رواية فراشة المقابر كاملة بقلم اسماعيل موسي عبر مدونه دليل الروايات
رواية فراشة المقابر الفصل الثالث 3
لا أعرف ما يعني ذلك، مرتبكه، متوتره، أسأل نفسي، هل علي النوم فعلآ؟
مضجعه علي جنبي، اخاف ان أعدل جسدي فيعنفني او يظن شيء آخر، وانا لا أرغب بأي شيء منه
لماذا يصر علي تعذيبي بتلك الطريقه؟
كان يوجعني ضربه، وتكسرني إهاناته، لكني الأن أعاني اكثر!!
بت أعتقد أنه يبتكر طرق جديده لمعاقبتي، ينجح كل مره في ذلك
لكن هذه المره انا راقده غير قادره علي الحركه سأقضي ليلتي دون نوم !
اسمع انفاثه منتظمه، ينام الرجل علي اي وضع وفي كل حال
فليرحمني الله الذي منحنا القلوب الرقيقه !
ماذا سيحدث يعني؟ بدلت رقدتي، اضجعت علي ظهري، كنت مستعده لأي شيء غير ان انام دون أن احرك جسدي، فليضربني علي الأقل بعدها سأذهب لغرفتي واتمكن من النوم.
لم يتحرك ظلت انفاثه ثابته بلا ادني انفعال، رمقته وهو نائم بسلام تحسبه ملاك، كيف يأتيه قلب ان ينام وهو يعلم انه يعذبني؟
فلتحل عليك اللعنه زوجي العزيز وتلتهمك كوابيس مظلمه تجعلك تصرخ !
قال دون أن يبدل رقدته، لماذا انت مستيقظه؟
قلت لا استطيع النوم بتلك الطريقه!
قال اذهبي لغرفتك إذآ، بالغد ستزورنا والدتي احرصي ان يكون كل شيء تمام؟
تنهدت بعمق، نهضت واستلمت سريري نمت، لا اتخيل ابدا ان انام دون أن اقلب جسمي
فتحت عيني من النجمه، نظفت الشقه حتي لمعت، حضرت الطعام وانتظرت بسعاده ان تطرق حماتي باب شقتنا
قبيل الظهر حضرت حماتي، كانت سعيده جدآ لرؤيتي وكنت انا اكثر سعاده
عاملني بأدب في حضورها، كان يقول زوجتي العزيزه، زوجتي الطيبه، زوجتي الجميله!
احملق به بغضب لماذا لا يكون هكذا طوال الوقت؟ اذا فعل قد اغفر له كل إهاناته!
تناولنا الطعام ، ،تركني مع والدته نحكي ونضحك، عندما اقترب موعد رحيل حماتي شعرت بالحزن، تمنيت أن تظل معنا اكثر لكنها رفضت.
بعد أن رحلت والدته أخبرني انه سيغادر المنزل ولن يعود الا متأخر، سمح لي ذلك الجلوس علي راحتي، بكماء تشاهد التلفاز،وتضحك .
سرعان ما تبدل حالي للتعاسه، افكر في ما يفعله طوال ذلك الوقت
وكيف يجد سعادته في تلك الأشياء المقرفه التي يفعلها
اقول لأصبر نفسي لكنه تغير، طلب مني أن أنام جواره، عاملني بأحترام أمام والدته ولم يعنفني
عندما طرق باب الشقه كنت نائمه لكني فتحت الباب بسرعه، عندما يكون خارج المنزل انام مثل قطه بعين واحده!
دلف للداخل، معه فتاه اخري لم أراها من قبل، شعرت بطعنه في صدري، كل مره يثبت لي انه لعين، احمق لن يتغير
تركته وذهبت لغرفتي مباشرتآ، فليفعل ما يحلو له، لكن لن اتقبل اهانات اخري منه!
أغمضت عيني ،ربما يحدث مثل المره السابقه وترحل الفتاه بسرعه
نمت، لم يوقظني تلك المره ولم افتح عيني الا في الصباح
كانت غرفة النوم مفتوحه غير منظمه كأنها شهدت معركه للتو
زوجي راقد بطمأنينة.
هشمت طبق في المطبخ، افتلعت جلبه لاوقظه، سيغضب الأن، يضربني، يصرخ في وجهي
لكنه وضع الوساده فوق رأسه ولم يفتح فمه
لم اتوقع ذلك، رغم غضبي كنت سعيده بتلك المكاسب الصغيره، انا سيدة المنزل وأحدث ضوضاء،وزوجي لا يفتح فمه
دبت داخلي الثقه، وتعاملت بكل إرتياحيه كأنني سيدة المنزل فعلا
قلت لن احضر طعام الأفطار، عندما يستيقظ لن اركض نحوه
كأني لا أراه!
ثم فكرت ،أليس على أن أبدو مرتبه ومنظمه كي أنال إعجابه؟
جهزت طعام الإفطار، طهوت أصناف عديده ولذيذه، بدلت ملابسي بأخرى أنيقه طالعتها أمام المرآ، وجلست أنتظره
استيقظ قريب الظهر، لم يحييني، دلف للحمام، نظف نفسه، بدل ملابسه، رمق الطعام على الطاوله ومرر نظره على ثم غادر دون كلام
كأني كنبه او مقعد قديم.
كل يوم كنت امقته أكثر، يقتل كل محاولاتي قبل أن تولد، على الأقل احتفظت ببعض الكبرياء ولم أطلب منه أن يتناول طعامه مثلما افعل كل مره
وضعت لقمه في فمي لألتهمها، لم أجد لها طعم ولا مذاق، ألقيت كل الطعام في سلة الزباله وحاولت ان اشغل نفسي بأي شيء لكن لم افلح.
ثم سمعت طرقات على باب الشقه، فرحت، أفرجت شفتاي عن ابتسامه، قلت لم يطيق بعدي
فتحت الباب دون أن انظر في العين السحريه كنت ارتدي قميص نوم احمر، اصطدمت بوجه شاب ثلاثيني يرتدي زي سباك وقفازات في يديه
اغلقت الباب في وجه الشاب بسرعه وانا الهث من الرعب، قال الشاب انا اسف سيدتي، كنت أتوقع أن يكون صاحب البنايه قد أخبرك ان هناك تسريب في مواسير المياه وعلينا أن نعاين كل شقق البنايه لنجد العطب ونصلحه !
قلت لم يخبرني احد بشيء، كان عليه أن يهاتف زوجي
قال الشاب بفروغ صبر، هاتفيه انت يا سيدتي، لدي أعمال اخري علي انهائها!
قلت لا أمتلك هاتف، اطلب من صاحب البنايه ان يهاتفه
معقول؟ لا تملكين هاتف؟
لم ارد عليه، كنت واقفه خلف الباب مرتعبه لا أعرف ما على فعله !
اول فكره طرأت في بالي ان أبدل ملابسي
لكن باب الشقه انفتح وقبل ان أصرخ رأيت زوجي يدلف للداخل، من خلفه الشاب
ركضت نحو غرفتي وأغلقت الباب من الداخل، كنت اسمع صوتهم يتحادثان عن تسريب أغرق الشقه في الطابق الثاني
عاين الشاب شقتنا ولم يجد العطل عندنا
سمعت الباب يصك، لكن لم أغادر غرفتي حتي صرخ بأعلى صوت طالبا حضوري.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية فراشة المقابر ) اسم الرواية