رواية الى زوجي العزيز الفصل السابع 7 - بقلم منة محمد
رواية الى زوجي العزيز الفصل السابع 7
"إلى زوجى العزيز"
P: 7
: هاه يا نساوين جاهزين ولا لسه؟
قالها أنس وهو يستند على الباب منتظراً زوجاته
خرجت سلمى وهى تضع احد اطراف الخِمار على احد ذراعيها واقتربت من أنس
سلمى: انا خلصت خد حطلى البروچ دا هنا
واشارت الى المنطقة المطلوبة.. اخذ أنس منها ذالك الدبوس بينما يصرخ على شروق
: وانتى يا زفتة ياللى اسمك شروق خلصتى ولا لس....!
ابتلع أنس باقي حديثه عندما خرجت شروق بفستانها الاكثر من رائع الذي كان باللون الزيتى فاقد الاكمام لا يصل للركبة حتى
صَفر أنس بحرارة فور رؤيتها وقد جحظت عيناه فترك سلمى واتجه الي شروق حتى وقف امامها
: ايه القمر دا
ابتسمت شروق بلطف وهى تدير له ظهرها
: اقفل السوسته الاول بس
وقبل ملامسه أنس لملابس شروق كانت سلمى تقذف بيده بعيدا عن صديقتها
: هو انت بتقفل ايه! هو انت بجد موافق تخرجها بالفستان دا؟
ثم التفتت الى شروق موبخه ايها: وانتى كمان اتجننتى؟ ايه الفستان دا؟ عيب يا شروق دا انتى حتى مسلمة!
ظهرت علامات الضجر على وجه شروق فوضعت يديها على خصرها موجه كلامها الى صديقتها
: وماله الفستان بقي يا حجة سلمى؟
تغيرت ملامح سلمى لتميل للسخرية اكثر: لا مملوش يا مدام شروق هو مش فستان اصلا دا قميص نوم بس
فتحت شروق عينيها فى تفاجأ واحمرت وجنتيها واذنيها من الغضب وردت: لكل مقام مقال يا استاذة يعنى احنا رايحين سهرة شبابية مش ندوة دينية؟
كادت سلمى ان تعطي شروق محاضرة فى الشريعة، ولكن منعها من ذالك أنس الذي وقف بينهم موجها كلامه الى سلمى وهو يداعب وجنتيها فى لطف: سلمى يا حياتى مش وقت خناق احنا خارجين عشان نتبسط زائد كل واحد عنده ثقافة غير التانى يا سلمى واحنا وجبنا ننصح الناس مش ندخل فى شخصياتهم بالاسلوب دا.. كلامى صح؟
زفرت سلمى لتسترخى قليلا حتى هدات وابتسمت وهى تومأ براسها بمعنى(صح.. معاك حق)
فاقترب مقبلا راسها مشيرا اليها لتسبقه الى الخارج: اسبقينى على الجراج يلا
ثم اكمل مشاغبا:بس اوعى حد يعاكسك وانتى رايحه.. وهيبقي معاه حق الصراحة
ردت سلمى ببتسامة واسعة واثقة: ميقدرش
التفتت متجه للخارج ليتبعها صوت أنس مادحا ايها: بطل.. والله كتير عليا
ضحكت بصوت عالى على حديثه وفور سماع انس لصوت غلق الباب التفتت للجهه الأخرى ليري شروق ما زالت على وضعيتها كلتا يديها على خصرها منزعجة مغتاظة
ليأتى دور ظهور ابتسامة انس الاكثر من جذابة وهو يرجع شعرها خلف اذنها بلطف وبدون حديث اقترب منها وحاوطها باحد ذراعيه
: حبيبي زعلان من ايه بس؟
اخفضت عينيها عنه و هو يجزم ان انفاسها تخرج ملتهبة تكاد تنفث النيران بدلا من ثانى اكسيد الكربون!
مد يده الاخري ليرفع راسها ببطئ
ك(حركة رومانسي) وما انا رفعت عينيها عليه حتى انخفضت عينيه الى شفتيها الملطخة باللون الاحمر القاتم و بالكاد مال عليها قليلا حتى ابعدته شروق عنها بعنف شديد ففتح هو عينيه من الصدمه لم تفعل شروق ذالك من قبل لم تنفر منه؟ لم تبعده عنها حتى وان كانت تتمنى؟ لم تبعده عنها حتى أثناء ثورة مرضها؟
وبين نظراته المصدومة من فعلتها ونظرات شروق الملتهبة بالغضب صرخت به: هو فى ايه؟ كل المحن والقرف دا عشان الشيخة ترضي عنك؟ مش مراعي لمشاعرى خالص؟ مبجيش فى بالك لحظة واحدة وانت واقف تتلزق فيها قدامى؟ كل داه ليه هااه؟ هى احسن منى؟ شايف فيها ايه حلو اصلا؟ مش دى الكنت بتقول عليها خام! دلوقتى بقيت بتفضلها عليا؟ طبعاً ما هى العروسة الجديدة
تحولت نظرات أنس من الصدمة الى الضيق من فعلتها لم يكن شعورها الذي يظهر فى كلامها مبرر لفعلتها.. فزفر بضيق فور انتهائها من الحديث وكان فى عقله رداً قاسياً على فعلتها وكلامها ولكنه فضل الصمت فتركها تقف متجها الى الخارج ليؤكد هواجس شروق برد فعله
بينما فى الاسفل كانت سلمى مستنده على السيارة سابحة فى قبل قليل عندما تركها أنس وذهب الى شروق كالمسحور برونقها وجاذبيتها.. ادمع قلب سلمى وهى تُذكر نفسها انها اجمل من شروق ولكن خجلها يمنعها من التباهى بجسدها، انها افضل خُلقا من شروق فهي مختمرة حافظة للقرءان وفى بعض الاحيان داعية اسلامية، انها متميزة دراسيا عن شروق فمعها كلية طب بيطرى بينما شروق حاصلة على تجارة انجلش، انها مسؤلة واكثر التزاما، انها صاحبة عائلة كبيرة معظمها اطباء وضُباط بينما شروق عائلتها بسيطة فوالدها مندوب بشركة صيدلة ووالدتها ربة منزل ومعظم عائلتها يعملون بمهن بسيطة لا تحتاج الى شهادة من الاساس! لماذا فضل شروق واختارها وميزها؟
قطع افكارها صوت حذاء شروق التى تتحامل عليه بغضب وخلفها بخطوتين أنس حتى اقتربى منها
: هو انتوا اتخنقتوا ولا ايه؟
فأجاب أنس ساخرا غاضبا وهو يفتح باب السيارة: لا طبعا.. هو انا ليا حق اتخانق وازعل ما انا ابن *$* معنديش لا دم ولا مشاعر ولا بحس اصلا!
جلست سلمى بجانب أنس، وشروق بالخلف.. صمت شروق كان مريبا فعادة هى لا تصمت هكذا فأدارت سلمى راسها للخلف ملطفة الجو: بس حلو الخلخال دا يا شروق جيباه منين؟
ابتسمت شروق قليلا مرحبة بمحاولة صديقتها بتلطيف الاجواء: من (------).. عجبك بجد؟
اومات سلمى براسها ب(نعم): عاوزة واحد زيه ابقي البسه فى البيت
: خلاص نبقي نروح بعد بكره لو فاضية! كده كده هروح اجيب لبس من هناك
تدخل أنس: مينفعش انا معيش فلوس دلوقتى خالص
ثم نظر الى شروق بالمراه: ومتنسيش القرض الوخده عشان اشطب الشقة التانية
ضمت شروق ما بين حاجبيها بانزعاج: هنستنى قد ايه يعنى عشان اجيب لبس عقبال ما تسدد القرض دا؟
فلتت ابتسامة صغيرة من أنس وهو يخبرها: سنة كده
ارادت شروق ازالة الضيق من بينهم فبادلته الابتسام وهى ترد: وحياة أمك!
لتردد سلمى بتلقائية: الله يرحمها
ليردد الجميع خلفها وعلى وجوههم ابتسامة
كان الصمت هو السائد طوال الطريق فلم يُشغل أنس الاغانى بسبب كره سلمى لها.. ولكن ذالك لم يمنع نظراته التى تتوجه الى شروق فى المرآه كل بضع ثوانى فتبادله شروق نظرات الحب والغرام وبعض اللوم ببتسامة مُحبة فى صمت..
لاحظت سلمى ذالك منذ بداية انطلاقهم فنظرت الى خارج السيارة سابحة فى شعورها بالتعاسة..
اعتقد انى كنت سعيدة اكثر قبل دخولى فى حياتهم، أنس لن يحبنى، هو فقط يحمل حبها فى نفسه! نعم فى نفسه كل شئ به ينطق بحبه لها نظراته انفاسه حركاته، اظن ان قلبه ايضا ينبض لأجلها.
توقفت السيارة بعد نصف ساعة تقريباً أمام أحد المنازل الراقية.. لتفتح سلمى فور نزولها من العربية عينيها من الصدمه: هو دا كله بيت؟ الله اكبر. ما شاء الله.
ضربتها شروق بخفة على ذراعها: اومال لو شوفتى قصر هتعملى ايه؟ دى حته فيلا
ابتسمت سلمى: بس حلوة
لتوافقها شروق: تحفة
ابتسم لهم أنس وهو يخبرهم: ان شاء الله بكره لما يبقي معايا مبلغ وقدره هفتح مشروعى الخاص واكسب منه ونجيب فيلا زى دي ويمكن احسن
ضغطت سلمى على يده داعمة اياه: ان شاء الله يا حبيبي ربنا يقدملك اللى فيه الخير
ظهرت منه ابتسامة سعيدة بكون سلمى لقبته ب(حبيبي)
وما هى سوى لحظة حتى التفت الى شروق متمنيا الا تكون سمعتهم وحمد الله فى سره عندما وجدها تتفقد المكان حولها فنادى عليها لتتبعه
: يلي يا شروق احنا already متأخرين ع الناس
اتبعته شروق ببتسامة سعيدة بعد ان امسكت بذراع سلمى واخذ الاثنين يتهامسان
وفور دخولهم الى ملتقي الاصدقاء بالحديقة اتجه شخص ما مهللاً
: اخيرا البشمهندش أنس جه يا راجل دا انا فكرتك مش هتيج...
قطع كلام الرجل عطسته التى جائت على فجأة لتظهر فوراً علامات التقزز على وجه شروق ثم همست لسملى
: هرَجع يا سلمى
وزادت علامات التقزز على وجهها اكثر عندما احتضن المجهول زوجها مربطا على قميصه مقبلا اياه من الجهتين.. ثم اتجه اليهم مقدما نفسه باحترام: معاكم المقدم زيدان نورتوا الفيلا
قال كلماته فى لطف وهو يقدم يده لمصافحه سلمى ولكنها ابتسمت له بسماجة مجيبة: وانا سلمى المدام التانية لبشمهندس أنس ومش بسلم!
ارجع المقدم زيدان يده فى احراج راسما على وجهه نفس الابتسامة السمجة التابعة لسلمى وهو يخبرها : باين طبعا
ثم توجه الى شروق ببتسامة واسعة اكثر وهو يراها ومد يده لمصافحتها: انا نفس المقدم زيدان الكان بيسلم على دُرتك من شوية واكيد انتى مراته الاولانيه بقي
نظرت شروق بتردد كبير الى يده الممدودة.، تارة تنظر الى أنس الذي يقف بقلق وهو ينتظر رد فعلها، ثم تنظر الى سلمى التى تنظر الى زيدان بضيق فيبدو انها لم ترتح له اطلاقا ، ثم تعود للنظر الى يد زيدان وسحبت نفس قوى مردفة: انا كمان مش بسلم
•تابع الفصل التالي "رواية الى زوجي العزيز" اضغط على اسم الرواية