Ads by Google X

رواية اولاد الجبالي الفصل السادس عشر 16 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

    رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات 


رواية اولاد الجبالي الفصل السادس عشر 16

 انتظرت أم فاتن خروج منصور بفارغ الصبر من القصر ، بعد أن أتقنت دور التسول وتخفت وراء النقاب .
وعندما خرج منصور ، أسرعت إليه مردفة بإستعطاف …حسنة جليلة يا بيه ، الله يكرمك وما يحوجك لحد .
ولكن منصور تأفف منها ودفعها بيديه مردفا بسخط …ابعدى عنى يا حرمة أنتِ، هو انا ناجص بلاوى ، انا فيا اللى مكفينى .
طالعته ام فاتن بسخط محدثة نفسها …راچل دون صوح .
ربنا يخسف بيع الأرض زى قارون لما منع الفقير عنيه مع أن خزاينه فيها كتير .
وثم تذكرت ما أتت إليه فأقتربت منه مجددا مردفة بهمس……….إلحج نهلة يا بيه ، عتموت فى البدروم عنديكوا فى الجصر .
أصابه الذهول منصور من كلماتها تلك وصمت للحظات غير مستوعب ما تقول ، وعندما استفاق من ذهوله ، لم يجدها امامه ، فقد لاذت بالفرار سريعا قبل أن يكتشف أمرها أحد .
ولكن كان حمدان يراقب الأمر من على بعد ويتعجب من حالة حمدان وتعابير وجهه التى لا تبشر بالخير.
لينطلق بعدها منصور بخطوات سريعة إلى القصر متمتما ( نهلة ، نهلة ، نهلة ….) .
لتقع الصاعقة على رأس حمدان عندما سمعه يتفوه بأسمها ويعود بأدراجه إلى القصر مرة أخرى .
ليعلم أن الأمر جلل وان هناك كارثة ستحل به قريبا ولو حدث ما دار فى ذهنه حقا ، سيخسر حياته بالتأكيد على يد منصور .
لذلك حل رابطة رأسه الصعيدى ، وتلثم بها فاخفى به وجهه ، وأخرج مسدسه الكاتم للصوت ، وتسلل من البوابة الخلفية للقصر ، وحرص أن يبتعد بقدر الإمكان عن كاميرات المراقبة وتستر على مقربة من مطبخ القصر .
وكاد أن يتوقف قلبه عند سماعه صوت صياح منصور داخل القصر بقوله ….نهلة ، يا جلب منصور وحياته كلاتها
انا چى ، انا چى يا بت ، حبيبك وكتكوتك چى .
فاتخشبت حفيظة فى مكانها وتسمرت قدامها لرؤية منصور يهتف بأسم نهلة وجحظت عينيها بخوف ورعب شديد ،عندما وجدته يتجه الى بهو القصر .
لتضع يدها على رأسها مردف بذعر…يا مرك يا حفيظة ، خلاص ضيعتى ، اقرئى على نفسك الفاتحة بجا .
لتنظر لها الخادمات برعب
.
لتقول أحدهن ( راضية ) .انتم واجفين أكده ليه وعتبحلجوا فى بعض .
ولا مستنيين لما يطلع ويفرغ فيكم الرصاص وحدة بعد التانية ، كل واحدة منكم تجول يا فكيك وتهرب بسرعة .
ثم نظرت راضية إلى حفيظة مردفة …همى يا خالة حفيظة بسرعة .
لتصرخ حفيظة …ههروب فين ، انا مليش حد خالص ، انا أتربيت وعشت إهنه.
لترد عليها … أى حتة افدى بنفسك يا خالة .
ولكن الصدمة كانت مسيطرة على حفيظة ، فلم تتحرك ..
لتصرخ بها …همى يا خالة عشان الوقت
.
جبل ما يطلع من عنديها الله يخليكِ .
وعندما وجدتها هكذا متخشبة ، فأمسكتها من معصمها عنوة ودفتعها ورائها .
أما منصور فكان يلهث كلما خطى نحو البهو بخطوات سريعة ، حتى وصل وفتح الباب ، ليصعق عندما رآها أمامه ، شاحبة الوجه ، وشعرها أشعث وملابسها ممزقة ، تُظهر جسدها الذى تلون بالزرقة من كثرة الضرب .
وقد إنحنت برأسها على صدرها بضعف ، مستسلمة للموت .
لتتفاجىء بقول منصور …نهلة ،نهلة .
انا چيت يا جلب منصور .
مين الكلب اللى عمل فيكى إكده ، والله ليكون اخر يوم فى عمره .
فرفعت نهلة عينيها إليه بتثاقل ،ولكن لا تستطيع التحدث بسبب اللاصق على فمها .
ليسرع هو إليها ثم وقف يتأملها بحزن لما وصل إليه أمرها .
ثم أزال بحرص هذا اللاصق بحرص كى لا تتألم .
ليسئلها منصور بحنو ….مين جولى اللى عمل أكده فيكى يا بت ؟
لتحاول جاهدة التحدث بضعف …حححححفيظظظظظة.
ثم اغشى عليها بسبب الضعف الذى أصابها .
ليصرخ منصور …لااااا اياكى تروحى منى بعد ما لجيتك يا نهلة .
انا مصدجت فى الدنيا دى ألاجى حد يحبنى ويهتم بيه عشان نفسى مش عشان فلوس .
ثم تابع بقوله ” فوقى يا نهلة عشان حبيبك منصور .
وعندما لم تستجيب له ،حاول بكل قوته إزالة الأربطة من عليها ، ثم حملها بين يديه ، وخرج بها بين اندهاش كل من فى القصر .
بما حدث .
فصرخ منصور …متولى .
قلبى متولى نداؤه مردفا …. أمرك يا منصور بيه .
فأمره منصور بحنق ….عايزك تعلق حفيظة فى البدروم تحت ، وتربطها عجبال ما آچى من المستشفى .
وأعرف مين اللى وراها وعملت أكده ليه ؟
متولى …حاضر ، انت تؤمر يا منصور بيه .
ثم خرج منصور بها سريعا إلى سيارته متوجها بها إلى أقرب مستشفى .
ليسرع متولى البحث عن حفيظة ، فيجدها تركض وراء الخادمات تحاول الهرب ، فأردف بصوت جهورى حاد وجفى عندك يا حفيظة.
ثم فجأة وجدها تسقط أرضا غارقة فى دمائها .
ليجدها بعد أن اقترب منها قد فارقت الحياة ، وهرب من معها ولم يستطيع اللحاق بأى حد منهم .
ولج منصور حاملا بيديه نهلة إلى إحدى المستشفيات ، صارخا انا منصور الچبالى سيد الكفر ده كلاته ، عايز دكتور بسرعة .
ليسرع إليه أحد الأطباء ، فنهره منصور بقوله …لو جراللها حاچة هشرب من دمك .
الطبيب بتروى …أهدى بس يا منصور بيه .
ثم أشار الطبيب إلى أحد الممرضين … ترولى بسرعة ودخولها اوضة الكشف .
وعندما رأى الطبيب ذبول وجهها ، مع ضعف النبض ، أمر بتعليق محلول سريعا لها.
ليصدم أيضا عندما يرى أثر الضرب المبرح الذى تعرضت لها ليثور بقوله …دى جريمة ولازم نبلغ عنها .
ليهتف منصور ….سيبك من الحكومة دلوك ، ومش منصوراللى ياخد تاره بالحكومة ، انا هاخد تارى بيدى .
المهم هى دلوك .
الطبيب …بس يعنى…!
منصور …مبسش ، اسمع اللى بجولك عليه .
وطمنى عليها الله يخليك .
الطبيب ..هى كويسة بس محتاجة تتغذى شوية والمحلول هيفوقها ، ولازم نعالج جروح الضرب دى .
أشار له منصور بيده …اعمل كل ما بدك ، المهم تبجا زينة .
الطبيب ..حاضر.
اتفضل بس استريح .
طالعه منصور بتوتر مردفا …مش هستريح غير لما اشوفها تفوق وتكلم .
الطبيب بتروى …..انا مقدر حالتك وعارف أن الضنا غالى ، اكيد بنتك صح ؟.
فطالعه منصور بحنق مردفا بغضب ..دى مرتى ، وبطل حديت ملهوش عازة وشوف شغلك عاد .
فطالعه الطبيب بإندهاش ولكن حدث نفسه ..وانا مالى .
المهم تفوق عشان ميكسرش المستشفى فوق دماغنا .
تألم منصور وهى يرى جراح نهلة من اثر الضرب المبرح التى تعرضت له ، لتذكره بنفسه ، عندما كان صغيرا .
فى الصف السادس الابتدائى ، عندما رسب فى الامتحان ، أما أخيه منصور فكان الاول على مدرسته كعادته كل عام .
حيث كان مجتهدا ومتفوقا ، لذا أحبه زملائه ومدرسيه
.
وافتخر به والدايه ، فأكثروا من دلاله وأغداقه بالهدايا.
أما هو فزاده رسوبه سخط والديه .
حيث ولج إليه والده وعلى وجهه الغضب الشديد ،وفى يده كرباج ..
عزيز الجبالى بإنفعال…انت يا طور يلى مفكش اى رجا ولا ليك جيمة بين الخلق .
وديما موطى رأسه وهكسف منيك ، ياريتنى ما خلفتك وخلفت منصور بس اللى ديما هو اللى اتباهى بيه .
فوقف ممدوح مرتجفا ، وهو يطالع والده الغاضب مردفا بإستعطاف…معلش يا بوى ، غصبا عنى .
أوعدك المرة الچاية أذاكر وانجح ، بس سامحنى المرة دى .
أرجوك ،معلش اخر مرة .
عزيز الچبالى بسخرية …اخر مرة ايه يا طور !
ده انت كل سنة تچيب ملاحق وانا أدفع عشان ينجحوك ، وختمت السنادى بالسقوط فى كل المواد .
يعنى ضيعت كل فلوسى على الفاضى ، ضيعتها على عيل فاشل ،مخه كيف البهيمة .
ويمكن البهيمة احسن كمان منيك عاد .
وانا دلوك هطلع على جتتك كل الفلوس اللى صرفتها عليك من غير فايدة .
وكمان خلاص معدتش تروح مدارس ، وهشغلك معايا فى الارض .
عشان تساعدنى نچيب فلوس عشان نعلم أخوك اللى هيرفع راسى عنيك يا فاشل ..
فبكى ممدوح مردفا بإستعطاف …لااااا مش عايز أشتغل ، عايز أروح المدرسة وهذاكر وانجح كيف منصور .
عزيز الجبالى ساخرا …كيف ايه ؟
هو انت تعرف اى حاچة زى منصور .
انت طور مهتفهمش .
وهتشتغل فى الارض .
فحرك ممدوح رأسه بحزن مردفا….لا مش هشتغل .
عزيز بغضب رافعا الكرباج عليه …هتشتغل وهوريك كيف تجولى لأ .
ليقوم بضربه على ظهره ، حتى تقطعت ملابسه .
ونزفت الدماء من ظهره ، ولم ينجده من الموت بين يدى والده سوى منصور الذى بكى مردفا …الله يخليك يا بوى ،كفايا ، عيموت فى يدك .
عزيز….ياريت ، عشان أستريح منيه .
منصور مستعطفا ..لا يا بوى ، الله يخليك ، سيبه عشان خوطرى .
فتوقف عزيز عن ضربه مردفا بحنو …عشان خاطرك الغالى بس يا ولدى أنت .
ليغادر بعدها عزيز ، فيسرع منصوراللى أخيه ،ليحاول التخفيف عنه مردفا بحنو ….معلش يا خوى.
وكان نفسى ميحصلش إكده وتسمع كلامى ، لما كنت بجولك تعال ذاكر معايا وسيبك من اللعب .
بس انت مكنتش بتسمع الكلام ، وادى النتيجة.
ممدوح بغصة مريرة …بعد عنى ،كله بسببك أنت .
ياريت كنت انت اللى تموت عشان ارتاح منك .
فحرك منصور رأسه بآسى مردفا بلوم ..إكده يا خوى .
وانا اللى عدافع عنيك .
ربنا يسامحك .
ثم تركه وغادر ، لتأتى له أخته كوثر باكية …سلامتك يا خوى .
ممدوح بغصة مريرة …شوفتى يا كوثر ، اللى هيعمله فيا ابوكى.
ربتت كوثر على كتفه بحنو …معلش يا خوى ،ان شاءالله السنة الچاية تذاكر وتطلع الاول وتفرحه كيف منصور .
ممدوح ..لا ابوى جال هيطلعنى من المدرسة ،مش عارف ليه محدش عيحبنى فيهم ،غيرك أنتِ وبس يا كوثر .
ليخرج منصور من شروده على صوت نهلة الضعيف مردفا ..انت إهنه چنبى يا منصورى .
ليطالعها بحب مردفا بحنو ..انا جنبك يا جلب منصور .
جومى أنتِ بس بالسلامة ، وعتشوفى منصور هيعمل ايه فى اللى عمل فيكى إكده ؟.
دمعت عيني نهلة مردفة …حسبى الله ونعم الوكيل.
منهم لله ، بس الحمد لله أن ربنا بعتك ليا .
ده مكنش على لسانى تحت غير اسمك ، وأجول اكيد حبيبى هيچى ويغتنى ، امال ده انت فارس أحلامى اللى كنت عنتظره على الحمار لا جصدى الحصان الأبيض وينقذنى .
ففتح منصور فمه واردف ببلاهة …ايوه انا حمارك يا بت ، جصدى الفارس بتاع الحصان الأبيض .
فكتمت نهلة ضحاكتها حتى لا يكتشف كذبها
………..
أسرع حمدان للفرار بعد أن أطلق النار على حفيظة ، حتى لا تفشى أنه هو وراء زجها بنهلة وتعذيبها وحبسها فى البهو .
وصل حمدان إلى بيته يلهث محاولا التقاط أنفاسه ، ثم حاول الاستراحة فجلس على المقعد الذى قابله فى مدخل البيت .
فراته زوجته فأسرعت إليه مردفة بتعجب …رجعت بدرى يعنى حمدان !!
ثم لاحظت شحوب وجهه وسمعت دقات قلبه المتسارعة فعم قلبها الخوف فأردفت بقلق …حوصل إيه يا حمدان ؟
ومالك إكده هتنهج زى ما تكون چى چرى يا راچل ؟
هو فيه حد كان هيچرى وراك ولا ايه ؟
لينهرها حمدان بقوله …اسكتى يا ولية ، انا مش ناجص حديت عاد وهملينى لحالى دلوك ، الله يخليكى .
طالعته فهيمة بغضب مردفة بحنق…مالك إكده متزربن يا راچل ، ما تنطق مالك بدل ما انت هتفرجع إكده !
ثم نظرت إلى ملابسه التى تعفرت بالرمال .
فصرخت …انت وچعت فى الطريق ، كيف العيال الصغيرة .
مال خلجاتك أكده متعفرة كأنك خارچ من جبر.
ليثور حمدان منفعلا ويخرج سلاحه ويصوبه عليها مردفا بتهديد …جبر يلمك يا فهيمة ،ويمين تلاتة لو مغورتيش من وشى دلوك لكون مفرغه فيكى وارتاح منيكى يا أم لسان طويل .
ففزعت حفيظة واسرعت مهرولة للداخل ، مردفة بضيق….الراچل شكله اتچنن خالص .
ثم أخرج حمدان هاتفه واتصل على حمدى الذى استيقظ من نومه وهو بجوار قمر فى تلك اللحظة .
فأردف حمدى بنعاس ..اوف بجا ، الواحد مش عارف ينام فى البلد ديه ولا ايه .
ولكنه عندما رأى أن حمدان الذى يتصل فرد على الفور مردفا …حمدان بيه ، اهلا .
حمدان بغضب …صوتك نايم يا طور .
انت فى بيتك لسه ولا ايه ؟
عايزك عندى كمان خمس دجايج ولو اتأخرت مشوفش وشك تانى.
ارتبك حمدى مردفا بتروى …على مهلك عاد يا حمدى بيه ومعلش أدينى ربع ساعة عشان أنا مش فى البيت ، عجبال بس الموصلات غصبا عنى .
حمدان متوعدا ….ماشى ،مش اكتر من إكده .
وعايزك وانت چى ، تعدى على محروس ، خليه يچهز الليلة ، عشان عنبيع الصنف مش هستنى اكتر من إكده.
إندهش حمدى بقوله …الليلة يا بيه كيف ؟
طيب ومنصور بيه عاد خابر الموضوع ومظبط حاله عشان الحكومة واعرة جوى اليومين دول .
حمدان …ملكش صالح بيه ، والعملية دى عاد بعيد عنيه ، هو مش فايق لينا اليومين دول .
ففرح حمدى …قشطة ، حلو الشغل ده عاد .
ماشى كلامك يا ريسنا ، نعمل المطلوب وربك يسترها وتعدى على خير .
ليغلق معه حمدان الخط ، ثم حاول التنفس بهدوء مردفا ..خلينى أطلع من العملية دى ، بمليون جنيه .
واخلع بسرعة من إهنه لو شميت خبر أن منصور شك فيا .
خطف حمدى نظرة عابرة على تلك النائمة بجواره ، ليحدثه الشيطان بفكرة ، ضرب على أثرها على جبهته مردفا …ايوه هى دى .
وجه جديد وحلو ، وعتعدى بالشنطة من غير ما حد يحس بيها ، ويمكن كمان العميل يزود بجشيش لما يستلم عشان خاطر عيونها الحلوة .
فانحنى برأسه عليها وقبلها بنعومة قائلا بلطف ..جومى يا جمرى .
بزيادة أكده نوم عاد ورانا أشغال .
تململت قمر فى الفراش مردفة بنعاس…سبنى شوية كمان ، راسى تجيلة جوى مش جادرة أجوم.
حمدى …لا انا هجوم اعملك كوباية شاى تصحصحك على طول .
فقام بالفعل بإعداد كوب شاى لها وأفرغ فيه أيضا قرص من المواد المخدرة ، ليجعلها تطيع أوامره .
وذهب به إليها مردفا بخبث …خدى من يدى الشاى ده ، وعتفوجى على طول وتطيرى كمان .
طالعته قمر بنظرة عتاب ولوم وقد أصبحت ترى العالم بعد ما حدث معه وخيانتها لنفسها وزوجها ، موشحا بالسواد .
وأن طريقها أصبح ملوثا وللأسف ليس هناك أمل لعودتها كما كانت بعد أن فقدت نفسها وعليها الأستمرار فى هذا الطريق رغم مرارته .
ثم مدت يدها المرتعشة الكوب وارتشفته عن آخره .
وحمدى يطالعها بترقب حتى تأكد انها انهته وبدء يرى فى عينيها التيه لتصبح آلة فى يده يحركها كيفما يريد .
&&&&&&
سمع حمدان صوت جابر وهو يرتل القران كعادته مع الأطفال ، فلمعت عينيه بالدموع وحدث نفسه …يا بختك والله يا ولدى ، ريحت نفسك من هموم وطمع الدنيا .
يارتنى كنت ما أطلعت لفيهمة واصل ، وجريت على أمك وعالجتها كانت طيبة جوى زيك إكده .
بس أعمل ايه شوق الدنيا ، ولى معهوش جرش ميسواش حاچة .
وبعد لحظات انتهى جابر من تحفيظه للاطفال ، ثم ولج للداخل فوجد والده.
فأقترب منه بوجه بشوش وأمسك يده وقبلها مردفا بحنو …كيفك يا بوى ؟
انا اول مرة اشوفك إهنه فى الوجت ده.
انت كويس ؟
ابتسم له حمدان قائلا …يعنى لجيت نفسى همدان شوية ، جولت أجعد استريح .
جابر بقلق …همدان كيف ؟ طيب أشيع ليك دكتور .
حمدان ..لا ملوش داعى ، انا هستريح بس شوية وهجوم .
عملت انت ايه فى الأرض؟
شوفت مشترى ولا أشوفلك انا عاد ؟
جابر …..اه كلمت الحاچ عمران ، عشان هو أرضه جمبنا وهو أولى بيهم يضمهم لأرضه ، ففرح جوى واتفجنا على البيع من بعد إذنك طبعا .
وشوفت كمان مصنع أكده على الجد ، على الطريج ، مش شغال واطجست وعلمت مين صاحبه وهروح اتفاوض معاه..
ولو وافق هشتريه وهعمله كيف ما جولت شغل السجاد اليدوى .
تهللت أسارير حمدان بقوله …كويس جوى يا ولدى ، ربنا يفتح عليك .
ايوه أكده عشان تشرف جدام مرتك وتجدر تصرف عليها ومتحسش انك أجل منيها عاد .
جابر ….الله يكرم يا بوى .
وانا هجوم دلوك عشان رايح المستشفى أطمن على براء ، اشوف كيفه دلوك ، يارب يكون فاق.
حمدان …ماشى يا ولدى روح .
ليغادر جابر .
ليأتى جاسر اخوه وعلى وجهه القلق والفزع مردفا …شوفت اللى حوصل يا بوى فى جصر الچبالى من شوى.
لتجحظ عين حمدان بخوف مردفا …حوصل إيه ؟
جول بسرعة ؟
جاسر …منصور بيه ، خلاص لجى البت نهلة ، كانت حبساها الست حفيظة فى بدروم الجصر .
ولجاها هتجطع النفس من كتر ضرب الست فيها ، راح شلها جوام وخدها على المستشفى .
جوم ايه الست حفيظة كانت عايزة تهرب جبل ما يجى منصور يعلمها الأدب على اللى عملته .
فمتعرفش مين جاب أجلها برصاصة ، فطست فى ساعتها ومحطتش منطق .
والحكومة جت وشغالة سين وجيم والجصر مقلوب.
والاسعاف جت شالت الجتة على المشرحة .
والله حكاية غريبة جوى ، ومعرفش ليه الست حفيظة عملت أكده وأهى هى اللى راحت فيها .
تنفس حمدان الهواء بإطمئنان لموت سره مع حفيظة ولكن مازال القلق مسيطرا عليه ، لخوفه من الحكومة التى قد تتوصل إليه فى اى وقت .
…………
نعود لذكريات محفوظ حين أستوقفه حمدان بعد عودته من الأسكندرية .
فتوقف رغم سخطه بسبب خوفه على إلهام ويريد الذهاب ليطمئن عليها .
محفوظ بتوتر أرتسم على ملامحه …نعمين يا بيه .
تؤمرنى بحاچة تانية ، انا خلاص حچزتلك عند الدكتور كيف ما جولتى ومعادك الخميس الچى الساعة ستة ان شاء الله.
ابتسم منصور بمكر مردفا ..طيب تمام يا ولا .
عشان اقدر أجوف على رچلى ، ساعة فرحك على إلهام الچمعة الچاية .
ايه رئيك مفاجأة حلو مش أكده ؟
اتسعت مقلتى محفوظ عن آخرهم مردفا بإندهاش ..الچمعة الچاية ، كيف ده ؟
وانا لسه جدامى شوى عجبال ما أچهز نفسى وهى كمان !
منصور بمكر …ولى يچبلك كل اللى نفسك فيه ، عشان تچوز بسرعة .
تبدلت تعابير محفوظ من اندهاش لفرحة غامرة مرددا …بچد ، ده يبجا ، يوم المنى واكون خدام ليه العمر كلاته .
منصور …يكش يطمر بس يا ولا ، خلاص انا عچبلك كل حاچة ، والچمعة كيف ما جولت الدخلة .
فأسرع محفوظ إلى تقبيل يد منصور مردفا ..الله يبرلكك يا منصور بيه ويخليك الغلابة ، ده چميل عمره ما هنساه خلاص .
ودلوك بعد اذنك اروح أفرح العروسة .
وعندما جاء ليتلفت حدثه منصور بقوله …استنى يا محفوظ ، خد حماك فى يدك .
ضيق محفوظ عينيه بعدم فهم متسائلا …عم اسماعيل ، إهنه ؟
ليه وهو فين ؟
فضحك منصور بخبث …چوه مستنيك من عشية ، كان جلجان عليك وچه يسئل عليك ، بس يا عينى أتكعبل ووقع على وشه .
فحلفت ميت يمين ليبيت عندى عشان يستريح .
اماااال هو فيه فى جلبى الحنين .
طالعه محفوظ بشك ، لأنه يعلم مدى غلظته فلما هذا التغيير المفاجىء ، سيتكلف بمصاريف زواجه وايضا موقفه مع والد إلهام .
محفوظ …تشكر يا بيه .
طيب هو فين ؟
فقام منصور بالنداء على متولى …انت يا طور .
فجاء سريعا متولى مردفا …امرك يا بيه .
منصور ..خد محفوظ لعم أسماعيل جوه ، ووصله معاه لحد الباب .
وجوله يحرص بعد أكده على حاله ، عشان مش كل مرة تسلم الچرة وهو خابر جصدى ايه .
ثم قهقه منصور بين تعجب محفوظ ، ثم اتجه منصور إلى غرفته .
انا محفوظ فولج إلى اسماعيل ليشهق عند رؤيته على تلك الحاله .
بعد أن اختفت ملامح وجهه من كثرة الكدمات التى به ، وهذا بجانب الانتفاخ والاحمرار الذى أصاب أطرافه .
وصوته المكلوب الذى يأن بقوله …اااااه
حسبى الله ونعم الوكيل.
فأسرع إليه محفوظ والدموع فى عينيه وانحنى بجسده إليه مردفا بقلق …عمى مالك بعد الشر عليك ؟
كيف حوصل ده ؟وليه ؟
مش معجول كل ده عشان وجعت ، ده اكيد حد مد يده عليك .
جولى مين وانا أصوره كتيل الليلة.
فطالعه إسماعيل بإنكسار ثم نكس رأسه مردفا …ارجوك يا ولدى ، خدنى من إهنه ورچعنى دارى ، انا عايز أموت على فرشتى .
محفوظ ..بعد الشر عليك يا عمى ، انا عخدك الحكيم يطمنا عليك ، بس جولى الاول ايه حوصل ؟
أغمض اسماعيل عينيه وتنهد بحرارة …اللى حوصل ولا يتجال ولا ينجرى يا ولدى .
خدنى لدارى ،ولا عايز حكيم ولا يحزنون .
انا حكيمى ربنا .
محفوظ ….ونعم بالله.
بس لزمن اعرف ايه حوصل ؟
ليجد بعدها يد ثقيلة على كتفه وكانت يد متولى الذى أردف بهدر …ما جالك رچعنى دارى عاد .
خده يلا وخلصنى وبطل حديت عاد ملهوش لزمة .
وإلا عتروح انت كمان على نجالة
فابتلع محفوظ لعابه بخوف ونظر إلى اسماعيل الذى أدار بوجهه عنه من الحرج.
ليحاول بعد ذلك محفوظ مساعدة اسماعيل على النهوض .
ولكنه كلما وقف خر مر آخرة جالسا من كثرة الألم فصرخ …مش جادر أجوف يا ولدى سامحنى .
فاضطر محفوظ إلى حمله على يديه وخرج به متجها إلى داره كما أمره .
ولكن هناك ألف سؤال دار فى عقله عن ما وراء هذا ؟؟
وشعر أن هناك مصيبة قد حدثت .
……..
صمم براء مغادرة المستشفى رغم جرحه الذى لم يلتئم بعد للبحث عن زاد .
ولكن خانته قواه فى بداية الأمر وشعر بالدوار وكاد أن يسقط لولا مساندة باسم له .
فأراحه باسم على السرير قائلا والدموع فى عينيه ..حرام عليك نفسك ، ريح يا خوى وانا هبلغ عن اختفائها وان شاء الله ،فى اقرب وجت تعود تانى .
براء بإنفعال …كيف أستريح ومعرفش مرتى فين ؟
لازم أحاول تانى ، سندنى انت بس عاد .
وعند محاولته القيام مرة أخرى ،ولج الطبيب الذى تفاجىء بوقوف براء على هذا النحو فأردف بقلق …ايه اللى هتعمله ده يا سيادة المقدم !
انت كده بتعرض نفسك للخطر .
براء بإنكسار ..مفيش خطر اكتر من أن مرتى معرفش هى فين ؟
اندهش الطبيب بقوله …إزاى ده ؟
هو حصل ايه حد يفهمني ؟
فأخبره باسم …زاد بنت عمتى ومرت براء ،منعرفش فين ؟
اختفت فجأة وتليفونها مجفول ،وخايفين يكون جراللها حاچة .
الطبيب …ازاى ده ؟
ده انا لسه شايفها من ساعة تقريبا جت زيارة ليه ،وبعدين لمحتها خارجة مع دكتور بس معرفش دكتور مين بالظبط لانه شكله مكنش واضح اوى يدوبك لمحته بجانبه .
صعق براء عند سماعه لذلك بين اندهاش باسم وبانة .
فأردف براء بقلق …دكتور مين ده اللى عتمشى معاه مرتى ؟
الموضوع فيه حاچة وحاچة خطيرة كمان .
وبستأذن حضرتك نفرغ كاميرات المراقبة بسرعة لو سمحت عشان حدد تشوف الدكتور ده كويس وتجولنا هو مين ، عشان نعرف نتوصل ليها ونعرف ايه السبب اللى خلاها تطلع معاه .
الطبيب …تمام ، أكيد تحت امرك .
هروح دلوقتى أشوف ، بس حضرتك أستريح وانا هنقلك الفيديو على الموبيل واجيبه لحضرتك حالا أول ما أشوف الأمر
.
براء بترقب …فى انتظار حضرتك ، وياريت متعوجش عليا .
الطبيب …اه طبعا ، بعد أذنكم .
ليخرج الطبيب .
ليتبادل نظرات الدهشة والحيرة براء وإخوته .
بانة …يارب تكونى بخير يا زاد .
استر يارب .
لتمر لحظات عصيبة على براء كادت عقله أن ينفجر من كثرة التفكير حتى أنه لم ينشغل برسائل قمر التى وصلت إليه ،ولكن كان شغله الشاغل هو زاد .
ليأتى إليه الطبيب مرة أخرى.
الطبيب ..اتفضل يا سيادة المقدم .
بس للاسف محدش ابدا قدر يتعرف على الدكتور ده .
وللاسف شاكين أنه مش دكتور واتخفى فى زى دكتور والسبب حضرتك اكيد اللى تقدر تعرفه .
فالتقط براء منه الهاتف بيد مرتعشة ليتابع الفيديو .
حتى اتت لقطة ظهر بها من يعرفه جيدا ليصرخ براء ….لااااا مش معقول .
الخاينة ….!! !!
وعتجولوا عتحبنى !!!

google-playkhamsatmostaqltradent