رواية خسوف كاملة بقلم اية العربي عبر مدونة دليل الروايات
رواية خسوف الفصل الرابع عشر 14
عارف ليه بيحصل معايا كل ده ! .
تنبهت حواسه وارتعش جسده الصلب يطالعها بترقب حينما اردفت بصوت عالي اشبه بالصراخ _ لانى اكتشفت انى بحبك ..
اومأت عدة مرات تتابع بتصريحات لأول مرة تتفوه بها _ ايوة انا لقيت نفسي بحبك … وكل ده عرفته لما بعدت عنك … واقولك حاجة كمان … انا اكتشفت انى بحبك من زمان اوى … الاول حبيت شكلك وكلامك ووقفتك وحركة ايدك وانت بتطبخ … وبعدين لقيت نفسي بحب قربك وبحب اهتمامك بيا وحنانك معايا … بس انا كنت غبية اوووى … معرفتش افسر اشارات قلبي صح … وخصوصاً لما لقيتك بتحاول تتجنبنى وتبعد عنى … كنت كل ما ابصلك تبعد عينك عنى … وقتها قولت اكيد انت مش شايفنى اصلاً … واقنعت نفسي انك اونكل بدر صاحب بابا … وكذبت الكدبة وصدقتها واقتنعت بيها جداا … لدرجة انى حاولت ادور على الحاجات اللى شوفتها فيك عند حد تانى بس ملقتش …
لما كنت بجيب البنات اصحابي عندنا فى المطعم ويشوفوك ويعجبوا بيك كنت بقطع علاقتى بيهم … كنت رافضة اي حد يقرب منك غيري او يفكر فيك غيري …. بس بردو لقيتك بتبعد عنى … قولت يمكن شايفنى كبرت وعايز يعمل بينا حدود …
انقبض حلقها تشهق بقوة وتتحشرج متابعة _ فى الآخر استسلمت … استسلمت وقولت لنفسى كفاية … مش هحاول تانى … وسمحت لنفسى بالغلط علشان اثبتلك انى اتحب ….وصدقت كلام حلو اتقال من حد تانى كنت محتاجة اسمعه منك انت … صدقت الوعود اللى اتقالت على لسان حد تانى غيرك … صدقت لانى كنت محتاجة المشاعر دى في حياتى … قفلت قلبي وعقلي ومشيت ورا هوايا … لحد ما جيت انت ووريتنى انى كنت غلط … كبريائي مقبلش ابدااا … انت !! … انت تطلعنى انا غلطااانة ! … لااااا … مش هقبل ومش هسمح ابداااا بكدة … مش هفتح قلبي تانى ولا هعترف ابدااا باللي حسيته مهما كاااان … مش هعيش الخزلان منك تاااانى ..
سحبت شهيقاً عالياً تهدأ به من لوعة صدرها ثم تابعت بألم ودموع _ لما بابا قال نتجوز اول حاجة عملتها بصيت في عيونك … لقيتك مصدوم وبتحاول تخرج من الورطة دى بأي شكل بس مش عارف علشان حبك واحترامك لبابا … قولت لنفسى معقووول يا قمر !! … معقووول انتِ قليلة في نظره اوووى كدة !!! … رفضت وصممت بس فيه نقطة مخفية جوايا معرفش ايه هي اجبرتنى انى اواااافق …
ولما اتجوزنا ولقيتك بتتعامل معايا ك ولي امر من اول يوم متحملتش … مكنتش متحملة نظرتك ليا ابدااا … والحقيقة انى كنت بتعامل مع خالد ده بالطريقة اللى كنت حابة اتعامل بيها معاك انت … الحقيقة انى كنت شيفاه مثالي اوى زى ما عيني كانت بتشوفك … الحقيقة انى مصدقتش اي حاجة عنه لانه كان بالنسبالي انت … وفجأة فوقت على اكبر صدمة في حياتى … ان خالد ده كدبة … وهم كنت عايشة جواه … فوقت منه على خسارتك يوم ما طلقتنى وعرفت ان مراتك رجعت بعد السنين دى كلها … وقتها بس فوقت من الحلم وعرفت ان قمر الخسوف غطاها … ضلل على عقلها وقلبها …
قمر البنت المراهقة الصغيرة العنيدة كبرت فجأة وفهمت ان كل اللى حصل ده كان هروب من قلبها … قمر البنت الصغيرة كبرت وبتقولك ان هى اكتشفت انها بتحبك انت ومحبتش حد غيرك … قمر العنيدة اللى غلطت وكذبت واتمادت عملت كل ده علشان تحركك ناحيتها … كنت بقولك كلام يوجعك علشان تغضب وتقول اي حاجة .
تطلعت عليه بدموع وغضب وهى تكور قبضتها الصغيرة تلكم صدره جهة اليسار مردفة بألم _ بس انت طلعت جماد وبارد … قلبك ده طلع مبيحسش ابدااا … دايما بتتعمد تجننى بكلامك واوامرك … اهدى كلي نامى قومى روحى تعالي اعملي .
اقتربت منه اكثر ورفعت نفسها لمستواه تنظر في بؤبؤ عينه بعمق مردفة _ مش بعد العذاب ده كله عايزنى كمان اقبل بواحدة تانية تشاركنى فيك … مش هتحمل يا بدر …كنت مفكرة لما اجيت معاك انى ممكن اعرف بس لااااا … مستحيييل …. علشان كدة انا همشي … اكيد وجع بعدك عنى هيكون قوى بس هيبقى اهون مليووون مرة من وجع مشاركتى فيك .
اغمضت عيناها بألم وارتياح برغم الألم الذى ما زال يعتصر قلبها … ازاحت الحجر الصلب من عليه … عادت بعد دقيقة تنظر له فلمحت بريق غريب فى عينه لم تستطع فهمه او تفسيره .
ضيقت عيناها وتسائلت بتعجب وانكسار _ انت ساكت ليه !!.
ظل يطالعها لثوانى يستوعب ويعيد حديثها فى رأسه … اومأت بألم واردفت وهى تلتفت _ تمام … يبقى انا لازم امشي من هنا .
التفتت متجهة لغرفتها حتى تجمع اغراضها بقلبٍ مكسور ولكنها تفاجئت من خلفها بجسد قوى يعانقها ويلف ذراعيه امام صدرها بقوة لينة وصلابة حنونة …. يخفض رأسه دافناً اياها فى خصلات شعرها بصمت تام .
اما هى فأغمضت عيناها على آثر فعلته … انكمشت معدتها برغم ألمها بشعور ممتع من قربه لها .
ظلت على حالها لثوانى غائبة عن العالم بأكمله تستمتع باحتواؤه لها ولكنها سقطت على ارض الواقع عندما فتحت عيناها الباكية وتذكرت زوجته فحاولت التملل بقوة من بيده لتبتعد ولكن حركتها تلك زادته تشبتاً بها اكثر واكثر .
استسلمت ترجع برأسها للخلف مستندة على صدره العريض تغمض عيناها وتزرف الدموع برغم ذلك بينما هو كان فى حالة سكون وذهول وصمت تام يستمتع بقربها واحتوائها وحديثها الذى يتردد على عقله وجسدها الساكن بين يده .
ظلا على حالتهما تلك لدقائق استرقاها من الزمن … كانا يحلقان فى فضاء عشقهما دون قيود او عواصف تُعيقُهما .
فتحت عيناها تستجمع قواها بعدما افاقت وحاولت التملل مجدداً ولكنه لفها حتى اصبح وجهيهما متقابلان يطالعها بأشتياق كأنها غائبة عنه منذ زمنٍ بعيد وعادت لتوها .
يعتصرها ويتطلع على ملامحها بجنون عشقٍ وعذاب … اردف بعد صمتٍ طويل بصوت متحشرج تغلفه سعادة من نوع خاص _ بتعرفي شو سويتي فيني هلا !
نظرت له بتعمن وعيون لامعة تستمع بصمت فتابع هو بروح طفلٍ حديث الولادة يطالع امه للنظرة الاولي _ انتى رديني فيني الروح والأهل والارض … انا هلا حاسس حالي مولود جديد … عم اطلع ع الدنيّ بعيونك انتِ … انا هلا يا قمر حاسس حالي مانى واقف ع ارض .. قلبي هاد شايفه عم يرفرف ..
نظر لها بلوم يتابع بعشق _ كيف فيكي تخبي عنى هالحكى كله !!! … كيف قدرتى تعملي فيني هيك قمر !!! .
تطلعت عليه بتعجب متسائلة بقلبٍ متلهف _ يعنى ايه !
اومأ لها يردف باعتراف وقد ارتسمت على وجهُ اعلى درجات السعادة _ اي قمر اي … انا كمان بحبك … لااا لااااا مو بس حب انا عاشء متيم لقلبك هاد … انا واصل لدرجة عشء ما حدا وصلّا قبل ..
نظرت لبؤبؤ عينه لتتأكد مردفة بعيون تسكنها الدموع وقلبٍ متسارع _ بجد !
احتضنها مجدداً يغلق عليها عينه وقلبه وذراعيه ويردف بسعادة _ لكان شووو قمر !!! لكان شوو يا عذابي كله .
ابتعد عنها بعد دقائق يطالعها بسعادة ويحتضن وجهها بين راحة يده وكأنه يتأكد انها امامه وانها اعترفت له بحبها ..
ابتسم لها بوسامة واردف وهو يخطو ويسحبها برفق من معصمها _ تعى نعد هون .
اتجه بحذر مبتعداً عن الزجاج المكسور يمررها بعناية ثم اجلسها على الاريكة وجلس امامها يتطلع عليها وهى شبه مغيبة تطالعه وتطيعه بصمتٍ تام .
ابتسم لها مجدداً ثم اردف بسعادة عارمة _ حاسس حالي ملكت الدني … قمر قوليها تانى … قولي انك بتحبيني عن جد .
نظرت له بتعجب ثم اردفت بترقب وحزن _ بدر انا قولت كل اللي كنت مخبايا جوة قلبي …. قولته ليا قبلك وصارحت نفسي بيه …. بس ده مش هيغير حقيقة ان مراتك رجعتلك بعد سنين … مش هيغير حقيقة ان فيه حد ليه حق عليك معايا … وانا مش هعرف اكون متفهمة ابداااا ابداا في النقطة دي يا بدر … انا عمرى ما كنت اتخيل ولا اقبل انى اتجوز واحد متجوز او يتجوز عليا ! … مابالك لما يكون الوحيد اللى حبيته واتمنيته ليا لوحدى ! … ازاي هقدر اتحمل مشاركتى فيك يا بدر !! .
اغمض عينه بسعادة … اسمه يفلت منها كمقطوعة موسيقية تعزف على اوتار قلبه العاشق ..
نظر لها مجدداً يلتقط كفيها بين راحتيه مردفاً بهدوء وحنو وحب _ بتثقي فيني قمر !
نظرت له بتمعن ولم تجيب ثم حستها نظرته على الايماء فهزت رأسها بهدوء وترقب فتابع هو بتمعن وجدية وحب _ وانا عمر قلبي ما بيوسع حب غير حبك قمر … قلبي كله إلك لحالك … بتساوى فيه متل ما بدك … والك كل السلطة فيني وما لحدا غيرك … بس بدى منك شئ واحد بس قمر … شى واحد وما بدى غيره وهو انك تتقبلي ريحانة بحياتنا … لانو انا مافيني اتركها لحالا ولا بقدر افرط فيها بنوب … هى الانسانة ساوت مشانى كتير شغلات … وهلأ دورى لردلها جزء من هالجميل … فيه وضع انتى لسة ما عندك علم فيه … ريحانة هلأ بالنسبالي هي بنت عمى وآخر حدا تبقالي من عيلتى … انا بالاساس مثلك ما بحب يكون بحياتى غير امرأة واحدة وهاي الإمرأة بتكون انتِ … لانه مو حابب احط حالي بخانة الزوج الظالم بنوب … انا كنت عايش مع بنت عمى بدون ما افتح لها قلبي بس بعمرى ما كنت هأتزوج غيرا … لهيك عم اخبرك انو انتى هلا ياللي بقلبي … بس هاد وضع انا ملزم به … ما بيصير بنوب اساوى غير هيك … وما بسمح بحدا ييجي عليها يا قمر … ورح اخدك هلا لعند ريحانة لحتى تعرفي بنفسك شو بقصد … بس الأول بدى اسألها اذا بتقبل او لا … لانه بالاساس انا عندى حكى كتييير جدا بدى اخبرك ايا بس مو هلا … بيكفي هلا ع قلبي حكياتك ما رح اقدر احكى بعدها … بس تأكدى قمر انو انا اكتفيت بيكي لحالك وحتى وقت تركتك ببيت ياسر كنت رح ضل عايش ع حبك لآخر عمرى .
نظرت له بتمعن … كلماته هدأت من روحها المجروحة … وقلبها الملوّع … استكانت وهدأ نبض قلبها واردفت بترقب _ طيب انا هستنى … هستنى يا بدر وهصبر لما اعرف قصدك ايه !.
ابتسم لها بسعادة يطالعها وما زالت الدهشة مرتسمة على ملامحه … حبيبته التى كان يتمناها ويتمنى وصالها اعترفت له بحبها بل ومنذ زمن !! اليوم هو اعظم انتصاراته في تلك الحياة المؤلمة التى عاشها ….
بعد دقائق من تطلعه عليها وقف يتطلع على المكان من حوله مردفاً بمشاكسة _ رح اقوم شوف شغلي الجديد واجمع هالزجاج … مابقى بالبيت شئ سليم الله يسامحك قمر .
شبح ابتسامة ظهر على وجهها وبالفعل وقف بدر يجمع قطع الزجاج ثم قام بتنظيف المكان واتجه للمطبخ يحضر كوبين من العصير عائداً اليها يضعهما على الطاولة ويردف بحب _ بتعرفي انو كلامك هاد جوعنى وفتح شهيتى … تعي لناكل سوا .
اومأت له وبالفعل جلس بجانبها يطالعها بحب وسعادة ثم بدأ يطعمها بيده وهى تتناول منه بخجل حتى انتهى من وجبتها كاملة فنظرت له باستنكار مردفة _ قولت انك جوعت بس انت مأكلتش .
قرص وجنتها بأصابعه بحنو مردفاً _ هلا انتى ياللي اكلتى بس الأكل نزل هون بمعدتى .
قالها وهو يشير على معدته فنظرت ارضاً بابتسامة وخجل اما هو فنظر لها ورفع رأسها بأصبعه يطالعها بعيون شغوفة وقلبٍ ينبض بعنف .
امال برأسه يقترب منها ويسترق من وجنتها قبلة ناعمة توترت هى على اثرها وانكمشت تردف بهمس وخجل غير معتاد _ بدر !
سحب نفساً عميقاً يبتعد عنها مجبراً ثم طالعها بحب واردف _ هلا بدى انزل لحتى اسأل ريحانة عن هالموضوع اللى حكيتك عنه … واذا وافقت بطلع خبرك .
اومأت له بتفهم وراحة بسبب كلماته التى طيبت روحها ثم وقف يطالعها لا يود تركها ابدااا ولكنه بالأخير تحرك متجهاً للأسفل .
اما هى فنظرت للامام بشرود تضع يدها على قلبها الذى بنبض بعنف مردفة بتعجب وسعادة _ يعنى هو كمان طلع بيحبنى بجد !! … كل اهتمامه بيا كان حب مش جميل !!! .
تنهدت بعمق ثم وقفت تجمع الاطباق وتأخذها الى المطبخ ثم قامت بوضعهما فى غسالة الاطباق وابتسمت عندما تذكرت جملته ( ما بقى بالبيت شى سليم ) .
ذهبت بعد ذلك لغرفتها تغتسل وتبدل ملابسها بآخرى متمردة كشخصيتها ثم اتجهت تجلس فى غرفة المعيشة تتكور على الاريكة وتشاهد التلفاز بقلبٍ انتظمت نبضاته وهدأ بعدما سقطت عليه كلمات بدر الطيبة .
اما فى الأسفل فيجلس بدر امام ريحانة التى تطالعه بتردد مردفة _ عم تحكى صحيح بدِر … هي قالت ان بدها تتعرف عليّ !!… ما بعرف بدر … انت بتعرف مافيني اتحمل نظرة الشفقة من حدا .
ربت على يدها بحنو مردفاً بهدوء _ بعرف ريحانة … واذا بدك انا ما رح اجيلها وما بخبرها بس مافينا نخبي شئ متل هاد انتِ بتعرفي .
اومأت متفهمة ثم اردفت بهدوء _ تمام بدر معك حق … خليها تجي وانا بتعرف عليها … اصلا انا بدى شوفها من وقت اجيت بس متوترة من نظرتها لألي …
اومأ بدر متفهماً يردف بثقة وحنو وصدق وهو يدنو من كفها يقبله _ ما تقلقي ريحانة … وبعدين رح قلك شي وبدك تتاكدى منه كتير منيح … انتى ياللي بيعرف قلبك وبيرافق روحك ما بيتطلع لألك بشفقة ابدااا بالعكس انا بشوفك بفتخر … عن جد انتى فخر لألي ولكل سورى هون بمَصِر … بيكفي انو واجهتى شئ كتير رجال عم يهربوا منه … بيكفي انو حتى بعد ما فقدتى جزء اساسي منك ما استسلمتى وما سمحتى لحالك تكوني عبء ع حدا ابداا … ريحانة انتِ مثال للمرأة الجميلة اللى ما عم تستسلم بنوب … وانا عندى ثقة بإنك عن قريب رح تغيري فكر كتير شباب وضعهن متل وضعك بس هنن يأسوا واستسلموا … عن جد ومن دون اي مبالغة انا بفتخر فيكي .
نظرت له بسعادة وانشراح من حديثه واردفت متسائلة _ عن جد بدر ! .. انت بتفتخر فيني ؟!
اومأ مؤكدا _ ايه اكيييد .
اومأت براحة ثم اردفت _ لكان يالا اطلع جيبا لقمر … لحتى اتعرف عليها .
اومأ بهدوء وراحة يتطلع عليها مبتسماً ثم دنا يقبل رأسها بحنو ورأفة فتحمحمت مبتعدة عنه فتنهد وابتعد يقف مردفاً _ احم … تمام رح اطلع اجيبا …
اومأت بهدوء وبالفعل صعد شقته ينادى بترقب _ قمر !.
سمع صوت التلفاز فخطى لغرفة المعيشة ولكنه تفاجأ بها تتكور على الاريكة وتغط فى نوم عميق محتضنة آحدى الدميات الناعمة الي صدرها .
نظر لها بحب وابتسامة على طفلته المدللة ..
تقدم منها ثم اغلق التلفاز بالريموت الكنترول واتجه اليها ينادى بهدوء وحنو _ قمر ! .
تململت فى نومها تطالعه بنعاس ثم اغلقت عيناها مجدداً فهز رأسه بقلة حيلة يبتسم عليها ثم اخرج الدمية التى تحتضنها يضعها ارضاً ثم وضع يده عند ركبتها والآخرى خلف ظهرها وحملها بسهولة فتعلقت هى في رقبته ووضعت رأسها على صدره بحماية تطمأنها نبضات قلبه العاشقة نظر لها بحب متيماً فى قربها وملامحها …
خطى بها الى غرفتها يمددها علي الفراش بهدوء ورقة وهو يحاول جاهداً ان يتحكم في مشاعره التى تجبره على عدم تركها … تنهد يزفر بعمق ومسح بيده على جبهتها ومقدمة رأسها يدنو يطبع قبلة حنونة على جبينها بحب مستمتعاً باستنشاق عبقها .
وقف بعد ذلك يسحب الغطاء ويفرده عليها بحنو يطالعها متنهداً بشرود …
ولج للخارج مجبراً يتناول هاتفه وقام بالاتصال على ريحانة التى اجابت بترقب تردف _ خير بدر صار شى !
تنهد يردف بهدوء _ بعتذر منك ريحانة بس قمر غفيت …
اردفت بتفهم _ ايه لكان الصبح بتيجي … عادى بدر تصبح على خير .
اغلق معها واتجه لغرفته يغتسل ويصلي لينام هو الآخر شاعراً كما لو كان نال جائزة عظيمة … سعادة بلغت عنان السماء بعد هذا الاعتراف الغير متوقع ابداا من متمردته وعنيدة قلبه العاشق .
اما ريحانة فجلست ارضاً تصلي وترفع يدها الى السماء داعية ربها بما يريح صدرها ويطيب خاطرها فهى تشعر بالرضا والسكينة وتعلم ان امر المؤمن كله خير ( ان اصابته سراء شكر فكان خير له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) لقد مرت بالكثير والكثير … عشر سنوات مروا من حياتها جعلها تغير طريقة تفكيرها كلياً … لقد باتت تتفهم وتستوعب الامور برحابة صدر … لقد ابدلتها تلك الحادثة الى امرأة عزيزة النفس … نعم ضحت من اجل سعادة بدر وعليها ان تستمر … هي شامخة ذو كبرياء لن تقبل بعلاقة ناقصة تكن فيها هى محط الشفقة والعجز … يكفي ما تحمله بدر في الماضي من وضعٍ عصيب لاجل خاطرها ! … لذلك ابتعدت … هي تشعر بالراحة الآن .
&&&&&&&
فى الصباح استيقظ بدر بحماس … فتح عينه يتطلع على سقف الغرفة بشرود … هل كان يحلم ! … نعم مؤكد ان ما حدث بالأمس لا يمت للواقع بصلة .
تنهد بعمق ثم وقف بنشاط متجهاً للمرحاض ليؤدى روتينه اليومى .
بعد دقائق خرج الى الصالة ليتفاجأ بها تقف فى المطبخ بهيأة مهلكة وشعرٍ يتناثر حولها وملابس اسرعت نبض قلبه لها تعد الفطور بحماس فاتجه اليها يطالعها بحب وتعجب مردفاً بالمصري _ صباح الخير قمر ! … بتعملي ايه ؟
اتجهت اليه تبتسم ابتسامة اراحت فؤاده وانارت صباحه ثم رفعت نظرها اليه مردفة برجاء ودلال _ ممكن وانت معايا تنسى خالص الكلام المصري وتكلمنى سورى بس !
اردف بحب وشرود وعيون عاشقة _ ما بقى احكى مصري بنوب .
انكمشت ملامحها واردفت وهى تتراجع للوراء بحنق وغيرة وتملك _ لااا … اتكلم مصري مع اي حد … الا انا يا بدر …. اصلا متتكلمش سورى الا معايا انا وبس .
نظر لها باستنكار يضيق عيناه ويردف بترقب _ شو يا بنت الناس بدك اتخلى عن لغتى !
عادت تقترب منه حتى تجرأت والتصقت به تطالعه بعيون هائمة وتسلط نظرها فى عينه مردفة بسحر خاص بها وبلغته _ مو انت قلتلي انو الي كل السلطة فيك وما لحدا غيري !
امال عليها هو الآخر مردفاً بتعجب وذكاء وحب ونبضات قلبٍ اهلكه الجفاء واحيا مجدداً بعشقها _ شو يا حلوة بدك تأثري عليا بهالطريقة !!! … خليني اخبرك انو انتى نجحتى … ما بقى احكى سورى الا معك .
ابتسمت حتى سطعت اسنانها ثم اردفت وهى تبتعد براحة _ طيب يالا علشان نفطر … انا عملت لينا فطار .
اسرع يجلس امامها على طاولة الطعام التى تتوسط المطبخ مردفاً بحماس _ لكان يالا قمرى .
جلست بجواره بعدما وضعت الاطعمة التى اعدتها وتناولا فطارهما سوياً بشهية عالية وحديث عن ما ينويان فعله اليوم .
انتهى بدر وحمد ربه ثم اردف بترقب _ قمر ! … بتيجي معي هلا !
نظرت له بعمق … تريد الهرب من هذا اللقاء ولكنها مجبرة عليه لذا اومأت بهدوء لاحظه واردف بتعقل _ اطلعى فيني قمر … بدى منك ما تقلقي بنوب وانا معك … وصدقيني بعد هاللقاء رح تتغير اشيا كتير … بس رح اطلب شى منك … حاولى ما تعطى رد فعل واضحة للي رح تشوفيه .
تعجبت تطالعه بتساؤل فوقف يمسك معصمها ويحسها على التحرك وبالفعل تحرك الاثنان يستعدان للنزول ولكن بدر اوقف قمر يطالعها بعمق مردفاً _ فوتى قمر البسي شي اسدال او عباية .
ضيقت عيناها متعجبة تردف بتساؤل _ اشمعنى يا بدر !.. عادى يعنى .
نظر لخصلات شعرها النارية التى تنساب على ظهرها والبعض منها تمرد وخالف المسار وانساب للامام .
ابتسم لها بحب يردف بهدوء _ شو ما بيحقلي اخاف ع شعر مرتي !
اقتنعت بحديثه المحب وبالفعل اسرعت لغرفتها تلتقط هادئاً اسدالها وارتدته بعدما ربطت شعرها بأحدى الاربطة الموضوعة على طاولة المرآة ثم خرجت اليه تنظر له بترقب فطالعها باعجاب مردفاً وهو يتمسك بكفها بين راحة يدة ويخطى _ واضح انو رح لبسك حجاب سورى كامل .
توقفت تطالعه بتعجب متسائلة _ وده ازاي يا بدر !
طالعها يردف مترقباً _ يعنى نقاب حتى عيونك ما بتبين .
نظرت له باستنكار وتملكها طبعها المتمرد تردف بحدة _ لا مش هلبس كدة …. انا لبسي كويس .
سحبها مجدداً يتحرك بها للخارج مردفاً بهدوء _ رح نشوف هالموضوع بعدين .
اغلق بابهما ونزلا للأسفل بترقب .
طرق بدر الباب وانتظر لثوانى حتى فتح الباب وعين قمر مسلطة عليه لترى هذه الريحانة ولكنها صعقت عندما رأت شابة جميلة تخطت الثلاثين بعدة اعوام تجلس على كرسي متحرك بنصف جسد تطالعها ببشاشة مرحبة بهدوء وتوتر _ اهلين قمر … اتفضلوا فوتوا
حرك بدر قمر التى تيبس جسدها يدفعها من ظهرها بهدوء لتدلف ودلف بها يردف بهدوء وترقب _ ازيك ريحانة ! … عاملة ايه النهاردة ! .
تعجبت ريحانة من لهجته التى تغيرت ولكنها اردفت بهدوء _ بخير نحمد الله .
نظرت لقمر التى الجمت الصدمة لسانها مردفة بترقب وهى تشير بيدها _ اتفضلي قمر هون .
نظرت لها قمر بترقب ثم التمعت عيناها لا ارادياً بغيمة دموع حاولت جاهدة التحكم فيها حتى لا تلاحظها ريحانة فنظرت لبدر مسرعة تخفى عيناها عنها مردفة بصوت متحشرج وهى تحاول ان تبدو طبيعية _ تعالى نقعد .
نظر لها بعمق وحزن يحدثها بعينه وبحركة يده ان تهدأ ثم اتجها سوياً الى المقاعد بترقب وجلسا بينما اردفت ريحانة باعجاب _ والله يا بدر واضح انه قمر تنشرب مع الميٌ العِكْرة .
خرجت قمر من حالتها الهادئة على تلك الجملة وهى تطالع بدر مردفة باستنكار حينما ظنتها كلمة سيئة _ انا ! … يعنى ايه ؟
ابتسمت ريحانة وضحك بدر يطالعها بحب مردفاً بهدوء _ يعنى حبابة يا قمر .
اومأت بتفهم ثم نظرت لريحانة بابتسامة هادئة واردفت بملامح حزينة _ متشكرة جداً .
نظرت ريحانة لبدر الذى تفضحه عيناه العاشقة وهو يتطلع لقمر … تنهدت بعمق ثم اردفت بهدوء _ شو يا قمر اديش عمرك !
نظرت قمر لبدر بترقب ثم نظرت لريحانة واردفت بتوتر _ يعنى قربت ع ٢١ .
تفاجئت ريحانة التى تطلعت على بدر بتعجب ثم اردفت _ لساتك صغيرة !
تنهد بدر بضيق يردف بتعقل _ ايه ريحانة قمر لسة بتدرس بالجامعة .
اومأت ريحانة بتفهم ثم اردفت تطالع قمر _ قوليلي بشو ضايفك ! ..
اردفت قمر بهدوء وبابتسامة مجاملة وما زالت الصدمة تعتليها _ لا شكراً تسلمي .
اومأت ريحانة ثم تطلعت على بدر بهدوء واردفت بترقب _ بدر ! … فيك تتركنى احكى مع قمر شوى لحالنا ؟
نظر بدر لقمر يسألها بعيناه فأومت له فوقف هو يردف ويطالعها قبل ان يغادر _ لكان رح اطلع فوق .
اومات وغادر بالفعل بينما هى جلست تتطلع على ريحانة بترقب فأردفت ريحانة _ بدك تعرفي شو صار معي قمر !
نظرت لها قمر بتمعن مردفة بهدوء وحزن _ لو مكانش يضايقك طبعا .
اومأت ريحانة بتفهم وبدأت تروى ما حدث معها كاملاً لحتى هذه اللحظة .
كانت قمر تستمع اليها بذهولٍ تام وعيون متسعة الا ان انتهت فأردفت قمر بنبرة حزينة وعيون لامعة تحاول جاهدة كبت دموعها _ ياااا … صعب اوى اللى حصل معاكى ده … صعب جداااا … بس هو انتى ليه خبيتي على بدر ! … وليه غبتى الفترة دى كلها … تفتكرى ان هو كان ممكن ميتقبلش الوضع ده !.
هزت ريحانة رأسها مردفة بثقة _ لااا بالعكس … كان رح يضحى بحاله وبسعادته كرمالي … بدر ما فيو يجرح حدا ولا يأذى حدا خصوصاً اهل بيته .
تملكتها الغيرة لا ارادياً من ريحانة على حبيبها بهذه الطريقة فأردفت _ ايوة هو بيتعامل كدة مع كل الناس .
ابتسمت ريحانة بهدوء ثم اردفت بترقب _ اسمعيني قمر … ما فيكي تغارى ع بدر منى … بدر قبل ما يكون زوجى هو ابن عمى … وانا وبدر حياتنا الزوجية افترقت من وقت ما ظن انى متت … وهاد الشى انا كان بدي ياه … يعنى بدى خبرك انى تنازلت عن حقوقي معه عن تراضي لانو انا مافيني اقدم اله اشي وانا بهالحالة … او على الأقل ما فيني اسعده هو بيستاهل يكون سعيد … بدر شاف كتير اسى بحياته … بالأساس جوازنا من الأول ما كان عن حب متبادل … كان حب من طرفي لحالي …. عم تفهمى عليّ ! .
اومأت لها قمر بتفهم وقلبٍ حزن لاجلها .. اردفت مستفهمة _ بس كدة مش حاسة انك اتعرضي للظلم !
هزت قمر رأسها تردف بتفهم بعدما ارتاح قلبها العاشق من هذا التصريح _ لااا طبعا … مافيش اي ازعاج … زى ما قولتى انتى بنت عم بدر قبل ما تبقي مراته وليكي عليه الود والمعاملة الكويسة … وانا معنديش اي مانع ولا اي ازعاج من وجودك فى حياتنا اطمنى .
ابتسمت لها ريحانة بحنو تردف _ فيكي تكونى رفيقة الي … او اخت صغيرة اذا بتريدي طبعاً ؟!
اومأت قمر تبتسم بهدوء مردفة بحنو _ اكيد طبعا … انا اصلاً محتاجة اخت كبيرة في حياتى .
تنهدت ريحانة براحة وتبادلا الاثنان اطراف الحديث العام ثم قررت قمر الصعود للأعلي مودعة ريحانة التى انتابتها السكينة بعد هذا اللقاء كذلك قمر ..
طرقت الباب وانتظرت قليلاً حتى فُتح لها بدر يطالعها بترقب … دلفت واغلقت الباب ووقفت تطالعه بعيون عاشقة ثم ارتمت فى حضنه وقد اطلقت العنان لدموعها ان تسقط مردفة بشهقات متقطعة _ زعلت اووى علشانها يا بدر … صعب اوووى اللى حصل معاها … ليه خبيت عنى !
لف ذراعيه حولها يحتويها ويعانقها ويضم رأسها الى صدره مردفاً بحنو وعشق _ لا بقى تبكى حبيبتى … هاد قضاء الله … ما النا بنفسنا شئ قمر … روقي حبيبتى .
تنهد بعمق ثم اردف يتابع بترقب وقلبٍ مرتعش _ لسة بدك تتركيني قمر !!!
رفعت رأسها تنظر داخل عيناه مردفة بعيون لامعة ونبرة طفولية ولغة سورية _ ان شالله يموت اللى بيتركك بَدِر .
نظر لها نظرة عميقة بعين شغوفة متملكة قبل ان يفاجئها وينحنى برأسه اليها ويضم شفتيه بشفتيها في قبلة ناعمة حنونة عاشقة … ارتعشت بصدمة من فعلته تلك بينما هو مغمض العينين محلقاً فوق الغيوم يستمتع بالمذاق الذى تمنى وحلم بتذوقه منذ ان دلفت بيته واصبحت حلاله .
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية خسوف ) اسم الرواية