رواية غزال الصعيد كاملة بقلم روان محمد صقر عبر مدونة دليل الروايات
رواية غزال الصعيد الفصل العاشر الاخير 10
: أخوك يا زين بيه أخذ الجث..ة عشان يدفن…ها من جيمة نص ساعة أكده …
اتنفض جسد زين بصدمة ونظر لطبيب بقوة والتقط ياقة البالطو الخاص به وتنهد بقوة : راح فين بالضبط وإلا وربى اجفلك المستشفى دى واجلبها عليها واطيها
حاول الطبيب أن يتملص من يد زين : هملنى يا زين بيه هملنى وأنا هجولك على حاجه بس هملنى هموت فى يدك ليبعد يديه عنه بضيق : جولى يلا يا شاطر اخدها وراح فين …
أخذه الطبيب إلى الاستقبال الخاص بالمشفى حتى يعرف منهم مكان تلك الغزال بالتحديد ليردف الموظف الخاص بالاستقبال : محمد بيه أخذ الجث …ة وراح عشان يدفن….ها فى مقابر الصعيد بس وضع وجهه فى الارض من شدة الحزن والحسرة ليكمل بخوف وهو يتعرق ليمسكه زين من تلاتيب ملابسه ويقربه منه بقسوة : انطق يا اما هطلع روحك فى يدي يا ولد المح…روق أنت
رد ذلك الموظف بتلعثم وخوف : بس أنا جصدى أنى اتحدت مع عربية الإسعاف اللى خرجت وياه مع الجث….ة لأنه أتأخر كتير رد عليا السواق وقالى أنهم مرحوش المقابر زى ما جال لما خد الجث…..ة من هنيه يا زين بيه أكمل حديثة وهو يفرك فى يديه من شدة الخوف الممزوج بالتوتر : محمد بيه أخذ الجث….ة وراح عند الدجال اللى جاعد فى بيت كيف الجبر بس لما سأله السواق ليه جاين هنيه رد عليه محمد بيه : أن مش شغلك يا كبرنا ……
وفى ظل ذلك الحديث لما يخلو ملامح ووجه ذلك الزين من الخوف والتوتر فأخذ يصك على أسنانه بغيظ شديد ليطلق صرخة قوية مناديًا بإسمها فى العلن ليسمع بها كل أرجاء الصعيد حتى الأجنة في بطون أمهاتهم ………
: انتى كيف تجيبها هنيه دلوجتى يا كبرنا
نظر له الآخر بشر ممزوج ببعض الشماته: لازم نخلص اللى عملنه اليوم النهاردة هتكون اخر ليله ليها على الحياة هى واخوى زين وأول ليلة ليا على كرسى كبير الصعيد …
نظر الآخر له بشر وخبث : يبجى لازم نجيب أطر أخوك زين أخرج الآخر شئ من الجيب الخاص بعباءته ولم تكن سوا عمامه زين الخاصة ليعطيها للذلك الدجال ويبدأ فى وضع البخور فى القِدر الموضوع أمامه وبدأ يردف بالعديد من الكلمات الغير مفهومة وهو يضع جسد تلك المكلومة أمامه أما محمد فهو واقف لايتحرك ساكنًا كل ما يشغل فكره العُمودية والمنصب ذلك كل شئ
بالنسبة له ليتوقف كل شئ بقدوم ذلك الزين ولكنه لم يأتى بمفرده رافقه مسالم وام غزال بعدما علموا بما حدث لابنتهم وأين هى الآن وأمه التي عرف أنها وراء جزء من تلك اللعبة الدنيئة أو بالأحرى كان يعلم منذ البداية فأبوه قبل وفاته حذره من أمه وأفعالها فبرغم طبيعته إلا أن نقطة الشر المخبئه بداخلها اكبر منها بكثير ليدلف كل هؤلاء إلى داخل ذلك الكوخ الخاص بالدجال لتبدأ حرب لا نعلم أيهما سيربح هل الحب أو الشر ؟!
صعق محمد عندما رأى أخيه زين قادمًا إليه من بعيد ليضرب محمد ذلك الدجال على رأسه محاولًا أن يدخل فى حالة اغماء أخذ يضرب فيه محمد وهو يردف بكلمات تنُم على أنه كان ينقذ تلك الغزال من بين يدي ذلك الدجال : يا ابن ….. كنت عايز تعمل فيها أى وبمجرد أن دخل زين حتى أوقفه عما يفعله بلكمة أطاحت به أرضًا ليغمى عليه هو الآخر ظل وقف زين واقف لعدة دقائق يستعيد فيها قوته وهيبته ليردف لتلك الواقفة أمامه وهى تبكى وتتحسر على حياتها وعلى ولديها وعلى خسرتها لهم بتلك الطريقة : يا امه قالها بتلعثم وكأن فمه لايرغب حتى بردف تلك الكلمة ليكمل حديثة : فوقى ولدك يا امه ومش عايزه اشوف وشكم تانى مش ولدك عايز كرسى كبير الصعيد يأخده أنا ههمل الدنيا واصل اعتبرونى مو…ت سقطت على الأرض بقلة حيلة وضعف ليكمل زين حديثة القاسي : ليه عملتوا أكده فيا يا امه ليه ؟؟؟
ركع أمامها بشرود وتنهد بأمان : ليه مو…تِ جلب زين ياأم زين حرجتى قلب ولدك زين يا أمه أشار على قلبه وأخذه يضربه بكفه : قلبي ما…ت يا امه نظرت له الأخرى بشفقه وهى تردف له بالعديد من النظرات لتتنهد بتوتر وتنظر لام غزال : هى
السبب البومه اللى واجفة هنيه هى السبب هى اللى خليتنى أمشى فى طريج الشيطان رمقت زين بنظرة قوية ومؤلمة واكملت حديثها بحرقة اكبر : كنت عايزنى أعمل أى لما اعرف أنى جوزى عم يحب حرمة تانيه غيرى ولما اعرف أنها متفقة مع دجال عشان تمو…ته وتأخذ الحلاوة بس انا سبجتها واتفقت معه أنه يجتلها ويدفنها بس معرفش مين صحها من جبرها تانى يا ولدى نظر لها زين بشر وهو يركع أمامها : أنا يا امه اللى صحتها من جبرها نظرت له و أكملت بغل والشر : كنت عايزنى أعمل أى وأنا شايفاك بتتجرب من بتها كومان وعايز تتجوزها لدرجة أنك عملتلها عمل لأجل تكون ليك وحدك وما توافجش على راجل غيرك ضحكت على تلك المصيبة التى أوقعت فيها نفسها وولديها لتنظر إلى زين بأبتسامة خبيثة وردفت بشر وخبث : بس أنا جلبت العمل عليك يا ولدى زى ما جلبته على أمها أكده ركبتها جن خليتها تبيع روحها للشيطان والدجال جالك أنه عملك عمل حتى تتجرب منيك بس مش أكده يا ولدى اللى حصل أنه كان عمل سفلى معمول بالمنع عنك وأنك كل ما تجرب منك خطوة تتعذبجصدها عشر أضعاف واهو زى ما انت شايف بتت..عذب ولسه ه…تتعذب بت مسالم مش هتعيش سعيدة طول عمرها يا ولدى أكملت بشر اكبر : كانت فكره أنها بتضحى بحياتها فى سبيل أن الدجال ما يعملكش العمل بس لتنظر إلى أم غزال التى وبمجرد أن دلفت لذلك الكوخ حتى اخذت أبنتها فى أحضانها وهى تقرأ عليها بعض آيات القرآن الكريم وذهب مسالم لقبر من قبور الصعيد وانتشل منه شئ ولكنه فعل ذلك بأمر من زين الصعيد ليأتى به فى سرعة البرق ويضعه فى ايد زين وبمجرد أن استوعب زين ذلك الشئ الملفوف فى يديه حتى حمل غزال وراح بها لأقرب شيخ ليقرأ على رأسها القرآن فهو يعرف أنه الشافى المعافى من كل ذلك وصل زين إلى ذلك الشيخ ووضع تلك الغزال أمامه ليقرأ عليها بعض آيات القرآن ليستوعب ما يوجد فى يديه ليعطيه للشيخ وبمجرد أن وقع نظر الشيخ عليه حتى نظر له بخوف : أى ده يا ولدى ده عمل هز زين رأسه بإيجاب : ايوة يا شيخنا ولازم نفُك دلوجت غزال هتروح من بين يدي
نظر له الشيخ بقلة حيلة وطلب منه تركه بمفرده معها ولكن زين أصر على الجلوس أومأ الشيخ رأسه وبدأ بفك العمل وتقطعيه ووضعه فى وعاء به ماء ممزوج بالقليل من الملح و قرأ عدة آيات من القرآن الكريم ليبطل عمله رفع الشيخ رأسه لزين الذى يصلى فى زاوية من زوايا الجامع لعلها تكون شافعة له ولها وبمجرد أن انتهى زين من الصلاة حتى نادى الشيخ عليه بسرعة : الحق يا ولدى يدها بتتحرك …
وكأن كل أبواب العالم فُتحت أمامه وكأن الدنيا إعادة رشدها من جديد وكأنه بات عبد تحت قدميها لتكن روحه فداء لتراب قدميها …… حملها زين وراح بها لمشفى الصعيد ليستقبله الطبيب ويأخذها على اقرب غرفة ويتفحصها بعناية ليردف الطبيب وبعد مدة ليست قصيرة : دى معجزة هى حالتها طبيعية ومستقرة بس ازاى نظر له زين بشك ليردف له بثقة : مش عارف ؟!
فرك الطبيب مؤخرة رأسه بإحراج : الحالات اللى بتبقى زى أكده يمكن تكون عندها غيبوبة سكر وأنا معرفتش أشخص الحالة كويس جايز على العموم حمد الله على سلامتها بس هى لازملها الراحة وفى شوية كدمات وأثار لسعات كتير على كتفها محتاجين معاملة خاصة وده أكيد هنبه عليه لما تخرج بكرا يا زين بيه ارتاح ….
زين بلهفة : عايز ألمحها لو حتى من بعيد يا دكتور وضع الطبيب يديه على كتفه باطمئنان وردف بحب : تقدر تدخلها دلوجت لو حابب لم يكمل الطبيب جملته حتى اسرع زين إلى غرفة غزال ليراها من جديد ، ليرى وجهها الذى مات عشقاً به سكن جوارها بعض الدقائق ولم تمر حتى وجد بستانها يزهر من جديد بأزهار وجد عينيها تشُع عشق وورود كعادتها ولم يمضى الكثير حتى خرجت غزال من المشفى وراحت إلى بيت أبيها هى وامها وأبيها وزين الذى بمجرد أن دخل منزلهم حمل غزال إلى الغرفة وقفل الباب بسرعة تحت ضحكات من أمها وأبيها وضعها على السرير بخفة ونزع الحجاب الذى توارى بِه شعرها الناعم وفك رباط شعرها بنبضة قلبه لينسدل على جسدها بعشق التقط زين بعض من تلك الخصلات وأخذ يستنشق منها بعمق وهو مغمض العينين تقرب منها أكثر واسند رأسها على الوسادة وأخذ يتقرب منها بشدة وعشق وهو يحفر كل ملامح وجهها فى ذاكرته تقرب أكثر حتى دفن وجهه فى ثنايا رقبتها أخذ يُقبل فيها بعشق وشهوة غريبة اجتاحته ليتعمق أكثر بها ويقف أمام عينيها بتوهان ليردف وعيونه على شفتيها : عايزانى يا غزال لم تعطيه أى رد واكتفت بأن أخذت شفته فى قبلة طويلة انغمس فيها هو وهى فى عشقهم ليكمل زيجته هو وهى لتكن زوجته قولًا وفعلًا وبعد تلك الليلة التى ستظل محفورة فى عقولهم وتلك الأحداث…..
عاش زين معهم فى البيت وعمل مع أبيها فى الزراعة وحراثة الأرض وظل هكذا وأخيه وأمه عادوا إلى سرايا الكبير وأصبح هو كبير الصعيد ولكن أهلى الصعيد اعتبروا زين كبيرهم يشاورونه فى اى قرارات هامة ويجلسون إليه ليرى أمورهم حتى أن أهالى الصعيد فرحوا كثيراً بولادة غزال لقد أنجبت فتاة عينها تشبه حبات القهوة الخاصة بأبيها أما عن وجهها وملامحها تشبه أمها كانت أية فى الجمال بحقً وفى يوم جلس فيه غزال وزين فى أحد الأرضى الخضراء وظلوا يتسامرون ويضحكون حتى أتت تلك الملاك ابنتهم من بعيد ركضًا لنحتضن ابيها وأمها معًا لتتطرح تلك الصغيرة سؤال على أبيها: هى ليه أمى إسمها غزال
وليه سمتونى عين احتضان أبيها يديه وهى جالسه على رجليه وردف و يتنهد بعشق وهو ينظر لتلك الغزال الجالسة بجانبها : يااااه يا عين امك ابوكى ما شافش فى جمالها فى بر الصعيد كلاته كانت غزالتى عيونها لحالها تكفينى عن الحياة أما انتى فأنتى جيتى عوض ليا أنا وأمك عن كسرة قلوبنا فى اعز الناس ضم غزال إلى أحضانه وابنته تتشبث فيه أكثر ليردف زين بجانب إذن غزال : اتوحشتك يا غزال الصعيد كلاته لتبتسم هى وتتنهد بعشق : وأنا عحبك يا زين الصعيد
تمت
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غزال الصعيد ) اسم الرواية