رواية جانا الهوى كاملة بقلم الشيماء محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الثاني عشر 12
انتبه سيف من شروده على شذى بتصرخ : حاسب يا سيف .
أخد فرامل بس كان متأخر جدا لان في عربية نقل كبيرة خبطته من جنبه وطلعته عن الطريق وخبط الخرسانات الكبيرة اللي على جنب ووقفت العربية وساد صمت مخيف .
بص بذهول جنبه لشذى المصدومة : انتي كويسة ؟ شذى ردي ؟
بصتله وزعقت : أنا كويسة بس انت عملت ايه ؟ انت طلعت من الطريق ؟
بص حواليه يحاول يستوعب ايه اللي حصل؟ وازاي اتخبط بالشكل ده ؟ فك حزامه ولسه هيفتح الباب فزعقت : انت رايح فين ها ؟ انت ازاي مش مركز كده ؟ أنا مش مصدقة أصلا اللي حصل
بصلها بذهول : مش مركز ؟ هو مش انتي اللي كنتي عاملهالي مفاجأة ان الفرح في بلد تانية ؟ ولا مش انتي اللي قلتلها اني تعبان ومصدع و ….
قاطعته بغضب: انت هتطلعني أنا اللي غلطانة ولا ايه ؟ مش بتعرف تسوق هات سواق خاص لكن مش تقولي مصدع وفرح معرفش ايه ؟
جه يرد عليها بس سيطر على غضبه وفتح باب عربيته بعصبية : الكلام معاكي مالهوش لازمة أصلا .
فضلت تزعق وهو سابها ونزل يشوف عربيته وصاحب العربية النقل جري عليه بقلق: انت بخير ؟ أنا والله ما أعرف ايه اللي حصل؟ مرة واحدة لقيتك بترمي عليا .
سيف بص لعربيته اللي مخبوطة من الجنب ناحيته وإزاز الشباك المتكسر وبعدها انتبه للراجل اللي اتكلم بفزع : وشك متعور ، تقريبا في إزاز فوق حاجبك
سيف بصله بتوهان لوهلة وبعدها رفع ايده وحس انها بتوجعه فعلا ، الراجل اتكلم بخوف : أطلبلك الإسعاف ؟ انت كويس ؟
هنا هو بصله وحط ايده على كتفه بتعب : أنا كويس ، أنا كويس ، لو عربيتك كويسة خدها واتوكل على الله انت .
قبل ما الراجل ينطق شذى زعقت: انت تطلب البوليس وتحبسه مش هو اللي خبطنا وطلعنا عن الطريق ؟ ومش بس كده انت تدفعه تمن تصليح العربية ، انت متخيل عربية زي دي هتتصلح بكام ؟ أنا هكلم بابي .
الراجل اترعب وبص لسيف بتبرير: والله انت رميت عليا مش أنا ، أنا في طريقي .
سيف ابتسمله : عارف ، اركب عربيتك واتوكل انت ما تشغلش بالك بيها .
شذى قربت منهم باستنكار : انت بتعمل ايه ؟ هو لازم يتأدب .
بصلها بنرفزة وزعق : يا بنتي أنا رميت عليه مش هو وبعدين ما انتي من لحظة بتقوليلي أشوف سواق دلوقتي عايزة تطلعي الراجل غلطان وتلبسيه الليلة ؟ ممكن ما تشغليش بالك وتتفضلي تقعدي في العربية لحد ما أشوف حل للمصيبة دي ؟
شذى انتبهت انه متعور وقالت بحنق : سيادتك متعور .
أخد نفسه يحاول يهدي نفسه وبصلها باقتضاب: ما تشغليش بالك .
زعقت لبروده معاها : مش هشغل بالي يا سيدي ممكن تقولي هتروحني ازاي ؟ ولا دي كمان ما أشغلش بالي بيها ؟
دعك دماغه بتعب وإرهاق وحس انه هيغمى عليه بس مش وقته دلوقتي المفروض يخلص منها ، والأول يمشي الراجل ده : روح بيتك مستني ايه ؟
بصله بحيرة : مش هاين عليا أسيبكم كده في نص الطريق .
ابتسمله : اتوكل على الله انت ما تشغلش بالك أنا هتعامل .
راقبه وهو بيبعد ولحظات وعربية مرت جنبهم بس أول ما شافتهم وقفوا ونزلوا وكانوا زمايل شذى بيطمنوا عليهم ، هنا سيف ارتاح انه هيخلص منها فبصلها بسرعة: روحي مع اصحابك وأنا هشوف حد يقطر العربية .
بصتله بتردد : أروح بجد ؟
ابتسملها : طبعا روحي الوقت متأخر وكويس انهم مروا دلوقتي ، خليني على الأقل أطمن عليكي انك هتوصلي بخير للبيت .
شاورت لدماغه : انت متعور .
مسك ايدها قبل ما تلمس وشه : اطمني ده مجرد جرح سطحي وبعدين حتى مش بينزف ، ده شيء لا يذكر وبعدين هو أنا اللي دكتور ولا انتي ؟
بصتله بتردد : على الأقل خليني أنظفه ولو محتاج خياطة أخيطه
حرك راسه برفض : شذى انتي معطلة اصحابك اتحركي معاهم يلا .
سابته ومشيت وهو تابعها لحد ما بعدت وبعدها بص لعربيته اللي اتخبطت من الجنب وطلع لقدام مكان ما خبط في الخرسانة لقاها متبهدلة ، اتنهد وهو باصصلها بخنقة ومتضايق ، العربية دي همس شاركته فيها وبتحبها ومش عايز يحصلها أي حاجة .
طلع موبايله فكر يكلم حد من أصحابه بس اتراجع ، هو مش عايز يكلم أي حد ، عايز بس يتنسي .
قفل باب عربيته وقعد على الرصيف وراها بيبصلها والجو هادي تماما ، بص للسما و النجوم بتلمع ، قلع چاكيت البدلة وحطه على الرصيف ورقد فوقه وبص للسما بيتخيل همس جنبه ، نايمة على كتفه وباصة معاه على النجوم دي ، غمض عينيه وماعرفش إذا كان نام أو اغمي عليه ؟
خلص الفرح أخيرا والكل هيروح ، هند مع حبيبها ركبوا عربيتهم ونادر قدامهم بعربيته وجنبه أبوه وقاعدة ورا فاتن وهمس وماشيين بيهيصوا بالعربيات .
نادر لمح عربية سيف بس ما يعرفهاش مجرد عربية مخبوطة لكن همس اللي عرفتها وهي باصة من الشباك مرة واحدة صرخت في أخوها بلهفة: دي عربية سيف ، اقف يا نادر بسرعة اقف .
نادر أخد فرامل وهمس ما استنتش وفتحت الباب وجريت خصوصا لما لمحته على الأرض ، قعدت جنبه بلهفة ودموع : سيف افتح عينيك قولي مالك ؟ سيف
صرخت في أخوها اللي لسه بيقرب : نادر تعال بسرعة .
الكل نزل ونادر قرب منه بيصحيه بقلق: سيف ، فوق يا ابني ، سيف ؟
همس كانت هتموت من القلق وأمها مراقباها ومستغربة حبها الكبير له بالرغم من خطوبته لغيرها !
سيف فتح عينيه واستغرب ان كل الناس دي فوقه ، شايف ناس كتير بس مش مميز أي حد فيهم .
نادر بيكلمه باهتمام : انت كويس ؟ اتكلم قول أي حاجة .
بصله لوهلة كأنه مش عارفه بس بعدها الرؤية وضحت قدامه ورد بتعب: نادر ؟ انت ايه اللي جابك هنا ؟ – بص حواليه شاف همس وعياطها وباقي أهلها حتى هند وبدر فكمل بتعجب – انتوا كلكم بتعملوا ايه هنا ؟ أنا كويس .
وقف بسرعة بس داخ فنادر مسكه وسنده بسرعة : يا ابني بالراحة .
بصله بإرهاق : أنا كويس أنا بجد كويس
– ابتسم وهو بيفكره- قلتلك اني مصدع .
بصله بذهول : ولما انت تعبان للدرجة دي مشيت ليه ؟ وايه اللي حصل ؟
بص لعربيته ورفع كتفه بحيرة : والله ما أعرف مرة واحدة لقيتها كده !
كلهم بصوله باستغراب وهمس دموعها نازلة بصمت ، وبدر سأله بجدية: طيب انت كويس دلوقتي ؟ وبعدين طلعت عن الطريق ازاي؟ ولا حد خبطك ؟
بصله واستوعب انه عريس ولسه واقف معاه فرد باستنكار : انت واقف ليه ؟ ما تاخد عروستك وتروح ؟ يا جماعة والله أنا كويس – بص لهمس بالذات وابتسم علشان يطمنها – أنا بجد كويس .
نطقت بخوف : انت متعور فوق حاجبك !
حط ايده على الجرح بابتسامة : دي حاجة بسيطة حتى مش بينزف .
نادر قرب وبص لاخته بجدية: نوريلي يا همس بموبايلك كده .
همس قربت بسرعة بموبايلها ونورت على جرحه ونادر بيشوفه باهتمام : في إزازة على فكرة دي اللي مانعة النزيف يا ناصح .
سيف بصله بلا مبالاة: حتى لو نزفت هتكون حاجة بسيطة برضه .
نادر تجاهل كلامه وبص لأخته : هاتي عدة الإسعافات اللي في عربيتي يا همس .
سيف حاول يعترض بس خاطر اتدخل بخوف عليه : يا ابني انت في ايه ؟ انت ازاي عايزنا نروح ونسيبك كده ؟ هو انت لو شوفت حد في الشارع في ظروفك هتسيبه وتمشي ؟
سيف اتنهد وبرر: يا عمي لا بس ده فرح بنتك والمفروض تروحوها مش تفضلوا هنا معايا وتوقفوها هي كمان في نص الشارع ؟!
بدر اتدخل بهدوء : ممكن ما تشغلش بالك بينا ؟ بعدين يا سيدي احنا والحمدلله اتجوزنا خلاص الباقي كله تحصيل حاصل المهم نطمن عليك دلوقتي.
فاتن بصتله وسألته بتهكم : اُمال المحروسة فين ؟ خطيبتك ؟
بصلها بهدوء : عدوا علينا زمايلها وخليتها تروح معاهم .
علقت باستنكار : وهي سابتك عادي كده ؟
جاوبها بعدم اهتمام : يعني هتقعد معايا تعمل ايه ؟ أفضلها تروح على الأقل ما أشيلش همها .
همس ادت أخوها علبة الإسعافات وهو قعّد سيف على الأرض زي ما كان قاعد وفتح علبة الإسعافات طلع قطن منها وبص لهمس بجدية : نوري يا همس .
فاتن قربت تاخد الموبايل من بنتها بصرامة: هاتي أنا هنورله .
همس بصتلها بحزن وفاتن شدت الموبايل ونادر شال الإزازة بعدها الدم نزف بغزارة ونزل على قميصه ونادر حط قطنة بس كانت صغيرة فهمس قربت بسرعة أخدت كذا قطنة وبتحاول تساعد أخوها اللي قالها بهدوء : اضغطي على الجرح علشان يبطل ينزف ، لازم أخيطه .
بصتله بذهول : هتخيطه هنا كده وبدون بنج يا نادر ؟
نادر بص لسيف بتساؤل : نروح مستشفى يا سيف ولا تستحمل غرزتين ؟
همس اللي ردت بخوف : نروح مستشفى طبعا ياخد بنج مش هتخيطه كده .
كلهم بصولها بس محدش علق وأبوها اعتقد انها قلقانة لأنه دكتورها
سيف بص لنادر بهدوء : خيط وبسرعة خليكم تمشوا .
همس حاولت تعترض بخوف بس نادر بصلها بهدوء : مش هيحس بيهم ما تقلقيش وبعدين هرش بنج موضعي والموضوع هياخد دقيقتين بالظبط ، شيلي ايدك .
شالت ايدها بس الدم نزل تاني فرجعت القطنة تاني بسرعة ونادر سحب ايدها : اهدي أنا هتعامل خلاص .
نادر مسح الجرح وهي قاعدة مكانها على الأرض قدامه بحزن والكل مركز مع نادر اللي هيبدأ يخيط بس بصلهم بجدية : اللي معاه موبايل تاني ياريت ينور بدل الضلمة دي .
كلهم طلعوا موبايلاتهم ونوروا وسيف بصلهم بس ماقدرش يفتح عينيه فقال بابتسامة : مش متخيل انت كمية الأنوار دي عاملة ايه ؟
ابتسم بهدوء: غمض عينيك لان أنا محتاج الأنوار دي .
خاطر وبدر وفاتن كل واحد ماسك موبايل منوره وهمس قاعدة على الأرض قصاد سيف ماسكة علبة الإسعافات لأخوها والكل بيراقب نادر وهو بيخيط جرح سيف.
همس سألت بحب وألم : بيوجعك ؟
محدش لاحظ لهجتها في السؤال إلا مامتها وهند اللي عارفين حبها له وراقبوه وهو بيجاوبها بحنان يطمنها: مش حاسس بيه أصلا ، ما تقلقيش.
نادر بصلها بطرف عينيه وبصله وطلع لزقة صغيرة حطها بابتسامة : انتهينا .
بعد وسيف حاول يفتح عينيه بس ماقدرش فقال بتعب: ينفع تطفوا بقى الأنوار دي ؟
طفوا كلهم وهو فتح عينيه بس مع الإضاءة العالية واختفائها مش شايف أي حاجة .
قام وقف بتعب ونادر بيساعده : حاسس بايه ؟
بصله وطمنه: كويس ممكن بقى تروحوا الناس دي ؟
خاطر اللي جاوبه بهدوء: طيب نروحهم بس تعال يلا اركب معانا .
فاتن وسيف بصوله بذهول وهمس قلبها دق بلهفة وسيف رفض بهدوء: يا عمي بالله عليك ما تشغل بالك بيا كلها شوية والنهار ينور وهتصرف أنا .
خاطر استناه يخلص كلامه ورد بإصرار: خلصت كلامك ؟ اركب يلا معانا .
حاول يعترض بس خاطر منعه بحزم: ماهو نسيبك في الشارع في الوضع ده مش هيحصل فريح بالك و وفر علينا المناهدة الكتيرة، يا هنفضل كلنا معاك لحد ما نشوف هنعمل ايه؟ يا نطلع نوصل بدر وعروسته ونطلع على البيت نريح شوية والصباح رباح ونادر ينزل معاك تشوفوا هتعملوا ايه؟ لكن نسيبك في الشارع مش هيحصل .
نادر كمل بتأييد لكلام أبوه: يلا يا سيف بابا لما بيقول كلمة مش بيرجع فيها اركب خلينا نوصلهم وارتاح شوية وبعدها نشوف هنعمل ايه ؟
سيف بص لفاتن بتوتر ومستني منها هي كمان تتكلم بس هي بصت لبعيد وكشرت مع انها من جواها عايزة تقوله يركب معاهم .
خاطر مسك دراعه بابتسامة: يلا بقى ما يبقاش دماغك ناشف كده – بص لابنه وقال – نادر روح قفل عربيته ويلا .
فتح الباب اللي قدام لسيف : اتفضل .
همس أخدت چاكيت سيف من على الأرض بسرعة ونادر قفل عربيته ولمح موبايله واقع في الدواسة جابه وجاب كمان الشاحن اللي متعلق يمكن يحتاج يشحن موبايله وقفل العربية وراح لبدر وهند اطمن انهم استقروا في عربيتهم وبعدها ركب عربيته جنب سيف بابتسامة : موبايلك وشاحنك ومفاتيح عربيتك .
أخدهم منه وموبايله رن كانت أمه فابتسم ورد : أيوة يا قلبي ؟
كلهم انتبهوله وخصوصا فاتن وهمس اللي بصتله بغيرة، وهو كمل : أنا كويس اهدي اهدي انتي مين قالك أصلا ؟
سلوى بتتكلم بسرعة بلهفة: أنا هجيلك أنا وباباك انت فين ؟
عز أخد الموبايل منها وقال بتوتر: ابعتلي اللوكيشن وجايين .
سيف رد بسرعة يطمنهم : اهدوا انتوا الاتنين أنا كويس ده أولا وثانيا محدش يجي أنا هبات الليلة هنا والصبح هاجي علشان بس ألاقي حد يجيب العربية لكن أنا كويس .
سلوى شدت الموبايل بخوف : سيف انت فين؟ رد عليا علشان مش هستنى للصبح أنا .
رد عليها بحنان : والله يا قلبي أنا كويس بجد ، طيب تصدقي ازاي ؟ العربية اللي اتخبطت مش أنا وبعدين المتخلفة دي بتقولكم ليه أصلا ؟
سلوى جاوبته : أبوها اللي قال لأبوك ، كلمنا بيطمن انت وصلت ولا ايه وقالنا .
كشر بغيظ : لا هو قاصد يقلقكم على الفاضي المهم يا حبي أنا كويس .
سلوى ردت بإصرار : طيب صور صورة ليك وابعتهالي يلا دلوقتي لو عايزني أصدق ؟
قفل معاها وبص لنادر بحيرة : وبعدين ؟ عايزاني أصورلها صورة وأبعتهالها .
فاتن علقت بتفهم : لو شافت الدم اللي على قميصك هتتجنن أكتر .
بصلها بقلة حيلة: ولو ما بعتش هتيجي .
همس وراه قاعدة حاضنة الچاكيت بتاعه فاقترحت: حط چاكيت البدلة على كتفك واتصور بجنب بحيث ما يبانش الجرح ، خد سيلفي مثلا انت ونادر والجرح ناحيته مش هيبان أوي والدنيا مش نور للدرجة دي .
سيف عجبته فكرتها وبص لبرا بتفحص: فين أصلا الچاكيت بتاعي ؟
همس مدت ايدها ادتهوله : اهو اتفضل .
أخده ونادر ساعده يداري أي دم على قميصه وخاطر اقترح : مش يلبسه أفضل ؟
نادر : لا هتبان الياقة بتاعة القميص كده أفضل .
سيف طلع موبايله ونادر قرب منه وأخد سيلفي من بعيد شوية كذا صورة وبعدها بيختار هو ونادر وقال بتعب : أنا مش شايف كويس ، الصداع هيفرتك دماغي اختار انت صورة كويسة .
نادر قلب في الصور واختار واحدة وسيف بعتها لوالدته وبعدها كتب تحتها ( الفرح كان لأخت همس وأخوها شغال مع شذى وعزمها ودلوقتي أنا مع أهلها بلاش تبوظوا الليلة بمجيكم ، اللي معايا في الصورة ده أخوها و ورايا همس وباقي عيلتها هكلمكم الصبح يلا باي اطمني أنا بخير ودي فرصة أشوفها من قريب وسط أهلها )
بعت الرسالة وأمه ابتسمت أول ما شافتها وقالت لجوزها اللي اطمن هو كمان واتفقوا يسيبوه براحته معاها .
اتحركوا يوصلوا هند لشقتها ، وصلوا والكل نزل سلم عليهم وطلعت فاتن وهمس مع هند فوق .
بدر سلم على الرجالة وسيف نزل هو كمان سلم عليه وبعدها قرب منه بابتسامة : عقبالك انت وهي .
سيف بصله بتمني: ياريت بجد ياريت ، ادعيلي لاني محتاج لمعجزة .
ابتسم : وبإذن الله هتحصل .
طلع لحقهم وبيفتح باب شقته ودخل نور النور وهنا كانت صدمته ، هند دخلت وراه هي ومامتها وأختها وكلهم شهقوا من المنظر ، هند ماقدرتش تقف أكتر من كدا فقعدت على الأرض بصدمة وأمها جنبها وبدر واقف مش قادر ينطق .
سيف واقف جنب نادر وخاطر اللي سأل باهتمام : الصداع ماهديش شوية يا ابني ؟
نادر بصله بهدوء : أول ما نروح هديلك مسكن قوي هيريحك ويخليك تنام .
قاطعهم نزول همس بتجري وكلهم اتعدلوا بقلق من هيئتها واستنوها تقول في ايه فرددت بدموع : الشقة فوق ، الشقة يا نادر .
نادر ما استناش يسمع الباقي وجري على فوق ولحقه خاطر أما سيف فقرب من همس مسك ايديها الاتنين بقلق : اهدي وقوليلي في ايه فوق ؟
همس عيطت : شقتهم متدمرة ، مليانة زبالة وكل حاجة مرمية من مكانها ، الشقة بقت مقلب زبالة يا سيف .
بصلها بذهول: مين ممكن يعمل في شقة عريس كده ؟
ضم حواجبه وافتكر رشا اللي طردها واتمنى لو كان حبسها مش مشاها كده بسهولة ! بص لهمس بجدية : تعالي نطلعلهم فوق .
طلعوا مع بعض وبمجرد ما دخل وشاف المنظر وريحة الشقة اتصدم هو كمان، بس لاحظ حالة الجمود اللي كلهم فيها فوقف قصادهم بهدوء: وبعدين هتفضلوا كده ؟
بدر سأله بوجع : عايزنا نعمل ايه ؟
بصله بذهول من سؤاله : بتسألني أنا ؟ انت اتجوزت النهارده وحبيبتك معاك وأعتقد دي أهم حاجة في الدنيا كلها، انت وحبيبتك كويسين تولع الدنيا كلها بعد كده ، فدا ظفرها .
بدر بصله : ماشي فداها الكون بما فيه بس برضه أعمل ايه ؟
فكر للحظات ورد بجدية : معرفش بس خد مراتك في حضنك وما تسيبهاش كده – بص لهند وقالها – قومي مع جوزك ، الشقة بس محتاجة تتروق وتتنظف وده شغل كام ساعة مش أكتر أنا مش شايف أي خساير كبيرة ، ده حد عاملها يضايقكم مش أكتر ، ما تسمحوش لحد ياخد فرحتكم .
نادر بصلهم بحزن : يلا قوموا نروح البيت كلنا و ….
قاطعه سيف باستنكار : لا لا بيت ايه؟ – اقترح فجأة- الفندق اللي كنتم فيه مش كانوا فاتحين أوضة للعروسة ؟
بدر بصله بتفكير : اه فعلا .
سيف كمل ببساطة: طيب روحوا الفندق قضوا ليلتكم هناك والصبح هنتصرف احنا في الليلة دي وتيجوا لما الشقة ترجع زي الأول ، يلا ما تضيعوش وقت .
فاتن بصت لهمس : ادخلي هاتي هدوم لأختك .
همس دخلت بس بمجرد ما نورت النور شهقت وبدر راح وراها وأول ما شاف كمية الزبالة اللي على السرير خرج برا بص لهند بحزم : قومي نمشي من هنا يلا .
هند وقفت ببطء وأصرت تدخل الأوضة وأول ما شافتها وشافت المفرش بتاع سريرها بشكله ده عيطت ، بدر قرب منها أخدها في حضنه بمواساة : قلتي مش هنسمح لحد يعكر فرحتنا ليه بتعيطي دلوقتي ؟
مسح دموعها ووعدها بابتسامة : هعوضك عن كل حاجة باظت وده وعد مني يا هند .
بصتله بقهر : بس دي حاجتنا اللي تعبنا فيها واخترناها مع بعض و ….
قاطعها بحب : فداكي كلها ولا تسوى قصاد دمعة واحدة من عينيكي الليلة دي، يلا من هنا .
فاتن وهند جهزوا شنطة لهند وبلال ياخدوها معاهم وبعدها اتجمعوا كلهم ونادر اتكلم : بدر يلا ، كلنا يلا من هنا والصبح هنتعامل مع الشقة دي.
فاتن بصت لابنها بتفكير : ما تيجي نعمل محضر ؟ أكيد رشا هي اللي عملت كده – بصت لسيف وكملت – ياريتك ما مشيتها وكنت حبستها الليلة دي .
كلهم بصوا لسيف فاعتذر : لو أعرف انها عاملة مصيبة زي كده كنت خليتهم يأدبوها ، معلش بقى .
بدر بصله بعرفان : انت اللي مشيتها ؟ أنا استغربت ازاي مشيت بهدوء كده ؟
سيف بصله بإيجاز : مشيت وراحت لحال سبيلها بس ما تدوهاش فرصة تسرق فرحتكم، انتوا النهارده مع بعض في ايه تاني أهم من كده ؟
همس بصتله وكان نفسها تصرخ في أختها ان كفاية عليها حبيبها معاها ، مستعدة لأي حاجة في سبيل ان هي وسيف يكونوا مع بعض .
فاتن فجاة اتكلمت : الحمد لله اني ماجيبتش أكلكم هنا وخليته في العربية معانا .
كلهم ضحكوا وخرجوا لبرا الشقة و وصلوهم للفندق
رشا وابنها وصلوا شقتهم وبعد ما دخلوا وقّف مامته بلوم : انتي ليه عملتي كده في شقة بابا ؟
بصتله بذهول : كنت عايزني أعمل ايه ؟ أفرح ؟ مش دي الشقة اللي هيسيبنا ويعيش فيها مع هند ؟
زعق بغيظ : برضه مش من حقك تبوظي شقته وتزعليه كده! بقاله قد ايه بيجهز فيها ؟ انتي ….
قاطعته وهي بتمسك دراعه بغضب : أنا ايه ؟ مش فلوسه دي بتاعتنا ؟ مش هو نفسه بتاعنا ؟ أبوك وجوزي ؟ تطلع مين هند دي اللي جاية تاخده كده على الجاهز ها ؟ دي بتسرق باباك مننا ، افهم بقى لولا هند كنا بقينا عايشين مع بعض في بيت واحد وهو وسطنا بس هند حرمتنا منه ولازم نبعدهم عن بعض بأي شكل .
أنس بصلها وكل كلام باباه اللي قاله عنها بيفتكره شوية شوية وبيتأكد من صحته .
سيف في الفندق دخل سأل عن اللواء محمد ولحسن حظه كان موجود ولسه هيمشي فقابله وطلب منه الصبح يبعتله كام واحد ينظفوا شقة بدر وطلب من نادر العنوان بالظبط .
أخيرا هند وبدر دخلوا أوضتهم مع بعض وهو قرب منها مسك ايديها الاتنين باعتذار: سامحيني يا هند حقك عليا .
بصتله باستغراب : أسامحك على ايه يا بدر ؟
باس ايديها الاتنين وقال بحزن: ليلتنا الغريبة دي ورشا اللي …
حطت ايدها على شفايفه بضيق : ما تتكلمش عنها تاني ، أخدت مننا وقت كتير .
باس ايدها اللي على شفايفه بحنق: بس برضه خرجتنا من شقتنا .
ابتسمتله بهدوء : بكرا هنرجعلها وبعدين أنا عاذراها الصراحة .
دوره في الذهول وردد: عاذراها ؟ ازاي يعني ؟
بصت بعيد عن عينيه واتكلمت بحرج : لما تخسر راجل زيك لازم تتجنن وتتصرف تصرفات مجنونة أنا لو مكانها ..
اتحرجت وسكتت وهو رفع وشها بشغف: كنتي عملتي ايه ؟ مع انك عمرك أبدا ما هتكوني مكانها لانك غير بس قوليلي برضه كنتي عملتي ايه لو مكانها ؟
بعدت ايده من على دقنها وهمست بحب : كنت خطفتك انت مش أروح أبوظ الشقة! أعمل بيها ايه الشقة ؟
ابتسامته وسعت وقال: طيب بدون خطف أنا معاكي اهو بس حتى عينيكي بتحرميني منهم ، ارفعي عينيكي وبصيلي يا هند ، ما تتخيليش انتي واحشاني قد ايه ؟
رفعت عينيها له بهمس : ما أنا معاك اهو .
قرب من شفايفها ولمسهم بمنتهى الرقة وبعد واتقابلت عيونهم ، حاولت تهرب بس مسك ايدها بعشق: ما تهربيش مني ده أنا ما صدقت بقيتي في حضني .
شدها لحضنه وضمها بشوق ولهفة وهمس : أخيرا بقيتي في حضني
ضمته هي كمان بكل الحب اللي جواها وحست بيه عايز يدخلها جوا ضلوعه مش بس بيضمها .
اتقابلت عيونهم وباسها تاني برقة اتحولت لاحتياج وبعدها لشوق ولهفة ورغبة وكل مشاعر الحب بدأت تترجم لأفعال .
خاطر وصل بعيلته البيت وبعد ما دخلوا بص لسيف ونادر بابتسامة: خليه يرتاح بقى يا نادر وشوف هتديله أي علاج أو مسكن للصداع اللي عنده .
فاتن بتلقائية : مش يتعشى الأول؟ ده ما اتعشاش وأكيد خارج من بيته من بدري.
سيف بصلها مش مصدق خوفها واهتمامها بس انتبه لخاطر بيرد : طيب والله راح عن بالي الموضوع ده – بص لهمس ويادوب نطق اسمها – همس .
بدون ما تديه فرصة يكمل قالت بسرعة: هعمله حاجة ياكلها لحظة .
فاتن بصت لبنتها اللي عمرها ما عملت حتى لنفسها أي حاجة حتى لو هتموت من الجوع ودلوقتي بتعرض تعمل ؟
سيف وقفها بابتسامة: اهدي واستني أنا بجد مش جعان وده مش وقت أكل أصلا احنا قربنا على الفجر و …
قاطعه نادر بمرح: هو انت حزب معارضة بس ؟ بعدين لازم تاكل أصلا علشان العلاج اللي هتاخده هيتعبك لو معدتك فاضية ، تحب تاكل ايه ؟ أكل خفيف ولا نتقل؟ أصلا انا نفسي جعان .
خاطر بصلهم بابتسامة وأكد: والله ان جيتوا للحق أنا كمان جعان ومش فاكر أصلا امتى آخر مرة أكلت ؟
بص لسيف بهزار وكمل : وبعدين دي همس بنفسها اللي هتعمل الأكل انت متخيل ياابني؟ ده احنا هنعمل فرح .
كلهم ضحكوا وسيف بصلها بحب خفاه قبل ما حد يلاحظ ، همس اتوترت وردت بضيق مصطنع : دايما ظالميني يعني أعمل مايعجبش ماأعملش مايعجبش ؟
نادر بمرح: يمكن علشان دكتورها وكدا فبتوريله انها شاطرة ف الدراسة والمطبخ .
خاطر وسيف ضحكوا أما فاتن فواقفة متضايقة ان ف كلام مشترك بين همس وسيف
همس بصتله بغيظ : أنا مش محتاجة أثبت شطارتي وبعدين هو في ايه ؟ هتتسلوا عليا بقى ؟ وبعدين الجامعة حاجة وبرا الجامعة حاجة .
سيف اتدخل بمشاكسة : فعلا يانادر أختك مابيهمهاش دكتور من عميد أنا برا المحاضرة بتعتبرني شخص عادي يعني مابيفرقش معاها .
همس ضحكت لانه فاكر كلامها لما اتخانقت معاه ونادر علق بضحك : قوية ومفترية .
فاتن بصتلهم وقررت تنهي النقاش ده : طيب غيروا هدومكم دي أكون عملتلكم حاجة تاكلوها بسرعة .
دخلت المطبخ و وراها همس اللي اتكلمت بخفوت: أساعدك في ايه ؟
بصتلها باستغراب : شوف ازاي ؟ ده أنا ريقي بينشف وأنا بناديكي تروحي قايلة – قلدتها بتريقة- أنا ما اتخلقتش للمطبخ .
ابتسمت بمرح : ماهو ده مفروغ منه بس النهارده فرح بنتك وكده فقلت أكون مكانها يعني .
رفعت حاجبها بمغزى: شوف ازاي ؟ تكوني مكانها ؟ مش علشانه يعني ؟
عملت نفسها مش فاهمة وردت ببلاهة مصطنعة: علشان مين ؟ قصدك ايه ؟
فاتن راحت تطلع الأكل من التلاجة وهي بتقول بتهكم : نقطيني بسكاتك – سألتها بعد لحظة – نعمل جبن وحاجات خفيفة ولا نسخن الأكل اللي كنا عاملينه لأختك ؟ المحاشي والحاجات دي ؟
همس بحيرة : مش عارفة أروح أسألهم ؟
جت تطلع بس أمها وقفتها بغيظ : تعالي هنا ، تسألي مين ؟ ولا هو أي كلام وخلاص ؟ هسخن الأكل أبوكي أصلا ما اتغداش ولا أخوكي .
سخنت وهمس ساعدتها ترص السفرة ، نادر خرج هو وسيف وقعدوا على السفرة ولحظة وانضملهم خاطر اللي أول ما شاف الأكل اتكلم بابتسامة : ده الواحد جعان فوق ما كان متخيل.
سيف علق بدهشة : الأكل ده كله هيتاكل دلوقتي ؟ ده بجد ؟
نادر علق بمرح : سيادتك عامل دايت ولا ايه ؟
بصله بتوضيح: مش حكاية دايت بس تقيل جدا .
ضحك : خليها على الله بعدين النهارده محدش تقريبا أكل أصلا .
فاتن خرجت بباقي الأكل هي وهمس وخاطر طلب منهم يقعدوا بقى .
أكلوا في جو هادي وسيف علق على الأكل بابتسامة : الأكل جميل تسلم ايديكم .
همس ابتسمت: بالهنا والشفا .
نادر بضحك : بتردي على الأساس انك مشاركة في عمايله وكدا ؟!
همس بصتله بضيق وبصت لأبوها : شايف يابابا عمال يضايقني ازاي وأنا ساكتة؟
خاطر بابتسامة: حقك عليا ياحبيبتي ، مالكش دعوة بأختك يانادر – سكت وبعدها كمل بضحك – بس هو ماقالش حاجة غلط ده انتي مابتعمليش كوباية شاي .
كلهم ضحكوا عليها وسيف بيتفرج بابتسامة ومتابع حركاتها اللطيفة ومشاكساتها معاهم
همس ردت بغيظ : راعوا منظري ماينفعش كدا والله .
فاتن ردت بتعجب : سبحان الله دلوقتي لسانك مش طالع وعاملة هادية .
همس بصتلهم وهي بتبرطم وهم بيضحكوا عليها وكملوا أكل في جو خفيف
لحد ما موبايل سيف رن وكان بعيد فهمس قامت بسرعة: هجيبهولك .
حاول يوقفها بس هي مسكته وبصتله بغيظ : خطيبتك .
لاحظ ان الكل نظراته عليه فأخد الموبايل من ايدها وقفل الصوت وحطه على السفرة قدامه بس خاطر اعترض : يا ابني طمنها عليك ، أكيد قلقانة .
بصله بضيق : لا يا عمي ما تشغلش بالك وبعدين أنا وهي مش بينا علاقة القلق والكلام ده .
نادر علق بمغزى : برضه دي خطيبتك وبكرا تبقى مراتك .
رمى الكلمة عايز يشوف رد فعله بس هو بص لطبقه وبيكمل أكله بلامبالاة : زي ما قلت لوالدك مش بينا العلاقة دي .
سكتوا وكملوا أكل وبعدها كل واحد راح أوضته ونادر خلى سيف ينام في أوضته وهو ينام في أوضة هند .
همس دخلت أوضتها غيرت هدومها ومش قادرة تصدق أو تستوعب ان سيف في أوضة جنبها .
أما فاتن فبتفكر في عرض سيف وهل ممكن توافق بنتها تتجوز بالطريقة دي ؟ ولا ايه الصح ؟
نادر قاعد في الأوضة بيراجع كل كلامه مع شذى عن خطيبها اللي مش بيهتم بأي حاجة وكان راسمله صورة انه بيزنس مان دبلوماسي وماعندهوش مشاعر أو مجرد آلة ، بس سيف أبعد ما يكون عن الوصف ده معنى كده انه مش بيحبها أصلا ، مش بيحبها لان قلبه مشغول بغيرها ، بهمس أخته ؟
خاطر بيحاول يفهم ايه اللي حصل الليلة دي؟! وليه كل حاجة متلخبطة كده ؟ ليه همس وسيف حاسس ان في بينهم حاجة ؟
بص لمراته بهدوء : نمتي ؟
ردت بأرق : لسه خير ؟
اتعدل وسألها : هي همس و سيف ايه اللي بينهم ؟
اتفاجئت بسؤاله وغيرت الموضوع: يا راجل احنا في ايه وانت بتفكر في ايه ؟ الواحد دماغه مشغولة على البنت اللي فرحتها اتكسرت وسابت شقتها ومش عارفين حالتها ايه وانت تقولي ايه ؟ نام يا راجل انت وبطل رغي وسيبني في همي – رفعت ايديها ودعت برجاء – ربنا يسعدك يا هند يا بنتي ويفرح قلبك ويعوضك عن زعلك الليلة دي ويكسر قلب اللي عمل فيكي كده ربنا ينتقملك منه يا حبيبتي .
خاطر بصلها وسكت وهو مش فاهم هل هي بتغير الموضوع فعلا وعارفة حاجة ومخبية عنه؟ ولا مشغولة ببنتها واللي حصلها وخروجها برا بيتها بالشكل ده ؟
سيف في أوضة نادر تعبان ، مرهق ، أحاسيس كتيرة جدا جواه متلخبطة وموضوع الجواز شاغله جدا وحاسس ان دي أكتر فكرة منطقية يكون بيها مع همس بس المشكلة ان أهلها فعلا مش هيوافقوا بالشكل ده .
شذى في أوضتها بتفكر في فرح النهارده وازاي سيف كان غريب جدا بالشكل ده ؟ مش عارفة تفكر أو تاخد قرار؛ هو اه الحب مش أساسي بالنسبالها بس ما توصلش لدرجة الإهمال أو تحس انها مفروضة عليه أو هو مش طايقها .
بابها خبط ودخل أبوها بابتسامة : لقيت النور منور قلت أكيد لسه صاحية، سهرانة ليه لحد دلوقتي؟ وعملتي ايه في الفرح ؟ كان حلو ؟
بصت لأبوها شوية وهي ساكتة وبعدها قررت تتكلم معاه بهدوء: الفرح كان حلو بس اللي مش حلو علاقتي بسيف .
قعد قصادها باهتمام : ليه مش حلوة ؟ واوعي تقوليلي حب ورومانسيات و الحوار ده .
اتنرفزت : مش رومانسيات بس مش للدرجة دي ، بابا أنا مش عايزة أكمل معاه؛ سيف غريب وكتير بحس انه مغصوب عليا أو بيحاول يتقبلني بالعافية و ….
قاطعها أبوها بهدوء : مغصوب مش مغصوب المهم تتجوزوا يا شذى .
وقفت وبصتله بدهشة: ليه مهم أتجوزه ؟ في ألف واحد يتمنوا إشارة مني .
وقف أبوها ورد بذكاء : والألف دول مش زيه هو ، هو وضع تاني ، ستايل تاني ، برستيج تاني ، هو يقدر يدلع ويحقق أي حلم تحلميه ، انتي مش هتتحملي راجل مش بمستوى سيف .
كشرت بحيرة : مش شرط مستوى سيف بس ….
قاطعها بثبات: ما بسش يا شذى ، عيشتك بمستوى معين ولازم تتجوزي واحد يعيشك في نفس المستوى ، الحب والرومانسيات والحوارات اللي مابتقدمش ولا تاخر اركنيها على جنب وبعدين هاتيلي واحد في نفس مستواه ومن بكرا أجيبهولك .
بصت لأبوها بحيرة : هو مش انت قلت انهم بيقعوا ؟ وشركتهم ممكن تفلس وهو بيحاول يوقفها ؟ يعني ممكن يفشل و ….
قاطعها بإصرار : وممكن ينجح وساعتها لازم تكوني مراته ، انتي ما تتخيليش أنا بقالي قد ايه بحاول ودلوقتي انتي عدلتي كفتين الميزان- كمل بشرود- لو نجح هو مربوط بيكي ولو فشل بقى في جيبي في كلتا الحالتين احنا فايزين يا بنتي .
بصتله بعدم فهم : أنا مش فاهمة حاجة! وبتحاول في ايه ؟ وبعدين تقصد ايه بـ لو فشل هو في جيبك ؟ بابا انت لازم تفهمني وإلا مش هكمل لعبتك لو مش فاهمة.
أبوها بصلها بتردد ؛ مش عايز يكشف أوراقه قدامها بس هي عنيدة وممكن فعلا تبوظ خططه كلها فرد بهدوء: شركة الصياد من أكبر الشركات هنا وكانت هي وشركة المرشدي المنافسين فقط ليا وأبوكي ما بيحبش منافسين ، بيحب ينفرد في السوق ويكون لوحده وأي حد بيقف قصادي بدمره أو باخده وبدمجه لشركتي وعلشان كده محدش بيقدر يقف قصادي أو يتحداني إلا شركة المرشدي و الصياد مهما أحاول ماقدرتش أبدا عليهم ، شركتين أو مجموعتين ليهم وزنهم ووضعهم وكان لازم أوصلهم، حاولت أوقعهم بس للأسف كريم المرشدي ومؤمن الدخيلي وقفولي بالمرصاد وماقدرتش عليهم، فاكتفيت بشركة الصياد وبقالي سنين بخطط وبدخل ناس وسطهم ويادوب بدأت أهزهم شوية بس دلوقتي ظهر سيف في الصورة وده شاب ذكي وخصم مش سهل ، أبوه كان ممكن أقدر عليه لانه كبر وتعب وبيعين ناس كتير تحته وسهل نشتري حد فيهم لكن سيف لسه داخل الحياة ومن ساعة ما مسك كل حاجة مفيش نفس حد بيتنفسه من وراه ورافض يستسلم ورافض الدمج ورافض أي حاجة ناحيتي فكان لازم أضمن في حالة لو نجح يرجع الشركة لمكانتها ان يفضلوا في جيبي وهنا ده دورك انتي ، تتجوزيه وتخلفي ولد يمسك الشركتين ، المهم الصياد جروب تبقى بتاعتنا فلو أنا فشلت انتي تكملي مش تروحي تقوليله يأجل الفرح ؟ نفسي أعرف ازاي توافقي تأجليه ؟
بصت لأبوها بدهشة ومش قادرة تستوعب كل ده ومش عايزة تكون خطة بديلة ردت بتعجب: انت بتعتبرني صفقة بيزنس ؟
كشر أبوها ان ده بس اللي فرق معاها ورد بثبات: صفقة العمر لو هتحسبيها كده ؛ شذى أنا اخترت ليكي زوج كل البنات بتحلم بيه والكل بيحسدك عليه ولا ده مش مهم ؟
طول بعرض بوسامة بفلوس ، عايزة ايه تاني ؟ ناقصك ايه معاه ؟ هتشاوري هو هينفذ ، محتاجة ايه تاني ؟ واوعي تقولي الحب لان ده عمره ما كان مهم بالنسبالك ، الحب مش هيلبسك الفساتين اللي بتختاريها ، الحب مش هيطلعك رحلة واحدة من رحلاتك ، ده مش هيسهرك سهرة واحدة ، فأنا اخترت زوج يلبي كل متطلباتك .
سكتت؛ لان كلامه صح وهي مش شخصية رومانسية بس برضه عايزاه يحبها فقالت بتردد: ماشي بس برضه سيف مش هيلبي طلباتي هو …
قاطعها بنرفزة : هو ايه ؟ أي طلب بتطلبيه بينفذه مش هيبخل عليكي أبدا .
كملت بقوة: بس مش بيحبني .
بصلها بنزق : حب ايه يا شذى ؟ بصي لحياتك وبصي حواليكي ولمستوى عيشتك وقوليلي أي راجل في اللي حواليكي هيقدر يعيشك في نفس المستوى؟ إلا إذا كنتي متنازلة عنه وعايزة تستني المرتب كل أول شهر وتعيشي في شقة وتطبخي لجوزك اللي بتحبيه ؟ لو دي الحياة اللي عايزاها بلغيني والصبح أفسخ خطوبتك بسيف وانتي اختاري الراجل اللي يعجبك ، الكلام اللي عندي قلته والكرة في ملعبك تصبحي على خير .
سابها وخرج وهو عارف و واثق في اختيار بنته وقراراتها وعارف ان المنظر الاجتماعي والحياة الاجتماعية المرفهة دول أهم حاجتين عندها .
سيف فضل في أوضته أو الأدق أوضة نادر صاحي مش عارف ينام وهو عارف ان همس في أوضة جنبه ، قد ايه الوضع ده مستفز ورخم؟! موبايله رن كان والده بيطمئن عليه مرة تانية قبل ما ينام وطمنه بالفعل بس قبل ما يقفل طلب منه الصبح يبعتله أي عربية بسواق من الشركة وكمان يبعت حد يقطر عربيته .
همس في أوضتها مش عارفة تنام وقلقانة على سيف عايزة تطمن عليه ، مسكت موبايلها بتردد للحظات وبعدها حسمت أمرها وشالته من القايمة السودا ، فتحت الواتس وبعتتله رسالة ( صاحي ؟ )
سيف كان قاعد على السرير بيفكر فيها لقى صوت رسالة شافها واتفاجئ انها من همس مااستوعبش في الأول انها فكتله الحظر ورد بسرعة بعتاب ( أخيرا شيلتي الحظر؟ لو أعرف ان الحادثة هتخليكي تشيليه كنت عملتها من بدري )
همس قرأت رسالته وحست بنبرة اللوم فيها وجت عند آخر جملة وردت بسرعة بلهفة ( بعد الشر عليك ، جرحك عامل ايه دلوقتي ؟ بيوجعك؟ )
سيف قرأها وسند على المخدة وابتسم وهو بيكتب ( خايفة عليا ؟)
ردت بدون تفكير ( أكيد )
ابتسم ابتسامة واسعة ورد ( ماتقلقيش ياحبيبتي أنا كويس )
قراتها واتنهدت براحة ومش عارفة تقوله ايه ؟ تقفل وتبلكه ولا تكمل كلام ؟
حس بترددها وباللي بتفكر فيه فكتب بسرعة ( أنا آسف )
بصت للرسالة بحيرة وردت ( على ايه ؟)
وضح ( اني حطيتك في موقف وحش النهارده وجيت مع شذى )
اتنهدت بخنقة وردت ( اللي حصل حصل )
اتضايق علشانها وحب يغير الكلام فكتب ( بس مامتك شخصية لطيفة كانت عايزة تطلعني من البلد كلها النهارده )
ضحكت وكتبت بعفوية تحكيله( مش لوحدك أنا كنت محاصرة النهارده واتبهدلت كذا مرة وجابتني من شعري لما شافتني معاك )
قرأ الرسالة بذهول ورد بقلق ( يعني سببتلك مشكلة؟ حقك عليا )
قرأتها وردت تطمنه ( لا ماتقلقش أنا أستاهل برضه وكويس انها ماوقفتش من البداية كمان وشافتني لما عيطت على كتفك )
ابتسم ورد عليها ( هيجي يوم وكله هيتصلح بإذن الله )
ردت عليه بتمني ( ياريت بجد )
الاتنين ماسكين موبايلاتهم وباصين للرسايل وكأن كل واحد فيهم مستني التاني يتكلم أو يطلع من جوا موبايله مثلا ، سيف كتب ( همس ؟)
ابتسمت وحست انها سامعاه مش بتقرأ مجرد رسايل وكتبت ( سيف )
ابتسم وكتب ( أنا بحبك فوق ما تتخيلي وكان نفسي النهارده يكونلي حق أمسك ايدك قصاد الكل وكنت هموت وأشدك وانتي بترقصي مع نادر وأقوله هي ملكي أنا وبس وترقص معايا أنا وبس ، اتمنيتك في كل لحظة تكوني في حضني فيها وتكوني معايا ، اتمنيت نكون مكان بدر وهند ، اتمنيت كتير أوي )
بعت الرسالة وهي قرأت كل حروفها بقلبها اللي دقاته حست انها سامعاها وفكرت يجرى ايه لو قامت خرجت عنده ؟ ترمي نفسها في حضنه ؟ يجرى ايه لو اتنفست أنفاسه هو ؟ يجرى ايه لو الزمن يسيبهم وينساهم ؟
كتبت بعاطفة( انت لا يمكن تتخيل كلامك ده بيعمل فيا ايه ياسيف ؟ أنا بعشقك وبعشق كل لحظة معاك وانت قصاد عيني ، ومهما بتوجع منك إلا ان دايما عشقي هو اللي بيفوز وبقول أي حاجة تهون في حبه المهم اني بحبه وبيحبني ، العالم كله مابقاش له معنى من غيرك ، النهارده بالرغم من اني اتوجعت أوي لما شوفت شذى بس ان حسيت وجودك في حد ذاته كفاية ، إحساسي ان عينك عليا كفاية ، أول ما خرجت ومشيت حسيت بالوحدة ماكنتش عايزاك تمشي ) .
بعتتها وقرأها بقلب بينبض باسمها هي بس، قلب ماعرفش يعني ايه الحب غير معاها
جنون العاشق سيطر عليه وحس انه لازم يشوفها بأي طريقة ، لازم ياخدها في حضنه ولو للحظة بس لحظة ، القلب سيطر على صوت العقل فقام باندفاع من مكانه يروح عندها واللي يحصل يحصل ، مسك أُكرة الباب وفتح الباب بالفعل .
همس استنته يرد بس ماردش، شعور انه جنبها وبينهم خطوات ومش عارفة تدخله مخليها هتتجنن! عايزة تشوفه وتتكلم معاه ، قامت بجنون تخرج برا أوضتها وأول ما فتحت الباب اتفاجئت قدامها ….
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية جانا الهوى) اضغط على أسم الرواية