رواية كبد المعاناه (كاملة جميع الفصول) بقلم نور ناصر
رواية كبد المعاناه الفصل الرابع عشر 14
ما ان شعرت بألم شديد اثر صوت الزجاج قوى ارتطم براسى ، التفت وجدته امامى نظرت له بشده والى يده وجدت فيها زجاجه متكسره وضعت يدى على رأسي
نظر لى بخوف وترك الزجاجه من يده وعاد للوراء ابعدت يدى ببطئ ونظرت فيها وجدت يدى مليئه بالدماء ، اقتربت ديما منى وفزعت عندما رأت يدى نظرت لى وبكت ، اعلم انها تخاف من الدماء
شعرت بارتخاء قدماى وألم رأسي وقعت اسندتنى ديما وهى تبكى وضعت زراعى على كتفيها واوقفتنى وفتحت السياره واجلستنى ، ثم ركبت هي اقتربت منى نظرت لها والى قربها فكانت قريبه بشده وجدتها تربط الحزام علي
قالت ببكاء : اسفه ، انا السبب .. ليتك لم تأتى
لم اكن قادر على الحديث فأشعر بأن دمائى يصفى وافتح عيناى بضعف وصعوبه ، قادت ديما السياره وهى تبكى وتنظر لى بخوف كل دقيتين وكانت عيناى تقفل بدون ارادتى واشعر بلأعياء
: افيق لا تغمض عينبك ابقى مستيقظ ارجوك
كنت اسمع كلماتها وافتح عيناى قليلا اري طيفا لها ، لم تكن رؤيتى واضحه فاقفلت عيناى شعرت بيد تلامس وجهى كانت يد ناعمه ترتعش خوفا
: ارجوك يا سليم .... ارجوك لا تغيب ابقى يقظا
سمعت كلماتها الراجيه المرتجفه ، فتحت عيناى قليلا ورفعت يدى ببطئ شديد وصعوبه قربت يدى من يدها التى تضعها على وجهى امسكتها نظرت لى وبكت
قالت : اعتذر ، اعتذر على كل شئ تحمل ارجوك
نظرت لها ثم ارتخت يدى التى تمسك بيد ديما واقفلت عيناى بأستسلام
فتحت عينى ببطئ شعرت بدفئ فى يدى وكانت يدان تمسكان بها وانفاس متصادمه به
: حمدالله على سلامتك
نظرت كانت امى المتحدثه كنت فى غرفه بمشفى ، لم يكن هناك غير امى وأنا لا اعلم ماذا جاء بى لهنا حتى تذكرت ما حدث
: ديما اين هى
: اعطوها مخدر لتنام فكانت فى حاله غير طبيعيه
: هل هى بخير
: اجل
فتح الباب ودخل جدى ثم رجل اخر وهو المحامى السيد يونس والد ديما نظر لى
قال : اشكرك سيد سليم
تعجبت على ماذا يشكرني قالت امى : اخبرتنا ديما بما حدث وما فعلته
قلت : لم افعل شئ
قال جدى : لترتاح سيأتى الطبيب الان
دخل الطبيب وتفحصنى وان كنت اشعر بأى شئ غريب بى او اى إضرابات من الضربه التى تعرضت لها فى رأسى لكنى اجبته بلا فغادر وتبعه والد ديما ، نظر جدى لى ثم ذهب هو الاخر ، اخبرتنى امى ان ارتاح قليلا وكنت بالفعل اريد الراحه فأشعر بثقل فى رأسي والم ، غادرت امى وبقيت فى الغرفه وممرضه جالسه فى ركن بعيده
مر اليوم واستيقظت من نومتى وكانت امى احضرت لى طعام سألتها عن ديما اخبرتنى ان والدها اخذها وذهبو ، تضايقت بذهابها لكن لا شأن لى .. فقد انتهى الامر الذى كان يجمعنى بها وهو دينى وقد رددته لها وبدام والدها اخذها ستكون بأمان معه فلن يستطيع احد اخذها من بين عائلتها .. اما نحن فكنا غرباء وهى اظنها ستكون سعيده وهى معهم ، أستطيع النوم بدون ان اشعر بضيق على رقبتى واختناقى بأن هناك حق علي سداده ، حتى وان لم اكن ادين لكى يا ديما.. لما سمحت لاحد باحد ان يمسك بسوء
كانت امى تعتنى بى على الرغم أنى لا أحب الاعتناء الزائد فأنا بخير ليس بلأمر الخطير لكن رايتها خوفها وقلقها علي ، مرا ايام بقائى فى المشفى وعدت لمنزلى على رغم من اصرار امى ورجائها بأن اقيم معهم وكذلك جدى لكنى رفضت فكان سبب بقائى هو ديما لانى احضرتها فلا يجب ان اذهب واتركها وهى لا تعلم اي منكم لكن الان يجب ان اعود لمنزلى اخبرتها انى سوف اتى لرؤيتها وكانت هى لا تصدقنى ومعها حق فأنا سأغادر من البلد لعملى الذى بلخارج فتراكم علي الكثير وهم بأنتظارى ، اخبرنى جدى ان لا اغادر وانتظر حتى يعقاب ذلك الرجل وهو زوج ديما
-------------------
عدت لمنزلى برفقه ابى وامى الذى كانت تبكى وتبتسم ولا اعلم سبب بكائها هل هى سعيده ام حزينه على حالتى و صمتى فمنذ ان كنا فى المشفى وانا لا اتحدث بعدما اخبرتهم وانا ابكى وخائفه ومرتعبه من الدماء التى كانت علي من سليم بسببى ... على الرغم من خوفى الشديد لدماء إلى أنى لم أكن منشغل تفكير غير سليم الذى تحمل الضرر كنت خائفه عليه وليس من الدماء
علم ابى جميع ما حدث معى وخيانة مالك لى قبل يوم زفافى وما رأيته .... علمو ما مررت به ، اتعلمو بدى الامر عادى لابى صدمت عندما قال ان سبب رفضه لمالك انه رأه ذات يوم فى مقهى مع امرأه
لم تكن اذا المره الاولى الذى يخوننى فيها مالك غضبت علي ابى فهو من تسبب لى بذلك ... اجل هو أن كان اخبرنى واعلمنى بحقيقته لابتعدت عنه على الفور لماذا لم يعلمنى ، لماذا يا ابى ترتكتنى لغبائى وحماقتى فكان يظهر لى حبه من كل الجهات لم اتوقع ان يكون حب خادع ، أكان اختبار لى لأنى اخترته فجعلتنى اتعاقب .. انه لعقاب كبير علي لا استحمله
عندما اخذنى ابى وامى من المشفى سألتهم عن سليم وكانت اول جمله قولتها بعد صمتى المهيب ... اخبرونى انه بخير ، ذهبت نظرت له من الغرفه عبر الزجاج قبل ان اغادر وجدته نائم وكان يلتف حول رأسه قماش طبى وشعره ينزل عليه حزنت عليه ، ذهبت كنت اود ان اشكره واعتذر منه على ما حدث له من ورائى فلا اظن انى سأراه مجددا
ركض اخواى الي واحتضنونى بشده وكإنهم غير مصدقين انها انا لم اكن ابدى ايه تعبير كنت أرى انى فى دوامه الزمن ... وما حدث لى كانت من وراء اختيارتى لكنه عقاب مؤلم ، اوقات عقابنا يكون مؤلم واشد الما من خطأ الاختيار ، جائت سيده 'نجيده' وهى مربيتى منذ وانا صغيره احتضنتى هى الاخرى فقال والدى ان يدعونى ارتاح ، واحسنت يا ابى انا بلفعل اريد الراحه الابديه .... خذنى بعيدا عن هذه الاضواء يا ابى اريد الجلوس فى غرفتى والنوم وحدى ، لا اريد احد ان يرانى ، وينظر الي بعين الشفقه والى صمتى وحالتى تلك .. اريد أنا من يرانى فقط .. وحتى لو كنتم عائلتى وحزينون علي لا تحزنو فأنا استحق ذلك ، دخلت الغرفه اجلستنى امى على السرير وقامت برفع الغطاء من على وجلست بجانبى وأحتضنتى .. فكم كنت مشتاقه لدفئك وحنانك يا امى .... اشتقت لكى كثيرا رأيتى ما حدث لى من بعدك ، لقد دمرنى ذلك الحقير ... اغمضت عيناى بضيق وحزن سالت الدموع من عينى امنع ان اتذكر ذلك اليوم وما حدث لى .. لا اريد ان ارجع لحالتى الجنونه واصرخ كما حدث فى المشفى عندما سردت لهم عن انقاذ سليم وسألونى عما حدث قبل ان يأتى .. فتحولت وظللت اصرخ وامركم بأبعاده عنى وقتها رايت بنظراتكم جميعا الريبه والقلق علي ، لكنى كنت قلقه على سليم ورغم خوفى الشديد مما حدث معى ، سليم من تعرض للضرر فقام مالك ضربه بقوه بزجاجه الذى بيده وعندما رايته من خلفه صرخت لينتبه سليم لكن سرعان ما كسرت الزجاجه على رأسه ، وصدمت عندما رايت يد سليم وهى مليئه بالدماء
تذكرت عندما كنت اقود السياره وابكى وخائفه عليه بشده وكان متعب وعروقه البارزه وعيونه المحمرتان ولا يقدر على فتحهم .. وعندما قربت يدى من وجه ليفيق ولا يغط فى النوم لذا سيزيد خوفى ورعبى عليه ففتح عينه وامسك يدى ونظر لى وعندما نظرت له وتلاقت اعيننا شعرت بكم الالم الذى يشعر به بسببى ، ومن ثم ترك يدى واغشي عليه كنت غير قادره على تملك اعصابى عندما وجدت جسده ارتخى فجأه فأصبت بحاله زعر وخوف وقدت بسرعه وانا ارجوه بأن يفتح عينه ويفيق لكنه كان فى نوم عميق
بقت أمى بجانبى جالسه بجانبى وانا نائمه او شبه نائمه أحاول النوم لكنى كنت اتذكرهم وعندما كنت على وشك تمزيق شراين يدى .... لو أن سليم لم يمسكنى ويأخذ قطعت الزجاج من يدى ، وعندما صرخت كالمجانين عندما كان سيلمسنى فكنت اراه مالك الوغد الحقير.. وعندما تحدث معى وكان يخبرنى انه سليم وانه هنا وبدأت بلإفاقه من حالتى الجنونه لم اجد غيرى وانا انقض عليه واحتضنه وجسدى يرتجف كنت خائفه من مالك الذى كان واقف فى الغرفه لم أشعر بنفسي ، كنت كشخص اخر يريد ان يخرج من تلك الغرفه وذلك المنزل وبعيدا عن ذلك الرجل كنت اريد الامان ، كم خجلت عن ما فعلت واحتضانى له واستغفرت ربى كثيرا عندما ادركت ذاتى وما فعلته فى ذات اليوم
كيف يرانى سليم الان بعدما راى حالة الجنون وصراخى الذى اصابتنى ، لا اظن ان هناك داعى بمعرفة نظرته لى فقد انتهى الامر ولم يعد هناك سليم ثانيا
فبعد مرور ايام وكانت امى اخبرتنى ان ابى سدد تكاليف المشفى الذى دفعها سليم لى ... وذهب لرفع قضيه على مالك بالطلاق ، لكن سليم تنازل عن قضيته ضده بمقابل طلاقك وبلفعل قام مالك اخيرا بعتقى وطلقنى فكان ابى لا يريد ان يعلم احد ان هذا الحقير زوجى فما فعله سليم أسعده ... لقد فعل سليم وعده الثانى " ساجعله يطلقك " وددت لو ان اشكره بشده لكنى لم استطيع ، وبعد ايام علمت انه غادر البلد لعمله الذى بالخارج فبتالى لا مجال لشكره او مقابلته ثانيا ، كانت عائلتى يعتنون بى امى وابى وايه وإياد ، اختى تكبرنى بعامين واخى يصغرنى بثلاث
كان يتحدثون معى لكنى افضل الصمت افضل البقاء لوحدى وكأنى اصبحت غريبه عنهم فى جلستهم معى ورؤيتهم ، كانتا هنا واورى يأتون الي فظن عائلتى ان بوجودهم سأخرج من ذلك الصمت ، لكنى ايضا كنت صامته ولم اتحدث كنت اريد بعض الوقت لاخرج من ما انا عليه وليست بلاشخاص واقربهم الي ، فعائلتى اقرب الي حتى من صديقاى وكم تمنيت بقائى هكذا بجانبهم ، لكن لم اتخيل ان اكون هكذا كالجسد الاصم بينهم ، وسيده نجيده تأتى هى وامى بالطعام وكنت أكل شئ خفيف وكنت ارى حزن امى علي ، اردت ان اطمئنها وانى بخير لكن فضلت الصمت وعدت لوضعية النوم ونظر لاركن الغرفه
مرا اربعة شهور وكنت قد بدأت قليلا بالخروج من الغرفه لاجلس على مائده الطعام والاكل معهم ومشاركتهم الطعام وتلك الجلسه لكن لم اكن اتحدث ان سألنى ابى شئ ارد عليه واصمت ، من ثم اعود لغرفتى واجلس فيها ثانيا ولا اغادر المنزل وسألنى ابى عن عملى وهو يقصد المكتب اخبرته ان يقفله فلا اريد ان اعود للمحاماه ثانيا حاول عائلتى ان يغيرو رأى فى ذلك الامر وان اخرج لان اغير اجوائى واعود لعملى لكنى رفضت ، مر ايام وكنت قد بدأت الرجوع لحياتى شيئا فشيئا فبدأت اجلس مع عائلتى وليس على المائده فقط واتبادل معهم الحديث ونجلس قليلا فى الحديقه وكانو سعيدين بعودتى لهم وشقيقاى وابى الذى لم يقل حبه ولو بقليل كما ظننت بل يسعى بسعادى وان يجعلني مرتاحه بينهم ، وكم انا بلفعل مرتاحه هكذا وانا مع عائلتى شقيقاى ، امى ، ابى
كنا جالسين فى الحديقه وكنت اجلس بعيده عنهم قليلا امام المسبح جاء ايأد وجلس بجانبى
قال : لماذا تجلسين هكذا
: لا شئ
: اتنظرين فى انعكاس صورتك
: يعجبنى لون السماء
: هل السماء فى المسبح
نظرت له امسكت وجه ورفعته للاعلى ينظر إلى المساء ثم انزلت بوجهه للنظر الى المسبح
قلت : افهمت
ضحك قال : لا تقولى هل ستسقط السماء فوق رؤسنا
قلت : بربك هل انتى غبى هكذا دائما ، اقصد ان لون السماء مطابق على ماء المسبح فيعطيه لون السماء
قال إياد بمزاح :لماذا تقسي علي
ابتسمت قلت وانا اضع يدى على رأسه وانكش شعيراته : من انا لاقسو على اخى الصغير
: لم اعد صغيرا اصبحت فى الجامعه ورجلا
نظرت له قلت : ماذا هل تواعد فتاه
ابتسم قال : كيف عرفتى
ضحكت قلت وانا اعبث بشعره : شقي
: ديما اياد تعالو
كان المتحدث امى نظرنا لها ووقفنا واقتربنا منهم كانو يبتسمون
قال اياد : ما الامر
قالت امى : لدينا ضيوف غدا وترتيبات
نظرنا لهم بعدم فهم نظرت لأيه والذى كانت تبتسم قال اياد : ضيوف ماذا
قالت امى : نسيتو سريعا
لم افهم شئ ثم تذكرت ان اثناء حديث ايه لتخرجنى من صمتى وتسعدنى قليلا ، انها مخطوبه منذ ثلاث اشهر قبل ان اعود و غدا موعد قرانها
قال إياد : حقا
نظرت الى ايه ابتسمت قلت : مبارك لك
ابتسمت ايه قالت : اشكرك ، عقبالك يا ديما
نظرت لها واختفت ابتسامتى نظرت امى إلى ايه وكذلك ايه نظرت الي ابتسمت لها ابتسامه خفيفه حتى لا افسد فرحتها التفت وذهبت ، قالت عقبالك اى هذا هل تظن انى سأرمى نفسي لذاك الجحيم ثانيا واربطنى برجل لن اثق به العمر بأكلمه سأنظر له نظرت الخائن وان كان يفرش لى الارض وردا ، سأراه فى نظرى بغيض لذلك اقفلت هذا الامر حتى بعدما تخلصت من ما حدث لن اعيد الكره ، الانسان لا يخطئ مرتين وان فعلها يكون احمقا وسيعيد الندم ويتبت فى قلبه حتى الموت ، لاجاهد بأسعاد نفسي مع عائلتى واصدقائى ، فقط لا غير لا احتاج احد اخر
•تابع الفصل التالي "رواية كبد المعاناه" اضغط على اسم الرواية