Ads by Google X

رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الرابع عشر 14 - بقلم دينا قدري

الصفحة الرئيسية

 رواية انت عشقي وقسوتي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دينا قدري

رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الرابع عشر 14 

 - بارت ١٤

على طاولة الطعام فى فيلا سالم الدمنهورى 
سالم .. امال فين شادى مش هيتعشى معانا 
هالة .. خرج مع ماهيتاب وقاللى منستناهوش هياكلو برة   
سالم بابتسامة .. انا شايف ان فيه انسجام بينهم .. ما نروح نطلبهاله باة كفاية كدة 
هالة .. هو قال نديهم وقتهم يقررو على مهلهم .. سيبهم براحتهم هو شكله معجب بيها ومرتاح معاها واكيد هييجى يطلبها منك بنفسه
اية .. فعلا يا بابا انا عمرى ما شوفت ديدو مبسوط ورايق كدة زى اليومين دول وضحكته من الخد للخد 
سالم .. بجد يا اية ؟
اية .. اه والله يا بابا .. شكله مبسوط معاها اوى من ساعة ما عرفها وهو علطول بيدندن كدة بسعادة ومبتسم وبيهزر ويضحك غير الاول خالص 
ولما بتيجى سيرتها وشه بيضحك لوحده 
سالم .. يارب يا اية يطلع كلامك ده صح .. ياما نفسى اشوفهم مخطوبين ويسيبه باة من التدريس والهم ده ويركز فى مستقبله مع كامل 
هالة .. يارب .. يلا يا اية روحى ذاكرى باة الامتحانات قربت 
اية بتبرم .. يادى الامتحانات اللى حارمة الواحد من كل حاجة حتى الاعدة مع اهله والنم على خلق الله 
هالة .. هههه ياستى بكرة تخلصى وتبقى تنمى على الناس برحتك 
اية .. ماشي ياست ماما انا قايمة 
بعد انصراف اية 
هالة .. بقولك ايه يا سالم .. انا شايفة يعنى بلاش نكلم شادى فى موضوع الشغل مع كامل والكلام ده .. شكله معجب بماهيتاب ويمكن الكلام ده يقفله من الموضوع كله 
سالم باستنكار .. ازاى يا هالة امال احنا عاملين ده كله ليه مش عشان نطمن عليه وعلى مستقبله .. عشان ميتعبش زيى ولا يشوف اللى شوفته 
هالة .. انا عارفة والله انت مش هامك غيره وكل اللى بتعمله لمصلحته .. بس شادى عنده عزة نفس وكرامة .. لو حس ان فى جوازه منها استغلال ليها هيصرف نظر عن الموضوع كله .. هو لا يمكن يقبل يحس انه بيستغلها او بيستغل ابوها .. ولو قرر يرتبط بيها مش هيكون هدفه الشغل ابدا 
سالم .. امال نبقى استفادنا ايه من جوازهم لو مشتغلش مع كامل 
هالة .. مش انت بتقول ان كامل نفسه عايزه معاه وشايف انه اضافة لشركاته .. خلاص خليها تيجى منه هو وبلاش انت تتكلم معاه خالص .. يعنى متفتحش معاه الموضوع ولا ان ده هدفك ونحسسه اننا عايزين سعادته وراحته وبس 
سالم .. وفرقت ايه باة؟!
هالة .. لأ فرقت كتير .. لما كامل هو اللى يطلبه ساعتها شادى هيحس بقيمته .. ويحس ان هو اللى عايزه ومحتاجه .. ساعتها عمره ما هيفكر فيها انه بيستغل ماهيتاب .. وحتى لو مش حابب الموضوع خالص هيوافق عشان هيحس انها خدمة لباباها وانه بيعمل كدة عشانها 
وبكدة هنبقى عملنا اللى احنا عايزينه بس بمزاجه هو ومن غير ما نحسسه انه استغلالى اومغصوب على حاجة 
سكت سالم قليلا يفكر بحديث هالة 
لاحظت انه قد بدأ يقتنع بكلامها فاردفت .. 
اسمع كلامى ده ابنى وانا عارفاه لو قلتله نخطبها عشان مستقبلك هيتضايق وممكن جدا يعند ويرفض حتى لو عايز البنت .. خلينا نبينله اننا هننفذ اللى هو عايزه وبس .. والكلام فى الشغل ييجى من كامل مش مننا 
سالم بعد تنهيدة طويلة .. انا مش عارف فيها ايه لما يشتغل مع ابوها هو هيسرقه !! ده بيزينس ومستقبل .. عموما حاضر يا هالة انا هسمع كلامك اما نشوف اخرتها 
هالة بابتسامة وراحة لاقتناعه .. اخرتها خير باذن الله 
......
دخلا كلا من شادى وماهيتاب حديقة الفيلا بمنزلهم حيث وجدا كامل الاسناوى فى انتظارهم 
ركضت ماهيتاب نحوه تحتضنه بحب وسعادة .. ماهيتاب بسعادة .. ازيك يا حبيبى وحشتنى 
كامل .. ازيك انتى يا روحى 
شادى .. ادينى جبتها بدرى عن معادنا كمان اهو 
كامل .. انا عارف انك راجل وقد كلمتك ولولا كدة مكنتش وافقت تخرج معاك لوحدها 
شادى .. متشكر اوى على ثقتك الغالية دى .. وكنت عايز استأذن حضرتك اجيب اهلى ونيجى نطلب ايد ماهى رسمى 
كامل باندهاش .. نعم !! 
ماهيتاب بخجل شديد .. طب عن اذنكم 
وهمت ان تغادرهم حين امسك بيدها ليوقفها قائلا .. 
لا استنى .. ثم نظر لوالدها قائلا .. ايوة يا عمى انا بحب بنتك وعايز اتجوزها على سنة الله ورسوله
انا لسة معترفلها انهاردة بحبى ليها .. وعشان انا راجل دغرى وانت وثقت فيا جيت اقولك فى ساعتها ومستنتش لبكرة .. انا طول عمرى جد  ومحبش اعمل حاجة فى المتدارى .. ثم نظر لماهيتاب بابتسامة قائلا ..
لازم كل حاجة بيننا تبقى فى النور يا ماهى من اول لحظة .. عشان كدة انا صممت اجى اقابل والدك انهاردة واقوله عاللى حصل بيننا .. واقوله انى بحبك وعايز اتجوزك.
اعجب كامل كثيرا بشخصية شادى ورجولته واخلاقه  .. ادرك انه كان على حق حين اعطاه الثقة وائتمنه على ابنته الوحيدة .. فهو شخص حقا يستحق الثقة والاحترام
غمرته فرحة شديدة حين القى نظرة بعيون ابنته وجدها ملتمعة بسعادة لم يرى مثلها من قبل حينها ادرك كم تحبه كما يحبها 
فلم يجد ردا سوى الموافقة 
كامل .. سالم مكانش بيبالغ لما قاللى ابنى شادى راجل مفيش منه .. انا موافق يا شادى وفعلا عمرى ما هلاقى راجل يحب بنتى ويقدرها ويحافظ عليها قدك 
عانقته ابنته منهالة عليه بالقبلات بسعادة وفرحة شديدة .. حين احتضنه شادى بسعادة يشكره على ثقته وموافقته ليكون زوجا لابنته 
انصرف شادى مسرعا حتى وصل منزلهم حيث اخبر والديه بقراره بخطبة ماهيتاب 
فرحا كثيرا لأجله واسرع سالم بالاتصال بصديقه كامل وسط فرحته الشديدة لامتثال ابنه اخيرا لرغبته محددا معه موعدا لزيارتهم وطلب ابنته
......
على شاطئ البحر وبعد مرور عدة ايام جلس كلا من ادم وعمر فى جو يتسم بالروعة والجمال والهدوء الذى لا يشوبه الا صوت امواج البحر المتلاطمة على رماله الذهبية 
ادم بجدية .. عمر فى موضوع مهم عايز اتكلم معاك فيه ضرورى
عمر .. ومالك قلبت وشك كدة ليه هيا حاجة وحشة ولا ايه ؟! 
جلس ادم مقتربا من وجهه قائلا باهتمام 
ادم بجدية .. هيا حقيقة ولازم تعرفها 
عمر .. قلقتنى يا ادم ايه اللى هيكون مهم اعرفه قالقك اوى كدة 
ادم بحذر .. عمر .. كتب كتاب عاليا بعد بكرة 
قذف جملته فى وجهه بسرعة ودون مقدمات خشية ان لا تأتيه الجرأة مرة اخرى لمصارحته 
عمر بسخرية .. بجد والله .. طب الف الف مبروك 
ظل ينظر له بوجه جامد مبهم مرتكزا على عيونه وكأنه يحدثهم بان الامر حقيقى ..  بينما يحاول عمر استيعاب ما قاله ليرد عليه 
عمر بصوت متهدج مرتعش يتمنى الا تكون تلك الحقيقة .. ادم انت بتهزر صح .. انا عارف .. عارف انك عايز تبعدنى عن عاليا دايما بس ارجوك بلاش  واكمل بتوتر وضعف .. بلاش الطريقة دى .
ادم بشفقة وتعاطف معه وبصوت حزين لا يخلو من الالم .. للاسف مش هزار .. عاليا مخطوبة وهتتجوز .. هى دى الحقيقة واللى كنت بحاول اخبيها وخايف عليك منها .. خوفت تعرفها قبل الامتحانات وتأثر عليك 
بس مبقاش فيه وقت خلاص اخبى اكتر من كدة .. هيا هتتجوز بعد بكرة وانت لازم تعرف .. واكمل باصرار وحسم .. لازم تتقبل الواقع وتتقبل انها مش ليك يا عمر 
عمر بوجه مصدوم متألم وانفعال ثائر  .. انت بتقول ايه يا ادم .. امال كل اللى بيننا ده كان ايه .. استحالة .. استحالة يكون كل ده كدب .. انا متأكد انها بتحبنى .. انا متأكد انها حاسة نفس احساسى 
ادم بقسوة كى يستفيق من اوهامه .. افهم باة انتم مفيش بينكم حاجة خالص .. قلتلك ميت مرة بتعاملك عادى زى اى حد .. قلتلك انك مش فى دماغها وانك واهم نفسك للاسف مصدقتنيش .. مدتش نفسك حتى فرصة تفكر ان ممكن يكون عندى حق 
ودلوقتى لازم تتقبل الامر الواقع .. مفيش ...
لم يكمل كلامه حيث لم يحتمل عمر الاستماع له اكثر من ذلك فهب واقفا بانفعال بغضب شديد مقاطعا اياه تاركا اياه ليقوم بالنزول للبحر 
ظل يسبح بسرعة وعنف شديد وبحركات ثائرة عنيفة حيث اخذ يضرب الماء بقدميه بقسوة وغضب حارق وكأنه يخرج كل غضبه والمه وجراحه فى الماء من حوله  .. فقد كان يعاقب نفسه ويجلدها بانهاك جسمه واهلاكه
ظل يشاهده بقلب محترق وعيون حزينة يشعر انه مكتوف اليدين لا يستطيع فعل شيئا سوى ان يتركه يواجه مصيره
اراد ان يتركه يواجه جرحه والمه الذى تسبب بهم لنفسه دون قصد ودون ارادة .. يتعلم كيف يتعامل مع تلك النيران المشتعلة بقلبه والتى تكاد تحرق الكون وما عليه من شدة اشتعالها 
لم يقوى على مشاهدة ثورة غضبه وانينه الذى يفجرهم بالبحر اكثر من ذلك .. فترك مقعده واعطاه ظهره ليسير على الشاطئ بقلب حزين موجوع لاجل صديقه يفكر كيف سيخفف المه ويساعده على نسيانها .. قطع افكاره تلك رنين هاتفه حيث اتاه اتصال من ملك 
فتح الخط دون رد 
ملك .. اهلا بالناس اللى اعدة عالبحر وعايشة حياتها ونسيانا 
ادم بحزن .. تصدقى انى محتاجك معايا اوى دلوقتى 
ملك بقلق .. مالك يا ادم صوتك مش مريحنى .. بقالك كام يوم متغير واعدة اقول دلوقتى تكلمنى وتحكيلى فيك ايه
ادم بحزن دفين وكلمات لم يستطع اخفاءها  ... مخنوق  
ملك بحزن لحالته الغريبة تلك .. ليه كدة بس .. ده انت حتى مسافر تغير جو والمفروض تكون مبسوط 
ادم .. والله نفسي اقولك واطلع اللى جوايا عشان ارتاح شوية .. بس للاسف الموضوع ميخصنيش ومش من حقى اتكلم فيه 
ملك .. ميخصكش ازاى يعنى ؟!
ادم مغيرا الحديث .. سيبك منى دلوقتى .. انتى عاملة ايه معلش انا مقصر معاكى اليومين دول انا عارف 
ملك .. وانا كمان مقصرة ومبسألش كتير بس انت عارف مشغولة مع عاليا فى تجهيز حاجتها .
شعر ادم بالنيران تأكل قلبه من اجل صديقه .. فهو يعلم جيدا كيف تعلق بها ولم يحتمل فكرة زواجها 
فاتاها رده عليها بالصمت التام  .. تفهمت وحاولت فتح حوار مرح معه كى تخرجه مما به ولو قليلا 
ملك .. على فكرة انا بحقد عليك 
ادم .. ليه كدة بس انا ناقص !!
ملك .. يعنى انتو اول ما حبيتو تسافرو وتغيرو جو .. سافرتو علطول .. اما احنا باة لو حبينا نسافر فيه اجراءات كدة لازم تتعمل حضرتك
ادم باستغراب .. اجراءات ايه دى !!
اولا موافقة بابا وده طبعا بعد سؤاله عن سبب تلك الرحلة المفاجأة واللى غالبا الرد عليه بيكون اننا زهقانين وعايزين نغير جو 
بعدها ييجى دور ماما  لان طبعا مينفعش بنات يسافرو لوحدهم ولازم حد كبير معاهم ودى طبعا ماما بحكم سفر بابا 
فتبدأ باة فى الاستجواب والمماطلة .. هنروح فين وليه ما احنا اعدين اهو .. طيب خليها كمان اسبوع .. طيب هنروح ازاى 
وبعد جلسات كتير طويلة لمناقشة الموضوع واقناعها بيه 
نبدأ باة ندور هنروح فين وامتى وساعتها غالبا بنلاقى كله اتحجز على ما بنكون اخدنا قرار 
شوفت باة المأساة 
ادم بضحك لم يستطع السيطرة عليه ... هههههه ههههه ايه كل ده مش قادر هههههه انتو طالعين تحاربو هههههه 
ملك .. انت بتضحك !! ده انا بتفرس ساعتها .. وانت تقولى فجأة كدة سافرت بدون اى مقدمات 
ادم .... ههههه امال يعنى هستنى تأشيرة عشان اروح السخنة ههههه 
ملك .. اشمعنى احنا نتعذب .. على فكرة ده ظلم بيّن وانا معترضة عليه 
ادم .. انتى مشكلة .. مش عارف ازاى بتقدرى تضحكينى كدة وانا هموم الدنيا ركبانى 
ملك بشفقة .. طب مش هتقولى باة ايه اللى مزعلك .. كدة تخبى على ملوكتك !! مش احنا صحاب ومبنخبيش على بعض حاجة 
ادم .. صدقينى يا حبيبتى مش بايدى .. مقدرش اخون سر حد اؤتمنت عليه .. بس عشان ترتاحى .. عمر عنده مشكلة كبيرة تعباه وانا متضايق عشانه 
ملك تحاول استدراجه .. مشكلة ايه دى اللى تخليك متضايق اوى كدة .. ده هو نفسه اكيد مش متضايق كدة 
ادم .. بطلى تستذكى عليا .. مش عليا الحركات دى قلتلك مش هعرف اقول 
ملك بتمثيل .. طب زعلانة منك 
ادم .. لا متزعليش وليكى عليا يا ستى لما نتجوز وقت ما تحبى تسافرى هسفرك فى ساعتها ومن غير اى اجراءات ولا موافقات
ملك .. هههه بتهرب انت ماشي ماشي 
ادم بخبث .. يعنى الحق عليا انى عايز افسحك وابسطك 
ملك .. خلاص يا ادم عرفت انك بتغير الموضوع ومش هسأل فيه تانى 
ادم .. متزعليش يا لوكتى .. والله انا لما بكون متضايق بجرى اتكلم معاكى وبرتاح اوى بعدها .. لكن لما يكون الموضوع ميخصنيش .. غصب عنى  مقدرش اتكلم فيه 
ملك باستسلام .. طيب ولا يهمك انا كنت عايزة اطمن عليك بس .. هروح باة البس عشان خارجة مع ماما  .. سلام 
ادم .. سلام يا ملك 
.....
احمد .. صباح الخير يا عاليا
عاليا .. صباح النور .. انت خارج ولا ايه ؟؟
احمد .. اه .. رايح لواحد صاحبى مشوفتوش من زمان 
عاليا بتريقة .. يعنى كنت شوفتنى انا !! 
احمد .. نعم !! يعنى ايه ؟؟
هنا لم تستطع تحمل تصرفاته وبروده اكثر فانفجرت به تبوح بكل ما يؤلمها ويحرق روحها 
عاليا بغضب .. يعنى انت بقالك سنة مسافر واحنا مخطوبين .. سنة منزلتش فيها يوم واحد مصر .. ولما رجعت بعد كل ده .. مقعدتش معايا ساعتين على بعض .. على طول مشغول .. على طول مختفى ومش عارفة اتلم عليك خالص ..
ثم اكملت بصوت متهدج ضعيف وقد فاض بها ..  هو انا مبوحشكش يا احمد .. مبتحسش انك عايز تعد معايا .. مشتاق تتكلم معايا !!
احمد .. ايه لزوم الكلام ده يا عاليا .. انتى عارفة ان وقتنا مزنوق وورانا حاجات كتير نعملها .. عشان كدة علطول فى مشاوير ومشغول فى كذا حاجة 
ومن ناحية تانية مش عايز حد يتكلم علينا وعلى اعدتى معاكى فى البيت .. فبحاول ابعد عن البيت اليومين دول ومسببلكيش حرج 
عاليا .. يعنى مش عارف وسط كل مشغولياتك دى تفضيلى ساعتين من وقتك ؟! ..ده حتى الحبة اللى بشوفك فيهم مبتتكلمش معايا خالص .. بتفضل ساكت وبحس انى بشد الكلام منك بالعافية .. ليه كدة !!
ظل صامتا لم يستطع الرد عليها خاصة وهى بتلك الحالة الثائرة
عاليا بانفعال .. صمت .. كل اللى بشوفه منك سكوت وبس .. معندكش اى رد تقوله وتريحنى بيه !! 
احمد بحدة ... انا رديت عليكى يا عاليا .. ولا انتى عايزة تعملى مشكلة وخلاص .. مش لسة بدرى عالمشاكل والنكد ده !! 
عاليا .. مشاكل ونكد !! هو ده اللى فهمته من كلامى !! اقولك عايزين نعد مع بعض نتكلم نقرب قبل الجواز .. تقولى نكد !! 
طيب يا احمد انا اسفة انى بنكد عليك .. مش هتتكرر عن اذنك 
همت ان تتركه حين امسكها من ذراعها وقد شعر انه تسبب بضيقها 
احمد .. استنى .. حقك عليا متزعليش انا مقصدتش ازعلك 
ثم ترك ذراعها واردف .. انا بس مش لاقى رد عالكلام ده غير اللى قولتهولك .. فعلا مشغول الفترة دى وانتى مش مصدقة 
نظرت بعيونه قائلة بتأثر مقاومة ظهور دموعها امامه.. انا سألتك سؤال يا احمد .. انا مبوحشكش ؟! 
احمد هاربا من عيونها .. ليه بتقولى كدة ؟!
عاليا .. انا عايزة رد مش ترد عليا سؤال بسؤال 
احمد .. اكيد طبعا بتوحشينى .. يعنى غير اننا مخطوبين انتى بنت خالتى وغالية عندى .. بس زى ما قلتلك وقتى مزنوق 
شعرت عاليا ببرود شديد فى رده .. فلم يصلها ابدا اى مشاعر منه تجاهها .. لم يصلها سوى الجمود بكلامه 
حتى كلمة (وحشتينى) خرجت باهتة بلا روح .. لم تتذوقها ولم تستشعرها منه
لا تدرى احقا بعده هذا بسبب وجوده معها بنفس المنزل والذى يشعره بالحرج هكذا .. ام ان تلك هى طبيعته وسيظل على هذا المنوال بعد الزواج .. وان كان الامر كذلك كيف ستحتمل حياتها معه
حاولت جذب مشاعره كى يرق معها ولو قليلا
عاليا بتأثر .. متشكرة اوى يا احمد لمشاعرك اللطيفة دى .. انت كمان غالى عندى ..احنا كنا اصحاب وكنت بعتبرك اقرب صديق ليا .. كنت بحب اقضى اوقاتى كلها معاك .. فاكر .. فاكر لما كنت بتذاكرلى .. ونخرج ونتفسح ونروح النادى .. ونسافر المصايف مع بعض ونبهدل الدنيا لعب .. اد ايه كانت ايام جميلة .. هو ايه اللى حصل ؟!
احمد ببرود .. فاكر طبعا .. احنا تقريبا قضينا كل فترة طفولتنا مع بعض .. بس مفيش حاجة حصلت عادى احنا كبرنا واتغيرنا وكل واحد مشى فى طريق مستقبله وحياته اختلفت .. طبيعى بعدنا شوية خصوصا انى بسافر كتير والغربة لوحدها بتغير فى الواحد كتير 
بس برضو هتفضلى غالية عندى زى زمان 
افحمها رده بل وصدمها ايضا .. اين قلبك يا رجل .. الم تهتز ابدا لكل ما قلته .. الم تشعر بالحنين حين تتذكر تلك الايام !! أحقا تتعامل معها بتلك البرود وذاك التجاهل ولا تعنى لك شئ .. ساعدنى عليه يا الله لم اعد اتحمل قسوة مشاعره تلك 
عاليا بيأس واستسلام .. عندك حق كبرنا واتغيرنا فعلا .. ومفيش داعى نفكر فى اللى فات .. عن اذنك 
تركته وذهبت بحزن وحسرة بقلبها وقد تأكدت ان احمد صديقها الذى كانت تعرفه سابقا لم يعد موجودا .. لم يعد ذلك الشاب الذى جذبها واحبته منذ صغرها .. فمن امامها الان شخصا اخر لا تعرفه .. ولا تريد ان تعرفه ايضا !!
ضرب الحائط بيده بعنف وغضب يلعن حظه الذى جعله الوحيد المسئول عنها وعن سعادتها .. الوحيد الواجب عليه تعويضها عن كل ما عانته من آلام واوجاع .. وعن عذاب فراقها لوالديها العاصف و الذى لم تهدأ منه حتى الان .. 
ففجأة ارتمى على عاتقه ذلك الحمل الكبير والذى لا يعلم هل سيكون قادر على تحمله ام لا 
فجأة تحولت تلك البنت الجميلة الرقيقة الممتلئة بالحياة والمرح و التى انجذب لها منذ طفولتهم وطالما اهتم بها وبوجودها معه واحب قضاء اوقاته معها .. تحولت الى كتلة احزان واوجاع ..حين انهارت امامه وعايش ضعفها وحزنها فى المشفى بعد حادث والديها .. ورأى بنفسه صدمتها وتحولها لشبح بالكاد يعيش ويتنفس .. حينها ادرك بأنه قد خسر عاليا التى يعرفها للابد .. خسر حيويتها ومرحها وحبها للحياة .. لتحل محلها بنت كئيبة وحزينة ممتلئة بالاوجاع 
انقلبت حياته رأسا على عقب فجأة و بدلا من قضاء اوقاته السعيدة والمرحة معها .. اصبح المطلوب منه مداواة جراحها وآلامها .. شعر بالحمل الثقيل عليه يكاد يخنقه .. حاول كثيرا تحمل حالتها تلك ولكنه بالنهاية استسلم لتغيرها وشعر بأن صديقته القديمة قد ماتت للابد .. ولا امل لعودتها
شعر بالاختناق حين تواردت تلك الافكار لذهنه بعد حديثها عن علاقتهم سابقا .. فترك المنزل سريعا محاولا التهرب من افكاره تلك ومقابلة صديقه 
....
دخلت غرفتها بحزن دفين تتذكر كلام احمد متحيرة كيف له ان يتجاهل كل شئ بيننا هكذا .. احببته منذ الطفولة وكنت اظنه مثلى .. حين طلب خطبتى ظننت انه مازال يشعر تجاهى بمثل ما اشعر به .. ولكن لم القى منه سوى البرود بعلاقتنا 
اخذت تقارن بينه وبين عمر رغما عنها .. فأقل كلمة من عمر تصل لقلبها مباشرة  .. كلامه معها ونظراته لها كسهام مصوبة بقلبها مليئة بالمشاعر الملتهبة والكفيلة بجعل قلبها يرق له .. بجعلها تفكر به ويشغلها رغما عنها .. على العكس من احمد تماما الذى سوف يقودها للجنون بكلامه القاسى وتصرفاته الباردة تلك 
حاولت نفض تلك الافكار من رأسها على امل ان يتغير معها بعد الزواج ويعود كما كان سابقا 
لتسأل نفسها سؤالا محيرا لم تستطع الرد عليه .. هل احبه فعلا ؟!  ام اتوهم بذلك !! 
....
بعد فترة طويلة .. خرج من البحر وقد اهلكته اوجاع جسده الشديدة وانهيار عضلاته بعد افراغ كل ثورته والامه وغضبه بحركات سباحة عنيفة ومؤذية جدا لجسده وكأنه يعاقب نفسه ويجلدها بتلك الطريقة .. ولكن اوجاعه تلك لم تكن شيئا امام وجع قلبه وحرقته على انهيار احلامه بعاليا .
ارتمى بثقل جسده على المقعد بجانب ادم بيأس ووهن .. اشفق عليه ادم كثيرا لرؤيته بتلك الحالة والتى لم يره عليها ابدا منذ بداية معرفتهم  .. فلأول مرة يرى ذلك الضعف والاسى بملامح صديقه .. لأول مرة يستشعر وهن جسده هكذا
حاول جذب اطراف الحديث معه فى محاولة منه ليتقبل الوضع 
ادم .. خلاص خرجت كل غضبك وثورتك وهديت شوية ؟
عمر بمرارة .. هديت !! انت شايفها بالسهولة دى 
اكمل كلامه بحسرة حاول صبغها بهدوء منافيا تماما لتأجج قلبه واشتعاله بالغضب والتمرد على ذلك الواقع الاليم الذى لا مفر له من مواجهته 
فاردف بألم ..  انا مش مجرد معجب بيها يا ادم .. انا حبيتها من قلبى بجد احنا بيننا حاجات كتير انت متعرفهاش ومش هتفهمها .. نظراتنا لبعض مش طبيعية وبتقول حاجات كتير مش مسموعة .. عيونها لما بتيجى فى عينى بحسها  بتقولى محتاجاك جنبى .. ساعتها عنيا بتتعلق بيها وبترفض تسيبها .. كأنها بتقولها انا جنبك ومش هبعد عنك
نظرات قلقها وخوفها عليا لسة محفورة فى ذاكرتى .. المرة الوحيدة اللى اتكلمنا فيها فى التليفون كان صداها كبير اوى عليها وعليا 
عارف يعنى ايه لما تحكيلى وتفضفضلى بكل اللى جواها كأننا واحد .. لما ترمى كل همومها عليا وتعيط ادامى بحرقة من غير كسوف .. وبعد كلامنا علطول تتبدل دموعها دى بضحكة رقيقة وكأن مفيش حاجة حصلت 
انا من وقتها وانا حاسس انها مسئولة منى .. انها جزء منى ولازم احافظ عليه 
كلامها معايا .. هزارها .. ضحكنا مع بعض اللى بحسه بيطلع من صميم قلوبنا .. استحالة يكون كل ده كدب 
استحالة هحس كل ده لوحدى من غير ما تكون حست حاجة زيى 
ادم انت عمرك ما هتفهم اللى جوايا لان الحاجات دى بتتحس بس وصعب تتقال .. رغم انى بحاول اوصفهالك بس متجيش واحد على عشرة من اللى حاسس بيه معاها 
تألم كثيرا وتأججت شرايينه بالنيران اثر سماعه كلمات عمر المهلكة تلك 
فهو مدرك تماما ما يشعر به وان كان لم يتخيل للحظة ان مشاعره وصلت به الى هذا الحد .. حتى انه -على ما يظن-  قد اوهم نفسه بمشاعر عاليا المماثلة تجاهه 

ادم ردا عليه متعاطفا معه محترما مشاعره التى تجتاح قلبه رغما عنه .. طيب يا عمر حتى لو اللى حاسس بيه ده حقيقى .. مبقاش ينفع خلاص .. ومفيش فايدة تعلق نفسك بحبال دايبة.. مفيش فايدة من تفكيرك بالطريقة دى دلوقتى 
انت لازم تحاول تنساها مش تعلق نفسك بيها اكتر بتفكيرك ده 
عمر باصرار وحرقة .. حتى لو مش هتكون ليا .. اللى جوايا لعاليا مقدرش انساه .. واصلا انا مش عايز انساه .. اللى بيننا مش سهل يتمسح بسهولة كأنه لم يكن .. ده محفور فى قلبى وكيانى .. وهيفضل ذكرى حلوة جوايا مهما حصل 
ادم مدركا تمرد صديقه على تلك الحقيقة المؤلمة والتى ليس من السهل تقبلها 
ادم .. انا عارف ان الموضوع صعب واكيد مش هتنسى بسهولة .. بس لازم عالاقل يكون عندك الارادة انك تنسى وتعيش حياتك .. الحياة مبتقفش على حد يا عمر 
عمر بألم وقهر .. انا عارف ان الحياة فعلا مش هتقف عليها .. حياتى هتكمل ومش هموت من غيرها .. بس روحى هيا اللى واقفة عليها يا ادم .. روحى اللى متعلقة فيها ومن غيرها هعيش جسد من غير روح .. هعيش بتنفس بس وحتى نفسى هيبقى مخنوق  
انت مش قادر تفهم .. عاليا مش مجرد واحدة شوفتها واعجبت بيها وخلاص .. عاليا الروح اللى بعيش بيها .. واللى بلاقى نفسى معاها .. ولو مبقتش ليا عالاقل اعيش على ذكرياتى معاها واحساسى اللى جوايا ليها .. اللى جوايا ده هو اللى هيخلينى اقدر اكمل من غيرها 
ادم بتعاطف .. انت كدة بتدمر نفسك .. بتدمر حياتك .. انت هتقابل غيرها وهتحبها وهتعيش حياتك .. بلاش الكلام اللى يوجع القلب ده 
عمر بمرارة .. مش قلتلك مش هتفهم ..  ثم جذب مفتاح الشاليه مغادرا حين اوقفه ادم قائلا .. رايح فين .. لسة مخلصناش كلامنا 
عمر بيأس .. ملوش لزوم الكلام يا ادم .. هروح انام شوية محتاج افصل من الدنيا كلها 
ادم .. طب استنى هاجى معاك 
عمر .. لأ خليك انا عايز ابقى لوحدى .. انا هاخد المفاتيح عشان عايز اعد لوحدى ومش عايز حد معايا .. لو محتاج الشاليه قوللى وانا هحجز واحد تانى 
ادم .. ايه الهبل ده شاليه ايه اللى محتاجه .. روح اعد برحتك يا عمر انا كنت هاجى عشانك بس ادام عايز تبقى لوحدك هسيبك على راحتك 
عمر .. طيب سلام 
وانصرف بقلب ممزق وعقل مشتت لا يصدق الكابوس الذى حل به ولا يستطيع الخروج منه
ارتمى بثقل جسده المنهك على الفراش مستسلما للنوم  هاربا من واقعه الاليم .. ولكن هل حقا سيستطيع النوم !! كيف سيحدث وكلما اغمض عيونه يتخيل حبيبته مع غيره ليشعر بانقباض بقلبه !! اخذ يتقلب يمينا ويسارا املا فى السقوط بالنوم واراحة عقله ولو قليلا من تلك التخيلات المحرقة لروحه 
لم يستطع بالنهاية لينهض فجأة بغضب ثائر بعد فشل كل محاولاته .. اخذ يضرب الحوائط والابواب من حوله بعنف ليفرغ نيران قلبه حتى بدأ ان يهدأ قليلا ولكنه يرفض ان يظل مكتوف اليدين هكذا .. يرفض  مشاهدتها تؤخذ منه امام عينيه دون فعل اى شئ ... انتهى به الحال الى ارتداء ملابسه بهدوء مقررا مواجهة الموقف مهما كلفه الامر 
.....
وصلت عائلة شادى فيلا كامل الاسناوى حيث قابلتهم عائلة ماهيتاب بحفاوة وفرحة شديدة وسط نظرات شادى وماهيتاب الملتمعة بالعشق والسعادة وضحكات كامل وسالم ومزاحهم واحاديث قسمت وهالة واخيرا مرح اية والتى كانت سعيدة جدا لتعرفها على ماهيتاب وايجاد شخصا له نفس اهتماماتها
اجتمعت الاسرتان فى جو عائلى مميز ملئ بالألفة والسعادة وبعد احاديثهم الشيقة بدأ سالم بالحديث 
سالم .. والله يا كامل انا سعيد جدا وانا جاى انهاردة 
اطلب ايد بنتك ماهيتاب لشادى 
كامل .. وانا كمان فرحان خصوصا بعد ما عرفت شادى وشوفت هو اد ايه خلوق ومحترم .. فعلا راجل بمعنى الكلمة 
شادى .. متشكر اوى يا عمى .. واتمنى حضرتك توافق تكون قراءة الفاتحة والخطوبة انهاردة 
يعنى ننزل نجيب الدبل والشبكة وتبقى خطوبة رسمى 
اندهش الجميع لقرار شادى المفاجئ ناظرين له باستغراب
حيث عم الصمت بالمكان حتى قاطع صمتهم هذا اعتراض قسمت والدة ماهيتاب
قسمت .. ازاى بس يا حبيبى نعمل الخطوبة علطول كدة .. ده لازم نعمل حفلة كبيرة ونعزم كل قرايبنا واصحابنا .. 
دى بنتنا الوحيدة وعايزين نفرح بيها ولا ايه يا كامل 
كامل .. والله انا رأيى كدة برضو وكمان تكون خلصت السنة دى 
شادى .. يا عمى انا خايف عليها وعلى سمعتها فقلت نبقى مخطوبين رسمى عشان محدش يتكلم عليها معايا .. بس لو عايزين حفلة ممكن نعملها الاسبوع الجاى ايه رأيكم ؟
سالم .. مش هينفع يا شادى .. انا وعمك كامل مسافرين عندنا صفقة هنخلصها برة وهنعد شهر تقريبا 
هالة .. خلاص يبقى لما ترجعو باذن الله نعمل حفلة خطوبة كبيرة .. حتى نلحق نجهزلها و نعزم الناس 
قسمت .. صح كدة هو ده اللى بقول عليه  
سالم .. طيب يبقى على خيرة الله نقرأ الفاتحة دلوقتى والخطوبة لما نرجع باذن الله .. ولا ايه رأى العرسان 
نظرت ماهيتاب لشادى نظرة متسائلة فوجدته مبتسم يشير لها بموافقته فابتسمت هى الاخرى ليفهم موافقتها
شادى .. خلاص اتفقنا نقرأ الفاتحة 
وبعد قراءة الفاتحة مباشرة نهض من مكانه ليقف امامها حيث اخرج علبة قطيفة حمراء وفتحها امامها ناظرا بعيونها بعشق قائلا
شادى .. بوعدك ادام اهلى واهلك انى هفضل احبك واحميكى واخاف عليكى لاخر نفس فيا .
اندهش الجميع من تصرف شادى المفاجئ وعدم خجله من اظهار مشاعره لها امامهم حين تجمدت ماهيتاب بمكانها مذبهلة وعيونها معلقة بذهول على ذلك الخاتم الماسى الرائع امامها  .. تعالى صوت صفير أية اعجابا بتصرفه قائلة بمرح 
أية .. ده اخويا طلع رومانسى واحنا مش عارفين .. بس يارب يطلع مقاسها باة 
هالة بحرج .. بس يا اية 
شادى ناظرا لها مبتسما .. انا متأكد انه مقاسك 
ثم امسك بيدها لتنهض امامه محاولة استيعاب ما يحدث 
ألبسها الخاتم حين تفاجأت بمقاسه وكأنه صنع لاجلها 
لتنظر له بعيون ملتمعة بالسعادة 
شادى بهمس .. ايه رأيك ؟؟
ماهيتاب بخجل تتلمس الخاتم بيدها .. حلو اوى .. ميرسى يا شادى بجد جميل جدا 
شادى بهمس لم يصل لأسماعهم .. قلب شادى انتى ❤️
ماهيتاب بخجل .. بس هيسمعوك .. ثم جلست بجانب والدتها قائلة .. حلو اوى يا ماما شوفى  
قسمت باعجاب .. جميل ما شاء الله ربنا يسعدكم ويهنيكم 
شادى .. طيب بالمناسبة الجميلة دى انا حاجز مكان نحتفل فيه كلنا .. حبيت افرح عروستى وخصوصا انى كنت عامل حسابى على خطوبة انهاردة
سالم بهمس لهالة .. هو ابنك ماله بيتصرف تصرفات غريبة وكل شوية مفاجأة هو فى ايه !!
هالة بنفس الهمس وبفرحة .. مبسوط يا سالم وشكله يا حبيبى بيحبها بجد وعايز يفرحها بأى طريقة 
كامل .. والله فكرة جميلة .. خلاص نجهز بس ونيجى معاكم 
....
استأجر عمر سيارة من الفندق ليسافر متوجها بعزم ولهفة الى منزل عاليا بعد صراع كبير بين عقله وقلبه 
فعقله يطالبه بالبعد عنها ونسيانها للابد اما قلبه يتوسل له كى يراها ويواجهها .. يتمنى فرصة واحدة كى يتأكد من مشاعرها تجاهه .. فقط فرصة واحدة يمكن ان تكون سببا فى تراجعها ومواجهة مشاعرها الحقيقية تجاهه
قاد السيارة بسرعة جنونية قاصدا الوصول اليها بأسرع وقت حتى وصل اسفل منزلها .. امسك بهاتفه كى يتصل بها وبعد تردد كبير وخوف اكبر قام بالاتصال ولكن لم يأته رد اتصل مرة اخرى ولم يأته رد ايضا 
لم يتحمل وقد فاض به فبعث لها برسالة لأول مرة .. صدمت حين رأتها !!
....
فى ظل افكارها وحيرتها وحزنها الدفين هذا .. تحاول اقناع نفسها بالاستمرار مع احمد خطيبها ونفض اية افكار اخرى عن عقلها .. محاولة ان تلتمس له الاعذار بسبب سفره وغربته متأملة ان يتغير بعد الزواج ويعود كما كانت تعرفه سابقا 
سمعت رنين هاتفها .. تناولته وما ان رأت عمر المتصل حتى انهارت بالبكاء مرة اخرى 
عاليا .. لما عمر !! .. لما تتصل بى الان !! قلبى لا يتحمل ارجوك ابتعد عنى كفانى حزنا وحيرة .. ثم القت بالهاتف بجانبها مستسلمة لبكائها المتزايد حتى استمعت لرنين هاتفها يعلن عن وصول رسالة من عمر
(عاليا انا تحت بيتك .. ممكن تردى عليا)
اتسعت عيناها جاحظة بذهول حينما قرات كلماتها وعلمت بوجوده اسفل منزلها .. وجدت صعوبة لاستيعاب الموقف لا تصدق انه حقا قد اتى اليها .. لم تجد مفرا الان من المواجهة .. فبعد قرارها بالهروب من افكارها واهتمامها الملحوظ بعمر .. ومشاعرها تجاهه التى لا تفهمها ولا تستطيع تفسيرها .. فاذا به يجبرها على مواجهته 
اخذت تبحث عن ما ترتديه بعشوائية وعجلة كى تلحق به وتراه قبل ان يذهب
دخلت الشرفة وعيونها تبحث عنه بلهفة حتى وجدته يتطلع اليها بنظرات غريبة متناقضة 
فعيونه مليئة بالغضب واللوم والالم واللهفة والعتاب ايضا .. عيون تحتبس الحزن بداخلها 
اتصل بها مرة اخرى مشيرا للهاتف بيده يحثها على الرد
فاستسلمت اخيرا للرد عليه محاولة تغيير نبرة صوتها لتخفى عليه كل اوجاعها وما يجول بداخلها وتبدو طبيعية امامه
عاليا .. الو ازيك يا عمر .. معلش مكنتش جنب الموبايل 
عمر بحزن .. وعرفتى منين انى تحت بيتك 
عاليا بحرج .. احم لا اقصد انى كنت برة الاوضة وسمعت  ال...
عمر بلوم مقاطعا اياها ودون مقدمات .. مقلتليش ليه انك مخطوبة يا عاليا .. وهتتجوزى خلاص
عاليا وقد تفاجأت من عتابه الصريح .. ا ا انااااا 
عمر معللا ليتدارك تسرعه واندفاعه .. اصل المفاجأة كانت كبيرة بالنسبة لى لما عرفت ان فرحك بعد بكرة ومقلتليش !! هو احنا مش المفروض صحاب وقريبين من بعض كفاية انك تعرفينى 
عاليا بارتباك .. اه بس .. بس انا .. كنت فاكراك عارف 
عمر .. للاسف لسة عارف انهاردة .. وقلت لازم اجى واباركلك بنفسى .
عاليا .. شكرا يا عمر بس مكنش ليه لزوم تيجى مخصوص وتتعب نفسك .. كان كفاية تكلمنى فى التليفون
عمر بمرارة .. لأ ازاى هو انتى اى حد عشان اباركلك كدة زى اى حد غريب .. ثم اكمل بهمس وكأنه يحدث نفسه .. ده انتى عاليا !!
حينها خفق قلب عاليا بشدة وقد وصلها ما يقصده وكأنه يعلنها صريحة انها تعنى له الكثير 
ثم اكمل محاولا تلاشى وجعه ..  بجد انا بتمنالك من قلبى تكونى سعيدة مع اللى اختاره قلبك يا عاليا 
ثم اغلق الهاتف دون سلام او وداع بعد رميه لها بنظرة بث فيها المه ووجعه لفراقها وكأنه يودعها بعيونه
قبض بيده على الهاتف قبضة عنيفة بألم كادت ان تمزقه من شدة حسرته 
صعد سيارته مباشرة مغادرا دون ان ينظر اليها ثانية محاولا السيطرة على ضعفه تجاهها
بينما ظلت عيونها معلقة عليه حتى اختفى عن انظارها تاركا اياها تواجه تلك العاصفة التى اقتحمت قلبها وزلزلت كيانها بعد رؤيته وسماع كلماته محطمة اخر حصن من حصونها 
ظلت تفكر بحديثه معها بحسرة وعيون باكية وقد ادركت كل ما اراد قوله وايصاله لها بين كلماته
والتى لم تفصح عما بداخله ولكنها وصلت قلبها كسهام مصوبة لتدرك كلماته الغير مسموعة والتى جعلت قلبها يهتز بعنف 
ظلت شاردة به تفكر هل تسرعت حقا .. أكان من الصواب ان تمتثل لمشاعر قلبها تجاه عمر من البداية ولا تتجاهلها بسبب أحمد
فالحقيقة انها تعشقه رغما عنها بل وتتضور شوقا له فى كل لحظة .. ولكنها تأبى ان تعترف بتلك الحقيقة حتى لنفسها 
حينها تشعر بالخيانة والغدر خصوصا ان احمد لم يُعد خطيبها فقط .. بل وابن خالتها التى احتضنتها بعد وفاة والديها ولم تقصر بحقها يوما .. فطالما شملتها بالحب والرعاية والاهتمام بقلبها الحنون .. فكيف لها ان تفعل ذلك بابنها  وترد الجميل بالاساءة والنكران  
كيف لها ان تتركه وتستسلم لأمر قلبها 
لذا حاولت جاهدة الا تفكر بعمر وان تكتم احساسها بداخلها كى يختنق ويموت .. ارادت بقوة ان تمحوه من قلبها متيقنة تماما ان هذا الحب ليس من حقها 
ولكن بعد مقابلة احمد الجافة بعد تلك السنين شعرت بانها تحمى علاقة اساسها مهدوم من البداية .. تتمسك بعلاقة فى خيالها فقط و ليس لها وجود من الاساس وتبتعد عن عمر لأجلها
عمر الذى يستطيع ايصال عشقه لها بنظرة واحدة منه .. فهى قادرة ان تشعر بما يختلج قلبه فقط بابسط الافعال ..
على العكس من احمد الذى لا يحاول بذل اى مجهود ولو بسيط للتعبير عن حبه لها .. تشعر وكأنه جبلا من جليد بتصرفاته معها .. على الرغم من مشاعره الرقيقة وقلبه الحنون مع والدته مما يجعلها دائما متحيرة فى امره 
ولكن فى كل مرة ترى جفاؤه معها تقرر انهاء تلك العلاقة ثم تعود لتتذكر افضالهم عليها فتتخلى عن قرارها لتحاول جاهدة جذب احمد اليها ولكن دون جدوى
ظلت بأفكارها هذه طويلا لا تستطيع ايقاف عقلها عن التفكير او الخروج من تلك الدوامة التى لا تدرى كيف ستنجو منها
.....
مساءا على ظهر تلك الباخرة الرائعة ذات الاطلالة الخلابة على نهر النيل يقف شادى بجانب ماهيتاب بفرحة شديدة يتحدثان ويتبادلان نظرات العشق بينهم لأول مرة بعد ارتباطهم رسميا
حيث اعد لها حفلا رائعا يليق برقتها بنفس المكان الذى ولد فيه حبهم .. فزين المكان بالبالونات وقلوب الهيليوم التى تحمل صورا لهم والورود الحمراء والانوار الملونة المنعكسة على سطح النيل لتضفى بريقا ولمعانا لصفحته .. حتى الطاولات زينت بالفازات الرقيقة محتضنة زهورها الناعمة وعلى المقاعد حولها تلتف افرع الورود لتضيف جمالا وجاذبية للمكان ذهلت ماهيتاب حين رأته
فمنذ وصولها للباخرة مع شادى والعائلة ادركت ان الحفل سيكون بنفس المكان الذى اعجبت به كثيرا فى السابق ..  ولكنها تفاجأت بجمال المنظر وروعة الورود والبالونات من حولها تنظر لشادى بجانبها والذى كان يراقب تعبيرات وجهها باهتمام ليرى ابتسامتها وسعادتها هذه بعيونها  
فنظراتها كانت مليئة بالفرحة والامتنان وعيونها تلتمع بسعادة لسحر المكان حولها مما اسعده هو الاخر لرؤية تلك السعادة على وجهها 
ماهيتاب .. بجد المكان حلو اوى .. اوووى يعنى انت عملت كل ده لوحدك ؟
شادى .. بصراحة لأ اية اللى ساعدتنى .. وهيا اللى اختارت الديكورات والالوان 
ماهيتاب .. ذوقها حلو جدا فعلا فنانة  .. لازم تدخل فنون جميلة 
شادى .. يعنى عجبك ؟
ماهيتاب برقة .. طبعا عجبنى جدا .. وكفاية انك فكرت تعمل حاجة علشانى وتعبت فيها عشان تفرحنى  
شادى .. ربنا يقدرنى يا حبيبتى واقدر اسعدك كدة دايما .
نظرت له بخجل دون رد
شادى .. صحيح يا ماهى مفيش حاجة لفتت نظرك فى الخاتم اللى جبتهولك 
ماهيتاب تنظر للخاتم متلمسة اياه باعجاب .. ماله الخاتم .. ده الماس صح
شادى .. الماس اه بس مفيش حاجة لفتت نظرك غير انه الماس 
ماهيتاب بنظرات متسائلة .. حاجة ايه ؟
شادى .. مقاسه مثلا 
ماهيتاب بتذكر .. اه صحيح انت عرفت مقاسى ازاى .. ده جاى بالظبط كأنه معمول مخصوص ليا 
شادى .. لأ هو مش كأنه .. هو معمول مخصوص على مقاسك فعلا 
ثم اخرج علبة حمراء اخرى من جيبه فاتحا اياها امام عيونها 
ماهيتاب باندهاش شديد .. ايه ده !! ده الخاتم بتاعى .. انا عارفاه كان جايلى فى عيد ميلادى وضايع منى من فترة 
ثم تسائلت باستغراب .. بس هو وصلك ازاى !!
شادى محتضنا يدها يقبل اياها  .. يوم ما شوفتك فى الحفلة وانا بدور على الموبايل بتاعك لقيته .. شيلته فى جيبى عشان ميقعش وبعدين اتلهيت فى تركيب موبايلك ونسيت اديهولك .. ولما روحت لقيته فى جيبى وانا معرفش هديهولك ازاى وانا معرفكيش .. حطيته فى محفظتى قلت يمكن نتقابل تانى اديهولك وفضل ملازمنى علطول .. ثم نظر بعيونها بعشق قائلا ..  يعنى كان فيه حاجة ربطانا ببعض من يومها واحنا مش عارفين 
ماهيتاب بعشق ممتزج بالخجل .. انا يومها حسيت قلبى اتخطف منى وكأنه هو اللى فضل معاك مش الخاتم .. بس انت ليه مقلتليش لما عرفت ان انا صاحبة الخاتم ؟
شادى بحب .. انا يومها عقلى مكنش معايا ..  لما اعترفتيلى بحبك عقلى طار منى ..  كنت اسعد واحد على وش الارض .. مكنتش بفكر فى اى حاجة غير انك تبقى ليا انا بس و انى اتقدم لباباكى بسرعة عشان اضمن انك تبقى بتاعتى ومتضيعيش منى 
بس لما روحت وشوفته فى المحفظة افتكرت .. طلعت الخاتم واعدت اتأمله واتخيله على ايدك .. وبعدين قررت استخدمه فى انى اعملك واحد بنفس المقاس بعدين ارجعهولك .. ثم امسك بيدها وهم ان يلبسه اياها فسحبت يدها وقالت 
ماهيتاب .. لا خليه معاك .. خليه يفضل رابطنا ببعض على طول .. وكل ما تشوفه تفتكرنى وتفتكر اول يوم شوفنا بعض فيه 
شادى .. موافق بس بشرط .. انتى كمان تاخدى حاجة من ريحتى تفكرك بيا 
ماهيتاب .. كفاية الخاتم .. انا هفضل لبساه علطول ومش هقلعه من ايدى ابدا عشان احس انك دايما معايا 
شادى .. لا انا عايز اديكى حاجة منى انا بتاعتى .. ثم نظر لساعته فخلعها واعطاها اياها قائلا 
شادى .. الساعة دى انا مبروحش فى اى مناسبة غير بيها .. يعنى كنت لابسها فى يوم الحفلة اللى اتقابلنا فيها .. خديها وخليها معاكى تفكرك بيا وبنفس اليوم
تلمستها ماهيتاب بحب متذكرة اياها .. فقد رأتها فعلا بيده حينما كان يقوم بتركيب الهاتف واعطاها اياه .. شردت متذكرة بابتسامة تلك اللحظات الرقيقة بينهم وكيف تسارعت نبضات قلبها حين صارت بحضنه واستنشقت انفاسه .. وكيف دق قلبها بعنف حين تحدث معها لدرجة جعلتها لا تقوى الرد عليه فى البداية حيث تملكتها تيهة شديدة.
لاحظ شادى تعلق عيونها بساعته بشرود مبتسمة .. فمال عليها مقتربا من اذنها قائلا 
شادى .. انا هغير كدة من الساعة اللى واخداكى منى دى 
شعرت بقلبها ينبض بسرعة شديدة حين اقترب منها هكذا واستنشقت عطره الذى يذيبها عشقا له
فتراجعت للخلف سريعا متداركة نفسها 
ماهيتاب بخجل .. ها .. لا عادى 
شادى .. عادى ايه بس انتى مش معايا خالص 
ماهيتاب تحاول السيطرة على نفسها والتحكم بأعصابها بعدما شعرت بالضعف الشديد تجاهه .. ما تيجى نروحلهم بأة اتأخرنا اوى عليهم .. وهمت ان تتحرك حين اوقفها ممسكا بذراعها قائلا 
شادى .. مش قبل ما اعرف كنتى سرحانة فى ايه واخدك منى كدة 
تسارعت نبضات قلبها قائلة بارتباك .. مفيش .. مفيش حاجة عادى الساعة عجبانى بس 
شادى متفهما خجلها الواضح قائلا بهمس مقتربا من وجهها  .. يوم ما دبلتى تبقى فى ايدك .. هتحكيلى كل اللى حصل بيننا يومها  بالتفصيل .. وكل اللى سرحتى فيه دلوقتى وحسيتى بيه 
احمرت وجنتيها خجلا مع تسارع نبضات قلبها تشعر وكأنها مكشوفة امامه تماما ويشعر بالفعل بكل ما يدور بداخلها فحاولت تغيير الحديث 
ماهيتاب .. طب ممكن نروحلهم باة يا شادى كفاية كدة 
شادى .. ممكن يا قلب شادى .. يلا 
......
قاد سيارته بجنون لا يصدق انها حقا قد ضاعت منه .. فكل غضبه السابق لزواجها من غيره لم يعد شيئا امام ثورته الحارقة الان .. بعد رؤيته لنظراتها له وتأكده من احساسها به .. ليس فقط احساسها بل ومبادلته نفس الشعور ايضا
فعيونها كانت تنطق عشقا حينما رأته.. شعر بلهفتها لرؤيته حين رأها تدخل الشرفة بسرعة باحثة عليه بعيونها 
رأى ارتباكها وحرجها الذى يؤكد كل ما شعر به معها .. يؤكد انها تحبه وتحاول البعد دائما 
لم يكن ليفهم سابقا سبب ابتعادها عنه دائما ولكنه الان فهم كل شئ 
استشعر نبضات قلبها العنيفة حينما اوصل لها بطريقته انها تعنى له الكثير .. حيث التمعت الدموع بعيونها حين تمنى لها السعادة مع غيره وكأنها تريد ان تتوسل اليه كى لا يتركها .. شعر بالغضب يكاد يفتك به حين تذكر اكاذيبها بحديثها معه والتى تتنافى تماما مع نظرات عيونها وملامح وجهها التى لم تستطع اخفاء الحزن والتعاسة بهم
ظل يفكر بها اثناء قيادته ويزيد من سرعة السيارة شيئا فشيئا تتساقط دموعه رغما عنه من شدة حرقته حتى اصبحت رؤيته مشوشة فلم يرى تلك السيارة التى اتت مسرعة امامه فجأة ليصطدم بها حيث كانت سرعته كبيرة جدا جعلته لم يستطع كبح جماح سيارته .. فاصطدمت رأسه بعنف بالمقود امامه ليسقط غائبا عن الوعى 
...
يا ترى ايه اللى هيحصل لعمر ؟؟

هذا ما سنكتشفه بالجزء القادم 
عايزة تفاعل باة مع الرواية والاحداث ومنتظرة اراءكم وتوقعاتكم الجميلة 😍
دمتم بالف خير ❤️

   •تابع الفصل التالي "رواية انت عشقي وقسوتي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent