رواية ضحايا الماضي كامله بقلم شهد الشوري عبر مدونة دليل الروايات
رواية ضحايا الماضي الفصل الثامن عشر 18
حل المساء و هي كما هي غافية على فراشها بعالم اخر تهرب به من الواقع المرير الذي ستستيقظ عليه
هو انه قد خذلها !!!
بجانبها فرح و نوران يقوموا بالاعتناء بها……في منتصف الليل عاد اوس للقصر بعد وقت طويل قضاه بالخارج حتى يهرب من نظرات الجميع و الأسئلة التي ستوجه له
توجه لغرفة مهرة مباشرة و فتح الباب بهدوء ليتفاجأ بفرح و نوران غافيتان على فراش بجانبها اقترب منها بحذر و بدون اصدار اي صوت و ما ان وقعت عيناه على وجهها الشاحب شعر بسكين حاد اصاب قلبه العاشق لها لكان ما بيده حيلة اضطر لفعل ذلك قبل جبينها هامساً بأذنها بحب و اعتذار :
انا اسف يا مهرة
قالها ثم غادر الغرفة بهدوء و بدون اصدار اي صوت لكن ما ان صعد لغرفته اشتعلت عيناه بغضب عاصف ما ان وقعت عيناه على تلك الحقيرة تنام على فراشه بكل ارياحية تشاهد احد المجلات الخاصة بالازياء اقترب منها جاذباً اياها من على فراشه قائلاً بغضب :
انتي بتعملي ايه هنا
نزعت يدها من بين يديه قائلة ببرود :
هكون بعمل ايه يعني هنام
تمالك نفسه بصعوبة حتى لا يبرحها ضرباََ قائلاً بغضب و نفاذ صبر :
غوري بره الأوضة و شوفي مكان تاني اتخمدي فيه
ضحكت قائلة بسخرية :
طب ما نعكسها احسن…..و تطلع انت بره
جلست على الفراش قائلة ببرود :
انا مش ناوية اطلع من الأوضة دي لو انت عاوز غير كده يبقى تطلع انت لو تحب…..و اه صحيح ايدك لو اترفعت تاني هتندم يا حبيبى
قالتها ثم جذبت الغطاء على جسدها و تركته يقف يشتعل من الغضب خرج من الغرفة بغضب متوجهاََ لغرفة اخرى ينام بها
………..
في صباح اليوم التالي بقصر الجارحي
استيقظت مهرة لكنها لم تجد احد بجانبها و ما ان تذكرت ما حدث امس بكت بقوة سرعان ما حففت دموعها و هبت واقفة من على فراشها تجمع ثيابها بحقيبتها الصغيرة و خرجت من غرفتها تنوي مغادرة هذا القصر فبعد ما فعله بها لن تبقى معه لحظة واحدة
.
.
– رايحة فين !!!
قالها بصدمة و هو يجدها تخرج من غرفتها تحمل بيدها حقيبة ثيابها الصغيرة بوجهها الشاحب و اعين حمراء من كثرة البكاء
تجاهلته و توجهت للباب و كادت ان تخرج لكن بلحظة جذبها من يدها قائلاً بغضب :
بقولك رايحة فين
صرخت عليه بغضب :
رايحة في داهية
جاء صوت سارة التي تجلس خلفهم على الاريكة الموجودة ببهو القصر تضع قدم فوق الاخرى بغرور قائلة ببرود :
يبقى احسن بردو
تبادلت النظرات بغرور مع مهرة التي تناظرها بشراسة و صدرها يعلو و يهبط بانفعال لوهلة شعرت سارة بالخوف منها
اوس بغضب و هو يوجه نظرات حادة غاضبة نحو سارة التي لم تبالي بها :
اطلعي فوق
ابتسمت بدلال قبل أن تقف متوجهة لها تقبل وجنتيه قائلة :
انت تؤمر يا حبيبي
بينما هو كان يتابعها و هي تصعد الدرج بغضب ثم التفت لمهرة التي تنظر له بغضب و خيبة امل مردداً بهدوء حاول التحلي به :
مهرة خلينا نتكلم بهدوء و هف…….
مهرة بغضب و هي تدفع يده بعيدًا عنها :
مفيش حاجة تتقال طلقني !!!
اوس بغضب :
مش هيحصل
لتصرخ عليه بغضب و دموع هربت من عيناها لم تستطع السيطرة عليها :
هتعمل بيا ايه تاني بعد ما خدت اللي عاوزه….بس انا اللي غلطانة اني وثقت فيك و ما سمعتش كلامها لما نصحتني ابعد عنك
ببكاء شديد و دموع نغرق وجهها :
عملت كل التمثيلية دي عشان بس تقرب مني اوهمتني بحبك اللي مش موجود خلتني احبك و انت متستاهلش رفعتني لسابع سما و رمتني على جدور رقبتي لسابع ارض
نظر لها بأعين تلمع بالدموع لتتابع هي بوجع :
عملت فيا كده ليه
لم يجيب لتدفعه بصدره حتى عاد للخلف عدة خطوات قائلة بقهر و بكاء :
ليه…..رد اتكلم…..قول اي حاجة
وقعت ارضاً قائلة بدموع و رجاء ان يتحدث يخبرها بأي شيء انه يحبها لم يخدعها :
دافع عن نفسك
انحنى نحوها قائلاً بأعين لامعة بدموع تهدد بالنزول بأي وقت و ألم عاصف بقلبه لرؤيتها هكذا :
لما قربت منك كانت لحظة ضعف مني و منك صحيح كان مكتوب كتابنا بس….لكن كنتي مراتي يا مهرة و رغم انها كانت اجمل ليلة في حياتي بس هي سبب اللي انا و انتي بنعيشه دلوقتي !!!!
قالها ثم بلحظة حملها بين يديه مستغلاً حالة التيه التي اصابتها و اعادها لغرقتها متوجهاََ لخارج القصر مصدراً اوامر بعدم خروجها من القصر تحت اي ظرف كان بدون اوامره
……….
بعد وقت بشركة الأدم
دخلت حياة لمكتب اوس ما ان سمح لها بالدخول لتجده يجلس على الاريكة يضع رأسه بين يديه
اقتربت منه قائلة بحزن :
اوس
نظر لها بهدوء مزيف لتجلس بالقرب منه قائلة بحزن و عتاب :
عملت كده ليه….ايه اللي يخليك توجع مهرة بالشكل ده و تتجوز واحدة زي دي
كاد ان يجيبها برده الذي لم يجد غيره :
اللي بيتجوز بيتجوز ليه
ردت عليه بضيق :
اللي يتجوز على مراته من غير سبب يبقى عينه فارغة و اللي يتجوز على واحدة بعد ما قرب منها و وثقت فيه يبقى ندل و جبان
اقتربت منه قائلة و هي تدير وجهه الذي اشاح به بعيداً عنها قائلة بثقة :
بس انا اخويا مش ندل و جبان و لا عينه فارغة
سألته برجاء :
اتكلم يا اوس ايه اللي جابرك ع الجوازة دي…..انا اختك و هما اخواتك محدش هيخاف عليك و لا يساعدك زينا
اشاح وجهه مرة اخرى و هو يبتلع غصة مريرة بحلقه لتعود و تدير وجهه تجاهه قائلة بعتاب :
من امتى بنخبي على بعض حاجة…..مش اتعاهدنا احنا الخمسة عمر ما حد يكدب ع التاني و إن نفضل ضهرنا في ضهر بعض و نفضل سند لبعض طول العمر بتخلف بالعهد ليه
نطق اسمها بتوسل :
حياة كفاية
نفت برأسها قائلة بتصميم :
اتكلم يا اوس…..ايه اللي جابرك حصل ايه عشان تربط اسمك باسمها
دخل ادم و ريان و امير بتلك اللحظة لينظر لهم بصمت لعدة لحظات قبل أن يتنهد بحزن يخبرهم بما حدث اليومان الماضيان
– غبي !!!!
قالها ادم بغضب و هو يلكم اوس بقوة بعدما استمع لكل ما قال
امسكه من مقدمة ثيابه قائلاً بغضب و غيظ :
غبي عشان خبيت علينا حاجة زي دي و نسيت ان احنا اخواتك محدش هيقف جنبك و يساعدك قدنا
ريان بعتاب :
دي مراتك يعني محدش ليه عندك حاجة
صرخ اوس عليهم بغضب قائلاً :
كنت عايزني اقولكم ايه ، الموضوع يخص شرف مراتي و شرفي
ركل المقعد الموجود امام المكتب قائلاً بغضب :
فيديو زي ده لو اتنشر مراتي جسمها اللي هيتعرى وسط الناس كلها ، الموضوع لو كان يخصني انا مش مهم لكن ده يخصها هي قبلي
ثم تابع بغضب و صدره يعلو و يهبط بانفعال :
مين قال اني مكنتش هقولكم ، الزبالة دي هددتني اني ما اتكلمش و سكت مضطر ، مش بأيدي
صمت عم المكان بعد ما قال لم يقطعه سوى صوت حياة قائلة بتساؤل :
ازاي فيديو زي ده اتصور ، اكيد في كاميرات متركبة في اوضتك و الاكيد ان اللي ركبها حد من جوه الفيلا
وافقها امير على ما تقول :
مظبوط
ادم بضيق :
لازم نتأكد ان مفيش كاميرات تانية جوه الاوض في القصر+
ريان بتساؤل :
بس هنعرف الشخص ده ازاي و هنعرف اذا كان ركب في باقي الاوض و لا لأ
تنهد ادم قائلاً بتعب من كم المشاكل التي تأتي وراء بعضها :
لو وصلنا للشخص اللي جوه القصر و عمل كده ساعتها هنعرف اذا كان ركب في اوض ايه بالظبط
حياة بحيرة :
كل اللي شغالين هنا موجودين من زمان و واثقين فيهم مين منهم ممكن يعمل كده
اوس بتفكير :
نسينا كمان حاجة مهمة وسط اللي حصل الفترة اللي فاتت كلها
نظر له الأربعة بعدك فهم ليتابع قائلاً بتفكير :
مين اللي دخل ثريا القصر و هو كله متأمن محدش هيدخل و يطلع كده بالساهل
حياة بتفكير :
الا اذا كان حد من جوه القصر ساعدها
صمت عم المكان لدقائق قطعه ادم قائلاً بتذكر :
فاكرين يوم ما ثريا ضربت نار عليكم
اومأ له الجميع ليتابع حديثه قائلاً :
يومها شوفت واحدة قريبة……..ثم قص عليهم تلك ما حدث يومها و تلك الخادمة التي اخبرته انها خالتها و تعمل معهم بالقصر من اليوم
ما ان انتهى بعد وقت قصير من التفكير اجمع الخمسة على ذلك الحل !!!!
……..
بعد وقت
بأحد المخازن التابعة لعائلة الجارحي
كانت تلك الخادمة التي تدعى ( أماني ) مقيدة بالاصفاد و ملقاة ارضاََ على الأرض ترتجف من شدة الخوف مرت دقائق و دخل الخمسة من باب المخزن متوجهين نحوها لتقول بخوف :
ادم باشا فيه ايه انا معملتش حاجة….انا هنا ليه !!!
اوس بغضب :
انتي اللي ساعدتي ثريا تدخل القصر و انتي اللي ساعدتيهم يركبوا كاميرات في الاوض
نفت برأسها عدة مرات قائلة بخوف :
محصلش يا باشا انا مش ممكن اعمل كده
ادم بغضب و مكر :
الكاميرات صورتك و انتي بتساعديهم
اوس بغضب :
ما تنطقي يا ب……..
انتفضت مكانها بخوف قائلة :
هقول كل حاجة اعرفها بس ارحمني يا باشا ابوس ايدك….ارحمني
تبادل الخمسة النظرات فالقصر من الداخل لا يوجد به كاميرات ما قاله اوس فقط حتى يوقعها بالحديث
نظر لها الخمسة بانتباه و هي تقول ببكاء و خوف :
اول مرة كنت انا اللي دخلت الست ثريا القصر على اساس انها خالتي و انها خارسة
امير باحتقار :
مقابل ايه
اجابته بخوف و بكاء :
الست ثريا كانت قالتلي انها هتعطيني شقة تمليك عشان اتجوز فيها و كمان مبلغ مش كبير
ثم تابعت و هي تتراجع بجسدها للخلف بخوف من نظراتها المشتعلة من الغضب :
بس حصل اللي حصل و الست ثريا ماتت و معرفتش اخد حقي بعدها بفترة اسبوعين تقريباً لقيت الست سارة بتكلمني و بتقولي انها هتعطيني اللي اتفقت عليه مع الست ثريا و فوقيهم عشرين الف جنيه مقابل اني ادخلها القصر لحد اوضكم
ثم تابعت و هي تبتلع ريقها بخوف :
ادتني اللي اتفقنا عليه و دخلتها القصر و اتفاجأت بيها بتركب كاميرات في اوضة اوس باشا اول أوضة بدأت فيها و لما كنا هنكمل في باقي الاوض الست مهرة و فرح دخلوا القصر فطلعتها بسرعة من الباب اللي ورا قبل ما حد يجي على اساس انها تيجي تركب الباقي بكره بس مجتش و لا كلمتني خالص
ريان بغضب :
يعني هي ركبت في اوضة اوس بس كاميرات
اومأت له عدة مرات بنعم ليشير ادم لأحد رجاله الذي اخدها من امامه لتلك الغرفة و سرعان ما تعالى صراخها بعدما قام بإصدار اوامر لرجاله بالمجيء بنساء حتى يبرحوها ضرباً
لم يكتفي بذلك بل قام بحرق منزلها الذي تحصلت عليه من سارة بأكمله حتى اصبح رماداً و صادر الأموال التي كانت اخذتهم و احرقهم امام عيناها
……….
كانت تخرج من جامعتها لتتفاجأ به أمامها قائلاً بابتسامة حب :
وحشتيني
ابتسمت بخفوت قائلة بتساؤل :
جاي ليه
ضحك بخفوت قائلاً بابتسامته الجذابة :
ما قولتلك وحشتني و جيت اشوفك
ابتسمت بخجل اشار بيده نحو سيارتها حتى تصعد معه ابتسمت و صعدت للسيارة و هو خلف عجلة القيادة و قبل ان يقود اوقفته قائلة بابتسامة :
عربيتي هنا و عندي كذا مشوار هروحه
– طب ركبتي ليه
ابتسمت قائلة بهدوء :
مش هنتكلم في الشارع يعني
اومأ لها بصمت ثم سألها :
هتروحي فين
توترت و حاولت ان تخفي ذلك قائلة :
الشركة و كمان هخرج انا و زينة
اومأ لها و لا يدري لما توترت من سؤاله التقط يدها بين يديه ثم قبلها بحب…..سرعان ما جذبتها من بين يديه بتوتر و خجل
تنهد بعمق يسألها ذلك السؤال الذي حيره :
تهربي مني ليه يا حياة….ليه بحس انك عاوزة تقولي الكلمة اللي نفسي اسمعها منك بس بشوف في عينك تردد و خوف
ابتلعت ريقها بتوتر ليسألها بحزن :
ليه خايفة مني……انا بحبك
تنهدت بعمق قبل ان تردد بحذر و حزن :
الحب لوحده مش كفاية مينفعش ادخل في ارتباط مبني على حب بس و اتجاهل الباقي
– اللي هو !!!
لم تجيب ليحثها على الحديث قائلاً :
اتكلمي….قولي اللي جواكي
نظرت له قائلة برجاء :
مش عايزة اتكلم دلوقتي……وقت لما اكون جاهزة اتكلم هتكلم معاك بس عايزة شوية وقت ممكن
ابتسم بحزن ثم اومأ برأسه قائلاً :
ممكن
دار بينهم حديث قصير و قبل ان تغادر سيارته اوقفها واضعاََ تلك الوردة الحمراء خلف اذنها قائلاً بابتسامة و حب :
بحبك
منحته ابتسامة خجلة قبل ان تغادر بسيارتها نحو طبيبها النفسي و هو ينظر لاثرها بحب ثم انطلق بسيارته عائداََ لعمله
……….
بعيادة الطبيب النفسي عمر أبو زيد خطت حياة لداخل مكتبه بعدما سمح لها بالدخول بعد أن تبادلت مع التحية جلست على المقعد الموجود امام مكتبه ليسألها بابتسامة و تساؤل :
ميعاد الجلسة بتاعتك بعد تلت ايام لسه مش دلوقتي !!!
اومأت له قائلة :
عارفة بس كنت محتاجة اتكلم مع حد في مشكلة اني جيت بدري عن ميعادي
نفى برأسه قائلاً بنفس الابتسامة :
لا ابدا تحت امرك في اي وقت
شكرته ثم اطلقت تنهيدة عميقة و بدأت تقص عليه علاقتها ببدر و إلياس و ما حدث مؤخراً و ما ان انتهت سألها و هو يتابع حديثها باهتمام و تركيز :
انتي بتحسي ناحية كل واحد فيهم بأيه
اجابته و هي تنظر للفراغ بشرود :
مع إلياس في مشاعر حب بس حب معاه خوف !!!
– خوف من ايه
تنهدت بعمق قبل أن تبوح بكل ما بداخلها :
بشوف فيه يوسف العمري كل تصرفاته بتحسسني بخوف…..خوف من اني اكون نسخة تانية من ماما عصبيته….تهوره….تلميحاته و نظراته اللي بشوف فيها شك اني أخلاقي وحشة عشان انا بنتها جوايا حب ليه بس لو قبلت الحب ده و قبلت بيه معناها اني هفضل طول عمري عايشة في خوف
– طب و بدر
ابتسمت قائلة :
عيونه دايما بشوف فيها حب و امان هو حنين اوي و دمه خفيف يدخل القلب علطول بحسه اب و اخ و صديق بحس معاه بأمان مش بحسه مع إلياس يعني برتاح معاه في الكلام مع إلياس ببقى عاملة حساب لكل كلمة تطلع مني بس معاه بتصرف بتلقائية عفوية بقول كل اللي جوايا بحس انه بيفهمني اكتر من نفسي رغم اني ماقبلتوش غير من فترة صغيرة
سألها بهدوء :
معندكيش ثقة في إلياس عشان كده بتتكلمي معاه
بحساب و حذر
ابتسمت بسخرية قائلة :
لو أنا حكيت لبدر اللي بقوله ليك هيسمعني بس إلياس هيغضب و يثور
– مش يمكن من غيرته عليكي و بدر مش بيغير عليكي…..بيقولوا الغيرة دليل الحب !!
نظرت له قائلة بحزن :
بدر بيغير و بشوف ده في عينه بس بيسمعني بيتحكم في نفسه عشان ميأذنيش بكلمة لكن إلياس بحس بخوف انه يفهمني غلط لو فضفضت معاه و قولتله ع اللي جوايا
– يعني بتحبي بدر
تنهدت بعمق قبل أن ترد عليه قائلة بحزن :
بحب الأمان اللي بحسه مع بدر و بكره الخوف اللي بحسه تجاه إلياس لاني حاسه بحب ناحيته و مش عاوزة احس بخوف معاه
ابتسم قائلاً بتفهم :
يعني عاوزة الأمان اللي بتحسيه مع بدر يكون موجود مع إلياس
اومأت له بصمت ليتابع هو :
اللي بيحب حد بيحبه بعيوبه
تنهدت بحزن قائلة :
يمكن لو مكنش حصل اللي حصل معايا زمان و الحادثة دي حصلت كنت هحب إلياس زي ما هو من غير خوف كنت هحبه بعيوبه
اغمضت عيناها بحزن متابعة :
بس انا عيشت وجع كتير مش عايزة اجازف و اعيش
وجع جديد
ابتسم قائلاً :
محتاجة قاعدة مصارحة مع إلياس
سألته بتعجب :
قصدك ايه
ابتسم مرة اخرى قائلاً بهدوء :
تقعدي مع إلياس و تتكلمي معاه احكيله عن مخاوفك منه قوليله باللي بتحسي بيه فهميه انك محتاجة منك يطمنك و انك بتحبيه قوليله كل اللي جواكي….
قاطعته قائلة بنفي :
مقدرش اقوله
سألها بتعجب :
ليه !!!
ابتلعت ريقها قائلة بتوتر :
مش حابة اكون ضعيفة في نظره
ابتسم قائلاً بتفهم :
عايزة تفضلي دايماً قوية في نظره عشان ميفكرش يأذيكي ابداً زي ما والدك عمل مع والدتك اللي على حسب كلامك كانت شخصيتها ضعيفة
اومأت له بنعم ليتابع حديثه قائلاً بابتسامة :
انك تفضلي في نظرة قوية عشان تستمر العلاقة ده غلط العلاقة اللي مبنية ع الحب و التفاهم بين الاتنين و غير كده فيها الامان قبل اي حاجة هي اللي بتستمر….تفكيرك غلط
سألها مرة اخرى :
متأكدة شعورك نحو إلياس حب
توترت ليسألها مرة اخرى :
بتحبي إلياس من امتى
اغمضت عيناها ثم اخذت نفس عميق قبل ان تتحدث قائلة :
لما كنا صغيرين كنت دايماً بفكر فيه كنا دايمًا بنلعب مع بعض و كان قريب مني اويلما بعدت عنه و عن كل اللي في القصر فضلت افكر فيه كتير و فضل التفكير ده ملازمني لحد ما كبرت و عرفت ان اللي جوايا من ناحيته حب
ابتسم قائلاً :
مش كل حب طفولة لازم يكون حقيقي و يستمر و مش عشان بتفكري فيه كتير يبقى بتحبيه وارد جداً يكون شعورك ناحيته تعود مش حب اتعودتي انك تفكري فيه هو بس ترجمتي كل ده بأنه حب و هو مش اكتر من تعود او وهم حب مفكرة انك حاسة بيه
نفت برأسها و كادت ان تتحدث ليقاطعها قائلاً :
زي ما قولتلك لازم تقعدي مع إلياس و تتكلموا
صمتت للحظات ثم اومات برأسها بنعم ثم غادرت بعد ان اوصاها هو ببعض الأشياء
……….
كانت حياة تدخل من باب القصر بيدها تلك الوردة الحمراء و على شفتيها ابتسامة جميلة اختفت ما ان ظهرت سارة امامها من العدم و قد خمنت ان تلك الوردة و الابتسامة التي على وجهها سببها إلياس !!
اقتربت بوجهها من حياة قائلة بتوعد :
ابعدي عن إلياس بالذوق بدل ما يكون بالعافية
ضحكت حياة قائلة بسخرية :
تؤ تؤ حاطة عينك على واحد تاني و انتي متجوزة بس الأخلاق دي مش هستغربها اصلها كان في السيد الوالد و الوالدة
ابتسمت سارة بغل قائلة :
طالما عارفة اخلاقهم كويس بقى
مالت على اذنها قائلة بشر :
خافي مني عشان زي ما ثريا و محسن زمان قدروا يدمروا حياتكم و قدروا يخلوا ابوكم يتخلى عنك و يطردكم من حياته و يقتلوا امكم
ابتعدت عنها قائلة بتوعد و حقد :
مش بعيد بنتهم تعمل الأسوأ…..اعتبريني ثريا التانية بس على اسوأ
ضحكت حياة بقوة دون توقف بتصرخ عليها الأخرى قائلة بغيظ :
ايه اللي يضحك في اللي بقوله
حياة بثقة و استهزاء و عيناها تطالع سارة من
رأسها لقدمها :
اصلك نسيتي ان ثريا كانت نهايتها الموت و على ايد واحد منا
ثم مالت على اذنها قائلة بثقة :
فخافي انتي بقى يا حلوة
قالتها ثم غادرت و صعدت لأعلى و تركت الأخرى خلفها تتأكل من شدة الغضب و الغيظ
………
بمستشفى الجارحي
يعاد نفس ما حدث المرة الماضية تقف برفقة ذلك الطبيب الشاب و تبتسم و لم تعير اي اهمية لما قال المرة الماضية لكن تلك المرة جذبها من يدها بعنف لغرفة مكتبه دون اي حديث قائلاً بغضب بعد ان اغلق الباب خلفه :
انا مش قولت متقفيش مع الزفت ده تاني
ردت عليه بغضب :
بس انا قولتلك كمان ملكش دعوة….انا حرة
ارتفع صدره و هبط بانفعال قائلاً بحدة :
انتي عاوزة توصلي لأيه باللي بتعمليه ده
نظرت له بغضب قائلة :
قصدك ايه
ابتسم بسخرية قائلاً بقسوة حتى تكف عن افعالها تلك التي يعلم تمام العلم انها تفعلها لتجعله يغار و يفصح عن ما بقلبه يعلم انها ليست من هؤلاء الفتيات التي يرافقن الشباب :
يعني مش عاوزة تلفتي نظري ليكي عشان كده بتعملي اللي بتعمليه ده
ثم تابع بقسوة و كلمات اشعرتها بالإهانة الشديد بل حطمت قلبها :
بس كده انتياللي هتبقي خسرانة لانك كده مش بتلفتي نظري كده انتي هتبقي في نظري واحدة مش تمام ما……..
قاطع حديثه صفعة هوت على صدغه بقوة من يدها قبل ان تغادر مكتبه بل المستشفى بأكملها و دموعها تغرق وجهها
تنهد بحزن و قلبه يؤلمه على ما قاله لها غادر المستشفى هو الاخر متوجهًا للقصر
.
.
كانت حياة تخرج من غرفتها الملاصقة لغرفة ريان ما ان استمعت لصوت تحطيم شيء طرقت الباب بقلق و ما ان سمح لها بالدخول دخلت لتقع عيناها على مزهرية ملقاه ارضاََ يبدو انه القاها ليفرغ بها غضبه ابتسمت بزاوية شفيتها فتلك العادة تمتلكها هي و اخوانها
اقتربت تجلس بجانبه على الفراش تسأله بهدوء :
مالك……ايه اللي مضايقك
استلقى بجسده على الفراش واضعاً رأسه على قدمها ثم اطلق تنهيدة حزينة مردداََ بحزن :
قولتلها كلام يوجع غصب عني…..كنت عاوزها تبعد عني و تبطل اللي بتعمله ده لان هي مش كده انا غلط معاها اوي يا حياة…..وجعتها
تنهدت بحزن قائلة و هي تمرر يدها بخصلات شعره :
عايز تبعدها عنك ليه
جاءها رده على الفور قائلاً بحزن :
عشان هي تستاهل الأحسن مني
ابتسمت قائلة و هي تربت كتفه :
محدش قالك تختارلها
نظر لتتابع هي قائلة بابتسامة و تشجيع :
ندا مش صغيرة و واعية و عارفة هي بتعمل ايه و عارفة كمان اللي حصل زمان و مع ذلك عايزاك و بتقرب منك لكن ان اللي بتبعدها
تفاجأ من معرفتها بأن تلك الفتاة التي يعشقها هي ندا ابنة عمهم لكنه تجاهل السؤال عن كيف عرفت
ربتت على وجنته قائلة :
انت اللي بتعمل في نفسك كده و بتوجع نفسك عشان ، اوهام السعادة قدامك مش ناقص بس غير انك تمد ايدك ليها و تطلع المخاوف دي من جواك
قاطعته قائلة بهدوء :
ما افترضش ، طول ما انت بتتوقع الوحش هيحصل
ثم اكدت على حديثها قائلة بهدوء :
وأشقى الناس من يتوقع الشقاء و هو لا يعلَم من حاضِره مَا الله صَانع به، ولا مِن مستقبله مَا الله قاضٍ فيه
تنهد قائلاً :
ونعم بالله
مررت يدها بخصلات شعره قائلة بابتسامة :
روح قولها انه مكنش قصدك و انك بتحبها احكيلها اللي جواك و عيش انهاردة و متفكرش في بكره الحقها قبل ما تضيع من ايدك
اومأ لها بابتسامة ثم قبل يدها و غادر الغرفة بل القصر بأكمله متوجهاََ حيث هي بينما حياة خرجت من غرفته متوجهه لغرفتها تحاول ان تذاكر محاضرتها بوسط تلك المشاكل التي لا تنتهي
ابتسمت بسخرية ما ان تذكرت اخوانها و مشاكلهم مع الحب كذلك هي و ادهم و ما فعله بهنا بعدما عرفت من جدها ما حدث والدها و فعله بوالدتها
اغلب المشاكل التي يمروا بها سببها شيء واحد فقط…..الحب !!!!
………..
في المساء بخطوات حذرة وسط الظلام كان ذلك الشخص يمشي بحذر شديد و على اطراف اصابعه بداخل تلك الغرفة
متوجهًا بحذر نحو تلك التي تنام على الفراش و بلحظة كان يخرج تلك الزجاجة البيضاء ينثر رزازها امام وجهها حتى اصبحت مخدرة !!!!
………
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ضحايا الماضي ) اسم الرواية