رواية الى زوجي العزيز الفصل الثامن 8 - بقلم منة محمد
رواية الى زوجي العزيز الفصل الثامن 8
إلى زوجى العزيز"
P: 8
: انا كمان مش بسلم
قالتها شروق بعد تردد فضحك ع اثرها زيدان بتعجب وإحراج، وليقلل أنس من ذالك الموقف المحرج ضحك هو الاخر لتضحك سلمى لتقلل من الجو الحرج ثم ضحكت شروق لضحكهم وهى تتسأل"لماذا الضَحك؟ "
اتجهه باقي رفقاء أنس الى السيدتين ليقوموا بتقديم انفسهم وللترحيب..
واثناء حفل الشواء كان الجميع منشغل حتى شروق تتحدث مع سلمى حتى نادى انس على سلمى لتتجه اليه ويعرفها الى بعض زملائه بالعمل التى كانت شروق تعرفهم من قبل..
دارت شروق بعينيها فى الأرجاء حتى وجدت مكان خالى تقريباً فذهبت اليه وحدها.. استندت على جدار الفيلا الخارجى وهى شارده أسفل قدمها
flash back
تحدث أنس بعصبية متوتراً: يعنى أيه ماتت انتى بتقولى ايه يا روان!
أخبرته أخت شروق بالرضاعة"روان" وهى تبكى حزناً على حال أختها وموت صغيرتها صاحبة الاربع اعوام الملائكية: مايا ماتت يا أنس وشروق منهارة ومحتاجاك جنبها.. هتنزل أمتى؟
جلس أنس على أقرب مقعد قابله بمنزله بالإمارات فاقداً القدرة على الاستيعاب.. تذرف عينيه دموع لم يكن يعلم أنها موجودة..
أغلقت روان الاتصال بعدما سمعت بكائه وعادت لمساندة أختها وحيدتها..
عاد أنس باليوم التالى لمنزله على أرض الوطن وجهه شاحب اسود، ملامحه باهته، عينيه محمره، يلبس الاسود
قطع مدة كبيرة ليستطيع الدخول لغرفة شروق بعد كلمات التعازى التافهه. وجدها غارقة بحزنها تبكى وبجانبها والدتها وأختها استأذن خروجهما لبعض الوقت وفور خروجهما اتجهه يجلس على السرير يحتضن شروق واضعاً رأسها على صدره بينما زاد بكائها وهى تخبره بأنفاس مقطوعة
: أنا السبب
أخذت ترددها عده مرات وبكل مره يضمها إلى صدره أكثر حتى لفت انتباهه قولها
: ازاى دا حصل.. دى لحظه واحده سبتها فى البانيو لحظة.. ازا...
قطع كلماتها المصدومة ابتعاد أنس عنها وهو يمسك ذراعها بقوة كانت ستؤلمها لو لم يكن ما بها أقصي آلم
: انتى بتقولى ايه؟ مايا بنتى ماتت غرقانة؟
أغمضت شروق عينيها تبكى دماً وهى تخبره بصوت هامس متقطع وقد كانت كلمتها كسكين مسموم يقطع قلبيهما معاً
: متكهربة
من هول الصدمة التى كان أنس بها جحظت عينينه و الدموع تتسابق فى الهطول..
بكت سلمى أكثر وهى تخبره آسفة
: مكنش قصدى؟ دى غلطتى؟
ثم جحظت عينيها وهى تُكمل بغير تصديق ودموعها تسبقها
: كل ما افتكر شكلها وهى متخشبة وصرخها بموت.. مقدرتش أعملها حاجة.. كانت قدامى ومقدرتش اعمل حاجة
بالخارج كانت" روان "تضع أذنها على الباب تسمع حديث" شروق"وهى تضرب على وجهها وتلوي فمها يميناً ويساراً
: هتطلقى يا شروق يخربيتك
قالت كلماتها وهى تسمعهم مرة آخرى
بالداخل كانت شروق فاقدة لعقلها
: يعنى ايه ماتت؟ يعنى مش هبقي ماما تانى خلاص؟
أقتحمت والدتها الغرفة بتهور وتوتر ملحوظ
: آسفةدخلت من غير استأذن.. انت جاى من السفر تعبان.. هاخد شروق ونسيبك ترتاح
قالت كلماتها وهى تسحب شروق خارجاً بينما الأخيرة تبكي بانهيار.. وقف أنس ممسكاً بيد شروق بضيق وعصبية لم تكن من خصاله يوماً
: يعنى ايه مش هتبقي ماما تانى؟
قالها باستفهام بعدما جذبته كلمتها.. فأخذت أم شروق يديها قائلة بكلمات رزينة وعلى وجهها أثر التوتر
: يحبيبي بتقول اى كلام الصدمة وخداها
أبعدت شروق يد والدتها عنها بهياج وبكاء هستيري وهى تحرك رأسها سريعاً رافضة حديثها
: لا يا ماما لا.. كفاية كدب أنا مبقتش مستحملة
نظرت إلى أنس وهى تخبره ببكاء
: انا ربنا عقبنى بموت بنتى بسبب كدبي الفترة دى كلها.. أنا اتبرعت بالرحم بعد ما خلفت مايا وانت سفرت
back
أجفلت شروق من شرودها على مواء قط على سور الحديقة
مسحت دموعها بمنديل من حقيبتها، ثم جلست على الأرض تبكى مرة أخرى بشهقات خانقة تتذكر ابنتها الجميلة صاحبة الملامح الملائكية التى لم ترى بجمالها حتى الآن.. مالكة العيون الفيروزية والشعر الأحمر والبشرة السوداء الذهبية.. قد كانت طفرة بعائلتها وببلدلها كلها.. كانت غالية أمها وماسة ابيها.. رحلت كما رحلت معها أمومة شروق.. لم يكن لها مكان على الأرض،فالأرض غير مؤهلة لتحمل الملائكة!
أكملت شروق رحلة جلد الذات خاصتها
خسرت أصدقائى، امومتى، طفلتى، وزوجى، وعائلتى.. ماذا أريد أنا الآن؟ماذا أود أن أخسر أكثر من ذالك ؟ ماذا بقي لي من الأساس لأخسره! لقد خسرت كل شئ مايا؟ ماما خسرت كل شئ حتى انتِ عزيزتى.
هتفت سلمى بانزعاج بعدما لاحظت انشغال أنس بهاتفه: هو انت معايا يا أنس؟
نظر لها أنس فوراً: اه يا يحياتى معاكى
هدات سلمى قليلا: طب ايه رايك فالانا قولته
انزعج أنس ولكنه اضطر للرد: حاضر يا سلمى نبقي نتكلم ف الموضوع دا لما نروح ان شاء الله.. هو انهاردة يوم مين؟
اجابت سلمى فورا: يومى
نظر أنس بعيون سلمى مباشرة ثم اخبرها: بس انا لو وفقت اعرفي انك ضغطه عليا اوى يا سلمى انا مش هقدر على فلوس شقة للايجار مع الشقة البتتشطب مع مصاريف الشقة دى كمان! دا انا حته مهندس!
كادت سلمى أن تتحدث إلى ان اشار لها أنس ان تصمت بعدما وضع الهاتف على اذنه يتحدث مع أحدهم مبتعدا عن الضجيج..
بعد انهاء مكالمته لاحظ جلوس شروق منعزلة عن الجميع وهذا ليس من عادتها فاتجهه اليها منادياً
افاقت تلك المرة على صوت أنس يناديها وهو يتجهه إليها.. فوقفت ماسحة دموعها قائلة وهى تتجه لباب الخروج
: يالا عشان تروحنى
وقف أنس متعجباً حالها فلم ينتبه لنفسه الا عندما وضعت سلمى يدها على كتفه : شروق مشيت من غير ما ترد على حد! هو حصل حاجة؟
رفع أنس أكتافه دلاله على عدم علمه وأخذ يد سلمى مودعين أصحابه ثم خرجوا
أدار أنس رأسه لشروق الجالسة بالكراسي الخلفية من السيارة: انتى كويسة؟
: هبقي تمام
انطلق أنس عائدا لمنزله بينما كانت شروق تنظر الى الطريق بشرود
flash back
: لو عملتى البتفكرى فيه يا شروق لا انتى بنتى ولا اعرفك.. مش بعد كل الأنا بعمله عشانك والخطط دى كلها هتخلى واحدة تيجى تخده منك.. لا وبمزاجك يا خايبة
قالت شروق ببرود ظاهر وغضب مُبطن: فليكن.. موقعاه بخطط وهخلى يسبنى مبقتش عاوزاه.. دا بارد
نظرت لها والدتها نظرة جانبية وابتسامة خبيثة: وقعتى على حد غيره؟طب مين؟ عشان كده عاوزة تجوزيه عشان ينشغل عنك؟!
ثم أضافت بحماس: هخططلك ازاى توقعى الجديد عقبال ما تطلقي من الواد داه؟ وبالنص ع الجديد
ابتسمت شروق بتسلية: لا معدتش بالنص.. الجديد طلعتى لوحدى
ردت والدتها بضيق: طماعة زى ابوكى.. ثم ابتسمت صائحة: تربيتى
قالت شروق وهى تدفع والدتها خارج الغرفة: متسبيتى يا ماما امخمخ برحاتى.
خرجت والدتها ضاحكه وبعدها اغلقت الباب فتنهدت شروق براحة وهى مسترخية فى غرفتها بمنزل والدتها ثم تحدثت وعينها تلمع بخبث: يوسف
back
افاقت شروق بعد وصولهم لبيتها فاتجهت لغرفتها بسرعة وهى تصيح ليسمعها أنس وسلمى: مش هاكل محدش يدخل عليا..
شروق: ألو.. فكرت فعرضي؟
أجابها يوسف مبتسماً وهو يقود سيارته عائداً لفيلته: عندى شرط
ظهرت ابتسامة جانبية ع وجه شروق: امم.. ايه هو؟
رد يوسف ببساطة: أعرف انتى مين؟ معرفتش صوتك مع اننا بنتكلم بقالنا أكتر من شهرين
ضحكت شروق بصوت مرتفع تعرف مدى تأثيره على الطرف الآخر ثم اجابت بهدوء مصطنعة انها تحاول بذل مجهود لإخماد ضحكتها: اهو عشان كده مش هتشوفنى
قال يوسف وهو يحاول جاهدا التحكم فى دقات قلبه المرتفعه: مريهان؟
ضحكت شروق قائلا برقة مصطنعه: تؤتؤ
ضرب يوسف على مقود سيارته الذي أصدر صوتاً: المرة الجاية هخمن صح ان شاء الله!
: هعتبر انك موافق على عرضي.. الورق هتلقيه بكره الصبح ع مكتبك فى الشركة؟
صاح يوسف متعجباً: وكمان عارفة الشركة.. دا انتى كنتى حد مُقرب بقي أو من الشركة!
ابتسمت شروق مودعة: باي يا يوسف
قال يوسف مسرعاً: متقفليش الفون زى كل مرة.. هحتاج اكلمك.. الفترة الجاية صعبة عليا
ابعدت شروق الهاتف عنها صائحه: ياس.. ياس.. هو دا
ثم قربت الهاتف مرة اخرى بهدوء وتحدثت برزانه: خير؟
رد بضيق: رقية بقت لا تُطاق فأخدت قرار الانفصال مش ناقص بس غير انى اوجهها
قالت شروق باندهاش مصطنع: يعينى.. اوعى تقول ان ظهورى سبب ف داه؟
رد مسرعا: لا بالعكس انتى خلتينى اعرف قد ايه هى مش منسبانى وعمرنا ما كنا شبه بعض
احتدت عيني شروق لحظة واصابهما البرود وهى تتذكر قوله لها هذا الحديث من قبل: ولقيت المنسباك على كده؟
رد متحمسا: اه.. انتى.. لو معندكيش مانع نتقابل فى اقرب فرصة وندى لعلاقتنا فرصة يمكن؟
ظل حديثهما لعدة دقائق إلى ان اغلقت شروق هاتفها وجلست على مكتبها تنظر لصورة يوسف أمامها وزوجته رقية وابتسمت قائلة لرقية بعقلها: اديتك فرصة عشان نرجع صحاب بس انتى رفضتيها عشان جوزك المصون وأديه مطلعش يا مصون يا رقية شوفتى بقي..
ثم القت النظر لصورة يوسف بخبث: سورى يا يوسف.. كنت عقبة ذكية ومازلت ودا نوعى المفضل
جمعت تلك الصور ووضعتهم بخزانتها ثم جلست على مكتبها مرة أخرى ناظرة لصورتها مع أنس على المكتب ولكن تركيزها منحط على أنس: وانت بقي يا سي لزقة هنخلص منك ازاى؟
•تابع الفصل التالي "رواية الى زوجي العزيز" اضغط على اسم الرواية