رواية جانا الهوى كاملة بقلم الشيماء محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الخامس عشر 15
سيف عايز يرد على موبايله بس مريم كررت : في ناس في انتظارك قلتلهم انه ممنوع بدون ميعاد بس مصممين .
سيف التفتلهم وهنا اتصدم ؛ لانهم آخر حد توقع يشوفهم بس اتبدلت ملامحه المصدومة لابتسامة واسعة على طول وحط الموبايل في جيبه وراحلهم بسرعة يسلم ويرحب باحترام: يا أهلا بحضراتكم معقول ؟ – بص لمريم بعتاب – ما فتحتيش مكتبي ليه يا مريم ؟ اتفضلوا .
مريم بتوتر : ما أنا ماأعرفهمش يا فندم .
سيف بصلها وقبل ما يتكلم خاطر منعه باعتذار : معلش يا ابني جايين من غير ميعاد و …….
قاطعه سيف بعتاب: يا خبر يا عمي موعد ايه وكلام فاضي ايه ؟! حضرتك تشرف في أي وقت – بص لمريم وكمل بتنبيه- وتستنى في مكتبي جوا .
مريم ابتسمت : حاضر يا فندم المرة الجاية بإذن الله .
مروان بصلهم باستغراب وراقبهم بيدخلوا معاه بعدها بص لمريم : مين دول ؟
مريم : معرفش أصلا أول مرة أشوفهم بس الست كلمت واحدة اسمها همس ودول أبوها وأمها .
هنا مروان عينيه وسعت بدهشة : أبو وأم همس ؟ لو مشيتيهم كنتي هتمشي وراهم يا مريم احمدي ربنا .
سألته بفضول : هي مين همس بالظبط ؟ أنا بسمع اسمها كتير جدا بينكم وهي حد مهم بالنسبة له لكن مين هي بالظبط ؟
بصلها بابتسامة : ما تسأليش في اللي مالكيش فيه يا مريم .
همس استغربت انه ماردش عليها واتضايقت وقررت تعمله بلوك تاني بس بعدها اتراجعت؛ ممكن يكون لسه في الاجتماع أصلا.
قامت لبست ونزلت راحت لأختها وأول ما شافتها حضنتها جامد وحاسة انها مفتقداها؛ دي أول مرة تقعد هي في البيت وهند اللي مش موجودة .
دخلوا وقعدوا مع بعض وهمس سألتها بفضول: فين يا بت أهل جوزك دول ؟
ابتسمت بهدوء : لسه هيجوا العصر مش دلوقتي .
كشرت بتذمر : طيب يا رخمة بتجيبيني بدري ليه كده ؟ وتخليني زي العزول أبو دم تقيل ؟
ردت بضحك: عزول ايه يا بت انتي ؟ وبعدين هتقعدي لوحدك ليه؟ مش أبوكي وأمك نزلوا القاهرة ؟ هيرجعوا آخر النهار أصلا .
همس بصتلها باهتمام : هما راحوا فين ؟ هيقابلوا سيف صح ؟ هما متخيلين انه هيرضى ياخد منهم فلوس أصلا ؟
جاوبتها بتوضيح: بابا ما رضيش ياخد فلوس أصلا من بدر وقال المفرش والسجاد دي حاجة بنتي وبدر قاله بس دي شقتي واللي باظ كان فيها واللي بوظها بوظها بسببي وكان حوار طويل عقيم انتصر فيه أبوكي بجدارة .
قاطعهم دخول بدر بيقول بمرح : أبوكم أصلا محدش بيعرف يفوز قدامه خلينا نشوف سيف هيفوز ولا أبوكم المرة دي ؟
همس ضحكت ووقفت تسلم على بدر وهي بتقول بثقة: أعتقد سيف هيفوز؛ هو مش خصم سهل .
نفى بضحك: بيتهيألك ؛ أبوكي وأمك مش سهلين أصلا وهيلاعبوه ويودوه ويجيبوه وهتقولي بدر قال ، المهم اديني رقمه عايز أبقى أكلمه أنا كمان أشكره على وقفته دي معانا ما تخيلتش بصراحة انه ابن بلد كده!
ردت بحماس : فوق ما تتخيل هو چنتل وشهم و ….
قاطعها بتنبيه: حيلك حيلك علينا شوية ، بالراحة يا همس وما تنسيش ان ظروفه ضده .
كشرت بضيق : عارفة انها ضده بس ……
قاطعتها أختها بعقلانية: ما بسش يا همس ، معاه لحد ما على الأقل يفسخ الخطوبة دي قبل كده مفيش .
همس قعدت بإحباط : تفتكروا هيقدر يسيبها أصلا ؟ ولا عالم البيزنس هياخده ؟
بدر تعاطف معاها بس برضه مش عايز يديها أمل كداب تتعلق فيه فرد بجدية: والله يا همس انتي بتتكلمي عن وسط ذئاب البيزنس وشركة توقع شركة واحتكار أسواق وعالم كبير وده السايد فيه البيزنس مش الحب – حس بإحباطها فابتسم بتفاؤل- بس هندعي ونقول يارب سيف يطلع غيرهم ويهتم شوية بالحب بجانب البيزنس .
أمنوا الاتنين على كلامه وهو انسحب وسابهم لوحدهم يتكلموا شوية براحتهم .
مكتب سيف كان ذوقه عالي وفي قعدة على جنب زي انتريه صغير عملي قعدوا عليه وهو بيرحب بيهم وبيطمئن على أخبار الكل، خصوصا هند وبدر ويطمئن على شقتهم وبعدها مريم دخلت تسأله هيشربوا ايه؟ وبالرغم من انهم شربوا بس هو صمم يشربوا تاني معاه وكل ما خاطر يحاول يتكلم إلا ان سيف بيقاطعه ومش مديله فرصة لحد ما خاطر اتكلم بابتسامة: يا ابني خليني أتكلم وأقول جايين ليه؟ انت وراك شغل كتير.
ابتسم وهو شبه عارف سبب مجيهم بس مش عايز يديله فرصة فرد بابتسامة : نقعد براحتنا ونتغدى مع بعض وبعدها نتكلم في جايين ليه؟ مع انكم تنوروني في أي وقت .
خاطر ابتسم : تسلم يا ابني بس خلينا نتكلم ونقوم نروح و ….
قاطعه برفض : لا انسى خالص موضوع تروح دي ومش هنتكلم أصلا إلا بعد الغدا ، ولا حضرتك بخيل ولا ايه ؟ – كان بيقلده وبيتكلم بنفس طريقته لما أخده البيت- دي الأصول يا عمي ولا ايه ؟
خاطر حاول يرفض : بس يا ابني …….
قاطعه بحسم مرح: ما بسش ومش هقبل أي اعتراض .
فاتن اتكلمت باستنكار : انت مش فاضي أصلا .
بصلها بهدوء : وان ماكنتش هفضى لحضراتكم هفضى لمين ها؟ نتكلم بعدين يا ست الكل .
دخل عامل البوفيه وحط المشروبات قدامهم وسيف شكره وراقبوه لحد ما خرج ورجعوا يتكلموا بس قاطعهم دخول مريم : في ورق محتاجة إمضائك عليه .
شاورلها تجيبه وطلع قلمه بيمضي بس بيبص لكل ورقة قبل ما يمضيها بشكل سريع وقال بعملية: خلي مروان يخلص الورق اللي طلبته منه وشوفي آية تساعده لو محتاج علشان ننجز الملف ده .
قفل الملف وبيديهولها بس شيء خلاه يشده تاني من ايدها قبل ما يسيبه وفتحه قلّب فيه وطلع ورقتين بصلهم باستغراب : ايه دول ؟ دول مش تبع الورق !
مريم بصتلهم و وضحت بهدوء: دول جم من مكتب الباشهمندش عز والد حضرتك .
بصلها باستفسار: وديتيهم الأول عند الأستاذ إمام ؟
اتوترت ورجعت خطوة لورا وهي بترد بخوف : لا يا فندم.
بصلها بذهول : امال بتجيبيهم أمضي عليهم ليه ؟
بررت : دول من مكتب والدك .
زعق فيها بحزم : ولو أبويا نفسه اللي جه يسلمهملك بأيديه برضه يعدوا على الأستاذ إمام الأول – قطع الورقتين أربع مرات ورماهم في السلة وبلهجة تحذير خوفت مريم وأهل همس – لو الموقف ده اتكرر تاني لأي سبب مالكيش مكان هنا فاهمة ؟
ردت بأسف : آسفة يا فندم بس ……
قاطعها بصرامة : مفيش بس وأسفك مش مقبول والموقف ده ما يتكررش تاني .
وطت راسها بحزن: حاضر يا فندم .
قبل ما تخرج قالها : ابعتيلي مروان بسرعة.
راقبها لحد ما خرجت وقفلت الباب ساعتها راح طلع الورق اللي رماه في السلة وحطه قدامه يفحصه .
خاطر اتدخل باهتمام : ليه قطعته؟ وليه أخدته تاني ؟
ابتسمله بعملية : علشان لازم أعرف مضيت على ايه ؟
فاتن بفضول: ده من مكتب أبوك هيمضيك على ايه يعني ؟
بصلها بجدية : مكتب أبويا مش أبويا نفسه حضرتك ما تتخيليش العدد اللي بيشتغل في مكتبه وبعدين الفترة دي أنا ماشي بمبدأ حرص ولا تخون .
اعترضت وهي بتشاور على الورق: ده كده اسمه تخوين .
ابتسم بهدوء: لو تخوين مش هيكون ده رد الفعل أبدا .
خافت من جملته وابتسامته؛ لو ده مش رد فعل التخوين امال رد الفعل هيكون ايه ؟ مخها صورلها البيزنس مان والقتل والعصابات بس انتبهت على مروان دخل بتذمر : نعم ؟ مش تسيبني أخلص العقود اللي طلبتها ؟
وقف وراحله بالورق بجدية : الزق الورق ده وتوديه للأستاذ إمام واعرفلي ايه ده ؟
مروان بص للورق المقطع : طيب بتقطعه ليه طالما محتاجه ؟ انت رخم ليه كده ؟
اطمنت فاتن شوية لما شافت هزار مروان معاه وانتبهت لسيف بيرد بذكاء: علشان رد فعلي ده ينتشر برا والكل يعرف اني مش بمضي أي ورقة بسهولة .
مروان بصله بلوم: قلتلك إمضاءك الوحيد اللي معتمد ده قرار غلط جدا يا سيف .
بصله باستنكار: بالعكس ده قرار صح جدا ، لازم أعرف مين في الشركة كويس وولاءه لينا ومين خاين ؟ بداية كدا اعرفلي الورقتين دول فيهم ايه ؟ ومين جابهم بالظبط من مكتب أبويا ؟ اتحرك يلا .
وهو خارج بص لفوق بحسرة مصطنعة: ربنا على المفتري .
سيف ابتسم : اللهم أمين .
بصله قبل ما يخرج: لو طلع ورق عادي هخليك تقعد بنفسك تكتبه من تاني لوحدك .
ابتسم بتهكم : لو طلع عادي سيادتك هتروح زي الشاطر وتطلب من اللي عمله يعمل نسخة تانية .
كرر بنفاد صبر: ربنا على المفتري .
قفل الباب وسيف بصلهم باعتذار: سوري انشغلت عنكم و ….
قاطعه خاطر بتفهم : ماهو يا ابني انت مشغول خلينا نقول الكلمتين اللي جايين علشانهم ونروح بيتنا .
فاتن اتكلمت بدون أي مقدمات: احنا جايين بخصوص الفلوس اللي دفعتها في شقة بنتي و ….
قاطعها دخول مريم معتذرة : آسفة يا فندم بس خطيبتك مصممة تكلمك .
كشر بضيق ونفخ : اوعي تكون برا.
نفت بسرعة : لا لا بتتصل وموبايل حضرتك تقريبا الصوت مقفول.
افتكر انه فعلا قفل الصوت فطلع موبايله من جيبه وحطه قدامه وبصلها: قوليلها في اجتماع ولما ….
قاطعته : قلتلها وبتقولك تتغدوا مع بعض النهارده.
نفخ بضيق وخاطر رد : قوم يا ابني لأشغالك ولخطيبتك وخلينا ….
قاطعه سيف بإصرار : ارتاح يا عمي – بص لمريم وكمل– قوليلها عندي ميتنج و مش فاضي بأي شكل النهارده ، بالليل هبقى أكلمها بلغيها بده وما تقاطعينيش تاني لأي سبب غير قهري .
خرجت واتقابلت عينيه هو وفاتن اللي برضه نظراتها مليانة اتهام .
نادر لف على كل مرضاه وبعدها طلع موبايله وجاب رقمها بتردد وبيفكر يتصل ولو اتصل هيقول ايه ؟ هيبدأ ازاي ؟
موبايله رن باسمها واستغرب ؛ معقول التفكير في حد يخليه يتصل ؟ رد عليها بسرعة : بنت حلال والله كنت لسه هكلمك أصلا !
ابتسمت بدلال : وما اتكلمتش ليه ؟
ابتسم بإحراج : انتي سبقتيني .
سألته : طيب خير قول ؟
ماعرفش يقول ايه ؟ وهرب الكلام منه فرد بحيرة : أقول ايه ؟ انتي قولي الأول خير ؟
اتفهمت إحراجه وحاولت تتكلم بعملية : بابا كان عايز يجي زي ما قلتله يطمن على صحته ونشوف وصلنا لايه ؟
هنا هو حس بإحباط وردد : بابا ؟
ابتسمت لأنها حست بإحباطه وقررت تكمل : اه بابا متخيل ايه يعني ؟ المهم يجيلك بكرا ينفع ؟ الصبح مثلا ؟ ولا آخر النهار أفضل ؟
استوعب سؤالها ورد: أنا هكون موجود الأسبوع ده كله الصبح .
ردت بهدوء: اممم تمام الصبح هنيجي ، المهم انت قول بقى خير ؟
اتراجع بسرعة : لا لا خير ، بس بخصوص السلسلة بتاعة حضرتك، ممكن أجيبها معايا بكرا؟
رمت جملتها بمكر: أنا قريبة من المستشفى ممكن أمر عليك و …….
قاطعها بسرعة : تمام مري في انتظارك .
ابتسمت : اوك أول ما أوصل أرنلك ولا أدخل ولا ايه ؟
جاوبها بابتسامة: رني وأنا هنزلك تحت .
قفل وطلع القلب من جيبه يبصله بشرود: يا ترى هتودينا لفين ؟
كل شوية في مكتب سيف حد يدخل أو ورق يتمضي أو تليفون لحد ما وقف بنفاد صبر وبصلهم : نكمل كلامنا في البيت؛ هنا مش هنعرف نتكلم كلمتين على بعض أصلا .
خاطر حاول يرفض بس سيف بصله ببساطة : عايز تتكلم علشان تمشي تعال نروح في مكان نعرف نتكلم فيه، حضرتك شايف اهو المنظر ، يلا يا عمي يلا يا ست الكل .
فاتن بصت لجوزها بقلة حيلة وخرجوا معاه مريم وقفت فبصلها بجدية : أنا مروح دلوقتي أجلي أي حاجة ، اطلبي عربيتي قدام الباب .
نزل معاهم تحت أنظار الكل اللي مستغربين مين دول ؟
دخلوا الأسانسير وفاتن سألته بفضول : تطلب عربيتك منين ؟
بصلها بابتسامة : حد يجيبها من الجراچ تحت ويطلعها قدام الباب .
ماعلقتش وخرجوا من الأسانسير قابلوا الراجل العجوز وسيف سلم عليه بصوت عالي وهو بيهزر : عم جااااااابر ازيك يا راجل يا عجوز ؟
ابتسمله ببشاشة : بخير طول ما انت بخير .
سيف طبطب عليه برفق : محتاج أي حاجة ؟
جاوبه بامتنان: سلامتك وبس – بص لخاطر وكمل- مش قلتلك مش بيتأخر على حد ؟
سيف استغرب وبصلهم باستفهام ، وخاطر ابتسم : اه عندك حق ، ربنا يحفظك ياعم جابر .
الكل كان بيقف وسيف بيعدي احتراما له وبيسلموا عليه، فاتن حبت تضايقه فقالت بتهكم : الكل بيخاف منك كده هنا ؟
بصلها باهتمام: مش خوف أبدا ده احترام وحب .
ردت بتصميم : مين قالك ؟ ما يمكن بيمثلوا عليك علشان فلوسك ؟
بصلها بضيق : انتي حسيتي واحد زي عم جابر بيخاف مني أو بيحبني علشان فلوسي ؟
اتكلمت بعقلانية : يعني واحد شغال من ١٥ سنة وانت شغلته في حاجة بسيطة تديله بيها أي فلوس فده عرفان بالجميل مالهوش دعوة بالحب .
خاطر بصلها بتحذير: عرفان بالجميل أو حب دي حاجة جوا النفوس ودي يعلمها الله وحده .
بصتله و سكتت على مضض و سيف علق بهدوء: عندك حق دي نفوس وربنا وحده يعلم جواها ايه ؟
خرجوا وكانت عربيته في انتظاره والأمن وقفوا كلهم باحترام ونصر قرب منه يفتح باب عربيته : هتسوق حضرتك ولا تحب أوصلك ؟
ابتسمله : هسوق أنا يا نصر تسلم ، خليك يكون والدي محتاجك .
بصله : والد حضرتك مشي يا فندم .
سيف شاور باحترام لخاطر يركب جنبه و فتح الباب اللي ورا لفاتن بابتسامة: اتفضلي حضرتك يا ست الكل .
بص لنصر : طيب روح انت لو مفيش أي حاجة وراك ما تشغلش بالك بيا .
ركب عربيته وشاور للكل وكلهم شاوروله وهو بيتحرك بعربيته من جنبهم .
خاطر بصله : ما بلاها البيت ياابني وخلينا نروح و وصلنا للمحطة ها ايه رأيك ؟
ابتسمله : هوصلك حاضر المحطة بس بعد ما نتغدى .
فاتن بتحفز: هو علشان جيت البيت عندنا لازم تردها في وقتها وتاخدنا البيت عندك ؟
بصلها في المرايا بهدوء : علشان دي الأصول يا ست الكل مش علشان أرد؛ ناس في بلد غريبة وجايين لأي سبب فلازم نستقبلهم بشكل صح .
ملك رنت على نادر اللي نزلها بسرعة قبل حتى ما يرد ، عرف مكانها وراح ناحيتها خبط على إزاز عربيتها ففتحت الشباك بسرعة
سألها بابتسامة : للدرجة دي كنتي قريبة ؟
ابتسمت بهدوء: قلتلك اني قريبة.
بص حواليه وشاور على آخر الشارع : شايفة آخر الشارع ده ؟- بصت ناحيته وهو كمل – في كافيه حلو ممكن ناخد فيه أي حاجة سريعة لو مش مستعجلة .
ابتسمتله : اوك اركب .
كشر فضحكت : ماهو مش منطقي هتروح تجيب عربيتك اركب يا دكتور .
ركب جنبها : ماشي يلا .
وصلوا في لحظات وركنت وهما نازلين سألته : هتفضل بالبالطو ؟
بصلها باهتمام : تحبي انتي ايه ؟
استغربت سؤاله بس ابتسمت : اقلعه أفضل؛ مش عايزين الكل يعرف انك دكتور .
ضحك وقلعه : في دي عندك حق .
حطه على الكرسي مكانه ودخلوا مع بعض اختاروا ترابيزة هادية وعلى جنب قعدوا عليها.
سألها بجدية: طمنيني على صحة باباكي، مش أفضل دلوقتي ؟
اتكلموا في مواضيع عامة لحد ما سألها : أخبار أخواتك ايه؟ وعلاقتك بيهم ايه ؟
ابتسمت بحزن : احنا كويسين ، انت ليه مصمم تقنع نفسك اني ضحية ليهم ؟ أنا كنت الطرف السيئ لهم مش العكس أبدا .
بصلها بعمق وردد بهدوء: يمكن علشان انتي مصممة انك سيئة وأنا شايف انك أبعد ما يكون عن السوء! أو يمكن لان ده مش حاسه أبدا بأي شكل، أو يمكن مش لايق عليكي أصلا تكوني سيئة بأي طريقة .
ابتسمت بألم وحكتله: بابا وعمو حسن المرشدي أصدقاء من سنين وأنا كنت هدمر الصداقة دي ، مرات بابا كنت هخليها تتعدم في مرة وفي مرة اتسببت في القبض على عيلتي كلها بابا ونادر ونور وحتى مؤمن جوزها ، وحاولت كذا مرة أوقع بين كريم خطيبي السابق ومراته بس كانت لسه خطيبته ويوووووه لو حكيتلك مش هتصدق أبدا!
سمعها وابتسم وهو بيقول بهدوء : كل حكاية ليها بطلين وليها طرفين بس دي أول مرة أشوف طرف بيتكلم دايما عن نفسه بالسوء! أكيد ليكي أسبابك و …….
قاطعته بسرعة بغيظ من نفسها : كنت سكرانة هل ده سبب ؟ روحت حفلة سكرانة وبهدلت الدنيا ، ومرة تانية طليقي اتفق مع ماما وحطولي أزايز كتيرة علشان عارفيني بضعف وسكرت وروحت قلت كل حاجة عن مرات بابا وساعتها راحوا بلغوا عنها ولو كانت الشرطة مسكتها كانوا عدموها وقبضوا على بابا والكل هل ده سبب ؟ مش ده شر بحت وسوء مني ؟
ابتسم بتعاطف ؛ صحيح كل كلامها كوارث وعمايلها صعبة في حق أهلها لكن مش لازم يكون قاسي معاها زي الباقي ولا يحملها ذنب اللي عملته أكتر ماهي شايلاه خصوصا انها بالفعل معترفة وندمانة ، فقال بتبرير: أو ضغط وتخبط وكان المنفذ هو الشرب أينعم غلط وغلط كبير كمان بس اللي ملاك فينا ومش بيغلط يجي يحاسبنا ، ملك بطلي تفترضي انك شخص سيئ أو على الأقل بطلي تقولي كدا عن نفسك ، انتي كنتي ايه ؟ كنتي شخص سيئ وبقيتي حد تاني مختلف فبطلي تبصي وراكي وبصي لقدام .
دموعها لمعت وأخدت نفس طويل وهي بتسأله بحزن : بس ورايا خراب ودمار ماشي معايا ازاي ما أبصلهوش ؟
سألها باهتمام : انتي لسه بتشربي ؟
جاوبته بسرعة : لا لا بطلت تماما من بدري جدا .
ابتسم بتشجيع: طيب دي خطوة كويسة وجدا كمان .
ابتسمت وافتكرت : نادر شرط عليا لو شربت هتكون دي نهاية علاقتهم بيا ومن ساعتها قررت أبطل لأني أما بشرب بخرب الدنيا .
كشر واتضايق وحط نفسه مكان أخوها واتخنق ؛ الفكرة نفسها صعبة ، صحيح هي غلطت وغلطها كبير وكان لازم حل ، بس لو هي اختارت تكمل شرب هل فعلا أخوها كان هيتخلى عنها ؟ فالشرط مش هو الحل أبدا ، بصلها وتخيل نفسيتها وهي تحت الضغط ده وقتها وزعل من أخوها فقال بضيق : مفيش أخ يشرط على أخته شرط زي ده أبدا ، حب الأخ مالهوش حدود والعلاقات دي علاقات بالدم مش بسهولة نقطعها ، مش قادر أتخيل أبدا اني ممكن أحط شرط زي ده لهمس أو هند وأقولهم يا تعملوا كذا يا مش هكون أخوكم! لا يمكن .
ابتسمت ببساطة: علشان دول شقايقك من أبوك وأمك لكن لو دلوقتي اكتشفت ان أبوك متجوز وعنده بنت أخلاقها في الضياع وعملتلك مشاكل ومصايب كل واحدة أكبر من اللي قبلها صدقني مش هتقول ده ، ما ينفعش تحكم على أخواتك اللي متربيين على ايدك وفي حضنك ، لكن لو ظهرلك حد دلوقتي صدقني نظرتك هتختلف سواء لأبوك أو لولاده وخصوصا لو مختلفين عنك تماما .
هز كتفه باستسلام : يمكن مش هقدر أتكلم عن حاجة ما جربتهاش ، ممكن يكون أخوكي معاه حق ساعتها لان بصراحة اللي قلتيه على نفسك كان لازم له وقفة جدية وتصرف صارم ، وماننكرش انه جه بفايدة اهو وخلى عندك حافز للتغيير واتغيرتي وبقيتي حد هادي وجميل .
ابتسمت ورددت بشرود : هادي وجميل ؟
سكت شوية وبعدها بصلها بمشاكسة : أو أنا شايف انك حد هادي وجميل ، بصي بجد ، أنا يمكن ماأعرفكيش كويس لكن واضح من شكلك وتصرفاتك وردود أفعالك أو حتى ردودك في الكلام وتحملك المسئولية عن كل أخطائك انك حد جميل ، مش كلنا عندنا القدرة اننا نقف قدام أخطائنا ونعترف بيها ، وانتي مش بس واقفة ومعترفة بأخطائك انتي كمان مستنكرة الخطأ ده ورافضاه وده ان دل على شيء فبيدل قد ايه انتي قوية
– حاول يجيب سيرة خطيبها في الكلام ويشوف رد فعلها فكمل بتردد – طب انتي عارفة ؟ ده مجرد انهم ربطوكي من كل النواحي بخطيبك السابق سواء من ناحية أخوكي ومراته أو أختك وجوزها وتحملك، فده في حد ذاته إنجاز ما بعده إنجاز
– بصلها بتركيز وسألها – المهم قوليلي لسه بتحنيله ؟ أو بتندمي انكم انفصلتوا ؟
ابتسمت وردت بصدق: لا نهائيا؛ أنا وهو نقيضين مختلفين تماما ولو كل اللي حصل ده ماكانش حصل كنا هنوصل برضه لنفس النتيجة ، هنتجوز ونكتشف قد ايه احنا متناقضين وهنتطلق !
ابتسم تلقائيا وحس براحة داخلية لردها فغير الموضوع وسألها بفضول: والدتك فين دلوقتي ؟ استغربت انها ماجتش ولا مرة لوالدك تزوره !
ابتسمت بحزن وحكتله عن مامتها وقناعاتها وأفكارها وهو سمعها باهتمام لحد ما سكتت فردد بشفقة: بعد كل ده ازاي قادرة تقولي على نفسك شخص سيئ أو توصفي نفسك بالشر البحت ؟ انتي تستحقي أوسكار لأقوى بنت في التحمل .
بصتله بذهول : انت بتقول ايه ؟
بصلها بتعجب لاستغرابها: بقول ايه ؟ تعالي حطي كل أخطائك على كفة ميزان وفي الكفة التانية نحط كل الظروف اللي حكيتيهالي فعدي عندك يا ستي ، واحدة عاصفة غيرت حياتها وبعدت خطيبها عنها واتحول لإنسان مختلف ، اكتشفت بعدها ان أبوها متجوز وعنده عيال ، أمها شخصية مش سوية ، اتجوزت شخص أقل ما يقال عنه مش راجل أصلا ، اتعرضت لرفض من كل اللي حواليها ، وأقرب الناس ليها أخواتها ، حاولوا يغيروا طبع سنين في يوم وليلة ومش مدركين ان تغيير بالحجم ده لازم ياخد وقته مش كن فيكون ، حطوكي في أوضاع صعبة واتحملتيها ودلوقتي اه هما حواليكي بس انتي لوحدك ، دي أمهم وهما أخوات وطول عمرهم مع بعض ودايما إحساس انك دخيلة عليهم مسيطر عليكي ، مش بتكوني بطبيعتك وباقي عيلتهم موجودة لان ده خطيبك السابق ودي مراته وأخوه جوز أختك وصاحبتها مرات أخوكي وانتي مضطرة تبتسمي في وش الكل وأي همسة ليكي بتتفسر بمزاجهم- سكت وبصلها بجدية – تتخيلي ان الكفتين هيبقوا قد بعض ؟ ده كفاية توبتك وندمك يا بنتي ،
بجد انتي تستاهلي أوسكار أكبر قلب وأكتر تحمل وأحن واحدة – اتنهد وسكت شوية يختار كلامه بعد ما حس انه خفف أخطاءها وهونها في نظرها ويصورلها ان عادي ومقبول وده مش قصده أبدا – ملك انتي غلطتي في حاجات كتيرة وبما انك معترفة بالغلط ده وصلحتيه يبقى نقفل صفحته ولازم تبصي للماضي من باب العظة وعدم الرجوع للي كنتي عليه لكن مش تقفي وتفضلي عايشة جواه ، ملك انتي جوعك للعائلة ولحبهم خلاكي تتحملي كتير أوي ودلوقتي من حقك تتنفسي ، اتنفسي يا ملك وبطلي تعدي أنفاسك وتحسبيها ، بطلي تخافي على كل موقف وكل تصرف يتفهم ازاي ؟ انطلقي وخلي ملك تنطلق بقى ؛ قفلتي عليها كتير .
بصتله بذهول من كلامه وهمست بوجع : انت ازاي كده ؟ انت ازاي قادر بعد كل اللي حكيتهولك ده تشوفني حد كويس؟
ابتسم بثقة: لأنك حد كويس ؛ لأنك كنتي تحت ضغط ظروف قهرية بس في الآخر ما استسلمتيش و لا انهرتي ، وقفتي واتحملتي وكملتي ولما بتقعي بتقفي تاني أقوى .
أخدت نفس طويل وردت بالم : بس أنا تعبت يا نادر من القوة دي وحاسة اني عايزة أستسلم وعايزة أقع وأقعد وأنهار ، كفاية .
قرب منها وبص لعينيها بحنان : اقعي براحتك وأنا هسندك.
بصتله بعمق بس ماكانتش عندها الجرأة أبدا تسأله هيسندها ليه أو ازاي ؟
في شركة الصياد على البوابة عربية وقفت نزل منها كام واحد وقابلوا بتوع الأمن اللي وقفوهم : خير ؟
اتكلم واحد فيهم : احنا من شركة الكهرباء وبلغونا ان عندكم عطل في المولدات والنور مقطوع وطلبتوا سرعة الوصول .
موظف الأمن وقفه ودخل سأل في الريسبشن وردت عليه الموظفة : أيوة النور مقطوع في الأدوار العشرة اللي تحت ومحدش عارف ليه؟! خليهم يدخلوا يصلحوه .
موظف الأمن خرج برا ودخلهم بس نادى على واحد منهم اسمه حسين وقاله: اطلع معاهم .
بصله باستغراب : أنا ؟ أنا هعمل ايه طيب ؟ مابفهمش في الكهرباء أصلا!
زعقله : تفهم ولا ما تفهمش عينك عليهم وخلاص يلا معاهم ، امال هنسيبهم كده لوحدهم يتحركوا في الشركة؟! امشي يلا معاهم .
دخلوا وحسين معاهم وصلهم لمركز التحكم في كهرباء المبنى و وقف عينه عليهم بس مش فاهم بيعملوا ايه ؟ معاهم أجهزة وصلوها وبيحاولوا يشتغلوا .
في الشركة مروان شغال على الملفات ودخلت آية تساعده لحد ما تعبت وقفلت الورق واللاب بإرهاق : أنا بجد تعبت جدا ، يعني سيف يجيله ضيوف ويمشي واحنا نتسحل كده ؟ ده ظلم .
بصلها بتعاطف : قومي روحي انتي وأنا خلاص هقفل الملفات دي وأبعتها احنا كده شبه خلصنا .
سندت دماغها على المكتب بتعب: أنا جعانة وتعبانة وعطشانة وهموت وأنام .
ضحك على منظرها وردد : الحاجة الوحيدة اللي أقدر أساعدك فيها أطلبلك أكل ، تحبي أطلبلك حاجة هنا ؟
بصتله بإرهاق : لا أنا هقوم أروح بقى وهبيعك .
ضحك ورد بقلى حيلة: قومي روحي وماله بيعيني أصلا أخوكي بايعني من بدري فعادي أنا متعود على البيع من العيلة دي .
ضحكت هي كمان و وقفت وبعدها بصتله بجدية : بجد أمشي ولا أفضل معاك ؟
ابتسملها بهدوء: لا روحي ارتاحي بجد أنا هكمل وأروح يعني ممكن نصاية بالكتير اتوكلي على الله انتي .
سابته ومشيت وهو تابعها بعينيه لحد ماخرجت ورجع بص للورق اللي قدامه وحاول ينجزه .
عصام معاه فريق كامل من المبرمجين وبصلهم بترقب: فهمتوا أنا عايز ايه بالظبط ؟ وجهزتوله ولا لسه ؟
رد عليه واحد منهم بتأكيد: فهمنا وكلنا مستنيين إشارتك .
عصام بصله بتساؤل: باقي فريقك في مكانه ؟
ابتسم بثقة : باقي فريقي في مكانه في شركة الصياد حاليا ومستنيين بس إشارة البدء .
عصام ابتسم بانتصار : قولي تاني هتعمل ايه ؟
ابتسم وهو بيرشحله : هنبعت ايميل باسم الصياد جروب ونفض الصفقة اللي اتعملت وفي نفس الوقت الفريق بتاعنا هيحاول يهكر الشركة دي وندخل على بنك المعلومات بتاعتها نسيطر عليه ونوهمهم اننا عايزين نسرق معلومات التصنيع بتازيعة نص معداتهم وبدل ما نستورد منهم احنا نصنع بنفسنا .
سأله بشك: وهل هتقدر فعلا تسيطر عليه أو نتحكم في الشركة دي ؟
رد بأسف : ما أعتقدش دول هيكون عندهم خبراء هيقدروا يوقفونا بسرعة ولو دخلنا هيكون لدقيقة أو دقيقتين مش أكتر بس هنكون حققنا غرضنا .
ابتسم بمكر: اللي هو ايه غرضنا ؟
بادله التقني ابتسامته : اللي هو لغينا الصفقة ومحاولتنا للتهكير هتعتبر إهانة كبيرة مش هيقبلوها أبدا وهيكون رد فعلهم عنيف لان الناس دي ما بتهرجش ومش هتتقبل إهانة زي دي وبكده هتضرب شركة الصياد وكمان الشركة اللي رشحته وخصوصا كريم المرشدي لأنه معروف عنه موضوع التهكير ده وممكن أو هم هيتخيلوا ان ده عمله هو وأعتقد فريق كامل مننا هيقدر يوازي دماغ واحد زي كريم المرشدي وبكده هتتضرب الشركتين ، الصياد مش هيلاقي حد تاني يسنده والمرشدي هيخسر أكبر ممول له وأكبر حد هو بيمثله في الوطن العربي كله .
ضحك عصام بانتصار وأمره بحزم: ابدأوا وهاتولي الشركتين دول الأرض .
بعد فترة مروان خلص وقام علشان يروح ، خرج بس اتفاجئ بمكتب آية مفتوح واستغرب هي ليه موجودة لحد دلوقتي ؟
راح وهو بيتكلم بتعجب: يا بنتي مش قلتي …….
اتصدم بواحد قاعد على مكتبها لابس قناع بصله بعدم استيعاب والشخص الملثم اتفاجئ هو كمان بمروان قدامه
وقفوا قصاد بعض ومروان حاول يخرج من صدمته فنطق بعنف : انت بتعمل ايه عندك ؟
اتحرك علشان يدوس على زرار الإنذار بس الراجل كان أسرع منه وطلع مسدس كاتم للصوت وسط ذهول مروان اللي مش قادر يصدق اللي بيحصل جه يتحرك بس كان الشخص الملثم داس على الزناد وخرجت الرصاصة و صابت مروان وسط ألمه وصوته اللي اختفى وهو بيقع على الأرض ومش قادر يستنجد بحد ، بص للملثم بعيون مشوشة لحد ما غاب عن الوعي وهو بينزف ودمه حواليه .
التقني خلص اللي بيعمله واتصل بقائد فريقه قاله اللي حصل وانه ضربه بالنار فاتنين طلعوله ومش عارفين هيعملوا ايه معاه ؟
حسين مراقب اللي تحت وسأل القائد بتاعهم : هم رجالتك راحوا فين ؟
بصله بثبات: هيشوفوا الدايرة اللي في الدور اللي فوقينا محروقة ولا سليمة وهينزلوا على طول .
كلمهم وسألهم : عملتوا ايه ؟ محروقة ولا سليمة ؟
رد واحد عليه : محروقة ولازم نغير المحول كله ؟
قاله القائد : طيب اطلعوا هاتوه من العربية وكويس اننا عاملين حسابنا يلا اتحركوا بسرعة .
طلع اتنين جابوا زي كرتونة كبيرة وحطوها على عربية صغيرة زقوها ودخلوها على أساس انها المحول الجديد وبعدها حطوا جواها مروان وبعد شوية شغلوا كل حاجة زي ما كانت وخرجوا بيه واتحركوا بسرعة .
عصام في بيته مستني أي أخبار توصله لحد ما كلمه رئيس الفريق بتاعه
مدحت : كل حاجة تمام يا باشا بس مروان قابل حد من رجالتنا اللي اتوتر فضربه بالنار .
عصام زعق : أنا قلتلك عايزها عملية نظيفة وقلتلك تروح بعد ما الكل يروح، هو فين دلوقتي ؟
جاوبه بتوتر : في العربية معاهم خرجوا بيه بدون ما حد يحس وهو ما شافش أي حاجة غير الراجل بتاعنا وكان مغطي وشه يعني ما شافش حاجة أصلا نخلص عليه ونرميه ؟
عصام بتردد : لا لا خلوه وشوفوا الأول هيعيش ولا هيموت وبعدها نشوف هو عارف ايه وشاف ايه بعدها نقرر هنعمل ايه فيه ؟ لو كان عارف حاجة تقتله، المهم أنا مش عايز أي حاجة تربطني باللي حصل فاهم ولا أفهمك بطريقتي ؟
رد عليه بسرعة : فاهم والله ما تقلقش حضرتك بعدين الفريق اللي راحوا شركة الصياد محدش فيهم يعرف حضرتك ودول رجالتي وأمان وأصلا كل اللي عملوه انهم وصلونا بالشركة واحنا كل شغلنا كان هنا من بعيد .
عصام قبل ما يقفل أمره : اه حازم كمان محدش يقوله حاجة عن الولد اللي ضربتوه لأحسن ده صاحبه ليحن ولا يهبب أي حاجة يكشفنا بيها مفهوم ؟
قفل مع رجالته وابتسم وبيتخيل نفسه فوق الشركتين دول بعد ما يوقعهم ويكون هو بس الكل في الكل .
سيف وصل بيته بضيوفه وزمر بعربيته فالبوابة اتفتحت ودخل بعربيته ممر طويل وجنينة ضخمة لحد ما وقف قدام مبنى من ٣ أدوار ضخمة ، الفيلا كانت خرافية من برا، نزلوا كلهم والباب اتفتح ، بصوا كان حد لابس ارستقراطي وماكانوش عارفين دي والدته ولا مين ؟
ابتسم سيف : ازيك يا عواطف عاملة ايه ؟
ابتسمتله : بخير يا ابني – بصت للي معاه ورحبت بيهم – يا أهلا بحضراتكم اتفضلوا من الحر .
بصولها وهما مش عارفين مين دي؟ فسيف عرفهم بابتسامة : دي عواطف مسئولة عن كل كبيرة وصغيرة في البيت ، دي الكل في الكل هنا .
ابتسمت برسمية : بطل مبالغة اتفضلوا حضراتكم .
دخلوا كلهم وهو سألها : سلوى فين هي وبابا ؟
جاوبته : لحظة وهناديهم .
قعدوا التلاتة مع بعض وخاطر بصله بجدية : طيب ادينا جينا البيت اهو علشان بس نكون متفقين ، اللي دفعته في شقة بنتي هرجعهولك، أنا حاولت أعرف المبلغ قد ايه من اللواء محمد بس رفض يقولي فاحنا …..
قاطعه سيف ببساطة : هي مش دي شقة بدر وهند ؟ يبقى أنا لو هتحاسب هحاسب بدر مش حضرتك يا عمي .
كشر واعترض : بس دي حاجة بنتي و ….
قاطعه و وضح بهدوء: حاجة بنتك وصلتها لشقة بدر فخلاص كده طلعت من ذمتك وأصبحت حاجة بدر وهند ولما يحصل أي حاجة للشقة فهنا دي ملزمة من بدر وهند وزي ما قلتلك ده بيني وبينهم .
قربت منهم والدته بابتسامة : السلام عليكم .
وقفوا يستقبلوها وبصولها بنظرات طويلة متفحصة؛ مش متخيلين ان دي ممكن تكون مامته لان شكلها صغير ، لابسة بدلة أنيقة جدا ، شعرها متصفف بعناية والميكاب بتاعها راقي ، رحبت بيهم بابتسامة : يا أهلا بضيوف ابني .
سيف بيعرفها بابتسامة : دي والدتي ، ده الأستاذ خاطر ودي زوجته الأستاذة فاتن .
سلمت عليهم وهي برضه مش عارفة مين دول لحد ما سيف وضحلها بمغزى : والد ووالدة الباشمهندسة همس .
هنا أمه بصتله بصدمة وبعدها بصتلهم وابتسمت باتساع ورحبت بيهم بشكل مختلف تماما عن الارستقراطية اللي كانت بتسلم بيها الأول ، المرة دي بترحب وكأنهم أهل وده خلاهم الاتنين يستغربوا ويبصوا لبعض .
فاتن سألتها بفضول : هو حضرتك تعرفي همس بنتي ؟
سيف اتوتر وبص لمامته اللي فضلت مبتسمة : بشكل شخصي للأسف ماأعرفهاش بس دي الأولى بتاعة الدفعة وبنت مميزة وده حسيته من اهتمام سيف وكلامه عنها .
وصل عز اللي كان نفس رد فعل زوجته سلام عادي بيتحول لحار جدا بمجرد ما يعرفوا انهم من طرف همس .
خاطر سأله بفضول : هو حضرتك برضه تعرف همس ولا مجرد سمع زي الهانم ؟
عز بص لابنه وبصلهم بثبات : لا أعرفها؛ شوفتها مرة واحدة بنت جميلة قلبا وقالبا وبعدّ الأيام لحد ما تتخرج وتيجي تشتغل معانا وتنور شركتنا .
خاطر بص لمراته ورجع بصله باهتمام: شوفتها ازاي ؟ هو حضرتك روحت الجامعة ولا ….
سيف جاوبه يطمنه بدل الأفكار اللي بتخطر في باله : شافها وقت رحلة الجامعة للمصنع عندي ، اخدت الدفعة عملوا رحلة ميدانية في المصنع يشوفوا على الطبيعة اللي بيدرسوه وهناك والدي اتعرف عليها .
فاتن سألت بترقب : ليه هي ؟
بصلها بثبات: لأنها أولى الدفعة وبعدين والدي بيحب كل سنة يعين تلاتة أو أربعة خريجين جداد ودايما بيختار الأوائل.
قاطعهم دخول عواطف اللي اتكلمت بهمس مع سلوى وبعدها انسحبت وقامت سلوى وراها بس فاتن وقفت فبصتلها باستغراب : حضرتك محتاجة أي حاجة ؟
ابتسمت بإحراج : خليني أساعدك .
ابتسمت ببشاشة ورجعتلها : أنا مش هعمل أي حاجة بس تعالي معايا لو تحبي بدل قعدة الرجالة المملة دي.
دخلوا مع بعض المطبخ وفاتن اتفاجئت ان في تلاتة جوا في المطبخ غير عواطف ، انتبهوا لدخولهم وسلوى عرفتها عليهم بابتسامة: دول أجمل بنات في الدنيا ، سماح وأحلام وكوثر .
اتكلموا شوية بعدها فاتن بتسألها بفضول : هي الدكتورة شذى خطيبة ابنك مش بتيجي ؟ يعني تتغدى معاكم مثلا ؟
سلوى اتضايقت وماعرفتش ازاي تجاوب
بس هي عارفة ان ابنها بيحب بنت الست اللي قدامها دي فبصتلها وابتسمت بوجع أم فاتن حسته : هو يعني … أقصد هي مش بتيجي ، هما الاتنين مش .. يعني مش بينهم علاقة المخطوبين دي .
فاتن عارفة كويس هي عايزة تقول ايه بس عملت نفسها مش فاهمة: يعني ايه مش بينهم علاقة المخطوبين ؟ دي خطيبته وبكرا تبقى مراته !
ابتسمت بألم : هو اتغصب عليها علشان البيزنس وبدعي ربنا من قلبي يخلصه على خير ، المهم السفرة جهزت، يلا علشان الناس اللي برا دول .
اتجمع الكل على السفرة وموبايل سيف رن فقرر يرد لأنه رقم غريب ، اعتذر منهم وقام يرد : الو السلام عليكم
⁃ عليكم السلام أنا بدر زوج …
قاطعه بسرعه بابتسامة بعد ما عرفه : أهلا يا أستاذ بدر أخبارك ايه ؟ رجعت شقتك ولا قعدة الفندق أجمل ؟
ابتسم انه عرفه بسرعة ورد : رجعت وشقتي أحلى من الفندق طبعا والفضل بعد ربنا يرجع لمجهودك .
سيف بص لضيوفه من بعيد وابتسم بحزن واتمنى انه يكون مكان بدر ، رد بهدوء : مفيش أي مجهود عملته المهم النتيجة الشقة عجبتك وعجبت الأستاذة هند ؟ ده أهم من أي حاجة .
بدر ابتسم وهو متفهم لشعوره ومش عارف ليه حاسس بيه بالشكل ده؟ وليه حس ان الكلام معاه مش صعب أو متكلف وكأنه يعرفه من زمان مش لسه أول مرة يكلمه؟!
رد بابتسامة تفاؤل : بكرا إن شاء الله أباركلك ونعكس الأدوار بس قول يارب .
ابتسم وردد : يارب .
حمحم بدر بإحراج : أكيد حضرتك مستغرب بتصل ليه و ……
قاطعه بسرعة بلوم : أولا بلاش حضرتك وباشمهندس والألقاب الرخمة دي كلها خلي الأمور بسيطة ياريت .
ابتسم بموافقة: تمام ده متفقين عليه بس برضه أكيد في سبب لاتصالي بيك .
جاوبه بمرح : ويا سيدي من غير سبب يا أهلا بيك .
ضحك بمشاكسة : على أساس أي حاجة من ريحة الحبايب يعني ولا ايه ؟ سمعت أنا بموضوع البلوك ده .
ضحك سيف هو كمان ورد بقلة حيلة : اه ربنا ما يوريك البلوك ده أغبى اختراع في العالم ، بس فعلا في دي عندك حق أي حاجة من ريحة الحبايب .
ابتسم بتفهم لمشاعره ورد بمغزى : بس انت عندك الحبايب كلهم ، المهم علشان ما أطولش عليك وترجع لضيوفك أنا عندي طلب صغير من حضرتك .
جاوب بسرعة : اتفضل طبعا خير ؟
ابتسم بإحراج: خير بس معلش حمايا عندك علشان …
سيف كمل بداله: يدفع تكلفة الحاجات اللي اتصلحت .
– تمام ومعلش مش عايزك ، يعني أقصد الحاجات دي في بيتي واتبهدلت في بيتي فدي في ذمتي أنا مش عند حمايا ، فيعني أقصد .
سيف ابتسم لتخبط بدر وفاهم كويس هو عايز يقول ايه ؟ ولما لقاه مش عارف يصيغ الجملة كملها هو: مش عايزني أحاسبه هو وأحاسبك انت ، مش دي الجملة اللي مش عارف تصيغها ؟ صح ولا غلطان ؟
اتحرج أكتر : اه صح .
رد بثقة : عارف انت ليه مش عارف تصيغها ؟
سأله باهتمام : ليه ؟
جاوبه ببساطة : لأنك حسيت اننا ممكن أو إن شاء الله نكون أصحاب وأهل ونسايب وحاسس اننا بنتكلم وكأننا أصحاب من فترة مش دي أول مرة نتكلم فلو أنا صاحبك أو قريبك ساعتها هتبقى بايخة أوي كلمة أحاسبك دي ومالهاش معنى أصلا ، فلو إحساسي صح يا بدر ومهما يكون مكتوبلنا أنا وانت نكون أصدقاء فدي حاجة تسعدني .
بدر رد بتأكيد: ويسعدني أنا كمان أكتر، فعلا ده نفس إحساسي .
سأله بابتسامة: وطالما ده إحساسك مش شايف انها بايخة أوي تحاسب صاحبك على حاجة بسيطة قدمهالك يوم فرحك ؟
رفض بهدوء : بس دي مش حاجة بسيطة يا سيف و ……
قاطعه بجدية: دي حاجة أبسط مما تتخيل دول مجرد كلمتين قلتهم للواء وهو بعت الناس عملت ايه أكتر من كده ؟
رد باستنكار : والفاتورة و ……
قاطعه بهدوء: بدر علشان بس أرجع للناس اللي معايا لأحسن حماتك تفتكر اني بكلم حد تاني – ضحكوا الاتنين وكمل بابتسامة- اعتبر اللي حصل ده بداية تعارف وهدية فرحك وخلينا بجد أصحاب مش مجرد كلام .
علق بدر بصدق: والله فعلا مش مجرد كلام بس ……
قاطعه بحزم : ما بسش أنا هرجع للناس اللي عندي ونتكلم بالتفصيل بعدين اوك ؟
ماحبش بدر يعطله فعلا عن ضيوفه فرد بموافقة: اوك نتكلم بعدين روح لضيوفك أو لحماك وحماتك .
ابتسم بتمني : يارب يسمع منك ربنا .
رجع سيف ليهم وقعد وسطهم واتكلموا في مواضيع عامة لحد ما خلصوا وقعدوا ياخدوا قهوتهم ساعتها خاطر فتح الموضوع تاني : احنا جينا يا جماعة بدون ميعاد و …..
قاطعه عز بابتسامة : حضرتك تنور في أي وقت وياريت تعتبر البيت بيتك ونكون أهل وعائلة .
خاطر استغرب كلامه بس شكره وكمل بجدية : طيب خلي ابنك يريحني ويقبل مني الفلوس اللي دفعها في تصليح شقة بنتي وريحونا يا جماعة .
عز بص لابنه بعدم فهم للي بيتكلموا عنه فسيف وضح : يوم الفرح في حد ظريف راح وبهدل شقة العروسة بشوية زبالة وكل اللي عملته اني طلبت من مدير أمن الفندق يبعت ناس ينظفوها وبس ، حضرته مكبر الموضوع أوي .
خاطر باستنكار : لا ودفعت فاتورتهم ده غير الحاجات اللي باظت واتغيرت و ……
قاطعه عز بابتسامة : ده أنا لسه بقول بكرا نبقى أهل يا أستاذ خاطر تقوم حضرتك تهتم بالتفاصيل الصغيرة دي ؟ المهم بنتك رجعت شقتها بخير ونورتها ولا لسه ؟
خاطر بصله باستغراب من شخصيته ورد : الحمد لله بس …
قاطعه بابتسامة : مفيش بس مبروك لبنتك وعقبال باقي أولادك تفرح بيهم .
أمن على كلامه ورد بإصرار : طيب برضه يريحني وياخد مني ولو جزء بسيط من اللي دفعه علشان بس ……..
قاطعته المرة دي سلوى بهدوء: ليه حضرتك عامل حزازية بالشكل ده ؟ الموضوع بسيط جدا على فكرة ، حضرتك حساس زيادة عن اللزوم أو .
سكتت والكل بصلها تكمل فكملت بتردد : أو حضرتك مش قابل ان ابني يهاديك بأي شكل فحابب تقطع ده تماما وترد هديته !
الصمت سيطر على الكل؛ لأنها ضربت صلب الموضوع و ده عجب فاتن انها لمحت للحوار كله ، بصت لجوزها ومستنية تشوف رده وهو اتوتر لأنه فعلا مش عايز يقبل من سيف بس برضه مش يمكن يكون نصيب بنته معاه فبكده بيعادي أهله من البداية ؟
لأول مرة يحتار كده وما يكونش عارف يقول ايه ؟!
سيف رمى جملة هو كمان بمغزى: عمي بلاش تقفل الباب بدري أوي كده .
خاطر بص لمراته وبعدها بص للناس قدامه بتبرير: يا جماعة الموضوع مش بيتقاس كده دي حاجة خارجة عن إرادتنا وحصلت وهو مشكور ساعد لكن ……..
قاطعه عز بابتسامة : ما لكنش يا أستاذ خاطر وزي ما ابني قال خلي الباب مفتوح أو حتى موارب يا سيدي وخلي حبل الود واصل محدش عارف بكرا فيه ايه ؟
هز دماغه بتقبل : طيب ربنا يقدم اللي فيه الخير للكل – وقف وبص لمراته – يلا يا أم نادر .
حاولوا يمسكوا فيهم بس خاطر صمم يمشي وسيف خرج معاهم يوصلهم .
في العربية بصلهم بإقناع: ما تخليني أوصلكم للبيت يا عمي انت ليه بتصمم بالشكل ده …….
قاطعه خاطر بصرامة : لحد المحطة وبس يا سيف يا إما قسما بالله ……
قاطعه بسرعة : من غير حلفان يا عمي من غير حلفان حاضر للمحطة وبس .
وصلوا المحطة وخاطر بص حواليه يحاول يعرف هيركب منين بس شكلها متغير لان بقاله فترة طويلة ما بينزلش القاهرة مواصلات؛ بيروح بعربيته ويرجع بيها .
سيف ركن وبصلهم : لحظة وراجع .
نزل وسابهم ومراته بصتله : يعني قمت كده من غير ما تصمم تحاسبه ؟
بصلها ورد بإيجاز : نتكلم في البيت مش هنا ، الدنيا اتغيرت أوي والمحطة شكلهم جددوها وكبروها .
كشرت بس اتقبلت تغييره للموضوع: اه همس قالت جددوها من بدري وكل المواقف نقلوها هنا .
وصل سيف بصلهم : في أتوبيس هيطلع بعد ربع ساعة وفي بعد ساعتين .
خاطر بصله ونزل : نلحق ده طيب يلا يا أم نادر.
نزلوا وسيف قفل عربيته وشاورلهم : من هنا اتفضلوا .
خاطر وقفه بتساؤل: طيب التذاكر منين الأول ؟
سيف وراه التذكرتين في ايده بإحراج وقبل ما ينطق قال بنفاد صبر : بالله عليك ما تعمل موضوع احنا لسه ماخلصناش الأولاني وبعدين كفاية انك ما وافقتش أوصلكم للبيت لو كنت نادر أو بدر ….
قاطعته فاتن بتوضيح: نادر نفسه مارضيناش يوصلنا وقلناله يروح شغله .
ابتسم : طيب خلاص يا ستي مش هتكلم ، الاتوبيس من هنا اتفضلوا .
سألته فجأة : انت عارف مكان الأتوبيس والتذاكر والموقف نفسه منين ؟ انت وصلت حد قبل كده ؟
افتكر همس وحالتها آخر يوم وصلها فيه واتضايق بس ابتسم بمجاملة لفاتن : اللي بيسأل ما يتوهش يا ست الكل .
كشرت لان إجابته عايمة ولا أنكر ولا وافق .
وصلهم وطلعوا قعدوا مكانهم ورجع بعد شوية في ايده كيس صغير وقال بابتسامة: هتقبلهم مني يا عمي ولا ؟
خاطر أخدهم من ايده ووضحله: يا ابني أنا مش ضد المجاملات والحاجات البسيطة دي ، يعني توصلنا أو تدفع تمن تذكرة أو تجيب عصير أو ميا الأمور دي كلها بسيطة وعادية لكن تدفع مبلغ وقدره في تصليح شقة ده اللي أنا ضده .
سيف بصله باهتمام: عمي أنا مش عارف أقولك ايه لأني حاليا متربط وحواليا سلاسل بحاول أفكها بس اللي هقدر أقوله دلوقتي ان انتوا غاليين أوي أوي فوق ما تتخيل ولو أقدر أعمل أكتر من كده هعمل بس زي ما قلت اني متربط ومن هنا لحد ما أخلص من اللي رابطني هيكون لينا كلام تاني خالص فمعلش اتحملني .
سواق الأتوبيس بيزمر علشان يمشي فسيف اتحرك لورا وكمل بمغزى : باركوا للعرسان ووصلوا سلامي .
نزل بسرعة و فاتن كشرت انه بيطلب منهم يوصلوا سلامه لحبيبته وبصت لجوزها ببرطمة : نوصل سلامه لمين يعني ؟
بصلها بتعجب : للعرسان هيكون مين ؟
ردت بسخرية : لا وانت الصادق قصده لهمس ، قال وصلوا سلامي مش وصلولهم !
كشر وبص قدام : الراجل قال باركوا للعرسان و…
كملت بسخرية: ووصلوا سلامي مش وصلولهم سلامي يبقى ايه ؟
نفخ بضيق : يبقى المعنى في بطن الشاعر يا فاتن .
فاتن سكتت شوية وبعدها بصتله بترقب: هتوافق عليه لو اتقدملها ؟
بصلها كتير ورد بهدوء: ليه لا ؟
استغربت وعينيها وسعت : ليه لا ؟ انت شوفت حجم شركته ؟ شوفت المصنع ؟ شوفت القصر اللي عايش فيه ؟ شوفت مامته ؟ انت متخيل بنتك في بيت زي ده ؟ متخيل الست اللي عاملة زي نجمات السينما دي حماتها ؟ الناس دي غيرنا يا خاطر ، أنا لا يمكن أقبل بنتي تدخل مجتمع زي ده ولا وسط طبقة زي دي! أصلا العشرين ألف اللي كنت عايز تديهمله هو شايفهم حاجة لا تذكر زي ما قالك دول ممكن يصرفهم في عشوة ، دول ناس واخدين قرض ب ٥٠٠ مليون ازاي هيفرق معاهم ٢٠ ألف ؟ دول زي جنيه بالنسبة لنا فكلهم مذهولين انت بتتكلم في ايه أصلا ؟ لا لا يا خاطر الناس دي غيرنا ، الناس دي بتتكلم بلغة غيرنا ، بنتي مش هتعرف تعيش وسطهم أصلا .
فضل الكلام متعلق ومحدش فيهم زود حاجة .
نادر رجع المستشفى مبسوط على غير عادته ، اتصل بأبوه اطمن عليهم وعرف باللي حصل بعدها قعد في مكتبه وريح رجليه عليه وطلع القلب وابتسم؛ لأنه استوعب دلوقتي انه نسي أصلا يديهولها وهي نسيت تطلبه .
قاطعه خبط على بابه وبعدها دخول شذى اللي سألته بتعجب : انت كنت فين ؟ ماكنتش في المستشفى !
بصلها بيفكر يقولها ايه ؟ بعدها افتكر أبوه وأمه فقال بهدوء: كنت بوصل والدي و والدتي للمحطة كان وراهم مشوار هنا ولما خلصوه وصلتهم المحطة .
هزت دماغها بتفهم ودخلت قعدت قصاده وحاسة بخنقة وهو استغرب ليه كدب عليها ؟ ليه ماقالهاش انه بيتغدى برا ؟ هي مالهاش عنده حاجة أصلا !
انتبه على صوتها المتردد : بفكر أفسخ خطوبتي .
استحوذت على انتباهه بالكامل واتمنى لو يقولها تفسخها بالفعل وتسيب سيف حر نفسه ، سألها بحذر : ليه ؟ اتخانقتوا ؟
بصتله ومطت شفايفها : مش بنتخانق ومش بنتصالح ، مفيش بينا حب أصلا علشان الأمور دي .
اتعدل وقرب وشه منها وهو بيقول بسرعة: الحب مهم جدا علشان الحياة يكون ليها معنى يا شذى ، ازاي هتعيشي مع راجل مش حاسة ناحيته بأي حاجة ؟ ازاي هتتقبليه في زعله وجنانه وعصبيته ؟ ايه اللي هيغفرله أخطاءه غير الحب ؟ ازاي هتعيشي مع راجل عادي بالنسبه لك راح أو رجع أو غاب أو موجود ؟ أي نوع من الحياة دي ؟ حياة باردة فارغة مافيهاش أحاسيس ، كله زي بعضه .
شذى بتسمعه ومشاعرها كلها بتتحرك ، مشاعر ندمت عليها لما سبق وحركها قبل كده في عملية التجميل واتوترت ووعدت نفسها انها مش هتسمح لنفسها تتعلق بحد بس دلوقتي وهو بيقول كلامه ده بيخليها عايزة الحياة والمشاعر دي ، عايزة الحب ده .
فضل باصصلها بترقب ؛ مستني يوريها أهمية الحب وان لازم تحب مش ترتبط وخلاص؛ الحب مهم وهي لازم تشوف ده وتسيب سيف علشان خاطر أخته الصغيرة .
استغرب أنانيته انه عايز يدمر حياتها علشان أخته! بس لا هو مش بيدمرها ؛ هي اللي مش بتحبه أصلا ولا هو بيحبها هو بس بيفتح عينيها مش أكتر .
شذى همست بتشتت : ايه الأحاسيس اللي قصدك عليها يا نادر ؟
استغرب سؤالها؛ لان الأحاسيس دي مش بتتشرح دي بتتحس أكتر فرد بهدوء: أحاسيس يا شذى زي الفرح والحزن والتحول من قمة الغضب لقمة السعادة بنظرة ، زي دقات القلب اللي بتزيد لما بتشوفيه ، زي الغصة والوجع اللي بتحسيه لو غاب أو لو زعلك ، كل الأحاسيس بتكون مضاعفة ومهيبرة في الحب يا شذي ، بتلاقي تفكيرك مجنون مالهوش علاقة بالمنطق والعقل ، تصرفات مجنونة مالهاش تفسير ، معنى سؤالك ده ان عمرك ما حبيتي وده شيء محزن جدا .
بصت لعينيه بلهفة : انت ندمت انك حبيت ؟ حتى بعد ما اتوجعت ؟
ابتسم بحزن : أبدا عمري.
قامت مرة واحدة وسابته وهي متلخبطة وفي أحاسيس بتتشكل جواها ولخبطة عاجباها ، مش يمكن ده الحب اللي بيقصده ؟
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية جانا الهوى) اضغط على أسم الرواية