رواية كن لي أبا كاملة بقلم روميساء نصر عبر مدونة دليل الروايات
رواية كن لي أبا الفصل الرابع 4
عندما خرج اسر من منزل مليكة اخذ سيارته وتوجه الي شاطئ البحر
ترجل من السيارة جلس امام البحر مستمتعّا بمنظر البحر وامواجه والسماء المزينة بالنجوم اخذ ينصت الي سنفونية جميلة من الطبيعة تراطم الرياح الخفيفة مع المياة والامواج
اخذ يأنب نفسه علي فعلته متحدثًا مع حاله:
انا ليه عملت كده ليه اتجوزتها واتسرعت واخذت الخطوة دي
اخذ يتصارع مع عقله وقلبه
القلب :
انت حبيتها يا اسر
العقل :
لا حب ايه ده اوعي تسمع كلامه هيوديك في داهية ثم انت متعرفش عنها حاجه والا عمرك شفتها قبل كده
القلب :
طب بما انه اول مرة يشوفها!! ليه خاف عليها؟!! ليه قلبه دق جامد لما شافها واقعة بين ايديه؟!! ليه حس بوجع وخوف وكره ان حد يقرب منها؟!! وده مش اي حد ده ابوها ليه هاه؟! جاوب يا اسر ليه؟!!
العقل :
دي شهامة مش اكتر خصوصًا ان البنت ملهاش ذنب فحبيت اخلصها من مشكلة ملهاش يد فيها
القلب :
انت كداب انت حبيتها طب ليه مسبتهاش تتجوز وتروح لحالها واصريت تتجوزها
العقل :
عشان انقذها من الظلم ال كان ابوها هيوقعها في
القلب :
وانت مالك تنقذها ليه الا ولو كنت بتحبها فعلا
العقل:
متنساش عملت فيك ايه مقدرتش انك هتنقذها وهتتجوزها وهتنتشلها من الضياع ومدت ايدها عليك
الكرامة:
اه يا اسر فعلا ازاي تخلي واحده زي دي تجرح كرامتك وتمد ايدها عليك
شعر اسر بضياع وتشتت بين افكاره فصاح عاليا مانعًا تلك الاصوات المتناقضة داخله:
باااااس اسكتو خالص انا لازم ارد كرامتي واندمها علي اليوم ال مدت ايدها عليا فيه
ذهب اسر اعتنق السيارة وتحرك الي قصر الدالي
««في قصر الدالي»»
عند سهيلة
اخذت تسير ذهابًا وإيابًا بغرفتها ممسكة بهاتفها
تعتصره بين يديها من فرط توترها جلست اخيرًا علي الاريكة مطلقة شهيق وزفير وهمت علي الاتصال بوالدتها حتي تطمئن، جاءها صوتها من الطرف الاخر:
_الو يا حبيبتي
اندفعت في سؤالها متمتمة:
_هاه يا طنط لسه مرجعتش
تحدثت الاخري بحنين حتي تطمئنها :
_اهدي اهدي رجعت الحمد الله متقلقيش.
تنهدت براحه متمته بإرتياح كأن ثقل كان علي قلبها:
_ طب الحمد الله ممكن اكلمها
تمتمت ايمان بحرج:
_ هي نايمة دلوقتي يا حبيبتي بكرة باذن الله
تمتمت بسعادة:
_ اوك يا طنط سلام
= سلام يا حبيبتي
انهت المكالمة وتوجهت الي الاسفل حيث يتجمع الجميع بغرفة السفره لتناول العشاء، القت سهيلة عليهم تحية المساء بود ورد الاخرون التحية
تمتم والدها احمد بمرح:
_ تعالي يا حبيبه بابي يلا مستنينك
تمتمت بنبرة لعوبة:
_ انا برده والا مستنين اسر
ابتسمت لها عفاف ابتسامة صفراء متمتمة:
_ اكيد طبعًا مستنين اسر امال هنستناكي انتِ ليه تطلعي ايه انتِ في طبق اليوم
تابعت سهيلة بتهدي. ملتقطه الشوكة التي بحوزتها وهي توجهها نحوها:
_ والله العظيم يا عفاف لو ما احترمتي نفسك معايا لا هعملك بوفتيك واقدمك علي طبق اليوم
صاح بهم الجالس يرأس السفرة ” ابو اسر”:
_بااس مفيش احترام للكبار ايه ناقص تقومو تضربو بعض قدامي
زفرت سهيلة بقوة متمتة بسخط وهي تلقي اللوم علي الاخري:
_يا اونكل مش شايفها هي ال بدات الاول
تمتمت الاخري برقة ودلال مصطنع:
_ انا بهزر معاها يا اونكل بحب اهزر وارخم عليها بس هي ال بتاخد الكلام جد
اخرجت سهيلة بعض الاصوات الساخرة علي طريقتها متمتة:
_رخمة اقسم بالله
صاح بهم مرة اخري بنبرة حازمة:
_بااس اخرصو يلا كلو وكل واحدة تطلع علي اوضتها ومن غير ما اسمع صوت واحدة فيكو بنات اخر زمن
عندما تفوه محمد بهذه الكلمات اخرست كل من سهيلة وعفاف، دلف اسر الي الداخل متمتمًا:
_مساء الخير
رد عليه الجميع بإعتيادية:
_ مساء النور
جلس اسر بجوار سهيلة رافعًا حاجبه متعجبًا من الهدوء الذي يعم علي الجميع منحنيًا علي سهيلة مستفهمًا:
_ هو في ايه ايه السكوت الاوفر ده مش شايف يعني شعر عفاف في ايدك ولا ماسكاها ضارباها
تمتمت من بين اسنانها وهي تغرز شوكتها بصحنها وتنظر للاخري بكُره:
_والله كنت علي وشك اطلع شعرها في ايدي بس الراس الكبيرة اتكلمت وانت طبعا عارف الراس الكبيرة لما بتتكلم الكل ينفذ
اعتدل بجلسته متمتمًا:
_اتاري ساكتة وغلبانة
تمتمت سهيلة بمرح:
_اتاري والا بلاي ستيشن
عقص ثغره متمتمًا بضيق:
_ تصدقي انك رخمة وعيلة قلاشة
تمتمت سهيلة بتلقائية وثقة وهي ترفع يدها امامه بغرور مصطنع:
_طب بذمتك تقدر تعيش يوم من غير ما ارخم عليك
ضرب يدها التي كانت تلوح بها فتأوهت علي اثرها فالتقط خدودها يقرصها متمتمًا:
_ لا طبعًا هو في زي سوسو ورخامة سوسو
تأوهت بألم متمتة من بين تآوهتها:
_ ااه اه خدودي اه
ضحك بصخب علي هيئتها متمتمًا بشماتة:
_احسن عشان تحرمي ترخمي عليا
كانت نظراتها الحارقة تخترقهم والغيرة تعمي عينها وهي تلتقط السكين وتحفر به في صحنها مخرجه صرير مزعج، فتمتمت بميوعة لازعة:
_ اسر ممكن تراجع معايا محاضراتي عشان ورايا امتحانات
ضربته سهيلة علي كتفه بمرح متمتمة:
_ البس يا معلم
وجه نظره تحذيرية ل سهيلة حتي لا تثير الجدال، جعلها تخرص ثم وجه حديثه اللازع الي الاخري:
_ والكلية ال بتروحيها والمحاضرات ال بتحضريها والكورسات ال انتِ بتاخديها دي لازمتها ايه
كانت علي وشك الافصاح والدفاع عن نفسها فقاطعها هو بنبرته الحادة:
_ انا مش فاضي لدلعك ده يا عفاف
ادركت عبير ” ام عفاف” الجو المحتقن فحاولت انقاذ ابنتها متمتمة:
_هي قالت ايه بس يا اسر يا ابني دي عايزاك تفهمها حاجة هي مش فهماها
لم يعير حديثها الموجه اليه اي قيمة وكأنه لم يكن موجهًا اليه ثم وجه حديثه للاخري:
_لو مش فاهمة نحيبلك دكاترة لحد باب القصر يفهموكي لكن انا مش فاضي
تمتم محمود ” ابو عفاف” محاولًا فض الامر حتي لا يتطور اكثر من ذلك
_ خلاص يا عفاف يا بنتِ اسر هيجيبلك دكتور يفهمك ال انتِ مش فاهاماه
تمتمت برجاء ودلال واخذت تتغنج بنبرتها:
_طب وفيها ايه يا اسر لو فهمتني انتَ
اردف اسر وهي ينظر لطبقه متناولًا منه الطعام:
_ مش فاضي ورايا اشغال ومسؤليات
اصبح الصمت حليف المكان بعد جملته الاخيرة لا يظهر الا صوت تخبط ادوات تناول الطعام بالصحون، اعلن اسر بصوته الواضح حيث وقع ذلك الخبر علي اذان الجميع كالمفرقعات التي ستحول هذا الجو الساكن الي ضوضاء عالية :
_انا صحيح عايز اقولكو حاجة، انا قررت هتجوز والفرح الاسبوع الجاي
لحظات مرت علي الجميع من السكون القاتل قطعه صوت والده المنصدم:
_انتَ بتقول ايه !!
تابع اسر محافظًا علي هدوئه الذي كان سيتسبب بجلطة للجميع:
_زي ما قولت لحضرتك انا قررت اتجوز وفرحي الاسبوع الجاي
صدح صوت “عبير” السعيد :
_ وطبعا العروسة
قطعها اسر قبل ان تلفظ بإسم ابنتها:
_لا انا قلت ليكِ ميت مرة ان عفاف زي اختي ومش هتجوزها وبكرة هتروحو تتعرفو علي اهل العروسة
تفوهت عفاف بدون تصديق :
_ انت بتتكلم جد
تفوة بصرامة وحزم :
_ وانا من امتي بهزر معاكي
تحشرج صوتها بالبكاء متمتة بضعف:
_ طب وانا!!
تفوه بلا مبلاة:
انتِ ايه؟!
تفوهت بضعف وانهيار:
_ انا بح….
قطع كلمتها قبل ان تتفوه بها:
_ انا قولتهالك وقولتها لامك قبل كده انك زيك زي اختي ومستحيل اتجوزك
تراجعت بخطواتها للخلف متوجهة الي الخارج قبل ان تنهار تمامًا امامهم وتبعتها والدتها
تمتم والده بحدة:
_هاه لسة في حاجة تانية معملتهاش
هتف اسر به:
_ بابا
قاطعه والده بصرامة:
_بابا ايه !! ده انت ال بابا، حددت خلاص ميعاد فرحك ومن غير ما ترجعلنا من غير ما ترجع لاهلك
تمتم بآسف:
_ انا خلاص يا بابا قررت اتجوز ولقيت الانسانة ال هتجوزها وهكمل حياتي معاها
صاح به بحزم:
_ براحتك بس من هنا ورايح انا مش ابوك وملاكش دعوة بيا
خرج والده من الغرفة بغضب تام،فهتفت حنان “ام اسر” بتشجيع:
_روح يا اسر روح واعتذر منه يلا يا حبيبي واستسمحه
تمتم اسر بهدوء مقبلًا رأسها:
من قبل ما تقولي يا امي انا هروح استسمحه وابوس راسه كمان
في التراس كان يجلس “محمد” شاردًا ممسكًا بالبوم صور فيه صور تجمعه هو واسر
آتي اسر من خلفه مقبلًا رأسه متابعًا بآسف:
_ انا اسف يا بابا بس صدقني غصب عني متزعلش مني انا عمري ما اعرف اتحرك من غيرك انت سندي وضهري في الدنيا
التقط يده مقبلًا إياها، فرت منه دمعة هاربة ثم تابع برجاء:
_ارجوك يا بابا سامحني انا عمري ما هقرر حاجة من غير ما ارجعلك تاني بس ده كان غصب عني مقدرش اعصيلك امر ابدًا يا حبيبي
تمتم “محمد” وهو يشير الي صورة بالالبوم:
_بص شوف الصورة دي، دي اول ما اتعلمت تتمشي كنت تتمشي خطوتين وتقع، في الصورة دي انا كنت ماسكك عشان متقعش وانت بتمشي والصورة دي اول مره تنطق وتقول بابا
انهار اسر مقبلًا رأسه ويده متمتمًا برجاء:
_انا اسف ارجوك سامحني انا ماليش غيرك في الدنيا بحبك اوي يا بابا
تمتم والده بحب:
_ وانا كمان بحبك اوي اوي
هتف اسر بمرح:
_ طب يلا بقا قوم عشان نتعشي
ابتسم له ابتسامة لعوبة:
_ بس مين بقا ال انت اتعلقت بيها بسرعة ووقعتك علي بوزك وعاوز تتجوزها باسرع وقت
ضحك اسر علي لهجة والده متمتمًا:
_ بكرة باذن الله هنروحلهم وتتعرفو عليهم
دلف اسر ووالده الي الداخل حتي يتناولون طعامهم،
بعد الانتهاء من العشاء
««في غرفة اسر»»
طرقت علي الباب بصخب ثم بهدوء واخذت تترك بتفاوت هكذا حتي جاء صوته:
_ ادخلي يا اخرة صبري
دلفت سهيلة الي الداخل
ابعد نظره علي الاوراق موجهًا نظراته اليها متمتمًا:
ايه يا سوسو في ايه
قوست فمها الي الامام بعبوس متمتة:
_ انا مرضيتش اتكلم تحت واعمل شوشرة وانت شوفت الجو كان عامل ايه تحت
رجع بظهره علي الاريكة متمتمًا بنفاذ صبر:
_ هاتي من الاخر
تنفست بضجر متمتمة بلوم:
_ انت ازاي تعمل كده
تفوه بشفافية كأنه لا يعلم مقصدها:
_ عملت ايه
صاحت بحدة:
_ انت هتستعبط
صاح بها بحزم:
_ بت لمي نفسك وانتِ بتتكلمي معايا
توجهت اليه وهي تخطو نحوه بتهديد وهي تجز علي اسنانها:
_ ده انا هنفخك وادبحك واقطعك وهعمل منك شاورما يبقا تحب وتقرر تتجوز وانا اخر من يعلم واعرف زي زيهم ، شكرا اوي متشكرين يا رجولة يبقا تخبي عليا، إخص لا بجد إخص انا لازم ارمي نفسي من علي الكنبة وانتحر، لا… لا قلبي لا يحتمل
ضحك بصخب متمتمًا من بين ضحكاته:
_ هاه خلصتي الفيلم الحمضان بتاعك ده
ضمت شفتاها معًا حتي اصبحو مثل الخط المستقيم وهي تنظر ببلاهة وتفرك رأسها ببلاهة:
_ ايه ده هو انا ادائي وحش اوي كده
اكد علي حديثها متمتمًا:
اوحش مما تتخيلي
تابعت بمرح ومزاح:
_ طب اكدب عليا طويب اكدب عليا ده انت فظيع
تمتم من بين تأففه:
_ بصي انا هاحكيلك علي كل حاجه بس ابعدي عن دماغي دلوقتي لاني دماغي هتتفرتك وعايز انام
صاحت بمزاح وهي ترقع ضحكة ضوت بالغرفة مثل الراقصات:
_ اوبا بقا الحب ولع في الدرة نفسي اعرف مين المتعوسه ال هتتجوزك
تحدث مع نفسه متمتمًا:
_ هي فعلا متعوسة وهتشوف مني ال عمرها ما شافته
اخرجته سهيلة من افكاره متمتمة برجاء:
_ طب احكيلي بسرعة يلا بقا
تمتم اسر بإرهاق محاولا التملص منها:
_احكيلك ايه انا عايز انام سبيني دلوقتي وبكرا اوعدك هوديكي تشوفيها وهقولك كل حاجة
تأففت بوجوم متمتمة:
والله انت رخم
اخذ الوسادة من جانبه قاذفًا اياها بها، فتفاديت الوسادة وهي تخرج له لسانها:
_ ماجتش ماجتش ني ني ني ني
صاح بضجر بها:
تفوهت بوجه عابس وهي تتجه للخارج:
_طب انا هرأف بحالتك وهسيبك بس هتحكيلي بكرة
اومأ لها بتأفف:
_ اوك ممكن تسبيني بقا في حالي
توجهت للخارج تاركة الاخر يستمتع ببعض الهدوء
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية كن لي أبا ) اسم الرواية