رواية مليحة كاملة بقلم ميمي عوالي عبر مدونة دليل الروايات
رواية مليحة الفصل الرابع و العشرون 24
فى ثوانى حصل هرج و مرج فى المكان بعد ما وليد استدعى القوة الصغيرة اللى كانت معاهم و انتشروا فى المكان و هم بيدوروا على مسعود ، لكن مسعود كان فص ملح و داب
…………………..
عند منعم …. كان نزل المدرسة و ابتدى يشرف على التدريب الصيفى اللى يعتبر طقس من طقوس المدرسة فى الاجازة الصيفية ، و ابتدى يتابع الانشطة اللى اتقسمت على الطلبة و هو كل شوية يبص فى ساعته و هو بيدور بعينه على مليحة و هادية لكن من غير اى فايدة ، و فى الاخر اتصل على والدته و اول ما ردت عليه قال لها بغض*ب : شايفة عمايل اللى كنتى عمالة تدافعى عنها و تغلطينى عشانها
فوز بدهشة : فى ايه يا ابنى بس .. ايه اللى حصل
منعم : هو انا مش قايل لها امبارح قدامك على التدريب الصيفى عشان مليحة ، و قلتلها كمان ان المفروض تق*طع اجازتها و كفاية كده
فوز بطولة بال : ايوة حصل
منعم : طب اهى لا جت و لا كمان جابت مليحة
فوز : طب ما يمكن عندها ظروف منعتها انها تيجى النهاردة
منعم : ظروف منعتها تيجى .. فى حاجة اسمها تليفون تتصل تعتذر ، مش تسيبنى بالشكل ده مستنيهم طول الوقت ده ، دى الساعة بقت تسعة
فوز : طب انت مكلمنى دلوقتى تشتكيلى منها و اللا عاوزنى اكلمها
منعم بتردد : و لا ده و لا ده ، انا بس بشهدك عليها ، عشان بعد كده ماتبقيش تنصريها عليا عمال على بطال
فوز بدفاع : انا مانصرتش حد على حد ، انا قلت اللى يخلص ذمتى و اللى شايفاه صح
منعم و هو واقف فى شباك مكتبه عينه لمحت عربية هادية و هى بتركن قدام المدرسة فقال بلهفة : ماشى يا ماما .. خلاص وصلوا
فوز ضحكت جامد و قالت : طب بالراحة بس لا تقع
منعم بامتعاض : سلام يا ماما
فوز بحب : سلام يا حبيبى
منعم خرج من مكتبه نزل على تحت و هو بيحاول يعمل انه عادى جدا ، بس اول ما عينه لمحت مليحة و هى جاية تجرى عليه بلهفة و بتقول بصوت عالى .. بااااباااا ، ماقدرش يكمل تمثيل و فتح لها دراعاته بشوق اكنه ما شافهاش من سنة ، و حضنها جامد و قال لها بحب : قلب بابا من جوة وحشتينى
مليحة و هى بتفتح دراعاتها على الآخر : انت وحشتنى ااااد كده
منعم بحب : و انتى وحشتينى اكتر من الدنيا و مافيها
مليحة بلماضة : بس دى الدنيا دى كبيرة اوى
منعم من غير ما ينزلها من حضنه : بس انا بحبك اكتر منها بكتير
مليحة ضمته و باسته من خده و قالت له فى ودنه : انا مارضيتش افطر الصبح وقلت لماما انى عاوزة ااكل معاك
منعم بعتاب : و ينفع برضة ننزل من البيت من غير فطار
مليحة بتبرير طفولى : مانا كنت عاوزة افطر معاك ، فخليت ماما تعمل لنا سندوتشات لينا احنا التلاتة ناكلها سوا
منعم عينه راحت لهادية لاول مرة من ساعة ماوصلوا لقاها واقفة مبتسمة بخجل و قالت : صباح الخير يا دكتور
منعم : صباح الخير
هادية : انا عارفة ان طنط فوز مابتسيبكش تنزل من غير فطار ، بس مليحة صممت انها ماتاكلش غير معاك ، و ماقدرتش عليها ابدا
منعم و هو بيبص لمليحة بحب : انا كمان مافطرتش ، ماعرفتش ااكل من غيرها
مليحة بفرحة : شفتى بقى .. انا قلتلك
منعم ضم مليحة بزيادة و قال : طب ياللا بقى ناكل احسن انا فجأة لقيت روحى هموت من الجوع
طلعوا على مكتبه من تانى و قعدوا قصاد بعض و هادية حطت على ترابيزة صغيرة لفة صغيرة و فتحتها كان فيها سندوتشات ، و فى نفس اللحظة منعم و مليحة كل واحد فيهم مد ايده اخد سندوتش و قربه من بق التانى ، و لما ده حصل قعدوا يضحكوا كلهم مع بعض جامد ، و بعدين ابتدوا ياكلوا
بعد الاكل منعم قام عمل شاى من اللى عنده فى مكتبه و قدم عصير لمليحة و قال لها : تشربى العصير بتاعك ، و تروحى على طول لميس عاليا عشان تختارى هتعملى ايه
مليحة : ماشى ، بس انت هتيجى تشوفنى كل شوية مش كده
منعم بابتسامة : حاضر ، كل ما هبقى فاضى هاجى ابص عليكى
مليحة شربت العصير بسرعة بعد ما طبعا خلت منعم شرب معاها شوية ، و راحت باسته و قالت : انا رايحة بقى
هادية : طب خدى شنطتك معاكى
بعد ما مليحة خرجت منعم بص لهادية و قال لها : اتأخرتم ليه
هادية : أنا آسفة ، بس الكاوتش بتاع العربية كان محتاج يتزود ، الظاهر ريح فى الكام يوم اللى اتركنت فيهم
منعم بتفهم : و زودتيه فين
هادية : عديت على البنزينة مونت و خليتهم ظبطوهولى
منعم : و البيت لقيتيه محتاج حاجة .. اقصد يعنى محتاجة مساعدة فى تنضيفه اخلى ماما تبعتلك حد من البنات يساعدك
هادية بامتنان و هى بتهرب بعنيها منه : لا متشكرة اوى ، انا عملت اللى قدرت عليه و كل يوم هعمل حاجة
منعم لاحظ ان هادية مترددة تقول حاجة معينة فقال لها : فى ايه يا هادية مالك .. شكلك عاوزة تقولى حاجة
هادية بأسف : انا الحقيقة عاوزة اعتذرلك
منعم : على ايه بالظبط
هادية و هى بتعض على حرف شفايفها : على الكلام اللى قلته ليك امبارح و على الطريقة اللى اتكلمت معاك بيها
منعم بتنهيدة : الحقيقة مجيك النهاردة نسانى كل اللى حصل
هادية بصدق : انا بجد مش عاوزاك تزعل منى
منعم : ليه
هادية باستغراب : هو ايه ليه
منعم ببساطة : مش عاوزانى ازعل منك ليه
هادية بلخبطة : انا مابحبش حد يزعل منى
منعم : بس كده
هادية بتردد : و خصوصا لو الحد ده له افضال عليا
منعم بص لها بفضول من غير ما يتكلم فرجعت قالت : و كمان حضرتك ليك معزة خاصة عندى انا و مليحة و اكتر حد وقف جنبى فى ازمتى من غير اى مصلحة او حتى هدف مشترك
و لما لقت منعم فضل ساكت و هو باصص لها قالت بامتعاض : هو حضرتك مابتردش عليا ليه
منعم ببساطة : ابدا .. بسمعك
هادية قامت و قالت باحراج : طب انا هروح اشوف ميس نادية عاوزنى اعمل ايه
منعم بحزم هادى : اقعدى يا هادية عاوز اتكلم معاكى
هادية بصتله و قعدت و قالت له بتردد : افندم يا دكتور
منعم اتنهد بهدوء و قال لها : اولا .. انا عاوزك تشيلى من دماغك تماما حكاية الافضال دى ، لان المفروض اى راجل فى الدنيا عنده ذرة نخوة هيعمل نفس اللى انا عملته
مش هنكر انى كنت متحمس بزيادة عشان خاطرك انتى و مليحة ، لكن ده مش معناه ابدا انى مكتفك بجمايل زى مانتى محسسانى
هادية بصت فى الارض و قالت : طب و ثانيا
منعم : ثانيا عاوزك تفكرى جديا فى العرض اللى عرضته عليكى
هادية بخجل : حضرتك لازم تبقى فاهم و مقتنع تماما انك فاجأتنى بطلبك ده ، و خصوصا انى فعلا كنت شايلة موضوع الجواز ده نهائى من دماغى ، فصدقنى مش هقدر ابدا افكر و اديك قرار كمان بين يوم و ليلة
منعم : و انا مش عاوزك تتسرعى ، و خدى الوقت اللى انتى محتاجاه ، بس كمان مش عاوز الوقت ده يأثر على علاقتى بمليحة
هادية : مش فاهمة
منعم : بلاش تحاولى تبعدينا عن بعض يا هادية ارجوكى
هادية باستنكار : انا ما حاولتش ابعدكم عن بعض
منعم : بس ماتنكريش انك مستاءة من علاقتنا دى
هادية بتسليم : خايفة .. مش مستاءة ابدا
منعم بتفكير : انا عاوز اقول لك على حاجة و خايف تفهمينى غلط
هادية : و ليه افهمك غلط
منعم : خايف تفسرى كلامى على ان ده السبب فى طلب ارتباطى بيكى
هادية : اتفضل حضرتك قول اللى انت عاوزه من غير ماتقلق من حاجة
منعم بتنهيدة : اقسم لك ان حبى لمليحة بيكبر معاها يوم بعد يوم ، مليحة لما بتترمى فى حضنى ببقى سعيد زيها بالظبط و يمكن اكتر منها كمان ، و خايف ييجى يوم .. الحضن ده مايبقاش من حقى ، مليحة مسيرها تكبر و توصل لسن ماينفعش ابدا ان حد من غير محارمها يتعامل معاها ببساطة الطفولة دى ، لكن يوم ما ابقى مكان بباها فعلا مافيش حاجة فى الدنيا دى هتقدر تحرم اب من بنته و لا بنت من ابوها … انتى فاهمة قصدى يا هادية
هادية كانت عيونها بتتنقل بين عيون منعم طول كلامه و كانت عيونها مرسوم جواهم ابتسامة صادقة و مصدقة كل كلمة قالها ، و لما خلص كلامه قالت له : المدرسة مليانة ولاد و بنات مايقلوش ابدا عن مليحة ، بالعكس فيهم احلى و احسن منها بكتير … اشمعنى مليحة اللى ارتبطت بيها اوى كده لدرجة ان تقريبا معظم المدرسة لاحظوا ده
منعم بابتسامة : لانها مليحة
هادية : مش فاهمة
منعم : مليحة بنتك تحسيها عاملة زى المغناطيس اللى بيسحب القلوب ناحيته بالقوة ، و هى بتضحك بتخطف قلبى بضحكتها ، و لما بتبكى قلبى بيروح منى مع كل دمعة بتنزل من عيونها
منعم بيتنهد و بيكمل كلامه و يقول : لما بتترمى فى حضنى ، بخاف و بسأل روحى و بقول يا ترى هعيش لحد اما اشيل ولادها فى حضنى كده ، ياترى هيبقى لى صفة عند ولادها ، ياترى هيقولولى يا جدو زى ما هى بتقول لى يا بابا ، و اللا هييجى اليوم اللى هتحرم منها لانها مش هتبقى من حقى
هادية بذهول : انا ماكنتش متخيلة انك متعلق بيها للدرجة دى ، ده انت طلعت متعلق بيها يمكن اكتر ما هى نفسها متعلقة بيك
نعم بفضول : و يا ترى بعد ما عرفتى .. ناوية على ايه
هادية : هرد علي حضرتك بسرعة ، بعد تلت ايام ان شاء الله
منعم : و اشمعنى تلت ايام
هادية : هستخير ربنا فى التلت ايام دول ، و اللى هلاقى ربنا مودينى ليه هعمله و انا مغمضة
منعم ببهجة : تصدقى احلى رد و احلى كلام سمعته منك ، خلاص يبقى ان شاء الله هستنى ردك بعد التلت ايام دول و ان شاء الله هيبقى خير لينا كلنا
هادية وقفت و قالت باحراج : و انا هروح اشوف ميس نادية
قبل ما منعم يرد عليها سمع صوت تليفونه فبص عليه لقى فهد فقال لهادية : ده فهد
هادية بقلق : طب ماترد عليه
منعم فتح الخط و قال : السلام عليكم .. ازيك يا فهد
فهد : و عليكم السلام يا منعم انتو فين ، انا روحت لهادية مالقيتهاش ، و لا لقيت طنط كمان فى الفيلا ، هو انتو لسه فى الحسين
منعم : ماما بس اللى لسه فى الحسين ، لكن هادية و مليحة رجعوا بيتهم
فهد قاطعه و قال : بقول لك هادية و مليحة مش موجودين
منعم : مانت ماسيبتنيش اكمل ، هادية و مليحة عندى فى المدرسة ، هو فى حاجة و اللا ايه
فهد : فى مص*يبة يا منعم .. مسعود هرب
منعم بصدمة : انت بتهرج .. يعنى ايه هرب مش فاهم ، هرب ازاى
فهد : و احنا فى المشر*حة بنتعرف على ج*ثة فادية ، اتعد*ى على العسكرى اللى كان معاه و هرب منه
منعم بعدم استيعاب : انت بتقول كنتو بتتعرفوا على جث*ة مين
فهد بزهق : فادية يا منعم ، فادية انت*حرت امبارح بالليل
منعم فتح الاسبيكر و هو بيبص لهادية بصدمة و قال : فادية انت*حرت
هادية بقلق : لا حول ولا قوة الا بالله ، استغفر الله العظيم من كل ذنب ، ليه كده
منعم : طب و اللى هرب ده ، هتعملوا معاه ايه
فهد : مش عارف يا منعم ، بس خلى هادية تاخد بالها على مليحة و على نفسها ، لانهم كانوا مراقبين الفيلا عندها
منعم بقلق : طب هو اللى اسمه مسعود ده ممكن يفكر يأ*ذى هادية او مليحة فى وقت زى كده ليه
فهد : مش عارف بقى ، انا عاوزك تعرف هادية انى هعدى عليها اخودها هى و مليحة يقعدوا معانا الفترة دى على مانشوف الحكاية هترسى على ايه
منعم برفض : و هو يعنى تايه عن عنوان الفيلا عندكم يا فهد
فهد : لا طبعا بس على الاقل البوليس هيحط حراسة على الفيلا
منعم بفضول : وليد اللى قال لك الكلام ده
فهد بزعل : ظابط مباحث زميله هو اللى قاللى ، وليد بيتحقق معاه و الله اعلم هترسى على ايه
منعم : طب انا هبلغ هادية و هشوف رأيها ايه ، و هكلمك ابلغك
بعد ما منعم قفل مع فهد ، هادية قالت بزعل : فهد و فادى اكيد متأثرين من اللى حصل مش كده
منعم بتنهيدة : الله اعلم ، هو صوته متضايق و قلقان و كمان بيقول ان وليد بيتحقق معاه بسبب اللى حصل
هادية بقلق : طب و العمل
منعم بزعل : للأسف فهد بيتكلم صح ، انتى لازم تاخدى مليحة و تروحى تقعدى معاهم الكام يوم دول على مانشوف الدنيا هيحصل فيها ايه
هادية : تفتكر اللى اسمه مسعود ده ممكن يفكر انه يأ*ذى اى حد فينا
منعم بامتعاض : مش عارف ، ما اعتقدش ان كان فى تار مابينكم عشان ينتقم مثلا ، بس برضة فى نفس الوقت لازم ناخد حذرنا كويس
بعد المدرسة انا هوصلك البيت انتى و مليحة و هستناكم تحضروا حاجتكم و هوصلكم بنفسى عند فهد
هادية : طب و ليه كل ده ، ما انا ممكن …..
منعم قاطعها و قال : معلش ريحينى ، عاوز ابقى متطمن عليكم
و فعلا ، بعد الضهر منعم اخد هادية و مليحة فى عربيته وصلهم لحد الفيلا بتاعة هادية ، و فضل قاعد فى العربية مستنيهم ، لحد ما رجعوا له من تانى و معاهم ريكس و كيتى طبعا ، و منعم اخدهم عشان يوصلهم لغاية فيلا راغب
فى فيلا راغب … كانت تهانى قاعدة فى حالة شرود تام و كلهم حواليها ، و كان فهد بيقول : منعم كلمنى و قاللى انه هيجيب هادية و مليحة لغاية هنا بنفسه
احلام : انا ما اعتقدش ابدا ان مسعود ده ممكن يفكر انه يظهر قدام اى حد فينا من تانى ، ده اكيد كل تركيزه دلوقتى انه يقدر يستخبى او حتى يهرب برة البلد
نهلة : الا هو متجوز و عنده ولاد و كده و اللا ماحدش يعرف
فهد : متجوز و عنده ولدين
تهانى انتبهت هنا للكلام و قالت : ولاده دول كبار و اللا صغيرين يا فهد
فهد : اللى عرفته ان واحد منهم فى ثانوى و التانى فى الاعدادى تقريبا
تهانى باستغراب مخلوط بالتعاطف : دول صغيرين
فهد : ايه يا ماما ، اوعى يكونوا صعبوا عليكى
تهانى بتنهيدة : و هم ذنبهم ايه بس يا ابنى
فادى : انتى متخيلة ان شيطا*ن زى مسعود ده ممكن يخلف ايه غير شيا*طين زيه
تهانى بزعل : انا و مسعود و فادية كلنا من اب واحد و ام واحدة ، و ابونا و امنا كانوا من اغلب و اطيب خلق الله ، و اديك شفت الفرق بيننا عامل ازاى ، و سيدنا نوح عليه السلام كان نبى و رغم كده ابنه كان كافر ، و سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام كان مسلم رغم ان ابوه كان كافر ، فمش شرط ابدا يا ابنى ان ولاده يبقوا وحشين زيه
فهد باقتناع : ماما عندها حق يا فادى ، انا هسأل على الولدين دول و لو لقيت انهم محترمين ، انا هتولاهم و مش هتخلى عنهم لحد مايقفوا على رجليهم و يقدروا يعتمدوا على نفسهم
نهلة : طب انتم ماتعرفوش هتستلموا الجث*ة امتى عشان تد*فنوها
فادى : اللى حصل وقف كل الاجراءات اللى كانت بتتعمل
فهد : بس اعتقد ان على بكرة او بعده بالكتير
منعم و هادية و مليحة وصلوا و مليحة اول ما دخلت جريت على تهانى حضنتها و هى بتقول : انا جيت يا تيتاااا
تهانى فرحت بيها و كلهم رحبوا بهادية و منعم ، و بعد ما قعدوا شوية نهلة قالت : انا خليتهم يوضبوا لك اوضة فاروق اللى فوق يا هادية
هادية برفض : لو مش هضايق حد ، انا عاوزة اقعد فى اوضة الجنينة
تهانى بزعل : ليه يا بنتى
هادية : معلش يا طنط ، بس انا قعدت فيها اكتر من سنة و اتعودت عليها اكتر من هنا ، و كمان عشان مليحة تلعب براحتها مع ريكس و كيتى
نهلة : طب ماهى هنا هتبقى براحتها برضة يا هادية
منعم بغيظ قال لهادية بصوت واطى : ايه .. عاوزة تعيشى ذكرياتك مع المرحوم من تانى
هادية بصت له بذهول و بعدين قالت له بدفاع : عاوزة ابقى براحتى ، مش عاوزة ابقى قاعدة مت*كتفة طول الوقت
منعم بصلها بتفكير و بعدين قام وقف و قال لها بامتعاض : خدى بالك من نفسك و من مليحة ، و بعدين بص لفهد و قال : انا همشى انا بقى ، و لو احتاجتم اى حاجة كلمونى على طول
فهد : تمشى فين ، اقعد هنتغدى سوا
منعم باعتذار : مانت عارف ماما مش هتاكل من غيرى ، فخليها مرة تانية ان شاء الله
سمعوا صوت مليحة و هى جاية تجرى عليه و بتقول : انت هتمشى يا بابا
منعم شالها باسها و نزلها تانى على الارض و قال : معلش يا حبيبتى ، هروح اشوف تيتا فوز و اكيد هشوفك تانى بكرة
و التفت لهادية و كمل كلامه و قال : هفوت عليكى الصبح ان شاء الله اوصلك معايا المدرسة انتى و مليحة
فهد بتردد : انا بقول كفاية شغل كده يا هادية و اللا ايه رأيك ، اعتقد مش هتبقى محتاجة انك تشتغلى بعد كده
منعم بص لهادية بفضول لقاها بصت له و رجعت بصت من تانى لفهد و قالت : ما اعتقدش ابدا ان قرار زى كده ممكن اخده دلوقتى ، لسه بدرى اوى
منعم بص لها و قال لها بتأكيد : انا هجيبلك العربية بتاعتك من عند المدرسة و اركنهالك برة ، لكن برضة هعدى عليكى الصبح كل يوم هوصلكم و ارجعكم عشان ابقى متطمن عليكم
هادية بتأكيد مماثل : ان شاء الله هنبقى جاهزين و فى انتظارك
منعم رجع على بيت الحسين و حكى لفوز على اللى حصل ، و منعم حسها قلقانة فقال لها : مالك ، حاسس انك عاوزة تقولى حاجة
فوز : بصراحة يا ابنى خايفة عليك ، من اللى عرفته منكم ان اللى اسمه مسعود ده مجر*م و مش سهل ، و فى الاول لا هو و لا اخته كانوا عارفين شخصيتك الحقيقية ، لكن دلوقتى
منعم : دلوقتى ايه بس يا ماما ، ده واحد هربان من البوليس ، يعنى كبيره يدور على مكان يستخبى فيه مش انه ييدور على حد ينت*قم منه
فوز بقلق : برضة يا ابنى .. خدوا بالكم من روحكم
منعم : فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين
فوز : و نعم بالله العلي العظيم
بالليل ، وليد كلم فهد و عرفه انهم المفروض يستلموا جثمان فادية عشان الدفن تانى يوم الصبح ، و عرفوا ان وليد تقريبا خلص لهم كل الاجراءات اللى هم محتاجينها ، و عرف انه اخد جزا هو والعسكرى
بعد العشا فهد حكالهم اللى عرفه من وليد ، فاحلام قالت : انا نفسى اعرف هو هرب ازاى
فهد : قعد يتمسكن للعسكرى انه يفكه عشان يتوضى عشان يصلى علي اخته ، لحد ما العسكرى صدقه و اول ما فك له الكلبش ضر*به و جرى ، و طبعا على ما العسكرى استوعب كان فص ملح و داب
فادى : و اتأ*ذى فيها العسكرى المسكين
تهانى قامت و قالت : انا هطلع انام
فهد وقف و قال : هوصل حضرتك
تهانى شاورت براسها بالموافقة ، و طلعت مع فهد ، و لما وصلت قدام اوضتها قالت له : انا حاسة انى هنام الليلة دى ، اوعوا تروحوا الصبح من غير ما ابقى معاكم
فهد باس راسها و قال لها : ماتقلقيش ، و بعدين لازم هناخدك معانا المرة دى بالذات عشان تدلينا على مكان المقا*بر
تهانى : ماشى يا حبيبى .. تصبح على خير
تانى يوم الصبح .. منعم عدى على الفيلا اخد هادية و مليحة و راحوا على المدرسة ، و فهد و فادى و تهانى راحوا استلموا جث*ة فادية و راحوا دف*نوها فى مدافن الصدقة اللى اند*فن فيها ابوها و امها قبل كده
و بعد ما رجعوا على فيلا راغب و استريحوا من الطريق و كانت هادية و مليحة كمان رجعوا من المدرسة ، ففادى قال : انا عاوز اعرف احنا دلوقتى المفروض نعلن عن حالة الوفاة و اللا لا ، و لو اعلننا هنقول ايه
فهد ببساطة : هنقول الحقيقة طبعا
فادى : خد بالك ان من ضمن الحقيقة انها خالتنا و ان مسعود اللى هر*بان ده يبقى خالنا
تهانى بعياط : حقكم عليا ، انا السبب انى عرضتكم لكل ده
فادى باعتذار : انا اسف يا ماما انا ما اقصدش ابدا انى ازعلك ، بس احنا محتاجين نفكر كلنا مع بعض ، احنا لحد دلوقتى الصحافة و الميديا ماحدش اخد خبر بحاجة ، لكن معرضين ان اى حد يعرف فى اى لحظة ، فلازم نبقى جاهزين بالرد و عارفين احنا بنعمل ايه بالظبط
نهلة : اسمحولى اقول لكم ان مافيش احسن من الصدق يا فادى ، و بعدين فادية ماغلطتش غلط عادى و لا طبيعى ، دى قت*لت اخوكم و ابوكم
فادى : و فى نفس الوقت هتفضل هى و مسعود طول عمرهم وصمة عا*ر فى العيلة كلها
احلام : معظم العائلات الكبيرة لما بتدور لازم بتلاقى فرع تلفان
فهد : انا شايف ان كلام احلام و نهلة منطقى جدا
هادية : انا رأيى انكم تعلنوا الكلام ده بنفسكم قبل ما اى حد يتكلم اى كلام على مزاجه
فهد : و كده كده المحامى المفروض انه ابتدى من النهاردة فى تصحيح الاسماء ، و قال ان الحكاية مش هتخلص بين يوم و ليلة و انها هتحتاج وقت و صبر
فادى : يعنى هنتعامل حاليا فى كل حاجة ببياناتنا العادية
فهد : بالظبط كده
فادى : تمام .. انا هخلى المحامى يطلع بيان بكل اللى حصل ده و نعلنه للكل
مر على الحال ده حوالى تلت اسابيع و الحال هو الحال مافيش حاجة اتغيرت غير ان منعم رجع هو و فوز للفيلا بتاعتهم تانى ، وهادية ردت على منعم و بلغته بموافقتها على جوازهم بس طلبت منه يأجلوا كل حاجة على ما مسعود يتق*بض عليه لكن مازال البحث جارى عن مسعود من غير اى فايدة ، و كل مايفكروا انهم قربوا يوصلوا له يلاقوا انهم وصلوا للسراب
لحد ما فى يوم هادية قالت انها محتاجة هدوم من الفيلا عندها ، و لما فادى قال لها انه هيوصلها ، قالت له انها هتروح بعربيتها و هترجع على طول مش هتتأخر ، و مليحة صممت تروح معاها و طبعا مليحة شبطت تاخد كمان ريكس معاهم فاخدوه هو كمان
و فى السكة ، منعم كان بيكلم هادية و عرف منها انها رايحة البيت عندها هى و مليحة و عرف انهم لوحدهم ، و منعم شبه احتد عليها و قال لها انه هيستناها عند الفيلا بتاعتها و انه هيرجعهم فيلا راغب بنفسه
هادية لما وصلت كان البواب بتاعها كالعادة قاعد قدام الباب و كان منعم معاه ، و مليحة قالت لمامتها انها هتلعب فى الجنينة مع منعم و ريكس على ماهى تجيب الحاجات اللى محتاجة لها
و اثناء ما كان منعم مع مليحة فى الجنينة بيلعبوا استغماية ، مليحة استخبت و منعم كان بيدور عليها ، فسمع ريكس بينبح جامد على غير العادة و هو بيحاول يتشعبط فى حديد السور ، منعم راح بسرعة ناحية ريكس ،فلمح البواب بتاع الفيلا واقع على الارض و لقى مسعود و معاه واحد تانى بيتسحبوا و را بعض و رايحين ناحية الباب اللى هادية كانت سايباه مفتوح
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية مليحة ) اسم الرواية