رواية ضحايا الماضي كامله بقلم شهد الشوري عبر مدونة دليل الروايات
رواية ضحايا الماضي الفصل السادس عشر 16
في صباح اليوم التالي
بتلك الغرفة التي شهدت ليلة من الجنة قضاها الاثنان برفقة بعضهم افيق أوس سرعان ما عصف برأسه ما حدث ليلة أمس التفت ينظر للجانب الأخر من الفراش…..ليجده فارغ على الفور خمن انها نادمة على ليلة امس
اعتدل جالساً يرتدي بنطاله و قبل ان يدخل للمرحاض استمع لصوت طرقات على الباب يليه دخول ادم و خلفه اوس و ريان قائلاً :
صحيت متأخر ليه…………..
قطع حديثه قائلاً بصدمة و هو ينظر للفراش لتقع عيناه على دماء على الفراش :
ايه ده !!!
بتلك اللحظة دخلت حياة للغرفة عندما وجدت الباب مفتوح لتسمع امير يقول بقلق :
انت متعور !!!
لم تفهم من المصاب لكنها رأت الدماء على الفراش بينما اوس يقف متوتراً ظنت انه مصاب اقتربت منه قائلة بقلق :
اوس انت كويس
اومأ لهم بصمت لتسأله بقلق :
اومال ايه الدم ده
وقعت عيناها على شيء يلمع بجانب الفراش لتسأله بتعجب :
مش ده الخلخال بتاع مهرة !!!!
على الفور خمن الأربعة ما حدث من توتر اوس الملحوظ ليجز ادم على اسنانه قائلاً بغضب :
ايه اللي هببته ده
ثم تابع حديثه قائلاً لحياة بصرامة :
حياة استني بره شوية
خرجت حياة بعد ان خمنت ما حدث متوجهة لخارج القصر حتى تلحق بموعدها فاليوم هو اول جلساتها من الطبيب النفسي !!!
اما بالداخل اقترب ادم من اوس قائلاً بغضب :
انت قربت منها
لم يجيب اوس ليدفعه ادم بكتفه قائلاً بغضب :
خونت الأمانة
اوس بضيق :
مش بأيدي و لا بأيدها جت كده و بعدين لا عملت لا حاجة غلط و لا حرام……دي مراتي
ادم بغضب :
لا غلط يا استاذ يا محترم كتب كتابك مش معناه انك تقرب منها كده و تتجاهل العادات و التقاليد هي تعتبر أمانة عندك لحد ما خالتها او ولي امرها يسلمهالك في فرحكم
سأله بغضب :
هي فين !!!
اوس بضيق :
صحيت ملقيتهتاش جنبي
زفر ادم بضيق و نظر لأوس الذي اصبح مؤخراً يتصرف بحماقة و تهور في كل شيء ضرب يد بأخرى ثم خرج من الغرفة خلفه امير و ريان بعدما القوا عليه نظرات عتاب
ليتجهز هو ثم نزل للأسفل يبحث عنها بعدما قام بتنظيف الغرفة بنفسه لكنه وجدها حبيسة غرفتها تغلق الباب عليها من الداخل لا تجيب عليه
……….
بتلك العيادة الخاصة بالطبيب ” عمر ابو زيد ”
كانت حياة تخطو للداخل بتردد بعدما جاء دورها اغلقت الباب خلفها و هي تنظر لذلك الطبيب ذو الثلاثون عاماً يجلس خلف مكتبه يرتسم على شفيته ابتسامة هادئة مطمئنة تحثها على الدخول بعدما رأى التردد بوضوح بمقلتيها
جلست حياة على المقعد امامه ليسألها بابتسامة :
شكرته بابتسامة لطيفة ليحثها هو على الحديث قائلاً برفق :
اي حاجة عرفي عن نفسك قولي اي حاجة مضيقاكي
صمتت لبعض الوقت ثم بدأت بالحديث قائلة :
انا اسمي حياة….حياة العمري بس مش بحب استخدم اسم العمري يعني بفضل انسب اسمي لاسم عيلة والدتي الجارحي
ده ليه علاقة لوالدك يعني علاقتكم سوا فيها توتر
ابتسمت ساخرة ثم تابعت حديثها مرددة بحزن :
مفيش علاقة اصلا…..انا اعتبرت والدي ميت من سنين طويلة
الحكاية بدأت من و انا عندي خمس سنين كنا عايشين مبسوطين كانت حياتنا كويسة اوي لحد ما جدي مات و الست دي ظهرت فيها…….
كأنها كانت تنتظر تلك اللحظة لتخرج فيها ما بداخلها اخذت تسرد عليه كل ما حدث بالماضي و كأنها تحدث نفسها و اكتفى هو بالصمت و الاستماع لها بتركيز مع تدوين بعض الملاحظات
ما ان انتهت نظرت له لتجده يبتسم كعادته منذ أن دخلت من باب هذه الغرفة ليسألها :
زعلتي على والدك لما تعب
اوَآت برأسها قائلة بحزن :
ابقى كدابة لو قولت مزعلتش و كرهت نفسي عشان زعلت عليه و هو ميستاهلش
نظر لها قائلاً بجدية :
على حسب كلامك علاقتك بوالدك زمان كانت كويسة و كنتي قريبة منه و بتحبيه اوي
اومأت له ليتابع عمر بابتسامة :
كل الحكاية انك مش بتكرهيه انتي بس على قد ما كنت بتحبيه اتصدمتي من اللي عمله و على قد حبك ليه زمان على قد ما اتوجعني منه
حياة بانفعال و نفي :
مش بحبه انا بكرهه و مكرهتش في حياتي قده
صمت للحظات ثم سألها بهدوء :
انتي هنا ليه
اكتفت بالصمت ليكرر السؤال عليها مرة اخرى لتجيب عليه بعد لحظات صمت :
عشان اتعالج…..و انسى الماضي
سألها بهدوء :
كوني متأكدة اني هنا عشان اعالجك و عشان ده يحصل لازم تتكلمي معايا بكل صراحة
نظر لها قائلاً بنبرة هادئة حتى تطمئن :
الكلام اللي بيدور بينا دلوقتي مش هيطلع بره الأوضة دي يعني تقدري تتكلمي عن كل اللي جواكي و بتحسي بيه بصراحة و من غير خوف او تردد عشان تساعدي نفسك و انا كمان اقدر اساعدك
ابتلعت ريقها قائلة بحزن و اعين تلمع بالدموع :
منكرش اني وجعي منه اكبر من كرهي ليه بس انا مش قادرة و لا هقدر اسامحه
ثموتابع بصوت مختنق و وجع :
انا بسببه عيشت وجع كتير بسببه كنت بحس بحرمان لما بشوف اي طفل سعيد مع باباه و مامته كنت ساعات كتير بحس بغيرة
صمتت لبعض الوقت قبل أن تتابع بحسرة :
بسببه انا مقدرتش اكون ذكريات طفولة بين اب و ام و عيلة سعيدة ملحقتش اشبع منها و لا من حنانها هو حرمني منها و خلاني يتيمة في يوم ساعات كتير كنت بغير من اخواتي لانهم قدروا يكونوا ذكريات معاهم قدروا يشبعوا منهم و من حنانهم
نظرت له قائلة بحزن و يأس :
انا بسببه مش قادرة اعيش حياتي مش قادرة اخد خطوة واحدة……بسبب اللي حصل انا مش عارفة انا عايشة ليه و لا عايزة ايه ، الأول كنت عايشة عشان احقق انتقامي و حققته بس دلوقتي مش عارفة انا عاوزة ايه
ابتسم قائلاً بهدوء :
طبيعي جداً ان اي شخص يمر بتجارب قاسية في الحياة و طبيعي ان تحسي بوجع و ألم لما تفتكري الماضي……..تفكيرك في الماضي زيادة عن اللزوم هو سبب حالتك كل مرة بتفكري فيه بيتولد جواكي مشاعر سلبية بتخليكي حاسة بكل ده
ثم تابع بابتسامة :
ليه لما بتفكري في الماضي بتشوفي الوحش بس
– عشان مكنش فيه غير الوحش
اجابها بنفس ابتسامته التي تزين ثغره :
مين قال كده….تفتكري انتي و اخواتك كنتوا هتكونوا قريبين من بعض……فكري في الإيجابيات اللي اتعلمتيها من الماضي متشوفيش الوحش بس
سألها بهدوء :
انتي ليكي اصحاب مقربين يعني بتفضفضي مع حد بتحكي في اللي مضايقك
نفت برأسها قائلة :
عندي اخواتي و زينة بنت خالي بس عمري ما اتكلمت مع حد و فضفضت يعني دايما كنت اسمع او اديهم النصيحة و من جوايا بقول لنفسي قولي لنفسك الكلام ده و طبقيه بس مش بقدر
ابتسم عمر قائلاً :
طبيعي جدا ان الشخص ينصح غيره و ميقدرش يطبق النصيحة دي لنفسه……انا صحيح دكتور نفساني شغلتي اعالج لكن لو كنت مكانك او مكان اي مريض تاني مش هقدر اساعد نفسي و هلجأ للي يساعدني
نظرت له بصمت ليتابع هو بابتسامة :
مش صح انك تفضلي تكتمي مشاعر الحزن و الألم جواكي كل شخص بيحتاج يكون في حياته شخص مقرب و ثقة يكون موجود في حياته يحكيله اللي جواه و اللي بيحس بيه يعني بالعربي يفضفض معاه
نفت برأسها قائلة. بحزن :
مقدرش اعمل كده
– ليه
تنهدت بحزن قائلة :
عشان مش عايزة حد يحس اني ضعيفة او اشوف نظرة شفقة في عيون حد
ابتسم قائلاً بهدوء :
بس انتي مش ضعيفة انتي قوية جدا اللي تمر بكل ده و تفضل واقفه على رجليها و توصل للي انتي وصلتي ليه عمرها ما تكون ضعيفة
تنهد و هو يزيح نظارته الشفافة بعيداً عن عينيه قائلاً بابتسامة :
كتير اوي بيشوفوا ان المرض النفسي ده شيء مخجل مينفعش يتكلموا فيه عشان نظرة الناس ليهم و بيرفضوا يعترفوا اصلا بيه لكن انتي جيتي بنفسك لهنا عشان عارفة ان عندك مشكلة و عايزة تتعالجي و تكملي حياتي بشكل احسن دي شجاعة قوة منك
ابتسمت بهدوء ليسألها هو فجأة :
جربتي تكتبي مذكرات خاصة بيكي
– مذكرات !!!
ابتسم قائلاً :
ممكن تخرجي كل المشاعر السلبية اللي جواكي على ورق اكتبي كل اللي بتحسيه و مش هتقدري تحكيه لحد
اومأت له بصمت ثم نظرت لساعة يدها لتجد انها تجاوزت الوقت المحدد و اخذت الكثير من وقته لتقف قائلة باعتذار :
انا خدت وقتك كتير اوي…..اسفة لو عطلتك
نفى برأسه قائلاً بابتسامة لا تفارق شفتيه :
لا عطلة و لا حاجة
دون لها دواء على ورقة ثم اعطاها لها قائلاً بهدوء :
هتمشي ع العلاج ده و اعملي زي ما اتفقنا اكتبي كل اللي جواكي على ورق كل شعور سلبي جواكي اكتبيه كل ما تفتكري الماضي فكري في الإيجابيات اللي اكتسبتيها منه و بس
اومأت له بصمت ليتابع هو حديثه :
الجلسة الجاية بعد اسبوعين
شكرته ثم غادرت العيادة و لا تنكر ابدا شعور الراحة الذي يغمرها بعد ان تحدثت و اخرجت كل ما بداخلها……لكن هي لا تعلم أن قدومها لهنا سيترتب عليه الكثير !!!!!
……….
كانت تخرج من البناية و كادت ان تصعد لسيارتها لكنها توقفت بصدمة عندما سمعت لصوته يأتي من خلفها قائلاً :
حياة
التفتت له بصدمة قائلة بتوتر :
إلياس انت بتعمل ايه هنا !!!
ابتسم قائلاً و هو يشير لمطعم موجود أمام البناية :
انا اوقات بكون هنا يعني لو في مواعيد بره الشركة بتكون هنا
اومأت له بتوتر ليسألها قائلاً :
انتي بتعملي ايه هنا
حاولت اخفاء توترها قائلة :
كنت رايحة الشركة و نزلت اشتري ماية من السوبر ماركت
اومأ لها قائلاً :
طب ممكن نتكلم شوية
نفت قائلة باعتراض فهي لم تنسى حديثه معه امس و ما قاله لها :
مش فاضية
اوقفها قائلاً باعتذار :
استني……انا عارف انك زعلانة من اللي قولته امبارح صدقيني مكنش قصدي…..غصب عني بغير عليكي منه بتجنن لما اشوفه قريب منك
استنكرت ما قال لتنظر له قائلة بسخرية :
اشمعنا هو مش بيعمل زيك هو كمان بيغير
نفى برأسه قائلاً بحب :
عشان مش بيحبك زيي انا صحيح شوفتك من قريب بس صدقيني بحبك اوي و بغير عليكي بجنون اعذريني في ده
سعيدة بما قال لكنها خائفة لا تنكر ذلك نظرت له ليتابع هو حديثه قائلاً باعتذار :
متزعليش مني حقك عليا
تنهدت بعمق ثم اومأت برأسها ليسألها بابتسامة :
يعني مش زعلانة
اومأت له قائلة :
اه….اتأخرت و عندي شغل
اوقفها قائلاً بابتسامة :
طب عشان اضمن انك مش زعلانة خلاص ينفع نقضي اليوم سوا يعني نتغدا سوا و نروح المكان اللي انتي عوزاه
كادت ان ترفض لينظر لها برجاء و بعد إلحاح منه وافقت على ما قال
………..
بمستشفى الجارحي
كان يخرج من غرفة العمليات يفكر فيها من تشغل عقله و قلبه منذ سنوات لكن خوفه سبب ابتعاده و تهربه منها نعم يهرب منها منذ ان غادر القصر هو و اخوته و هي تحاول الحديث معه و هو يتعمد تجاهلها و التهرب منها
كان بطريقه لمكتبه لتقع عيناه عليها و هي تقف برفقة احد الأطباء العاملين بالمستشفى تبتسم له و الاخر ينظر لها نظرات غير بريئة بالمرة
اقترب منهم قائلاً بغضب :
واقفين بتعملوا ايه…..مفيش وراكم شغل
ندا ببرود :
وقت الراحة و كنت واقفة مع زميلي شوية في حاجة يا دكتور ريان
ريان بنظرة نارية للطبيب الشاب الذي يقف بجانبها :
روح شوف شغلك
رحل الأخر على الفور و ما ان غادر جذب ريان ندا من يدها خلفه ثم دخل لمكتبه و اغلق الباب خلفه قائلاً بغضب :
انتي عاوز توصلي لايه باللي بتعمليه ده
ندا بغضب :
مش عاوزة اوصل لحاجة اما معملتش حاجة غلط واقفة مع زميلي في وقت الاستراحة ايه اللي مضايقك في كده
ريان بغضب :
يضايقني طبعا
ندا بغضب :
تضايق بصفتك ايه
صمت للحظات بينما هي كانت تتأمل ان ينطق بما تراه بعنياه و لا ينطق به لسانه لكنه قال بهدوء :
بنت عمي
ضحكت بسخرية مريرة قائلة :
بنت عمك اللي بقالك فترة بتتجاهلها و كلما تتكلم معاك تسيبها و تمشي…..بنت عمك في دي بس و الباقي لأ يا ريان
– انا حر
صرخت عليه بغضب يخالف شخصيتها الهادئة
مثله تماماً :
انا كمان حرة اقف مع اللي انا عوزاه ميخصكش
كادت ان تغادر ليوقفها قائلاً بغضب :
استني عندك
التفتت له قائلة بغضب :
نعم
اقترب منها قائلاً بتحذير :
اخر مرة اشوفك واقفة معاه
نظرت له قائلة بسخرية و غضب :
قولتلك ميخصكش انا حرة انت مش ابويا و لا اخويا عشان تحاسبني يا دكتور
غادرت و تركته يشتعل من الغضب و الغيرة تتوعد له بالمزيد من هذا حتى يعترف بما بداخله
…………
بخطوات مرتعشة كانت تدخل من باب القصر الداخلي و هي تتمنى ان لا تراه شهقت بقوة و هي تراه يجلس ببهو القصر ينتظر وصولها منذ الصباح الباكر ما ان علم بقدومها
انتفض واقفاً مقتربًا منها قائلاً بلهفة و اشتياق :
هنا
تراجعت خطوات عدة للخلف بفزع قائلة :
ابعد عني
ابتلع غصة مريرة بحلقه و هو يرى ذعرها الشديد منه قائلاً بندم و ألم بشع ينهش قلبه :
انا اسف
تمالكت نفسها بصعوبة حتى لا تبكي قائلة بصوت مختنق و هي ترى سليم يأتي من خلفه :
حضرتك بعتلي ارجع ليه يا جدو
ابتسم مقترباً منها يحاوط كتفها بيديه قائلاً بحنان :
هنروح مشوار سوا و بعدها اللي انتي عايزاه كله هيحصل يا بنتي
اومأت له بصمت و هي لا تفهم شيء توجهت للخارج برفقته و خلفهم ادهم يستقل سيارة بمفرده حتى لا يزعجها او يسبب له اي خوف
.
.
بعد وقت كان يدخل الثلاثة من باب ذلك المخزن الموجود بمنطقة خالية من السكان
شهقت هنا بقوة عندما وقعت عيناها على سمر مقيدة على مقعد بوجه مليء بالكدمات و بحالة يرثى لها و شخص اخر مقيد على مقعد بجانبها لم تستطيع التعرف على وجهه فقد كان يخفض وجهه فاقداً للوعي و كذلك سمر
تجولت بنظرها بالمكان لتقع عيناها على امرأة عجوز مقيدة على مقعد بجانبهم تنظر نحو سليم بغل و كراهية شديدة اخافتها
خاصة حين نطقت بغل :
والله زمان يا سليم يا جارحي….بس ايه رأيك في اللي عملته بوظتلك حياة حفيدك و حفيدتك و خدت حقي منك و من ابنك و قمر اللي فضلها عليا
ضحك سليم بسخرية و بداخله يتوعد لها فقط صبراً
جاء احد الرجال بمقاعد لهم و جلست هنا بجانب سليم لا تفهم شيء مما يقال و كذلك أدهم المصدوم مما قالته تلك السيدة التي كان قليلاً ما يلتقي بها حتى انها لم تحضر حفلة خطبته على ابنتها الحقيرة بسبب سفرها خارج البلاد
اشار ادهم بيده لأحد الرجال الذي سكب دلو من الماء فوق رأس كلاً من سمر و وائل شهق الاثنان بقوة و معهم هنا التي تفاجأت برؤية وائل
سليم بسخرية و هو يشير سمية :
اعرفك الأول يا أدهم بسمية……طليقة ابوك !!!
توسعت اعين ادهم بصدمة ليتابع سليم حديثه قائلاً بسخرية :
كانت مرات ابوك قبل ما يتجوز قمر…..اتجوزها بعد ما اتخرج من الجامعة كان فاكرها زوجة مناسبة بس هي مكنتش اكتر من واحدة اناينة…..شايفة نفسها بتعمل مشاكل بينا علطول و بتوقع بينه و بين الكل مستهترة و فضل سنتين مستحملها و فضل باقي عليها لما عرف انها حامل بس هي من انانيتها و جحودها راحت و نزلت الولد اللي في بطنها عشان مش جاهزة تكون ام من غير ما ترجع ليه
نظر سليم لادهم المصدوم ثم تابع حديثه :
ابوك كان هيطلقها بس حب يقهرها الأول لانه عارف ان اهم شيء في حياتها مظهرها قدام الناس….اتجوز عليها قمر كانت شغالة عندنا في القصر و اعلن قدام الناس كلها جوازه…هو صحيح مكنش بيحب قمر في الأول بس مع الوقت حبها و هي كمان حبيته و عدى اسبوع و كان ابوك مطلق سمية
ضحكت سمية ساخرة ليتابع سليم حديثه قائلاً :
اما بنتها بعد سنين دخلت حياتنا و دمرت حياة احفادي
نظر لهنا قائلاً بجدية :
كل اللي حصل معاكي كانت هي و بنتها سبب فيه ادهم عمل معاكي كده عشان…….ثم قص عليها ما فعلوه هؤلاء الثلاثة بها
ما انتهى ضحكت سمية قائلة بغل :
كل اللي حصلهم كان بأمر مني و سمر الغبية كنت بحركها و بقولها تعمل ايه بالظبط و هي تنفذ مش عشان غبية لا عشان بتحب الفلوس
سليم بسخرية و احتقار :
طلعالك مش جيباه من بره
نظرت هنا للجميع و الدموع تغرق وجهها وركضت لخارج المخزن و خلفها ادهم و سليم الذي احتضنها بحنان لتبكي باحضانه بانهيار و ادهم يتابعها بحزن و ألم يمزق قلبه يلعن غبائه الذي اوصله معها لما هما فيه الآن بعد دقائق توقفت عن البكاء
ليسألها سليم لهنا بحنان :
هنا يا بنتي انتي دلوقتي عرفتي الحقيقة كلها القرار دلوقتي في ايدك و انتي اللي تقرري تكملي مع ادهم او لأ
صمتت هنا للحظات ثم قالت بجدية و هي تزيل الدموع من على وجهها :
اللي عوزاه يا جدي اني ورقة طلاقي توصلي في
اقرب وقت !!!!
………..
مساءاً بقصر الجارحي
بعد يوم سعيد قضته برفقته و كذلك هو توقفت سيارة إلياس الذي ابتسم بحب لحياة قائلاً :
انبسطت اوي يا حياة عشان كنتي موجودة معايا
ابتسمت هي الاخرى قائلة بابتسامة :
كان يوم حلو فعلا
ابتسم بسعادة ثم التقط كف يدها مقبلاً اياه برقة قائلاً بحب :
تصبحي على خير
جذبت يدها من يده ثم غادرت السيارة و ما ان اختفت من امامه لداخل القصر
رفع إلياس رأسه لأعلى بدون قصد لتقع عيناها على بدر يقف بشرفة غرفته ينظر نحوهم فقط كان يقف هنا منذ وقت بنتظر مجيئها ليطمئن عليها بعدما هاتفها اكثر من مرة لكنها لا تجيب
ليتصنم جسده بمكانه و تشتعل عيناه بغضب و غيرة بعدما شاهدها برفقته بالسيارة تبتسم و ذلك البغيض يقبل يدها دخل لغرفته دافعاً المزهرية بالحائط بغضب ثم جلس ارضاً صدره يعلو و
يهبط بانفعال
اخذ يحدث نفسه…..إلى متى سينتظر حتى تخبره انها لا تريده و ان قلبها يحب غيره و اختار غيره مشاعرها تجاه ذلك المدعو إلياس ظاهرة بوضوح هو فقط من كان يعاند نفسه هي ليست له !!!!
………..
في صباح اليوم التالي بقصر الجارحي
– بدر انت رايح فين
قالتها حياة بصدمة و هي تراه يخرج من غرفته
يجر حقيبته خلفه
التفت لها قائلاً بابتسامة حزينة :
اظن وجودي مبقاش ليه لازمة
سألته بصدمة :
هتسافر
اومأ لها قائلاً بحزن :
مبقاش فيه سبب استنى عشانه…..لاني ببساطة خسرت
التمعت عيناها بالدموع حزينة عليه :
خسرت ايه
تنهد بحزن قائلاً بوجع :
خسرتك انتي يا حياة يعني حتى لو مقولتيش بس انا بلاحظ و بشوف و بحس……حبك ليه واضح من غير كلام
اخفضت وجهها قائلة بصوت مختنق و اسف :
انا اسفة
ابتسم قائلاً بحزن :
متتأسفيش دي حاجة مش بأيدك و لا بأيدي
ابتلع غصة مريرة بحلقه و منع نفسه بصعوبة من احتضانها او تقبيل جبينها لاخر مرة قبل أن يغادر اكتفى فقط بتأمل وجهها و عيناها الساحرة التي لم و لن يرى بجمالها ابداً
منحها ابتسامة صغيرة لم تصل لعيناه و الم ينهش قلبه على فراقها قبل أن يغادر القصر بأكمله
عائداً من حيث جاء !!!
……….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ضحايا الماضي ) اسم الرواية