رواية جانا الهوى كاملةلش بقلم ايماء محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الواحد و العشرون 21
نادر اتنرفز من كلام رقية ولسه هيرد عليها بس ملك شاورتله يسكت وبصت لأمها بانفعال: انتي جاية ليه ؟ أنا مشيت الكل ومش عايزة حد و …
قاطعتها بغيظ : انتي برضه اللي مش عايزة حد ولا هم اللي سابوكي ومشيوا ؟ هتفضلي متخلفة وهبلة لامتى ؟
ملك بتعب : اطلعي برا ، أنا ماطلبتش منك تيجي ومش عايزاكي تيجي .
أمها قربت منها بحقد : جيت أشوفك لوحدك ودلوقتي بدل ما تحمدي ربنا اني معاكي بتطلعيني برا؟! عارفة تستاهلي اللي جرالك ده .
ملك بصت لنادر ومسكت ايده برجاء: طلعها برا، مش عايزة حد يدخل عندي ، طلعها برا أرجوك .
لفت وشها بعيد ونادر وقف في وش رقية بحدة : مواعيد الزيارة انتهت فاتفضلي برا .
بصتله بغيظ : أنا أمها وهي من حقها مرافق و …
قاطعها بغيظ : وأنا الدكتور بتاعها ومش سامح لأي حد يزورها فاتفضلي برا .
رقية بصت لبنتها وراه بتهديد : لو خرجت مش هاجي تاني يا ملك ومش هعبرك .
نادر بصلها بس هي ودت وشها بعيد و مش عايزاها فنادر بص لأمها بعملية: اتفضلي لو سمحتي بدل ما أطلب الأمن يخرجوكي برا .
بصتله بغضب : وعلى ايه ؟ هي ما تستاهلش أصلا حد يسأل عليها هي بتحب تختار اللي بيبيعوها .
سابتهم وخرجت وهنا هي عيطت بعلو صوتها
نادر قرب منها بسرعة قعد قصادها بقلق: اهدي العياط غلط عليكي يا ملك والجرح هيتعبك أصلا .
عيطت أكتر وهو قرب منها يحاول يهديها فحطت راسها على صدره تعيط بهيستريا: مش عايزة أشوفها تاني ومش عارفة ليه بابا قالها ؟
ضمها وحاول يهديها : طيب خلاص اهدي .
اتأوهت جامد من وجع جرحها اللي بيزيد كل ما تعيط بزيادة فحط ايده على جرحها بحذر: كل ما هتعيطي وجعك هيزيد يا ملك وممكن الخياطة تتفتح وانتي صدقيني مش هتستحملي خياطة تاني أصلا أنا خيطت بالعافية المرة اللي فاتت .
اتعدلت وهو مسح دموعها بايديه بحنان: اهدي مفيش حد مستاهل تعيطي علشانه وبعدين هي ما تعرفش حاجة عنك بتعيطي من كلامها ليه ؟
مسحت باقي دموعها وردت بحشرجة: لأنها عمرها ما حست بيا وعمرها ما عرفت تكون أم .
ابتسم بتعاطف : يعني خذلانها مش جديد عليكي فبتعيطي ليه دلوقتي ؟
بصتله بحزن : علشان عايزة أعيط .
غصب عنه ابتسم : يعني مش وقته العياط أجليه شوية .
ابتسمت هي كمان ومسحت أي أثر لدموعها : آجله ليه ؟
دور عينيه بيفكر في أي سبب ورد بارتباك: يعني مش وقته ، أنا عندي حاجة هتخليكي تبتسمي .
طلع من جيبه القلب بتاعها فابتسمت وقال: شوفتي بقى ابتسمتي ازاي ؟
ابتسامتها وسعت : انت شايله معاك بجد ؟
أكد بهزة من راسه : على طول معايا .
مدت ايدها تاخده بس رجعه لجيبه بمرح : مين قالك اني بطلعه علشان تاخديه ؟
بصتله باستغراب : امال ايه ؟
وضح بابتسامة: علشان بس تبتسمي الابتسامة اللي مش بس بتنور وشك دي بتنور الدنيا كلها .
مسحت وشها بتذمر : شكلي أصلا أكيد بشع ونور مارضيتش تجيبلي مرايا .
ابتسم وبص في وشها : عايزة مرايا ليه ؟ وشك زي ماهو وانتي زي القمر زي ما انتي – حط ايده على خدها بابتسامة- الميكاب مش بيحلي يا ملك .
بصتله بحيرة: امال بيعمل ايه ؟
مط شفايفه ببساطة: بيتضحك بيه على الناس الجاهلة .
ضحكت بس حطت ايدها على جنبها فاعتذر : آسف آسف ، بس بجد انتي مش محتاجة للميكاب .
وضحت بشرود : بيديني ثقة أنا مفتقداها حاليا .
زاح شعرها عن وشها ورد بمغزى: ولو قلتلك اني مش بحب الميكاب أصلا ؟ وشايفك دلوقتي أحلى من أي مرة شوفتك فيها بس ناقصك الابتسامة اللي بتنور وشك وآثار التعب تختفي وتبقي أجمل من أي جميلة في العالم كله .
اتحرجت وهربت من عينيه : بلاش مجاملة و …
قاطعها وهو بيرفع وشها تواجهه : مش بجامل ومش بعرف أجامل ومدب والكل بيشتكي مني اني مش بعرف أجامل.
حطت راسها بهدوء على كتفه والصمت سيطر عليهم لحد هي ما قطعته : ينفع تمنع عني الزيارة تماما حتى لو يوم واحد بس ؟
بصلها بعقلانية : ينفع بس متخيلة رد فعل أبوكي أو أخوكي بالذات ؟
أخدت نفس طويل وردت بهدوء : هسيبهملك انت تتعامل معاهم وأنا عايزة أفضل لوحدي يوم .
ابتسم وحط ايده على شعرها : هخليكي ترتاحي يوم وأنا هحارب برا أخوكي بالذات اللي مش عارف رد فعله هيكون ايه لو مارضيتش أدخله عندك ؟!
ابتسمت وتخيلتهم بيتخانقوا : أحب أنبهك انه مش هيكون لطيف أبدا أبدا .
ضحك : عارف طبعا ومتوقعه بالظبط – سكتوا شوية وكمل بهدوء – أخواتك بيحبوكي يا ملك وده لمسته من خوفهم عليكي وقلقهم وخصوصا نادر اينعم أنا وهو مش بنتفق بس هو بيحبك وبيخاف عليكي فوق ما تتخيلي .
ابتسمت وأخدت نفس طويل : عارفة الكلام ده ولمسته في مواقف كتيرة ونادر ما تتخيلش حياتي اختلفت ازاي بعد دخوله فيها ؟! كانت هتفرق كتير أوي لو هو معايا من زمان.
اتكلموا كتير لحد ما هي تعبت وهو سابها ترتاح وحط جنبها موبايلها بحيث أول ما تصحى تكلمه وهيجيلها ودلوقتي هيروح هو كمان أوضته يرتاح فيها لأنه من امبارح ما نامش خالص .
النهار طلع وفاتن بتفطر هي وجوزها ومش عارفة ازاي تقوله على موضوع العريس اللي جاي ؟! خاطر لاحظ انها عايزة تقول حاجة ومترددة فسألها بهدوء : مالك يا أم نادر ؟ عايزة تقولي ايه ومترددة كده ؟
بصتله شوية وقررت تتكلم على طول : في ضيف جاي النهارده على الساعة ٧ وعايزاك تستقبله .
بصلها باستغراب : ضيف ؟ ضيف مين بالظبط ؟
أخدت نفس طويل قبل ما تكمل كلامها : عريس لهمس هو …
قاطعها بذهول: عريس لهمس ؟ ازاي يعني ؟ ولا وقته ولا ….
قاطعته هي المرة دي بحنق: خلينا نشوفه الأول وما نسبقش الأحداث .
اعترض بذهول من تفكير مراته : نشوفه ؟ وبنتك موافقة تشوفه أصلا ؟ ولا دماغك فيها ايه ؟
بصتله بهدوء : خاطر خلينا نتكلم بصراحة ، بنتي متعلقة بسيف وأنا وانت عارفين ده كويس ومش هنضحك على بعض ، سيف مش مناسب ليها ولا لينا احنا ؛ انت شوفت حجم شركته وبيته والمستوى بتاعهم وغير كل ده الناس اللي بيتعامل معاهم ، تعرف ان زميله اللي شغال معاه في الشركة اتضرب بالنار ومختفي وبيدوروا عليه ؟
بصلها بذهول : اتضرب بالنار ليه ؟
وضحت بناء على اللي فهمته من بنتها لما ضغطت عليها تعرف مروان اتضرب بالنار ليه ؟ حاولت تشرح لجوزها : علشان أعداءه عايزين يوقفوا صفقة لسيف ومش عايزينه ينجح وكانوا بيقتحموا الشركة ومروان صاحبه ده شافهم فضربوه وأخدوه ، القصد ان الناس دي ليها أعداء وبعدين حماه مش سهل ولو شم خبر انه عايز يسيب بنته علشان بنتك متخيل يعمل فيها ايه ولا فينا احنا ايه ؟
اعترض كأب بيحب بنته : وهو علشان واحد غني حبتين نكسر قلب بنتنا وندمر حياتها ؟ لا يا أم نادر لا .
مسكت ايده بإقناع : يا خاطر خلينا نتكلم بالعقل مش بالعواطف وبعدين هو أنا قلت نجوزها بكرا ؟ أنا بس قلت ده عريس كويس ، محترم وأخلاق ودكتور وهنشوفه النهارده وهي تشوفه، خليها تشوف حد خارج نطاق كليتها وتقعد وتتكلم ومش هنجبرها بس نحاول نشيل سيف من أفكارها .
بصلها وهو مش مقتنع أبدا بكلامها : عرفتي العريس ده ازاي ؟
اتوترت وبعدها قررت تقول نص الحقيقة : أم عبد الرحمن صاحبتي من الجامع انت عارفها هي كلمتني وبلغتني وقالتلي عايزين يجوا ، هو يعرف نادر اسمه هشام محمد وعلشان كده عايز يتعرف على همس ويخطبها لو ربنا أراد ، خاطر خلينا نقابله ونشوف الدنيا هترسي معانا على ايه ؟
وقف وبص لساعته بإيجاز : ربنا يقدم اللي فيه الخير يا أم نادر ، ربنا يقدم اللي فيه الخير ، انا نازل شغلي عايزة أي حاجة أجيبها وأنا راجع ؟
ابتسمت : تسلم يا أبو نادر من كل شر أعوذ سلامتك يا حبيبي ربنا معاك .
سابها ونزل وهو ألف فكرة في دماغه وافتكر طلب سيف انه بس ما يقفلش الباب في وشه ويديله فرصة .
سيف نزل شركته وأول ما دخل عند مريم سألها باهتمام : بعتي كل كروت الدعوة لحفلة الليلة ؟ وفي أي حاجة ناقصة ؟
مريم : بعتها يا فندم وكل حاجة تمام ما تقلقش حضرتك.
بصلها قبل ما يدخل مكتبه : مروان رجع ولا لسه ؟
ابتسمت : رجع وفي مكتبه ، أبعتهولك ؟
سعادة حقيقية حس بيها بمجرد شعوره ان مروان رجع لحياتهم وشغله : لا أنا رايحله .
دخل مكتب مروان بابتسامة : تصدق المكتب من غيرك وحش ؟
ابتسم بدهشة: يااا بجد ؟ ما اتخيلتش انك بتحبني أوي كده !
ابتسم وقعد قصاده وغير الموضوع : هتحضر الحفلة النهارده ؟
رد بحماس : طبعا ، امال أفوت على نفسي منظر عصام وانت بتعلن عن شراكتك مع المرشدي وتحط ايدك في ايديهم ؟ ده أنا هصورهولك مخصوص .
ضحكوا الاتنين وسيف علق بتوتر : ربنا يعدي الليلة دي على خير لأحسن الواحد مش حمل أي مفاجآت تانية من الراجل ده .
قاطعهم خبطات ودخول مريم عندهم فسيف بصلها: خير يا مريم ؟
وضحت : عصام بيه سأل عنك وبعدها راح عند والدك فقلت أبلغك بوجوده .
شكرها وقام : خليني أروح أشوفه لأحسن مش بطمن لأبويا وثقته السريعة في الناس .
خرج وراح مكتب أبوه وسمع عصام بيزعق : هو كان لعب عيال ولا ايه ؟ أنا ليا أسهم في الشركة دي وعضو في مجلس الإدارة وقبل ما تاخدوا قرارات كبيرة زي دي المفروض أكون عارف بيها .
قاطعه دخول سيف اللي رد ببرود : ال ٢٠٪ من الأسهم اللي حضرتك تملكها ما تديش لحضرتك الحق في الاعتراض على قراراتي بصفتي رئيس مجلس إدارة الشركة ، ولا ايه ؟
بصله بغضب : كنت عارف ان ده قرارك ؛ نظام لعب العيال ده لازم يكون طالع من عيل .
سيف قعد واسترخى في قعدته ورد باستفزاز: أنا مش عارف حضرتك متنرفز ليه ؟ كنت ضامن لقرض ضخم ولو احنا وقعنا كنت هتضطر تسدده انت كضامن وأنا شيلت العبء ده من عليك ، ليه متنرفز ؟ المفروض تتبسط ان مسئولية بالحجم ده اتشالت من على كتافك .
قرب من وشه وكمل بدهاء : ولا ده بالظبط اللي كنت عايزه ؟ توقع الشركة وتسدد الديون والشركة كلها تبقى بتاعتك ؟
عصام اتنرفز وخبط بايده على المكتب : أنا ضمنت والدك لأنه صديقي ولأنه راجل يعتمد عليه وكلمته سيف على رقبته مش علشان الكلام الفارغ اللي بتقوله ده والتلميحات السخيفة !
سيف ابتسم ورجع بظهره لورا سند على كرسيه ورد باستخفاف: صديق من امتى ؟ أقولك أنا ؟ من بداية ما الشركة بدأت تقع حضرتك ظهرت في حياة والدي كصديق.
عصام وقف وبص لعز بتوتر: أنا مش هقبل تلميحات ابنك السخيفة دي !
عز بص لابنه بحذر: سيف كفاية ، عصام اقعد وبعدين سيف عنده حق اننا شيلنا حمل كبير من على كتافك فليه ده مضايقك ؟
وضح وهو بيحاول يخفي نواياه الحقيقية وأسبابه : مضايقني ان البنك اللي يبلغني مش انت ، واجبك كصديق تبلغني انك لقيت ضامن تاني مش أعرف من البنك !
عز ابتسم بهدوء : في دي عندك حق بس زي ما قلتلك قبل كده كذا مرة أنا شبه سيبت الشركة لابني وزي ما انت عارف عيال اليومين دول ماعندهمش المجاملات دي في الشغل .
سيف اتدخل في الحوار وهو بيقف ببرود : بعيدا عن الشغل والخلافات دي ، عمي هتحضر حفلة النهارده بإذن الله ؟
عصام بصله بغيظ : الحفلة اللي معرفش سببها ايه؟ وبمناسبة ايه؟ وبيوصلني كارت دعوة زي الغريب بالظبط ؟
سيف أخد نفس طويل ورد بابتسامة مجاملة : أنا اهو بكلمك بنفسي وكنت هكلمك لو حضرتك ماجيتش الشركة وهكلم شذى كمان .
سأله باهتمام : الحفلة ليه ؟
ابتسم بغموض : خليها مفاجأة ، أنا بحب المفاجآت ، بعد إذنكم أنا في مكتبي .
قبل ما يخرج وقفه عصام بشك: مين الضامن اللي رضي يضمن قرض بالحجم ده ؟
بصله سيف وابتسم بمكر: ما قلتلك خليها مفاجأة .
سابهم وخرج وهو مبسوط من غضب عصام للدرجة دي .
فاتن مع همس اللي لسه صاحية من نومها وملاحظة نظرات أمها ليها كل شوية وهي بتاكل فسألتها بتهكم: خير بتشبهي عليا ولا ايه ؟
ابتسمت بغيظ : خفيفة يا بت المهم أنا نازلة مشوار ساعة كده وراجعة تكوني روقتي البيت ونظفتيه واعملي صينية حلويات اللي بتعمليها دي بتاعة الشوكولاتة حاجتها كلها جوا .
ردت بتعجب : ليه مين جاي ؟
بصتلها بإيجاز وهي بتجهز شنطتها : أختك وجوزها وأنس بيحب الحلويات اللي بتعمليها وانتي عارفة ظروفه فاعمليه علشانه .
ابتسمت بهدوء: حاضر هعملهوله ، ماما هاتي التليفون بتاعي بقى .
كشرت وهي بتاخد مفاتيحها : لما أرجع نشوف موضوع التليفون ده ، قومي وروقي وخلصي بسرعة .
كشرت همس وردت بضيق : يوووه بقى حاضر .
نزلت وقابلت هند في المكان اللي اتفقوا عليه وهند مستغربة : خير جايباني هنا ليه يا ماما ؟
فاتن بصت لبدر : روح انت يا بدر لأنس بدل ما تقعد تستنى في الشارع واحنا هنخلص ونروح ونكلمك تقابلنا في البيت انت وأنس ، أنا قلت لهمس تعمل الحلويات اللي بيحبها.
ابتسم وشكرها واقترح يفضل معاهم بس هي رفضت لانهم هيلفوا شوية ومش عايزين يتعبوه في الانتظار .
راقبته بيبعد وبصت لبنتها : تعالي نختار فستان لأختك .
استغربت : لأختي ؟ طيب ما جتش هي بنفسها ليه؟
ردت وهي ماشية وهند جريت وراها : علشان ما تعرفش هنعملها مفاجأة .
وقفت لحظة بعدم اقتناع فأمها وقفت
هند بشك : فستان ايه يا ماما ؟ وبلاش موضوع المفاجآت ده علشان انتي مش شاطرة فيه، وبلاش موضوع الأمر الواقع اللي بتحطينا فيه لانه ما بينفعش معانا وأعتقد جربتيه كتير معايا وما نفعش وإذا كان مانفعش معايا فاستحالة ينفع مع همس أم دماغ جزمة .
فاتن بصت قدامها بلا مبالاة : بت هنشتري فستان انجزي وساعديني يا تتصلي بجوزك يجي ياخدك .
هند سلمت أمرها لله وبدأت تختار مع مامتها لحد ما استقروا على فستان سيمبل طويل وبحزام عريض على الخصر والاتنين عجبهم .
هند بصت لأمها باهتمام: الفستان ده ليه بقى ؟
أمها بهدوء: في عريس جاي لأختك النهارده .
شهقت باستنكار : عريس ؟ وسيف ؟ انتي متخيلة همس هتلبسه وتطلع تقابل العريس ؟ دي هتقطعهولك ألف حتة!
فاتن بعصبية : ليه إن شاء الله ؟ بلطجة هي ولا ايه ؟ ولا هتخرجوا عن طوعي ؟
اتراجعت عن هجومها ووضحت بهدوء: مش حكاية بلطجة بس انتي عارفة انها بتحب سيف وهو بيحبها فليه الحركة دي ؟
بصتلها وهي بتاخد الكيس من البنت بعد ما حاسبت : وهو فين سيف ده ؟ خاطب صح ؟ يبقى تخرسوا خالص وتبطلوا تجيبوا سيرته كل دقيقة والتانية .
مشيوا مع بعض وهند حاولت تقنع مامتها ان الفكرة مش صح وغلط بس أمها مش بترد
بدر بعد ما وصّل هند رجع لابنه اللي كان سايبه نايم ، دخل يشوفه صحي ولا لا ؟
دخل عنده لقاه على سريره قاعد ضامم ركبه بايديه وبيعيط بصمت تام ، قرب منه بخوف : في ايه يا أنس مالك ؟
ضمه لحضنه : بطل عياط علشان خاطري .
أنس مسح دموعه وبص لأبوه : أنا كويس بس لما لقيتني لوحدي مش عارف افتكرت ..
قاطعه أبوه وهو بيمسح دموعه : مش عايزك تفتكر يا أنس ، انسى كل اللي فات؛ دي تجربة وعدت ، اوعى تتكسر وتخليها تسيب علامة في روحك ، وحاول حاول تسامحني
بص لأبوه باستغراب : أسامحك ؟ على ايه ؟
بدر أخد نفس طويل وهو ماسك وش ابنه بايديه : تسامحني لاني سيبتك لوحدك ، لاني نسيت انك لسه صغير ، لاني كنت عارف ان ده هيحصل وبرضه سيبتك ، أنا آسف يا أنس .
أنس بص لأبوه مش مصدق اللي بيسمعه : بس يا بابا أنا اللي أصريت .
ابتسم بحزن : وأنا دوري كأب أمنع ابني لما أشوفه في خطر وأنا سيبتك تجرب ، بس صدقني قلت هتتحمل أسبوع واحد من إهمالها وهترجعلي عمري ما تخيلت انك هتكبر بسرعة كده وتحاول تكون راجل قبل اوانك ، ليه اتحملت يا أنس ؟ ليه اتحملت الوجع ده ؟ ليه ما رجعتش لحضن أبوك ؟
بص للأرض بحزن وبكسرة فأبوه رفع راسه بابتسامة : ارفع راسك وما توطيش كده أبدا ، أنا عايزك تكون واثق اني طول ما أنا بتنفس وعايش هفضل في ظهرك واوعى تتردد للحظة تجري لحضن أبوك سواء كبير وراجل أو صغير ، حضن أبوك مفتوح لآخر يوم في عمره .
أنس حط راسه على صدر أبوه بصمت وغمض عينيه وبدر ضمه بشدة ؛ لان هو نفسه محتاج للحضن ده أكتر من ابنه .
سمع أنس بيتكلم : كل يوم بيعدي عليا بفكر أكلمك ، الأول كبريائي منعني وقلت معقول من تاني يوم هقوله يجي ياخدني ؟ فقلت أستحمل شوية ، بعدها لقيتني بعاند وبس ، ولما مابقيتش قادر أتحمل عرفت انك سافرت شهر العسل فقررت اني مش هكلمك غير لما ترجع ؛ يعني طول عمرك بتضحي وبتتحمل علشاني فازاي أكون أناني وما أستناش لما ترجع من شهر العسل بتاعك ؟ قررت أسكت وأستنى وعلشان كده قلتلك تيجي تاخدني أنا وماما لاني عارف أول ما هقول كده هتزعل مني وهتقفل .
بدر دموعه نازلة انه يسمع من ابنه انه اتحمل ده علشان يديله فرصة يفرح مع هند ده وجعه لأقصى درجة ، بعد ابنه عن حضنه وسأله بعتاب: انت ازاي مش فاهم اني سعادتي منقوصة لو انت مش فيها ؟
دموعهم الاتنين نازلة وبدر بيأكد : انت اتولدت على ايدي وبقيت حتة من روحي ، كل فرحة ناقصة لو مش شايفك قدام عيني بتضحك ، كل حاجة الفترة اللي فاتت كانت عينيا بتدور عليك يا أنس ، ازاي مستني مني أفرح وأنا عارف انك بعيد موجوع ؟ ماعرفتش أفرح يوم واحد لان أفكاري كلها كانت معاك هناك ، قلبي كان مخلوع من صدري ومعاك ، روحي كانت حواليك ، لو كلمتني كنت هاجي آخدك وكان هيبقى أجمل شهر عسل في الدنيا كلها .
أنس مد ايده السليمة مسح دموع أبوه اللي ابتسمله وهو كمان مسح دموعه
بدر بابتسامة: قوم ناكل أنا وانت مع بعض ، تعال نعك زي زمان .
ابتسم وقام مع أبوه ودخلوا المطبخ بس اتفاجئوا ان هند مجهزالهم الأكل ومغطياه فبدر ابتسم : هند مش هتخلينا نعك ولا ايه ؟
أنس ضحك وبيكشف الأكل بس بص لأبوه : بتحبها ؟
بدر بص لابنه وبصراحة تامة : بعشقها يا أنس ، بعشقها .
ابتسم هو كمان : وأنا كمان بحبها وعايز أفضل أتأسفلها و
قاطعه بدر : بطل تتأسف احنا اكتملنا بيك ، يلا ناكل .
هند وفاتن وصلوا البيت وفرجوا همس على الفستان اللي عجبها الأول بس بعدها لاحظت صمت هند فبصت لأمها بشك: الفستان ده بمناسبة ايه ؟
الاتنين بصوا لبعض وبصولها وهمس كررت بتحفز:ماما ؟ ليه جايبالي فستان ؟
أخدت نفس طويل علشان تستعد للخناقة الجاية وقالت بإيجاز : في عريس جايلك النهارده وهتقابليه هو وأهله بيه.
همس بصتلهم والاتنين مستنيين انفجارها بس هي انفجرت في الضحك وفضلت تضحك لدرجة انهم قلقوا عليها فهند قربت منها بخوف: مالك يا همس ؟
همس بضحك : أمك جايبالي عريس .
كملت ضحك وهند سألتها باستغراب: وهو ده يضحك ؟
همس بطلت ضحك وردت بتهكم : لا ما يضحكش بس تخيلت نفسي زي الفيلم بتاع سعاد حسني لما بوظت شكلها بالميكاب وطلعت تعاكس العريس اللي أخد ديله في اسنانه وطلع يجري ، فأنا علشان كده ضحكت لما تخيلتني بعمل كده ، قال عريس قال ، إلا بقولك أنس فين وبدر ؟ عملتله الحلويات اللي بيحبها .
فاتن مسكت دراعها بغضب : العريس هيجي الساعة ٧ وهتطلعي تقابليه فادخلي يلا اجهزي .
همس بصتلها بجدية : انتي متخيلة اني هقابله وايه ؟ ها ايه اللي متخيلاه يحصل يا ماما ؟ وبتعملي ده ليه ؟
فاتن : هنتكلم بعد ما العريس يمشي .
طبقت ايديها الاتنين بتحدي: ولو ما قابلتهوش ؟ ولو طردته مثلا ومسحت بكرامة اللي جابوه الأرض ولو …
قاطعتها فاتن بثبات : أنا ربيت بنت محترمة متفوقة وبكرا هتتخرج وتتعين معيدة قد الدنيا – غيرت لهجتها وزعقت بغضب- مش بنت قليلة الرباية زي اللي بتتكلمي عنها دي .
همس زعقت بعناد: انتي عارفة اني بحب سيف وهستناه ، سنة اتنين عشرة ، لحد ما يصلح ظروفه ولو ماعرفش خلاص ده نصيبي وراضية بيه .
بصتلها بذهول : يعني ايه إن شاء الله ؟ هتترهبني ؟ هتفضلي بدون جواز ؟ ومين هيسمحلك ؟ ولا هتخرجي عن طوعنا يا بنت خاطر ؟
همس زعقت بإصرار: مش هقابله ، مش هقااااابله واللي يحصل يحصل .
زعقت قصادها بس دخل خاطر اللي سامع صوتهم وقال بتحذير: صوتكم جايب لآخر الشارع ، ايه ده ؟
همس بصت لأبوها بغضب: عاجبك اللي ماما بتعمله ده ؟
خاطر بهدوء : أمك بتعمل اللي هي شايفاه في مصلحتك.
همس اتصدمت وحركت راسها برفض : انت عارف وراضي ؟
خاطر وضح : راضي بايه ؟ مجرد ضيف هيجي وياخد واجبه ، هنقابله ونشوفه وبعدها نتكلم مش دلوقتي .
همس مسكت الفستان بانفعال: والفستان ده ؟ ها ؟ ده لمجرد ضيف وماشي ؟
خاطر بص لمراته بعتاب وبعدها لبنته واتكلم بهدوء: همس يا بنتي عدي اليوم على خير وربنا يقدملك اللي فيه الخير ، اسمعي كلام والدتك وكفاية اعتراض ، ساعدي أختك يا هند .
دخلت أوضتها و وراها أختها وبصتلها بغيظ: قسما بالله هاين عليا أجيب مقص وأخليه فتافيت .
هند ابتسمت : استهدي بالله وخلي اليوم يعدي ، محدش هيجبرك تعملي حاجة مش عايزاها بس عدي الليلة دي خلي ماما تعمل اللي في دماغها وطاوعيها وبعد ما يمشي هنطلع أنا وانتي القطط الفطسانة كلها فيه وبس كده ، الموضوع بسيط ما تكبريهوش .
بصتلها بترجي : أنا عايزة أكلم سيف يا هند بأي طريقة .
هند بتعاطف : بلاش سيف النهارده وبكرا ابقي كلميه ولو ماما ما ادتلكيش الموبايل هخليكي تكلميه من عندي أو من عند بدر هو معاه رقمه .
سيف آخر النهار دخل أوضته أخد شاور وطلّع بدلة الحفلة وحطها على الكرسي وقرر ينام شوية .
سلوى وجوزها قاعدين بيتكلموا عن الحفلة وبيخططوا هيروحوا امتى بس اتفاجئوا الاتنين بسيف نازل بسرعة فأبوه وقفه بقلق: رايح فين من دلوقتي ؟
سيف بصله بإيجاز: ورايا مشوار مهم ، اسبقوني انتوا وأنا هحصلكم ، سلام .
خرج قبل ما حد فيهم ينطق أو يعترض والاتنين بصوا لبعض باستغراب .
بدر جه بابنه أول ما هند بلغته انهم في البيت ، همس سلمت على بدر وأنس اللي كان فرحان بيها و جابتله طبق الشوكولاتة اللي بيحبه : عملتها مخصوص علشانك يا أنوس .
ابتسم بسعادة: تسلم ايديكي يا هموس بس تعبتي نفسك .
ابتسمت وهي بتربت على شعره : حبيبي انت واحشني .
هند قعدت جنب أنس تاكله علشان ايده عليها شاش ومش بيقدر يعمل بيها حاجة شكرها وهو سعيد بيها وباهتمامها .
بص لهمس و سألها بفضول : انتي صح هتتجوزي النهارده يا همس ؟
كشرت ونفت بسرعة : لا طبعا مين قال التخاريف دي ؟
بدر اتدخل : أنس ما تتدخلش في اللي مالكش فيه يا حبيبي .
همس بهدوء : لا سيبه براحته يا بدر – بصت لأنس وكملت بحزم- حبيبي أنا مش هتجوز النهارده.
الساعة ٧ العريس وصل وكان زي ما أم عبدالرحمن وصفته ، شكله مقبول ومحترم استقبله خاطر وبدر هو وأهله لان معاه والده و والدته .
همس جوا في أوضتها قاعدة بغضب وهند واقفة على الباب بفضول : وصلوا ، معاه أبوه وأمه ، شكله مش بطال تعالي شوفيه .
همس بصتلها بغيظ : هند انتي بتقولي ايه ؟ أشوف مين ؟ أنا هاين عليا أطلع أمسكه من هدومه وأرميه برا البيت تقولي أشوفه ؟
ابتسمت بمرح: هو أنا بقولك تعالي اتجوزيه ؟ بس بقولك شوفيه .
بصتلها بتهكم : هحبه مثلا من أول نظرة ؟ هقع في غرامه ؟ عنده سحر بيطل من عينيه هينسيني سيف؟
دخلت أمها اللي قالت بنفاد صبر: يادي سيف اللي مش هنخلص منه! يا بت اعقلي وحطي عقلك في راسك هو فين سيف ده بس ؟
همس دورت وشها بعيد بضيق وأمها كملت : يعني لو كلمتيه دلوقتي وقلتيله ان في عريس برا هيجيلك ؟ هيعبرك ؟ ولا هيقولك ظروفي ومشاغلي وأصل وفصل وكاني وماني ؟
همس بصتلها بثقة : هاتي التليفون وخلينا نجرب .
فاتن بصتلها كتير وبعدها بصت لأختها : خليها تسرح شعرها المنكوش ده واظبطي شكلها علشان هناديكم بعد شوية تطلعوا .
همس لسه هتنطق وترفض بس هند ردت بسرعة : حاضر يا ماما اتفضلي انتي .
طلعت وسابتهم وهند قربت من أختها ضمتها بمواساة : يا بنتي في كام واحد اتقدملي قبل بدر ها ؟ ما كلهم كنت بمشيهم عادي يعني ، هنطلع ونمشيه في ايه بقى اللي انتي عاملاه ده ؟ خليكي بطبيعتك عادي يا همس وما تكبريش الموضوع وكل ما أمك هتجيب واحد هنقوله لا لحد ما سيف يجي أو القدر يقول كلمته ، انتي لسه قدامك أصلا سنة في الكلية فزعلك ده بدري أوي ، ما تديش الموضوع أكبر من حجمه .
فاتن نادت على هند وطلبت منها تجهز القهوة والضيافة وتخلي همس تطلع بيها .
خاطر مع العريس وأهله قاعدين وبيتكلموا ونوعا ما هشام متحدث لبق وخاطر بصله وفكر ان لو سيف مش موجود فهشام عريس كويس لبنته، مراته بصتله وكأنها فهمت بيفكر في ايه ؟
قاطعهم جرس الباب فقام بدر يفتح واتصدم لما شاف سيف قدامه على الباب
ابتسم بغضب مكبوت: مش هتقولي اتفضل ولا ايه يا بدر ؟
بدر فتح الباب وابتسم ببشاشة : اتفضل أكيد بس انت واثق انك عايز تتفضل ؟
ابتسم بغموض: أكيد .
خاطر استغرب ووقف : مين يا بدر ؟ خير ؟
اتصدم قدامه بسيف اللي قال بابتسامة غامضة: أنا يا عمي .
سيف بص للناس اللي حواليه وبعدها بص لفاتن وقال بمغزى : ازيك يا حماتي ؟ – شدد أوي على كلمة حماتي – عاملة ايه ؟
فاتن بصتله باستغراب واستغربت أكتر لفظ حماتي اللي قاله ، أما هو فبص لهشام بتفحص وغيظ وقعد قصاده وحط رجل على رجل وعينيه عليه وبدون ما يلتفت لفاتن قال بتهكم: مش هتعرفينا على بعض يا حماتي ولا ايه ؟
هند شافت سيف فجريت على أوضة أختها اللي قاعدة مش راضية تخرج و فتحتها بعنف : سيف برا.
همس بصتلها بصدمة : ايه ؟
كررت تاني : بقولك سيف برا .
خرجت معاها بسرعة وشافته فعلا برا وماكانتش مصدقة أبدا انها شايفاه وسمعته بيسلم على أمها وبيقول حماتي ، دخلت بسرعة أوضتها وهند مستغربة واستغربت أكتر لما لقتها بتظبط شكلها بسرعة وتحط روج وكحل وبسرعة بتحاول تعدل من نفسها وتلبس الفستان اللي أمها جابته .
هشام مش فاهم مين ده وقاعد كده ليه؟! وبدر مذهول هو وخاطر ومحدش فيهم نطق بحرف.
أخيرا هشام نطق بحيرة: أنا دكتور هشام زميل دكتور نادر بس حضرتك بتقول حماتي وعلى حد علمي ان نادر عنده أختين الأستاذة هند ومتجوزة الأستاذ بدر وهمس اللي …
قاطعه سيف بقوة : باشمهندسة همس .
هشام استغرب واتوتر : آسف باشمهندسة همس ، ماعندهوش أخوات تاني صح ؟
سيف اتعدل ونزل رجله وقرب من هشام اللي اتوتر أكتر وقال بغضب مكبوت: اه ماعندهوش أخوات تاني وأنا بقول لوالدتها حماتي فده معناه ايه ؟
هشام بص لأبوه وأمه اللي اتكلمت بجدية: معناه ايه ؟ اللي نعرفه ان الباشمهندسة مش مخطوبة و …
قاطعها سيف بحزم : معلوماتك قديمة شوية الظاهر .
همس هنا دخلت وهي شايلة صينية القهوة والحلو وسيف بصلها بدقة ، قربت بإحراج : السلام عليكم .
دخلت وفي ايدها الصينية وسيف وقف وبصلها من فوق لتحت واتضايق من شكلها وفستانها ومكياجها ، هربت من حصار عينيه و ووقفت قدامه وضحتله بقلق: القهوة ؟
أخد من ايدها الصينية وشبه حدفها على الترابيزة اللي في النص لدرجة ان معظم الفناجين اتكبت بس تجاهلها وبعدها بص لهشام بقوة: همس تخصني فاتكلم معايا أنا يا دكتور خير ؟
همس ابتسمت ورجعت خطوة لورا وقفت جنب أختها ومسكت ايدها بتوتر .
خاطر اتصدم وكان عايز يرد بس فاتن مسكت ايده يسكت أو يمكن هو اللي خاف من نظرات سيف الغير مبشرة
أبو هشام وضح بجدية: احنا ماكناش نعرف وكنا جايين نخط..
سيف قاطعه بقوة: تخطب واحدة مخطوبة وجوازها قرب؟ -بص لخاطر وأكد- صح ولا ايه ياعمي ؟
همس باندفاع: أيوة صح طبعا
أختها لكزتها في كتفها وأمها بصتلها بتوعد هي وخاطر اللي اتحط في موقف لا يُحسد عليه وبدر كاتم ضحكته
هشام وقف : أنا آسف يا ….
سيف وضح بهدوء: باشمهندس سيف الصياد أو دكتور سيف زي ما تحب يعني .
هشام اعتذر وأخد أبوه وأمه وخاطر قام يعتذرلهم بس سيف بصله بطريقة ماعجبتهوش وتجاهلها وكمل لباب الشقة مع الجماعة بكلمات اعتذار وحجج قالها بدون اقتناع ، وبعدها سيف بص لهمس وبنبرة حادة قالها : سيادتك لابسة الفستان ده علشانه ؟ انتي قلتي مش هلبس فساتين غير لحد مميز ، هو ده بقى المميز ؟ ايه اللي عاجبك فيه ها؟
ما استناهاش ترد وبص لأبوها اللي ودع الناس ورجع متضايق من اللي حصل
سيف بضيق: حضرتك وعدتني .
خاطر بصله بحيرة بيحاول يفتكر وعده : وعدتك ؟ أنا ما وعدتكش بأي حاجة .
سيف رد بغضب وجنون : اتفقنا ما تقفلش الباب في وشي وتصبر عليا شوية هو ده الصبر ؟ بتستقبل عرسان في بيتك ؟
خاطر أخد نفس طويل : مش انت اللي هتقولي أستقبل مين في بيتي يا سيف!
سيف وقف في وشه وقال بتحدي: بيتك براحتك لكن همس لا.
بصله بذهول : يعني ايه همس لا؟ دي بنتي و …
قاطعه سيف بقوة : وحضرتك عارف كويس ووالدتها عارفة كل حاجة وكل اللي طلبته شوية وقت ، وجايين النهارده في توقيت قاتل ليا المفروض أكون هناك دلوقتي لكن أنا هنا ، عمي أنا في حرب وما ينفعش أحارب في كذا جبهة مرة واحدة ، ما ينفعش أحارب نفسي لان ساعتها مفيش حاجة مستاهلة .
تليفونه كل شوية بيرن وبيتجاهله وبص لفاتن بترجي: كل اللي محتاجه شوية وقت ادوني الوقت ده .
فاتن لفت وشها بعيد وهو لاحظ ده فراح قصادها برجاء: حماتي شوية وقت .
بصتله بشك: حماتك ؟
أكد كلمته بثقة: حماتي أيوة.
فاتن بغيظ : بأمارة ايه ؟ امارة ما جيت انت وأهلك وطلبتها واحنا وافقنا ؟ ولا الدبلة في ايدك ؟ يعني على الأقل اقلعها قبل ما تيجي وتقولي حماتي وتقول همس تخصني .
سيف قرب منها بتوضيح : قلتلك آجي أنا وأهلي وانتي رفضتي إلا لما أنفصل عن شذى وطلبت شوية وقت ، وأما الدنيا هتتظبط وتقريبا هوصل للي عايزه بس انتوا ايه ؟ بتستقبلوا عرسان ؟ وبعدين الدبلة ؟ اسألي بنتك الدبلة اللي في ايدي مين حطها في ايدي قبل ما تتهميني – بعد خطوة وبص لأبوها بصدق – عمي ، همس تهمني وبتمنى اليوم اللي أقدر أقف قصادك فيه أنا وعيلتي ونطلب ايدها بس شوية وقت أظبط أموري .
خاطر بهدوء : ربنا يسهل يا ابني ويقدم اللي فيه الخير .
سيف بصلهم وبص لساعته باستعجال: أنا المفروض دلوقتي أكون في القاهرة وربنا يستر ما تكونش الدنيا خربت ، لينا كلام تاني وقت تاني بعد إذنكم .
سابهم وخارج وقبل ما يخرج من باب الشقة لمح همس بتقرب منه رغم نظرات أبوها وأمها وبتديله طبق فيه قطعة شوكولاتة من اللي هي عاملاه بابتسامة : كلها في الطريق .
بص لايدها وبصلها بتهكم : ما أكلتيهاش ليه للدكتور اللي كان هنا زي ما كنتي جايباله القهوة ؟
سابها وماشي بس مسكت دراعه برجاء ووضحتله: ماكنتش أعرف ان في عريس جاي لما عملتها ، عملتها علشان أنس ابن بدر واتفاجئت من شوية بموضوع العريس ده وماكنتش هخرج والله.
شد دراعه بسخرية: ماهو باين فعلا على شكلك انك متفاجئة .
فتح الباب بس هي مسكت دراعه تاني بتوسل: اسمعني .
شد دراعه بجمود: مش عايز أسمع ، ومش قادر أبصلك أصلا وسيبيني دلوقتي بدل ما هتشوفي مني رد فعل هيزعلك أوي مني .
وقفت في وشه وقالت بصدق:كان غصب عني وكانت خناقة كبيرة ، الفستان والميكاب …
حرك راسه برفض وقاطعها مش عايز يسمع مبرراتها : همس أنا المفروض أكون في القاهرة من ساعة فاتت وفي ناس كتيرة مستنياني ولسه قدامي ساعتين على الأقل علشان أوصل فابعدي عن وشي دلوقتي لان عفاريت الدنيا كلها بتتنطط في وشي ، بعد إذنك .
سابها ونزل وهي دخلت زعلانة وأول ما قفلت الباب أمها بصتلها فهمس قالتلها بتذمر : خربتي بيتي وارتحتي؟
فاتن بدهشة: بيتك ايه يا أم بيت ؟ هو كان جوزك وخربت بيتك ياهبلة؟
وقربت منها بفضول وسألتها: وبعدين هو كان يقصد بمين لبسه الدبلة اللي في ايده ؟
همس بصت للأرض وأمها كررت : قصده ايه يا همس ؟
اتكلمت بخفوت: كنت أنا اللي جيبتهاله هدية وعليها حرفي أنا وحرفه هو ال Sو H ده قصده ، ومن ساعتها وهو لابسها وماخلعهاش من ايده .
أمها استغربت وسألتها : وخطيبته ؟ عميا مش شايفة الحرفين ولا مش واخدة بالها انه لابس دبلة غيرها ؟
همس بصتلها : هي فاكرة ان الحرفين دول Sh دول حرفين اسمها هي حرف ال ش يعني .
جوزها نادى عليها فدخلت وقعدت جنبه وهو بصلها بعدم استيعاب: هو ايه اللي حصل دلوقتي ده ؟ سيف كان هنا ولا اتهيألي انه كان هنا ؟
بدر ابتسم لان اللي حصل فعلا حصل بسرعة ومحدش مستوعبه بس ماكانش بصراحة متخيل رد فعل سيف ده .
خاطر كمل كلامه : الناس اللي جيبتيهم دول تكلميهم وتعتذري منهم على اللي حصل من سيف ده – بصلها بإدراك- بعدين أنا مش فاهم انتي ليه هادية بالشكل ده ؟ وليه سكتي وهو موجود ؟ بصراحة تخيلت هتقلبي الدنيا !
فاتن دورت وشها بعيد هربا من عينيه وردت بتوتر : يعني كنت هعمل ايه قدام الناس ؟ أقول مش حماتك وهو يقول انه حبيب بنتي ؟ يعني هو ربط لساني أصلا بكلامه ، ليا حسابي معاه بعدين .
بصلها باستغراب أكبر : بعدين اللي هو امتى ؟ همس فين ؟ هند نادي على أختك .
هند نادت على همس اللي دخلت و وشها في الأرض : خير يا بابا ؟
بصلها بترقب : سيف عرف منين ان في عريس جايلك ؟ قلتيله امتى ؟
رفعت وشها بصدمة : لا ماقلتلهوش ، أصلا يا بابا أنا ماعرفتش غير من ساعة فاتت وبعدين مش معايا تليفوني .
سألها باستغراب : تليفونك فين ؟
بصت لأمها اللي ردت هي : معايا أنا .
خاطر بصلهم بحيرة : امال هو عرف منين ؟ مين قاله ؟
كلهم سكتوا لحد ما بدر حمحم فكل الأنظار اتجهتله وهو قال بحرج : أنا يا عمي اللي قلتله .
خاطر بصله بصدمة : انت يا بدر ؟ طيب ليه ؟
همس استغربت جدا ان بدر بلغه بس اتبسطت انه كلمه واتمنت اليوم اللي يكونوا فيه أصحاب .
هند استغربت ان جوزها اتصل بسيف بدون ما يقولها بس عجبها تصرفه جدا .
بدر أخد نفس طويل قبل ما يدافع عن نفسه : يعني حطيت نفسي مكانه يا عمي ، وأنا ماكنتش هقبل عرسان تيجي للإنسانة اللي بتمنى أرتبط بيها فبلغته وسيبتله هو حرية التصرف ، بصراحة ما تخيلتش انه هيجي بس تخيلت انه هيحاول بقدر الإمكان يتحرك أسرع ويظبط أموره أسرع لكن مش يجي يطرد العريس بنفسه!
خاطر سمعه باهتمام وبعدها علق بضيق : طيب ياريت يا بدر بعد كده لما تتصرف في حاجة زي دي تبلغني الأول وبلاش تحطني في أمر واقع بالشكل ده .
همس بصت لأبوها بتذمر : بابا ، ممكن تطلب من ماما تديلي موبايلي ؟ أنا حاسة اني مفصولة عن العالم كله من غيره ، اصحابي ، الفيس ، كله وبعدين هي واخداه مني ليه أصلا ؟
أمها بصتلها بغيظ : انتي عارفة كويس واخداه ليه ؟
خاطر بص لمراته بحسم: رجعي لبنتك تليفونها – همس ابتسمت بانتصار بس أبوها كمل- وانتي يا همس ما تديش لأمك أسباب تشيل منك التليفون بسببها وسيف أنا لسه ما وافقتش عليه ولا هو أصلا اتقدم فلحد دلوقتي لسه مش عارفين هنتصرف ازاي معاه ؟
كريم اتصل بسيف وكان على آخره : تقدر تقولي انت فين ؟ ما ينفعش حفلة زي دي تتأخر عليها! الناس كلها هنا .
سيف كان سايق بسرعة : جاي في الطريق .
اتنرفز أكتر : انت من كام ساعة بتقول جاي ، جاي منين بالظبط يا سيف ؟ انت لو جاي على رجليك كنت هتوصل من ساعة فاتت .
سيف رد عليه باختصار: جاي من المنصورة ممكن تهدا بقى ؟
ردد بغضب مخلوط بصدمة : المنصورة ؟ من عند همس ؟ ده وقته ؟ – اتنرفز وصوته علي – لو عايز توصل لهمس لازم تحكم عقلك مش عواطفك لان بتصرفاتك دي هتلبس في شذى وهمس هتبقى مجرد ذكرى .
سيف اتنرفز هو كمان : انت فاكر اني روحت أحب فيها ؟ سيادتها كان جايلها عريس وأهلها مستقبلينه وفارشين الأرض ورد فلو مش هوقف حاجة زي كده يبقى كل اللي بعمله ده مالهوش قيمة ، كان لازم أظهر وأعرّف أبوها وأمها انها ليا و مش هتنازل عنها ، غصب عني يا كريم كان لازم أروح ، عارف ان حفلة النهارده مهمة بس بصراحة مش على حساب خسارتي لهمس أو ارتباطها بحد تاني .
كريم اتفهم موقفه بس برضه متضايق من تأخيره: ماشي يا سيف بس مش معنى ان عريس اتقدملها انك خسرتها أو هتخسرها .
سيف نفخ بضيق : ما انت ما شوفتش كانوا بيستقبلوه ازاي ولا هي نفسها! أمها كانت جايبالها فستان وأجبرتها تلبسه تستقبل الباشا بيه ، كريم ؟ أنا مش هستحمل أشوف همس مرتبطة براجل تاني ، قسما بالله أقتله .
كريم اتراجع وهدي : طيب يا سيف انت دلوقتي قدامك قد ايه وتوصل هنا ؟
سيف بص لموبايله : تقريبا ساعة تقل ما تزيدش إن شاء الله ، المهم عصام وصل عندك ولا لسه ؟
جاوبه : الكل وصل مش عصام بس ، يلا في انتظارك .
قفل المكالمة وحس انه عايز ينفجر في حد وكل ما بيتضايق زيادة بيضغط بنزين زيادة لدرجة انه طاير .
وقف بعربيته وخرج منها لأنه لازم يهدا ، أخد كذا نفس طويل وغمض عينيه يهدي نفسه ويحاول يفتكر كل لحظات الحب بينهم وأكيد عندها تفسير منطقي هيقنعه بس دلوقتي لازم يستعد لحربه مع عصام .
رجع عربيته وشغل الراديو يشغله شوية بدل الصمت والأفكار اللي هتجننه .
اشتغلت أغنية كلماتها شدته غصب عنه ولقى نفسه بيركز مع كل حرف
((العين يا نور العين للشوف تواقة
والروح يا روح الروح للقاك مشتاقة
يا شوق يا ليل الليل يا ليل يا شوقي
بالهون تكفى ملتاع بفراق معشوقي
انساه وانسى ذكراه والقاه باحلامي
وافوق لكن مالقاه واعيش بوهامي
مخنوق مره مخنوق والضيق بنفاسي
والحين مشدود اعصاب وصداع في راسي
مافيه راحه مهموم مشغول تفكيري
واحساس خيبه لو كان قد راح مع غيري
من بين ناسي مفقود باسباب فقدانه
اوقات كني معزول مرهون لاحزانه))
كلمات الاغنية نرفزته أكتر وخصوصا آخر مقطع ان إحساس خيبة لو راح لغيره ، فعلا إحساس هيوجعه أوي لو راحت حبيبته لحد غيره.
أنس بيقلب في الفيس وبعدها شغل فيديو لايف وصوت المزيكا عالي فأبوه كلمه : أنس وطي الصوت شوية .
أس رفع راسه : معلش يا بابا بس أصل عمو اللي كان هنا من شوية شوفته .
همس انتبهت : عمو مين يا أنس تقصد ؟
أنس بصلها : عمو سيف .
همس قامت بسرعة ومسكت الموبايل منه وبصتلهم بلهفة : دي حفلة .
فاتن مطت شفايفها : هو ده المهم اللي وراه ؟ حفلة ؟
همس بدفاع عنه : أكيد في حاجة مهمة هيعملها ، دي حفلات رجال أعمال .
بدر اقترح : طيب ما تشغلي على الشاشة يا همس خلينا نشوف الحفلة طالما لايف ممكن يجيبوها كلها .
همس بصت لأمها بتردد فقالت : شغليه خلينا نشوف ايه المهم ؟ وبعدين مين عامل الفيديو ده ؟
همس بصت للموبايل : اسمها لايف القناة يعني هي مشهورة انها بتعرض كل أحداثها لايف .
وصلت الموبايل بالشاشة اللي عرضت الحفلة .
سيف كان لسه واصل وراح مباشرة لكريم ومؤمن واعتذر منهم على تأخيره .
مؤمن بصله بمرح: حماك فضوله هيقتله، الحفلة ليه وانت مختفي فين ؟ وخطيبتك جاية علينا اهيه .
كشر بضيق : يا الله الحكاية مش طالباها أصلا .
قبل ما حد فيهم ينطق شذى وصلت : سيف أخيرا وصلت ؟
التفت ناحيتها بابتسامة مصطنعة : كان ورايا مشوار مهم ، خليني أسلم على باباكي ومامتك .
راحوا مع بعض وسلموا عليهم وعصام سأله بترقب : اتاخرت على الحفلة أوي ، خير ؟
سيف علق بإيجاز : خير يا عمي ما تشغلش بالك .
فاتن بتتفرج وجت الكاميرا على سيف مع شذى وأهلها فعلقت : دي خطيبته وأكيد دول أبوها وأمها – بصت لبنتها بسخرية – يعني كان هنا بيتخانق معانا وهو رايح يحتفل مع خطيبته ؟! يا ما نفسي أضربه الراجل ده .
خاطر بصلها بتهكم : ماهو كان هنا ما ضربتيهوش ليه ؟ ده انتي حتى ما نطقتيش حرف واحد له !
قاطعهم صوت سيف اللي بدأ يتكلم وبيرحب بكل الموجودين والكل منتبهله وبعدها رحب بكريم المرشدي بشكل خاص وطلع وقف جنبه واتكلم هو كمان وبرضه رحب بالموجودين وبعدها بص لسيف بابتسامة: معظمكم عايز يعرف سبب حفلة النهارده، احنا النهارده بنحتفل بالشراكة الجديدة ما بين المرشدي جروب والصياد جروب .
الكل اتفاعلوا وصقفوا وسيف كمل : مش بس كده ده كمان الصياد جروب بجانب شراكتها مع المرشدي بنحتفل اننا بقينا الوكيل المعتمد الوحيد للشركة الأم ومش بس في مصر لكن في الشرق الأوسط كله .
عصام هنا اتدخل وماقدرش يمنع غضبه : بس الكل عارف ان الوكيل المعتمد ليهم هو المرشدي جروب ازاي انت دخلت الصفقة دي ؟
سيف ابتسم لحماه بهدوء : المرشدي جروب تخصصهم السوفت وير واحنا تخصصنا الهارد وير وأكيد حضرتك عارف الفرق بين الاتنين ، فكل واحد مسك مجاله ، عندك أسئلة تانية ؟ – بص لكل اللي قدامه وكرر – حد عنده أي أسئلة ؟
عصام كان هينفجر لان بالرغم من كل اللي عمله لكن الصفقة مشيت وللأسف بدل ما كان هيبقى وكيل في مصر بس بقى وكيلهم في الشرق الأوسط كله ، لو ماكانش اتدخل ماكانتش الصفقة كبرت للحجم ده .
وقف صحفي وسأل : سمعنا ان في مشاكل في الصياد جروب وانها على وشك الإفلاس ، هل دي مجرد إشاعة ولا ليها أساس من الصحة ؟
سيف بصله : شركتنا زي أي شركة في الدنيا بتتعرض لمطبات – بص لعصام وكمل- بس مجرد مطب وعديناه – ابتسم وبص للصحفي – فلا بعد الشر علينا احنا أبعد ما يكون عن الإفلاس بعدين لسه بعلن عن شراكتنا مع المرشدي فهل ممكن شراكة مع شركة بالحجم ده واحنا على وشك الإفلاس ؟ لو حد عنده أسئلة منطقية شوية يتفضل ، لو مفيش خلينا نكمل احتفالنا .
واحد تاني وقف : امتي هنسمع عن حفل زفاف سيف الصياد مع الدكتورة شذى المحلاوي ؟
همس كشرت واتمنت لو تقفل الشاشة وخصوصا مع نظرات أمها المتهكمة .
سيف بص للصحفي بغيظ لكن حافظ على ابتسامته : حياتي الشخصية مش محور نقاشنا بس برضه هجاوبك
، لو حددنا ميعاد أكيد هعلن عنه ، فرح سيف الصياد لما يحدده الكل هيعرف بيه واللي حطت في ايدي الدبلة دي لما أحدد معاها ميعاد فرحنا هعلن عنه قدام العالم كله .
شذى بصتله بتركيز وعيونهم اتقابلت في نظرة طويلة فيها غموض منه وعدم فهم منها بس بعدها هو انتبه للصحفيين اللي قدامه واستمرت أسئلتهم سواء لكريم أو سيف .
همس ابتسمت أول ما سمعت إجابته وماأخدتش بالها ان فاتن كمان ابتسمت بعد ما سمعت الجملة اللي سيف قالها وشردت وافتكرت في بداية اليوم وهي بتتصل ببدر
((فلاش باك ))
اتصلت فاتن ببدر وبعد السلام قالت : بدر عايزة أطلب منك طلب يا حبيبي .
بدر بسرعة : اتفضلي طبعا خير اؤمريني يا ست الكل ؟
ابتسمت : الأمر لله وحده يا ابني بس اللي هقولهولك يفضل بينا دلوقتي ؟
اتوتر : طبعا خير ، قولي ؟
اترددت لحظات بعدها قالتله : انت معاك رقم سيف الصياد ؟
استغرب سؤالها : اه معايا ليه ؟
ابتسمت : طيب عايزاك الساعة ٥ تكلمه وتقوله ان في عريس جاي لهمس .
عينيه وسعت بدهشة : وهو فعلا في عريس جاي لهمس ؟
جاوبته باستنكار : امال هنألف ؟ أيوة في عريس .
بدر مش فاهم أي حاجة ورد بلوم: طيب ليه يا أمي ؟ يعني انتي عارفة انهم بيحبوا بعض واللي فهمته انه عنده مشاكل وطلب بس وقت فليه العريس دلوقتي ؟ وليه بتبلغيه ؟
فاتن أخدت نفس طويل وصارحته : عايزة قلبي يطمن يا بدر ، مش هخبي عليك هو يوم فرحك طلب مني يتجوز همس في السر ويفضل مرتبط بخطيبته في النور ، أيوة هو اعتذر عن طلبه ده واتراجع عنه بس عايزة أعرف لو اتحط في أمر واقع هيستسلم ولا هيخرج من الظلمة ويجي لبيتها في النور ويدافع عن حبه ؟ عايزة أطمن انه بيحبها يا بدر وشاريها مش بس علاقة في الظلمة ولو ما أخدش أي رد فعل ساعتها هقول لهمس انه عرف وما اتحركش ، لو بيحب زي ما بيقول مش هيفكر بعقله وهيتجنن وهيتصرف بجنون ولو دي مجرد علاقة وبس مش هيعمل أي حاجة ، ها؟ هتساعدني يا بدر نحط النقط على الحروف ؟ فكرت أكلم نادر بس ده أخوها مش هينفع يتصل بحبيب أخته لكن انت زيه ومنطقي انك تكلمه وتقوله ، كمان انت دخلت بيتنا وبقيت واحد مننا وأكيد همس تهمك وبعدين انت أكتر حد بثق فيه وعلشان كده طلبت مساعدتك ، قلت ايه ؟
ابتسم بدر لثقتها فيه : هكلمه حاضر وهنشوف هيعمل ايه ؟
ابتسمت بهدوء : بس يا بدر مش عايزة حد يعرف اني طلبت منك الطلب ده ولا حتى هند .
استغرب : هند ؟
وضحت : هند هتقول لهمس ومش هتخبي عنها وهمس مش عايزاها تعرف اني طلبت منك تكلمه .
تفهم منطقها وقال: حاضر محدش هيعرف وهيفضل الموضوع ده بينا ولا تقلقي .
انتبهت فاتن من أفكارها على صوت جوزها : طيب ده معناه انه بدأ اهو يوقف الشركة بتاعته ويعالج مشاكلها ولا ايه ؟ مش ده معنى الحفلة دي؟
بدر جاوبه : المفروض اه يا عمي ، بعدين هو قال إن النهارده يوم مهم بالنسباله وانه بداية جديدة ، على العموم ربنا يسهل الأمور ويقدم اللي فيه الخير .
خاطر أمن على كلامه وبعدها بص لهمس : خلاص اقفلوا بقى الحفلة دي وزي ما بدر قال ربنا يقدم اللي فيه الخير .
بدر أخد مراته وابنه وانسحب وهمس دخلت أوضتها ومسكت موبايلها اللي مامتها جابته واتصلت بسيف بس لأول مرة ما يردش عليها .
حاولت تبرر انه في الحفلة ومش عارف يرد فهتستنى آخر الليل وتكلمه وتفهمه اللي حصل .
سيف في الحفلة أول ما شاف رقمها بيرن عليه كان هيرد بتلقائية بس افتكر فستانها وشكلها فرجع الموبايل مكانه في جيبه وهو مش قادر يستوعب ازاي قدرت تلبس فستان زي ده لراجل غيره ؟ ازاي قدرت تحط ميكاب وتجهز نفسها بالشكل ده لراجل تاني ؟ عقله مش عارف يسعفه تصرفها ده معناه ايه ؟
هل بجد هو بالنسبة ليها مش مهم للدرجة دي ؟ ولا هو في دكة الاحتياط لو جه كان بها مجاش مش هتقفل الباب في وش خطابها ؟
هو بيحارب الدنيا كلها هنا وهي بتستقبل عريس في بيتها ؟
قطع تفكيره صوت شاهي اللي جاية بابتسامة واسعة : أخيرا شوفتك ؟
سيف بصلها بدهشة انها جت الحفلة رغم انه ماعزمهاش بس خمن ان ممكن مروان يكون عزمها فرد بابتسامة: ازيك ياشاهي؟ معلش الشغل بقى
ردت بلوم : عادتك ولا هتشتريها ياسيف؟ دايما كدا شايلني من اهتماماتك رغم انك أهم اهتماماتي
بصلها بتعجب وفهم تلميحاتها وجه يرد يصدها بس لقاها بتكمل بحب: انت ليه بتلجأ للي مش مقدراك وسايب اللي تتمنى رضاك؟ جرب ومش هتندم.
كان قصدها على شذى وفاكرة انه متمسك بيها رغم ثقتها بانه مش بيحبها.
أما هو فتفكيره راح لهمس اللي بيحارب الكل علشانها وهي مش مقدرة وبتقابل عرسان وكأنه مش في حياتها ، الفكرة ضايقته وحس بخنقة ، وكلامها انه لجأ للي مش بتقدره أثر فيه فبصلها :
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية جانا الهوى) اضغط على أسم الرواية