Ads by Google X

رواية اولاد الجبالي الفصل الخامس عشر 15 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

   رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات 


رواية اولاد الجبالي الفصل الخامس عشر 15

 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
لو كان الإنسان يعيش أكثر من حياة، سأختارك واختار حبك في كل حياة أعيشها، فانت لي وحدي، حبك لي وحدي، وانا لك ولا أنتمي إلا إلى قلبك.
…………
شعرت بانة أن شىء ما قد حدث لـ زاد ، بسبب اختفائها المفاجىء وغلق هاتفها .
فقام باسم بتهدئتها مردفا …هدى نفسك يا بانة ، ممكن تكون سبقتنا للمستشفى وتليفونها فصل شحن ولا حاچة .
أهدى أكده عاد لما نشوف الحكاية .
ويلا احنا نروح وان شاء الله نلاجيها هناك .
تنهدت بانة بعدم ارتياح مردفة …يارب بس جلبى وكلنى عليها جوى يا خوى ، استر يارب .
……………
تململت قمر فى فراشها ، فشعرت أن هناك من يحاوطها ويضع يده على صدرها ، فظنت أنها فى بيت والداها وأن اختها ملك هى التى تنام بجوارها .
فأردفت بنعاس…بعدى يدك عنى يا ملك مش عارفه أنام منيكى .
وعندما وجدت أنها لم تبعد يدها ، ففتحت عينيها ببطء وحاولت إبعاد يدها عنها بإنفعال ، لتفاجىء أنها ليست بيد ملك ولكنها يد رجل .
فشهقت ووضعت يدها على فمها بخوف وحرج ، لتلتفت إليه فإذ به حمدى .
قمر بفزع …حمدى !
ثم طالعت نفسها فوجدت أنها لا تكاد ترتدى شيئا ، وهو أيضا نفس الشيء .
وحينها صرخت وضربته بكلتا يديها على صدره مردفة بغضب….انت يا نجس ،يا جبان .
عملت فيا ايه ؟
منك لله .
ليستيقظ حمدى على صوتها فأردف بتثاؤب…مالك يا جمرى ، عتزعجى ليه عاد يا جلبى ؟
نامى نامى وارتاحى عاد ، عشان نجدر نواصل الحب تانى .
طالعته قمر بغيظ واردفت بحنق …انت عتجول ايه يا كلب ، انت كيف تعمل فيا إكده !
انا مش هسكت وهشرب من دمك يا حمدى .
لتحاول ضربه مرة أخرى ، ولكنه اعتدل سريعا من نومته وأمسك بيديها مردفا بغضب …حيلك حيلك يا قمر .
وايه اللى عملته ، عملنا زى اى اتنين عيحبوا بعض .
انفعلت قمر بقولها …وهو الحب عندك إكده يا حمدى !
حمدى …امال الحب إيه غير اننا نكون مع بعض يا جمرى .
فسبته قمر ….أنت خسيس وچبان .
والحب انك تچوزنى لما أخلص من براء ،مش تتعدى عليه غصب عنى يا سافل يا جليل الرباية .
فضحك حمدى مردفا بسخرية …لا يا حلوة انا مغصبتكيش وكله كان برضاكى وكنتى آخر مزاج وعال العال كمان .
ولو مش مصدجانى ، اهو الفيديو ، شوفى بنفسك الحلاوة .
فصرخت قمر عندنا شاهدت نفسها على هذا النحو …لا يمكن انا اكيد مكنتش فى وعيى ، انت أكيد عملت فيا حاچة .
والفيديو ده لازم يتمسح حالا يا حمدى ، ده لو وجع فى يد حد هتفضح وابوى وبراء يكتلونى .
ثم حاولت التقاط منه الهاتف لتزيل الفيديو ولكنه بخبثه أبعده قائلا بتوعد …لا معتخفيش يا جمرى ، الفيديو فى الحفظ والصون ، طول ما انتِ حلوة إكده وعتسمعى كلامى وتريحى جلبى اللى عيحبك .
فتوترت قمر وزاغت عينيها قمر فى كل أنحاء الغرفة بصدمة غير مستوعبة أن الإنسان الذى أحبته وفضلته على كل من كان يتمناها وعلى زوجها أيضا .
يصل إلى تلك الدناءة وكأن الله سبحانه وتعالى يعاقبها على خيانتها لحب براء لها وثقته بها .
قمر بعدم استيعاب …انت جصدك ايه يا حمدى ؟
حمدى ساخرا …مجصديش ، بس انتِ كلك نظر يعنى .
فـ نظرت له بإزدراء مرددة “”
لا يمكن انت حمدى اللى حبيته ،كيف تعمل إكده وتجول إكده ؟
انت كمان عتهددنى ؟
واسمع كلامك فيه ايه ؟
وإزاى اعيش معاك فى الحرام ؟
ابتسم حمدى بسخرية مردفا بتروى ..انا هو هو حمدى.
متغيرتش يا قمر ولسه عحبك يا بت ، بس أنتِ مزوداها جوى ، وعادى يعنى أهو عنحب بعض شوية أكده ، لغاية منقدر نتچوز .
والكلام اللى جصدى عليه ، هو أن لما براء يجوم بالسلامة ، تعرفى منه كل خطوة هيخطيها فى الحكومة وكل عملياته اللى بيقوم بيها ، وتبلغينى بيها على طول .
فاهمة !!
فنظرت له قمر بريبة مردفة بقلق ..وانت يهمك ايه من ده كلاته ؟
فضحك حمدى مردفا ..يهمنى طبعا يا قمر .
عشان أعرف كيف أتصرف الشغل بتاعى بعيد عن عيون الحكومة .
فضربت قمر على صدرها مردفة بفزع …هو انت هتشغل ايه يا حمدى ومالك ومال الحكومة عاد ؟
اوعى تجول انك ..!
فضحك حمدى مردفا …من غير ما تكملى ، ايوه انا اللى چه فى بالك .
وبشتغل ولا فخر فى كل حاچة تجيب فلوس .
فى الكيف ماشى ، فى الآثار ماشى ، اى طريجة المهم أوصل لفوق فوق جوى .
لتنهره قمر …بالحرام يا حمدى .
فانفعل حمدى بحده مردفا بصوت عالى بث فى نفسها الرعب….حرام ، حرام ، محسسانى انك خضرة الشريفة .
مش كنتى عتلعبى على كل راچل شوية ، وعتمشى وتدللى كيف الغوازى.
بس بس ، احنا كلنا طينة واحدة ، بس كل واحد هيعمل اللى يريحه .
فبطلى عاد شغل حلال وحرام ده ، مش لايق عليكى صراحة .
كلنا فى الهوا سوا يا قمر .
لم تصدق قمر كل ما تسمعه من حمدى ، فأصابها الدوار ووضعت يدها على رأسها .
فابتسم حمدى بخبث قائلا …مالك يا جمرى ؟
تألمت قمر بقولها …مش حاسه بدماغى عاد ، والصداع هيفرتك دماغى .
حمدى … ألف سلامة عليكى يا جمرى .
ثم أخرج لها حباية من تلك الحبوب المخدرة مردفا بمكر …خدى الحباية دى ، هتريحك على الاخر وتشيل الصداع فى ثانية ..
قمر بأستفهام ..حباية ايه دى ؟
حمدى بخبث …من غير ما تسئلى عاد ، خديها وخلاص .
لو مش عايزة بلاها ، انا غلطان .
قمر …لا لا هخدها ، انا مش جادرة من الصداع ، حاسه هموت .
لتلتقطها قمر منه وتأخذها ، ولا تمضى لحظات إلا وتعود على حالها الاول فتضحك وتتدلل على حمدى بالحب ، ليغمسا فى بحر الخيانة مرة أخرى .
وتسقط هى فى بئر الإدمان الذى عن طريقه ستصبح أداة تنفذ كل ما يملى عليها من قبل حمدى ..
…………
دفع صلاح زاد إلى شقته ، فاختالت قواها فسقطت على جبينها فانجرح ونزف منه الدماء فصرخت متألمة …اااه.
فخفق قلب صلاح ، لينحنى إليها سريعا ، ويساعدها على النهوض مردفا بأسف …اسف اسف يا حبيبتى ،مكنش جصدى صدقينى .
لتنفعل زاد بقولها …بعد يدك عنى ،وانا مش حبيبتك .
صلاح مندهشا …كيف ده !.
لا حبيبتى وجلبى لا حب ولا عرف غيرك ولولا طمع براء فيكى ،كانا زمانا دلوك مخطوبين .
وانا عارف انك عتستحى تجولى انك عتحبينى .
بس انا حاسس بيكى .
للحظة شعرت زاد بالشفقة عليه ، فهى مثله وقعت فى حب من طرف واحد وتعلم حقا كم هو مؤلم وكالنار التى تأكل فى الجسد .
ولكن رغم هذا ينبغى على من ابتلى بهذا الحب أن يكون لديه كرامة وأن ينسحب بهدوء ممن لا يقدر مشاعره ولا يفرضها عليه .
فتنفست بهدوء وأردفت بتروى …لو سمحت عايزاك تفهمنى ، انا للأسف بكن ليك حب بس حب اخوى بس .
صلاح بغير تصديق …جصدك ايه !
لا أنتِ هتكدبى ، أنتِ وفقتى على الخطوبة ، بس طمع فيكى براء .
زاد …انا وفقت صوح ، عشان براء طلب منى ده .
ثم لمعت عينيها بالدموع ، وعشان عرفت أنه بيحب غيرى
وانا اللى كنت هستنى اليوم اللى يجى يطلبنى لنفسه ، لقيته عيطلبنى ليك .
اتسعت عين صلاح مردفا بصدمة أصابت أطرافه بالبرودة …عتستنيه ليه يطلب يدك ؟
إرتجف جسد زاد واردفت بغصة مريرة …عشان أنا عحبه لكن للأسف حب من طرف واحد وهو عيحب غيرى .
فانفعل صلاح مردفا بغضب …براء ده يستاهل الكتل صوح ، عشان محدش يعرفك يا زاد ومحيبكيش .
أنتِ كيف الملاك الطيب ،وهو عيعشج وحدة كيف الشيطان اللى بتتلون على كل لون .
ومش بس عشج غيرك لكن طمع فيكى بزيادة الخير خيرين زى ما بيجولوا ، واستخسرك فيا .
لكن انا مسكتش عشان هو ميستهلكيش عاد .
انا بس اللى أستهلك وأعرف جيمتك ولما تعاشرينى عتحبينى .
لتوضح له زاد حقيقة الأمر بقولها …لعلمك براء مطمعش فيه كيف ما انت فاهم ، هو اتغصب عليه من أبوه صدقنى .
والله بجول الحق .
فنفى صلاح ذلك بقوله …..لا هو خان حبى ليه وليكى وسمح لنفسه ياخدك منى وهو خابر إنى عحبك .
زاد …ودلوك خلاص انا مرته وعلى ذمته وعحبه ، فلى عتعمله ده غلط وحرام .
ثم ترجته بقولها ”
اعتجنى لوجه الله يا صلاح وخلينى أروح من سكات.
وربنا يكرمك بوحدة تانية تحبها وتحبك .
صلاح ..لا لا مش هسيبك بعد ما لجيتك يا زاد .
ولو على الحرام ماشى ، انا مش هلمسك لغاية ما اخليه يطلجك واتچوزك انا .
ولغاية ما ده يحصل ، انا كفاية عليه أطلعلك كده وبس .
فانفعلت زاد مردفة بحنق …لا انت شكلك مهتفهمش ومچنون .
صلاح مؤكدا … ايوه ، انا مچنون بحبك يا زاد .
ويستحيل أفرط فيكى ، وأرچعك ليه تانى
…………….
وصل باسم وبانة إلى المستشفى سريعا .
يدعون الله أن تكون زاد بجوار براء ولكن للأسف لم تكن بجواره .
وحاولوا أن يكتموا أمر تخوفهم عليها أمامه وهو فى هذه الحالة لكى لا يزداد مرضه .
ابتسم لهم براء عند رؤيتهم وحاول إخراج كلماته بصعوبة …باسم اخوى ، بانة حبيبة جلب اخوكى .
كيفكم وكيف أمى ؟
عانقه باسم بحب وتبعته بانة .
باسم ..حمد لله على سلامتك يا خوى .
ربنا يتم شفاك وتخرچ بألف سلامة .
وامى زينة متقلقش بس رچليها هتألمها شوية من صدمتها عليك .
براء متألما ..يا حبيبتى يا أمى .
ثم تابع بغصة مريرة ..وابوى فين ولا هو كمان تعبان ومش جادر يچى يطل عليا .
نظر باسم إلى بانة بحزن ثم حدث براء …متشغلش بالك عاد .
المهم دلوك إنك بخير .
براء …الحمد لله ، وفين كمان ست الحسن زاد ؟
ولا شكلها مصدقت انى كنت هروح فيها وتخلص منى ؟
عشان تچوز صلاح .
لتقذفه بانة بكلمة لم يكن ليتوقعها …صلاح مين يا براء .
زاد عتحبك انت من وكانت عيلة صغيرة .
لتتسع مقلتى براء مردفا بغير تصديق …انااا .
لا مش معجول ، ده احنا اكتر من اخوات .
وهى لو بتحبنى ،كانت أول وحدة اشوفها لما فتحت عينيه.
ليتلقى براء مفاجأة أخرى صاعقة عندما حدثه باسم بقوله….باسم انا مكنتش عايز أجولك عشان مشغلكش بس عشان متظلمش زاد إللى عتحبك وانا شوفت ده من عينيها ودموعها اللى مجفتش من ساعة ما حوصل اللى حصل .
تفوه براء بقلق ..ايه حوصل ، فيه ايه ؟
جول بسرعة شغلتنى .
أرتسم على ملامح باسم الحزن بقوله …مش عارفين زاد فين ؟
إنفعل براء ….كيف ده ، يعنى ايه ، هى عيلة هتهوه !!
بانة بقلق …انا جلبى عيقف من القلق عليها وتليفونها مجفول.
دب فى قلب براء الذعر على الرغم أنه لا يكن لها حبا ولكنها ليست بالهينة لديه فهى عشرة السنين ومن دمه والجديد الذى كان لا يعلمه هو حبها له .
اذا فليثور ويقلب العالم كله من أجلها .
فنزع براء تلك الاسلاك التى تقيد جسده وحاول الأعتدال .
فصرخت بانة بذعر مردفة..عتعمل ايه يا خوى ؟
انت تعبان ومينفعش إكده.
حرام عليك نفسك .
طالعها براء بحب واردف بطمأنينة ..متخفيش عليا يا بت ابوى ، انا من حديد ، بس مينفعش أنام أكده ومرتى معرفش هى فين ؟
باسم بخوف…لا بس إكده خطر عليك يا اختى ، الجرح لسه مجفلش وممكن لا قدر الله يتفتح وتنزف.
براء مطمئنا له …وكيلك ربنا يا خوى ، المكتوب هنشوفه عاد .
المهم دلوك ألاقيها .
ولكنه عندما حاول الوقوف لم تسعفه قدماه وشعر بالدوار وكاد أن يسقط ، ولكن لحق به باسم .
وأراحه على السرير قائلا والدموع فى عينيه ..حرام عليك نفسك ، ريح يا خوى وانا هبلغ عن اختفائها وان شاء الله ،فى أقرب وقت تعاود تانى .
………..
تركت فاتن ابنتها تعود لنومها بعد أن علمت ما حدث فى قصر الجبالى خوفا على حياتها .
ولكن صورة نهلة لم تغب عن مخيلتها حتى أنها حاولت العودة للنوم مرة أخرى للتغلب على التفكير بها .
ولكن ما هربت منه فى الواقع جاءها فى أحلامها .
فقد رأتها فى الحلم ،مبعثرة الشعر ومقيدة وأمامها قدر من الزيت المغلى ، تستعد حفيظة لإلقاها به .
وهى تقف تشاهد ذلك المنظر بقلب ينتفض من الذعر ،وعندما رأتها نهلة ، استغاثت بها بقولها ( غتينى يا خالة ام فاتن ، غتينى عيموتونى ، ولو موت حقى عيكون فى رقبتك لآخر العمر ، غتينى يا خالة .
ولكن رغم استغاثتها ،لم تتحرك من مكانها ، وشاهدت حفيظة تلقيها فى الزيت المغلى لتسمع صرخة مدوية جعلتها تسيقظ من نومها على إثرها لتردد ….لا اله الا الله .
ثم تابعت بقولها “”
لاااا ، انا لا يمكن اسكت على إكده ، عجول لربنا ايه لما يسئلنى عنيها يوم الجيامة .
بس اعمل ايه بس عاد ، خايفة أروح فيها آنى ولا حد من عيالى ؟
يارب دبرنى اعمل ايه ؟
ثم جال على خاطرها فكرة حتى لا يعرفها أحد ، أن ترتدى نقابا وتذهب إلى قصر الچبالى وتجلس بالطريق وتمد يدها للناس بغرض المساعدة حتى لا يشك بها أحد .
وهكذا حتى تلمحه خارج من القصر ، فتتقدم منه لطلب المساعدة ثم على حين غرة تهمس له أن نهلة فى بهو القصر .
وبالفعل زعمت على ما فكرت به وخرجت فى اتجاه القصر لتجلس على مقربة منه على أحد الأرصفة ، تسئل كل عابر أن يعطيها من مال الله .
وكانت عينيها لا تفارق بوابة القصر ، تنظر بفارغ الصبر خروج منصور منها .
وكان منصور فى غرفته يغلق الباب عليه ، ممدا على فراشه ، شاردا فى نهلة يتذكر ملامحها وحركاتها وحديثها المدلل .
منصور ..يا ترى أنتِ فين يا بت ؟
ارچعيلى عشان ترچعلى حياتى اللى راحت منى ما يوم ما طلعت الدنيا دى .
لتنهمر منه دمعة حارة على وجنتيه ، لتأخذه ذكرياته التى تعود إليه عندما كان طفلا صغير يلعب مع أخيه التوؤم منصور الذى يشبهه فى كل شىء الا شامة سوداء صغيرة على ظهره .
ولكن كان هناك اختلاف كبير فى الطباع ،فكان هو ( ممدوح ) يميل لكثرة اللعب واللهو والعبث فى كل ما يقابله فى المنزل حتى يفسده ، أما منصور فكان هادى الطباع ، يلعب برفق ولكن لا يفسد شيئا .
وهذا كان من شأنه أن يتعرض هو للتبوبيخ دائما من قبل والديه وتتم المقارنة بينه وبين منصور .
وتذكر ذلك الموقف الذى قذف الكورة فى الهواء فاصطدمت بالتلفاز فسقط على الأرض وأصدر صوتا مرعبا وأحترقت شاشته .
فوقف ممدوح يشاهد ما فعل بذهول وارتجف جسده خوفا من العقاب .
لتأتى والدته مسرعة على صوت التحطيم لتصرخ عندما رأت ما حدث مردفة …يا مصيبتى السودة ، كسرت التلفزيون ، ده يومك النهاردة أسود ومحدش هيخلصك من يدى ، والله حرام عليك يا ابنى الخراب اللى عتمله كل شوية ده .
انت ايه شيطان ، شيطان مش عيل ابدا.
ثم بدئت بضربه وركله بقدميها صارخة …مش عارفه ليه انت مش زى أخوك منصور هادى وبيسمع الكلام لكن أنت أعوذ بالله منك ربنا ياخدك عشان ارتاح منيك ومن عمايلك السودة .
ليقوم ممدوح بالصراخ من الألم ويتوسل بعدم فعل شىء مجددا لكى تتوقف عن ضربه ولكنها لم تستجب لتوسلاته مردفة …كل مرة عتجول مش عتعملها تانى وعتعمل بردك .
ولم تتركه الا عندما خارت قواها وأتعبتها يداها من الضرب .
رغم محاولة أخته الصغيرة كوثر الدفاع عنه بقولها …..سبيه ياما ، حرام عليكى ، عيموت فى يدك .
لينزوى بعدها ممدوح فى غرفته يبكى بغصة مريرة ، ليأتى إليه منصور وقد دمعت عيناه من أجله فيربت على يديه بحنو قائلا بطفولية…معلش يا ممدوح ، متزعلش .
وخلى بالك بعد إكده وانت عتلعب عشان أمى متضربكش .
ليتفاجىء منصور بانفعال ممدوح ودفعه أرضا ليسقط قائلا بحنق وغيظ….بعد عنى ، انا بكرهك.
عشان عيحبوك اكتر منى ومحدش منهم عيزعلك ولا يمد يده عليك .
فبكى منصور مردفا…بس انت أخوى يا ممدوح وانا أحبك .
لتأتى والدته مرة أخرى على صوت بكاء منصور فتسئله عن بكائه فيصمت خشية ألا تبوخ أخوه مرة أخرى .
والدته بإنفعال …اكيد الطور ده هو اللى مد يده عليك .
مش مكفيه اللى عمله كمان هيضربك .
لتقترب منه وتصفعه على وجهه مردفة بغضب …لو يدك جربت منيه تانى ، هحبسك فى أوضة الفيران.
ليصرخ ممدوح …لا لا أوضة الفيران لا .
ليخرج منصور من شروده على رنين هاتفه من اللواء محمد السعيد.
فيزيل دموعه بكلتا يديه ثم يستجيب له مردفا…اهلا بالغالى ، ها ياريت تكون عرفت اخبار جديدة .
اللواء محمد …للاسف ملقناش اى أثر ليها .
بس اوعدك ههعيد البحث تانى ؟
واخبار براء ايه ؟
يارب يكون اتحسن عشان نعرف نستجوبه عن الحادثة ونقدر نوصل للفاعل.
منصور بلهفة … المهم توصلوا لنهلة .
فتعجب اللواء من اهتمامه بتلك الفتاة عن صحة ابنه.
فأغلق الخط مردفا …الراجل ده غريب اوى .
اتغير كتير عن زمان ، ده كان فى قمة العقل والاحترام .
اعتدل منصور من على فراشه مردفا …لا مش جادر أجعد اكتر من إكده ، أنا هروح أدور عليها بنفسى .
فوضع على جسده جلبابه الصعيدى وأخفى سلاحه بين طيات ملابسه ثم خطى خطواته للخارج .
وعندما وصل إلى البوابة قابل حمدان الذى كان يستعد للدخول إليه .
حمدان ببشاشة وجه ..اهلا يا واد عمى ، انا كنت لسه چايلك نجعد مع بعض شوية ،ونتكلم فى شغلانة سقع إكده ، بس ايه تمام .
فقطب منصور جبينه مردفا بغضب ..هو ده وجته ، انا مليش خلق لشغل ، ومش هيهدالى بال غير لما ألاقى البت نهلة.
وانا خارج دلوك أدور عليها لحالى ، فبعد عنى يا حمدان ، انا مش فيجالك .
فحدث نفسه حمدان …لا الراچل ده عجله فوت صوح .
وحلال فيه اللى عملته بچد .
وخليه يلف كعب داير ، ويبجا يجابلنى لو لاقها .
ليخرج منصور ويتبعه حمدان للمغادرة .
وعندما وقعت عين أم فاتن عليه ، أسرعت إليه طالبة الإحسان ..
فنهرها منصور ودفعها بيده قائلا ..بعدى عنى يا ولية أنتِ ، هى ناجصة بلاوى .
طالعته ام فاتن بعتاب ثم أردفت وهى تقترب منه مجددا بهمس……….؟
فماذا يا ترى سيحدث بعد ذلك
…؟؟
 

google-playkhamsatmostaqltradent