رواية خسوف كاملة بقلم اية العربي عبر مدونة دليل الروايات
رواية خسوف الفصل الثاني 2
اردف بدر جملته الأخيرة لتلك التى اتسعت عيناها تطالعه بصدمة ثم اردفت بتوتر _ موبايل ايه ؟! .
وقف يضيق عيناه ويشبك ذراعيه امام صدره بترقب ثم اردف باسترخاء _ الموبايل اللى دايماً محتفظة بيه فى جيبك من وقت ما جيتي .
صدمة الجمت لسانها وهى تطالعه بصمت وذهول … هل كان يعلم بأمره ! … اذا لماذا لم يأخذه منها ! …. لماذا لم يعنفها !؟ .
اردفت بعدما افاقت من افكارها _ انت كنت عارف ؟.
تنهد يردف بهدوء وثقة _ طبعاً … لو عايزة تخرجى هاتى الموبايل …. ولما نرجع هجبهولك .
انقبض حلقها ووقفت تطالعه بشرود … كيف ستعطيه اياه ! … وكيف ستصل الى حبيبها انذاك … عليها ان تجد حلاً والا لن تخرج وتتحرر من هذا المعتقل .
خطرت على بالها فكرة جعلت عيناها تلتمع مردفة _ تمام … هو اصلا فى اوضتى هدخل اجبهولك .
خطت لغرفتها ولكنه اوقفها قبل ان تصل وقد فهم مخططها مردفاً بعيون حادة ونبرة صارمة وهو يشير بيده _ هاتى شنطتك .
اكفهر وجهها غضباً وطالعته بحزن مردفة بغضب _ هو فيه ايه بالضبط ! .. هاتى موبايلك هاتى شنطتك ؟ … هو انت ملكتنى وانا معرفش …. ايوة معايا موبايل من اول ما جيت وانت مش من حقك تمنعه منى ومش من حقك تطلب شنطتى … انت مش من حقك اي شئ يخصنى لان اللى بينا ده عقد باطل … افهم بقى … انا احترامى ليك اتحول لكره ومبقتش طايقاك ولا طايقة اي شئ هنا .
انتابها حالة هستيرية فتابعت صارخة ببكاء غضب _ انت وبابا حكمتوا عليا بالموت … حرمتونى من الانسان اللى قلبى حبه وهو حبي … اشتركت معاه في جريمة بشعة فى حقي وهى انى اتجوزت واحد زيك … واحد كنت شيفاه صاحب بابا طول السنين اللى فاتت دى وكنت مفكرة انه بيعتبرنى زى اخته الصغيرة بس طلع عينه منى …
طلع انسان استغلالي والحزن اللى كان عايش فيه طول السنين اللى فاتت دى كله وهم … انسان كذاب ضحك على بابا وفهمه ان خالد بيستغلنى … انت ايه اصلا اوصلك لخالد … ده اشرف واحسن منك مليون مرة … حتى بعد اللى انت عملته معاه هو متمسك بيا وبيحبنى وعايزنى انما انت عملت ايه ؟ … ها ! … عملت ايه علشاااانى !! … حبسنى هنا زيي زي الكل*بة … بترميلها اكل وخلاص … كل ده ليه بتعمل معايا كدة لييييه ؟ … انا تعبت بقى سبونى وابعدوا عنى … انا مبقتش عايزة اعيش لا هنا ولا فى اي مكان انا عايزة اروح عند امى … ارحمونى بقى .
قالت الاخيرة واتجهت لغرفتها …. دلفت واغلقتها وارتمت بجسدها على الفراش تبكى وتنتحب …. لا تعلم عواقب ما تفوهت به ولكنها وصلت للحافة … لم يعد لديها طاقة لتحتمل ما يحدث .
اما هو فوقف يردد كلماتها على عقله : تريد الموت بسببه ! … تعترف بحبها لأخر امام قلبه !! …. احقاً تكره ؟! … اتراه هكذا ! … تعتقد ان هذا الحق*ير يحبها ويريدها وتعتقد انه يكرهها ويستغلها ؟! …. اما زالت تهاتف ذلك الن*دل الجبان حتى بعد ما فعله بها ! ..
التوى قلبه داخل صدره … اغمض عينه ليسارع انقباض حلقه المر …. لو كانت شخصاً آخر للقنها درساً لن تنساه ولكن تبقى حمايتها مسئولية على عاتقه حتى من نفسه .
ابتلع الألم الحاد بصمت تام … لاول مرة لا يعلم ماذا عليه ان يفعل … لاول مرة يشعر بتوقف عقله عن التفكير .
خطى بقدم ثقيلة الى غرفته وقد قرر عدم الذهاب الى اي مكان وهى بتلك الحالة .
دلف تاركاً الباب موارباً واتجه لشرفة غرفته ليسحب بعض ذرات الاوكسجين الى رئتيه فهو يشعر بالاختناق والألم يسحبانه للمجهول .
وقف ينظر للمكان من حوله ويفكر فيما عليه فعله معها … هل يحررها ! … ولكن كيف ؟ … عليها ان تفهم ان العيش بجواره هو المكان الوحيد الآمن لها .
اما هى فظلت تبكى الا ان اهتز هاتفها … اعتدلت تتناوله من حقيبتها وتتصفحه .
وجدت رسالة من خالد محتواها ( ايه يا حبيبتى … انتى فين دلوقتى )
بكت تتنهد وتتحشرج باختناق وهى ترسل رسالة محتواها ( انا مش خارجة يا خالد … انا خلاص تعبت وعايزة اموت … بدر كان عارف ان معايا موبايل يا خالد وعرف انى بكلمك ) .
قرأ خالد الرسالة وانتابه القلق والزعر خوفاً من هذا البدر ولكنه ارسل رسالة ماكرة محتواها ( طب اهدى يا حبيبتى … اهدى وانا هلاقي حل ومش هسيبك يا قمر … هخرجك من عندك وهنتجوز يا قمر … بحبك ) .
القت الهاتف باهمال على الفراش وشردت تتنهد باختناق وقد طمأنتها رسالة خالد قليلاً .
عادت بذاكرتها للماضي
عودة بالزمن منذ عام.
فى مدرسة الثانوية
تجلس قمر فى صفها بجانب صديقتها ناهد تنظر من النافذة بتأفأف مردفة _ يوووو … هنروح امتى بقي يا ناهد انا زهقت .
اردفت ناهد بهدوء _ يابنتى ركزى فى الحصة … ركزى يمكن تنجحى السنة دى بقى وكفاية عليكي كدة .
ضحكت قمر مردفة بتأكيد _ هنجح … هنجح يا ناهد لان خالد هينجح هو كمان .
اتسعت عين ناهد واردفت بصوت منخفض حتى لا يسمعها المعلم _ يخربيتك يا قمر … هو انتى عملتى كدة علشانه ؟
اومأت قمر بشرود ثم اردفت بتأكيد _ اه طبعاً … اومال اروح جامعة وهو لاء … هنروح الجامعة سوا يا ناهد … هو اكدلي انه هيعمل اقصى مع عنده علشان ينجح …. وبعدين انا بصورله كل الامتحانات بعد ما احلها علشان يذاكرها … خالد ده الوحيد اللى فهمنى وسمعنى وحسسنى بأنى غالية علشان كدة مش هعز عليه حاجة …. كلهم يا ناهد بيعاملونى على انى بنت صغيرة مجنونة ومش مسئولة … كلهم بابا ونادر وحتى بدر صاحب بابا … علشان كدة انا هثبتلهم انى عاقلة وواعية واخترت صح .
قاطع حديثها رنين جرس المدرسة يعلن عن انتهاء الدوام … وقفن البنات يجمعن اغراضهن كذلك ناهد وقمر منطلقتان الى الخارج .
مرّتا فى الردهة وهما تكلملان حديثها … اردفت ناهد بانزعاج _ على فكرة يا قمر … انتى غلطانة جدا فى حق نفسك … افرضي خالد ده بيكدب عليكي ! … ده باباه ومامته من الناس التقال ومدلعينه اوى وعنده الحب والارتباط كلام فارغ … ياريت يا قمر تخلي بالك .
انزعجت قمر من حديث صديقتها واردفت _ على فكرة يا ناهد خالد بيحبنى لانه عارف ان فلوسه متهمنيش … اذا كان هو خالد الوزير فأنا قمر الفوى … بابا يبقى ياسر الفوى صاحب اكبر مطعم فى المنصورة … يعنى مش انا البنت الهطلة الساذجة اللى يضحك عليها … احنا الاتنين بنحب بعض ..
كانا وصلتا الى البوابة الرئيسية للمدرسة …
نظرت للبعيد وجدت خالد ينتظرها بسيارته الذى اشتراها له والده ..
اشارت له بيدها بسعادة واردفت لناهد بغمزة وتمرد _ باي باي بقى يا نودى … اشوفك بكرة … ولو بابا كلمك هتقولي زى كل مرة اننا بنذاكر تمام ؟… معلش بقى يا نودى انا عارفة انى بستغلك بس هعمل ايه … انتى عارفة انهم مش هيتقبلوا فكرة انى اخرج من الانسان اللى بحبه .
تنهدت ناهد بحزن ثم اردفت _ خدى بالك من نفسك يا قمر .
اومأت قمر وانطلقت مسرعة حيث سيارة حبيبها بينما تقف على الجهة الآخرى تلك الفتاة التى تطالع خالد بحسرة مردفة لصديقتها التى تزاملها _ شوفتى يا نسمة … شوفتى خالد مش معبرنى ازاي ! … نسيني انا ورايح جاي مع البت اللى ما تتسمى دى … انا مش عارفة عاجبه فيها ايه ؟
نظرت لها نسمة باستنكار واردفت _ نعم ! … لاء يا كاميليا هى اسمها قمر وهى قمر فعلاً … انما خالد ده كل*ب بصحيح .
نظرت لها كاميليا بغضب مردفة _ قمر ايه ! … هى معندهاش غير شعر بس … انا مش فاهمة انتوا شايفينها ازاي … دى بنت قليلة الادب ومغرورة .
اما قمر التى ذهبت الى خالد … صعدت السيارة تردف بابتسامة وغرور _ وحشتنى .
نظر لها خالد بمكر واردف _ وانتى كمان … تحبي نروح فين ؟
اردفت وهى تنظر للامام _ اي مكان يا خالد نشرب فيه حاجة ساقعة … الجو هنا حر جدااا .
قالتها وهى تطالع كاميليا بنظرة استفزازية جعلت الاخرى تستشيط غضباً بينما انطلق خالد بسيارته الى احدى الاماكن العامة .
كان خالد طوال الطريق يطالعها بمكر وينظر الى شعرها النارى الذى ينحرف من اسفل الحجاب .
اردف بخبث _ فكى الطرحة شوية يا قمر الجو حار وانتى شكلك حرانة جداا .
نظرت له قليلاً ثم اردفت بتوتر _ لاء انا كدة تمام … وبعدين ما تشغل التكييف !.
توتر واردف بمكر _ تصدقي نسيت … معلش بقى انا بشوفك بنسى نفسي .
اومأت له وتابع طريقه الى ان وصل الى احدى الكافيهات العامة .
ترجلا سوياً ودلفا ولكن خالد اردف بمكر _ قمر ادخلي انتى وانا هروح التواليت واجى .
اومات له ودلفت المكان شبه المزدحم … اما هو فأرسل رسالة الى احدهم محتواها ( احنا وصلنا … عايز بقى شوية صور حلوين ) .
اغلق هاتفه وشرد للامام يبتسم بمكر … فى بادئ الامر استغلها فقط لكى يحصل على النجاح الذى طال غيابه بعدما رسب عدة سنوات ولكن بعد ذلك تحول معه الامر الى تسلية ورهان بين اصدقائه حتى سبب له هوس وتحدى ليضمها الي صفوف الفتيات اللاتى اوقعنهن وقد كان و تم الأمر بمنتهى السهولة فهى بالأساس كانت تبحث عن ما يقدمه هو لها من حب ووعود كاذبة .
خرج اليها يجلس امامها يطالعها بابتسامة خبيثة وقد التفت جميع العيون عليهما .
اشار للنادل الذى جاء واخذ طلبهما وغادر يلبيه … اردف خالد بسعادة كاذبة _ قمر انا بحبك جدااا … انتى مش متخيلة انا بعد الايام ازاي علشان اكلم اهلى واتقدملك … هانت يا قمر … كلها كام شهر ونخلص ثانوى عام واول ما اروح الكلية هتكلم مع بابا واجى اخطبك .
ابتسمت قمر بسعادة وسذاجة واردفت بحب مراهق _ وانا كمان يا خالد … انا منجحتش السنتين اللى فاتوا علشان خاطرك ووثقت فيك بالرغم من انى كنت لسة عرفاك … بس انا السنة دى مصممة انك تنجح ونروح الجامعة سوا .
مد يده يتلمس كفها … وعت فجأة على فعلته فسحبت يدها سريعاً تردف بحدة _ خالد ! … احنا اتفقنا على ايه ؟
غضب خالد واردف بضجر _ فيه ايه يا قمر … احنا بقالنا فترة سوا شفتى منى اي موقف يخليكي متثقيش فيا ؟! .
تنهدت بضيق واردفت _ لاء يا خالد … انا مشوفتش منك اي موقف غلط … المشكلة عندى انا … فيه حدود مقدرش اتجاوزها … انا اه بخرج معاك وبنعد سوا لوحدنا بس ده لانى واثقة فيك … انما اي شئ تانى غير كدة فأنا مش هقدر اعمله … لما نتجوز وقتها هكون ملكك انما دلوقتى مينفعش .
انزعج من تصريحها الذى سيفشل خطته ويقبح هيأته وسط اصدقاؤه ولكنه ادعى التفهم مردفاً _ تمام يا حبيبتى … زى ماتحبي .
بعد ساعتين انتهى اللقاء وعادت قمر الى مطعم والدها .
دلفت المطعم ومنه الى المطبخ الخاص به … فتحت الباب واردفت بمرح _ هلا والله .
ضحك ياسر واردف بسعادة _ حبيبة ابوها … اتأخرتى ليه يا قمرى .
اتجهت قمر تحتضن والدها واردفت بلغة سورية وهى تلوح من خلف ظهره بيدها لبدر الذى عندما يراها ينعقد لسانه _ جيت بابا جيت .
ابتسم لها بدر وابتعدت هي عن والدها تتجه اليه وتمد له يدها مردفة بتساؤل ومرح _ ايه رأيك يا اونكل فى اللغة عندى ؟ … بقيت بتكلم سورى زيك ! ..
مد بدر يده يسلم عليها سريعاً قبل ان يسحبها ويردف وهو ينظر للبعيد _ بدنا نعطيكي شهادة .
ابتسمت بسعادة واردفت برجاء _ طب بليز يا اونكل بدر قولي كلمة سورى جديدة عليا اضيفها للقاموس بتاعى … انت عارف انى بحبك اووى وانت بتتكلم سورى .
تنهد بدر يهز رأسه بيأس ثم اردف وهو يطالعها بشرود _ ولي على قامتى .
ضيقت عيناها بسعادة وامالت برأسها تفكر قبل ان تردف _ يعنى ايه ؟
ضحك ياسر واردف _ معجب بجمالك .
اتسعت عيناها ثم اردفت بذهول _ لااااا مش معقول ! … الكلمة دى معناها كدة ! .
انفجرت ضاحكة تميل قليلاً براسها مما جعله يتأملها قبل ان يدرك امره ويلتفت عائداً الى عمله .
اما هى فجلست بعد دقائق تتناول طعامها الذى اعده هو لها وهى تطالعه بشغف وهو يعد الطعام ..
&&&&&&&
عودة للحاضر .
كانت تبكى فى غرفتها عندما اردفت بقهر _ ليه عملت فيا كدة ليه … ياريتك كنت فضلت اونكل بدر اللى بحبه وبحترمه … ياريت حد فيكو فهمنى .
اما بدر الذى دلف من شرفته بعدما هدأ من روحه المستنزفة … كلماتها كانت سكين غرز في قلبه المجروح ..
تذكر اهله الذين ماتوا جميعاً فى غارة جوية استهدفت عدة منازل منها منزلهم … تذكر زوجته وابنة عمه التى كانت تعامله بكل حب وتقدير … ليته لم يتركهم ابداا … كان الآن معهم فى مكان افضل بكثير من هذه الحياة المؤلمة .
خرج من غرفته بعد حوالي ساعة … تردد قليلاً قبل فعل هذا ولكنه قرر طرق بابها .
تنبهت هى فى الداخل ولكنها تجاهلت فى بادئ الامر الا ان بدر عاد وطرق الباب مردفاً بهدوء _ افتحى يا قمر لازم نتكلم .
اردفت ببكاء وحزن من خلف الباب _ مافيش بينا اي كلام … لو سمحت امشي .
تنهد يشعر بحبل غليظ يلتف حول عنقه من صوتها المنكسر … تحلى بالصبر واردف _ افتحى يا قمر … افتحى وكلميني على انى اونكل بدر … وانسي انى جوزك خالص .
فكرت قليلاً فى كلماته قبل ان تردف بعناد وتمرد _ مبقاش ينفع خلاص … مبقاش ينفع اعتبرك اونكل بدر ولا انت جوزى … انت بالنسبالي واحد غريب .
كور قبضته بقوة يتحكم فى غضبه قبل ان يردف بنبرة مخيفة _ تمااام … اسمعيني كويس اوى … الحق*ير اللى بيكلمك ده ومفهمك انه بيحبك بعد كل اللى عمله وانتى جدبة ومصدقاه … انا هخليه عبره لكل واحد فكر يستغل بنت حبته ووثقت فيه كويس .
تحرك خطوة ولكنها اسرعت بفتح الباب تلحقه مردفة بغضب عارم _ مش هو اللى حقير واستغلالي … انت اللى استغلتنى … هو بيحبنى ولو مكانش بيحبنى مكانش وعدنى يخلصنى منك ويتجوزنى .
اسودت عيناه وعاد اليها يطالعها بملامح مرعبة جعلتها تتراجع مردفاً بفحيح مرعب وهو يميل برأسه عليها _ يتجوزك ! … ازاي يا هانم يتجوزك وانتى متجوزة ؟!.
اغضبها كلامه بالرغم من خوفها منه واردفت بتمرد وغضب _ لاااااء مش متجوزة … ده عقد باطل … وهتحرر منه واتجوز خاااالد .
كور قبضته ولكم الحائط من خلفها بقوة مردفاً بغضب وصوت حاد لا يبالي بألم يده _ قمرررر … متختبريش صبري عليكي … انا لحد دلوقتى متفهم وضعك وبحاول اتعامل معاكى بالصبر برغم كل كلامك ليا … انما لو الكلام ده اتقال مرة تانية هتشوفي منى وش تانى متعرفيهوش … انتى مراتى واسمك على اسمى … والك*لب ده تنسيه خالص … انتى ساااامعة .
انتفضت برعب تنكمش على نفسها … ازاحها من طريقه ودلف غرفتها يبحث عن الهاتف الذى وجده ملقي على الفراش … التقطه والتفت مغادراً ثم تركها وغادر المنزل بأكمله بعدما اغلق الباب خلفه .
اما هى فبدأت بالصراخ وتكسير كل ما جاء امامها حتى خارت قواها وجلست تنكمش على نفسها فى احد الاركان .
نزل بدر الدرج بأقصى سرعته حتى وصل للأسفل … اخرج ماتوره وانطلق بعدما اداره بقوة وغضب الى المكان الذى يقصده .
&&&&&&&&&
فى تلك الاثناء يقف ياسر فى مطعمه يعد الاطعمة شارداً فى ابنته التى اشتاق اليها ولكن عليه كتمان اشتياقه ..
رآى نادر شروده فاتحه اليه يتسائل _ بابا !! … انت كويس ؟
نظر ياسر لابنه ثم اومأ مردفاً _ كويس يا بنى … كويس .
تنهد نادر بضيق يكمل ما يفعله بينما عقله اجبره على التفكير في شقيقته التى تسببت فى كل تلك الفوضى وجعلت منهما علكة على افواه الجميع … حتى اصدقاؤه لا يستطيع الذهاب اليهم بعد ما حدث فالنظرات والحديث الهامس كفيل بأن يبعده عنهم .
&&&&&&&
فى منزل ناهد صديقة قمر
تجلس تتناول الطعام مع والدتها .
اردفت سلوى بهدوء _ مافيش اخبار عن قمر يا ناهد !
تنهد ناهد بعمق ثم اردفت _ مش انتى يا ماما بعدتيني عنها !
اردفت سلوى بحزن _ غصب عنى يا ناهد … كنت هعمل ايه وانتى عارفة اللى فيها … قمر من قبل ما تبقي صاحبتك وهى بنت صاحبة عمرى الله يرحمها … بس انتى بنتى … هي اللى عنيدة ومش بتسمع الكلام … هى لو كانت عاقلة كانت ضيعت سنتين من عمرها هدر !! .. دانتى كنتى فى اولي وهى في ثالثة وبرغم كدة لحقتيها … بس هقول ايه !! … الغلط من عمك ياسر … كان لازم يشد ويرخي … انما هو ساب الحبل خالص .
تنهدت ناهد تردف بهدوء _ على العموم يا ماما قمر خلاص اتجوزت … انا بس نفسي ترجع الجامعة وتكمل … قمر كانت شاطرة جداً لولا خالد ده .
اومأت سلوى مؤيدة تردف _ منه لله بقى زي ما ضيعلها مستقبلها … ربنا يقدملها كل خير … قومى يا ناهد يالا لمى السفرة وادخلى ذاكري … وانا هقوم اكلم اختك اطمن عليها
اومأت ناهد لوالدتها وبالفعل وقفت تجمع الاغراض ثم اتجهت لغرفتها بعدما وضبت المكان .
جلست تراجع محاضراتها وتدون الملاحظات … اثناء ذلك رن هاتفها برقم غير مسجل … تطلعت عليه بترقب ولكنها قررت تجاهله الا انه صمم على الرنين !
فتحت الخط تجيب بحذر مردفة _ سلام عليكم !
اجابها على الطرف الآخر باحترام مردفاً _ وعليكم السلام … آنسة ناهد !
اجابته بحدة وتساؤل _ مين حضرتك !
تحمحم الآخر واردف بهدوء _ انا اسمى زياد … وبصراحة انا تعبت جداا لحد اما جبت رقمك … وكنت يعنى حابب اتعرف عليكي !
اردفت ناهد بحدة ولباقة _ حضرتك عذبت نفسك على الفاضي … لانى حالا هعملك بلوك … وانا يؤسفنى انى ابلغك انى مش بتعرف على شباب ..
اغلقت الخط وقامت بحظر الرقم ثم اكملت مراجعة بعقلٍ شرد قليلاً فى امر هذا الاتصال قبل ان تنتبه وتكمل ما تفعله .
&&&&&&&&
توقف بعد فترة امام احد المبانى ذو السور العالي تبدو فيلا احدهم .
ترجل وتقدم من البوابة الحديدة يبحث عن زر الجرس حتى وجده … ضغط عليه ضغطة مطولة قوية .
خرج الحارس يردف متسائلاً _ خير مين حضرتك ! .
نظر له بدر من خلف القضبان الحديدية واردف بحدة _ ناديلي هذا اللى اسمه خالد .
نظر له الحارس بتعجب مردفاً _ اقوله مين ؟! .
مسح بدر على وجهه بكف يده يتحلى بالصبر مردفاً بنبرة صارمة _ قوله بدر الشامى .
نظر له الحارس بقلق ثم رفع سماعة الهاتف المتصل بالداخل وضغط رزاً يوصله بمكتب شريف والد خالد .
اجاب شريف متسائلاً فأخبره الحارس بأن هناك احدهم يريد رؤية ابنه خالد .
بعد دقائق خرج شريف ينظر الى هذا الواقف بتعجب ثم تسائل حينما وصل اليه _ خير عايز ايه ؟
اردف بدر بدون مقدمات _ وينه ابنك ؟! .
اردف شريف بغضب _ ملكش دعوة ب ابنى … قول عايز ايه والا هخلي الامن يتصرف معاك .
اومأ بدر عدة مرات متتالية وهو يخفض رأسه ثم تقدم حتى التصق بالقضبان ونظر فى عين شريف بقوة مردفاً بنبرة تهديدية _ بدك تخبره يبعد عن قمر … مافيني اضمن شو بيصير اله المرة الجاية .
غضب شريف من تهديده الواضح مردفاً _ انت جاى تهددنى بابنى في قلب بيتي ! … انا حالا ممكن اطلبلك الشرطة تيجي تاخدك من هنا .. امشي من هنا بدل ما انفذ كلامى … وابعد انت البنت دى عننا ..
كور بدر قبضته ولكم حديد البوابة لكمة قوية مردفاً بجرأة _ اطلب اللى بدك اياه …. وافهم انو انا مو باقي على شئ … خبره لابنك يبعد عن طريقي وطريق مرتي.
قالها بدر ثم خطى لدراجته البخارية يستقلها ثم قاد وانطلق الى مكانٍ ما .
اما شريف فدلف اللى الفيلا بغضب ليجد زوجته تقف امامه متسائلة _ فيه ايه يا شريف ؟ … مين اللى كان برة !
نظر له بحدة واردف _ عمايل ابنك السودة يا سناء هانم … هو فين ؟ … راح فى انهى داهية … ابنك لسة على علاقة بالبنت اللى اسمها قمر .
ذهلت سناء واردفت _ لاااا … مش ممكن … بعد كل اللى حصل ! .
ضحك شريف ساخراً يردف باستهزاء _ ههه طبعا … وانتى نايمة فى العسل يا هانم … ابنك مش ناوى يجبها لبر … حوراته كترت وكل كام شهر حكاية جديدة … انا بفكر اسفره برا وارتاح بقى من قرفه وعمايله .
التفت الى مكتبه ….دلف واغلق خلفه يبحث عن هاتفه ليهاتف ابنه ليري ماذا سيفعل معه .
اما زوجته فتجاهلت ما يحدث كعادتها وحملت حقيبتها متجهة الى الخارج حيث ستتقابل مع صديقاتها .
بينما بدر توقف عند مكان ما …. ترجل ونزل يستند على الماتور … امامه النيل وخلفه المبانى … يحاول تهدأة روحه ومداواه جروحه ..
عقله ذهب اليها … ترى ماذا فعلت الآن … مؤكد انها تعانى ايضاً … لقد ظلمته وظلمت نفسها بعنادها وتمردها هذا … لو فقط تستمع اليه والى صوت العقل لارتاح الجميع …. ولكنها حقاً بلهاء … وثقت فى آخر الرجال مروءة ونخوة .
ظل لدقائق معدودة ثم قرر العودة للمنزل فعليه ان يظل قريباً منها … يخشى عليها من ذاتها خصوصاً بعد تلك المشاجرة واخذه للهاتف .
فى طريقه مر على محل هواتف ذكية وقام بشراء اي باد ثم طلب من مهندس الالكترونيات ان يقوم باغلاق جميع مواقع التواصل الاجتماعى من عليه حتى لا يتثنى لحامله ان يستخدمها وذلك فقط لحين فهمها للامور بشكل سليم .
وبالفعل ابتاعه وغادر الى منزله … صعد الدرج حتى وصل امام شقته … فتح الباب بالمفتاح الخاص به ودلف ولكنه تصنم مكانه للحظات وهو يراها منكمشة فى احد الاركان مستكينة تماماً وحولها فوضى عارمة من الزجاج وبعض التحف المكسورة …. التوى قلبه وتحرك اليها مسرعاً ينادى بصوت مهزوز _ قمممر .
رفعت رأسها تطالعه بعيون حمراء … توقف يتنفس الصعداء فقد ظنها غابت عن الوعي … ولكنه وجد وجهها شاحب جدااا وعيناها ذابلة .
التوت احشاؤه من هيأتها وعاد يتحرك فى اتجاهها ثم انحنى منها واردف بهدوء _ ليه بتعملي كدة ؟
ظلت تطالعه بصمت وعيون حمراء قبل ان تردف متسائلة بترقب _ عملت فيه حاجة ! … اذيته ؟
اغمض عينه بقوة … هل كل تلك الحالة من اجل ذلك الحق*ير … تحلى بالصبر والتعقل واردف بعد ثوانى بهدوء _ لاء يا قمر … معملتلوش اي حاجة … انا روحت واتكلمت مع والده ..
نظرت له بشك فتابع مؤكداً _ صدقيني .
اطمأنت قليلاً ثم حاولت النهوض ولكن قوتها معدومة حتى انها كادت ان تسقط لولا يد بدر التى حاوطتها ولكنها انتفضت مردفة بعنف برغم تخبطها _ ابعد ايدك .
رفع بدر يده للبعيد يستغفر سراً … لقد استعمل معها جميع درجات الثبات الانفعالي .
خطت بخطى ثقيلة الى غرفتها غير منتبهة للزجاج المكسور ولكنه اوقفها مردفاً _ استنى يا قمر .
توقفت فاتجه اليها يردف بهدوء وهو يشير الى الاريكة التى فى الصالة _ تعالي اقعدى هنا في ازاز كتير اوى .
نظرت للمكان من حولها فوجدته يعم بالفوضى لذا قررت هذه المرة ان تطيعه فلا حيلة لديها للجدال .
اتجهت تجلس على الاريكة بحذر وقد استكانت فوقها …. اما هو فاتجه للداخل واحضر المكنسة الكهربائية وقام بتشغيلها لتلتقط كل الزجاج على الفور اما القطع الكبيرة فحملها هو فى كيس ورقي كبير ومعها تلك القطع الصغيرة التى تجمعت فى كيس المكنسة وقام بلفها فى اكياس عده ثم كتب عليها بلزقٍ مقوى انها قطع زجاجية وقام بالقائها فى القمامة حتى لا تتسبب فى جرح احد رجال جمع القمامة .
انتهى سريعاً وتحرك يحضر وجبة لها … عاد بعد قليل يضع امامها صنية الطعام مردفاً بنبرة لينة _ كلي يا قمر .
تجاهلته وظلت على حالها ساكنة فتنهد يتابع _ بصي يا قمر … هعمل انا وانتى اتفاق … وصدقيني هو حل كويس ليكي جدااا … اعطيني مهلة شهرين … شهرين كمان هنتعامل فيهم زي الأول على انى اونكل بدر … شهرين واللى بتحتاجيه هتلاقيه وهنفذ اي طلب ألك … بس عندى شرط .
تنهد يتابع بقلبٍ ملتوى معذب _ طول الشهرين دول تنسى تماماً اللى اسمه خالد ده … ولا كأنه دخل حياتك … بعدها تقدرى تعملي اللى انتى شيفاه صح … ومش هعترض على اي حاجة تطلبيها
انتظر اجابتها لثوانى ولكنها اطالت فعاد يتسائل _ قولتى ايه يا قمر ؟
رفعت رأسها اخيراً تنظر اليه بشرود قبل ان تجيب _ موافقة .
تنهد بارتياح واستكان داخله وتابع بنبرة حماسية _ تمام كلي بقى … وتانى مرة اوعى تعملي اضراب عن الاكل .
اما هى فظلت تطالعه بصمت للحظات وعيون متفحصة وفى رأسها تدور الافكار والحديث الصامت والعقل الساذج المتمرد يتحدث ( شهرين !! … عايزنى افضل في المعتقل ده شهرين كمان !! … ده فات شهرين من عمرى كأنهم دهر بحاله … انا لو عليا مش هفضل هنا دقيقة واحدة وفي اقرب فرصة يا بدر هتحرر منك ومن تحكماتك وهروح للانسان الوحيد اللى حبنى بجد ) .
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية خسوف ) اسم الرواية