Ads by Google X

رواية مالك المصري الفصل الاول 1 - بقلم نسمة مالك

الصفحة الرئيسية

  رواية مالك المصري كاملة بقلم نسمة مالك عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية مالك المصري الفصل الاول 1

.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..

هناك أبواب نظن أنها مغلقة ثم نكتشف أنها المدخل لحياة جديدة تحمل في طياتها الكثير من الأقدار، حلم يتعثر و أخر يتحقق، فراق بلا سبب، و لقاء بلا موعد مثل لقاء “مالك” ب جميلته “إسراء”..

أمرأته التي لا تلتفت و طفلته التي لا تكف عن الفضول …

تنهيه إذا أحببها وتنجيه إذا رد الحب بالعشق، وتشقيه إن خذلها، و تخسره عن قصد إن كان ربحه من عزتها تقليل …

امرأة كطيف لم يراها و هي تنبت بجذورها في أعماقه، بطلة كل أحلامه، توزع القبلات على ثغره و تتركه في غمرة العشق دون وداع، يتحسس الوحدة ليجد نفسه عاريًا منها، وقوافل النساء حينها يمكن أن تلهيه لكن…. لن تغنيه عنها ..

هو “مالك المصري” إبن وزير الداخلية “غفران المصري” ذئب المخابرات المصرية كما يلقبونه بعدما تمكن من الوصول لأخطر البؤر الإرهابية و القبض على الكثير من العناصر الإجرامية بعمليات شديدة الخطورة نجي منها بأعجوبة، و برغم لكل ما وصل إليه إلا أنه مازال بأول الطريق نحو هدفه الأسمى و الأوحد و هو قلب “إسراء ” أبنة فارس الدمنهوري..

……………………… صل على محمد……..

أشرقت شمس صباح يوم الجمعة، داعبت أهداب بطلنا الذي استيقظ بنشاط و فرحة غامرة تظهر على قسماته، و إبتسامة تُنير وجهه على غير عادته،

“نهض من فراشه و انتصب واقفًا بطوله المُهيب لتظهر ضخامة و قوة جسده المعضل، سار تجاه الحمام اختفى بداخله لدقائق، و خرج منه ممسك بيده منشفة قطنية يجفف بها شعره الفاحم..

وقف داخل غرفة ثيابه و انتقي قميص من اللون الأبيض و سروال من الجينز، و حذاء رياضي أبيض، و ارتداهم على عجل، مشط شعره بعناية قبل أن ينثر عطره المميز بغزارة، ارتدي ساعته و أخذ أغراضه المكونه من هواتفه و جزدانه الجلدي سلاحه الناري و مفتاح سيارته و غادر للخارج بخطي واسعة..

“صباح الخير يا جدتي”..

قالها “مالك” و هو يميل على يدها و يقبلها،مسدت “فاتن” على شعره بحب و هي تهمس بسرها بآيات قرآنية تحصنه بها من عين كل حاسد و حاقد، فهو يمتلك حضور أسطوري و هيئة تخطف القلب و العين..

زينت ملامح “فاتن” الطيبة إبتسامة بشوشة و هي تقول..

“صباح الخير يا حبيبي..على فين بدري كده يا حضرة الظابط؟! “..

أجابها “مالك” بابتسامة متسعة تدل على مدى سعادته البالغة..

“رايح المقابر”..

تطلعت له “فاتن” مشدوهة من ما تفوه به، مرددة بتعجب..

“مقابر! رايح تعمل أيه هناك بدري كده يا أبني؟”..

قبل رأسها قبلة خاطفة و غمز لها بشقاوة مدمدمًا..

” اممم.. رايح ل إسراء “.. قالها قبل أن يغادر المنزل و يختفي من أمامها تركها تحرك رأسها بيأس و هي تحدث نفسها قائلة..”إسراء اللي مطلعة عينك هي و أبوها تاني يا ابن غفران.. صحيح القط ميجبش إلا خناقه المثل ده مكدبش أبدًا “..

…………………………. لا إله إلا الله……..

بقصر الدمنهوري..

هذا القصر الذي كان يمتاز بالهدوء الشديد لدرجة توحي بأنه مهجور و لا يوجد به حياة قبل أن تدخله” إسراء “غرام المغرور التي قلبت كل شيء رأساً على عقب، ملئت القصر بهجة و فرحة و أصوات ضحكات تشق سكون المكان…

برغم مرور أكثر من خمسة عشر عام على زواجهم إلا أن نيران عشقهم لم و لن تخمد أبدًا، بل تتضاعف و يزيد جمرها و تتناثر شظاياه خاصةً عشق “إسراء” لزوجها الذي ازدات وسامته بمرور السنوات..

“صباح الخير يا ساحرة”.. همس بها “فارس” و هو يمرمغ وجهه بشعر و عنق زوجته النائمة، أخذ نفس عميق يملأ به رئتيه بأكبر قدر ممكن من رائحتها، الأمر تخطي كَونه حُب، أصبح يتنفسها لذا هو على قيد الحياة ..

رمشت بأهدابها الكثيفة متأوه بأسمه بصوتها الناعم المبحوح أطارت اللُب من عقله..

” فارس”..

بلمح البصر كان خطفها داخل صدره بعناق حار مرددًا بلهفة..

“يا عيون فارس”..

فتحت “إسراء” عينيها التى تُشع منها نظرات العشق و الغضب معًا، و رمقة زوجها نظرة عاتبة و هي تحاول الإبتعاد عن حضنه بضراوة..

“أوعى يا فارس سبني عشان أجهز الفطار”..

لم يتركها تبتعد عنه و لو أنش واحد، كانت تتهرب هي بعينيها منه، تتلاشى النظر لعينيه، ليمد يده و يمسك ذقتها بأنامله يجبرها على النظر له و تحدث بكل ما يملك من لطفٍ قائلاً..

“أنتي في حاجة مزعلاكي مني يا إسراء؟!”..

ترقرقت الدموع بعينيها و هي تقول بصوتٍ اختنق بالبكاء..

“تغيرك معايا هو اللي قهرني مش بس مزعلني يا فارس”..

“تغيري معاكي! حبيبتي أنا زي ما أنا كل الحكاية إنك لسه والدة من كام شهر عشان كده أنا ببقي حريص معاكي على ما تشوفي وسيلة تكون أمان لمنع الحمل”..

صرخت صرخة مكتومة تدل على شدة غيظها مرددة بتحدي..

” وأنا مش همنع الحمل يا فارس و هفضل أحمل منك كده لحد ما ربنا يرزقنا و اجبلك الولد اللي نفسك و نفسي فيه”..

لكمته بقبضة يدها الصغيرة في كتفه قبل أن تنهض بغضب..

” أما أشوف هتفضل أنت مانع نفسك عني كده لحد أمتي “..

تركها “فارس” تنهض على مضض، فهو بالكاد يلجم نفسه عنها خوفًا عليها و على صحتها ، ارتمي على الفراش خلفه و زفر بضيق مردفًا..

” أجمد يا فارس أوعى تضعف”..

أختفي الضيق من علي وجهه و ظهرت إبتسامة مشرقة حين وصل لسمعه صوت ضحكات بناته التى تمحي عنه أي زعل أو ضيق..

بغرفة السيدة العجوز “إلهام” تجلس برفقة “خديجة” عمة “فارس” و أحفادها “إسراء، زهراء، رواء، خديخة، إلهام” على إسمها و أخيراً الصغيرة”غرام” بنات “فارس الدمنهوري” من زوجته، ساحرته”إسراء” ..

صوت ضحكاتهم تدخل على القلب السرور، تجعل كل من يستمع إليها يضحك على ضحكاتهم إجباري..

نهضت” إسراء” الابنة الكبرى و سارت تجاه الباب لتوقفها جدتها تقول بلهفة..

” رايحة فين يا إسراء؟!”

صمتت لبرهةً و تابعت بجملة جعلت الجميع في حالة صدمة حين قالت ..

“عشان يوديني أزور بابي رامي الله يرحمه و أودعه قبل ما أسافر “..

“تسافري!! تسافري فين إن شاء الله؟”..

كان هذا صوت والدتها “إسراء” التي دلفت من الباب للتو، و علامات الغضب و الصدمة اعتلت وجهها حين اجابتها ابنتها ببرود لا يخلو من غرورها التي ورثته من والدها..

” هكمل تعليمي برة مصر يا مامي “..

جحظت أعين” إسراء ” على أخرها وتحدثت بأنفاس متقطعة قائلة..

” تعليم أيه اللي تكمليه بره مصر! مين قالك أننا ممكن نوافق إنك تبعدي عننا؟ .. أنتي بتفكري و تقرري لوحدك كده من غير ما تقولي لحد؟”..

أردفت ابنتها بجملة كانت بمثابة سكب الزيت على النيران حين قالت..

“بابي عارف كل حاجة يا مامي و انهارده هنجهز ورق السفر “..

” فارس عارف!!!”..

google-playkhamsatmostaqltradent