رواية ليلى الفصل الثامن 8 - بقلم حنان عبد العزيز
رواية ليلى الفصل الثامن
ليلى 8
: للأسف يا سحر خسرنا الجنين
نظرت اليه بصدمه ودموع وهى تحيط بطنها بخوف: لا لا انت بتضحك عليا لا لا انا مخسرتش ابنى لا انت بتكذب عليا
اتجه اليها بسرعه وهو يحيطها بحنان ويربط على ظهرها بحزن: خلاص اهدى يا سحر الحمد لله انك طلعتى سليمه وان شاء الله ربنا هيعوضنا مكانه خير
اخذت تبكى بشده وهى تهتف بدموع: دا أكيد ذنب يذيد أكيد دا تمن كسره قلبه بايديا ربنا مرضاش يكملى ويخلينى اشوف ابنى على وش الدنيا
نفخ بضيق وهى بين احضانه ليهتف بضيق: دى ملهاش علاقه يا سحر يذيد كان يستاهل كده ولو لف الدنيا مش هيلاقى الى يعوضه عنك ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى
هزت رأسها بنفى ودموع بصمت وهى بين احضانه وتبكى بمراره على فقدان ابنها الأول من حبها الحقيقى
بينما هو يربط على ظهرها بهدوؤ بينما يحدث نفسه بضيق: معلش يا سحر كان لازم نخلص من الى فى بطنك دا الى اول ما هيظهر محدش هيتأذى غيرى لازم تختفى خالص الفتره دى لحد ما أعرف هعمل اي معاكى...
صرختها التى ملأت السرايا بشده ليسمعها يزيد من الاسفل فى الجنينه ليهتف بخوف: ليلى
ليتجه بسرعه الريح الى الأعلى وهو يكاد يتخطى درجات السلم من سرعته الهوجاء ليدلف الى الغرفه سريعا وهو يراها تجلس على السرير وتبكى بدموع وتنظر امامها بفزع، اقترب منها بخوف: فى اي يا ليلى عم تصرخى لي
نظرت اليه بخوف وهى تهتفت بتقطع: ك.. كان هنا ف.. فى فى حد كان فى الاوضه وحط ايده على بوقى كان.. كان بيخنقنى يا يزيد انا خايفه اوى
اقترب منها بقلق وهو يجلس بجانبها ويربط على ظهرها بهدوؤ: دا اكيد كان كابوس محدش دخل السرايا ولا الاوضه حتى بصى باب البلكونه لساته مقفول كيف ما كان
القت نظرها سريعا على البلكونه لتجدها مغلقه فعلا من الداخل لتنظر اليه بدموع: يعنى كان كابوس صح
ربط على شعرها بحنو: ايوه كان كابوس والحمد لله عدا اجعدى نامى اكده واجرى ايه الكرسى وهتنامى مرتاحه
هزت راسها بنفى ودموع: لا انا خايفه يا يزيد خليك معايا هنا نام هنا وانا مش هزعجك والله
تامل رعبها الواضح يبدو انها مرت بالكثير من الاحداث المخيفه اليوم لن يأتى هو ويكملها، تنهد باستسلام وهو يمددها على السرير ويهتف بهدوؤ: نامى يا ليلى انا معاكى اهو
لتهز راسها بهدوؤ ليتجه الى الطرف الاخر للسرير ويتمدد بجانبها، بينما هى تنهدت براحه فكل ما تريده الان ان تشعر بالأمان ولا تريد ان يتركها يذيد فهى بعد كل ما مرت به اليوم لن تشعر بالأمان الا بوجوده
اغمضت عيونها مستسلمه للنوم بينما هو القى عيونه عليها ليطمأن من حالتها لينام على جنبه وهو يستند براسه على يده ويتأمل وجهها الملائكى وهى تنام ليلاحظ شعرها الاسود المفرود حولها ليمد يده ويمسك خصله بيد يديه وهو يبتسم بهدوؤ عندما شم منه رائحه الياسمين وتذكر انها كانت اول رائحه اشتمها من سحر عندما كانت صغيره ولكن عندما كبرت اصبحت تستخدم رائحه اخرى، ليتنهد بحزن وهو يهتف بخفوت: لما كانت اصغيره كانت كل حاجه حلوه فيها بس لما كبرت اتغيرت بس جلبى فضل متشعلج بيها
ليغمض عيونه باستسلام ليغفى بجانبها بهدوؤ......
فى صباح يوم جديد
جلس الجد على راس السفره وبجانبه سيف حفيده اخو يزيد وبجانبهم سيده لينظر الجد الى سيده بجمود: وكيفها ليلى يا سيده بتعامليها زين
نظرت اليه سيده بتوتر: وه واعملها عفش لي بس يا عمى دى مهما كان مرت ولدى وبنت سلفى الله يرحمه
تنهد الجد بهدوؤ ليهتف بصرامه: ليلى مكانتها زادت والى يمسها بضرر كأنه مسنى وكفايه ان هى الى محافظه على سمعه العيله ولولاها كنا زمانا سيره فى خشم الى يسوى والى ميسواش
هتفت سيده بغيظ: ما اختها الى هربت كان لازم تصلح الى هببتته ويا عالم يا عمى
هتف الجد بصرامه: سيده اجفلى خشمك ليلى مكنتش مجبوره تكمل فى الجوازه دى وتطيعك وتشغليها خدامه وتسكت كومان
هتفت سيده بتوتر: يا عمى انا....
قاطعها بغضب: مفكرانى نايم على ودنى ايام لع يا سيده فوجى انا سيبتك الايام الى فاتت بحسبك بتشغليها طبيعى وبتعلميها لكن الى سمعته انك مخلياها لشغل السرايا كلاتتها الزمى حدودك يا سيده مع ليلى واخر مره هحذرك فهمانى يا بت عبد الحميد
هتفت سيده بغيظ: فهماك يا عمى
ثم نادت بغضب: بت يا هنييه انتى يا زفته يالى اسمك هنيه
اتت اليها الخادمه مسرعه: ايوه يا ستى اؤمرينى
هتفت سيده بغضب: روحى صحى يزيد يوفطر هو ومرته
اومأت هنيه: اوامرك يا ستى
هتف سيف الى جده: انا بفكر يا جدى اعمل شغلى كلاته فى القاهره ويبجا يزيد هنا وانا هناك
هتف الجد بهدوؤ: لع يزيد هيسافر القاهره كام يوم ولما يعاود بالسلامه تبجا تروح بس متعوجش زى المره السابجه
ابتسم سيف باحراج: حاضر يا جدى
نظرت اليه سيده بفرحه: حساك هتفرحنا جريب يا جلب امك شوفتلك عروسه ولا اي
حك انفه بحرج: والله يا اما حاجه شبهه اكده اوعدك اول ما اتاكد من نيتها هاخدكم ونطلبها طوالى
هتفت سيده بفرحه: ربنا يتمملك على خير يا ولدى، ثم اكملت بتهكم: تجيبلنا واحده متربيه زينه كده ومتوطيش راسك وسط الخلج
هتف الجد بغضب: سيده
قالت بغيظ وهى تدس قطعه الفطير بفمها: خلاص اتكتمت خالص اهو يا عمى..
صعدت هنيه الى الاعلى سريعا الى الغرفه وهى تقوم بالدق على باب الغرفه بخفوت حتى لا يغضب يزيد عليها...
فتحت هى عيونها بضيق من صوت الباب لتضع يدها على وجهها ثوانى وفتحت عيونها باستغراب وهى لا تسطيع تحريك يدها لتجد نفسها محاصره بين احضان يزيد لتتوج عيونها عليه وهى تمررها بخفوت على ملامح وجهه لتتنهد بهدوؤ وهى تمد يدها وترجع بعض خصلات شعره الى الخلف بهدزؤ لتهتف بخفوت: ااخ يا يزيد النصيب دا غلاب اوى
ليزداد الخبط على الباب لتشعر هى بحركته انه يستفيق لتغمض عيونها سريعا وتندثر داخل احضانه تخفى وجهها مصطنعه النوم
ليفتح عيونه بضيق من خبط الباب لينظر بين يديه ليجدها داخل احضانه وتنام على ذراعه ليمرر يده على شعرها ويهتف بصوت متحشرج من النوم هادئ: ليلى جومى يلا
لتخرج راسها من داخل احضانه وتنظر اليه بعيون ناعسه ليظلوا على وضعهم لدقائق وهو يتأمل كتله الجمال التى يراها امامه بعيونه الناعسه الخضراء التى تجذبك وهى تائهه بين قهوتى عيناه ليقترب منها يزيد ببطء حتى وصل الى مستوى شفتيها وكاد ان يقترب منها اكثر لكن صوت الخبط الشديد الذى افزعهم الاثنين ليبتعدوا عن بعض سريعا...
ليقف بتوتر وهو يتمالك مشاعره ليتجه نحو الباب ليرى الطارق بينما هى كانت تجلس على السرير بخجل من لحظه الضعف التى اتتها امامه فلتحمد الله انه لم يكتمل لتتجه سريعا الى الحمام بخجل قبل ان يعود ويراها مره اخرى....
بعد وقت نزلوا الاثنين الى الاسفل حيث السفره تجمع الجميع للفطار لتجلس ليلى بجانب يزيد الذى يجلس بجانب الجد الذى يتراس المائده بينما تتتحاشى النظر الى سيده حتى لاتتذكر ما حدث بها امس
ليهتف الجد بحنان: كيفك يا ليلى يا بتى زينه
هزت ليلى رأسها بخفوت: ايوه يا جدو الحمد لله، حمد الله على سلامتك
هتف سيف بمرح: ومفيش حمد الله بالسلامه يا سيف ولا اي دا انا واد عمك يعنى
ابتسمت بخفه: حمد الله هلى السلامه يا سيف
ابتسم الاخر بمرح: الله يسلمك يا ليلى الاهتمام مبينطلبش كيف ما انتى داريه زين يعنى
ضحكت بخفه عقب كلماته، ليضع يذيد الاكل امامها بصرامه وهو يرمقها بجمود ليهتف لها بخفوت غاضب: كلى وبطلى مساخه مع واد عمك
لتعقد حاجبيها بغيظ وهى تبتسم بداخلها على تصرفاته حتى لو كان مجبور عليها ولكن يظل الدماء الصعيدى والغيره هى حليفته فالامس وقف بجانبها حتى لا يمس اى احد منها بسوء واليوم يغار عليها من ضحكاتها مع اخيه لتقوق على حديث الجد بجمود: حضر شنطك انت ومرتك هتددلوا مصر تجعدوا هناك يومين
عقد يزيد حاجبه: لي يا جدى فى مشاكل فى الشغل الى هناك
تنهد الجد بهدوؤ: لع الامور مستقره بس عايزك انت وليلى تبعدوا عن حديت البلد اليومين دول وبالمره ليلى تشوف شغلها فى الجامعه وهترسى على اي هتنجل اهنى ولا اي
ابتسمت ليلى بفرح: انا كنت عايزه اكلمك فى كده فعلاً يا جدو انى لازم اروح الجامعه اشوف ورقى وحاجتى وكده
ثم نظرت الى يزيد تترجاه بعيونها ان يوافق فهى بالفعل تريد الابتعاد عن هنا خاصه والدته فاعصابها ستنهار اذا دلت تفكر فى احداث امس تكرارا، ليستقبل نظراتها بهدوؤ وهو يفكر بها نعم يفكر بحالها فبالتأكيد تريد الابتعاد لتلقى راحه اكبر ليهتف بهدوؤ: ماشى يا جدى هنسافر الليله ان شاء الله
نظرت اليه بفرحه شديد فشلت فى اخفائها بينما هو ابتسم لها بهدوء ليعاود يكمل طعامه........
كانت تستند براسها على العربيه بالتاكسى الذى استقلته من المشفى وهى تضع يدها على بطنها الفارغه ودموعها تهتف بحزن: معقول دا يكون اشاره من ربنا علشان اعدل حياتى بعد الى ظلمته ليزيد
تنهدت بحيره لتمر بعيونها على الطريق ثوانى وفتحت عيونها بصدمه ودموع بالعربيه التى تسير بجانبها: يزيد!!!
حنان عبد العزيز
•تابع الفصل التالي "رواية ليلى" اضغط على اسم الرواية