رواية اغصان الزيتون كاملة بقلم ياسمين عادل عبر مدونة دليل الروايات
رواية اغصان الزيتون الفصل الثالث و العشرون 23
“تذكّر إنني هُنا، خلفك تمامًا، گظلٍ يأبى أن يُخالف القواعد ويترك صاحبهِ.”
____________________________________
كان جالسًا بوسط الفراش گعادته المفضلة أثناء العمل بالمنزل، يتابع الحاسوب الشخصي ويتطلع لملف القضية الكائن أمامهِ. كُل الملاحظات والثغرات دوّنها على الحاسوب لحين الرجوع إليها، وعقله يعمل بتركيز دقيق ما بين هُنا وهناك، متأرجحًا بين كثرة التفاصيل بالقضية. وضع علامة باللون الأصفر على عبارة لفتت إنتباهه في محضر التحقيق، وقف لديها هنيهه يفكر مليًا، حتى تسلطت عيناه بالفراغ گمن يبحث عن شئ بذهنهِ، حتى قطع عليه تركيزهِ الشديد رنين هاتفهِ، فـ أسكتهُ وتابع إنشغالهِ؛ لكن المُتصل ألحّ في اتصاله، فـ نظر مضجرًا لشاشة الهاتف، كي يقرأ أسم “تهاني” ينبثق منها بالإنجليزية. نفخ منزعجًا وهو يرفض المكالمة للمرة الثانية، ثم غمغم بـ :
– مش وقتك خالص!.
لم يلبث أن يعيد ذهنهِ لأوج التركيز حتى وردتهُ رسالة نصية، فـ انتزعهُ الفضول من مكانه ليتفحص الرسالة بوجهٍ عابس، فـ بُهت بلحظتها، وأبعد الحاسوب عنه وهو يجري إتصالًا بها، أثناء ذلك وقف على أقدامه حتى آتاه ردها، فـ سألها فورًا :
– مصيبة إيه اللي حصلت؟.
استمع لعبارتها الموجزة، والتي خلت من أي تفسير واضح وصريح، فـ تذمر وهو يسألها :
– يعني إيه خدوكي على القسم فجأة!.. هي مش فوضى، شوفتي أذن النيابة بعينك؟.
ذمّ “حمزة” على شفتيه ممتعضًا، وتحرك نحو غرفة تبديل الملابس :
– طب أنا جايلك، أهدي.. انتي رايحة على فين بالظبط دلوقتي؟.
لم يستغرق الأمر منه سوى بضع دقائق معدودة، وكان ينهي ارتداء بدلة سوداء كاملة وجديدة، أسفلها قميص أسود جديد. سحب ساعة اليد الفضية من بين كثير من مثيلاتها، ثم خرج وهو يضبطها على معصمهِ، ضبّ أغراضه الهامة في الحقيبة الجلدية، ثم دسّ الهاتف في جيب بنطاله وهو يغادر الغرفة.
مضى متعجلًا كي يلحق، وأثناء مروره من أمام غرفتها دفعهُ شئ ما داخله لأن يفتح بابها، لا يعلم سرّ ذلك الشعور؛ لكنهُ لبّى حاجة شعورهِ وفتح الباب بغتة. كان الظلام الدامس يُغرق الغرفة؛ لكنه تمكن من رؤية فراغ فراشها، تغضن جبينه بإستغراب وهو يفتح الإضاءة، ليجد الغرفة بالفعل خاوية تمامًا، فنظر لساعة اليد وهو يردف بـ :
– ما شاء الله!.. ما هي تكيّة أبوها!.. اللوكانده اللي داخله خارجه منها على كيفها.
وخرج من الغرفة صافعًا الباب من خلفه. بحثت عيناه عن ذلك الـ “عِبيد”؛ لكن عدم وجودهِ شكّل علامة إستفهام كبيرة في ذهن “حمزة”، لا سيّما أن أغلب رجالها ليسوا متواجدين بالوسط ، فقط أثنين أمام الباب والبقيّة لا وجود لهم. شعر “حمزة” بالريبة، خاصة حينما تذكر إنه رآها تستعد للخروج؛ لكنه لم يشغل بالًا بالبحث من خلفها، ولم يرهق عقله بالتفكير بشأن سبب استعدادها للخروج، بل ولم ينتبه لذلك أيضًا. اضطر “حمزة” لتأجيل التفكير بشأنها الآن، حتى يمرّ هذا الأمر الطارئ والمفاجئ والذي حطّ عليه بمنتصف الليل، وبعدها سيتفرغ تمامًا للحاق بتحركاتها المريبة واختفائها المتكرر.
***************************************
انتظر مجيئها بمكتب رئيس المباحث شخصيًا، بعدما علم بتصاعد الأمور وإنها ليست حادثة إبلاغ عادية، وأن النيابة قد اتخذت احتياطاتها منذ وقت طويل وهي على غير دراية بذلك، گمن نصب لها فخٍّا مُحكمًا لن تستطيع الخلاص منه بسهولة. فتح المجند الباب وأدخلها، فـ هرعت صوبهِ والهلع متشكلًا على ملامحها، تكاد تنهار باكية أمامه :
– ألحقني ياحمزة، أنا مش فاهمة إيه اللي بيحصل!!.
أشار لها كي تهدأ وتسيطر على تلك الحالة التي انتابتها، ثم نظر حيال رئيس المباحث ليطلب منه :
– أهدي ياتهاني.. ممكن أقعد مع موكلتي ١٠ دقايق يافندم.
نهض رئيس المباحث عن مكتبه مُلبيًا طلبه :
– ممكن يامتر.
وخرج، أجلسها “حمزة” قبالته قبل أن يسأل :
– أحكيلي إيه اللي حصل بالظبط.
شبكت “تهاني” أصابعها بتوترٍ ملحوظ، فهي تشعر أن تلك المرّة تختلف عن أي مرّة أخرى، وكافحت بلاقصى جهد لتسيطر عليها قائلة :
– البت بنت الـ ××××× كذبت على ظابط المباحث وفهمته إني وديتها بالغصب هناك!.. وبيتهموني إني بشغّل شبكة دعارة وهتعرض الصبح على النيابة.
ذمّ “حمزة” على شفتيه بإنزعاجٍ وهو يهتف بـ :
– غـبيّة، إنتي كنتي ناقصة بنات عشان تجيبي حد جديد تشغليه معاكي!.. آديكي وقعتي في الفخ بكل غباء.
تغضن جبينها بذهول، وقد فهمت للتو أن كل ما حدث كان مُدبرًا له مسبقًا :
– يعني إيه؟؟.. البت دي قاصداني؟.
فـ صاح بها “حمزة” وقد نفذ صبره :
– طبعًا قصداكي!!.. أذن النيابة بالقبض عليهم وعليكي خارج من بدري، أزاي مفهمتيش حاجه زي دي!.
تحرك بعشوائية بينما هي متقنة الصمت بعد تلقّي تلك الصدمة، حينئذٍ كان هو يفكر بتدقيقٍ حتى قال :
– الموضوع مش هيبقى سهل، ده نائب في مجلس الشعب، يعني الرأي العام هيهيج كله علينا!.
تأفف بإمتعاض شديد ورمقها بنظرةٍ مزجت بين الغضب والنفور، قبل أن يُحيد بصره بالكامل عنها :
– أهو ده اللي كان ناقصني!.
*************************************
صباحًا حارًا، سطعت فيه شمس حارقة منذ البكور. كان يتفحص جهازهِ اللوحي (تابلت) گعادته كل صباح، ليتطلع على أهم الأخبار السياسية والإقتصادية، فـ تفاجأ بهذا الخبر الذي انتشر بسرعة البرق وتداولتهُ المواقع الإخبارية والصفحات العامة، على إنه حدث الساعة. انتصب في جلسته، وقرأ السطور بإهتمام شديد وملامحهِ متجليًا عليها الإنزعاج الشديد. ترك “شاكر” جهازهِ على المنضدة ونزع نظارتهِ وهو يردف بـ :
– دي فضيحة!.. كارثة.
وضعت “ميان” حقيبة الظهر خاصتها على المقعد قبل أن تنحني عليه لـ تُقبل وجنته :
– صباح الخير يابابي.
– صباح النور.
قالها على مضض، فـ سألتهُ بإهتمام :
– مالك؟.
نفخ ساخطًا على الوضع الذي فاجئه، وأجابها بـ :
– واحد من أهم نواب مجلس الشعب اتقبض عليه امبارح متلبس مع واحدة في وضع مُخلّ.
لم تتعاطف معه “ميان” مثقال ذرة، وأبدت رأيها حيال الأمر قائلة :
– وانت زعلان عليه ليه يابابا!.. يستاهل.
– أنا زعلان على الوضع اللي اتحط فيه المجلس كله!.
ثم ابتسم بإستخفافٍ وهو يلمح لشئ آخر عرفه :
– عارفه مين المحامي اللي هيدافع!.
مع ذكر كلمة (محامي)، كان عقلها تلقائيًا يتجه إليه، وقلبها يخفق بتخوّفٍ من صدق تلك المعلومة، فـ تجاهلت شعورها المضطرب وسألته :
– مين؟!.
فـ ضحك “شاكر” ساخرًا من ذلك الوضع وهو يفسره :
– المحترم اللي كنتي هتتجوزيه!.. إبن القرشي طلع زي ما الكل بيحكي عنه، مش مجرد إشاعات طالعة عليه وخلاص زي ما كان بيقول!.
ازدردت ريقها وأطبقت جفونها تعتصرها، ثم أردفت بـ :
– هيدافع عنه؟؟.
– لأ، هيدافع عن الـ ×××× اللي مدورة الشبكة كلها.
اتسعت عيناها عن آخرها، وضاق عليها صدرها من مجرد التفكير بالأمر، رافضة تصديق إنه بذلك السوء!. حتى إنها هربت من حقيقة گتلك، وفضّلت الذهاب من هنا قبل أن يحاصرها والدهِ أكثر من ذلك، فـ ينبش بذلك جراحها التي لم تلتئم بعد، بل إنها طازجة حيّة، گأنها تتجدد في كل يوم.
***************************************
وضع رابطة العنق حول رقبتهِ بعجالة، ثم انتقل نحو الأدراج كي يستخرج التوكيل المُكلف به من قِبل “تهاني”، أضافهُ للحقيبة ثم خرج وهو يسحب سترتهِ. ترك حوائجهِ وفرك عينيهِ المرهقتين قبل أن يستخدم هاتفهِ للإتصال :
– أنت فين يانضال!.
نفخ “حمزة” بقنوط وهو يردف بـ :
– طب أنجز، هنروح بعربيتك عشان لسه هستلم العربية الجديدة بكرة.
أغلق المكالمة وهو يُسبّها بسبابٍ نابية :
– بنت الـ ××××××.
تذكر للتوّ اختفائها ورجالها أمس، فـ تحرك لمغادرة غرفتهِ واستكشاف ما إن كانت قد أتت أو لا. فتح بابها بغتة گعادتهِ، فلم تكن هنا أيضًا؛ لكنهُ رأى فراش جديد للرضيع بجوار فراشها، وعلى ما يبدو إنه ليس فارغًا. دنى منه ليجد “زين” يتوسط الفراش، وقد استيقظ منذ لحظات قليلة أثر صوت فتح الباب، هذه المرة الأولى التي يراه فيها، مرّت أسابيع وأيام طويلة ولم يُكلف نفسه عناء النظر في وجه طفلهِ، حتى بعد إثبات حقيقة نسبهِ وإنه نتاج أخطائهِ الكثيرة. لم تتحرك مشاعرهِ قيد أنملة، وكأنه يضعها في مبرد ضخم. أصرف عيناه عنه ليراها واقفة على بُعد أمتار، تُكتف ساعديها أمام صدرها وتراقب بدقة ما يصدر منه، حتى إيماءات وجهه وعروقهِ راقبتها، إلى أن رآها، فـ رسمت إبتسامة سخيفة على محياها وهي تردف بـ :
– أول مرة تبص في وش إبنك!.
لم يوليها تلك الفرصة أبدًا، وسرعان ما تغيّر مجرى الحديث وهو يسألها بجدية حازمة :
– كنتي فين إمبارح؟.
فـ انتقلت عيناها نحو المهد الجديد وأجابت :
– كنت بجيب سرير لزين.
لم يصدق تلك الكذبة التي لفقتها على الفور، ولم يخفي عنها ذلك بل صرحّه مباشرة :
– المفروض أصدق!.. الولد مكنش معاكي طول اليوم إمبارح أساسًا!.. كنتوا فين؟.
– كويس إنك لاحظت.
دنت من فراش صغيرها، حملتهُ بين ذراعيها وتبسمت في وجهه وهي تُقبّل جبينه، ثم أجابت بـ :
– أم علي رفضت ترجع شغلها بعد اللي حصل من أمك.. فـ سيبتلها زين إمبارح ورجعت أخدته عشان نعمل شوبينج سوا.
ثم سألت الصغير وكأنه يعقل ويفهم :
– مش كده ياروح مامي؟.
ثم مسحت على بشرته الناعمة ونظرت حيال “حمزة” لتتابع :
– المرة الجاية يبقى بابي معانا متقلقش.
تأفف متذمرًا وهو يستعد للإنصراف، فـ استوقفته بسؤالها :
– شهادة ميلاد زين مطلعتش ليه؟.
فأجاب بغير إكتراث :
– بعدين، لما أفضى بقى.
– ياريت تفضى بسرعة عشان مضطرش أطلعها أنا.
التفت يرمقها من طرفهِ بنظرةٍ مستهجنة، واستخف من قدراتها على أمورٍ گهذه وهو يقول هازئًا :
– أعمليها لو جدعة.
وخرج.. خرج تاركًا خلفهِ قرارها الذي اتخذتهُ في لحظة واحدة دون أن تتردد فيه، وقد أزمعت أن تستخرج سند ميلاد طفلها بنفسها. نظرت لعيني “زين” الواسعة والتي تشبه عيناها كثيرًا، ثم لاطفتهُ بأصابعها حتى ابتسم لها :
– صباح الورد ياروحي.. النهاردة يوم مهم جدًا جدًا.
**************************************
كان واثقًا للغاية گعادته، كأنه اعتاد الفوز فـ تمكن منه الغرور الأعمى، حتى ظن أن لا أمر يُصعب عليه، وأن مقاليد الأمور كلها لا تخرج من بين أصابعه. وزع وكيل النيابة أنظاره على كلاهما، ثم حنى بصرهِ عنهما وهو يوجه حديثهِ لـ “حمزة” :
– دفاع قوي، الحقيقة أنا نفسي لو مفيش في إيدي الدليل كنت اقتنعت بيه مليون الميا، دي حاجه مش جديدة على محامي زيك، لكن في إيدي تسجيل بصوت المتهمة وهي بتدي توجيهاتها للمُدعية إيمان أحمد الشهيرة بـ شمس، بيأكد كل اللي هي قالته حرف حرف.
تجمد وجه “حمزة”، وسرعان ما أسعفهُ عقله بضرورة الإعتراض على ذلك التسجيل وإلا بات الأمر في ذمة الله :
– أنا أعترض على دليل زي ده، ممكن جدًا يكون مفبرك لتضليل النيابة وإثبات التهمة على موكلتي، كما إن التسجيل ده غير مصرح بالإعتراف بصحته قانونًا طالما إنه بدون إذن النيابة، وطبقًا للمادة ٣٠٩ من قانون العقوبات صاحب التسجيل يُعاقب بالسجن لمدة لا تزيد عن سنة كاملة ، وأنا دلوقتي بسجل إعتراضي قدام حضرتك وبطالب بـ إتخاذ الإجراء القانوني المناسب ضد المُدعية جراء تسجيلها صوت موكلتي ده إن كان صوتها صحيح.
ذمّ وكيل النيابة على شفتيهِ، قبل أن يمطها للأمام وكأنه أسفٍ مزيف وشامت، قبيل أن يردف بـ :
– في حاجات كتير حضرتك معندكش علم بيها وأنا هوضحهالك.. التسجيل ده متسجل بأذن من النيابة.. والمُدعية مقدمة بلاغ قبل الواقعة بأيام، وطبعًا لأن الوضع حساس جدًا ومكانة المتهم لا تسمح بإلقاء التُهم عليه دون دليل ملموس، كانت موافقة النيابة على التسجيل هي الحل الوحيد لإثبات بلاغ المُدعية.
شحب وجهه تمامًا، مع سماع هذه الكارثة التي وضعت نقطة النهاية تقريبًا، أما “تهاني” فـ كانت گقطعة من الجليد المنصهر، جامدة لكن عرقها يتصبب بغزارةٍ، شاعرة إنها النهاية لا محالة، وإنها على شفا حفرة من الهلاك المنتظر، فـ تخبطت تخبطاتها الأخيرة، وهي تدافع عن نفسها بكلماتٍ غير مدروسة :
– محصلش، مفيش أي حاجه من دي حصلت، دي بت كذابة ، عايزة تبوظ سمعتي عشان أنا فضلت بنات تانين بيشتغلوا عندي عنها ، فاكرة نفسها كده هتنتقم مني.
تنفس وكيل النيابة بتذمرٍ مكتوم وهو يحشرها في الزاوية :
– لكن إمبارح إنتي قولتي إنك متعرفيهاش خالص!.. غريبة.. غيرتي إفادتك دلوقتي بالكامل وطلعت فعلًا بتشتغل عندك.
تضاعف ارتباكها ونظرت حيال “حمزة” الذي وقف بعجزٍ هكذا، أمام تلك المفاجئة التي لم يكن يتوقعها بتاتًا، فـ خرّبت دفاعهِ بالكامل. بينما أشار وكيل النيابة للمجند وهو يقول :
– هات المُدعية من برا.
أغمض “حمزة” عيناه لوهله وهو يهمس لنفسهِ بـ هسيسٍ خافت :
– دي الطبخة عالية أوي!.
دخلت “إيمان” ووجهها غارقٍ في الدموع، عيناها حمراء منتفخة وكأنها بقيت طوال الليل تبكي بـ حُرقةٍ، ووقفت جانبًا وهي تشبك أصابعها بتخوفٍ مذعور، فـ اهتاجت “تهاني” وهي تصرخ في وجهها قائلة :
– أنا هوديكي في داهيه، مش هسمح لواحدة زيك ترمي بلاها عليا وعلى سُمعتي.
فـ حذرّها وكيل النيابة تحذيرًا شديد اللهجة :
– تــهـانـي!!.. إنتي واقفة قدام النيـابة!.
– أهدي ومتورطيش نفسك يامدام تهاني.. خلينا نسمع المُدعية عندها إيه تاني تقوله.
وانتقلت نظراته النارية تلتهم تلك الفتاة العشرينية التهامًا، فـ أبعدت “إيمان” عيناها عنه مرتعدة، وأسرعت تقول :
– أنا مش هتكلم غير قدام المحامي بتاعي.. معايا برا.
فـ أشار وكيل النيابة للمجند مرة أخرى وهو يعاود الجلوس على مكتبه :
– خلي المحامي يدخل.
فتح المجند الباب، فـ أصرف “حمزة” عيناه عن ذلك المنافس الذي سيواجهه بعد لحظات، وكُل منهم سيرفع حربتهِ ليحارب الآخر بسنون القانون، وتجاهل فضولهِ ورغبته الشديدة في النظر لرؤيتهِ، حتى تخلل مسامعه صوت الحذاء الذي بدا وكأنه حذاء حريمي، فـ التفتت عيناه على حين غرة ونظر، ليُصدم بتلك الصدمة الشديدة، گمن وقعت القنبلة في أحضانهِ ولم يتبقى سوى انفجارها. تقدمت بخطواتها المتثنية من وكيل النيابة، ووضعت هويتها أمامه وهي تردف بجدية حازمة :
– سُلاف محفوظ السُني، حاضرة مع المُدعية…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اغصان الزيتون ) اسم الرواية