رواية جانا الهوى كاملة بقلم الشيماء محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل السادس عشر 16
نادر بعد ما هي خرجت مسك موبايله واتصل بيها وأول ما ردت قال بمرح : القلب لسه معايا .
ضحكت : أخدت بالي بعد ما مشيت ، بكرا هجيب بابا الصبح وآخد قلبي .
رد بمشاكسة: ولو رفضت أديهولك ؟
سألت : هتعمل بيه ايه ؟ مش هينفع تلبسه! مالهوش لازمة بالنسبة لك.
فكر لحظة ورد : هفكرله في فكرة المهم بكرا أشوفك ونشوف ساعتها الموضوع ده .
خاطر ومراته وصلوا وبعدها راحوا على بيت هند علشان ياخدوا همس ويروحوا وهناك استقبلوهم بعدها بدر سأل : عملتوا ايه ؟ أخد الفلوس ؟
خاطر بصله بغيظ : لا ما رضيش أصلا .
ابتسم وهو لاحظ ده فسأله : بتبتسم ليه ؟
أخفى ابتسامته بسرعة وخاطر كمل – بقولك ما رضيش ياخدهم تبتسم ؟!
همس ضحكت بس كتمت الضحكة من نظرة مامتها وهند سألت بفضول : قالكم ايه وعملتوا ايه ؟ احكيلنا بالتفصيل .
فاتن : روحنا الشركة وماكانش فاضي وماكانوش عايزين أصلا يدخلونا عنده …….
قاطعتها همس بتلقائية : لو قلتولي كنت ،ق..
قطعت جملتها لما استوعبت هي هتقول ايه اصلا فحاولت تجمل حالها بتوتر: يعني أقصد معانا رقمه الشخصي كنت اديتهولكم وكلمتوه بشكل مباشر على طول أفضل .
فاتن كملت كلامها علشان تغطي على هبل بنتها : المهم قابلنا وأصر نروح نتغدى معاه في بيته وروحنا ورفض ياخد الفلوس و وصلنا المحطة ورجعنا زي ما روحنا .
هند سألت بدل أختها لأنها عارفة فضولها : بيته شكله ايه ؟ عايش لوحده ولا مع عيلته ؟
خاطر كشر ورد بتلميح: يعني ايه الأسئلة دي ؟ هنناسبه يعني ؟
رمى الجملة وبصلهم وكأن الكل عايز يقوله أيوة هنناسبه بس بدر حاول يخفف توتر الكل فبرر بابتسامة : مش حكاية نسب يا عمي بس فضول البنات انت عارف بيهتموا بالمظهر والشكل واللبس والبيت ودلوقتي هتلاقيهم بيسألوا شكل البيت ايه ؟ طيب الفرش معرفش ايه ؟ وماسورة أسئلة مش هتخلص .
هند كملت بفضول : فعلا طيب هو عايش في شقة ولا بيت ولا فيلا ولا ايه بالظبط ؟
فاتن جاوبتها : عايش في قصر ؛ قصر يجي فدان لوحده طول بعرض بممر طويل وجنينة كبيرة وخدم وحشم زي اللي بنشوفهم في التليفزيون ، ومامته – همس بصتلها بتركيز فكملت بمغزى- مامته منشية أصلا تقولي دي آخرها تلاتين سنة مش أمه أبدا ، ميكاب وستايل وبرستيچ وبياكلوا بالشوكة والسكينة وناس غيرنا – بصت لبنتها بتلميح- غيرنا خالص لا هم زينا ولا احنا زيهم ولا هنكون زيهم .
همس بصتلها بعدم فهم لقصدها! هل ممكن انها ترفض بسبب فرق الطبقات ؟ اهو ده اللي هي عمرها ما فكرت فيه أبدا .
بعد شوية مشيوا وروحوا بيتهم وبدر قعد مع هند فقالها بتذكر: مش أنا كلمت سيف ؟
بصتله بذهول: امتى ؟
حكالها المكالمة كلها وهي بصتله باهتمام: انت رأيك ايه فيه ؟ هل هيرتبط هو وهمس ؟
بصلها بتركيز وردد : بتمنى ، هو شخص چنتل وعادي على فكرة مش زي ما حسيت ان مامتك عايزة تظهره الشخص الغني الارستقراطي والعيلة الغنية أوي ، معرفش حسيت من كلامي معاه انه شاب عادي بيحب همس وبيحارب علشانها ، ربنا يوفقهم ، المهم اليوم كله وانتي بعيدة عني ما تيجي في حضني شوية واحشاني .
ضحكت بدلال: انت اللي بعيد أعملك ايه ؟
شدها عليه وشالها ودخل يصلح غلطه انه سايبها النهار كله بعيدة عنه .
بعد فترة اتعدلت ولاحظت انه سرحان ، سندت على صدره ولفت وشه لها بمشاكسة : ممنوع السرحان وانت في حضني .
بصلها وابتسم : مش سرحان .
باس ايدها اللي على وشه وكمل : بس بفكر في أنس ، يا ترى عامل ايه ؟ عايش ازاي ؟ ليه بطل يكلمني ؟ معقول يا هند يكون استغنى عني ؟ مرتاح معاها ومش هيرجعلي ؟
حست بوجعه في كلامه وضمته لحضنها بتفاؤل: هيرجع طبعا يا بدر .
ضمها هو كمان وسألها بحزن: امتى ؟ أنا تخيلت هيقعد معاها أسبوع بالكتير ويرجع مش كل ده ، مش كل ده أبدا .
حاولت تطمنه على قد ما تقدر بس هي من جواها مستغربة ازاي أنس قدر بالفعل يستغنى عن أبوه ويقعد من غيره كل ده ؟ هي كمان تخيلت ان آخره أسبوع وهيصرخ ويقول تعالوا خدوني !
بصتله بتساؤل : طيب انت ليه ماكلمتهوش يا بدر ؟ كلمه انت وخليك جنبه ، انت من قبل الفرح ماكلمتهوش .
كشر وبصلها بتردد : كلمته .
بصتله باستغراب : كلمته امتى؟ وقلتله ايه وقالك ايه ؟
حكالها المكالمة بينهم وانفجاره في ابنه وهي استنته يخلص كلامه وردت بلوم: انت بجد قلتله الكلام ده ؟ ومستني يرجعلك يا بدر ؟ بدر !
بصلها بغيظ وضيق من نفسه قبل ابنه : يعني كنت متنرفز وده اللي طلع معايا كنتي عايزاني أقوله ايه ؟ برافو يا حبيبي ساعدت ماما ؟ ولا أقوله المرة الجاية ابقى طبلها وهي ترقص ولا ايه ؟
ردت برفض: ولا أي حاجة من كل ده بس انت ليه افترضت ان أنس كبر وبقى راجل ؟ هو لسه طفل صغير ، لسه ابنك يا بدر ازاي تتخلى عنه وتقوله الكلام الكارثي اللي قلته ده ؟ ازاي تفهمه انك اتخليت عنه وانك رميت طوبته ؟ الابن مهما يغلط الأب دوره يحتوي ويطبطب ويقول أنا في ظهرك لآخر العمر اه زعلان بس في ظهرك ، لكن تقوله انك مش عايزه؟! انت مش عايزه وهتسيبه يا بدر لرشا تربيه ؟ انت بجد رميت طوبته ؟
بصلها وماقدرش ينطق بس قلبه بيصرخ جواه
مسكت وشه بايديها الاتنين بابتسامة: كلم ابنك وقوله انك زعلان منه بس حبه في قلبك عمره أبدا ما هينقص ولا هيقل وهتفضل على طول أبوه وهيفضل بابك مفتوح في وشه اوعى تقفله في وشه وتحسسه انه بقى وحيد أو يتيم ، اديله فرصة يرجع لحضن أبوه.
سكتت علشان تديله فرصة يستوعب كلامها ولما يكون مستعد لتنفيذه هينفذه ويكلمه .
فاتن قاعدة وسرحانة ومرة واحدة مسكت موبايلها واتصلت بواحدة أول لما ردت ابتسمت: ازيك يا أم عبدالرحمن عاملة ايه يا حبيبتي ؟
همس كانت طالعة من أوضتها وسمعتها وخصوصا أول ما سمعت اسم أم عبد الرحمن
فاتن : اه يا حبيبتي أيوة عايزة أجوزها صغيرة مش عايزاها تقعد زي أختها وتقعد تقول ده لا وده اه ، شوفيلي حد حلو كده ومناسب وصغير زيها ، دكتور ولا مهندس وياريت مهندس علشان تبقى دماغهم واحدة كده .
همس شهقت بصدمة؛ أمها بتدورلها على عريس معقول ؟
استنتها لحد ما خلصت وقفلت ودخلت وقفت فوقها بعصبية: انتي كنتي بتكلمي مين ؟ بتعملي ايه يا ماما ؟ وان ماكنتيش عارفة اللي فيها ؟!
اتوترت بس بعدها تمالكت نفسها وزعقت : ايه اللي فيها ؟ ها ؟ بتحبي واحد بيشتري البنات يتسلى بيهم وكل واحدة ليلة ويقولها مع السلامة؟ انتي علقتي شوية علشان بس ما طالكيش لكن نهار ما يطولك هتبقي عادي زيك زي غيرك .
بصتلها بصدمة ودافعت عنه بقوة: سيف مش كده وانتي عارفة ده كويس ، شوفتيه وشوفتي أخلاقه وطباعه .
لفت وشها بعيد وردت بحدة : شوفته وشوفت بيته وماعجبنيش لا هو ولا عيلته ولا مستواه وحتى لو ساب خطيبته شيليه من دماغك الراجل ده .
قربت من أمها بذهول : انتي بتقولي ايه يا ماما ؟ ده سيف !
فاتن باصالها بدهشة من نفسها انها بتتجاهل وجع بنتها وكملت بقسوة : يعني ايه ده سيف ؟ اللي خلقه ماخلقش غيره ؟ اهو راجل زي كل الرجالة ولا قمور حبتين ؟
ردت بصدمة : قمور ؟ هو ده اللي حسيتيه منه ؟ ما شوفتيش جدعنته وشهامته ؟ ما شوفتيش ذكاءه وعبقريته ؟ ما شوفتيش حنيته وتفهمه واحتوائه للي قدامه ؟ ما شوفتيش لباقته وهو بيتكلم ومراعاته لكل واحد قدامه ؟ ما شوفتيهوش بيتعامل ازاي مع العمال أو اللي أقل منه ؟ ما شوفتيش حبه ليا ؟ ما شوفتيش يا ماما غير انه قمور حبتين ؟ حرام عليكي .
جت تمشي بس أمها وقفت ومسكت دراعها بعصبية: لا ما شوفتش كل ده يا همس ، بس شوفت بنتي اللي ربيتها علشان تبقى معيدة وناجحة بترمي كل ده ورايحة تحب وتتمرقع ، ما شوفتش غير خروجك معاه من ورانا ، مش وصلك المحطة برضه ولا بيتهيألي ؟ ردي عليا وصلك قبل كده ولا ؟
شدت دراعها وهي بتعيط بانهيار : وصلني آخر يوم أيوة كنت بعيط ومنهارة ان كل حاجة انتهت وهو ما رضيش يسيبني أمشي بعيط و وصلني .
أمها ردت بتهكم : شوف ازاي حنيته وقلبه الكبير ؟! وعلشان كده جاب خطيبته في ايده فرح أختك وبكل بجاحة جاي يتبجح قدامي ويقولي جوزيني بنتك في السر ؟
بصتلها بصدمة فاتن لاحظتها فكملت بعنف : اه يا اختي قالي جوزيهالي في السر ، أجيبلها شقة هنا وأتجوزها هنا وآجي أقضي معاها ساعتين وأرجع لشغلي ولخطيبتي وحياتي وانتي حتى ماحصلتيش عشيقة أو هو ده اسمك عشيقة في السر يجي يقعد ساعتين معاها ويقوم للي في النور يخرج ايده في ايدها ، هو ده يا اختي اللي بتحبيه ؟
همس مصدومة وبتحرك راسها بعدم تصديق وردت بقوة : سيف مش كده، سيف مش كده ولا يمكن أصدق انه طلب منك اني أبقى عشيقته في السر .
ضحكت أمها بوجع : لا طلب يا اختي امال أنا ليه كنت عايزة أروح أرمي فلوسه في وشه ؟ بس مارضيتش أقول لأبوكي الطلب ده وما رضيتش أشوه شكله قدامهم؛ قلت بلاش يا بت يمكن ، يمكن يجي يوم ويطلع راجل بجد ويطلب ايدها في النور بلاش أوسخه كده لان لو أبوكي عرف هيديله باللي في رجله وانتي مش عارفة هيعمل فيكي ايه ؟ انتي ما شوفتيهوش وسط شركته شكله ايه و الوسط اللي عايش فيه شكله ايه ؟ قلبي اتقبض أول ما شوفت شكل شركته واتقبض أكتر لما دخلت بيته ، الناس دي لا زينا ولا احنا زيهم فاقفلي صفحة سيف وشيليها تماما من دماغك وأول عريس تجيبه أم عبدالرحمن ويعجبني هتوافقي عليه ورجلك فوق رقبتك وبكرا تحبيه أو إن شاالله ما عنك حبيتيه الحياة مش حب وبس .
همس سابتها و دخلت أوضتها تعيط ومش قادرة تصدق أبدا كلام مامتها ، مسكت موبايلها واتصلت بيه وهو رد عليها بابتسامة : يااا أسمع صوتك مرتين؟ كده هحسد نفسي .
صوت شهقاتها علي وهو بمجرد ما سمع صوتها اتعدل ورد بخوف: حبيبتي ، صوتك ماله ؟ في ايه حصل ؟
سألته بحشرجة وهي بتحاول تسيطر على دموعها وتمسحهم : هو سؤال واحد تجاوبني عليه بصراحة .
رد بقلق: ومن امتى ماكنتش صريح معاكي ؟
جاوبته ببكاء : انت طلبت من ماما تتجوزني في السر ؟
أخد نفس طويل وعرف ان غباءه في طلبه مش هيمر بسهولة بس كانت تجربة أو الأصح يأس فرد يوضحلها بتوتر: الموضوع مش كده يا همس و …..
قاطعته بعياط وإصرار : جاوبني بس ، طلبت ولا لا؟ عايزة إجابة بسيطة اه أو لا ؟
سكت شوية بتوتر وحاول يشرح موقفه بصدق: الإجابة مش بسيطة أبدا يا همس ، أنا في الفرح كل اللي فكرت فيه أنا وانتي زي هند وبدر وقاعدين مكانهم واتمنيت تكوني معايا ……
قاطعته بانهيار : اه ولا لا يا سيف؟ دي الإجابة اللي عايزة أسمعها؛ تتجوزني هنا وتجيبلي شقة هنا وعندك تتجوز شذى وتعيش معاها في النور وأنا …
ماقدرتش تكمل من عياطها
حاول يهديها فقال بتوسل : أرجوكي افهمي مش بالشكل ده أبدا يا همس ، أنا بس فكرت في أي طريقة تجمعنا مع بعض ، مش بالشكل اللي قلتيه ده لا؛ مش هي في النور وانتي في الظلام لا، أنا بحبك انتي وعايزك انتي بس قلت يمكن دي الطريقة .
مسحت دموعها وحاولت تكون صارمة : مش دي الطريقة أبدا ومش أنا اللي أكون في الضلمة بس الغلط مش عندك الغلط عندي لأني سمحت لنفسي أكون مع راجل مرتبط بغيري وضحكت على نفسي و …..
قاطعها بترجي : اوعي تفكري بالشكل ده وتظلميني ؛ أنا بحبك انتي ، وانتي عارفة ده كويس اوعي تشوهي الحب بالشكل ده يا همس .
زعقت بانهيار : انت اللي شوهته مش أنا ، انت بطلبك الرخيص رخصتني – سكتت وهو سكت بعجز فكملت بتهكم – ماما كلمت واحدة صاحبتها زي الخاطبة وطلبت منها تشوفلي مهندس أو دكتور وقالتلي أول واحد يجي ويعجبها هتوافق وسواء وافقت أو رفضت هي هتوافق – شهقاتها عليت وكملت بلوم- شوفت انت رخصتني ازاي ؟ خليتني حتى …. لا مش هقدر أقولها .
اتصدم وقبل ما يرد كانت قفلت وعلشان عارفة انها هتضعف وهتكلمه بمجرد ما يتصل وهتسامحه أول ما يعتذر عملت البلوك تاني بسرعة .
سيف استوعب كلامها واتفاجئ انها قفلت فرجع يتصل بيها بس اتصدم بالبلوك اللي عملته ، اتجنن وحدف الموبايل من ايده و وقف مكانه مش مستوعب ايه اللي حصل ده؟! وازاي كل حاجة اتقلبت ضده كده ؟
همس قعدت على سريرها تعيط وحست انها خسرت كل حاجة ، أمها دخلت وقعدت قصادها بهدوء: انتي ليه عاملة كده ؟ ليه بتعيطي وكأن دي النهاية ؟
بصتلها من بين دموعها : علشان هي دي النهاية .
حركت راسها برفض : عمر ما النهاية كانت بحب فاشل أو علاقة فاشلة ، كليتك و …….
قاطعتها بانهيار: كليتي هي سيف وحياتي هي سيف وعلاقتي كانت سيف ، شوفتي ان هي دي النهاية ؟
حاولت تطمنها فردت: لا مش النهاية دي فترة وهتعدي ، وقعة وهتقومي منها ، انتي بنتي القوية الجميلة الذكية اللي الكل بيحبها – مسحت دموعها ومسكت وشها بابتسامة دعم – مفيش حدود لأحلامك أبدا انتي فاهمة ؟ سيف مرحلة وخلصت وهتتفاجئي ان الحياة بتستمر وبتكمل ومش بتقف لحد ولا على حد ، دراستك وكليتك ومستقبلك حطيهم قدامك والباقي هيجي واحدة واحدة ، عيطي دلوقتي وخلصي عياطك واقفي على رجليكي أقوى من الأول ، بس المهم تقفي يا همس ، وسيف مش توبنا يا بنتي ، والله ما توبنا .
بصتلها بعدم تصديق وعقلها وقلبها ضد كل كلمة أمها بتقولها؛ ولا هتنساه ولا هتقدر تكمل من غيره ولا حابة انها تتخطاه مهما حصل.
سيف في أوضته هيتجنن ؛ مش عارف يعمل ايه ؟ بابه خبط ودخلت سلوى عنده واتكلمت بتنبيه : حماتك مش سهلة يا سيف .
بصلها بأسف ان الست دي مش هتكون حماته ، كل حاجة بتتعقد كل شوية وهي لاحظت نظرته فقربت منه بتساؤل: في ايه حصل ؟
بصلها بضيق وحكالها اللي حصل بينه وبين فاتن ومكالمة همس من شوية وهي سمعته باهتمام : طبيعي طلبك غبي يا سيف ؛ ازاي تقول لواحدة جوزيني بنتك في السر ؟ بس كل حاجة وبتتصلح ، لكن مش دلوقتي ، اخلص من شذى الأول وهمس هتسامحك هي وعيلتها ، انت قلت لأبوها ما يقفلش الباب وهو مش هيقفل ولا أمها لأنها لو كانت تقصد تقفل في وشك كانت قالت لجوزها ورد فعله بيقول انه ما يعرفش طلبك وده في حد ذاته شيء كويس .
سيف اتعلق بكلامها بلهفة: دلوقتي أعمل ايه ؟ أصالحها ازاي ؟
ابتسمت واستغربت حبه الكبير أوي وردت بتفهم : هي هتزعل شوية وهتكلمها وتصالحها وأكبر مصالحة يوم ما تقولها فسخت خطوبتي وهخطبك انتي .
رد بإصرار: ماشي بس عايز أصالحها دلوقتي .
ابتسمت : يا حبيبي مفيش دلوقتي ، اتصل بيها مثلا .
كشر بقلة حيلة : عملتلي بلوك .
ضحكت وبعدها سكتت بسرعة واقترحت : سيبها الليلة وبكرا كلمها من أي رقم تاني وصالحها وكل ما تعمل بلوك للرقم كلمها من غيره وهتصالحك ، المهم دلوقتي ارتاح والصبح كلمها بإذن الله .
سابته وخرجت، وقف بتشتت؛ عايز يصالحها ومايسيبهاش تنام زعلانة بالشكل ده، انهيارها وعياطها كدا وجعوه ولوهلة اتضايق من فاتن انها السبب في ان همسته تزعل بالشكل ده خصوصا انها وصلت طلبه بطريقة تشوهه، بس جزء منه بيقوله هي أمها وخايفة على بنتها؛ اتنهد بعجز وفضل سهران مش عارف يعمل ايه؟
الصبح في شركة المرشدي كريم لسه واصل مكتبه ومعاه أمل بيضحك معاها بس الباب اتفتح بعنف ودخل حسن بيزعق : اللي كنت خايف منه حصل.
كريم وأمل بصوله ورد كريم بدهشة : في ايه؟ ايه اللي حصل ؟ خير ؟
حسن زعق و وراه جه مؤمن : في ان الشركة لغت كل حاجة بينا وبينهم ، سيادتك خسرتنا التوكيل بتاعهم في الشرق الأوسط كله ، اتفضل وريني هتعدل ده ازاي؟ وهتعمل ايه ؟
كريم مش فاهم لسه أبوه ماله ؟ وبيتكلم عن ايه ؟ أو فاهم انه بيتكلم عن سيف بس مش فاهم ايه اللي حصل بالظبط ؟
بصلهم بذهول: ايه اللي حصل فهمني الأول ؟
حسن بص لمؤمن ورد بعصبية: فهمه ايه اللي حصل لأني حاليا مش طايقكم انتوا الاتنين .
سابهم وخرج وكريم التفت يفهم من مؤمن اللي قال بضيق : سيف لغى التعاقد ومش بس كده حاول يسرق المعلومات اللي عندهم ، حاول يهكر نظام التشغيل للشركة بحيث هو ما يكونش بحاجة لمعداتهم والشركة طبعا أمنوا نفسهم بس قلبوا علينا لأن انت الضامن له واعتبرونا متفقين مع بعض وانك ساعدته في التهكير .
كريم بيحرك راسه برفض ومش مصدق اللي بيحصل ، رد بدفاع : سيف مش بالغباء ده ولا يمكن يعمل كده !
مؤمن أخد نفس طويل بقلة حيلة : بس ده اللي حصل .
كريم أخد مفاتيح عربيته واتحرك بعصبية: لا مش ده اللي حصل .
مؤمن راح وراه باستفسار : هتعمل ايه ؟ فهمني الأول .
رد بحزم بدون ما يبصله : هفهم حصل ايه عند سيف أو هقتله لو هو عمل كده فعلا .
سيف راح الشركة بعد ليلة طويلة فضل سهران فيها وصوت همس وهي بتعيط مش مفارقه يادوب وصل مكتبه عز دخل عنده : والدتك قالتلي على الغباء اللي عملته مع أم همس .
نفخ بضيق : يوووه مش هنخلص بقى من الموضوع ده ؟
ابتسم : في حد عاقل يروح لأم حبيبته ويوم فرح بنتها يقولها جوزيني بنتك في السر وأنا هروح أتجوز واحدة تانية ؟
رد باعتراض: أنا ماقلتش كده .
عز بتوضيح: بس ده معنى اللي قلته ، المهم خلينا ندفع القسط الجاي وبعدها نبلغ عصام بفسخ الخطوبة وناخد خطوة مع همس بس المهم يا سيف هندفع القسط الجاي ازاي ؟
سيف بصله : زي ما قلتلك هبيع شوية حاجات من الأراضي اللي عندنا وفي كام خطوة كده هاخدهم ، هتعامل ما تقلقش انت ، فلوس القسط الجاي شبه جهزتها ، المهم بس الصفقة دي تخلص على خير وساعتها هعرف أتعامل مع البنك وهخلص كل الأمور دي و
قاطعهم فتح الباب بعنف ودخول عاصف لكريم و وراه مريم اللي ماقدرتش أو خافت توقفه و مؤمن كمان ، الاتنين بصوله بعنف بس كريم دخل مسك سيف من هدومه وده وتر الكل ، عز ومؤمن الاتنين حاولوا يفصلوهم عن بعض .
سيف بذهول : يا ابني في ايه مالك ؟
كريم بغضب : في اني عايز أقتلك يا سيف ، انت للدرجة دي غبي ولا متخلف ولا انت ايه بالظبط ؟
سيف بص لأبوه اللي اتدخل بضيق: اتكلم بأدب يا باشمهندس كريم وإلا ….
بصله بغضب : وإلا ايه ها؟ هتعملوا ايه أكتر من اللي عملتوه ؟
سيف مسك ايديه نزلهم من على هدومه بنفاد صبر : كلمني وفهمني ايه اللي حصل ؟
كريم بص لمؤمن بابتسامة غضب : هيعمل فيها مش فاهم شايف ؟
مؤمن بصلهم وبص لكريم بحيرة : شكلهم مش عارفين ايه اللي حصل يا كريم قلتلك سيف مستحيل يعملها أنا عارفه .
سيف علق بتعجب : أنا فعلا مش عارف بتتكلموا في ايه ؟
كريم أخد نفس طويل ورد بضيق: سيادتك لغيت التعاقد مع الشركة ليه ؟
هنا دور صدمة سيف وأبوه .
بص لكريم ومؤمن بذهول : نعم ؟ عملت ايه ؟ صفقة ايه اللي ألغيها وأنا روحي متعلقة بالصفقة دي ؟ وبعدين مين قال انها اتلغت ؟ واتلغت ازاي ؟ – بص لمريم بغضب– مروان فين ؟
مريم بصتله بتوتر : معرفش لسه ما وصلش .
كريم كمل كلامه بغضب: ومش بس كده انت حاولت تهكر الشركة ؛ قال هتسرق من عندهم معلومات التصنيع وقلت أنا أستورد ليه ما أصنع هنا بنفسي ومحدش يبقى قدي! متخيل الناس دي بتلعب وأي حد هيقدر بسهولة كده يسرق معلومات التصنيع بتاعة أجهزتهم ؟ انت مش بس خسرت الصفقة انت خليتهم لغوا كل العقود والتعاملات معانا احنا كمان بما اني أنا اللي رشحتك ، فكروا اننا متفقين مع بعض وأنا ساعدتك في موضوع التهكير ده !
عز قعد من الصدمة ومش مستوعب كل اللي اتقال ده وسيف ما نطقش حرف بس حس ان كل حاجة بتتدمر قدامه .
مؤمن بص لكريم بهدوء: مش هو اللي عمل كده يا كريم وده واضح أوي .
سيف نطق أخيرا بذهول: انت ازاي تخيلت اني ممكن أعمل حاجة زي كده ؟ أو أكون بالغباء اني أتخيل ان بالسهولة دي أقدر أهكر الشركة ؟
مؤمن كمل بتفكير : مفيش حد بالغباء ده أبدا لكن في حد عايز ده اللي يتفهم وبالتالي يضرب ضربته دي .
كلهم بصوله وكريم علق بحيرة: الايميل اتبعت من شركة الصياد يا مؤمن .
سيف زعق بغضب: محدش يقدر يبعت ايميل من هنا للشركة دي إلا مننا احنا ، واللي يعرفوا بالموضوع ده كلهم موضع ثقة .
كريم بتهكم : امال مروان فين ؟ مش شايفه وأختك فين ؟
سيف مسك موبايله يتصل بمروان وبص لكريم بثقة: مروان ما يعملهاش .
اتصل بيه بس موبايله مغلق وكريم ابتسم بتهكم : ما يعملهاش ؟ انت كنت فين امبارح ؟ سيبت شركتك ليه وروحت فين ؟ شوف كمان أختك فين ؟
آية انضمتلهم أول ما وصلت من برا وبلغوها وكانت نفس رد فعلهم ، سيف بص لكريم بتشتت : أنا مش فاهم اللي حصل ده حصل ازاي ؟ انت تقدر تحدد الايميل ده اتبعت منين وازاي ؟ أنا غيرت كل النظام الأمني للشركة وقويته وكل حاجة غيرتها بعد ما حازم اتطرد فأزاي دلوقتي بتقولي حد بعت ايميل من هنا ؟
مؤمن بص لكريم يشجعه يتحرك ويعرف مين عمل فيهم كده ؟ وكريم قرب من سيف وشد اللاب بتاعه وبدأ يشتغل عليه ويعرف الايميل اتبعت منين بالظبط ؟ بعد شوية بصله : الايميل اتبعت من عند صاحب الايميل ده .
لف اللاب ناحية سيف اللي قرب يشوف مين وساعتها بص لأخته بذهول وصدمة : ده من عندك وده مكتبك ! انتي يا آية ؟
آية حركت راسها برفض : لا لا يا سيف لا مش أنا ، انت ازاي بتقول كده ؟ أنا لا يمكن أعمل كده .
سيف زعق بعصبية: امال اتبعت من مكتبك ازاي ؟ ده الرمز بتاعك وده رقم مكتبك ، الايميل اتبعت من عندك انتي !
آية صممت ان مالهاش اي ذنب وصرخت بدفاع : معرفش ، معرفش يا سيف بس مش أنا ، امبارح كنت أنا ومروان وخلصت شغل وتعبت وسيبته هنا ومشيت.
كريم وقفهم وبص لآية بجدية : مين يعرف حساباتك ويقدر يدخلها؟
بصتله بذهول : ولا أي حد ، وايميل الشركة غيرته بعد موضوع حازم ، أنا برضه كنت حريصة على النقطة دي .
كريم لعب شوية على اللاب تاني وبعدها بصلها : ايميلك الشخصي زي ما هو ما غيرتيهوش
بصتلهم بذهول: لأنه شخصي مش للشغل .
كريم قفل اللاب بعنف واتكلم بتهكم : امتى هتفهموا ان كل حاجة مربوطة ببعض ؟ بمجرد ما قدرت أدخل لحاجة واحدة عندك هجيب الباقي تباعا .
آية بدفاع : برضه محدش يعرف باسورد ايميلي الشخصي .
ضحك كريم بتهكم : ليه ما فتحتيهوش ولا مرة وانتي مع حازم ؟ مرة واحدة كفيلة انه يعرف الباسورد ، مرة واحدة ، بلاش فتحتي الايميل ما سيبتيش موبايلك من ايدك لحظة ؟ ما دخلش هو مكتبك هنا لوحده في مرة ؟ في ألف طريقة يقدر يوصل بيها لايميلك الشخصي .
بصت للأرض بإحراج وهو كمل بجدية: واحد جاسوس زي ده هيركز في كل حرف بتنطقيه مش بس ايميلك .
سيف اتدخل بحيرة: طيب وبعدين عرف ان ايميلها الشخصي هيوصل ازاي للشركة هنا ؟أنا مأمن الشركة كويس ومحدش يقدر يهكرها
كريم بتفكير : ده حقيقي انت مأمنها وأنا شغلت بنفسي برنامج الحماية هنا فمحدش يقدر يهكرها
سيف زعق بدهشة : امال عملوا ده ازاي ؟
كريم بصله ووضح: دخلوا الشركة مش هكروها ، ما ينفعش ولا حد يقدر يهكرها فكان لازم حد يدخل هنا ، ضروري يدخل مكتبها غير كده ما يقدرش يعمل حاجة ، لازم يدخل وبعدها يفتح ايميلها وعن طريقه يقدر يدخل لايميل الشغل بتاعها وبالتالي البرنامج اتعامل معاه على أساس ان آية أختك مش محاولة هكر وبعد ما دخل بعت الايميل لغى الصفقة معاهم ، لكن الهكر ده محتاج فريق مش شخص ومحتاج وقت وتركيز ( كمل بتفكير وتخيل السيناريو) فمش هيقدر يعمل كل ده لوحده ، هو دخل هنا بعت الايميل وربط اللاب بحد برا، وبرا فيه فريق كامل مستني الربط علشان يحاول تهكير الشركة الأم برا – بص لمؤمن وكمل– واحد دخل ربط اللاب بحد برا واللي برا فريق حاولوا يهكروا الشركة – بص لسيف بعدها – السؤال بقى مين دخل شركتك امبارح يا سيف ؟
سيف نادى لمريم وجت فسألها بترقب: في أي حد غريب دخل الشركة امبارح بعد ما روحت ؟
مريم بتوتر : هسأل لحظة وأعرف .
رجعت بعد دقيقة وبلغته ان في فريق من شركة الكهرباء جه نتيجة عطل حصل في الشركة والنور اتقطع .
كريم حرك راسه بيأس ان حركة زي دي تعدي عليهم بالشكل الساذج ده .
مؤمن بص لسيف باستنكار : انت ازاي مش منبه ان محدش غريب يدخل ؟ أو على الأقل حد يكون معاهم مش لوحدهم .
كريم علق بتهكم : ازاي يتلعب بينا بمنتهى السذاجة دي ؟
سيف بصلهم و طلب مسئولين الأمن وحقق معاهم وقالوا ان حسين كان معاهم مافارقهمش .
حسين وقف قدامهم بتوتر وسيف سأله بجمود: الفريق اللي كان بيصلح كلهم كانوا قدام عينك طول الوقت ولا حد فيهم اختفى ؟
حسين بتوتر : اتنين اختفوا وقالوا هيشوفوا حاجة في دور تاني ورجعوا بعدها قالوا ان في محول محروق وجابوا من عربيتهم محول تاني جديد غيروا المحروق وركبوا الجديد ومشيوا ، ده بس اللي حصل .
كريم وهما بيتكلموا دخل لفيديوهات المراقبة للشركة وجاب الفريق داخل و كلهم اتلموا حواليه وشافوا الفريق اللي في البداية شغله كله طبيعي لكن اللي مش طبيعي ان كلهم كانوا لابسين كابات على رأسه وبشكل متعمد كلهم باصين للأرض بطريقة مريبة ، بعدها اتنين انفصلوا وأول ما بعدوا لبسوا أقنعة على وجوههم وكريم تتبعهم من خلال كاميرات المراقبة لقى واحد فيهم دخل مكتب آية وشوية ولاحظوا خروج مروان من مكتبه وملاحظته لمكتب آية .
عز شاور عليه بتعجب : مروان شافهم ، ازاي ما اتصرفش اوعى يكون معاهم !
محدش رد بس تابعوا مروان وقف بيتكلم وبعدها حركته و وقوعه على الأرض وكلهم شهقوا بصمت إلا سيف اللي صرخ بغضب: يا ولاد الكلب ، يا ولاد الكلب .
بعدها شافوهم بيحطوا مروان في الكرتونة اللي حسين افترض انها كرتونة المحول وخرجوا بيه قدام الكل .
كريم قفل اللاب وصمت سيطر على الكل لحد ما آية قطعته بعياط : هو مروان مات ؟
السؤال محدش جاوبه وفضل الصمت مسيطر عليهم .
عز نطق : نبلغ البوليس .
كريم بصله : تقوله ايه ؟ تعرف اي حد في الناس دي ؟ ولا واحد فيهم وهم داخلين ظهر في أي كاميرا معنى كده انهم داخلين عارفين أماكن الكاميرات فين وعارفين بيعملوا ايه ؟
سيف زعق بغيظ : يعني المفروض نعمل ايه ؟ ناخد القلم كده ونسكت ؟ دول قتلوا مروان فاهم يعني ايه قتلوه ؟
كريم بصله بتهكم : كان المفروض تكون أذكى من كده وتأمن شركتك أكتر من كده وتمنع أي حد يدخل الشركة على الأقل امبارح ، ده أنا نبهتك وقلتلك الناس دي مش بتلعب بنزاهة كان لازم يعني تجرب بنفسك طريقة لعبهم ؟
مؤمن بص لكريم بجدية: مالهوش لزوم الكلام ده دلوقتي اللي حصل حصل ومش هيتغير خلونا نشوف هنعمل ايه ؟ بداية لازم نكلم الشركة ونفهم طبيعة اللي حصل ونحاول نرجع شغلنا معاهم .
كريم ضحك بتهكم : ومتخيل هتقولهم سوري ده مش أنا هيقولولك امين وماله تعال نكمل لعب مع بعض ؟
سيف بصله وزعق : لا مش هنقولهم سوري ، هنروحلهم بنفسنا ونفهمهم اللي حصل بالفعل ونعمل اللي علينا واللي ربنا رايده هيكون ، أنا مش هستسلم دلوقتي انت فاهم ؟ أنا هسافرلهم دلوقتي- بص لأبوه وكمل– حضرتك بلغ البوليس وانشر صور مروان في كل مكان ، مش هنتخلى عنه بالسهولة دي .
مؤمن وقفه : استنى هنسافر بالفعل بس في حاجات الأول لازم نعملها ، زي تأمين شركتك بشكل أكبر من كده علشان مش أي حد يقدر يهكرها تاني .
كريم ومؤمن دخلوا مع سيف غرفة التحكم وعملوا نظام أمني جديد غير قابل للاختراق زي اللي عاملينه في شركتهم وبعدها كل واحد طلع على بيته يحضر شنطته استعدادا للسفر وسط حالة من التوتر سيطرت على الكل .
خالد عرف باللي حصل وراح الشركة هو وملك اللي اتصلت بنادر ولغت الميعاد بدون ما توضح أي تفاصيل ، وهو حس انها متوترة فمارضيش يستفسر عن أي أسباب ، قعد في مكتبه محبط وحس ان ناقصه حاجة كبيرة ومش عارف ازاي الوقت كان بيعدي أصلا قبل كده وليه دلوقتي واقف بالشكل ده ؟
قاطعه دخول شذى اللي لاحظت انه سرحان لدرجة انه ماحسش بيها أصلا وخصوصا انه لافف كرسيه وظهره للباب فقربت منه بهدوء ومرة واحدة صرخت باسمه : نادر .
انتفض واتعدل فبصلها بغيظ وهي بتضحك جامد على شكله استناها لحد ما خلصت ضحك وعلق بضيق : بجد رخمة .
ضحكت أكتر : سرحان في ايه للدرجة دي يعني ؟
قعدت قصاده على طرف مكتبه وهو على كرسيه فسألها: عادي حالة مريض ، المهم أخبارك ايه ؟ وصلتي لايه مع خطيبك ؟
ابتسمت انه بيفكر فيها ، وترجمت سؤاله انه أكيد عايز يقرب منها وعلشان كده مهتم يسأل ويعرف ايه أخبارها ؟
قربت منه بدلال: يعني مش عارفة يا نادر ، ساعات بحس انه برستيچي وستايلي ده وساعات أقول لا مش حاساه ، فمش عارفة .
بصلها بذهول من تفكيرها واتريق : برستيج وستايل ؟ هو فستان يا بنتي بتبصي لاستايله ايه ؟ ده جوزك ، سندك ، أمانك ، دنيتك ، حبيبك ، مش تقولي ستايل وبرستيج ؟!
قربت أكتر بوشها منه وسألته بمغزى: يعني انت شايف ان الحب أهم حاجة في اختيار الزوج ؟
أكد بدون تردد: طبعا الحب ، بس للشخص المناسب اللي يفهمني ويقدرني وطباعه تشبه طباعي .
حست أكتر انه بيتكلم عنهم هما الاتنين وهو استغرب قربها ونظراتها وبعد بكرسيه شوية بس هي سندت بايديها على ايدين الكرسي من الناحيتين وقربت منه أكتر وهمست: يعني قصدك يكون دكتور زيي مثلا ؟ أفهمه ويفهمني ، نتكلم مع بعض في كل المواضيع وفي أي مواضيع بدون قيود وبدون تزويق للكلام وبدون تجميل ونكون عفويين ؟
بصت لشفايفه وهو بيتكلم : ماهو متفاهم معايا وبيفهمني وبيقولي اللي عايزة أسمعه .
جه يتكلم بس اتفاجئ انها قربت تلمس شفايفه بإغراء
نادر بصلها بصدمة وبلع ريقه بتوتر وهو شايفها بتقدمله دعوة صريحة انه يقرب منها .
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية جانا الهوى) اضغط على أسم الرواية