رواية بئر كندراش (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم نورهان اسلام
رواية بئر كندراش الفصل الاول 1
-
من ٥٠ سنه. كان ساكن هنا ساحر .. الساحر ده اتعرف واتشهر لدرجة ان الناس كانت بتجيله من كل مكان .. نفوذه زاد واصبح جشع لدرجة انه كان عايز يمتلك الارض كلها . حاول يحارب الناس بسحره .. لكن الناس حاربوه بدينهم .. الناس اللى مش بتؤمن بيه او حتى بأعماله ... الناس اكتشفت ان فيه اطفال بتختفى من القرية ولما بحثوا لقوا انه بيحضر الجن علشان يخلى القريه تحت سيطرته .. وفى يوم ١٨ مارس من ٥٠ سنه هجموا على بيته وانقذوا الطفل وكانوا هيقتلوه علشان يخلصوا الناس من شره .. لكن هو جرى منهم .. وفيه محاوله منهم انهم يمسكوه. نط فى البير وفيه محاوله منهم علشان يطلعوا جثته من البير كان اى حد بينزل مش بيطلع .. وبدأت الناس تقول ان الجن بينتقم من اى حد بينزل .. ولو حد شرب من الميه ديه بيعيش جسد بلا روح .
قلب بينبض على السرير واهله بيتمنوا انه يرجع ..
لكن فى اليوم اللى جيه فيه هنا الساحر الناس بتقول انه كان يوم خير على القرية .. ولما بيجى يوم ١٦ مايو. الناس بتكون محضره عمله من حديد بيلفوا عليها ورقة مكتوب فيها امنيه من امنياتهم وبيرموها فى البير وسط احتفال من الكل .. وبيقولوا ان الساحر بيحقق الامنية. لكن مش كل الناس بتتحقق امانيها يا بنتى
قمر: كل ده يا تيته علشان منلعبش عند البير
_ اه يا قمر .. انتى ونجمه مينفعش. تقربوا منه .. متفضلوش. كل شويه تروحوا هناك وتلعبوا
قمر:حاضر يا تيته
نجمه: ماشي يا تيته
الجده: اسمعوا الكلام ومحدش يلعب هناك ... روحى شوفى اخوكى وناديه علشان ياكل
نجمه بفرح وهى بتجرى: حاضر يا تيته
---------------------
قمر: يعنى يا تيته محدش رجع خالص
هزت رأسها بنفى وهى بتقول بتأكيد: لا ...محدش رجع ومحدش هيرجع .. ده بير ملعون واللعنة بتصيب إللى بينزل يا قمر يا بنتى
سندت على العصايه وهى بتقوم وبتنادى: يا رحاب خلصتى الغدا زمان جوزك على وصول يا بنتى
__________ بعد٥ سنين______
قمر بتفكير وهى قاعده عند باب البيت : تيجى نلعب يا نجمة
نجمة وهى بترسم قلب بعصاية صغيره على الارض: نلعب ايه !!؟ تيته قالت منبعدش ومش عارفه ممكن نلعب فين
قمر قامت من مكانها: زى ما كنا بنلعب زمان عند البير ... يالا
نجمة بقلق:لا تيته قالت بلاش
قمر: تعالى نحط طوب وننط عليه
نجمه: بلاش يا قمر .. علشان تيته
قمر:انا عايزه العب يا نجمه .. وهبدا دلوقتى
١.٢.٣
وبدات تلعب ونجمه تلعب معاها بفرحه
قمر : دورى انا يا نجمه
اللعبه كانت عبارة انك بتنط على طوب الأطفال حاطينه بطريقه معينه بحيث تكون النطه الاولى على صخره والثانيه على خشبه على البير اهل القريه حاطيناها كوسيلة للامان والثالثه الحافه الثانيه للبير
بدا دور قمر للمره الثالثه وغمضت عينها وهى بتلعب وبدات نجمه تعدلها ١.٢
فجاءة الخشبه اللى كانت على البير اتكسرت و وقع منها قمر
بصت نجمه لشكل الثقب اللى اتكون من الكسر وهى بتنظر للبير وبتنادى على اختها والدموع نازله من عيونها لما ملقتش رد
...
دخلت جوا وهى بتعيط .. والدها و والدتها بصوا عليها وسألوها: فين قمر يا نجمه؟
نجمه بعياط مستمر: وقعت فى البير يا بابا
صرخت الام والجده. والاب خرج
اتجمع اهل القرية كلهم على صريخ الجده والام .. الاب فضل يبص على قمر بس مفيش صوت او شكل ليها
مسك الخشبه و رماها على الارض وهو بينادى بعلو صوته لكن مفيش رد
الاب: انا هنزلها
الجده:لا يا ولدى .. مش هتكون انت والبنت .. يالى بينزل هنا مش بيطلع تانى
الام بقلة حيله: علشان خاطرى بلاش .. ان شاء الله. هنطلعها .. يا قمر يا بنتى .. ردى عليا
واحد من اهل القرية: خلاص احنا نربطه بحبل ونفضل كلنا ماسكين الحبل ده ومحدش. يسيبه. .. و إن شاء الله يلاقيها تحت قبل متغرق..
الاب: مفيش غير الحل ده .. انا هنزل
جابوا احبال كتير وربطوها عليه بحيث انه مهما حصل. ميتفكش،
قبل ما ينزل جه طفل صغير وقاله: بابا
بصله وقاله : متخافش يا اسر. انت راجل.. وانا طالع .. لا اله الا الله
اسر: محمد رسول الله
فضل ينزل بالتدريج لحد ما اختفى عن العيون
عدى دقيقة. والكل بينادى عليه علشان لو عايش يشد الحبل لكن. مفيش رد وصلهم
اهل القرية كلهم قالوا انه لازم يطلع لكن المفأجاه انهم لقوا الحبل مقطوع ومفيش اى اثر ليه .. الناس اتجننوا مش اول واحد فى القرية يفقدوه .. ومش اخر واحد
غير الناس اللى كانت بتفكر ان الكلام ده تخاريف لكن مطلعوش .. واللى اعتقد ان اللى بينزل بيغرق والمية ديه مفيهاش حاجة وشرب واصبح جسد بلا روح .. قلب بينبض واهل على امل انهم هيرجعوا للحياه .. كل ده .. امى فضلت تعيط على جوزها وبنتها اللى راحوا فى يوم واحد .. وجدتى قعدت على الارض فى حالة صدمة وهى بتقول: نجيناك منه يا ولدى لما حاول يقتلك من ٣٠ سنه .. ورحتله برجيلك بعد ٣٠ سنه يا ولدى
اسر قرب من ماما اللى قاعده تعيط على الارض وقالها: ماما .. هو بابا هيرجع
فضلت ماما تبصله وخدته فى حضنها ودموعها على خدها مش عارفه تقوله ايه
فاقت من شرودها على صوت جدتها وهى بتقول: مش حذرتك يا نجمه يا بنتى من انكم تروحوا عند البير .. ليه ما سمعتوش الكلام يابنتى ليه
فضلت ابكى على ابويا واختى اللى فقدتهم فى يوم واحد
امى اخدتنى انا واخويا ودخلتنا البيت وفضلت هى وجدتى قاعدين عند البير على امل انهم يطلعوا .. رغم انهم عارفين ان الأمل كذاب وانه استحاله يحصل .. لكن فضلوا لحد الليل وبعد كدا دخلوا
___________________
وعدت السنين. وبئا عندى ٢٣ سنه واتخرجت واشتغلت واخويا بئا ظابط فى القوات الخاصه زى ما بابا اتمنى زمان. وفضلت لوحدى قاعده مع ماما فى القرية والامل اللى كان فى الناس كلها بئا عندنا ان المفقود يرجع ...
تيته ماتت بعد الحادثه ديه بسنتين
سنتين بتتحسر على ابنها وحفيدتها ..
اسر كان بيجلنا كل شهر مره لان ظروف شغله مكنتش بتسمحله بالسفر كتير .. وانا اشتغلت فى شركة كبيره وحققت حلمى
واتخرجت من كلية تجارة.. وبقيت معروفه فى مجالى .. بس لسه عايشه مع ماما ....
---------------
لكن فى يوم الساعه ١٠ الصبح صحينا على خبط باب البيت .. ماما فتحت ولقت واحد من البريد واقف وبيقولها: حضرتك والدة الاستاذ اسر عبد الرحمن
ماما بصتله وهى بتقول :ايوا يا بنى بس هو مش موجود
الراجل نزل راسه لتحت وهو بيقول بأسف: البقاء لله يا امى .. ولدك تعيشي انتى ..
انا خرجت على صوت حاجه بتقع على الارض وكانت امى وقعت على الارض من الصدمه والراجل واقف زى ما هو مش عارف يتكلم او يقول حاجه
حاولت افوق فى ماما وانا بقوله: انت قلتلها ايه .. قلت ايه !!
لقيت الست رحمه داخله عليا. وهى بتحاول تفوق ماما وبتقولى: مالها امك يا بنتى .. جرالها ايه؟؟
نجمه: معرفش يا طنط .. قالها حاجه خلاها وقعت على الارض
هو اتكلم وهو حاطط راسه فى الارض وبيقول: البقاء لله. الرائد اسر عبد الرحمن
قعدت جنب ماما ساكته وملامح الصدمةكلها على وشي.. اسر
بقيت زى. الصنم مفيش حاجه بتحركنى او تهزنى ..
الاسعاف جت وخدت ماما .. وانا رحت معاها وانا لسه زى ما انا على نفس الوضع .. لكن الكارثه لما لاقيت طنط رحمه خارجه بتحضنى وبتقولى تعالى معايا يا بنتى
ولاول مره انطق واقولها: فين يا طنط .. انا عايزه امى
عينها اتملت بالدموع وهى بتقول بحزن: تعالى يا بنتى متقلبيش عليا المواجع ..
صرخت فيها وانا بقول بكسره: هو فيه اكتر من المواجع اللى انا فيها .. أمى فين!!
ردت وهى بتقولى بحزن. بان فى كلامها وعينها:، امك جالها سكته قلبيه يا بنتى .. امك تعيشي انتى
غمضت عينى وانا بحاول اتمالك نفسي
هى لقتنى ساكته اخدتنى من ايدى و ودتنى لحد البيت
حاولت تكلمنى فى اجراءات الدفن لكن انا كنت ساكته وبشاور بايدى بس
فى العزا لقيت ظباط كتير. بيعزونى فى ناس هما بالنسبالى لسه عايشين .. أمى واخويا اللواء دخل عليا وقالى: البقاء لله يا بنتى . اخوكى كان من أكفأ الشباب اللى اشتغلوا معايا ..
زمايلى فى الشغل ومديرى جيه عزانى .. شفت فى عيونهم كلهم نظرات الشفقه اللى عمرى ما كنت اتمنى اشوفها ..
لكن فوقت على الحقيقه المره .. وانا قاعده لوحدى فى البيت ..
البيت اللى مبقاش فيه غير ريحة امى وهدوم اخويا. وصور ابويا واختى ...
البيت اللى اتربيت فيه دلوقتى كرهته من غيرهم .. غمضت عينى بحاول افتكر اى حاجه حلوه تخلينى اكمل فى الدنيا ديه لكن فوقت على خبط الباب
كانت طنط رحمه ..
من ساعة العزا وهى كل يوم تخبط وتسال عليا وتحاول تأكلنى .... المرادى قالتلى :تعالى اخرجى اتمشي شوية فى القرية انتى بقالك ٥ ايام. قافله على نفسك
فضلت بصالها والسكوت ملازمنى كالعاده من ٥ ايام لحد ما اخداتنى من ايدى وهى بتقفل الباب. وبتتمشي معايا و هى بتتكلم وانا فى عالم تانى .. لحد. ما فوقت من تركيزى على البير .."بئر كندراش " البير ده على اسم الساحر كندراش فضلت باصه عليه وهى اخدت بالها وقالتلى: متقفيش تفكرى كتير يا بنتى .. البير ده ملعون. وكل من دخله مخرجش .. عارفه انتى بتفكرى فى ايه دلوقتى .. لكن. محدش يقدر يغير القدر ..
هى فاكره انى بفكر لو ابويا واختى موجدين معايا كانوا هونوا عليا بس انا تفكيرى بعيد عن تفكيرها تماماً
وصلتنى لحد البيت وبعتت بنتها باكل ليا .. وانا تفكيرى مش راضي يخلص .. الفكره فى دماغى مش بتروح
---------------------
الباب خبط التانى .. قومت فتحت الباب وانا بجر فى جسمى اللى هده الحزن والتعب .. فتحت الباب ولقيت صحابى من الشغل كلهم واقفين قدامى .. قدام جسم هذيل وضعيف .. توقعوا انى لما اشوفهم هفرح لكن تعابير وشي كانت زى ما هى .. حزن+اكتئاب
سبت الباب مفتوح ودخلت قعدت على الكنبة وانا ضامه رجلى ودافنه راسي جوا .. كلهم دخلوا وقفلوا الباب و واحده صحبتى جت وهى بتقول: احنا كلنا مقدرين اللى انتى فيه واكيد مننا اللى خسر حد عزيز عليه .. ديه حكمة ربنا يا نجمه منقدرش نعترض
رفعت راسي وانا ببص في وشهم كلهم وعيونهم ولتانى مره اشوف نظرة الشفقه فى عيونهم .. عمرى ما اتعودت انى اكون صعبانه على حد الشعور ده بيقتلنى .. رجعت راسي مكانها
فزميل فى الشغل قال: استاذ ياسين كان عايز يجى بس والدته تعبت .. قالنا نديكى الرساله ديه
مد ايده بالرسالة.. وانا فضلت دافنه راسي بين رجلى .. حطها على الترابيزه اللى جنبى وقالى اقرأيها فى اى وقت
قعدوا معايا نص ساعه بيواسوا انسان فقد معنى الحياه .. انسان ميت اكلنيكياً
مشيوا وانا قمت مسكت البوم الصور وقعدت اتفرج على صورنا
قلبت فى الصور وانا بفتكر تفاصيل صغيره محتاجها دلوقتى
الصوره ديه كانت فى اول مصيف والصوره ديه لما اتولدت انا وقمر .. وديه صورة بابا وهو مسكنا احنا الاتنين .. انا وقمر .. الصوره ديه لينا كلنا .. انا وبابا وماما واسر وقمر وجدتى..
قلبت الالبوم وانا بفتكر تفاصيل التفاصيل .. لكن فوقت على ان البيت فضي مبقاش فيه غيرى .. الساعه كانت ٤العصر
غمضت عينى وانا بفتكر كل حاجه حصلت كأنها امبارح
.. لحد ما روحت فى النوم
وصحيت على صوت اذان الفجر الاول .. الساعه كانت ٣ الفجر .. يااااه .. هو انا نمت كتير كدا
قمت وخرجت .. الجو كان حلو اوى .. غير ارداى منى لقتنى بروح عنده .. عند البير بصيت عليه وعينى اتملت دموع .. على اخويا وابويا واختى وامى وستى .. على الوحده اللى عشت فيها من بعدهم .. لقيت نفسي بشيل الغطا اللى اهل القرية حطوه و واقفه عليه وانا بفتكر ذكرياتى مع قمر .. وقد ايه كنا اعز من الاخوات .. بفتكر لعبى معاها بفتكر اخر مره شفتها فيها صرختها وهى بتقع جوا من ١٥ سنه بفتكر كل حاجه .. وفى لحظه كنت مغمضه عينى على امل انى اكون عندهم دلوقتى...
!!
•تابع الفصل التالي "رواية بئر كندراش" اضغط على اسم الرواية