رواية خسوف كاملة بقلم اية العربي عبر مدونة دليل الروايات
رواية خسوف الفصل الرابع و العشرون 24
احياناً نخطئ لتعلم … وهذه طبيعتنا البشرية … ولكن الوقوع في يد الله خيرٌ من الوقوع في يد البشر .
فالبشر يدعون الرحمة والمثالية والكل حكيم ما دام الامر لا يعنيه .
&&&&&&&&&
ارتسمت السعادة على وجه قمر وهى ترى شقيقها امامها .
ارتمت تعانقه بحنو ثم ابتعدت تسحبه للداخل من معصمه مردفة بنبرة فرحة _ تعالى يا نادر وحشتنى اوى .
دلف معها واغلقت ثم اجلسته على الاريكة وجلست بجواره تطالعه بسعادة مردفة _ ايه المفاجأة الحلوة دي !! … عامل ايه ؟
ابتسم يبادلها واردف وهو يجول المكان _ بخير يا حبيبتى … انتِ عاملة ايه !! … قولت اجى اعد معاكى شوية واطمن عليكي .
نظرت له بسعادة واردفت _ خير ما عملت …. قولي بقى تشرب ايه ؟
هز رأسه مردفاً بهدوء _ ولا اي حاجة .
وقفت على حالها تردف معارضة وهى تتجه للمطبخ بحماس _ لاء طبعا لازم هتشرب وهتاكل كمان .
ابتسم لآثرها بحنو واتجهت هى تحضر له الضيافة بسعادة .
عادت بعد دقائق تحمل صنية بها ما لذ من الحلويات السورية وكأساً من العصير الطازج .
وضعتها امامه وجلست تردف بحنو _ قولي بقى عامل ايه … مافيش جديد !
قالتها وهو تناوله الكأس فالتقطه منها يضعه جانباً واردف بهدوء _ عادى يا قمر … الايام ماشية زى بعضها … المهم سيبك منى وطمنيني عنك … قادرة تتأقلمى مع الوضع الغريب ده !
ضيقت عيناها متسائلة بترقب _ قصدك ايه يا نادر ؟! .
تنهد يردف بترقب _ قصدى مرات بدر اللى رجعت من الموت … يعنى الموضوع بالنسبالك عادى !
نغزها قلبها بنفس الشعور كلمها سمعت كلمه زوجة بدر … تنهدت بعمق وفركت اصابعها تخفض نظرها عن شقيقها مردفة بهدوء _ ريحانة ليها وضع خاص يا نادر … وانا وبدر فاهمين ده .
تنهد يطالع شقيقته بترقب ثم اردف متسائلاً _ طيب انتِ مخبية عيونك عنى ليه !!! … قمر انتِ لسة خايفة منى !
رفعت نظرها اليه وهزت رأسها تردف بتأكيد _ لاء يا نادر … انا نسيت الماضي … او بالضبط نسيت كل اللى حصل من ٤ سنين لحد دلوقتى .
تنهد بارتياح واردف بحنو _ سامحيني يا قمر … حقك عليا كان معمى على قلبي … وعايز اقولك حاجة … انتِ مش مضطرة تتحملى وضع زى ده ابداً … لو عايزة ترجعى البيت انا عمرى ما هتعرضلك ابداً مرة تانية بالعكس انا هدعمك في قرارك …المهم عندى انك تكونى مرتاحة … انا جيت عليكي كتير بس غصب عنى .
اغمضت عيناها تتنهد بعمق ثم طالعته تردف بثقة _ وانا راحتى جنب بدر يا نادر … متقلقش عليا … صدقنى لو كان عكس كدة كنت هقولك ..
اومأ بهدوء يتناول كأس العصير ويرتشف منه تحت انظارها حينما تسائلت بترقب _ مش ناوى ترجع مي يا نادر !
سعل نادر أثر شهقته التى ابتلع معها جرعات العصير بسبب صدمته فأسرعت قمر تربت على ظهره مردفة _ بسم الله .
اسرعت تحضر له مياة وعادت تناوله فأرتشف القليل ونظر لشقيقته واردف مشاكساً _ اعوذ بالله … دى حتى السيرة كانت هتموتنى .
ضحكت تردفت بحنو _ بعد الشر عنك يا حبيبي .
اردف بتأكيد وبوح _ انا ارتحت يا قمر …. انا طول الوقت وانا مع مي كنت حاسس بخنقة وكأنى مقيد … انا دلوقتى مرتاح وحر .
ابتسمت له بسعادة واردفت بحنو _ ربنا يريح قلبك يا نادر ويعوضك باللي احسن منها .
ابتسم بحزن واردف _ تفتكرى هلاقي واحدة ترضى بيا !!
طالعته باستنكار واردفت _ طبعاااا … دانت نادر الفوى … يعنى العيون كلها عليك يا باشا … ده انت بنظرة منك توقع مية .
ابتسم بسعادة على شقيقته بينما تذكر امرٍ ما فتسائل _ اه من حق يا قمر كنت عايز اسألك عن ناهد صاحبتك !
قاطعته تردف بلهفة وبأشارة من اصبعها _ لا ابعد عن ناهد … ناهد مخطوبة وبتحب خطيبها وخطيبها بيموت فيها .
اردف يوقفها _ استنى يا قطر … ناهد زى اختى … انا بس كنت عايز اطمن على ابن اختها … شفته مرة وكان بيعيط جامد وبصراحة من وقتها وانا نفسي اسأل عليه بس محرج .
تعجبت تتسائل بترقب _ آسر !!! شفته فين يا نادر !
تنهد يطالعها بعمق واردف _ هقولك .
&&&&&&
فى تلك الاثناء عاد بدر منزله وصعد شقتها مباشرةً يطرق الباب فتعجبت واتجهت تفتح وتطالعه بعيون متعجبة فأردف وهو يدلف ويغلق خلفه ببعض الحدة التى اصبح عليها مؤخراً حتى في عمله _ انتِ كيف بتجي لحالك قمر ! … مو قولتلك انا بجي لعندك ! .
توترت ونظرت حيث يجلس شقيقها فالتفت بدر حيث تنظر فرآى نادر واردف بتعجب _ نادر ! … اهلين !
وقف نادر يمد يده بالسلام فبادله بدر فأردف _ ازيك يا بدر … انا قولت اجى اشوف قمر واطمن عليها .
نظر بدر لقمر التى تجاوره ثم رفع ذراعيه يلفه حول كتفيها ويضمها اليه بعشق مردفاً بتملك وقلق _ اهلين فيك بأي وقِت … واطمن قمر كتير منيحة .
طالعها يردف بترقب _ مو هيك حبيبتى !
نظرت لعينه بعمق ثم ابتسمت بهدوء واومأت تطالع شقيقها مردفة _ نادر خليك قاعد معايا كمان شوية !.
ابتسم نادر بهدوء ثم اردف بحرج _ معلش يا مرمر هجيلك تانى … بس دلوقتى همشي علشان بابا لوحده ف المطعم … هتيجي معايا يا بدر !
قالها وهو يتطلع على بدر الذى ينظر لقمر بترقب فالتفت اليه يردف بهدوء _ اسبقنى انت نادر وانا بلحقك .
اومأ نادر واتجه ينظر لقمر بحنو وعمق ثم حاوط وجهها بكفيه يردف بندم على ما فعله _ لو احتجتى اي حاجة كلميني … من هنا ورايح انا موجود دايماً .
قالها امام انظار بدر الذى تملكه شعور بالضيق والاختناق … لما الآن يا نادر !! … لا تتفوه بهذا الآن ارجوك … يمكن لكلامك هذا ان يبعدها عن قلبي .
اومأت له بحنو وتأثر فودعها وغادر بينما اغلق بدر الباب خلفه والتفت يعود اليها ويردف بترقب وضيق _ هلا فيكي تحكي لي ليه اجيتي لحالك قمر !!! .
هزت كتفيها بلا مبالاة وهى تبتعد من قربه مردفة _ عادى يا بدر فيها ايه يعنى ! … ركبت تاكسى وإجيت .
تنهد يستغفر ثم طالعها بعمق يردف _ اسمعيني قمر … انا بالاول ما كنت قبلان تروحى لحالك بدونى بس احترمت رغبتك لما قولتي لي بدي اروح مع ناهد … واليوم ناهد ما داومت وانا وصلتك الصُبُح وقولتلك رح اجى اخدك … لشو هالحركات هاي !
اقتربت منه قليلاً وتطلعت على عيناه بعمق ثم اردفت بنبرة ملامة _ كنت بصيت ف موبايلك يا بدر ! … هتعرف انى رنيت عليك كتير لانى خلصت وخرجت بدرى … بس انت مردتش عليا … وطبعا مش هقف قدام الجامعة استناك ! … ركبت تاكسي وجيت … ليه بقى عامل حوار كبير مالوش لزمة !
ضيق عيناه وهو يخرج هاتفه مردفاً باستنكار _ انتى دقيتي لي !!!
عبث بهاتفه فوجد منها مكالمات فائتة حقاً لم يلاحظها مؤكد وقتها كان هو مع العمال الذين ينقلون الماكينات للمشْغل .
اغمض عينه بأسف ثم طالعها بعيون معتذرة يردف _ بعتذر منك قمر … عن جد ما سمعته للموبايل … كنت تاركه بشقة ريحانة وانا عم ساعد العمال بنقل الماكينات .
برغم الألم الذي اجتاحها الا انها ابتسمت بهدوء تردف _ عادى يا بدر انا مش زعلانة … انا بس حبيت اعرفك اللى حصل .
نظر لها بتعمن وتعجب … لاااا هذه ليست قمر التى يعرفها … الآخرى كانت ستثور وتغضب … اين تلك الفتاة التى تجادله وتجهد طاقته !!! … يريدها هى … يعشقها هي وليست تلك الهادئة المستسلمة … فالاستسلام في الحب جريمة .
خطى باتجاهها يضم وجهها بكفيه بحنو ويطالعها بعمق مردفاً بقلبٍ حزين مشتت _ شو بكِ قمرى !!! … ليه صرتى هيك !!! … بتعرفي انه قلبي ما بيتحمل هالنظرة يللي بعيونك !
تطلعت عليه بترقب وصمت تفكر … كادت ان تخبره بما يؤرقها ولكن لحظة ! … اولم يعلم السبب !! … يعلمه جيداً لما عليها النقاش في امرٍ مفروغٍ منه !!
تنهدت بعمق تتملل من بين كفيه لتخفى نظرتها عنه وتردف بصوت جاهدت ليبدو طبيعياً _ مافيش اي حاجة يا بدر … انا بس مشغولة ف الدراسة … انت عارف ان فاتنى كتير ولازم اعوض ده .
اغمض عينه يومئ بقوة ثم اردف بهدوء _ ايه تمام قمر … وانا ما رح اشغلك بنوب عن دراستك ..
اومأت له ثم اردفت وهى تجمع الاغراض _ طيب انا هروح اعمل الغدا .. انت اكيد جوعت .
تنهد لثوانى ثم شمر عن اكمامه واردف بحب _ خلى عنك انا اليوم رح اطبخ … رح سويلك اكلة بتحبيها .
طالعته بحب وقد نبض قلبها بشعور ممتع غاب عنها لايام فابتسمت له تردف بهدوء _ يبقى هساعدك !
اومأ بسعادة يردف بحب وحنو _ ايه اكيد شيف قمر .
ابتسمت واتجها معاً للمطبخ يعدان الأطعمة سوياً بسكينة يحتجانها بشدة .
&&&&&&&&
صباحاً
في منزل سلوى
بعدما اخبرت ناهد قمر بعدما ذهابها للجامعة اليوم ايضاً …
تجلس بعيون دامعة ورأسٍ معصجة في يدها كوب من مشروب الينسون الساخن وبجوارها علبة محارم ورقية تستعمل كل ٥ ثوانى واحداً منها .
اتت سلوى تراقبها مردفة بحزن _ ايه يا ناهد حاسة بتحسن !
اومأت تردف بصوت مكتوم _ ايوة يا باما متقلقيش انا زي الفُن … هشنب الينسون وهبقى تبام .
ضحكت بثينة عليها واردفت بترقب _ حرف الميم والراء ضاعوا على فكرة … واضح ان البرد مبهدلك يا نودا .
ضحكت ناهد ونزلت عبراتها مردفة _ بند فظيع يا بوسي … انا بش عارفة بن ايه بس !
اردفت سلوى باستنكار _ مش عارفة من ايه !!! … من قاعدك من الحمام تحت الماية السخنة بالساعات .
نظرت لوالدتها بصمت وخزى بينما رن جرس منزلهن فأتجت بثينة لترى الطارق وبعد ثوانى اردفت بصوت عالى كي تنبه ناهد _ اهلاً يا زياااااد اتفضل .
قفزت تلك القابعة بملابس بيتية وحول رأسها ايشارب تربطه بطريقة عشوائية متجهة الى غرفتها تغلقها خلفها فوراً بينما اسرعت سلوى توضب مكانها وتضحك اما زياد فوقف خارجاً يردف باحترام _ ازيك يا بثينة … انا أسف انى جاي كدة من غير معاد بس رنيت على ناهد مردتش وكنت عايز اطمن عليها .
اومأت بثينة تفسح له المجال مردفة _ اتفضل يا زياد … هو بس يمكن الموبايل كان ف اوضتها وهى قاعدة معانا برة .
توقف ثابتاً مكانه يردف بتساؤل وقلق _ لاء معلش اعذريني مش هدخل … بس طمنيني عنها بقت احسن !
جاءت سلوى مرحبة به بينما اردفت بثينة _ متقلقش هى يومين وهتبقى زى الفل … دور البرد ده طبيعي مع ناهد اختى .
اومأ بهدوء بينما اردفت سلوى _ طب اتفضل يابنى مينفعش تقف ع الباب كدة !
اردف بهدوء واحترام _ معلش يا أمي … وقت تانى ان شاء الله … سلميلي على ناهد وخليها تكلمنى علشان اسمع صوتها !
اومأت له وغادر بعدها عائداً ادراجه بينما دلفتا هما تغلقان الباب خلفهما واسرعت بثينة الى غرفة شقيقتها تخبرها بحديثه .
&&&&&&&&
في اليوم التالي .
يقف بدر ونادر في المطعم يعدان الاطعمة بعدما انتظر نادر الوقت المناسب ليتحدث مع بدر في امر شقيقته بأريحية دون وجود ياسر الذى ذهب ليبتاع اغراض خاصة بمطبخه .
اردف نادر بترقب _ عايز اتكلم معاك يا بدر في موضوع خاص بقمر .
ترقب بدر وتمعن جيداً مردفاً بتساؤل _ خير نادر احكى .. شو بها قمر !
تنهد نادر ثم اردف بترقب _ انت عارف اننا قسينا عليها واهملناها انا وبابا
وانا اول واحد عملت كدة … جيت عليها كتير ومفهمتش هي عايزة ايه … وهى اتظلمت ومفرحتش زى اي بنت … اتحرمت من ابسط حقوقها انها تفرح وتحب وتتحب بجد … حتى جوازها منك كان في ظرف طارق كلنا عارفينه وكانت هى مجبورة عليه .
التوى قلب بدر وتنفس بضيق ثم اردف متسائلاً _ شو قصدك نادر !
زفر نادر يردف بترقب _ قصدى ان اختى مش مبسوطة يا بدر … اختى اتحطت في وضع صعب … فجأة مراتك رجعت ولقت نفسها زوجة تانية بعد ما كانت هي لوحدها في حياتك … سبها ترجع البيت يا بدر وانا اوعدك عمرى ما هزعلها تانى …. اختى لسة صغيرة وحقها تفرح وهى مش مجبرة تتحمل وضع زى ده … حقها تحب وتتحب وتكون الوحيدة في حياة اي راجل يحبها .
تملك بدر الغضب والغيرة واردف بشراسة مهاجماً _ ناااادر … لا بقى تحكى شروي غروي … شو هاي اى راجل !!! … مافي حدا بيحقله بقمر غيري عم تفهم علي !!! .. وبيت قمر الوحيد هو عندى … واسمع شو رح قولك … اتحسنت علاقتك بأختك تمام على عيني وعراسي بس لا تخرب علاقتي معها … عم تفهم علي ؟!
نظر له بتعجب ثم اردف متسائلاً _ طيب لما انت بتحبها اوى كدة ليه هي مش مبسوطة ! … ليه شوفت نظرة الحزن في عيونها امبارح برغم انها حاولت تداريها !!
تنهد باختناق … التوت احشاؤه لاجلها وتطلع للامام ثم اردف بهدوء _ اتركها علي … انا بعرف كيف اراضيها … ما تعتل هم … واطمن ع اختك معي يا نادر .
تنهد نادر بارتياح من حديث بدر واومأ له يكمل عمله بينما الآخر ترك ما في يده واردف وهو يخلع مريلته _ كمل مكانى …. بدى اروح اجيبها من الجامعة .
غادر بعدما غسل يديه وارتدى جاكيته ليراها ويطفئ نار اشتياقه وعذابه برؤيتها
&&&&&&&&
مساءاً في شقة قمر .
تجلس على مقعدها امام مكتبها في غرفتها بعقلٍ شارد تماماً … تفكر فيه ك كل ليلة وثانية ولحظة .
تشتاق لضمه واحتوائه ورائحته … اغمضت عيناها تتنهد بعمق … لقد اصبح مشتت فى الاونة الاخيرة وهى تلاحظ هذا بوضوح .
طرق بابها تبعه نداؤه باسمها فأسرعت تركض نحو الباب لتفتح بلهفة ولكنها ادعت التهمل ووقفت لثوانى خلف الباب ثم فتحت تطالعه بحب واردفت متسائلة _ نعم يا بدر !
تفحصها بعيناه جيداً ثم اردف متسائلاً _ نهيتي دروسك !
تحمحمت تومئ بصمت فتنهد يتابع بترقب _ هلا الاستاذ عبدالله المحامى حكانى … وقال انه ضرورى نروح بكرة الصُبِح على قسم الشرطة لتدلى بإفادتك لانه هالحقير بدو يتلاعب بالأدلة … قال انه ما بيكفي التسجيلات مهم انك تحكى التفاصيل للنائب لحتى ينال عقابه .
نظرت له بخوف وانتابها التوتر والرعشة مردفة _ ب ببس انا مش عايزة اروح !
لا ارادياً مد ذراعيه يسحبها لصدره ثم اطبق عليها يعانقها بحنو وبحب باشتياق يسحب انفاسها الى رئتيه مردفاً يبث فيها الطمأنينة _ وانا كمان ما بدى … بس لحتى ينال هالجبان جزاؤه بدنا نكون قوايا ونواجههُ … وما تعتلى هم انا معك .
تناست ما بينهما قليلاً ولفت ذراعيها حوله تحتمى به وتبادله العناق تغلق عيناها بحب لتطمئن ذاتها انه معها ولن يصيبها مكروه .
ابتعدا عن بعضها بعد دقائق ونظر لها بعمق يتحكم بقوة في مشاعره بها مردفاً بتروى وعشق _ فوتى نامى لحتى نروح بكير ..
اومأت تخفض بصرها ارضاً ثم اغلقت بابها واتجهت لتنام بشرود وهو كذلك .
&&&&&&&&&&&
صباحاً
في قسم الشرطة
تجلس قمر بجوار بدر والمحامى عبدالله في الرواق تنتظر استدعائها لداخل غرفة التحقيق
تقضم اظافرها بتوتر بينما يد بدر تلتف حولها بحنو وهو يميل برأسه عليها مردفاً بتروى وحب _ روقي حبيبتى … انا معك … لا تتوترى واهدى انا هون !
نظرت له تبتسم بتكلف … ليتها تستطيع الهدوء … مجرد وجوده في تلك الغرفة التى امامها يجعلها تشعر بالتقيؤ والاشمئزاز … اصبحت تكرهُ ولا تكره شئٍ غيره .
اردف المحامى بترقب يحادثها _ مدام قمر حاولى تكونى هادية مهما قال … مهما سمعتى منه تجاهليه تماماً … لان المحامى بتاعه هيحاول يعمل اي حيلة علشان يخفف عنه الحكم … خصوصاً بعد القضية التانية الخاصة بسناء هانم والدته .
نظرت له قمر بقلق ثم نظرت لبدر الذي يردف بتروى وهدوء عكس ثورانه الداخلى _ ما تعتلي هم انا معك … وما تردى عليه بنوب مهما قال … لا تسمحيله يوترك .
اومأت بشرود وتوتر .
بعد حوالي ربع ساعة فتح باب الغرفة وخرج المدعو خالد يتبعه محاميه الذى غمز له مشيراً علي قمر التى اخفت وجهها بكفيها لتتجنب رؤيته بينما الآخر يضمها بحنو ويطالعه بنظرات نارية تكاد تزهق روح هذا الذى يبتسم بخبث كأن لديه انفصام ثم غمز محاميه فمال المحامى على اذن الشرطى الذى يحتجز هذا الخالد وهمسه ببعض الكلمات التى لم يفسرها بدر …
تقدم خالد خطوتين واردف بندم كاذب ومكر بصوت عالي ليجرب تلك الخطة الشيطانية التى اخبره بها المحامى _ قمر انا أسف … انا عملت كدة غصب عنى صدقيني … انا بحبك ومحبتش في حياتى غيرك يا قمر … قمر انا مكنتش هنزل الصور انا عملت كدة علشان تجيلي ونهرب لانك بعدتى عنى وروحتى اتجوزتى غيري يا قمر … قمر افتكرى كل حاجة جميلة كانت بينا … قمر اسمعى صوت قلبك هتعرفي انى مش بكدب عليكي .
لم يكن من بدر الذى انفجر بداخله بركان الغضب المفاجئ من كلمات هذا الحقير الذي لم يتحملها لا عقله ولا قلبه فتحرك يقفز من على كرسيه بعنف مبتعداً عن قمر ثم خطى اليه مسرعاً ولكمه بقوة عدة مرات قبل ان يستوعب الحضور صارخاً بصوت جهورى _ اخرص ولااااك يا حقييييير يا وااااطى .
ابعدوه رجال الشرطة عنه بينما الآخر مسح قطرات الدماء التى انسابت من على وجهُ ووقف يكمل بتشفي وخبث متجاهلاً تماماً لهذا العاشق الغاضب كالاسد الجائع عندما يرى فريسته _ صدقيني يا قمر انتى الوحيدة اللى حبتها … انا عملت كدة بدافع حبي ليكي … مكنتش متحمل فكرة انك بقيتي ملك راجل غيري .
جن جنون هذا العاشق الذى يحاول الفكاك من قبضة رجال الشرطة … فلم يكن حينها هو نفس الشخص المعهود بتعقله ومنطقه ورزانته… فهناك امور معينة يبتعد فيها العقل والمنطق تماماً … هناك امور لا يصلح حلها الا بالقوة … هناك اقوال تمس القلب اكثر من الفعل … تمسه اما تطبطب عليه او تهلكه وتدمره مخرجة اسوء ما فيه .
ظل يصرخ ويسبه بالفاظ تناسب شخصية هذا الحقير بينما تلك القابعة تصم اذنيها بكفوف يديها وتغلق عيناها بقوة … تهز رأسها كأنها تطرد هذا الصوت اللعين وتنفضه من عقلها متمتمة بهمس ان هذا مجرد كابوس وسينتهى .
خرج النائب من غرفته يردف بقوة وصرامة عندما استمع الى صوت الصراخ الناتج من بدر _ ايه اللى بيحصل ده … خدوه من هنا حالاً انتوا واقفين تتفرجوا !! .
اسرع الشرطى يجر خالد بقلق بينما الاخر يضحك كالمجنون وهو يرى حالتهما .
اما بدر الذى نفض يد الشرطيين بعدما لانت قبضتهم … اسرع اليها يوقفها ويضمها بقوة مردفاً بجسد متصلب من شدة الغضب _ بدنا نمشي من هون … ما كان لازم اجيبك لهون بنووب .
نظر له النائب بترقب وقدر حالتهما خصوصا بعد سماعه لكلمات هذا الحقير ثم اردف _ استاذ بدر ! … اتفضلوا معايا جوة .
فك بدر قيدها مضطراً والتفت ينظر للنائب بضيق حيث كان يود الرحيل ولكن نظرة النائب والمحامى الملامة اجبرته على التحرك بها الى داخل غرفته وهو يردف بهدوء على مسامعها _ بوعدك رح يضل هون وما رح يطلع بنوب … ما بقى يتكرر هالشى .
دلفا سوياً غرفة النيابة وبعد دقائق استطاع بدر ان يهدئ من حالة قمر قليلاً ثم قامت بادلاء افادتها واخبار النائب بكافة التفاصيل .
خرجا سوياً من غرفة التحقيق يتبعهما المحامى الذى اردف بترقب _ كدة تقدروا تطمنوا … القضية دلوقتى اصلاً ليها صدى جامد واغلب الناس منتظرين الحكم في خالد علشان يشفوا غليلهم .
اومأ بدر بترقب وهو يطالع قمر الشاردة في امرٍ ما ثم أردف بهدوء _ اكيد ما رح يساوى شي … عن اذنك استاذ عبدالله لانو قمر تعبانة شوي .
اومأ المحامى بتفهم فابتعد بدر يسحبها بحنو حتى وصلا للخارج … استقلا سيارتهما وغادرا على الفور .
طوال الطريق وبدر يتطلع على قمر الشاردة بترقب … اردف بهدوء _ قمر ! … بتحبي نروح مكان تانى لحتى تروقي !
هزت رأسها واردفت بارهاق _ لاء … انا عايزة اروح .
تنهد بعمق … كلمات هذا المجنون تحرقه … يعلم انها مجرد كلمات تفوه بها لينفذ خطة ما في رأسه ولكن كيف لعقله ان يتقبلها !!! … كيف لقلبه ان يتحملها !!! .
زفر بضيق يشعر بالاختناق … هذه الايام تستنفذ طاقته … تجنبها له يؤلم قلبه ويتآكله … وكأنها باتت امٍ له حائر هو في بعدها ومشتت … كيف لهذا المسكين ان يستكين الا بقربها .
وصلا الى منزلهما …. صعدا سوياً الى شقتهما ودلفا .
دلفت هى قاصدة غرفتها بينما هو اوقفها يردف بتساؤل ونبرة حزينة _ قمر ! … بدك تنامى !
التفتت تطالعه بعمق .
اردفت بهدوء وهى تتطلع على عينه _ معلش يا بدر انا مصدعة جدا .
التفتت لتعود ولكنه اوقفها بسؤاله الغير موفق مردفاً بتشتت وتخبط اصيب به مؤخراً _ لتكونى صدقتى حكياته ل هالحقير !!
تصنم جسدها فجأة وتوقفت عن الحركة تغمض عيناها وكأنها بذلك تجبر عقلها على عدم سماع كلماته اللاذعة .
لقد طفح الكيل … لم تستطع الهدوء هى ليست تلك الهادئة فالتفتت تقترب منه وتطالعه بلوم مردفة بحدة _ صدقت !!! … انت شايف كدة !!! .
طالعها بصمت فتابعت بألم وحدة _ كل مرة تفهمنى غلط … على فكرة بقى … انا من وقت ما اعترفت لك باللي في قلبي وانا صريحة جدااا معاك يا بدر … بقول اللى انا حساه من غير ما الف وادور … حتى لو هيتقال عنى انانية !
قالتها بلوم تعاتبه وتابعت _ لكن انت حتى مش قادر تكون صريح مع نفسك … بتوهم نفسك انك تقدر بس مش قادر يا بدر … انت مش قادر ومش عارف تبقى عادل وحقانى … صارح نفسك مرة يا بدر لان كل اللى بيحصل ده سببه حالتك دي … انت مشتت … مش عارف تعدل على الاقل كان فيه حد مننا احنا التلاتة هيبقى مبسوط …
نظر لها بحيرة … هى محقة تماماً … تطلع عليها وهى تنظر له بعيون لامعة وتسترسل _ اقولك على حاجة ! … انا فكرت اخرج برا المثلث ده تماماً … فكرت ابعد خالص لان هى احق بيك منى … هى بنت عمك ومحتاجة ليك جنبها بس اتراجعت يا بدر … عارف ليه !.
نغزه قلبه من فكرة رحيلها فأومأت كأنها شعرت به واردفت وهو تشير على يساره بسبابتها _ علشان عارفة ان قلبك هيوجعك … علشان متأكدة انك مش هترتاح … فضلتك على نفسي يا بدر ..
كان يستمع لها بصمت وتمعن فتابعت بألم وحزن ندم _ موضوع خالد ده كان غلطة عمرى … غلطة في وقت ضعف وحيرة ووحدة … بس انا ممتنة جداا للغلطة دى يا بدر … عارف لييه !
تنهدت بعمق لتهدء من لوعة قلبها مردفة _ لان الغلطة دى كانت سبب في جوازنا …. لولا الغلطة دى انت كنت هتفضل ساكت .
تعالت وتيرة انفاسه من تصريحاتها وهو يستمع بصمتٍ تام فتابعت تومئ مؤكدة _ ايوة عمرك ما كنت هتتكلم … كنت ممكن اروح لغيرك واتجوز حد تانى وانت هتتعذب بس بردو هتسكت … لان اصلا انت كدة … دايماً بتختار عذابك لنفسك على اساس تريح اللى حواليك بس لاء … غلطااااان يا بدر اوووى …اللى بيظلم نفسه بيبقى ظالم … انت مريحتش اي حد … انت مش عارف اصلا تريح حد يا بدر .
تنهدت بعمق تتابع بعيون عميقة _ اللى خدمك في فرحتك اللى عشتها معايا هو حبي ليك يا بدر مش شطارتك … حبي ليك كان قوى انه يواجه اي حاجة … علشان كدة انا هتراجع خطوة يا بدر … هقف واتفرج ومش هعمل اي مجهود تانى … همسكك انت اللجام تتصرف زى ما تحب .
رفعت اصبعها في وجهُ مردفة بقوة وتحذير _ بس اوعى تانى مرة تقولي كلمة تجرح قلبي … انا لا انانية ولا انا ضعيفة علشان اصدق تانى كلام واحد حقير زى ده … اعرفنى كويس بقى يا بدر … حس بيا بقى .
قالتها وهى تسقط عبرة من عيناها نزلت على قلبه فأحرقته ثم اسرعت تلتفت الى غرفتها وتغلق خلفها تتنفس بقوة وتبكى بقهر على ما آلت اليه الامور … وقد قررت التنحي جانباً لترى ماذا هو بفاعل ..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية خسوف ) اسم الرواية