رواية رحيل العاصي كاملة بقلم ميار خالد عبر مدونة دليل الروايات
رواية رحيل العاصي الفصل العاشر 10
وظل يتابع ما يحدث بهدوء حتى لاحظ أن المنافسة تزداد عنفاً وحده! لذلك تحرك من مكانه وقرر أن يرى ماذا يحدث في الاسفل ..
ضغط حازم على ذراع رحيل بقسوة وغضب فصرخت الأخرى رغماً عنها ودفعته بعيداً عنها ولكن بدون فائدة، قال لها بنبرة تهديد:
– أقسم بالله يا رحيل لو ما حليتي الموضوع ده وخليتي داليا ترجع زي ما كانت لعيشك أيام سوده
قالت رحيل بدون خوف:
– وأنت فاكر أني هسمح أن داليا تبقى مع واحد مريض زيك
قال حازم بغضب مكتوم:
– أحنا في الشارع أنا مش عايز أعمل رد فعل وحش
– أعمل اللي تعمله وداليا كويس أنها عملت كده وأنا لما اروح هقولها إنك شخص أناني ومتستاهلش أنها تبقي معاك أصلاً
نظر لها حازم بغضب كبير وفي تلك الأثناء وصلت عاصي أمام الشركة وأثناء ما كان يتحرك باتجاههم فعل حازم رد فعل عنيف
اتجاه رحيل وهو أنه قد لوى ذراعها خلف ظهرها فصرخت الأخرى بألم! ركض عاصي نحوهم بسرعه ودفع حازم بقوة فترك ذراع رحيل فأمسكته بألم شديد، صاح به عاصي بغضب:
– أنت اتجننت!! إيه اللي بيحصل هنا
تجاهل عاصي وجاء ليتقرب منها مرة أخرى ولكن الآخر امسكه من ملابسه بقوة حتى يمنعه وفي تلك الأثناء في جهة مخفيه عنهم تم التقاط صورة لعاصي بتلك الوضعية وبسرعه! قال حازم:
– دي أمور عائلية ياريت متدخلش
الكاتبة ميار خالد
ولأن عاصي لا يعرف أي شيء عن رحيل أو حياتها تركه ونظر إليها فوجدها تبكي بألم وعندما نظر إليها قالت:
– ده كداب مفيش أي أمور عائلية ده واحد بيهددني
نظر إليه عاصي وقال بهدوء:
– واضح إنك متعرفش يعني إيه أخلاق واحترام فياريت تتعامل بتحضر أكتر من كده ويا أما ندخل ونتكلم بهدوء ونوصل لحل يا أما تتفضل ومش عايز اللي حصل ده يتكرر تاني قدام شركتي
نظر له حازم بسخرية واستخفاف ثم قال محدثاً رحيل:
– أنا كنت واضح معاكي .. قرري واختاري بس متندميش
ثم تركهم ورحل، التفت عاصي فوجد رحيل تمسح دموعها بعد أن أصاب الاحمرار عينيها، قال:
– ممكن تهدي وتفهميني في إيه
– مش قادره أتكلم معلش عايزه أمشي
– أكيد مش هتمشي بالحالة دي هوصلك يلا
– مفيش داعي أنا..
– خلاص بقى قولتلك هوصلك مش عايز جدال .. اتفضلي
تحركت رحيل معه واستقلت السيارة بجواره وتم التقاط صورة أخرى لهم، قالت له عنوانها فتحرك بسيارته إلى وجهتها، وأثناء الطريق لم تتمكن رحيل من حبس دموعها أكثر فبكت بصمت رغماً عنها حتى توقف عاصي فجأة وقال:
– ممكن تفهميني في إيه أنا آسف إني بتدخل في خصوصياتك بس إحنا دلوقتي شركاء
مسحت رحيل دموعها وقالت:
– دي حكاية طويلة جداً وزي ما هو قال مشكله عائلية
– بس أنتِ نكرتي ده قدامه .. رحيل اتكلمي ومتخافيش لو الشخص ده بيهددك بحاجه اتكلمي معايا وأنا هعرف أتصرف معاه
زفرت رحيل بضيق وامسكت رأسها بألم وأحست وكأن الهواء قد اختفى من حولها فظلت تتنفس بصوت عالي ولكن بدون فائدة حتى قالت:
– أنا أسفه ممكن توصلني في أي مكان غير البيت .. محتاجه أهدى شوية عشان لو روحت كده هتسأل مليون سؤال وأنا مش قادره اجاوب
– تحبي نقعد في مكان ونتكلم طيب ؟
– أي حاجه
وبعدها تحرك عاصي بسيارته واتجه بهم إلى أحد الأماكن المفضلة إليه..
***
الكاتبة ميار خالد
أمسكت الهاتف منها وفتحت المكالمة بقلق وتوتر وعندما أتاها هذا الصوت المرتجف اتسعت عيونها بصدمة!! ثم نظرت إلى فريدة بسرعه وتركت لها الهاتف حتى ترد، أمسكت فريدة الهاتف وردت عليه فأتاها صوت حنان أختها:
– الو .. مش بتردي عليا ليه يا مريم
– أنا فريدة
– هي اديتك الموبايل صح
– عاصي عارف إنك اتصلتي
– ملكيش دعوة بعاصي دلوقتي أنا بكلمك .. للدرجادي بقت كارهه كل حاجه تخصنا حتى أنا
– مش كده والله بس أنتِ عارفه المشاكل اللي ممكن تحصل لو عاصي عرف إنك اتصلتي وكلمتيها عشان كده هي اديتني الموبايل
– مش هي اللي سايبه رقمها في رسالة من اللي بتبعتهم ليا .. يعني خلاص مبقتش خايفة من عاصي ليه بقى مش عايزه ترجع قوليلها أن أمها مش مسمحاها
– يا حنان بلاش الكلام ده بالله عليكِ ما أنتِ عارفه الوضع اللي إحنا فيه كلنا في وضع صعب
– طب وبنتها مسألتش عليها ولا مره
نظرت فريدة إلى الواقفة أمامها وقالت:
– ليلى عاملة إيه
نظرت لها الأخرى وترقرقت الدموع في عينيها ثم اشاحت بنظرها عنها، قالت حنان:
– كويسة بس ناقصها أن تكون مامتها معاها
– أنتِ عارفه أنه حل الموضوع ده في أيد عاصي مش في أيدينا
– وأنتِ عارفه أن عاصي مش بيسمع كلام حد وأنه ماشي بدماغه
– أنا مش عايزاكي تقلقي قريب اوي كل ده هيخلص
– بجد يا فريدة .. أنا عايزه مريم تكون قوية كده وترجع وتقف في وش عاصي وترفض قراره أنه يبعدها عننا وعن بنتها كده .. أنا عارفه أنه ذنب مريم كبير والحادثة اللي عملتها زمان في ليلى مستحيل عاصي ينساه بس أنا عندي أمل أن كل ده يتحل
– صدقيني كل حاجه قربت تخلص اطمني
وبعدها أغلقت معها المكالمة وذهبت الأخرى إلى غرفتها بسرعه بدون أن تتحدث معها..
***
وصل عاصي مع رحيل إلى أحد الأماكن الهادئة والبسيطة المطلة على النيل، ترجل الاثنان من السيارة ودلفا إلى المكان ورحب العمال الموجودين به بعاصي ومن معه، جلست رحيل أمامه واغمضت عينيها فضربت نسمات هواء فبراير الباردة وجهها فداعبت أنفها قليلاً، طلب عاصي لهم فنجانين من القهوة وظل يتأملها بتوتر نوعاً ما وينظر إليها قليلاً ثم يبعد عيونه عنها خوفاً منه أن تفتح عيونها بأي لحظة وتراه يتأملها بعيونه تلك التي تلمع بشدة، تنهدت رحيل بحرارة وفتحت عيونها فوجدته ينظر للقهوة أمامه بصمت فقالت:
– شكراً
– على إيه ؟
– مش عارفه بس شكراً
– ممكن تفهميني إيه اللي بيحصل معاكي
تنهدت رحيل ثم قالت:
– صدقني مفيش حاجه .. اللي شوفته ده اسمه حازم
– خطيبك ؟
– لا طبعاً .. هو وأختي مرتبطين
– بيهددك ليه ؟
– عشان بسببي مش عارفين يكونوا سوا
– مش فاهم
الكاتبة ميار خالد
وقبل أن تتكلم قاطعهم مجئ طفل صغير يبيع بعض المناديل وقال:
– مناديل يا بيه
نظر عاصي للطفل بجفاء وقال:
– شكراً مش عايز اتفضل
نظرت له رحيل بعيون متسعه وتعجبت من رد فعله القاسي اتجاه الطفل الصغير وقالت:
– استني أنا عايزه مناديل
نظر لها الطفل بعيون تلمع ومد يده لها بعلبة مناديل واحده فقالت:
– لا عايزه تلاته
قال الطفل بحماس:
– بجد اتفضلي
أخذتهم منه رحيل وأعطته أكثر من حقهم فقال الطفل:
– أنا مش معايا فكه بس خليكي هنا شوية هروح افك وهرجعلك الباقي بسرعه
– مش مشكله خليهم معاك
– بس دول كتير
ابتسمت له رحيل بلطف فابتسم لها الطفل وتحرك من مكانه بفرحه كبيرة وتنهدت هي براحه، نظر لها عاصي بتعجب فقالت رحيل:
– إيه اللي أنت عملت ده .. إزاي تعامله بقلة ذوق كده
– معلش بقى سيبتلك الذوق كله
– ممكن تبطل تبقى وقح معايا
– مش واخده بالك أنك بقيتي جريئة زياده عن اللزوم في كلامك معايا؟
– ما علينا برضو مكنش ينفع تتعامل مع طفل كده
– المفروض ده اللي يحصل الناس دول بالذات لو ادتيهم وش هيستغلوكي
– بس ده طفل صغير !!
– الطفل الصغير بكره يكبر ويتعلم الخداع والاستغلال .. هي الناس دي كده
– تقصد إيه بالناس دي ؟ الفقر مش عيب على فكره
– عندك حق مش عيب لكن العيب في الناس .. كل الطبقة دي استغلاليه ما بيصدقوا يمسكوا في أي حاجه تخرجهم من المستنقع ده وحتى لما بيخرجوا بيستمروا في استغلال كل اللي حواليهم لحد ما بيقضوا عليهم وعلى نفسهم .. طمع
– صوابع إيدك مش زي بعضها
– طول ما أنتِ معشتيش حياتهم يبقى بلاش تدافعي عنهم كده أنتِ متعرفيش حاجه
توقفت رحيل عند هذه الجملة قليلاً وسرحت بذاكرتها فتذكرت سنواتها المظلمة في هذا المستنقع، تذكرت نظرة الحسرة في عيونها وخصوصاً في الأعياد عندما كانت تتمنى أن تتألق بفستان جديد مثل أصدقائها، تذكرت الأيام التي كانت تنامهم بدون طعام، تذكرت كل ما عاشته في تلك السنوات ومعاناة أهلها، ولكنها لم تشعر بالأسى بل شعرت بالاشتياق فبرغم تلك الأيام كانت تعيش وسط عائلتها، كانت مدللة أبيها وصغيرة أمها، على الأقل كانت تصحو وتنام على صوتها، برغم فقرها كانت تشعر وكأنها تملك كنوز العالم، فقط عندما كانوا معها..
الكاتبة ميار خالد
لاحظ عاصي شرودها هذا وقطرات الدموع التي بدأت تتجمع في عيونها فحرك يديه أمام عينيها فانتبهت إليه، قال:
– روحتي فين ؟
– عندك حق معرفش حاجه أبداً
– مش فاهم بتتكلمي علي إيه؟
– أنت بتقول أني طول ما أنا معشتش حياتهم يبقى مدافعهم عنهم وبتقول أني معرفش حاجه .. معرفش احساس الخوف والقلق من بكره يا عالم بكره كمان هنام من غير عشا ولا لا .. معرفش إحساس القهرة وأنا ببص على هدوم هموت واجيبها زي البنات وأفرح بيها .. معرفش إحساس الضيقة وأنا بحط الجنيه على الجنيه عشان يادوب يكفي مواصلاتي .. معرفش أي حاجه عندك حق
نظر لها عاصي بعيون متسعه وقال:
– مش فاهم كلامك ده غرضه إيه
– ولا حاجه أنسى .. بس أنت ليه بتقول عليهم كده مش فاهمه هما مأذوكش في حاجه
انزلقت جملة عن لسان عاصي بعفوية فقال:
– أنا محدش آذاني قدهم
قالت رحيل:
– يعني إيه
– ولا حاجه .. لو معندكيش حاجه تقوليها بقول نمشي أحسن
أومأت رحيل برأسها ثم نهض الأثنان أوصل عاصي رحيل إلى بيتها، وقبل أن تترجل من السيارة قالت:
– شكراً على وقتك اللي اديتهولي أنا عارفه إن وقتك غالي عندك
– كويس أنك عارفه
مد يده إليها وقال:
– ممكن تكون أخر مره نشوف بعض واتمني تكون أخر مره فعلاً
ابتسمت رحيل بهدوء وقالت:
– للدرجادي عملتلك إزعاج
صمت عاصي فقالت الأخرى بابتسامه:
– عموماً متقلقش هعمل كل اللي أقدر عليه عشان تكون دي أخر مره تشوف فيها الوش ده
قالتها بابتسامه ونظرت له للحظات ثم ترجلت من السيارة وصعدت إلى بيتها وحرك الآخر سيارته وعاد إلى عمله، وعندما قالت رحيل لعمها عن المشروع شعر بسعادة كبيرة وظل يطالعها بفخر أنها لم تخذله وطلب منها أن تأتي معه مخصوص غداً ليرى عاصي ويتحدث معه بخصوص هذا المشروع، و قد فرحت رحيل لوهله أنها سوف تعود إلى الشركة مرة أخرى ..
***
وعندما حل المساء..
شعرت سلمي وهي على سريرها بحركة أمام غرفتها التفتت لترى الرسالة التي أصبحت أمام الباب! نهضت من مكانها بحماس كبير وامسكت الرسالة بسرعه حاولت فتح الباب ولكنه كالعادة مغلق عليها، اتجهت إلى سريرها وفتحت الرسالة وقرأت ما بداخلها وكان محتوى الرسالة تلك المرة هو وصف لشتاء فبراير والبحر والسماء والرائحة المميزة للهواء حتى استطاعت هي أن تشعر بكل تلك الكلمات، ابتسمت واحتفظت بالرسالة مع اخواتها ونامت بسعادة..
في غرفة الطبيب شادي، كان يجلس على مكتبه يفكر بطريقة حتى يساعد بها تلك الفتاه، لا يعرف لماذا هي تحديداً يريد أن يخرجها من هذا العالم المظلم، أنه طبيب للكثير من الحالات ولكن بالنسبة لقلبه هو طبيب سلمي فقط، زفر بضيق ثم دق أحدهم على الباب فقال:
– اتفضل
وهنا فتحت الباب إحدى الأطباء التي تعمل معه وخطيبته بنفس الوقت وتدعى فاطمة، قالت له:
– فاضي نتكلم شوية
– أكيد تعالي
دلفت فاطمه وجلست أمامه ثم قالت بغضب مكتوم:
– أنا عايزه أفهم سلمي كل ده في المصحة ليه هي كويسة عندها شوية مشاكل نفسية بس مشاكل تتحل بدكتور نفسي مش مصحه
– أنا عارف
– طيب ليه هي هنا
– أنتِ عارفه أنه عشان عاصي
– بس دي جريمة في حق البنت يعني إيه يفضل حابسها خمس سنين
– طيب وهي في الخمس سنين دول حاولت تعترض ولا تفكر صح عشان تخرج من هنا
– يعني إيه ؟
– يعني مفتاح خروجها في أيديها إحنا مش طالبين منها غير أنها تفكر صح وتعيد حساباتها وترجع للحياة بقلب جامد بدل ما هي منهزمة وكل تفكيرها غلط كده
نظرت له فاطمه بضيق وصمتت فقال الآخر:
– مالك في إيه
– سلمي لسه هنا عشان عاصي ولا عشان أنت عايزها هنا
– لا وضحي كلامك
– أنت فاكر إني مش واخده بالي من اهتمامك بيها
– ده طبيعي عشان هي من المرضى بتوعي
– لا يا شادي الموضوع مش كده .. سلمي بنسبالك مش مجرد مريضة
– فاطمه أنا تعبان ومش قادر أتكلم في كل ده حقيقي
– كنت عارفه أنك هتقول كده .. ماشي يا شادي
ثم خرجت من الغرفة بعصبية وتركت الآخر يزفر بضيق، وقفت في إحدى الزوايا في المستشفى تفكر بشيء ما ومر اليوم وسط أفكارها المتراكمة..
وفي اليوم التالي وما أن سطعت الشمس اتجهت إلى غرفة سلمي ودقت على بابها ثم فتحت الباب بالمفتاح ودلفت إلى الغرفة فاعتدلت الأخرى في مكانها ووضعت حجابها على رأسها بسرعة وعندما وجدتها فاطمه نزعت الحجاب مجدداً، قالت فاطمه:
– أخبارك إيه النهاردة
نظرت لها الأخرى ولم ترد عليها، فاتجهت فاطمه إليها حتى وقفت أمامها وصمتت للحظات ثم حسمت أمرها وقالت:
– عايزه تخرجي من هنا؟
نظرت لها سلمي وقد لمعت عيونها بشدة وقالت:
– أيوة طبعا تقدري تخرجيني
– هساعدك تهربي !
***
الكاتبة ميار خالد
وصل عاصي إلى مكتبه وقبل أن يدلف إليه أوقفه رامي وقال:
– في حد مستني حضرتك جوه
– مين؟
– مش عارف بصراحه بس هو مستني حضرتك من فتره
– تمام في حاجه تانية النهاردة ؟
– آه أستاذ بدر أتصل بيا وقال إنه هيشرفنا النهاردة بأذن الله عشان يتكلم مع حضرتك
– آنسة رحيل جايه معاه؟
– تقريبا آه
– خلاص تمام
ثم دلف عاصي إلى المكتب ليرى ضيفه الذي ينتظره، وعندما دلف نهض الرجل الأخرى عن كرسيه واقترب من عاصي ومد يده إليه فصافحه وقال عاصي:
– اتفضل
جلس الاثنان أمام بعضهم فقال عاصي:
– خير؟
ابتسم الرجل باستهزاء ثم قال:
– لا هو للأسف مش خير خالص
قطب عاصي حاجبيه وقال:
– نعم؟
فتح هذا الرجل الهاتف الخاص به ثم بحث به للحظات ثم مد يده به إلى عاصي وقال:
– اتفرج كده
أمسك عاصي الهاتف ونظر له فاتسعت عينيه بصدمة كبيرة !!
يا ترا عاصي هيتصرف ازاي؟
سلمي هتقدر تهرب من المستشفى ولا لا؟؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية رحيل العاصي ) اسم الرواية