رواية جانا الهوى كاملة بقلم ايماء محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الرابع و العشرون 24
سيف وصلها قدام بيت أختها اللي بتكلمها فقالتلها انها وصلت خلاص وسيف معاها ، هند استغربت ازاي وصلت بالسرعة دي؟! بس قالت لجوزها ان سيف وصّل همس فنزل تحت يقابله ويسلم عليه .
سيف ركن وبصلها بابتسامة: حمدلله على السلامة يا قمري .
ابتسمت وبصت حواليها: الله يسلمك ، أصلا مش مصدقة اني وصلت بالسرعة دي ، بقولك ايه وانت راجع هتسوق بالراحة مش كده فاهم ولا لا؟
استغرب طلبها وسألها: ليه إن شاء الله ؟ ما سوقت بسرعة وانتي معايا مش هسوق بسرعة وأنا لوحدي ؟
جاوبته برد استغربه : وأنا معاك ماشي هنموت مع بعض حلو أوي لكن انت لوحدك مش مسموح فاهم ولا لا؟ مفيش أي سرعات مجنونة لوحدك .
ضرب كف بكف بذهول: انتي برضه مصممة اني هعمل حادثة ؟ يا بت استهدي بالله واهدي كده ها؟ أنا محترف مش هاوي ، مش بسوق بسرعة وخلاص ، وبعدين تعالي هنا أنا نسيت أحاسبك
بصتله بحيرة: تحاسبني على ايه ؟ هو أنا أخدت منك حاجة وعايز حقها؟
بصلها بدهشة: أخدتي حاجة؟ ده على الأساس اني فاتح سوبر ماركت ببيع وحضرتك بتشتري؟
سألته بسخرية: نينيني، امال تحاسبني على ايه؟!
جاوبها بغيظ: على دخلة المخبرين اللي دخلتيها المكتب ومنظري قدام الناس
اتوترت وبصت حواليها وهي بتلعب في رقبتها وبتغمغم بتوتر: قلبك أبيض ياسيفو انت منظرك زي الفل ياحبيبي وبعدين كنت متبلكة عايزني أعمل ايه يعني؟
رد بتهكم: دلوقتي بقيت سيفو؟ ومتبلكة؟ على الأساس ان حلو ليكي ووحش ليا؟ وبعدين ينفع أكون في اجتماع مهم وتدخلي تعملي كدا؟
ردت بغيظ: انت مش ملاحظ انك بتنكد عليا ؟ ايه هتكبتني دايما كدا؟
ردد بدهشة: أنا بكبتك؟ دلوقتي بقيت أنا اللي غلطان؟
هزت راسها بتأكيد فقال بقلة حيلة: حقك عليا ياستي أنا غلطانلك، ماانتي تغلطي وأنا أصالحك
ردت بمرح: على الأساس انك ماشربتنيش النكد في شاليمو الفترة اللي فاتت؟
بصلها بغيظ: ده أنا طلعت قاسي اوي
أكدت بمداعبة: أوي أوي
ضحك على طريقتها وبعدها اتكلم بجدية: بجد ياهمس لازم تراعي منظري في الشغل ياحبيبتي ، ماينفعش أبقى شايل شركة كاملة والكبير قبل الصغير بيحترمني وانتي تيجي تقولي هقتل المدير، يقولوا ايه؟ مراته ممشياه؟
همس سابت كل كلامه ومسكت في آخر كلمة اللي هي مراته وابتسمت ببلاهة وهي بتقول: مراته هييييح
بصلها بتعجب: هو ده اللي لفت نظرك في كلامي؟
بصتله بتذمر: خلاص ياسيدي مش هعمل كدا تاني وبعدين شكلك يخوف أصلا وانت رجل أعمال بحسك جد أوي بس عسل أوي
بصلها بحيرة: أيوة يعني المفروض أفرح ولا أزعل برأيك ده؟ حيرتيني
ابتسمت بمرح: أنا بحبك في كل حالاتك
ابتسملها بحب ورد بهدوء: اللي عملتيه ده مايتكررش تاني ياحبيبي تمام؟
هزت راسها بتأكيد وابتسمت وجت ترد بس لمحت بدر فحمدت ربنا انه انقذها بصت لسيف : بدر نزل اهو يسلم عليك أكيد .
أول ما شافه نزل بسرعة يسلم عليه ورحب بيه جدا وسيف شكره على اتصاله وبعدها حاول ينسحب بس بدر رفض : والله ما يحصل ، انت هتطلع تتغدى معانا ، هند جهزت الغدا وأصلا كنت ناوي أبيع همس بس الظاهر حماتها بتحبك وانت حماتك بتحبك .
ابتسم وبصلها بمغزى : حماتها بتحبها فعلا لكن حماتي أنا اشك .
بدر بمرح: لا بتحبك وهتشوف بنفسك بس تدخل البيت بطريقة عدلة مش تدخل تقولهم همس تخصني! أنا إلى الآن مش مستوعب انت ازاي عملتها ؟
سيف ضحك : وحياتك ولا أنا عارف اتكلمت كده ازاي قدام أبوها وأمها والله ما أعرف!
ضحكوا كلهم وهمس بصتلهم بحماس : بقولكم ايه ؟ ما تطلعوا طالما هند حطت الأكل يلا ناكل- بصت لسيف وكملت برجاء- اطلع اتغدى معانا اينعم هند لسه بتتعلم بس بتعمل أكل حلو .
بدر بصلها بذهول: انتي بتتريقي على أكل هند ؟ هقولها .
همس بسرعة : لا اوعي دي تطردني برا الشقة وتقولي مفيش أكل ليكي ، باردة وتعملها .
بدر بمرح : كمان بتقولي باردة ؟ رصيدك تقل .
همس بتذمر : يووووه ما تبقاش غلس زيها .
سيف اتدخل بضحك : ما تسكتي خالص انتي أحسن؟ انتي عاملة زي اللي بيجي يكحلها بيعميها خالص .
بدر بتهكم : تعميها ؟ دي بتخزوق عينيها .
استلموها الاتنين تريقة وهي بصتلهم بعبوس : أنا هطلع آكل وأسيبكم انتوا الاتنين تستظرفوا مع بعض ، أصلا أنا غلطانة اني واقفة معاكم – مشيت خطوة وبصت لبدر بتهديد – إياك تسيبه يمشي هاخد هند وأروح بيها لو مشي .
سابتهم وطلعت والاتنين ضحكوا
بدر بص لسيف بهزار: يرضيك يعني تاخد هند وتمشي ؟
ضحك بدهشة: هي تعملها ؟
بدر بص ناحية ما اختفت يتأكد انها مشيت وقال بتأكيد: تعمل أبوها ، يعني ما يغركش انها قصيرة التيلة كده وأوزعة بس مصيبة من مصايب الزمن .
سيف بضحك : انت هتقولي عليها ؟! هي مجنناني من شوية؟
بدر بتهكم: مش بيقولك احترس من كل مَن اقترب من الأرض ؟
سيف ضحك بقوة : لا دي أول مرة أسمعها؛ سمعت كل قصير مكير لكن دي لا .
همس خرجت وقالتلهم بصوت عالي : على فكرة سامعاكم يا طويل منك له ، بس خليكم فاكرين انتوا اللي بدأتوا ، بدر امشي مع سيف علشان مش هدخلك البيت .
بدر بصلها باستنكار : هو انتي مش هتقدري عليه فتتشطري عليا أنا يا بنت انتي ولا ايه ؟
همس ماردتش وبصتلهم بكبرياء وطلعت فبدر بص لسيف بسرعة : اقفل عربيتك ويلا قبل ما مجنونتك دي تحتل البيت فوق .
سيف بإحراج : خليني أمشي دلوقتي وبعدين مرة تانية …
قاطعه بإصرار : مش هتمشي ، بقولك ايه أنا مشيت كلامك المرة اللي فاتت وقبلت هديتك وتصليحك للشقة وقلت أخوات لكن تيجي لحد بيتي وما تطلعش فصدقني كده …
قاطعه بسرعة بمرح: خلاص يا عم والله ما انت مكمل ، يلا اطلع .
بدر شاور على عربيته : مش هتقفلها ؟
سيف في ايده المفتاح داس على زرار فيه وهي قفلت نفسها فبدر ابتسم : حلوة الحركة دي .
رد بابتسامة : دي أجمل ميزة فيها بجانب سرعتها .
طلعوا الاتنين وبيتكلموا عن العربية لحد ما بدر فتح الباب وبيدخل سيف اللي اتحرج : يعني هو كان لازم ؟ بدر أنا مش بزور أي حد من غير ميعاد أبدا .
ابتسم ببشاشة وهو بيمسك دراعه : كل حاجة في الدنيا ليها مرة أولى ادخل يلا وبعدين بيت الأخ أو الأخت مش بناخد ميعاد ده بيكون ملاذ تروحله أي وقت ولو يا سيدي مش هتعتبرني أخ فهمس أخت هند فعليا .
بصله بعتاب : ما بلاش الكلام ده انت عارف ان في قلوب بتتوافق من أول مرة وأعتقد سواء قابلت همس أو لا فأنا لو قابلتك في غير ظروف برضه كنا هنقرب من بعض .
استقروا في الصالون وشوية وهند طلعت ترحب بيه وهو وقف يستقبلها ويعتذر انه جه بدون ميعاد بس بدر وقفه بحنق : والله يا سيف لو اتكلمت في موضوع الموعد ده تاني ؟
رفع ايديه باستسلام وسكت ، همس جت وعلقت بتهكم ومرح : أصل ده أول درس أخده في الاتيكيت ، كنتوا بتدرسوا مادة اسمها الاتيكيت صح ؟
سيف بصلها بغيظ وبص لبدر : شوفت اللي بعاني منه ؟
بدر ضحك وهند علقت بابتسامة : لا دي كده محترمة نفسها أوي انت لسه ما شوفتش رخامة .
همس ضربت هند في كتفها فبصت لسيف وكملت بهزار: وكمان مفترية .
الكل ضحك وهمس ردت بغيظ : تصدقوا أنا غلطانة اني قعدت وسطكم؟ أنا هروح لأمي .
سكتوا ومحدش علق فبصتلهم باستغراب : محدش هيمسك فيا يعني ولا ايه ؟
كلهم ضحكوا وسيف علق بمرح: ده أنا على كده ليا الجنة والله ، اقعدي بس يا بنتي
هند وبلال ضحكوا وهمس عبوسها زاد وبصتله بتذمر : وايه جابرك بقى يا بابا ؟ عندك شذى روحلها .
اتراجع بسرعة ورد باستسلام : لا لا مش للدرجة دي ، انتي أرحم برضه .
شهقت باستنكار : أنا ايه ؟ – بصتلهم وكملت بغيظ- شايفين بيقول ايه ؟ أنا غلطانة أصلا اني ما أخدتش دبلتي – مدت ايدها له بكبرياء – هات الدبلة بتاعتي .
بص لايدها بابتسامة ولمح قدامه بونبونيرة فيها شوكولاتة أخد واحدة وحطها في ايدها باستفزاز : الله يسهلك يا حبيبتي العبي بعيد .
همس كشرت ورفعت ايدها كأنها هتحدف الشوكولاتة في وشه فرفع ايده يصدها بس لقاها فتحتها وأكلتها وبتتكلم وهي بتاكل: أنا هعمل بأصلي علشان أنا مؤدبة .
خلصت جملتها وحدفت الشوكولاته اللي معاها لسيف اللي مسكها قبل ماتيجي على عينه وبصلها بغيظ: اعميني ياهمس وارتاحي
رفعت كتفها بغرور وهي بترد: انت اللي مابتعرفش تمسك كويس ياسيفو
بدر بمرح: سيفو كدا قدامنا؟ طب اعمليلنا أي منظر حتى
سيف بصله بتهكم: على الأساس انها بتحب فيا؟ دي بتحدفني بالشيكولاته
همس رددت بمشاكسة: محسسني اني بحدفك بالطوب
هند قاطعتهم واتحركت : أنا هروح أحط الغدا علشان حوارات همس مش بتخلص.
همس ردت بصوت عالي لأختها اللي خرجت : على فكرة المفروض انك أختي أنا مش هو ها ؟
بدر بصلها باستفزاز : طيب طالما أختها روحي زقي عجلك ومعاها يلا .
بصتله بعبوس : ليه يا بدر ؟ ده أنا بحبك ، قوم يا بابا شوف مراتك .
ضحك وعلق : وأنا بحبك والله يا همس بس بحبها هي أكتر ها؟ روحي وراها يلا .
سيف رافع حواجبه بغيظ وباصصلهم الاتنين وقال بغيرة : هي ايه ماسورة الحب اللي طفحت دي مرة واحدة ؟ ايه أنا بحبك وانت بتحبها ؟ ده أنا لسه بقول من فيمتو ثانية انك أخويا ها ؟ – بص لهمس بأمر- روحي يلا شوفي أختك فين ؟
كشرت وانسحبت بسرعة، راقبوها لحد ما بعدت ، وبدر بص لسيف باعتذار : سيف آسف بس أنا بعتبر همس أختي الصغيرة و …
قاطعه بسرعة باستنكار : انت بتبرر ايه يا بدر بالظبط ؟ أنا عارف و واثق من ده طبعا أنا بس بهزر .
دخل أنس عندهم وهو بيكلم باباه بس اتفاجئ بسيف موجود ونوعا ما قلق منه لأنه افتكر تهديده لمامته يوم فرح باباه ووجوده في بيت همس وهو بيهددهم بكلام مش واضح وماكانش عارف مين ده بالظبط ؟
اتراجع خطوة بس أبوه وقفه بابتسامة : تعال يا أنس مفيش حد غريب ده إن شاء الله هيكون خطيب همس .
حاول يبتسم بمجاملة: أهلا وسهلا بحضرتك ، بعد إذنكم .
بدر استغرب موقف ابنه؛ لأنه بطبيعته بيحب يتعرف على الناس لكن سيف فهم موقف أنس فشاورله بابتسامة : تعال يا أنس .
قرب منه بحذر واتفاجئ بسيف بيمدله ايده بمرح: أنا اسمي سيف وزي ما باباك قال بإذن الله هتجوز همس .
ابتسم بتوتر وسلم عليه بايده الشمال اللي مش متصابة : أهلا .
سيف اتضايق من الشاش اللي على ايده وتخيل منظرها فمسك ايده وسأله بشك : انت لسه شايل مني من موقف الفرح ولا ايه ؟ بس أنا ساعتها كنت بساعد باباك .
علق بتوتر وبص لأبوه ورجع بصله : بس انت ساعتها هددتنا .
بدر افتكر الموقف ده وكان هيتدخل بس حب يشوف تصرف سيف وكمان همس كانت داخلة بس لمحت أنس وبرضه وقفت تشوف سيف هيتعامل ازاي ؟
سيف برر لأنس بهدوء: أنا كل اللي عملته ساعتها اني طلبت منها تمشي ومفيش أي حد حتى رفع صوته أو كلمها بأي أسلوب مش كويس ، هم الناس اللي وصلوكم المحطة ضايقوكم بأي شكل ؟
نفى بهزة من راسه وسيف كمل بابتسامة : طيب ايه بقى ؟ زعلان مني ليه ؟
ابتسم : مش زعلان .
سيف فكر يفتح حوار معاه ومسك ايده التانية اللي كانت ملفوفة وافتكر كلام همس : ألف سلامة ايدك مالها ؟
أنس جاوبه : اتحرقت .
سأله : اتحرقت ازاي ؟ انت شقي للدرجة دي ؟
دافع عن نفسه : لا بس كنت بعمل أكل .
سأله بخبث : معقول هند بتخليك تعمل أكل لنفسك ؟ لا كده لازم نقول لبدر يزعقلها .
رد بسرعة : لا هنود لا مش بتخليني أعمل أي حاجة دي بتاكلني بايدها أصلا ، أقصد دي ماما لما كنت عندها .
ابتسم واتكلم كأنه مش مقتنع : ماما ؟ يعني ماما اللي بوظت شقة بابا وبهدلتها ؟ وماما اللي جت الفرح علشان تبوظه ؟ وماما بتسيبك تعمل أكل لنفسك واتسببت في حرق ايدك وكل ده انت زعلان مني علشان بس ساعدت بابا علشان ما تبوظش فرحه هو وهنود ؟
أنس بيفكر في كلامه وبعدها بص للأرض بحرج من نفسه : أنا مش زعلان من حضرتك أنا بس ماكنتش أعرف انت مين ؟ كنت بفتكرك ظابط أو حاجة زي كده .
ابتسمله بهدوء : لا يا سيدي أنا بس بحب همس وعايز أتجوزها وعلشان بحبها بحب عيلتها كلها ، المهم يا أنس باشا أصحاب ولا ايه ؟
ابتسم وسأله : طيب قبل ما نبقى اصحاب انت بتشتغل ايه ؟
ضحك هو وبدر اللي علق : وانت شغله هيفرق معاك في ايه يا أنس ؟
بص لأبوه : أفهم برضه .
سيف وضحله :أنا يا سيدي خريج كلية هندسة زي همس بس ذاكرت بعد الكلية وحضرت ماچستير ودكتوراة وبقيت دكتور في الجامعة أو علشان تفهم أستاذ .
هنا هو سأل بتفكير: يعني انت أستاذ همس ؟
ضحك وجاوبه : بالظبط يا سيدي أنا أستاذها .
سأل ببراءة : وهو ينفع الأستاذ يحب تلميذة عنده ؟
هنا سيف بص لبدر بهزار: لحد كده دوري معاه خلص ، جاوب ابنك يا عم علشان حاسس ان اللي جاي أصعب ، لو دي بداية أسئلته هيختمها بايه ؟
همس دخلت بابتسامة : شوف يا سي أنس ، لو الأستاذ كبير والتلميذة صغيرة مش هينفع يحبوا بعض لكن لو سنهم قريب من بعض عادي ليه لا؟
سألها باهتمام : هو عمو سيف كبير عنك بقد ايه ؟
كشرت بقلة حيلة : واد انت بطل أسئلة – بعدها بصت لسيف باهتمام – انت عندك كام سنة ؟
هنا سيف وبدر ضحكوا الاتنين على سؤالها وهي بصتلهم بجدية : على فكرة أنا بتكلم بجد أنا معرفش انت عندك كام سنة ؟
سيف بصلها وفكر لحظات بعدها قالها : عندي ٣٩ سنة .
هنا هي شهقت وحركت راسها برفض: لا طبعا ، لا لا ما أصدقش .
رفع كتفه بقلة حيلة : ده عمري أعمل ايه يعني ؟
بصتله بتفحص وهي رافضة تصدق : لا يا سيف ، لا قول كلام غير ده .
ضحك وبص لبدر : طيب أقولها ايه دي ؟ يعني دكتور جامعي متخيلة عمري قد ايه ؟
همس بغيظ : سيف انت آخرك يوم ما نكارمك أوي أوي آخرك ٣٥ ده كده ومكارماك .
ضحك : مكارماني ب ٣٥ ؟ طيب فرقوا معاكي ايه بقى الأربعة الزيادة دول ؟ فرقت ٣٩ من ٣٥ ؟ طيب يا ستي لو ده يريحك اعتبريني ٣٥ ولا يهمك .
كشرت وضربت برجليها الأرض بغيظ : ما تقولي ايه بقى عمرك قد ايه بجد ؟
ضحك : قلتلك وانتي مش مصدقة .
فكرت لحظات وبعدها ابتسمت بحماس: طيب هات بطاقتك .
بصلها بصدمة : هي وصلت لبطاقتي ؟
هند بتنادي وهنا همس بصت لبدر وشهقت بتذكر : أنا كنت جاية أقولك كلم هند وانتوا نسيتوني.
بدر وقف ومد ايده كأنه هيضربها : أعمل فيكي ايه انتي ؟
ضحكت وهو خرج وأخد أنس معاه أما همس استنتهم يخرجوا وقعدت جنبه برجاء : بجد بقى عندك كام سنة ؟ ومن غير هزار المرة دي.
ابتسم وبصلها بعمق : عندي يا ستي ٢٩ كده حلو ومناسب ؟
ابتسمت ابتسامة واسعة برضا : اه حلو أوي ، أنا ٢٢ .
حرك راسه باستسلام وغمغم : عيلة عيلة يعني مفيش كلام .
بصتله بعبوس: على فكرة فوق العشرين مش عيلة وإلا هينطبق عليك انت الكلام ده لان لو فوق العشرين عيال أصبح اللي تحت التلاتين برضه عيال .
رفع حواجبه باستغراب لمنطقها : ده مين قال ده إن شاء الله ؟
ابتسمت بفخر: أنا .
سكتوا الاتنين بعدها بصتله بابتسامة : أنا مش مصدقة ان انت معايا هنا وانك بجد سيبت شذى .
ابتسم هو كمان بارتياح : حاسس اني كنت في كابوس وأخيرا فوقت منه .
بصت في عينيه بتركيز ولقت نفسها بتسأله بهمس : بتحبني ؟
عيونهم متعلقين ببعض وهو جاوبها بعشق بعد ما أخد نفس طويل: بعشقك مش بس بحبك بموت فيكي.
قاطع نظراتهم بدر اللي داخل بيتكلم : يلا يا جماعة .
همس بصت قدامها و وقفت : يلا يا سيف .
قعدوا كلهم على السفرة بيأكلوا ومبسوطين وهند جنب أنس وبتاكله وبدر مرة واحدة قال بمرح: تخيلوا لو عمي وماما طبوا علينا دلوقتي ياخدوا همس مثلا ؟
كلهم بصوله وساعتها سيف رد عليه ببساطة : هتلبس الليلة يا معلم انت وهي – بص لهند وشاور عليها .
بصله بذهول وردد : أنا وهي ؟ ليه بقى ؟ ليه مش انت وهمس ؟
ابتسم بذكاء : لان أكيد أنا مش هاجي بيتك إلا لو انت قلتلي يا ذكي وهمس مش هتعرف اني هنا إلا لو أختها قالتلها فهنا انتوا الاتنين اللي هتلبسوا احنا بريئين .
بدر بص لمراته بدهشة: شوفتي اللي طلعوا منها ولبسونا احنا الاتنين ؟
هند علقت باقتناع : بس الصراحة هو عنده حق – بصتلهم وكملت بخبث – فكرنا بعد كده يا بدر ما نجمعهمش تاني .
سيف بسرعة رفض : لا لا وعلى ايه الطيب أحسن ، أنا يا ستي هشيل الليلة ، أنا اتصلت بهمس وقلتلها تعالي عند أختك وفاجئناكم انتوا الاتنين ، حلوة الصيغة دي ؟
بدر ابتسم برضا : كده استبينا بعدين خلي بالك ان عمي معلم عليا لما اتصلت بيك ها؟ ماتنساش دي .
رفع ايده باستسلام : مش ناسي يا عم والله ما ناسي .
أنس فجأة سألهم : هتعملوا ايه بقى لو أنا قلتلهم ان انتوا الأربعة متفقين وشركا ؟
كلهم بصوله وهند شالت الأكل من قدامه وبتضحك انها هتحرمه الأكل وبدر اللي رد بغيظ : هنيمك على السلم بس .
ضحكوا كلهم بعدها أنس سأل : طيب مش عمو سيف هيتجوز هموس زي ماانا يا بابا اتجوزت هنود ؟ ليه بقى مش عايزين حد يعرف ان عمو سيف هنا ؟
بدر رد : لان لسه يا أنس عمو سيف ما اتجوزهاش ، لسه عايز .
أنس بصله وسأل : زيك انت وهنود في الأول كده ؟
ابتسم: بالظبط زيي أنا وهنود .
أكلوا في جو مرح وبعدها قاموا وهمس بتساعد هند بس قالتلها تروح هي وبدر قام يساعد مراته ، همس قعدت جنب سيف وبيراقبوا هند وبدر بيساعدها تشيل السفرة ومبتسمين وبيضحكوا .
همس سألته بفضول : تتخيل بيقولوا ايه ؟
ابتسم وبصلها : بيقولها تسلم ايديكي الأكل كان تحفة ، وبيدعي ربنا ما يحرمها منه وبيقولها ان الجو كان لطيف وعايز يكررها تاني ويعزمنا بس المرة الجاية تكون رسمية .
بصتله بذهول : سيف انت سامعهم ولا بتعرف تقرأ حركة الشفايف ؟
ضحك غصب عنه : حركة شفايف ايه ؟
كشرت بحيرة : امال عرفت بيقولوا ايه ازاي ؟
وضحلها ببساطة : معرفش طبعا بس ده اللي هقوله ليكي لو أنا مكانه .
ابتسمت ابتسامة واسعة وماعرفتش تقوله ايه؟
شوية وسيف وقف وحاولوا يمسكوا فيه بس أصر انه يمشي ، نزل بدر معاه وصله لحد عربيته وهند وهمس مراقبينهم من البلكونة ومبتسمين الاتنين .
سيف مشي بعربيته وقبل ما يطلع برا البلد ضربت في دماغه فكرة فلف بعربيته ورجع تاني .
فاتن في البيت اتصلت بهند تطمئن عليها وكلمت همس اللي قالتلها شوية وراجعة ، قفلت معاهم وعملت كوبايتين شاي ليها ولجوزها وقاعدين مع بعض بهدوء ، جرس الباب ضرب فقام خاطر يفتح واتصدم لما شاف سيف قدامه ، سيف استناه يتكلم أو يقوله ادخل بس صمت تام مع ملامح الصدمة ، فابتسمله بهدوء : ايه يا عمي مش هتقولي اتفضل ولا ايه ؟
خاطر هنا استوعب انه سايبه على الباب ، ففتح الباب بترحيب : اتفضل طبعا يا ابني يا أهلا بيك .
دخل ونفس صدمة خاطر كانت صدمة فاتن اللي وقفت وبصتله ورددت بخفوت : سيف ؟
بصلها بابتسامة : ازيك يا ست الكل؟ – بصلهم الاتنين وسألهم بمرح – في ايه يا جماعة ؟ مالكم مصدومين كده ليه ؟ أمشي يعني ولا ايه ؟
خاطر ابتسم : لا يا ابني اتفضل ، تشرب معانا شاي ؟ لسه أنا وأم نادر قاعدين اهو بنشرب شاي .
ابتسم و وافق : أشرب معاكم شاي في البلكونة زي ما انتوا قاعدين .
راحت فاتن تعمله الشاي وهو قعد مع خاطر اللي بدأ حوار معاه خفيف يسلم على أهله .
فاتن رجعت بالشاي لسيف وقعدت وهنا هو بصلهم الاتنين بجدية : طبعا أكيد مستغربين أنا جاي ليه ؟
خاطر بلباقة: لا يا ابني يا أهلا بيك في أي وقت .
ابتسم : وأنا عايز فعلا يكون أهلا بيا في أي وقت ، عمي أنا جاي أحدد مع حضرتك ميعاد أجيب والدي و والدتي نطلب فيه ايد همس .
الاتنين بصوا لبعض بذهول تام وبعدها فاتن سألته باهتمام : والدكتورة خطيبتك ؟
ابتسم وهو بيجاوبها : خلاص مابقتش خطيبتي أكيد مش هاجي وأنا لسه مرتبط بيها .
كشرت وتمتمت : عملتها قبل كده .
دافع عن نفسه : كانت غلطة خلاص وعدت المهم خلينا في دلوقتي ، ينفع آجي الخميس مثلا ؟ النهارده الاتنين – كشر وصحح- ولا بعيد الخميس أوي خلينا الأربعاء أو …
قاطعه خاطر بهدوء: هو هيفرق في ايه اليوم الخميس ولا الأربعاء ؟ المهم دلوقتي انت كان عندك مشاكل كتير .
كملت فاتن : والقرض الكبير ووالدك والشغل و حماك و …
قاطعها سيف : معظم الأمور دي ظبطتها المهم دلوقتي اني قدرت أخلص من الحبل اللي كان على رقبتي والأهم اني بقيت حر نفسي والحمد لله قدرت أتخلص من عصام المحلاوي – بص لفاتن وصحح كلمتها- مش حمايا وعمري ما اعتبرته حمايا كان مجرد قيد على رقبتي خانقني وبحمد ربنا قدرت أفكه فدلوقتي عايز همس في بيتي النهارده قبل بكرا فخلونا نحدد ميعاد أطلب ايدها فيه بشكل رسمي وبعدها هنتجوز على طول مش هنستنى بإذن الله .
خاطر سأله بحيرة : يعني ايه تتجوز على طول ؟ بنتي مش هتتجوز إلا لما تخلص دراستها و تتعين معيدة وبعدها تتجوز .
سيف دوره في الذهول : انت عايزنا نستنى سنة كمان ؟ حضرتك بتتكلم بجد ؟
كشر ورد عليه : امال يعني بهزر ؟
سيف شد كرسيه قرب منه بجدية : عمي حضرتك اسمعني ، أنا مش هكلمك من ناحية اننا بنحب بعض والكلام ده لا هكلمك من ناحية تانية خالص ، أولا همس قاعدة في مدينة جامعية فأكيد لو هي في بيتها هيكون أفضلها بكتير وهتكون مستقرة ، وثانيا هتكون معايا مسئولة مني يعني مدرس خصوصي معاها في البيت طول الوقت وأكيد هساعدها في مذاكرتها فوجودها معايا أفضل في كل حال من الأحوال عن وجودها في المدينة .
رد خاطر برفض : بس ده جواز ومسئولية وبيت وزوج له متطلبات وخلفة وحمل و …
قاطعه سيف بهدوء : زوجها يا سيدي متنازل عن كل متطلباته لحد ما هي تخلص السنة دي.
رد خاطر : يبقى نأجل الجواز لحد ما تخلص .
اعترض بسرعة : أتنازل بمزاجي اه لكن مش غصب عني ، عمي أنا بحب همس وأكيد يعني مصلحتها تهمني ، يعني أنا زيك بالظبط عايزها تحقق أحلامها وتتعين معيدة وأكيد هساعدها تاخد الخطوة دي مش هكون حاجز أو ألهيها عن ده ، مصلحتها تهمني .
خاطر برفض لمنطقه: مش هتقدر توفق بين الاتنين ، انت اهو بتقول بتحبك يعني حبك هيأثر .
سيف بص لفاتن تتدخل بس فضلت تسمع وهو بصله بهدوء : طيب بالعقل حبيبي في حضني أريح ولا بعيد عني ؟ يا عمي وجود همس معايا أفضل من كل النواحي ، هنكون مستقرين نفسيا وعاطفيا ومن كل النواحي .
خاطر بحنق : يا ابني ده جواز ومسئولية مش بالسهولة دي ، مش حضن وعاطفة وبس ، في بيت له متطلبات وفي مسئوليات وفي ….
قاطعه سيف : ايه المسئوليات اللي انت خايف تعطل بنتك عن مذاكرتها ؟
حاول يفكر في أسباب رفضه : بيت يعني أكل وشرب و …
قاطعه بسرعة : حضرتك عارف ان في بدل الشغالة أربعة ولو مش كفاية هجيبلها تاني يعني هي هتكون معززة مكرمة في بيتها يعني لا حد هيطلب منها أكل ولا شرب بالعكس كل طلباتها مجابة من قبل حتى ما تطلبها ، ايه تاني خايف منه ؟
بيفكر في أي أسباب يقولها لرفضه جواز بنته : انت ، انت جوزها وأي زوج عايز مراته في حضنه مش في حضن الكتب ؟
سيف أخد نفس طويل وحاول يكون صبور : عمي أنا واحد بيخرج الصبح للجامعة وهاخدها معايا ، بعدها في شركة كبيرة عريضة انت شوفتها بنفسك مطلوب مني أديرها فهل انت متخيل اني الراجل اللي هيقعد في البيت يطلب طلبات من مراته ؟ أصلا الشركة محتاجة وقت كبير علشان ترجع لطبيعتها فهتاخد كل وقتي .
علق أبوها : يعني ده سبب كمان اهو تأجلوا جوازكم لبعد السنة دي ما تعدي .
نفخ بضيق وبص للسما : يا الله – بص لخاطر – عمي أنا محتاج همس جنبي ومعايا ، انت ليه مش عايز تفهم ده ؟ بعدنا عن بعض هيكون أكبر عائق لينا احنا الاتنين ، وحضرتك هتفضل قلقان عليها وكل ما أحب أشوفها هتكون رافض وبعدين انت بتتكلم في سنة، مستوعب يعني ايه سنة ؟ انت ما تتخيلش السنة دي أصلا عدت عليا ازاي ؟ ما تتخيلش كل اللي عملته علشانها فمش بعد كل ده تقولي سنة كمان ، مش هينفع ، بكل المقاييس مش هينفع ، أنا بتكلم في أسبوع أو أسبوعين تبقى في بيتي مش تقولي سنة ؟!
خاطر مش بيحب المجادلة الكتير فحاول يقفل الموضوع : طيب ربنا يسهل يا سيف ، خلينا …
قاطعه بإصرار : خلينا نجيب عيلتي نطلب ايديها والباقي ربنا يسهل فيه ، الخميس مناسب ؟
بص لمراته وبصله باستسلام : يا أهلا بيك بس …
قاطعه بابتسامة : من غير بس بقى يا عمي ، من غير بس – وقف والاتنين بصوله باستغراب – يادوب كده ألحق طريقي ونتقابل يوم الخميس .
خاطر مسك فيه : طيب اقعد شوية ولا اتعشى معانا .
ابتسم بشكر : تسلم يا عمي بس بجد يادوب أصلا أنا ماكنتش مخطط آجي دي فكرة مجنونة وبمجرد ما فسخت الخطوبة مع شذى حبيت آجي لحضرتك ، يوم الخميس نتكلم براحتنا ، يلا أشوفكم على خير .
خارج وفاتن وقفته وسألته بفضول : انت يعني ما سألتش عن همس ؟
حس انها بتلمح لحاجة بس ابتسم وبصلها : يوم الخميس هسأل عنها – كمل بخبث- بعدين لو هي موجودة وسمعت صوتي كانت هتطلع أكيد ومعنى الهدوء اللي في البيت ده ان مفيش حد موجود ولا انتم حابسينها؟
فاتن علقت بغيظ لأنها افتكرت برضه إجابته لما سألته ازاي عارف طريق المحطة والتذاكر وجاوبها برضه بدبلوماسية كده : أو ممكن تكون عارف هي فين بالظبط وعلشان كده ما سألتش .
ابتسم : طيب ما كنت أقولها تيجي أشوفها طالما هاجي الطريق ده كله ! أصلها واحشاني.
اتغاظت من إجابته وردت باستسلام: برضه إجابة مقنعة بس مش عارفة ليه مش بصدقك!
ضحك غصب عنه وهي علقت : طيب ما ممكن تكون نايمة جوا
جاوبها بهدوء : لو نايمة جوا مش هقولك صحيها وهقولك سيبيها مرتاحة .
جت تتكلم بس خاطر وقفها بملل: خلاص يا فاتن انتي عايزة توصلي لايه من أسئلتك دي كلها ؟
فاتن كشرت وسكتت وسيف سلم عليهم ونزل ياخد طريق رجوعه وبمجرد ما ركب عربيته افتقدها جنبه ، قد ايه السواقة ممتعة وهي معاه !
همس روحت بيتها وأول ما دخلت لاحظت نظرات أمها و اتوترت : خير بتبصيلي كده ليه ؟
أمها عايزة تشوف رد فعلها فقربت منها بشك: عارفة مين كان هنا من شوية ؟
سألتها باستغراب : مين ؟
بصت لعينيها : سيف .
عينيها وسعت بذهول ورددت : سيف ؟ جه هنا ؟ ليه ؟ ازاي ؟ طيب ما كلمتينيش آجي ليه ؟ ماما
أمها استغربت رد فعلها ده؛ لأنها توقعت ان بنتها عارفة انه هيجي فردت : جه يحدد ميعاد يجيب عيلته فيه ويجي يطلب ايدك .
هنا همس اتنططت وحضنت أمها بسعادة : بجد ؟ انتي بتتكلمي بجد ؟ طيب احلفي، بجد سيف قال لبابا كده ؟
كانت بتلف بأمها اللي تعبت فزقتها بحنق: يا بت اهدي دوختيني معاكي ، اه عايز يجي الخميس .
وقفت وهديت بس قلبها بيدق بسرعة من فرحته : بابا قاله ايه ؟ وسيف قال ايه ؟ هتجوزه امتى؟
علقت وهي بترجع تقعد مكانها : قاله مفيش جواز قبل ما تخلص دراستها .
هنا كشرت وقعدت جنب أمها باعتراض : انتوا عايزينا نستنى سنة ؟ بتهزروا ؟ وأروح أقعد في المدينة تاني ؟ ومعرفش أشوفه وأستنى محاضراته ؟ ولا أسيب المحاضرات وأطلع أشوفه ولا ايه ؟ لا يا ماما بقى .
أمها دورت وشها بعيد : أبوكي مش موافق تتجوزوا دلوقتي .
همس مسكت دراع مامتها برجاء : انتي اقنعيه ، انتي لو كلمتيه هيوافق ، قوليله اننا مع بعض أحسن وأضمن وهنكون مستقرين والحياة جميلة مش كل واحد في مكان يا ماما .
فضلت كتير تتكلم وتقنع في مامتها هي كمان وأمها بتسمعها بهدوء وهي من جواها عايزة تجوزهم النهارده قبل بكرا .
قامت بعدها دخلت أوضتها واتصلت بسيف تطمن عليه وبلغها انه وصل ، سألته فجأة : انت ليه ماقلتليش انك هتيجي لبابا ؟
ابتسم : علشان انتي فاشلة في ردود أفعالك ولو كنتي عارفة كان رد فعلك هيكون واضح أوي انك عارفة ، علشان كده ماعرفتكيش علشان رد فعلك يكون طبيعي .
ابتسمت هي كمان : انت سوسة، المهم هتعمل ايه لو بابا صمم الجواز يكون بعد سنة ؟
كشر : شيلي الموضوع ده من دماغك وسيبيلي أبوكي هعرف أقنعه ولو لا قدر الله ماعرفتش هسلط عليه أبويا وأمي هيتعاملوا معاه ، المهم ما تقلقيش .
اتكلم معاها شوية بعدها قفل علشان يرتاح شوية بس تليفونه رن تاني وكان سبيدو اللي بقى يوميا بيكلمه يقنعه يشارك في السباق ، سيف اتعدل وطلب يقابله بشكل شخصي و خرج من بيته راح يقابله ويشوف ايه سر إصراره انه يشارك ؟ وليه دلوقتي بعد السنين دي كلها ؟
أما همس كلمت هالة صاحبتها وقالتلها كل اللي حصل وان سيف فسخ خطوبته من شذى وانه جاي الخميس هو وأهله عشان يطلبوا ايدها وهالة فرحت جدا وقالت لو قدرت الخميس تكون عندها هتيجي وتحضر معاها وتقف جنبها في يوم مميز زي ده.
نادر هرب من ملك لأنه مش مستعد يتكلم عن بسمة بأريحية معاها فأحسن حل انه يبعد شوية ، يبعد لحد ما يكون مستعد يتكلم معاها ، دخل مكتبه وهناك اتصدم بآخر اتنين ممكن يفكر يشوفهم دلوقتي ، بصلهم بصدمة ولا قادر يدخل ولا قادر يتكلم ولا قادر يتحرك من مكانه .
واقف مصدوم وقاطعه صوته : ازيك يا ابني عامل ايه ؟ معلش لو جينا بدون ما نتصل بيك بس مش معانا رقم ليك ورقمك القديم انت غيرته .
أخيرا لقى صوته واتكلم بمجاملة: أهلا يا عمي أخبار حضرتك ايه ؟ حضرتك تيجي في أي وقت – بص لأم بسمة- ازي حضرتك يا ست الكل ؟ اعذروني لو ما اتواصلتش معاكم من زمان .
عائشة ابتسمت بضعف : نعذرك على ايه بس يا ابني؟ ربنا معاك .
أخيرا اتحرك وقعد قصادهم : طمنوني عليكم عاملين ايه ؟
عمار بص لمراته وبصله : الحمد لله عايشين في فضل ونعمة .
عائشة بصت لايديه وسألته بفضول وألم : اتجوزت يا ابني ؟
حرك راسه برفض وحزن : لا.
غصب عنها ابتسمت بوجع انه محافظ على ذكرى بنتها ، نادر هرب من عيونهم لأنه نسي بنتهم ومن لحظة بس كان بيفكر في ملك وازاي يحكيلها عن ذكرى حبه لبنتهم .
عمار اتكلم : احنا روحنالك المنصورة على فكرة وهناك قالولنا انك هنا .
اعتذر : أنا آسف بجد اني ماعرفتكش مكاني وتليفوني و …
قاطعه عمار : يا ابني بتعتذر على ايه ؟ مفيش حاجة تعتذر عليها ولو حد المفروض يعتذر فاحنا مش انت ، انت اتوجعت بسببنا احنا .
الصمت سيطر عليهم شوية بعدها عمار اتكلم : المهم يا ابني احنا جايين علشان نطمن على أم بسمة هي تعبانة شوية وبصراحة انت أكتر دكتور بنثق فيه .
نادر بصلها وحاول يبتسم : خير ؟ حاسة بايه ؟
اتوجعت : قلبي اللي تعبان ، كشفت عند دكتور في بلدنا وقالي اني عندي انسداد في الشرايين ومحتاجة دعامة للقلب وعمك عمار رفض أعمل عمليات هناك وأصر نيجيلك هنا .
نادر أخد نفس طويل علشان يقدر يقوم بدوره كدكتور ، شاورلها تطلع على سرير الكشف واستجمع نفسه وبدأ يكشف عليها .
قعد قصاد عمار : هنعمل تحاليل وأشعة علشان أتأكد قبل ما أقول رأي نهائي .
طلب ممرضة وطلب منها تعمل تحاليل لعائشة وتستعجل نتيجة التحاليل بسرعة ، طلب بعدها من عمار الصبح بدري يجوا عنده تكون النتيجة ظهرت وهيكمل معاهم ، عرض عليهم يروحوا معاه بيته بس رفضوا تماما ، طلع يوصلهم بس لقى واحد عمار عرفه بيه : ده محمد ابني الكبير واحنا عنده في البيت .
نادر افتكره لأنه شافه وقت الجنازة فقرب سلم عليه وطمنه على حالة والدته واتفقوا يتقابلوا الصبح كلهم .
قبل ما يخرج من المستشفى مر من قدام أوضة ملك وفضل واقف كتير بعدها ساب المستشفى كلها وخرج .
ملك استنت نادر يجي عندها بدون فايدة ، معقول هتخسره بسبب سؤالها ؟ معقول يكون عايش لسه على ذكرى الحب القديم وكان بيتحايل على الحب ده وبمجرد ما بتيجي سيرته بيصحى من تاني ؟
أخيرا ماقدرتش تستنى أكتر وطلبت ممرضة بلغتها انها تنادي للدكتور نادر .
غابت الممرضة شوية ورجعت بلغتها انه مش موجود في المستشفى وروح بيته و ممكن تطلبلها النبطشي بس ملك رفضت وقررت تستنى الصبح مش بعيد .
الصبح نادر استقبلهم وأخد عائشة عملها كل الأشعة واتأكد من التحاليل وبالفعل هي محتاجة دعامة للشريان التاجي ، شرحلهم الحالة وانها شبيهه لحالة عم عبدالمجيد وإجراء بسيط وعمار وافق انه يعملها العملية دي بنفسه .
استعد للعملية وبيعقم نفسه بس جت ممرضة وبلغته ان ملك طلبته ومصممة انه يروحلها .
اتردد كتير بعدها بلغها تطلب من دكتور محي يروحلها هو وانه في العمليات .
الممرضة باستغراب : دكتور هي طلبتك بالليل بس كنت مشيت ودلوقتي بتطلبك تاني و …
قاطعها نادر بهدوء : أنا داخل العملية واتعقمت مش هينفع أخرج ، بلغي دكتور محي يروح ويكلمها اتفضلي .
انسحبت من قدامه وراحت لمحي فعلا وبلغته بكلام نادر فراح هو لملك اللي أول ما شافته بصتله باستغراب وهو ابتسم وعرف نفسه : أنا دكتور محي زميل دكتور نادر .
ملك ونور معاها الاتنين استغربوا ونور سألته بفضول : فين دكتور نادر ؟
ابتسم وهو بيجاوبها : في العمليات ووصاني أطمن بنفسي عليكم .
نور ابتسمت بس ملك عرفت انها خسرته بسؤالها المتخلف ، انتبهت على محي : خير يا باشمهندسة ملك ؟ حاسة بايه ؟
بصتله للحظات بعدها ابتسمت : عايزة أخرج ، اكتبلي خروج لو سمحت .
نور بصتلها بصدمة : ملك انتي لسه تعبانة لو سمحتي …
قاطعتها بإصرار وجمود : عايزة أخرج مش هقضي ليلة تانية هنا – بصت لمحي بتأكيد – اكتبلي خروج .
قرب منها : طيب خليني أطمن عليكي الأول.
بص لمؤشراتها الحيوية كلها واطمن عليها وهي جامدة تماما لحد ما خلص : خليكي معانا ليلة كمان لو سمحتي .
اعترضت بس وقفها بصدق : ماعنديش الصلاحية أكتبلك خروج أصلا ، دكتور نادر هيخلص العملية وأبلغه وهو يكتبلك الخروج لأنه أكتر حد عارف حالتك لكن أنا ما ينفعش .
اعتذر وخرج ونور حاولت تتكلم مع ملك إلا انها ساكتة تماما .
نادر عمل العملية لعائشة وطلع كان زوجها وابنها بانتظاره والقلق والتوتر مسيطرين عليهم ، قرب منهم وطمنهم وبعدها قعد بنفسه جنب عيشة لحد ما تفوق .
دخل محي عنده شاورله وطلع معاه وبيتكلموا بهمس الاتنين ، نادر سأله : ملك أخبارها ايه ؟ تعبانة ولا حاجة ؟
محي : لا بالعكس دي عايزة تخرج ، طلبت مني أكتبلها خروج بس يفضل لو تفضل معانا يوم كمان ، يعني نطمن عليها أكتر ولا ايه ؟
ابتسم و وافقه : بالفعل أفضل المهم تابع معاها لان الناس دي تخصني أوي ومش هقدر أسيبهم نهائي .
طمنه ومشي وهو رجع قعد جنب عائشة ينتظرها تفوق .
أخيرا بدأت تفتح عينيها وهو قرب منها : طمنيني عليكي حاسة بإيه ؟
بصتله بعيون مليانة دموع وتعب : لما قلتلك قلبي تعبان ماكانش مرض تقدر تعالجه ، ده وجع ما بيخفش وما بينتهيش .
حاول يبتسم بس ماقدرش ، مسك ايدها : بنحاول نتعايش معاه طالما الوجع مالهوش علاج .
ضغطت على ايده : نسيتها ولا لسه بتفكر فيها ؟
ابتسم : أنا حبيتها بجد بس للأسف حبنا كان قصير أوي ومات بسرعة .
حطت ايدها على وشه : هي كمان حبتك يا ابني ، احنا قتلناها بغبائنا ، هي حبتك واحنا قتلناها ، ماتت قبل ما أقولها تكلمك ، اتحايلت عليا ألغي الجوازة دي وأكلمك وأنا خوفت ولما استجمعت نفسي وقدرت أتكلم وأقول لأبوها وأخدنا قرارنا نجمعكم كانت هي سابتنا ، سابتنا من غير ما تعرف اننا بنحبها وان سعادتها أهم من الدنيا واللي فيها ، كان نفسي أقولها اننا موافقين على حبكم ، كان نفسي تموت وهي عارفة انك بتحبها وانك معاها ، كان نفسي تكون مرتاحة البال .
دموعهم الاتنين نزلت وهو مسح دموعها بسرعة : انتي خارجة من عملية والإجهاد ده غلط عليكي و …
قاطعته بحسرة : و ايه ؟ هموت يعني ؟ ياريت يمكن اجتمع معاها وأشبع من حضنها .
أخد نفس بوجع : وعمي عمار ؟ مافكرتيش فيه هيعمل ايه من غيرك ؟
غمضت عينيها وسابت دموعها تنزل بوجع : هو جابني هنا غصب عني ، قلتلك انه رفض أعمل عمليات في البلد بس ده مش صح ، أنا اللي رفضت ، مش عايزة أتعالج ومش عايزة أتحسن وهو عارف ده كويس وآخر حل قالي هنروح لحبيب بنتنا ، هنروح لنادر لأنه عارف اني مش هقول لا، انت أكتر حد بنتي حبته ، انت حبها ، ما وافقتش إلا لما قالي هنيجي ليك انت .
مسك ايدها باسها : طيب علشان خاطري اهتمي بصحتك وعلشان خاطر عمي مش هيقدر يكمل من غيرك ، اتقووا ببعض انتوا الاتنين واتعكزوا على بعض .
محي بناء على طلب نادر بيمر على كل مرضاه ومن ضمنهم ملك اللي أول ما شافته اتأكدت من كل مخاوفها ، نادر بيهرب منها فعلا .
استنت خروجه بعد ما فشلت انها تقنعه يكتبلها خروج ، وأول ما خرج وقفت و غيرت هدومها ونور بتحاول توقفها بس رفضت وقررت تخرج من المستشفى دلوقتي .
نادر أخوهم كان في طريقه ليهم وأول ما وصل مروة بتكلمه فرد عليها قبل ما يدخل عندهم وطلبت منه يبعتلها صور أوراق صورتها بموبايله فوقف يبعتلها الصور دي وساعتها سمع صوت نور وملك العالي .
ملك بغضب : أنا يهيني بالشكل ده ؟ مجاش من امتى عندي ؟ نادر ده أكتر شخص بكرهه في حياتي .
نور بتحاول تهديها : يا بنتي استني واعقلي ، حاولي تعذريه وتقدريه مش يمكن مشغول ؟ مش يمكن وراه حاجة أهم ؟
زعقت : أهم مني يا نور ؟ كنت متخيلة اني مهمة برضه في حياته وفي أولوياته بس كنت موهومة ، بمجرد ما اتكلمت في نقط حساسة صدني وبعد عني ، مش هستناه أكتر من كده ، شخص غبي ومتخلف .
نور مسكت دراعها برجاء: يا ملك اهدي أرجوكي ، اهدي طيب خليني أنا أروحله وأتكلم معاه وأعرف مجاش ليه ؟ اديني بس الفرصة دي قبل ما تكرهيه بالشكل ده .
وقفتها بغضب : لو روحتي عنده هقاطعك انتي كمان يا نور ، بلاش تخليني أخسرك ، هو هانني بعدم مجيه ليا ، وهانني لما كلمته ومجاش ، خسارة حبي له ، اعتبرته بني آدم وفتحتله قلبي وهو عمل ايه ؟ كمل دوس عليه ، أنا عايزة أمشي دلوقتي وإياك نادر يعرف انتي فاهمة ؟
هنا نادر دخل مصدوم منهم ، بصلهم الاتنين وأخيرا نطق بعدم تصديق: ليه كل ده ؟ ليه يا ملك ؟
ملك مش فاهمة هو ماله ؟ فسالته بتعب : ليه ايه يا نادر ؟
زعق قصادها : ليه خسارة حبك ؟ ها؟ ماجيتش لأني مطحون في الشركة من غيركم انتوا الاتنين ، ماجيتش لاني لوحدي وبابا كمان مريح في البيت ، ازاي مش مقدرة تعبي ومش مقدرة طحني في الشركة ها ؟ علشان يوم واحد ماجيتش فيه بتكرهيني ؟
في البداية ماكانتش فاهمة ماله لكن دلوقتي فهمت انه سمعهم وافتكر انهم بيتكلموا عنه ، هي ونور بصوا لبعض ونور حاولت توضح : نادر انت فهمت غلط .
بصلها وزعق بحنق: ايه اللي فهمته غلط ؟ كرهها ليا ؟ ولا تهديدها ليكي لو كلمتيني هتقاطعك انتي كمان ؟
حاولت تتكلم بس شاور بايده منعها وملك بصتله بحيرة: انت فاهم غلط – حاول يعترض فزعقت بنفاد صبر- مش بنتكلم عنك أصلا افهم .
هنا هو سكت وبصلهم الاتنين بعدم فهم ؛ هو سمعهم قالوا نادر ، مجاش وانشغل عنهم فازاي مش بيتكلموا عنه ؟ بصلهم بصدمة وبيبدل نظراته بينهم وهو بيسأل بحيرة: بتتكلموا عن مين ؟ نادر مـ …
هنا افتكر دكتور نادر واهتمامه بيهم ونظراته وخوفه وقلقه ، فهم هما الاتنين بيتكلموا عن مين ؟
اتبدلت نظرات الحيرة بالفهم وبعدها الغضب وهو بيسأل : عمل ايه المتخلف ده ؟ زعلك ازاي ؟
الاتنين بصوا لبعض بصمت وتردد فزعق بحزم : اتكلموا عمل ايه وزعلك ازاي ؟
ملك بصتله بهدوء : ممكن تهدا وما تتدخلش انت ؟ سيبني أتعامل و …
قاطعها بغضب : ما تخلينيش أروح أمسح بيه المستشفى أنا أصلا مش بطيقه فانطقي عمل ايه ؟
ملك بصت لأختها تقول أي حاجة فاتكلمت بتوتر: هو بس مجاش هنا من امبارح يا نادر وبعتلنا دكتور تاني غيره ، ولما طلبنا من التاني يكتبلها خروج رفض وقال دي حالة دكتور نادر ودلوقتي هو جه تاني وبرضه رفض يكتبلها خروج فاحنا مش عارفين نوصل للدكتور نادر بس علشان يكتب خروج لملك وده اللي ضايقنا .
نادر هز دماغه بتفهم وبعدها بصلهم : أنا هجيبه من قفاه هو مش بمزاجه أصلا ما يجيش يتابع الحالة بتاعته .
سابهم وخرج وملك اتوترت وبصت لنور : روحي وراه بسرعة روحي .
نور خرجت وراه وحاولت توقفه بس كمل في وشه ، راح لمكتبه مالقاهوش وبعدها سأل عنه وعرف بمكانه .
د/ نادر قعد مع عائشة لحد ما هداها ورجعت تنام من تاني ساعتها هو قام خرج من أوضتها وحاول يتماسك قدام عمار وابنه ويطمنهم عليها انها بخير ، قاطعه وصول نادر بغضب : هو انت هنا بتكشف بمزاجك ولا ايه ؟ مش في حالة سيادتك مسئول عنها ولا انت بتعمل ايه بالظبط ؟
عمار وابنه بصوله باستغراب وهو ماكانش مستعد حاليا يتكلم مع أي حد من طرف ملك فحاول يعتذر بهدوء : أنا لسه خارج من عمليات وأكيد مش فاضي وبعدين بعت …
قاطعه بعصبية : الحالة حالتك يبقى ما تبعتش حد ، لكن تبعتلي دكتور كل ما نطلب منه حاجة يقول حالة دكتور نادر ومعرفش ايه ؟ حضرتك تيجي معايا دلوقتي عندها ولو هي كويسة تكتبلها خروج.
نور مسكت دراعه برجاء : نادر أرجوك اهدا واتكلم بالراحة لو سمحت – بصت للدكتور واتكلمت بإحراج- دكتور نادر لو سمحت .
قاطعها أخوها بغيظ: مفيش لو سمحت هو يجي دلوقتي مش بمزاجه ، هو شغال في المستشفى دي وهو مسك حالتها يبقى مابقاش بمزاجه أصلا .
د- نادر بصله بغضب : أنا اه شغال في المستشفى دي بس مش شغال عندك ومش انت اللي هتقولي أروح لمين وما أروحش لمين؟! وبعدين اللي يسمعك كده يقول انك بتهتم بيها وبتحبها !
نادر مسك في هدومه بانفعال : انت بتقول ايه ؟
د/ نادر حاول يخلص ايديه وزعق : بقول اللي سمعته ، اللي يشوفكم يقول بتحبوها ، فكرني آخر مرة زورتها امتى ؟ ده أنا ماشوفتش طلتك البهية إلا أول يوم و ياريتك اهتميت بيها هي أو اهتميت بوجعها ، ده انت كنت بتتخانق يا محترم .
نادر فضل باصصله للحظات بعدها بكل قوته ضرب د/ نادر لكمة لدرجة انه كان هيقع على الأرض .
د/ نادر مسح الدم اللي نزل من بوقه ورفع راسه بصله بتهكم : كنت فاكر انك عصبي مش همجي .
نادر كان هيهجم عليه تاني بس صوت ملك وقفه : نادر ، كفاية .
كلهم بصولها وهي بصت لدكتور نادر بجمود : احنا هنمشي من هنا ، انت مش مضطر تستخبى أو تدفن نفسك في عمليات أو تبعتلي دكاترة تانيين -بصت لأخوها باقتضاب- يلا من هنا روحني يا نادر .
مشيت خطوتين مع أخواتها بس افتكرت حاجة فوقفت وأخوها بصلها فاعتذرت : لحظة يا نادر .
رجعت عند حبيبها وقفت قصاده وهو بصلها بجمود ، دموعها لمعت بس اتماسكت : كنت قايلي انك لقيت القلب بتاعي – مدت ايدها له وكملت – ممكن تجيبه ؟
استنت انه يعتذر أو يرفض أو يقولها أي حاجة بس للأسف بكل هدوء حط ايده في جيبه وطلعه وحطه في ايدها وسط صدمتها ، اتقابلت نظراتهم بس هرب من عينيها وبص بعيد فقفلت هي ايدها على القلب ، قصة حبها انتهت وحبيبها رجع قلبها مش عايزه وانتهت الحكاية قبل ما تبدأ من الأساس.
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية جانا الهوى) اضغط على أسم الرواية