Ads by Google X

رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الثامن عشر 18 - بقلم دينا قدري

الصفحة الرئيسية

 رواية انت عشقي وقسوتي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دينا قدري

رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الثامن عشر 18 

 بارت ١٨
اثناء اعدادها للطعام مع خالتها ووسط احاديثهم الشيقة
عاليا .. بس انتى شكلك بتحبى عمر اوى 
منى بتأكيد .. طبعا عمر ده متربى على ايدى .. اتولد بعد جيهان بنتى بسنتين .. امه لما جت سكنت فى البيت اللى جنبى اتصاحبنا اوى وهيا عشان اتجوزت هنا بعيد عن اهلها .. لما ولدت كنت معاها دايما وتحت امرها فى اى حاجة .. لما كانت تتعب اجرى عليها واخد عمر منها ومكنتش تطمن عليه غير معايا .. وهيا عشان مكنش عندها خبرة اوى فى تربية الاطفال كانت بتسألنى فى كل حاجة ولما يتعب نجرى بيه عالدكتور مع بعض 
ثم تبسمت قائلة .. كان عندى زى جيهان بالظبط وكانو اصحاب .. كانو يقضو اليوم مع الجيران لعب وتنطيط حوالين البيت .. انا فاكرة عمر ده كان يجى يعد معانا هنا بالساعات .. ولما فادى اتولد كانت روحه فيه .. وييجى يقولى عايز العب مع النونة .. ويأكله معايا بجد كان حنين اوى 
تبسمت عاليا تحاول تخيل عمر فى صغره .. ترى كيف كان ذلك الطفل
عاليا .. طب وكان طفل شقى ولا هادى ؟
منى .. يا لهووووى ده كان شقى جدا .. وعلم جيهان الشقاوة .. بس لما كبر وباة فى الثانوى كدة اد فادى اتغير .. باة هادى ومهذب ومحترم اوى .. البلد كلها بتحلف بأخلاقه وجدعنته مع كل الناس .. بصراحة سعاد تربيتها تشرف 
كانت تستمع لها باعجاب شديد ترتسم الابتسامة على وجهها حين سألتها بفضول
عاليا .. امال ليه بتقولى مبقاش ييجى هنا خالص 
منى .. لما جيهان كبرت بقى يتحرج ييجى هنا .. مبقاش ييجى خالص وكنت اشوفه صدفة .. لكن فادى باة اللى اتعلق بيه من صغره وبقو اصحاب .. هو اللى بيروحله علطول او مثلا يخرجو سوا لكن ميجيش هنا ابدا مهما عزمت عليه .. لحد ما دخل الكلية باة وساب البلد مبقتش اشوفه خالص 
عاليا .. وهو اللى فى كليتنا دى حد بيشوفه اصلا .. انا اهو اعدة مع خالتو سميحة وتقريبا مبشوفهاش خالص .. باجى عالنوم وحتى ايام الاجازة بنشتغل فى مشاريع بجد حياتنا صعبة ومفيش هدنة ابدا ناخد فيها نفسنا 
منى .. ربنا يقويكى يا حبيبتى .. بس اديكى واخدة اجازة اهو تريحى شوية 
عاليا .. عارفة يا خالتو ان المفروض نبدأ شغل فى المشروع الاسبوع الجاى .. يعنى حتى الاجازة مش متهنيين عليها 
منى .. معلش يا قلبى هانت كلها شهرين تلاتة وتتخرجى ونرتاح باة 
عاليا .. يارب .. كدة مش فاضل حاجة هروح باة اغير هدومى واخد شاور يفوقنى  
منى بسعادة لرؤية عاليا مبتهجة وقد عادت لطبيعتها .. روحى يا حبيبتى وارتاحى شوية وانا هندهلك لما الاكل يخلص 
انصرفت تهرول الى غرفتها حينما سمعت صوت عمر اتيا من حديقة المنزل .. دق قلبها لسماع صوته فدخلت غرفتها  واغلقت الباب من خلفها جيدا .. ثم وقفت امام النافذة لتسترق النظرات له وتشبع عيونها من رؤيته .. ظلت تتابعه بعيونها باهتمام .. تتابع حركاته .. نظراته .. كلامه وضحكاته مع فادى .. ظلت تتأمله مبتسمة هائمة به  .. شعرت بعشقه يتغلغل بداخلها رويدا رويدا .. ظلت شاردة به حتى اتاها صوت خالتها من الخارج محاولة فتح الباب 
منى .. عاليا تعالى يلا الاكل خلص 
توترت بوقتها خوفا من رؤية خالتها لوقفتها تلك ناسية احكامها لاغلاق الباب جيدا .. فتحركت بسرعة من مكانها مبتعدة لتصدر فوضى حيث تحرك معها زجاج النافذة ليرتطم بالحائط بعنف مصدرا صوتا مرتفعا 
ركضت مسرعة لتغطى النافذة بالستائر حتى لا يلاحظ وجودها 
ولكنه بالفعل قد انتبه لصوت زجاج النافذة المرتطم وحين رفع عينه باتجاهه رأها خلف الستار تحاول اغلاقه
ابتسم بسعادة رغما عنه وقلبه يتراقص داخليا بفرح حيث ادرك اهتمامها بوجوده ومتابعتها له
فادى .. بتضحك على ايه ؟!
عمر .. وانت مالك .. لو تركز ربع التركيز ده فى دراستك كان زمانك بقيت فى حتة تانية دلوقتى 
فادى .. لا متخافش يا كبير انا مركز .
عمر .. صحيح يا فادى .. هو انت كنت تعرف خطيب عاليا ده ؟ قصدى اللى كان خطيبها 
فادى .. الا اعرفه !  طبعا ده ابن خالتى 
عمر بصدمة .. ابن خالتك !! بجد ؟
فادى .. ايوة والله ابن خالتو سميحة .. وبيجيلنا هنا كتير كمان 
عمر .. طب ومتعرفش سابو بعض ليه ؟!
فادى .. بصراحة لأ مش عايز افتى .. بس انا كنت حاسس انهم مش هيكملو .. اصلا استغربت جدا لما عرفت انهم اتخطبوا 
عمر بفضول .. ليه ؟! 
فادى .. مش عارف مش راكبين مع بعض كدة.. هو علطول مسافر اصلا ومبيشوفوش بعض خالص .. فجأة كدة يتخطبو ازاى وكل واحد فى وادى !! 
عمر ... هو بيسافر ليه يعنى شغال برة ؟
فادى .. لا ده بياخد رسالة الدكتوراه من برة .. وقبلها الماجستير .. بقاله سنين فعلا 
لحق يحبها ويرتبط بيها امتى .. الا اذا كان جواز صالونات باة والعروسة مش فارقاله 
عمر بسعادة واقتناع ... عندك حق اكيد مكنش بينهم حاجة  
قاطعتهم منى هاتفة .. يلا يا عمر اتفضل الغدا جاهز
...
حاولت الابتعاد سريعا عند رؤية عمر وهو يرفع عينه باتجاهها .. شعرت بالخجل الشديد لرؤيته لها حيث احمرت وجنتاها وشعرت بحرارة جسدها ترتفع اثر خجلها وارتباكها.
ابتسمت رغما عنها واضعة كفيها على وجهها تحاول تدارك نفسها 
عاليا .. انا ايه اللى عملته ده .. زمانه شافنى .. لا ده اكيد شافنى وفهم انى كنت ببص عليه .. هوريله وشى ازاى دلوقتى 
منى هاتفة .. يلا يا عاليا الاكل هيبرد 
ظلت تجول بالغرفة بتوتر ..  طب انا لازم اخرج .. بس ازاى .. اه احسن حاجة مبصلوش خالص .. ايوة صح كدة احط وشى فى طبقى واكل لقمتين واقوم بسرعة 
دخلت المرحاض لتغسل وجهها بالماء البارد محاولة تمالك نفسها والتظاهر باللا مبالاة 
اجمدى كدة يا عاليا ويلا .. انتى قدها 
....

ماهيتاب بجانب شادى بالسيارة .. هتفضل مكشر وقالب وشك كدة .. ما تفكها باة ده انا سايبة مشروع منيل فى البيت انت عارف مش ناقصة 
شادى بغيظ .. ما انتى عليكى كلام يعصب ويخرج الواحد عن شعوره فعلا 
ماهيتاب .. ما خلاص باة قلبك ابيض .. ده انت زعلك وحش اوى 
شادى .. اه وحش جدا وقلبى اسود كمان فحاولى متجربيهوش 
ماهيتاب .. طيب .. خلاص اخر مرة توبة 
شادى .. طيب هنروح فين دلوقتى 
ماهيتاب .. خليك ماشى علطول بس وانا هقولك 
شادى .. ماشي ياستى خلينى وراكى لما اشوف اخرتها 
بعد فترة 
وصلا مكان يبدو غريبا جدا بالنسبة لشادى .. ولكنه مألوف لها 
فالمكان عبارة عن صالة كبيرة جدا بها جميع مستلزمات الرسم .. والنحت والديكور .. فهى تجمع مستلزمات وادوات جميع الفنون بمكان واحد 
وعلى الحوائط نجد العديد من اللوحات الفنية المرسومة بدقة شديدة .. والتابلوهات الخشبية التى تبدو رائعة جدا وبين الجدران تظهر نماذج لتماثيل وتحف تبدو غاية بالجمال 
ظل يتأمل المكان بتعجب لن يتوقع ابدا ان يوجد مكان بذلك الفخامة والرقى 
شادى .. ايه المكان الغريب ده ؟ عرفتيه منين ده بعيد جدا عن البيت والكلية كمان !
ماهى .. كان عندنا معيدة قالتلنا عليه .. بس فعلا عشان بعيد قليل اللى اهتم وشافه .. بس يستاهل المشوار انا بحياتى مشوفت مكان كامل كدة 
شادى .. مممم طب وانتى ناقصك حاجة يعنى جاية تشتريها ؟!
ماهى .. اه هشترى حاجات كتير بس مش ليا 
شادى باستغراب .. امال لمين ؟! 
ماهى .. تعالى معايا بس 
توجهت للركن الخاص بالرسم واختارت ستاند خشبى متوسط الحجم ويبدو متين جدا .. ثم قامت بشراء شنطة الوان كبيرة جدا بها مختلف انواع الالوان بدرجاتهم مع باليت الالوان الخاصة بهم .. وظلت تتجول برفقة شادى تختار ما يعجبها بعناية شديدة كأنهم لها 
ماهيتاب .. ايه رأيك ناخد الكرسى ده كمان .. هتحتاجه عشان هيا قصيرة 
شادى .. هيا مين دى .. وبتجيبى كل الحاجات دى ليه ده انتى عندك منهم كتير 
ماهيتاب .. لسة مفهمتش لمين كل ده !! طيب يا سيدى دول لاية اختك
شادى متفاجئا .. اختى ؟! وهيا اللى قالتلك تجيبيلها الحاجات دى !
ماهيتاب .. لا طبعا مقالتش ولا تعرف اصلا انى هجيبهم .. دول هدية منى وعاملاهالها مفاجأة .. اصل هيا عاجبها الجو اللى انا عاملاه عندى وبتعرف تعمل فيه لوح كويسة .. وكل ما اقولها تكمل حاجة فى البيت مبتعرفش عشان معندهاش استاند ولا حاجة تساعدها 
فقلت اكيد هتفرح بالحاجات دى لما تبقى عندها وهتساعدها عالشغل والابداع فى مجالها اكتر 
شادى باعجاب شديد .. هو انا قلتلك قبل كدة انك جميلة ورقيقة اوى ؟! 
ماهيتاب بخجل .. مممم تقريبا 
شادى .. زودى عليهم كمان ان قلبك مفيش اطيب ولا احن واجمل منه .. ضاربة كل المشوار ده واعدة تجيبيلها احلى واغلى حاجات بس عشان تفرحيها .
ماهيتاب .. طبعا انا بعتبرها اختى الصغيرة .. ويهمنى جدا تنجح فى اللى بتحبه وتحقق شغفها .. ودى هدية بمناسبة ان اونكل سالم وافق اخيرا على الكلية اللى بتحبها 
شادى .. ايوة بس ده كتير اوى .. بصى انا هسيبك تجيبى الاستاند بس وباقى الحاجات انا اللى هحاسب عليها .. انا برضو اخوها وهيا مسئولة منى 
ماهيتاب .. لأ لو سمحت ملكش دعوة بمفاجأتى .. عايز تجيبلها هاتلها اللى انت عايزه بس اللى انا اختارته ده هديتى 
شادى .. كتير يا ماهى .. وبعدين ازاى اسيبك تدفعى كل ده مفيش راجل معاكى !
ماهيتاب .. يا شادى دى هدية .. يعنى انا لو بجيب هدية لصحبتى هدفعك فيها اكيد لأ 
لما ابقى اجيب حاجة ليا ابقى اشتريهالى انت 
شادى .. بس ...
ماهيتاب .. خلاص باة يلا عشان نلحق نشوف باقى الحاجات 
شادى .. هو لسة فيه تانى !! 
ماهيتاب .. طبعا لسة بدرى 
شادى .. طيب اللى جاى كله انا هحاسب عليه 
ماهيتاب باستسلام .. اللى يريحك 
.....
خرجت من غرفتها بعد تبديل ثيابها .. فقد ارتدت اجمل الثياب لديها متزينة بقليل من مستحضرات التجميل التى تبرز جمالها 
توجهت لغرفة الطعام حين قالت منى 
منى .. فينك يابنتى كل ده الاكل هيبرد 
نظر لها بلهفة اثناء دخولها للغرفة حتى كاد قلبه يرقص حين رأى اهتمامها بمظهرها وجمالها من اجله 
فقد لاحظ تغير هيئة عاليا عن هيئتها منذ الصباح حينما التقى بها صدفة
فصباحا كانت ترتدى بنطال وقميص بسيط مع وجها باهت شاحب يبدو عليه الارهاق والحزن 
اما الان فيراها ترتدى فستانا رقيقا جدا يبرز انوثتها ذو الوان زاهية مبهجة .. وقد لاحظ ايضا وضعها لبعض مساحيق التجميل التى لا يراها تضعهم الا نادرا والتى اخفت ملامح الارهاق والحزن لتظهرها برونق مختلف تماما .. فابتسم داخليا حين ادرك انها تفعل ذلك لأجله .. تأكد حينها انها تحبه مثلما يحبها .. فمراقبتها له بالنافذة مع هيئتها تلك كل ذلك يثبت صحة مشاعره 
لحظها السئ لم تجد سوى المقعد بمقابله لتجلس عليه .. فجلست مبتعدة بنظرها عنه هاربة من نظراته لها 
عاليا اثناء جلوسها .. طب ما تاكلو انتم زمانكم جوعتو 
فادى بعفوية .. البيه مش راضى ياكل الا اما تيجى وجوعنا معاه
عمر موجها حديثه لها ناظرا لعيونها باهتمام .. يعنى معقول هناكل من غيرك .. مينفعش طبعا 
نظرت له نظرة سريعة بابتسامة ردا علي كلامه
منى .. طب يلا يا حبيبى مش محتاج عزومة .. ده انت زى فادى 
واثناء تناولهم الطعام تحدثت منى 
منى .. ايه اخبار فادى فى الرياضة يا عمر .. مجتش فرصة اسألك قبل كدة يعنى فيه منه امل ؟
فادى .. يا لهوى انتى فاقدة الامل فيا خالص كدة .. طب ده انا حتى شطور خالص 
عمر .. بصراحة يا طنط فادى مستواه كويس جدا .. وما شاء الله ذكى اوى انا متوقعله يقفل الرياضة باذن الله 
فادى .. تسلم يا كبير .. البركة فيك والله لولاك كنت سقطت مع المدرس البطيخة اللى باخد معاه ده 
عمر .. هههههه واما هو بطيخة بتاخد معاه ليه !
فادى .. منا لو ضامن وجودك هنا علطول كنت نفضتله وخدت عندك انت درس وجبت اصحابى كمان ياخدو معاك .. لكن انا بتذل عشان الاقيك فهو شر لابد منه 
منى .. ربنا يباركلك يا عمر تاعبينك معانا يا حبيبى 
كانت تحاول الا تشارك بالحديث ابدا لترتكز بنظرها على الطبق امامها خجلا ان تقع عيونه بعيونها 
عمر ناظرا لها مدركا ما تحاول فعله .. مفيش تعب ولا حاجة ده حتى الجو انهاردة حلو اوى والمذاكرة فى الجنينة كانت ممتعة 
منى .. اه فعلا الجو حلو بس هوا شوية عليكم بالليل كدة كملو جوة احسن
تمسك عمر بالكلمة وكأنه حصل على ما يريده .. عندك حق فعلا الهوا كان جامد برة لدرجة سمعت الشباك بيترزع جامد خوفت يكون اتكسر .. ثم وجه نظره اليها قائلا بخبث .. مش كدة يا عاليا 
توترت عاليا بجلستها وظلت تزدرد ريقها عدة مرات بينما هو مستمتع بحرجها هذا امامه 
عاليا دون النظر اليه وبارتباك شديد .. لا .. قصدى معرفش .. مخدتش بالى 
عمر .. ازاى مسمعتيهوش ؟! .. ده انا كنت فاكره شباك اوضتك !
منى .. لا عادى احنا الشبابيك عندنا علطول بتترزع كدة .. خصوصا فى الشتا الهواء بيبقى جامد وعلطول مقفلين الشبابيك
جاء ردها بمثابة طوق النجاة لعاليا .. فهى حقا لا تعرف كيف ترد عليه .. ولكنها الان تعلم جيدا انه رأها تراقبه من بعيد .. وشعرت بالحرج الشديد من نفسها 
عمر ناظرا لها بخبث .. جايز باة حد فتحه بالغلط 
ثم استطرد مغيرا الحديث ليرحم ضعفها قليلا  .. بس ايه الاكل الجميل ده تسلم ايدك .. خصوصا الجلاش والملوخية طعمين اوى 
منى .. الله يسلمك يا حبيبى بالهنا والشفا .. بس دول بالذات بأة عاليا اللى عاملاهم 
نظر لها مندهشا قائلا .. ايه ده بجد ده اكلك ؟
اضطرت للنظر له كى ترد عليه فنظرت سريعا وسرعان ما ازاحت عيونها عنه قائلة .. اه انا بحب الطبخ جدا على فكرة 
عمر ناظرا لها بابتسامة .. باين بصراحة اكلك طعِم جدا
عاليا بخجل .. ميرسى بالف هنا 
شعرت بالتوتر الشديد لشعورها بنظراته الخفية لها 
فقامت سريعا فى محاولة للهرب منه قائلة  
عاليا .. هروح اعملكم الشاى باة على ماتخلصو 
منى .. ما تاكلى يا حبيبتى اكلك زى ماهو 
عاليا .. الحمدلله مش قادرة .. عن اذنكم 
بعد انصرافها 
منى بحزن .. شكلها ياحبيبتى لسة زعلانة ونفسها مسدودة 
فادى .. هيا اتكلمت معاكى فى حاجة ؟
منى .. لا متكلمتش ..والصبح برضو مفطرتش كويس بس لما اتمشت شوية ورجعت حسيت انها مبسوطة قلت بقت كويسة بس شكلها لسة متضايقة 
فرح عمر بكلام منى الذى يؤكد كل ما يشعر به .. فهو يعلم جيدا انها تحاول الهرب منه وليست حزينة كما تعتقد منى 
لينهض فجأة قائلا 
عمر .. الحمدلله .. بعد اذنك هروح اغسل ايدى 
منى .. اتفضل يا حبيبى البيت بيتك 
بعد غسل يديه وجدها تقف بالمطبخ مبتسمة بشرود غير منتبهة للمياه التى تغلى امامها 
تأملها قليلا وهو يبتسم ليقترب منها ثم اخفى علبة الشاى من جانبها قائلا 
عمر مقتربا من اذنها قائلا .. اللى واخد عقلك 
انتبهت لوجوده فانتفضت قائلة .. عمر !! بتعمل ايه هنا ؟
عمر ممسكا باحد الاكواب امامها .. جيت اشوف الشاى اتأخر ليه .. بس واضح ان معندكوش شاى اصلا 
عاليا .. لا عندنا طبعا حتى علبة الشاى مليانة اهى .. همت ان تمسك بها فلم تجدها .. علبة الشاى كانت هنا .. ثم نظرت حولها فلم تجدها .. ادركت مايحاول فعله فنظرت له قائلة 
عاليا .. عمر هات علبة الشاى 
عمر مبتسما .. اخيرا بصيتيلى 
عاليا .. مبهزرش على فكرة هات العلبة 
عمر .. مش قبل ما تقولى الحقيقة 
عاليا باستغراب .. حقيقة ايه ؟! 
عمر .. الشباك اللى اترزع كان فى اوضتك صح ؟
عاليا محاولة الهرب بارتباك .. انا مش فاهمة بتتكلم عن ايه 
عمر ناظرا بعيونها .. لا انتى فاهمة كويس انا اقصد ايه 
عاليا .. طب وعايز ايه دلوقتى يعنى ؟!
عمر .. الحقيقة 
عاليا .. مش انت عارفها اهو !!
عمر .. عارف وعايز اسمعها منك 
عاليا وقد فاض بها .. عايز تسمع ايه يا عمر .. ان انا اللى رزعت الشباك بالغلط .. اه انا اللى حركته غصب عنى وانا بقفل الستارة .. حلو كدة ؟
عمر بسعادة .. حلو جدا .. كملى باة 
عاليا .. اكمل ايه ؟!
عمر .. ايه اللى خلاكى تقفلى الستارة اصلا
عاليا هاربة بعيونها .. عادى يعنى .. الجو كان برد 
عمر بخبث .. برد تقفلى الستارة ؟! المفروض تقفلى الشباك صح ؟! بس انتى فتحتيه .. وده ليه باة ؟! 
عاليا بعصبية .. هو تحقيق ولا ايه .. انا حرة 
عمر متجاهلا كلامها وعصبيتها .. انا اقولك ليه .. عشان كنتى واقفة ومش عايزانى اشوفك صح ؟
عاليا وقد احمرت خجلا فقالت بحدة كى تخفى ذلك الخجل .. عمر هات علبة الشاى لو سمحت 
عمر .. ردى الاول 
عاليا بغضب .. مش هرد 
عمر .. خلاص يبقى مفيش شاى .. وشوفى باة هتقولى ايه لخالتك لما تقولك فين الشاى كل ده 
ثم اكمل باستفزاز مقتربا من اذنها  .. اقولك .. قوليلها عمر مخبيه منى عشان مبقولش الحقيقة 
عاليا بغضب متحدية اياه .. لا هروح اقولها مش لاقياه .. وتيجى تدور عليه .. ابقى خبيه منها باة 
وخرجت مسرعة من امامه بينما مرر يده بشعره مبتسما بسعادة قائلا فى نفسه 
عمر .. وصلنى الرد اللى كنت مستنيه خلاص .. ووعد منى يا عاليا مش هتضيعى من ايدى تانى ابدا 
خرجت بقمة غضبها فقد استفزها عمر واختبر صبرها لاخر لحظة 
لاحظت منى ملامح وجهها المنفعلة
عاليا .. خالتو انا غليت المياه بس مش لاقية الشاى .. شوفيه فين عشان اكمل 
منى .. لا يا قلبى خلاص هروح انا اعمله اعدى ارتاحى 
عمر خارجا من المطبخ وبيده علبة الشاى ..
عمر بخبث .. يعنى دخلتينى ادور معاكى عليها وهربتى انتى .. اهى يا ستى لقيتها 
نظرت له بغضب طفولى تحت ابتساماته المستفزة حين اخذتها منى منه قائلة 
منى .. اعدو انتو وانا هروح اعمله 
فادى بمرح .. ايه يا جدعان الشاى الجملى ده .. انا هروح اشرب عصير من التلاجة احسن بدل ما انتو ذالينى كدة 
عمر .. وانا كمان استأذن باة 
منى .. ما لسة بدرى يا حبيبى اعد لما تشرب الشاى 
عمر .. معلش مرة تانية باة اتأخرت وزمانهم قلقانين
منى .. طيب سلملى عليهم .. مش عارفة فادى فين كان وصلك
عمر بسخرية ... ههههه بيشرب عصير .. سيبيه انا مش غريب
منى .. طيب روحى معاه يا عاليا 
عاليا باستنكار .. انا !! ليه هو مش عارف الطريق !
منى بهمس لاذنها .. عيب يابنتى كدة .. مش زميلك ده روحى وصليه ده ضيف 
عاليا .. حاضر يا خالتو 
تحركا حتى وصلا لباب المنزل فقامت بفتحه امامه قائلة بتبرم وحدة 
عاليا .. اتفضل 
عمر .. يا ساتر ما تدينى بالقلم احسن فى ايه يا عاليا .. مش كفاية حرمتينى من كوباية الشاى اللى كان نفسى فيها 
عاليا .. والله ده انا !! ولا انت اللى رخمت عليا .. وبعدين ما خالتو قالتلك اعد لما تشربه انت اللى مرضتش 
عمر .. لا انا كنت عايز اشربه من ايدك انتى .. اكيد هيبقى لذيذ اوى زى اكلك كدة .. ثم اقترب من اذنها قائلا 
على فكرة انا مكلتش غير جلاش وملوخية لما عرفت ان انتى اللى عاملاهم 
عاليا بابتسامة خجل .. ميرسى .. بالهنا والشفا 
عمر .. يعنى خلاص صافى يا لبن ؟
عاليا وقد عادت لغضبها .. هو انت تعصبنى وتجيب اخرى وترجع تقولى صافى يا لبن !!
عمر .. اعملك ايه ما انتى اللى مش راضية تردى على سؤالى وتريحينى .. بس عموما ردك وصل خلاص ومش هسألك تانى
عاليا .. طب كويس الحمدلله 
عمر .. هشوفك بكرة باة ؟
عاليا باستغراب .. نعم !! تشوفنى ازاى يعنى ؟
عمر .. مممم مش عارف .. بس مش معقول يعنى هتبقى هنا جنبى ومشوفكيش 
ابتسمت عاليا بسعادة لاهتمامه الواضح بها 
عمر وقد وصل لباب الحديقة .. يلا سلام .. اشوفك بكرة 
همت ان تغلق الباب خلفه حين عاد بسرعة قائلا 
عمر بعشق .. عاليا ..  انهاردة كان اسعد يوم فى حياتى بجد .
تسارعت نبضات قلبها بعنف مع تسارع انفاسها اثر كلماته المهلكة لقلبها .. ظلت تنظر له نظرات قلقة ممتزجة بالسعادة حين اكمل 
عمر ناظرا بعيونها .. تصبحى على خير 
.......

تركها وانصرف بسعادة بالغة يشعر انه ليس بارض الواقع .. فهو بعالم الاحلام الذى لا يريد الاستفاقة منه ابدا .. ظل يسير فى طريقه للمنزل بابتسامة واسعة وفرحة لم يشعر بها من قبل .. لتطغى على جميع الامه واوجاعه السابقة وتبدلهم بالسعادة العارمة والعشق الشديد لعاليا 
اما هى فلم يكن حالها بافضل منه .. حيث ظلت بالحديقة تتذكر كلماته شاردة بها مبتسمة بسعادة .. جلست بمكان جلوسه تتأمل المكان لترى كل شئ من حولها جميل .. تغيرت فجأة نظرتها للاشياء والاماكن .. حتى الروائح اصبحت افضل والالوان تبدو زاهية بعيونها 
حقا انا احبه .. لا يمكننى اخفاء تلك الحقيقة عن نفسى بعد الان .. فأنا اتضور شوقا له ولم يمر ساعة على افتراقنا 
اشعر وكأننى اطير بالسماء .. انجرفت بعالم اخر اكثر سعادة وبهجة بعيدا عن ذلك الواقع المؤلم 
ظلت تتجول بالحديقة بابتسامة وعيون ملتمعة بالحب تتذكره بكل تفاصيله وكلامه .. تتذكر كل موقف معهم وكل حديث دار بينهم بسعادة .
......
بعد وصوله المنزل قام بفتح هاتفه سريعا كى يتصل ب ادم  ليشاركه سعادته تلك 
ما ان اتصل به حتى اتاه رد ادم سريعا 
ادم بعصبية  .. تصدق انك حيوان ومعندكش دم .. وانا غلطان انى عرفت واحد زيك ميستاهلش اقلق عليه اصلا 
عمر هاتفا بسعادة متجاهلا كلامه .. عاليا متجوزتش يا ادم .. متجوزتش .. انا مش مصدق نفسي .. بجد حاسس ان قلبى هيقف 
ادم .. منا بحاول اكلمك بقالى يومين يا جزمة عشان اقولك وافرحك .. بس البعيد معندوش دم قافل موبايله ومبيفكرش فى الناس اللى هتقلق عليه .. ثم انتبه لكلامه قائلا 
ادم بتعجب .. بس انت ازاى عرفت ؟! ده انت قافل تليفونك من ساعة ما سافرت يبقى عرفت ازاى !!
عمر يكاد يطير من فرط سعادته .. عرفت منها شخصيا .. 
تخيل اقابلها هنا فى المكان الوحيد اللى لا يمكن كنت اتخيل اشوفها فيه .. شوفتها واتكلمنا 
ثم اكمل بحماس .. اتكلمنا كتير اوى يا ادم وعرفت عنها حاجات كتير .. تقريبا قضينا اليوم كله مع بعض 
واتأكدت للمرة التانية من شعورها ناحيتى 
ادم مذبهلا .. ايه قابلتها ازاى يعنى ؟؟ معقولة جتلك مخصوص دى اتجننت دى ولا ايه !
عمر .. لا طبعا اكيد مجتليش مخصوص .. دى جاية لخالتها هنا تعد معاها وقابلتها بالصدفة .. ثم اكمل مبتسما .. احلى واجمل صدفة فى حياتى 
ادم .. يعنى خالتها اللى روحت معاها دى تبقى عندكم فى الشرقية .. اما صدفة غريبة فعلا 
عمر بعدم فهم .. روحت معاها فين ؟ انت كنت عارف ؟
ادم بغيظ .. منا يا حمار اعد اتصل بيك وابعتلك فى رسايل بقالى يومين عشان اعرفك وانت مهنش عليك تفتح دقيقة حتى تطمنى عليك 
انت عارف انى كنت جايلك انهاردة ! اخر ما زهقت قلت اجيلك وافرحك مهنش عليا اشوفك متعذب كدة عالفاضى 
بس انت متستاهلش والله 
عمر .. والله يا ادم انا كنت بموت فعلا من جوايا .. مش قادر اكلم ولا اشوف حد .. طب انت عارف انى كنت مقرر منزلش مصر تانى .. متخيلتش اقدر اشوفها واتعامل معاها وهيا متجوزة ولحد تانى غيرى 
ادم .. يا نهارك ابيض للدرجة دى ! .. يعنى كنت ناوى تقطع خالص وتضيع مستقبلك كمان 
عمر بضعف .. وانا كان هيبقى ليا مستقبل من بعدها ! المهم قولى عرفت جوازها اتلغى ليه ؟
ادم .. ملك قالت انهم مش متفقين وقررو ينفصلو يوم الفرح .. على فكرة هيا سابت البيت يومها واعدت عند ملك كانت نفسيتها تعبانة وخايفة من مواجهة الناس .. بعدين عرفت من ملك ان خالتها خدتها تعد معاها 
وانا لما معرفتش ابلغ سيادتك قررت اجيلك بنفسى وكنت بحضر نفسى
عمر .. طب ما تيجى يلا انا مستنيك 
ادم .. لا خلاص باة اجى فين .. مش بتقول عاليا عندك بلاش انا ابقى عزول فى النص ههههه
عمر .. لا بتكلم جد تعالى قضى معانا يومين ده الجو هنا هيعجبك اوى 
ادم .. يابنى انا مكنتش جاى اعد .. انا كنت هعرفك بس عشان ارحمك من اللى انت فيه ده وامشى علطول 
سيرين اصلا جاية تعد معايا 
عمر .. ايه ده بجد 
ادم .. اه والله .. المهم احكيلى عملت معاها ايه .. قلتلها حاجة ؟؟
عمر ... ههههه حاجات .. هحكيلك 
.....
عند وصولهم حديقة المنزل 
شادى .. هنحطهم فين ولا نسأل اية احسن ؟
ماهيتاب .. لا نسأل مين .. تعالى هنحطهم هنا فى الركن ده عشان الاضاءة فيه عالية .. وبعدين انت متقولهاش حاجة اصلا ولا تعرفها انى هنا .. احنا هنحضر المكان بعدين انت تحاول تخرجها الجنينة باى طريقة عشان تتفاجئ 
شادى .. طيب يلا 
وبعد انتهائهم من اعداد كل شئ دخل شادى حجرة اية فوجدها تستذكر دروسها 
شادى بمرح .. احب انا الناس الدحيحة دى 
اية .. تصدق مكنش بيجيلى نفس افتح كتاب .. بس بعد ما بابا وافق عالكلية بقيت بذاكر بحماس كدة وحب وعايزة اجيب مجموع حلو 
شادى .. مممم هيبقى عندنا فنانة فى البيت يعنى 
اية .. هههه ده انت هتتهرى فنانين 
شادى .. طب بقولك ايه ما تاخدى ريست كدة وتعالى نغير جو فى الجنينة شوية الجو حلو انهاردة
اية .. والله يابنى احسن حاجة قولتها .. يلا بينا 
ظلا يسيرا بحديقة المنزل تنتظرهم ماهيتاب بحماس ولهفة حتى رأتها تأتى من بعيد بجانب شادى 
اية .. الجو فعلا حلو اوى كويس اننا خرجنا بدل اعدة البيت الكئيبة دى 
شادى .. مش قولتلك 
وما هى الا لحظات من سيرهم معا حتى تجمدت بمكانها مندهشة وعيونها مثبتة على ما تراه امامها 
بتعجب  
نظرت لشادى بذهول ثم اعادت نظرها من جديد لترى منصة رسم خشبية كبيرة امامها كرسى مرتفع وبجانبه منضدة صغيرة تحمل باليت الوان وبجانبها شنطة الوان واقلام تبدو كبيرة جدا 
فقد كان المكان مجهز تماما ومهيأ للعمل
ركضت بسعادة طفولية جالسة على ذلك الكرسى امام المنصة لتقول باندهاش 
اية .. الله ايه كل ده ! .. كل ده عشانى ! .. ظلت تدور بالكرسى بسعادة حتى رأت ماهيتاب امامها تبتسم بسعادة لسعادتها 
اية بذهول .. لالا انتو بتهزرو صح ؟ ثم اشارت عليها باصبعها .. انتى اللى جبتى كل الحاجات دى ؟ 
ماهيتاب بسعادة .. ايه رأيك عجبوكى ؟
اية بسعادة .. عجبونى بس .. ده الاستاند لوحده يجنن .. وشنطة الالوان دى انا كنت بشوفها كتير وهموت عليها اصلا 
ماهيتاب .. مبروك عليكى يا حبيبة قلبى .. ودلوقتى باة اقدر اديكى تاسكات براحتى ملكيش حجة 
احتضنتها بحب وسعادة قائلة 
اية .. شكرا يا ماهى .. بجد مفاجأة حلوة اوى .. والحاجات كلها جميلة ذوقك يجنن
ثم التفتت لشادى تعانقه  
اية .. ميرسى يا ديدو تعبتك معايا .. ربنا يخليكم ليا 
شادى يضمها بحنان .. مبروك عليكى يا حبيبتى .. يلا شدى حيلك وذاكرى كويس بقى عندك دافع اهو 
نظرت لماهيتاب بامتنان قائلة 
اية بابتسامة .. انا مش عارفة اقولك ايه يا ماهى على كل اللى بتعمليه معايا .. من يوم ما دخلتى حياتى وتقريبا كل اللى كنت بحلم بيه واكتر اتحقق .. بجد لو عندى اخت مش هتهم بسعادتى كدة .. انا بحبك اوى 
ماهيتاب  .. يا يويو انا بحبك اكتر والله انتى اختى الصغيرة فعلا .. وبفرح لما بشوفك مبسوطة وبتحققى شغفك وحلمك 
شادى بمزح .. كفاية باة شغل الصعبانيات والغراميات ده انا مش قده .. يلا ندخلهم 
اية متذكرة .. اه صحيح يلا نندهلهم ييجو يشوفو العظمة اللى ماهى عاملاها دى .
ماهيتاب بخجل .. طب اندهلهم وهمشى انا باة الوقت اتأخر 
اية .. لا طبعا استنى سلمى عليهم الاول دول هيزعلو اوى لو عرفو انك كنتى هنا ومشيتى 
شادى .. استنى يا حبيبى سلمى عليهم وهاجى اوصلك 
ماهيتاب .. لا خليك اعد معاهم انا هكلم عمو سيد يجيلى 
شادى بهمس لاذنها .. مش قلنا قبل كدة طول منا موجود تنسى عمو سيد ده خالص .. انتى مسئولة منى انا وانا اللى هوصلك 
ماهيتاب بابتسامة .. حاضر .. اللى تشوفه 
.....
مرت الايام وعشق عاليا بقلبه يزداد يوما بعد يوم .. فقد استغل وجودها معه بنفس المكان للتعرف عليها والتقرب منها اكثر .. فظل يتردد عليهم بحجة مذاكرة فادى واهتمامه به .. فكثرت زياراته التى لا تخلو من نظراته وهمساته التى تنطق بعشقه لها .. واهتمامه بها وبأدق تفاصيلها  .. مع مدحه بها وتلميحاته المتكررة لها بأنها مختلفة بالنسبة له ومكانتها كبيرة بقلبه ومستعد لفعل كل شئ من اجلها فقط 
حتى جعلها تشعر بالسعادة والامان تحت جناحه .. تشعر بانها تحبه بكل ذرة بها .. ولكنها ترفض حتى اظهار ذلك له فدائما ما تتهرب منه وتبتعد .. ولا تعطيه اى فرصة لكى يبوح لها بمشاعره رغم محاولته اكثر من مرة للاعتراف لها  ولكنها دائما ما تخترع الاسباب والاساليب كى تهرب من امامه .. ولكنه فسر ذلك بالخجل حيث يرى عشقه لها بكل تصرفاتها ونظراتها له .. ففضل ان يصبر قليلا كى يصارحها بذلك العشق الذى أهلك قلبه ودمر حصونه 
كل ذلك يحدث تحت انظار منى والتى ادركت جيدا مشاعر عمر تجاهها والتى لم يستطع اخفاءها .. فكثرة زياراته مع النظرات الملتمعة بالعشق لها جعلها تفهمه جيدا 
ودت ان تتحدث مع عاليا بذلك الامر خاصة وانها لاحظت تغير حالتها للافضل .. ولكنها فضلت الانتظار ظنا منها انها ما زالت تعانى بعد ذاك الموقف العصيب ولا تريد فتح جرحها مرة اخرى 
حتى تبقى يومين فقط يفصلوهم عن الفصل الدراسى الثانى 
ظلت تفكر بقلق عليها .. كيف ستظل هنا والدراسة سوف تبدأ .. ماذا عساها تفعل .. حتى قررت التحدث مع اختها كى يجدا حلا 
سميحة .. يعنى لسة مش موافقة ترجع !
منى .. ابدا رافضة الموضوع نهائى ومش مديانى فرصة حتى افتحه 
سميحة .. طب وايه العمل دلوقتى دراستها هتبدأ لازم ترجع 
منى بشك .. سميحة انا عايزة افهم هيا ليه قافلة منك كدة .. اللى حصل بينها وبين خطيبها ملوش علاقة بيكى وانا متأكدة ان مش ده السبب .. فصارحينى باللى حصل بينكم عشان اعرف اساعدك .. واساعدها هيا كمان بدل ما تضيع مستقبلها 
سميحة بحزن .. هما قررو يسيبو بعض زى ما قلتلك .. وهيا من ساعتها مش طايقانى .. عشان .. عشان ...
منى .. ايوة عشان ايه باة قولى .. سرك فى بير الكلام اللى هتقوليه محدش هيعرفه صدقينى 
سميحة .. عشان هو وصلها فى كلامه انى .. انى يعنى ضغطت عليه وغصبته يتجوزها 
بس والله والله يا منى ما حصل .. والله ما غصبته انا بس اقترحت عليه وهو وافق وكان فرحان .. والله العظيم كان فرحان يا منى مش عارفة من ساعة ما سافر ايه اللى قلبه 
منى .. ايوة انا كدة فهمت .. يعنى هيا زعلانة عشان انتى غصبتيه عليها .. وشايفاكى كدة السبب فى اللى حصلها 
سميحة .. ياريت على كدة وبس .. ثم اجهشت بالبكاء متذكرة كلامها القاسى معها قائلة .. دى بتقول انى قللت منها ومن كرامتها .. وانى حسسته انها هتموت عليه 
بتقول انى رخصتها فى نظره .. وانا والله والله ما قصدت كل كلامها ده 
منى بتفهم .. اعذريها اللى حصل مش سهل .. وعاليا عندها كرامة وعزة نفس طبيعى تحس باهانة لكرامتها لما تفهم كدة 
سميحة .. طب وبعدين يا منى .. ايه العمل دلوقتى !! 
منى .. مش عارفة .. بس لازم نلاقى حل .. انا لولا فادى فى الثانوية كنت نزلت انا اعدت معاها بس انتى عارفة مينفعش اسيبه 
سميحة مجففة دموعها قائلة بقوة واصرار .. بقولك ايه .. كفاية كدة انا معملتش حاجة لكل ده .. انا هجيلها واتفاهم معاها ومش هسيبها الا لما تيجى معايا 
منى .. انا شايفة كدة برضو .. المواجهة اسلم حل .. يلا انا مستنياكى 
...
ادم بطريقه للكلية متحدثا مع ملك .. لو تعرفى وحشتينى اد ايه .. هتجنن واشوفك يا لوكتى 
ملك .. انا وصلت خلاص انت فين دلوقتى 
ادم .. معلش هتأخر ربع ساعة بس 
ملك بضيق .. هو ده اللى وحشتك ماهو باين فعلا 
ادم .. معلش مش هتأخر عليكى .. ربع ساعة بس 
ملك .. ماشى هروح الكافيتيريا اشرب حاجة على ما تيجى 
ادم .. بالهنا والشفا يا قلبى 
بعد فترة وجدته يأتى من بعيد حاملا بيده باقة رائعة من الزهور الحمراء تبدو جميلة جدا .. ابتسمت بسعادة حين وصل اليها ليمد يده لها به قائلا  
ادم .. احلى ورد لاحلى وردة فى الدنيا .. وردة حياتى انا ❤️
اخذته لتظل تستنشق عبيره بابتسام .. الله حلو اوى .. عشان كدة اتأخرت ؟
ادم  .. شوفتى باة انك ظلمتينى .. وانا اللى حبيت اعملك مفاجأة 
ملك بخجل وهى تغمض عينا وتضيق الاخرى فى حركة دمرته قائلة .. سورى 
ادم بلهفة مشتاق .. وحشتينى يا قلب ادم .. كدة البت سيرين تاخدك منى ومعرفش اتلم عليكى خالص 
ملك بحزن .. متفكرنيش باة احسن انا متنكدة اخر نكد انها خلاص هتسافر 
ادم .. طب سيبك منها دلوقتى وخليكى معايا شوية 
ملك بخجل .. منا معاك اهو .. ثم نظرت حولها بارتباك قائلة .. بس الورد ده كدة هيشبهنا اعمل فيه ايه 
ادم ... هههههه يشبهنا ليه !! 
ملك .. يعنى .. ورد احمر وفى الكلية .. ده عادى ؟! 
ادم .. ياستى الكلية فاضية احنا فى اجازة ومفيش حد اصلا .. وبعدين واحد وعايز يفرح حبيبته هما مالهم ! 
ملك باعجاب .. تعرف يا ادم .. عمرى ما كنت اتخيل انك تطلع مجنون اوى كدة .. واللى ييجى فى دماغك تعمله من غير تفكير او حساب لحد .. دايما كنت بشوفك عاقل كدة ورزين .. ومركز اوى فى دراستك وبس .. كنت بشوفك جامد ومبيأثرش فيك حاجة .. بس طلعت غير كدة خالص .. حقيقى فاجأتنى 
ادم .. انا اللى متخيلتش اعمل اللى بعمله ده واتجنن كدة فى يوم من الايام .. ساعات مبعرفش نفسى اصلا .. انا فعلا عمرى ما كنت كدة 
علطول كنت قاسى فى معاملاتى ومفيش واحدة قدرت تأثر فيا .. لحد ما جيتى انتى وسرقتينى من نفسى وشقلبتى كيانى كله .. غيرتينى وبدلتى كل حاجة فيا للاحسن 
غيرتى ادم اللى ملوش قلب ولا عنده مشاعر لادم العاشق اللى قلبه معرفش يدق غير ليكى انتى وبس ..  وكل نبضاته بتنبض باسمك انتى ..  بملك قلبى 
شعرت بدقات قلبها تكاد تنفجر بين ضلوعها من شدتها .. مع تسارع انفاسها المتأثرة بشدة تحاول مقاومة عنفوان مشاعرها .. فاحمرت وجنتيها خجلا ناظرة لاسفل حين اكمل 
ادم .. وكله كوم والفراولتين اللى بيظهرو على خدودك دول كوم تانى .. بيدوبونى وينسونى اسمى 
ابتسمت له بسعادة وعيون ملتمعة بالعشق تحت انظار تلك الحاقدة الناقمة على عشقهم 
مروة .. لاااا ده الموضوع كدة زاد عن حده اوى .. هو انا هفضل اعدة اتفرج عليهم كدة لحد ما يتجوزو !! 
رحاب .. قلتلك قبل كدة سيبك منه ادم مش ليكى 
مروة بحرقة .. ده جايبلها ورد !! فى الكلية وادام الناس ومش هامه حد .. للدرجة دى واكلة عقله !
رحاب .. يابنتى الناس هنا معتبرينهم مخطوبين اصلا .. خلاص باة شيليه من دماغك كلها شهرين ويتجوزو فعلا 
مروة بحقد .. انتى عايزة تنقطينى اكتر ما انا مولعة 
رحاب .. لا يا مروة عايزة افوقك من الوهم اللى مسيطر عليكى ده 
.....
فى ركن اخر من اركان الكلية اتصل محمد هاتفيا بملك 
محمد .. انتى فين يا ملك .. انا لسة راجع من السفر دلوقتى وجيت عليكى علطول حتى قبل ما اروح 
ملك بعصبية .. جيت فين ! انت جيت الكلية تانى يا محمد ! 
محمد .. ايوة يا حبيبتى .. انا كلمت خالتو وعرفت منها انك فى الكلية .. كنتى وحشانى اوى وقلت لازم اجى اشوفك 
ملك بحدة  .. احنا مش اتفقنا اخر مرة متجيش هنا تانى وتنسانى .. ايه اللى جابك دلوقتى انت كدة بتعملى مشاكل 
لو سمحت روح وسيبنى فى حالى 
ثم اغلقت الهاتف بوجهه بعصبية دون انتظار رد 
محمد فى نفسه .. شكلك لسة زعلانة منى يا ملك ومش هتصفى بسهولة .. بس انا مش هستسلم هعمل كل حاجة عشان ترجعيلى وتنسى كل اللى فات .. لازم اثبتلك حبى ليكى مهما كان التمن 
ظل يجول بالكلية يبحث عنها حتى رأى تلك الفتاة التى دلته على مكانها من قبل .. فذهب لها كى يسأل عن مكان تواجدها  
ولكن هذه المرة مروة من قامت بالرد عليه 
مروة .. هو حضرتك تبقالها ايه .. وبتسأل عنها ليه ؟
محمد .. نعم !! وانتى مالك شئ ميخصكيش 
مروة بخبث .. الحق عليا كنت عايزة اساعدك واقولك مكانها .. بدل ما انت بتدور عليها فى المكان الغلط
محمد .. غلط ازاى !! 
مروة .. انا اعرف كل حاجة عن ملك .. واقدر اساعدك توصلها .. بس افهم الاول انت مين وعايز منها ايه 
محمد بعدم ارتياح .. انا ابقى ابن خالتها .. ارتاحتى ؟ 
مروة باندهاش.. ابن خالتها بجد ؟ 
محمد بحدة .. ايوة يا ستى بجد وانا ههزر معاكى ليه 
مروة .. طيب وايه كمان غير انك ابن خالتها .. اصل اكيد مبتدورش عليها باهتمام كدة عشان ابن خالتها وبس    
محمد بريبة .. انتى عايزة ايه مش فاهمك ؟! 
مروة بخبث .. عايزة اعرف انت عايز ايه منها عشان اعرف اساعدك .. بصراحة صعبان عليا وانا شايفاك رايح جاى عالكلية تسأل عليها ومبتستفادش حاجة فى الاخر .
محمد .. طيب احنا كنا مرتبطين .. وزعلانين شوية وانا عايز اصالحها .. فهمتى كدة ؟
مروة بذهول .. مرتبطين !! يعنى كنتو بتحبو بعض بجد ؟
محمد .. لا مكنتش .. انا لسة بحبها .. وهيا كمان بتحبنى بس بتكابر عشان زعلانة منى 
مروة بسعادة .. حلو اوى الكلام ده .. لو كلامك ده صح يبقى تلحقها باة قبل ما حد تانى ياخدها منك 
محمد باستغراب .. حد ؟؟ حد مين ده ؟! 
مروة .. ده واحد زميلنا فى الكلية بشوفها معاه كتير وكمان فى مشروع التخرج مع بعض .. ومدام متأكد انها بتحبك كدة يبقى الحقها قبل ما تضيع منك وترجع تندم 
محمد بحدة  .. وايه اللى يثبت كلامك ده ؟! انا مش مرتاحلك اصلا ممكن تكونى عايزة تأذيها وتلوثى سمعتها 
مروة بخبث .. انا !!  حرام عليك والله دى ملك صاحبتى .. وانا عشان شايفاك بتحبها ومهتم بيها عايزة اساعدك توصلها   وترجعو لبعض تانى .. لان هيا اكيد متضايقة ونفسها ترجعو لبعض مش بتقول بتحبك !!
محمد بثقة .. ايوة طبعا بتحبنى 
مروة .. عموما لو عايز تتأكد فعلا من كلامى روح الكافيه اللى جنب الكلية وشوفهم بنفسك .. هما  بيعدو يشتغلو فيه .. بس السؤال هنا لو طلع كلامى صح هتعمل ايه !! 
محمد بعصبية .. هعمل ايه .. ده انا ههد الدنيا على دماغه ودماغ اهله .. ده انا هحرمه يتكلم معاها تانى .. بس اشوفه بس وانا هعلمه الادب 
مروة بسعادة وقد وصلت لمبتغاها .. تمام كدة .. ابعتلى رقمك باة عشان ابعتلك اللوكيشن .. ووقت ما اشوفهم هناك اكلمك تيجى تشوفهم بنفسك .
.....

وصلت سميحة لمنزل منى بعد طريق سفر شاق 
منى .. اهلا يا حبيبتى حمدالله على سلامتك .. نورتى الشرقية 
سميحة وما زالت لم تلتقط انفاسها .. بنورك يا منى .. امال فين عاليا هتجنن عليها 
منى .. اهدى بس كدة وخدى نفسك وغيرى هدومك بعدين اعدى معاها برحتك 
سميحة باصرار .. لأ معلش انا عايزة اشوفها دلوقتى 
منى .. اللى يريحك يا حبيبتى .. هيا اعدة فى اوضتها ادخليلها 
تركتها متوجة لعاليا حتى دقت باب غرفتها
عاليا .. مين 
سميحة .. انا يا عاليا 
تفاجأت عاليا بالصوت قائلة بنفسها .. خالتو !
ثم ركضت لتفتح الباب سريعا قائلة بتعحب .. خالتو سميحة !! معقول سافرتى كل الطريق ده لوحدك وانتى تعبانة !
سميحة بلوم .. اعمل ايه ما انتى مموتانى من قلقى عليكى ملقتش ادامى غير كدة 
عاليا .. بس انتى تعبانة ازاى سافرتى كل ده لوحدك .. ثم امسكت بيدها تحثها على الجلوس بجانبها
عاليا .. تعالى اعدى زمانك تعبانة من السفر 
سميحة بعتاب .. يعنى خايفة عليا واهمك اوى ؟!
عاليا مندفعة .. طبعا يا خالتو انتى بتقولى ايه .. ثم عبست بوجهها قائلة .. مش معنى انى زعلانة ومجروحة منك انك متهمنيش .. دى حاجة ودى حاجة ومهما حصل هتفضل اهم حاجة عندى صحتك 
سميحة .. انا مش تاعبنى السفر .. مش تاعبنى وواجع قلبى غير زعلك منى ده .. والله يابنتى انا ما عملت حاجة تهينك او تقلل منك .. والله ما قصدت ابدا اللى فى دماغك ده
ده انتى بنتى اللى مخلفتهاش وحتة من قلبى .. ازاى بس هعمل فيكى كدة 
عاليا .. مش وقت الكلام ده دلوقتى .. تعالى كلى حاجة الاول زمانك جعانة .. انتى اخدتى دواكى انهاردة ؟
سميحة باعتراض .. لا يا عاليا هنتكلم الاول .. انا ضاربة كل المشوار ده وربنا العالم بيا بس عشانك وعشان مستقبلك .. خالتك بتقول انك رافضة ترجعى .. ازاى ودراستك ومستقبلك تضحى بيهم كدة بسهولة ازاى !! 
يعنى عشان زعلانة منى تقومى تضيعى كل حاجة 
عاليا .. لا مين قال كدة .. انا قلت انى مش هرجع عليكى .. ايا كان انا مش هينفع اعد فى البيت ده تانى 
سميحة .. ليه يا حبيبتى ده بيتك .. انا خلاص مبقاليش غيرك دلوقتى بعد ما .. تساقطت دموعها بضعف واكملت .. بعد ما ابنى سابنى وسافر .. مبقاليش حد .. هتسيبينى لوحدى ؟!
عاليا ممسكة بيدها مشفقة عليها .. صدقينى فى كل الاحوال مبقاش ينفع اعد فى البيت ده .. ده المكان الوحيد اللى كل ذكرياتى مع احمد فيه .. كلامنا واعدتنا .. حتى خطوبتنا .. كل حتة فى البيت هتفكرنى بيه .. كل ما ادخل اوضتى هفتكر اللى حصلى يوم الفرح .. كل ما ابص فى المراية هفتكر الجواب اللى سابهولى عالتسريحة وهرب 
انتى عايزانى افضل اتألم طول حياتى ؟؟ عايزانى افضل عايشة بالوجع ده ؟
سميحة محتضنة اياها بحنان .. لا طبعا يا حبيبتى بعد الشر عليكى من الالم والوجع .. انتى لسة صغيرة يا عاليا عالكلام ده .. وجع ايه بس انتى هتعيشى حياتك سعيدة وهتحبى وتتحبى وتتجوزى اللى يختاره قلبك 
وانا هكون فى قمة سعادتى وانا بسلمك لعريسك 
لكن احمد خلاص انتهى من حياتنا 
عاليا .. انا قررت خلاص هروح اعد فى شقتنا القديمة .. هناك هلاقى راحتى اكتر وهحس انى عايشة مع بابا وماما 
سميحة .. مينفعش يا عاليا نسيبك تعدى لوحدك .. انتى بنت وفيكى الطمع استحالة نوافق 
عاليا .. خلاص تعالى اعدى معايا .. بدل ما انتى اعدة لوحدك وانا لوحدى نعد مع بعض .. ده بيتك برضو 
سميحة .. لا مش هينفع اجى معاكى وانتى لسة زعلانة منى .. كدة يا عاليا تسيبينى لوحدى كل ده ومتسأليش فيا .. هونت عليكى وانتى حتة من قلبى !
عاليا بعتاب ..انا عارفة انك بتحبينى وانا كمان بحبك اوى ومن زمان .. بس انتى جرحتينى يا خالتو .. وحسستينى انى رخيصة اوى فى نظرك ومليش قيمة 
ازاى قدرتى تقللى منى ومن كرامتى اوى كدة 
سميحة .. والله يا بنتى ما قصدت كل ده .. لا اقصد اهينك ولا اقلل منك ولا انتى عمرك كنتى قليلة فى نظرى 
طول عمرك عالية وغالية عندنا كلنا .. انتى غالية اوى عندى يا عاليا ربنا يعلم انتى بالنسبة لى ايه 
ده انا ساعات بحس انى لو كنت خلفت بنت مكنتش هحبها قدك .. حرام عليكى تظلمينى كدة 
ده انا لما امك توفت وقفت فى وش عمك اللى كان مصمم يبقى واصى عليكى .. قلتلهم لا انا خالتها دى بنتى وانا احق واولى بيها .. عمل المستحيل عشان ياخدك وانا مرضيتش
لو انتى مش مهمة زى ما بتقولى كنت سبتهم ياخدوكى البلد عندهم ومفكرتش فيكى ولا فى مستقبلك 
لكن انتى اهم حاجة عندى ومستقبلك يهمنى 
احتضنتها عاليا بحنان قائلة ..
عاليا .. ربنا يخليكى ليا .. حقك عليا يا حبيبتى متزعليش منى .. ولا تضايقى نفسك بسببى 
تساقطت دموع سميحة بتأثر تضمها بقوة قائلة 
سميحة من بين دموعها .. مش زعلانة منك يا روحى المهم انتى متزعليش منى ومتفكريش انى غصبت احمد عليكى ولا قللت منك والكلام الفارغ اللى فى دماغك ده 
ضمتها عاليا بقوة اكبر ودموعها تترقرق على وجنتيها .. حاضر مش هفكر فى الكلام ده تانى .. انتى وحشتينى يا خالتو .. ووحشنى حضنك ده اوى 
وقفت منى بباب غرفة عاليا تتابعهم بعيون باكية 
منى .. خلاص باة كفاية عياط ودراما انا قلبى رهيف ميستحملش .. يلا قومو الاكل جاهز 
عاليا وهى تنظر لسميحة مبتسمة 
عاليا بمزح .. اهى خالتو كدة من ساعة ما جيت وهيا مبتعملش حاجة غير انها تزغط فيا ليل ونهار .. حاسة انها عايزة تدبحنى عالعيد ههههه 
منى .. وياريته فلح ولا اثر فيكى لسة صدمانة وعدمانة زى ما انتى 
سميحة مجففة دموعها .. هيا كدة مبتاكلش .. دايما مغلبانى فى اكلها 
منى .. طب الحمدلله طمنتينى طلع العيب مش فى اكلى .. كنت خايفة يكون اكلى مش عاجبها 
نظرت لهم بامتنان وسعادة تشعر ان الله قد اهداها اياهم تعويضا عن فراق والديها .. تشعر بالسعادة تغمرها لرؤية الحب والاهتمام بقلوبهم 
عاليا .. والله انتم الاتنين اكلكم زى العسل وانا بحبكم اوى 
ثم ضمتهم لحضنها بحب والدموع تترقرق من اعينها بغزارة قائلة .. ربنا يخليكم ليا ويديمكم ضهر وسند ليا فى الدنيا 
لتلتمع الدموع بأعينهم يضمون بعضهم اكثر بقوة فى مشهد مؤثر جدا بين تأثرهم وبكاءهم الذى لم يستطيعو السيطرة عليه 
......
بعد يومين .. كانت تستعد ملك للذهاب للكافيه للعمل فى مشروع التخرج مع باقى الفريق حين اتاها اتصالا من عاليا 
ملك .. صباح الفل يا لولو 
عاليا بمرح .. حزرى فزرى انا فيييين 
ملك .. ايه ده رجعتى البيت اخيرا 
عاليا .. تؤتؤ .. مش البيت .. دلوقتى اشوفك فى الكافيه واحكيلك كل حاجة 
ملك .. بجد يعنى انتى جاية الاجتماع ؟
عاليا .. بصراحة كنت ناوية اعملهالك مفاجأة واطب عليكم .. بس خوفت تغيرى رأيك ومتروحيش واروح انا عالفاضى 
ملك .. لا انا رايحة كنت بجهز ونازلة اهو 
عاليا .. طيب تمام انا هروح اجيب حاجاتى من عند خالتو واطلع عليكم .. استنونى باة متمشوش 
ملك .. لا نمشى ايه احنا شكلنا مش مروحين انهاردة اصلا عندنا شغل كتير 
عاليا .. هههه ربنا يطمنك 

......

ياترى محمد هيعمل ايه ؟؟ وهيقدر يفرق بينهم فعلا ؟! 

منتظرة آرائكم وتوقعاتكم 
دمتم بالف خير ❤️

   •تابع الفصل التالي "رواية انت عشقي وقسوتي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent