واصلي استخارة … ولو هو كويس يبقى عمى ياسر هو اللى هيبقى وكيلي … انما عمى فوزى مستحيل اخليه ييجي هنا تانى .
اردفت سلوى باستنكار _ ازاى يعنى يا ناهد !!! … ميصحش يا بنتى الكلام ده … عايزة الناس تاكل وشنا ! … مش لازم يكون ليكى اهل وعمام قدام جوزك علشان يعملك خاطر .
اردفت ناهد ساخرة بحنق _ هه … يعملي خاطر بعد ما يشوف عمى فوزى !!! … يا ماما اللى بيتقي الله هيراعي ربنا في البنت اللى طلب ايدها وقرر يرتبط بيها … مش هيهينها ولا يجرحها علشان خاطر ربنا قال كدة مش علشان خاطر لا عم ولا حد .
مسحت سلوى بكفها على وجهها تستغفر ثم اردفت بقلق _ طيب يا حبيبتى … اللى فيه الخير ربنا يقدمه … ولو كدة ماشي … نكلم عمك ياسر وبدر جوز قمر يسأله عنه .
&&&&&&&&&
وصل بدر امام منزله .
نظر لقمر بهدوء ثم اردف _ فوتى انتى يا قمر واطلعي لفوق .
قالها وهو يناولها المفتاح الخاص بالشقة .
تناولته منه بهدوء ثم نظرت اليه بترقب وعمق واردفت متسائلة _ وانت ؟
تنهد يردف بهدوء ولين _ اطلعي فيني قمر … اليوم اتوفت الست حليمة … وهاى كانت بالنسبة لريحانة متل امها … وانا تركتها وجيت مع اخى ياسر وقت اللي قال انك ما عم تردى بالرغم من اننا كنا يادوب چايين من الدفن … وبدى منك تعرفي من هلا انو ريحانة مرتى والها حقوق متلك بالضبط .
نظرت له بألم ارتسم في عيناها وانقبض حلقها يبدو ان الوضع سيكون اصعب مما اعتقدت .
اومأت بصمت وترجلت من السيارة تغلق الباب خلفها بحدة وتصعد للاعلي .
اما هو فسحب نفساً عميقاً يهدئ به داخله … يخبرها هذا بفمه ولكن في قلبه حديثٍ آخر …
قام بأدخال سيارته مخزنها وترجل منها ثم صعد الدرج بهدوء يطرق باب ريحانة بترقب .
بعد ثوانى فتحت له الجارة ام محمد تطالعه بوجه بشوش مردفة _ اتأخرت ليه يابنى ! … ريحانة مموتة نفسها من العياط وانا عمالة اهديها بس مش راضية تبطل .
دلف يردف بهدوء وهو يتطلع على ريحانة التى تجلس على كرسيها باكية _ يكتر خيرك يا ام محمد عذبناكى معانا لا تؤاخذينا .
اردفت السيدة وهى تغادر _ لاء يا عمرى … بس خلى بالك منها .
اومأ بتفهم وغادرت هى الى بيتها ثم اغلق الباب واتجه يجلس امام ريحانة مردفاً بهدوء وحزن على حالتها _ لا تؤاخذيني اتأخرت .
اومأت بهدوء تزيل دموعها فتابع _ بعرف ان كلامى ما رح يخفف عنك وجع فراقها … وبعرف ان هى الوحيدة اللى ضلت معك وما تركتك … وما عم ارفض ابدا حزنك عليها … بس هونى ع حالك شوى ريحانة … احنا ما النا فى نفسنا شى … هاد الله وهاي حكمته … بعرف انك بتحبيها منشان هيك ادعلها وافرحى الها لانه تعبها كله رح يكون في ميزان حسناتها ورح تكون من اهل الجنة .
اردفت ريحانة بصوت باكى متحشرج _ بعرف بدر … بعرف وراضية بقضاء رب العالمين … بس فراقها واجعنى بدر واجعنى كتير .
اقترب منها يربت على كتفها بحنو ووضع رأسها على صدره فقد حزن كثيراً لحالتها تلك وقد شعر بمدى الألم الذى تعانى منه .
اما هى فابتعدت قليلاً تطالعه بعيون لامعة وحرج وتردف بهدوء وهى تجفف عبراتها _ لا تؤاخذنى بدر .
اومأ ثم اردف بهدوء وترقب _ ريحانة انتى مرتى … ولا انتى فسختى العقد !
نظرت ارضاً بخجل ثم اردفت بهدوء وصدق تخرج ما في جوفها بعدما جففت عبراتها _ اسمعنى بدر … انا ما فسخت عقد الزواج بس انا ما فيني كون زوجة طبيعية الك … مابقدر اعطيك حقوقك بدر ولا بيصير اتعدى ع حق غيري … انا ما بدى غير ودك وسؤالك عنى وغير هيك انا ما بدى ورضيانا هيك وانت لو الي خاطر عندك ما تعارض … انت اتجوزت وما بتعرف انه انا عايشة … مافيني خيرك او اجبرك علي وعليها … انا ما بقبلها ع حالي كيف فيني اقبل عليها هيك شى ! .
طالعها بعيون مترقبة ثم اردف بتساؤل _ لشو عم تحسي هيك ريحانة ! … مافيكي تجبريني على شي يا بنت الحلال … انت ألك عندى حقوق متلك متل قمر … وانا ما بقدر اخالف شرع الله … هذا الوضع مو على كيفنا ريحانة … انت الك نص وقتى … إلك عندى كل طلباتك … إلك عندى المودة والرحمة والعدل ريحانة .
اومأت تردف بهدوء وعزة _ سامحنى بدر … بس انا يلي عم اطلب منك هالشى … لولا امى حليمة الغالية الله يرحمها ما كنت عرفت انى عايشة … انا يلي تنازلت عن حقوقي … بكل رضايا … لانه مافيني اقبل بهيك شي … اعذرنى بس انا هيك برتاح … وانت بتعرف السبب … مافيني عن جد … اذا عملت غير هيك رح اكره حالي .
زفر يطالعها بصمت … لقد ازالت حملاً من على عاتقه … حملاً يفكر به منذ ان ظهرت هي … هو يخشى شرع الله ولكن قلبه اصبح يكتفي بقمر ويمتلئ ولا يريد غيرها زوجة عشيقة له … هو بالأساس لم ينبض قلبه من قبل الا لها … دائما عاش لعائلته ولوطنه وللغير … دائماً يرضى الجميع عادا هو … هي فقط الجزء الخاص به … هي فقط كل ممتلكاته … وليست بالكثيرة عليه بعد كل ما عناه .
نظر ارضاً ثم اردف بهدوء _ انا مافيني اقول شئ او اساوى شئ ما بدك اياه … بس بدى منك تتأكدى انه وقت بدك اي شى منى انا ما رح اقصر معك ..
نظرت له بامتنان فهذا هو بدر الذى عاهدته … اغمضت عيناها تتنهد بعمق ثم اعادت نظرها اليه مردفة _ هى قمر اجت ؟!
هز رأسه بالايجاب فاردفت _ لكان اطلع انت بدر وانا رح انام .
هز رأسه يردف باصرار _ لا ما رح اطلع لحتى تاكلي .
تنهدت بضيق وكادت ان تعترض فنظر لها بتصميم فاومأت له وبالفعل شرع فى تحضير وجبة بسيطة وجلس يتناول معها الطعام وهى تأكل دون شهية ولكنها مجبرة امامه .
انتها من تناول الطعام وجمع بدر الاغراض بينما ادت ريحانة فرضها وجلس بدر ينتظرها بترقب الا ان عادت اليه تطالعه بترقب مردفة _ اطلع انت بدر … بيكفي هيك .
هو بالاساس يود الركض الى قمره ولكن الواجب وضميره يحتمان عليه البقاء بجوارها فى هذه اللحظات فهو على يقين ان بمجرد خروجه ستعاود البكاء مجدداً .
تنهد وجلس يردف بترقب _ رح ضل هون لحتى تنامى .
توترت ملامحها فاردف بلغة آمرة _ مافي رجعة … رح ضل لحتى تنامى ريحانة .
اومأت له وبالفعل اتجهت الى غرفتها ثم انتقلت الى فراشها تتمدد ثم دثرت نفسها وظلت تفكر في حليمة وتزرف دموع الاشتياق بصمتٍ تام حتى لا يلاحظها بدر .
اما هو فشرد يفكر لدقائق قبل ان يضع رأسه مستنداً على الحائط وغلبه النعاس لا ارادياً فاليوم كان مرهق جداً بالنسبة له .
اما فى الأعلى فتقف قمر تقضم اظافرها بعيون ملتمعة وهى تزرع المكان ذهاباً واياباً تنتظره .
توقفت فى منتصف الصالة تردف معنفة ذاتها بألم ودموع _ ايه يا قمر !… كنتى متوقعة ايه يعنى !! … طبيعي هينام عند مراته … هو انتى مراته اصلا ؟! ..
اغمضت عيناها بألم وحزن مردفة _ بس ليه جابنى طالما هيسبنى هنا لوحدى ! … وليه حاسة ان نفسى مكتوم وقلبى محروق ؟! … ليه مش عارفة اتنفس !!
حاولت سحب نفساً عميقاً تهدأ به اشتعال قلبها مردفة بترقب _ خلاص يا قمر … اهدى ده هو الوضع الطبيعي .. انتى هتعدى هنا كام يوم لحد ما تبلغوا عن خالد وتمشي … ايوة يا قمر لازم تمشي انتِ مش هتتحملي وضع زى ده .
قررت ان تتوضأ وتؤدى فرضها علها تهدأ قليلاً وبالفعل اتجهت تغتسل وابدلت ثيابها باسدال الصلاة ووقفت تصلي داعية الله ان يخفف حرقة صدرها .
انتهت تتنهد بهدوء ثم وقفت تتجه لغرفتها ..
دلف واتجهت الى خزانة الملابس التى تحتوى على ملابسها كما تركتها هي … اخرجت قميص مناسب للنوم قصير …. ارتدته وتتمدد على الفراش بهدوء ولكنها اشتمت رائحته فوق وسادتها … تفاجئت وتعجبت ولكنها احتضنتها ورفعت الغطاء اليها وحاولت النوم بعدما ربتت صلاتها على قلبها .
&&&&&&&
فى الاسفل اهتز جسد بدر وكادت ان تتدلى رأسه بسبب نومه العمودى هذا فانتفض يفيق بعيون مرهقة ويتطلع حوله بتعجب .
تنهد بعمق وملس على عينه ووجه بكفه ثم وقف بتكاسل وخطى الى غرفة ريحانة ليتأكد من نومها وعندما تأكد تسحب يغادر بحذر حتى لا يفيقها .
خرج واغلق الباب خلفه بهدوء ثم صعد للاعلي
كانت قمر تتقلب على فراشها كانها تتقلب على جمرات من نار ولكنها ترقبت عندما فتح باب الشقة واردف بدر بترقب وهدوء _ قمر ! .
اتسعت عيناها وابتسمت تلقائياً ثم ادعت النوم مسرعة وهى تضع الوسادة على رأسها وتخفى جسدها بأكمله تحت الغطاء فهى لم تغلق باب غرفتها كعادتها مسبقاً .
اتجه بخطواته الى غرفتها … وجد بابها مفتوح فتعجب يتطلع عليها فوجدها نائمة … نظر لها قليلاً … لو الامر بيده لركض اليها وعانقها ونام بجوارها مستمتعاً بالنعيم معها ولكن عليه التحلى بالصبر … فهى الى الان لم تتقبله كزوج رسمى لها .
تنهد بعمق واتجه لغرفته يغتسل ويؤدى فرضه ثم تمدد ونام فوراً بعدما اطمأن لوجودها بجواره .
اما هى فرفعت الوسادة من فوق رأسها وتنهدت بسكينة تبتسم ونامت ايضاً على الفور .
&&&&&&&&&&&
صباحاً فى شقة نادر الذى لم ينم .
ظلت فردوس مع ابنتها هذه الليلة حتى تراعيها بينما ينام ياسر ف الاسفل بقلبٍ حزين .
دلف نادر على زوجته التى تستند بظهرها على الفراش وتجلس فردوس بجانبها بترقب .
نظر لها بعمق ثم اردف _ الكلام اللى بدر قالوا امبارح ده حقيقي ؟!
نظرت مى لوالدتها التى اردفت بحدة _ يعنى ايه يا نادر ! … حتى لو حقيقي … تنكر ان اختك كانت سبب فى ان بنتى تخسر ابنها !
تنفس بغضب يتطلع عليهما ثم تجاهل حديث فردوس مردفاً لمي _ انا منعتك تقربي منها … نزلتى وشديتي قصادها وانا محذرك … ليه نزلتى اصلااا .
اردفت مى بخوف وهى تتطلع على فردوس _ ما … مانا قولتلك يا نادر كنت نازلة اشوفها .
طالعها بغضب واردف بترقب _ خلاص بقى يا مى … كفااااية بقى … انا وانتى عرفين انك مبتحبيش قمر ولا هى بتحبك … والحقيقة ان انتوا الاتنين حرمتونى من الحتة العيل اللى كنت بتمناه .
تركهما وغادر يلتقط اشياؤه وينزل الدرج .
قابله ياسر الذى فتح الباب واردف بترقب _ استنا يا نادر .
توقف نادر يطالعه بحزن بينما اردف ياسر بهدوء _ تعالى عايزك .
تنهد نادر ودلف خلف والده الذى جلس واشار له ان يجلس فجلس نادر يتطلع على والده بحزن فربت ياسر على ركبته يردف بهدوء _ ربنا يعوض عليك يابنى .
تقلصت امعاؤه واومأ بصمت وحزن بينما تابع ياسر _ عارف انك بتتمنى ربنا يرزقك بطفل من زمان … وعارف انك حزين اوى بسبب اللى حصل … بس انت بردو غلطان يابنى … غلطان في حق اختك اللى اتربت من غير ام وافتقدت الرعاية والحضن من صغرها … قسيت عليها ومن يوم ما اتجوزت بقيت تعاملها وحش وف الاخر ضربتها ضرب جامد … ضميرك موجعكش وانت بتضربها يا نادر ! … محستش بأي شفقة عليها وهى مرمية ف الارض ؟ .
قالها وهو يبكى يتذكر هيأة ابنته … اخفض نادر رأسه للأسفل بخجل وحزن وقد التمعت عيناه بالدموع ولم يتحدث فتابع ياسر _ انا يابنى ماليش غيركوا فى الدنيا كلها … لا ليا اخ ولا اخت واهل امكوا بعيد عننا من سنين … يعنى انت واختك مش كتير على بعض علشان تقسى عليها وتتبرى منها …. اختك غلطت وعرفت غلطها واحنا غلطنا معاها يا نادر … فكر كويس يا بنى قبل ما تظلم اختك وراجع نفسك فى حقها .
اومأ نادر بهدوء دون نطق حرف بينما استرسل ياسر _قوم يالا علشان نشوف مصالحنا .
وقفا الاثنان ليغادرا الى المطعم وقد شرد نادر يفكر فى كلام والده … حقاً منذ امس وهو حزين على تصرفه مع شقيقته .
&&&&&&&&
استيقظ بدر بنشاط اليوم ..
وقف يتجه الى المرحاض ليغتسل ويؤدى نظامه المعتاد .
خرج بعدما ارتدى بنطال جينز وقميص اسود وهندم حاله وخصلات شعره بعناية ثم نظر لذقنه يملس عليها بيده امام المرآة بشرود يفكر هل يتركها ام يزيلها مثلما اخبرته من قبل !! .
تنهد بعمق وخرج للصالة يتجه لغرفتها ثم طرق بابها بترقب فطال انتظاره امام بابها .
تعجب وقرر القاء نظرة فضولية عليها .
ادار مقبض الباب بحذر وادخل رأسه فوجدها نائمة بشكل فوضوى ظهرها للسقفِ وتضع فوق رأسها الوسادة .
ابتسم عليها وخطى للداخل بهدوء حتى توقف امامها … الغطاء والوسادة يخفيان جسدها بأكمله .
تنهد يطالعها بعشقٍ تنام كالاطفال ولما لا وهى طفلته المتمردة … اردف بهدوء نسبى يناديها _ قمر !
حركت اصابعها من اسفل الوسادة ولكنها ما زالت نائمة فعاد ينادى وهو يدنو منها ويهزها بحنو مردفاً _ قمممر .
تململت بشدة فى نومها وانكشف عنها الغطاء مما جعل عيونه تلتفت تلقائياً لهيأتها وهو يعتدل بوقفته ويزفر بأنفاس حبيسة _ اوووووف .
اشتعلت حرارة فى جسده حاول جاهداً التحكم فيها واردف يبعد انظاره عنها _ قمممر فيقي بقى .
استيقظت هى تتململ بتكاسل ولم تلاحظه بعد …. ابعدت عنها الوسادة وفتحت عيناها بنعاس تغلقها ثانية للحظات قبل ان تتسع مقليتها عندما ادركت انه يقف فوق رأسها .
نظرت له بصدمة قليلاً قبل ان تستوعب ما ترتديه فأسرعت بضم الغطاء اليها مردفة بحدة لاذعة _ انت بتعمل ايه هنا ؟!
لاول مرة يتوتر وتزوغ انظاره ثم طالعها واردف _ كان بدى اخبرك انى رايح ع المطعم .
هدأت من روعها واردفت وهى تعتدل وتسحب الغطاء اليها _ طيب ماشي … بس مش انت قولت هنروح للمحامى النهاردة ؟!
اومأ بتوتر مردفاً وهو يتطلع للامام حيث ان عينه لم تستطع النظر اليها مجدداً _ اي هنروح .. انا ما هتأخر برجع ع العصر .
اومأت له بتفهم قائلة _ تمام .
عاد ونظر لها بتعمن فتعجبت منه مردفة بتساؤل _ في حاجة تانية ؟!
اردف يجبر قدمه على التحرك ويجبر عينه عن الالتفات _ لا تنسي تفطرى … يالا سلام .
قالها وتحرك من امامها يغادر على الفور فهو لا يضمن بقاؤه … اما هى فنزعت الغطاء ووقفت تزفر بعمق ثم اتجهت تتطلع على نفسها فى المرآة مردفة وهو تعض على شفتيها بخجل _ شافنى كدة !… بس هو ايه اللى دخله اوضتى ده اول مرة يعملها ! .
تنهدت بعمق وتناولت بيجامة طفولية واتجهت للمرحاض حتى تغتسل لتبدأ يومها بنشاط .
اما بدر فنزل لشقة ريحانة .
طرقها قبل ان يفتح الباب بمفتاحه ويولج للداخل ينادى بهدوء _ ريحانة !
اردفت ريحانة التى كانت تجلس فى غرفتها بترقب _ تعى بدر انا هون .
دلف اليها ودقق النظر مردفاً _ شو عم تعملي ؟
تنهدت تجيبه وهي تطبق قطع الملابس الخاصة بالسيدة حليمة مردفة _ امى حليمة وصتني اتبرع باغراضها للفقرا … هدول الاغراض ما استعملتهن … وكمان معى مبلغ بدى اخرجه صدقة ع روحها .
اومأ بهدوء يردف _ الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة … خلاص اذا بدك انا بوصلهن لناس بستحقهون .
اومأت تطالعه مردفة بهدوء وملامح حزينة _ تمام خليني اجمعهن كلياتهن وبتاخدهن بكرة … انت رايح ع الشغل !
اومأ لها مردفاً _ ايه .. بدك منى شى ؟! .
هزت رأسها مردفة بهدوء _ لاء تسلم … الله معك .
اومأ يردف متسائلاً _ اكلتى شى !
اومأت تبتسم ابتسامة باهتة وتردف بهدوء _ ما تهكل همى بدر … اتيسر انت .
نظر لها بترقب قليلاً فابتسمت تلف وجهها زفر والتفت يغادر الى عمله بعد ان ودعها بينما هى تركت ما تفعله وظهر على وجهها الارهاق والتعب اللذان كانت تخفيهما عنه .
تنفست ببطء وعيناها ذابلة ثم تحسست حرارتها فوجدتها مرتفعة … تنهدت بقلة حيلة ثم اتجهت الى اغراضها وبحثت عن بعض الادوية التى احضرتها معها .
وجدت اقراص مضادة حيوية وكذلك اقراص خافضة للحرارة فهى دائما ما ترتفع حرارتها بسبب وضعها الحساس .
احضرت كوب ماء وتناولت حبتين من المضاد والخافض ثم تركت ما في يدها فلم يعد لديها طاقة لذا قررت ان تستريح .
&&&&&&&&&&&&
فى منزل ناهد
اردفت سلوى بهدوء _ بقولك ايه يا ناهد … ماتكلمى كدة عمك ياسر لو ينفع يعنى نروحله المطعم ونتكلم معاه .
اومأت ناهد واردفت _ حاضر يا ماما هكلمه حالاً .
تناولت هاتفها وحاولت الاتصال على ياسر فلم يجيب مما جعل تزفر بعمق مردفة بترقب _ مش بيرد يا ماما … ايه رأيك لو نروحله وخلاص ..
اردفت سلوى بتساؤل _ هينفع يابنتى نروحله كدة من غير ما نعرفه !
اردفت ناهد بترقب _ ايوة يا ماما عادى عمو ياسر طيب جدا ومش هيقول حاجة …
اومأت سلوى وبالفعل استعدتا الاثنان للذهاب الى المطعم .
&&&&&&&
عند قمر التى انتهت من حمامها ودلفت المطبخ لتحضر وجبة فطور مثلما اوصاها بدر .
تنهدت وشردت تفكر فى ملامحه عندما استيقظت … كان هذا احلى صباح مر عليها منذ زمنٍ بعيد .
كيف لم ترى وسامته هذه فى السابق … هو حقاً محل اعجاب لفتيات كثر مثلما اخبرتها ناهد … كيف لرجلٍ مثله ان لا يعشق … تفاصيله وهدوءه ورزانته وحكمته فى حل الامور تجعل منه فارس احلام جميع النساء .
انكمشت ملامحها بغيرة من تلك الكلمة … لا ليس جميع النساء هو واحدة فقط من ستتربع على عرش قلبه … لن ينظر ولن يرى سواها هى فقط …
سحبت انفاسها وانقبض حلقها وهى تتذكر من بالأسفل … لقد تناستها تماماً …
وضعت يدها على قلبها الذى نغزها تردف بصوت مهزوز مختنق _ ايه يا قمر !!! … انتى نسيتي مراته اللى جعت !!! هو بيحبها !!! … هو اصلا مش شايفنى ؟! … اكيد بيحبها دى مراته الحقيقية انما انا اكتر واحدة عذبته .
اجابت ناهد بترقب _ الو !
اردفت قمر بهدوء _ ناهد ازيك … انا قمر .
اتاها صوته عبر الهاتف مرحباً بناهد التى قابلته للتو مردفاً _ اهلين ناهد اتفضلي .
ضيقت قمر عيناها واردفت بتساؤل مريب وغيرة _ ناهد انتى فين ؟.
اردفت ناهد وهى تومئ لبدر وياسر بهدوء وتجلس بجوار والدتها _ انا جيت المطعم يا قمر … هقفل واكلمك تانى لما اخلص .
اغلقت معها وتركتها فى نارها التى تتآكلها وهى تجز على اسنانها مردفة بشراسة آنثى عاشقة _ مااااشي يا ناهد !!! … راحة تقابلي جوزى ! … اصبري عليا .
تركت ما تفعله واتجهت لغرفتها عازمة على الذهاب الى المطعم واحداث فوضى عارمة ان رأت ما وسوسها به شيطانها .. فها هى تعود تلك الشرسة عندما يتعلق الأمر به .
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية خسوف ) اسم الرواية