رواية جانا الهوى كاملة بقلم الشيماء محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الخامس 5
آية بصتله وبصت لكل اللي حواليها وهو ماسك ايدها وباسها بابتسامة: يلا يا حبيبتي .
سحبت ايدها وهي باصة حواليها بصدمة ومش بتنطق فمسك دراعها برجاء : يلا المحامي مستني ، خلينا نمضي على الورق وتبقي مراتي رسمي وقانوني .
بصتله بذهول : قانوني بس مش شرعي !
بصلها بضيق خفي وردد : شرعي ؟
عيونهم اتقابلت في نظرة طويلة كلها عدم ثقة وأكدت بقوة : أيوة شرعي ، وبعدين ده ولا حتى قانوني ، القانون مش معترف بجواز بالشكل ده ، انت ايه اللي بتعمله ده يا حازم؟ وكل ده ليه ؟
بص لعينيها بغضب : علشان أوصلك يا آية ، علشان بحبك .
حركت راسها برفض : مش بالطريقة دي أبدا ، ده مش حب أبدا .
مسك دراعاتها الاتنين بإقناع: حبيبتي ، احنا هنعمل الورق ده ونتجوز بشكل عرفي ونخرج دلوقتي ايدينا في ايدين بعض ونطلع على بيتكم ونوريهم الورق ده وانك بقيتي مراتي ساعتها ….
قاطعته بسخرية : ساعتها ايه ؟ متخيل ايه اللي يحصل ساعتها ؟ بابا ياخدك في حضنه ويقولك يا أهلا يا جوز بنتي ؟
اتضايق من تهكمها وردد: لا يا ستي مش هياخدني في حضنه بس هيوافق نتجوز بشكل رسمي ، أنا مش عايز من العرفي ده غير اني أجبرهم نتجوز رسمي .
رجعت خطوة لورا وهي مش شايفة غير واحد مصمم يحط راسها في الارض وراس عيلتها كلها ، حاولت تشوف الحب اللي بيتكلم عنه أو تحسه بس كل اللي شايفاه واحد بيصمم بكل الطرق انه يوطي راس عيلتها ، في ألف طريقة ممكن يقنعوا بيها عيلتها غير دي .
حازم قرب منها بابتسامة مشجعة: يلا يا آية طاوعيني ، طيب خلي الورق معاكي انتي لو عايزة تطمئني أكتر ، يعني شوفي ايه الضمانات اللي عايزاها ونعملها ؟
– شاور للمحامي اللي قرب فبصله وكمل – فهمها ان الوضع أمان بالنسبة ليها واننا بس عايزين نقرب من بعض والعقد اللي هيتكتب مافيهوش أي ضرر ليها .
المحامي بصلها وابتسم بعملية : شوفي عايزة تحطي أي شروط للعقد وأنا معاكي ، اللي يريحك هنعمله ، اتفضلي اقرئي طيب العقد وشوفيه بنفسك .
قربت وقعدت جنب المحامي اللي ادالها ورقة بتقرأ فيها ان بمجرد الورقة هتكون موافقة تكون زوجة حازم وانها بتتجوزه برضاها وكامل قواها العقلية وبدون أي ضغط من أي حد .
حازم مسك قلم وقعد جنبها بمكر: حبيبتي افتكري كل لحظة حلوة قضيناها مع بعض ، كل مرة ضحكنا وفرحنا و وعدنا نفسنا نفضل نحب بعض لآخر العمر ، افتكري حبنا واديله فرصة يكبر ويكبر ، خلينا نقول للعالم كله اننا بنحب بعض ، دي مجرد إمضاء يا آية ، جرة قلم هتجمعنا .
في نفس الوقت ، سيف بيتصل بآية كل شوية وموبايلها بيرن لحد ما يفصل بدون رد منها ، كان هيتجنن وأفكاره كلها محصورة في حازم وحس انه لو طاله هيقتله .
أبوه وأمه جنبه وخافوا من توتره بالشكل ده ، أمه قربت منه بتردد: دي مش أول مرة آية تخرج ليه خايف عليها بالشكل ده ؟ سيف انت بتخوفني .
بصلها ومش عارف يقولها ايه ؟ وقف بجمود : أنا طالع أتمشى بعربيتي شوية ولو وصلت أو كلمتك بلغيني .
جه يتحرك بس أبوه وقفه بحيرة : فهمنا في ايه ؟ ليه متوتر كل ده ؟ وبعدين عملت ايه مع نانيس؟ خرجتها ؟ عرفت منها مين نشر الفيديو ؟ فهمنا ايه اللي حصل ؟
أخد نفس طويل وبصلهم وحاول يطمنهم : نانيس خرجتها زي ما قلتلك والباقي ما تشغلش بالك بيه .
عز وقفه تاني قبل ما يخرج بضيق : دي مش إجابة أبدا يا سيف ، عرفت ايه؟ انطق واتكلم ، مين نشر الفيديو ليك وكان بيهددك ينشر صورتك انت وهمس ؟
بصلهم الاتنين وشاف الإصرار في عيونهم انهم يعرفوا الحقيقة ، فرد بهدوء : حازم اللي نشر الفيديو بعد ما اتفق هو ونانيس ، ده اللي عرفته وده اللي مضايقني لان حتة جوايا كانت بتتمنى يتبرأ حازم علشان أسامحه ويكون مع آية ، بس الحتة دي اتدمرت .
سلوى قربت من ابنها بخوف: وبتسأل على أختك ليه دلوقتي ؟ بلاش تزعقلها أو تعاتبها أو ….
قاطعها بضيق من تفكيرها فيه بالشكل ده: يا أمي لا طبعا ألوم ايه ؟ وأعاتب ايه دلوقتي ؟ أنا بس كنت عايز أكون معاها وما نسيبهاش لوحدها ، مش عايزينها تحس اننا ضدها ، بلاش نخليها تاخد جنب وتحس ان احنا التلاتة في جانب وهي في جانب زي ما قالتلك ، انا كنت مصدوم من حازم ومنها بس دلوقتي ما يهمنيش غيرها .
سلوى ابتسمت لابنها بفرحة: ربنا يخليكم لبعض ، خلينا نرن عليها ، يمكن مش عايزة ترد عليك علشان زعلانة منك .
رنت سلوى بس برضه ما ردتش ورن عز وبرضه ما ردتش ، التلاتة فضلوا يرنوا عليها ويكلموا أصحابها ومعارفها وبيحاولوا يعرفوا هي فين ؟
سيف وقف مرة واحدة وقرر يخرج يدور عليها في أي مكان؛ مش هيفضل يستنى كده ، قام ويادوب فتح الباب فلقاها في وشه واتقابلت عيونهم في نظرة طويلة انتهت بعياطها ورمت نفسها في حضن سيف اللي ضمها وبيحاول يهديها : اهدي يا آية اهدي يا حبيبتي خلاص .
دخلها وأبوها وأمها جريوا عليها بقلق وحضنوها وكأنها غايبة من سنين وعاتبوها انها خرجت بالشكل ده وقلقتهم، بصتلهم وهي مستغربة ازاي الحب والقلق والخوف دول غابوا عنها ؟ ازاي قدرت تقف في وش أخوها وتقوله انها بتكرهه ؟ ازاي وقفت في وش مامتها وقالتلها كل اللي قالته ده ؟
عيطت أكتر وكلهم فضلوا حواليها يطمنوها انها مش هتكون لوحدها وكلهم هيفضلوا معاها ، مرة واحدة انتبهت وبصت لأخوها بعيون مشوشة من البكاء : عرفت مين نشر الفيديو ؟ سمعتك بتقول لبابا انك هتساوم نانيس وتعرف منها مين نشر الفيديو ؟ عرفته ؟
بصلها لفترة ونظراته جاوبتها وهي ابتسمت بحزن و خذلان : حازم صح ؟
جاوبها بإشارة من راسه وقرب منها حط دراعه حواليها يضمها ورد بصدق: كان نفسي ما يطلعش هو ، كان نفسي أصدق انه بيحبك بجد بس ….
قاطعته آية بحزن: بس مش كل حاجة بنتمناها بتحصل .
حازم قاعد في شقته متعصب من اللي آية عملته ، موبايله رن فرد بضيق: أيوة.
• عملت ايه ؟ مضيتها على الورق ؟
اتكلم بغيظ : حضرتها مسكت القلم وكانت هتمضي بس مرة واحدة رفعت مناخيرها للسما زي أخوها وقالت أنا آية الصياد ومعرفش ايه وايه وايه ؟ بنت الكلب كانت هتبقى في جيبي .
سمع ضحكه في التليفون بعدها صوت ساخر : قلتلك من الأول مالهاش لازمة الخطوة دي بس انت اللي قلت لازم أحط راسه في الأرض ، أنا سيبتك تلعب وتتسلى لكن كفاية كده لعب ولف ودوران ، اقفل قصة سيف وآية ولا فيديوهات ولا صور تاني و …..
قاطعه حازم بغضب : أنا وراه لحد …..
• رد بنبرة مخيفة : إياك تقاطعني تاني وأنا بتكلم وقلت اقفل قصتهم يبقى تسمع الكلام وكفاية أوي كريم المرشدي اللي دخلتهولي في اللعبة ، أنا كنت فى غنى عنه هو وابن الدخيلي أصلا الاتنين ثنائي ما بيفترقوش ومحدش بيقدر عليهم وعلى قد ما ابن المرشدي هادي وچنتل على قد ما ابن الدخيلي صعيدي ودماغه لما بتقفل محدش بيقدر يقف في وشه والاتنين انت بغبائك دخلتهم وطلعوا أصحاب سيف فربنا يستر والصحوبية دي ترجع تنام وتهدا لان لو اتحدوا مع سيف فكده كل اللي عملناه السنين اللي فاتت دي وكل المشاريع الفاشلة اللي دخلنا عز فيها هيقدروا التلاتة يعوضوها في سنة وبكده هنكون خسرنا وليه؟ بسبب غبائك وغيرتك اللي مالهاش قيمة من سيف ، فاعقل كده وكمل اللي بدأناه وسيف هينتهي لو شركته انتهت واتدمرت لكن طول ما الشركة دي شغالة هيفضل دماغه فوق، وسبق و وعدتك اني لو حطيت رجلي فيها هعينك مديرها وهخليك انت مكان سيف وساعتها هترضي غرورك لكن الغباء اللي بتعمله دلوقتي هيغرقنا فهمت ولا أشطبك خالص من على وش الدنيا علشان تبطل تعارضني ؟ اللعب مع سيف انتهى .
قفل بدون ما يديله فرصة للرد وحازم فضل باصص للتليفون بغيظ وحاسس انه عايز يصرخ بصوته كله من القهر.
سيف خبط على آية ودخل عندها كانت متكورة وضامة رجليها بايديها وبتعيط ، قعد جنبها بهدوء وقرب منها مسح دموعها بحنان : والله ما يستاهل دمعة واحدة من دموعك دي يا آية .
اتنهدت بتعب وهي بتمسح دموعها وردت بندم: مش بعيط علشانه ، بعيط على نفسي اللي رخصتها أوي معاه ، بعيط لأني كنت غبية وما شوفتش انه كل اللي كان عايز يوصله هو انت وبس ، كان عايز يمسك عليك أي ذلة وبس .
سيف قرب منها حضنها : طيب اهدي بقى وارمي ورا ظهرك يا آية ، الحمد لله انها انتهت على كده ، الحمد لله انك بخير لان ده بس اللي يهمني حاليا .
عيطت في حضنه شوية وهو بيطبطب عليها وبيحاول يهديها وبعد ما هديت شوية سألها بمغزى: كنتي فين النهارده ؟ وليه خرجتي بدون ما تقولي لحد وقلقتينا بالشكل ده ؟
بصتله بتردد وقررت تقوله اللي حصل مهما يكون رد فعله : روحت قابلته
استنت انه يثور ويزعق بس كان هادي وهو بيسمعها وملامحه ثابتة فكملت : طلب يقابلني ضروري فنزلت أشوفه كمرة أخيرة ، هسمعه وأقوله ان الطريق ليا عن طريقك انت فلو عايزني يبقى يصلح علاقته بيك .
سألها بترقب : وبعدين ؟ قلتيله ؟
عيطت وحركت راسها برفض : اتفاجئت بيه مجهز المحامي والشهود .
بصلها بذهول : محامي ايه ؟ وشهود ايه ؟ – وقف بخوف- انتي عملتي ايه يا آية بالظبط ؟
وقفت بسرعة توضح : لا لا ما عملتش أي حاجة يا سيف ، ماقدرتش أعمل أي حاجة أصلا .
سألها بتوتر وهو بيحاول يسيطر على أعصابه : المحامي كان ليه ؟
بصتله لوهلة بخوف وبدأت تحكيله اللي حصل بالتفصيل
((فلاش باك ))
كانت بتسمع حازم وشايفة موبايلها اللي قفلت صوته بينور باسم حد ويفصل ، أخوها ، أمها ، أبوها ، التلاتة بيرنوا وحاولت تتخيل شكلهم لو راحت ايدها في ايد حازم تقولهم انها اتجوزته .
حاولت تفتكر قسوة أبوها أو أمها أو حتى أخوها عليها بس هي كانت مدللتهم الصغيرة ودلعوتهم وكلهم بيحبوها.
وقفت مرة واحدة بحزم وحازم وقف بصلها بقلق : يا آية ….
قاطعته بملامح كلها غضب واتكلمت بتكبر وحزم : أنا آية الصياد بنت عز الدين الصياد ويوم ما هتجوز هيتعملي فرح ما اتعملش لواحدة قبلي وأبويا وأخويا هيمسكوا ايديا ويوصلوني لجوزي ، مش أنا أبدا البنت الرخيصة اللي تتجوز بالشكل ده وتحط راس أبوها وأخوها أو أي حد من عيلتها في الأرض ، لو انت بتحبني زي ما بتقول تروح تبوس ايد بابا وتترجاه لحد ما يوافق مش تقولي تعالي نحط راسهم في الأرض ؟
حاول يتكلم بس هي شدت شنطتها و وقفت وطالعة وهو بيجري وراها يحاول يمسك ايدها أو يوقفها بس بصتله وزعقت باحتقار : ابعد عني يا حازم ولما تعرف قيمتي كويس وتعرف أنا مين تبقى توقفني وتتكلم معايا .
ركبت عربيتها واتحركت روحت بيتها وطول الطريق بتلوم نفسها انها حبت واحد زي ده ورخصت نفسها.
سكتت وبصت لأخوها وشايفة الغضب سيطر على كل ملامحه ، قربت منه ومسكت دراعه بندم : سامحني؛ أنا عارفة اني ما أستاهلش بس سامحني يا سيف ، انا مش عارفة ازاي كنت غبية كده ؟ ازاي وقفت قدامك وقلتلك بكرهك؟! سيف أنا عمري أبدا ما كرهتك .
اتنهد وبصلها بتفهم: أنا برضه ساعتها رديت عليكي بأسلوب غبي ، أنا عارف يا آية ان الكلام كان وقتي و وليد اللحظة محدش فينا يقصده بس المهم دلوقتي خلينا نقف ايدينا في ايدين بعض أنا محتاجك جنبي .
بصتله وهي بتحرك راسها برفض ودموعها بتنزل : أنا انتهيت يا سيف و ….
قاطعها وهو بيحط ايديه على كتفها من الناحيتين باستنكار: انتهيتي ليه ؟ علشان قصة فشلت ؟ أصلا ده ماكانش حب .
بصتله بخزي وهي بتمسح دموعها : هو ماحبنيش بس أنا حبيته أنا ….
قاطعها بإصرار : بصيلي يا آية ، بصيلي
– رفعت راسها تبصله فكمل بجدية – حازم صاحبي من سنين ، لو حبيتيه كنتي هتحبيه من زمان أوي ، من وانتي عيلة في ثانوي ، وانتي مراهقة وصغيرة ، أنا عمال أفتكر من زمان تصرفاته وأفتكر ازاي كان بيحاول يلفت انتباهك بس عمرك ما عبرتيه! انتي عمرك ما حبيتيه أبدا ومعرفش ايه اللي غير رأيك الفترة الاخيرة دي؟! فده مش حب يا آية .
علقت بحيرة : ما انت عرفت همس من كام شهر ….
قاطعها بتصحيح : همس ماكانتش قدامي من سنين فأنا حبيتها وهي حبتني مش عارفين بعض من سنين وفجأة حبينا بعض ، الله أعلم هو عمل ايه وانتوا برا خلاكي تتعلقي بيه! بس ده مش حب أبدا ؛ الحبيب اللي يخليكي توطي راسك قدام أبوكي وأخوكي ما يستاهلش يكون حبيب مش يطلب منك تتجوزي عرفي علشان تكسريهم ؟! اقفلي يا آية الصفحة دي وخلينا نحط ايدينا في ايدين بعض؛ شركة أبوكي بتقع وبتنهار ودي الشركة اللي دفع عمره فيها يكبرها ويبنيها ولازم دلوقتي نقف أنا وانتي ونوقفها من تاني .
آية بصتله بتردد : هنقدر ؟ أو أنا هقدر ؟ أنا يا سيف حاسة ….
كمل بتفهم: حاسة ان الدنيا كلها متقفلة في وشك بس ده إحساس مؤقت وهياخد فترته ويعدي ، خلينا ندفن نفسنا في الشغل لحد ما نعدي أزماتنا دي .
بصتله باستسلام : ما تبيع الشركة لعصام المحلاوي و ….
قاطعها بغضب : لا يمكن أبدا أوافق ، لا يمكن أستسلم قصاده .
علقت باستغراب : انت ازاي هتتجوز بنته ؟
اتنهد وبصلها بهدوء: هاجل الجواز ده على قد ما أقدر ، ساعديني علشان أقدر ونستغنى عنه ويمكن ساعتها نرجع أنا وهمس .
بصتله باهتمام : انت ممكن تتنازل عن الشركة له وساعتها هترجع لهمس برضه!
حرك راسه برفض : لا يا آية لا ، حبيبتي الشركة دي أبوكي بدأها من الصفر وكبرها و وصلها لدرجة عالية أوي ، أنا مش قادر أنسى فرحته لما قلتله اني هدخل مجال الهندسة ده وقال أخيرا ابني هيطلع ويشاركني؟ بس للأسف خلصت واتخليت عنه ، اتكسر وفرحته اتدمرت لما اتخرجت وقلتله اني هتعين معيد وعايز أسافر أحضر برا الماچستير والدكتوراه وبالرغم من ان ده هد أحلامه بس ابتسم في وشي وقالي أحقق حلمي أنا كمان زيه ، يمكن لو كنت وقفت معاه ومسكت الشركة ماكانش حد قدر يوقعها ولا كانت وقعت أصلا ، آية أنا اتخليت عنه وجه الوقت اللي لازم أمسك ايده وأعديه من الأزمة دي، أنا سيبت همس لان اللي حصل للشركة غلطي؛ لأني سيبته لوحده، بعدين أبونا عمره ما كان غبي أو ضعيف أو ما بيعرفش ياخد قرارات فمعنى ده ان حد وقع الشركة بالشكل ده ومسئوليتنا دلوقتي نعرف مين وقعها وليه؟ ونرجعها من تاني حطي ايدك في ايدي وخلينا نقف جنب بعض .
بصتله بعجز بادلها بأمل ان الأيام الجاية هتبقى أحسن
بالفعل رجعت الشركة جنب أخوها والاتنين قرروا يوقفوها من تاني .
سيف راح الكلية وطلب من الأمن يجيبوا هايدي عنده من المدرج بتاعها وبالفعل جابوها وسط حالة من الذهول عند دكتور ممدوح رئيس القسم ، دخلت متوترة وخايفة وبصت لسيف ولممدوح وهي مش عارفة ايه اللي حصل ؟
سيف قاعد وحاطط رجل على رجل وبصلها بهدوء: هاتي الكارنيه بتاعك .
طلعت الكارنيه بتوتر وبتديهوله فشاور بدماغه تحطه على المكتب وهي حطته وبصتله بتوتر : خير يا دكتور ؟
أمرها بدون ما يبصلها : خلاص امشي برا الكلية .
بصتله بذهول : أمشي يعني ايه ؟ والكارنيه ؟
التفتلها بحسم : لا انسي الكلية وانسي الكارنيه ، سيادتك ممنوعة من دخول الامتحانات فاتفضلي .
دموعها نزلت بخوف : ليه ؟ أنا عملت ايه ؟
ممدوح بصلها باحتقار: انتي عارفة كويس عملتي ايه ؟ والطلاب اللي بأخلاقك مالهمش مكان هنا فاتفضلي ما تضيعيش وقتنا .
هايدي قربت وهي بتعيط: طيب عرفوني أنا عملت ايه ؟ أرجوكم أنا خلاص فاضلي سنة وأتخرج – بصت لسيف برجاء- دكتور سيف لو سمحت فهمني عملت ايه ؟
سيف فضل ساكت شوية وبعدها بصلها باستخفاف : انتي عارفة عملتي ايه كويس يا هايدي سواء في المدرج عندك أو في الرحلة .
حركت راسها برفض : أنا ماعملتش أي حاجة ولو قصدك الصورة فدي مش أنا دي …..
قاطعها وابتسم بتهكم: هي قالت انه انتي .
حركت راسها بإنكار وهيستريا: كدابه دي هي .
بصلها بتركيز : يعني انتي عارفة اهو انتي عملتي ايه؟
اتوترت واتراجعت بخوف : أنا ماعملتش أي حاجة أنا ….
قاطعها بغضب : انتي صورتي الصورة دي ليه ؟ وكنتي قاصدة بيها ايه ؟
مسحت دموعها بخوف: والله كانت بس مجرد هزار ، أنا بس زقيت همس علشان أوقعها وعارفة انه هزار رخم بس هزار على أساس تقع وأصورها ونضحك شوية بس اتفاجئت بحضرتك لحقتها ومسكتها واتفاجئنا بالصورة بالشكل ده ومافكرتش أبدا أستخدم الصورة بأي شكل ، نانيس هي اللي استخدمتها ، أرجوك صدقني يا دكتور ولو عايزني أتأسف لهمس هنزل أتأسفلها بس والله ما كان قصدي أبدا أضرها أو أضر حضرتك .
سيف بص لممدوح بهدوء : سمعت حضرتك بنفسك ان الموضوع كله سخافة بنات مع بعض ؟
ممدوح بصلها باتهام: وليه زقيتيها في الميا؟ كنتي عايزة تقتليها ولا ايه ؟
عينيها وسعت وحركت راسها بعنف ترفض الاتهام ده : لا محدش كان قصده قتل أبدا وبرضه نانيس اللي زقتها مش أنا ، هي قالتلي بس أمسك ايدها فمسكت ايدها وأنا مش فاهمة هي هتعمل ايه ؟ واتفاجئت بيها بتزقها ده بس اللي حصل .
ممدوح سمعها وبعدها حرك راسه بهدوء: طيب اتفضلي من هنا.
بصت للكارنيه بتوتر: آخد الكارنيه ؟
بصلها بصرامة : لا طبعا سيادتك مرفودة فاتفضلي برا.
داس على زرار وجم بتوع الأمن طلعوها برا الكلية كلها وسط عياطها وانهيارها .
نفس اللي حصل مع هايدي عملوه مع نانيس اللي اتصدمت لانها افتكرت ان سيف هيسيبها في حالها بعد ماكسر غرورها في القسم ويكتفي بس انتقامه ماوقفش لمجرد اعتذارها ده ضيع مستقبلها تماما.
سيف بص لممدوح باستفسار: حضرتك ناوي تطردهم بجد ؟
بصله باهتمام وقلع نظارته : انت ايه رأيك ؟
فكر واختار كلماته بهدوء: يتفصلوا أسبوع وبعدها ترجعهم على الامتحانات ودي تكون مجرد قرصة ودن انهم يحترموا بعض ويتعاملوا بأدب مع بعض ومنافستهم تكون شريفة.
حرك راسه بتفكير وبيدرس الكلام اللي بيسمعه وبعدها بص لسيف بتركيز ولبس نظارته من تاني : دلوقتي دورك انت ، ليه كل القلق اللي حواليك ده ؟ ليه كل الإشاعات اللي بسمعها حواليك ؟! ليه اهتمامك بالبنت دي بالذات ؟
سيف اتوتر شوية بس حاول يتكلم بشكل طبيعي : أنا بهتم بكل طلابي و …
قاطعه بغيظ : لو سمحت ما تكلمنيش بشكل عام يا سيف ، أنا بحبك وبحترمك وبحترم والدك واحنا أصحاب بشكل شخصي بس ده مش هيديلك الحق أبدا انك تعمل علاقات مع طلابك و ….
قاطعه سيف بنفي : أنا مش بعمل علاقات مع طلابي .
سأله باهتمام : امال ايه سر اهتمامك بيها ؟ كل شوية بسمع اتهام أو رغي أو كلام أو فيديو يتنشر أو صورة تتهدد بيها أو أو أو ، ليه البنت دي بالذات ؟
بصله وهو بيفكر يقول ايه؟ ولوهلة فكر يقول انه بيحبها بس تراجع ؛ لان ده هيثبت كل الإشاعات اللي طالعة حواليهم .
بصله بهدوء: همس الأولى على الدفعة بتاعتها ، بنت شعلة نشاط ، ذكية ، طموحها واصل للسما ، وده اللي لفت انتباهي ليها وحبيت أدعمها وأشجعها تحقق حلمها انها تتعين معيدة ، هي بطبيعتها بتسأل كتير ، بتتناقش أكتر ، أسئلتها ما بتنتهيش وأنا مكتبي مفتوح لكل طلبتي مش بس هي ، تميزها خلى اللي حواليها يغيروا منها ، بعدين حضرتك تعرفني من زمان وعارف اني مرتبط وخاطب الدكتورة شذى فأكيد مش هبص لطالبة عندي .
حرك راسه بتفهم وقاطعهم خبط على الباب والاتنين بصوا للباب وسيف سمعه بيردد : خلينا نسمعها هي كمان .
بصله بصدمة : تسمع مين ؟
ابتسم بخبث : الطرف التاني من الحكاية – على صوته- ادخل .
دخلت همس والاتنين اتفاجئوا ببعض وهمس قلبها وقع بين رجليها ، نقلت نظراتها بينهم الاتنين بعدها ركزت على دكتور ممدح بتوتر : خير يا دكتور ؟ حضرتك طلبتني ؟
بصلها بصرامة : ايه كل المشاكل اللي انتي عاملاها دي يا بشمهندسة همس؟ مشاكلك كترت أوي السنة دي وأنا مش بحب الطالب اللي بيعمل مشاكل ، فايه حكايتك ؟ طول عمري بعزك وبحترمك فايه اللي اتغير دلوقتي ؟
بصت لسيف بخوف ورجعت بصتله ومش عارفة تقول ايه ؟
سيف قاعد بجمود ظاهري وباصص قدامه بس من جواه قلبه بيدق بعنف وخصوصا انه حاسس برعبها وخوفها واتمنى لو يقدر يطمنها بس أي كلمة هتكون ضدها مش في محلها واتمنى همس القوية اللي هزأته في أول يوم ترجع النهارده.
همس كانت هتعيط بس لو انهارت أو عيطت حياتها كلها هتنتهي ، النهارده لازم تكون همس القوية اللي بتقف في وش أي دكتور ومش بيهمها حد ، أخدت نفس طويل وتماسكت وبصت لممدوح وحاولت تظهر طبيعية وهادية : أي مشاكل يا دكتور ؟ حضرتك وضح بالظبط تقصد ايه ؟
أعجب بهدوئها أما سيف فابتسم من جواه انها اتكلمت بثقة وبص لممدوح اللي سألها : أي طالب لما بيغلط بيكون عارف غلطه فين فانتي غلطتي في ايه ؟ انتي قوليلي ايه غلطك ؟
فكرت شوية وبعدها بصتله ببراءة مصطنعة : لو حضرتك تقصد خلافي مع دكتور أحمد لما طردني من المحاضرة فأنا ماكنتش غلطانة بالعكس هو غلط و ….
سيف بصلها بذهول وحرك راسه برفض بس ممدوح اعترض : سيبها تتكلم براحتها يا دكتور سيف .
بصله بغيظ : أنا نسيت أضيف ان من ضمن صفاتها انها مندفعة شوية ومش بتعرف امتى تفرمل .
ممدوح رد بفضول : عايز أعرف الدكتور أحمد غلط في ايه ؟ كملي يا باشمهندسة .
همس ابتسمت بانتصار وكملت ببراءة : هو كان شرح نقطة وبعدها وهو بيحل مسألة قال عكس الكلام اللي سبق وقاله فأنا اعترضت وقلتله انه لسه قايل عكس الكلام ده بس هو طردني ورفض يسمعني ، أنا بس اعترضت لان الطلبة هيتلخبطوا ومش الكل هيعرف الصح والغلط .
ممدوح علق باستفهام : وانتي ؟ مش من ضمن الطلبة دي ؟
بصتله بثقة : حضرتك عارفني يا دكتور وعارف اني بحب أقرأ بنفسي قبل ما آخد أي كلام مسلم بيه ، فأنا قرأت الدرس مرة واتنين وفهمته وكان عندي حق لما اعترضت على الدكتور لأنه جاب مسألة في الامتحان وكل الطلبة اتلخبطوا فيها وحلوها غلط .
سألها باهتمام : وانتي ؟
ابتسمت بفخر : حليتها صح لأني زي ما قلت قرأت الدرس وفهمته كويس .
سيف ابتسم وافتكر اتهامها له انه عايز ينقصها وقال جواه انها نصابة كبيرة ولازم يحترس معاها .
كملت همس : وساعتها طلعت الأولى بسبب الغلطة دي – فكرت شوية وبعدها قالت بهدوء- بس ماعنديش مشاكل تاني .
سألها باهتمام : الصورة اللي اتصورتلك انتي والدكتور سيف ، مين صورها ؟
هنا قلبها وقع وبصت لسيف ورجعت بصتله وسكتت ماعرفتش تقول ايه؟ فسيف اتدخل بسرعة : حضرتك سمعت بنفسك من نانيس وهايدي ايه اللي حصل وانها مجرد غيرة بنات ومقلب سخيف مش أكتر .
بصله بضيق : عايز أسمع منها هي .
شاورلها بايده تتكلم فأخدت نفس طويل وحكت استلامها للرسالة وتهديد نانيس ليها وبعدها تدخل دكتور سيف وكل اللي حصل في الفترة الأخيرة .
سألها أخيرا سؤال مباشر : انتي بتحبي دكتور سيف يا همس ؟
الاتنين بصوله بصدمة وسيف سكت ماعرفش ينطق أو يتكلم أما همس فضلت باصاله بعدم استيعاب مش عارفة تقول ايه؟! فكرر سؤاله : بتحبيه ؟ أعتقد سؤالي واضح ؟
أخدت نفس طويل وردت بتردد: بحبه كأستاذي و ….
قاطعها بغضب : وأنا مش قصدي الحب ده فبلاش تنرفزيني ، بتحبي أستاذك يا همس ؟
بصتله بقوة وقلبت الدفة عليه: دكتور ممدوح طول عمري بعتبرك زي والدي قبل ما تكون أستاذي وحضرتك عارفني من أول سنة جيت فيها القسم ده واعتبرتني زي بنتك فأعتقد لو حضرتك اعتبرتني فعلا زي بنتك ماكنتش أبدا هتوقفني قدامك تستجوبني بالشكل ده لأن هيكون عندك ثقة فيا أكتر من كده ، أنا طالبة هنا وأخلاقي وسمعتي مش موضع نقاش أبدا ومستوايا أكبر دليل هنا .
سكتت وهي مكشرة ، فبص لسيف : وانت يا دكتور سيف بتحب تلميذتك ؟
بصله بثقة: اه بحبها يا دكتور ممدوح
– الاتنين بصوله بصدمة فكمل بذكاء – وبحب كل طلبتي مش هي بس ، وإجابة لسؤالك فهقولك اني مرتبط وبحب الإنسانة اللي مرتبط بيها فوق ما تتخيل – همس بصت للأرض بحزن وبتحاول تكبت دموعها وهو كمل– ولا يمكن أبدل حبها بأي حاجة تانية ودبلتها في ايدي أكبر دليل على حبي ده ، أعتقد كده جاوبتك ؟
همس حست ان قلبها هيخرج من مكانه بعد تصريحه ده واتمنت لو تصرخ وتقول انها بتعشقه مش بس بتحبه .
انتبهت لممدوح بيكلمها : روحي انتي يا همس خلاص .
خرجت من عندهم كانت هالة في انتظارها ومتوترة: ايه كان عايز ايه ؟
بصتلها بهدوء : تعالي نبعد عن هنا الأول .
جوا في المكتب سيف بص لممدوح بهدوء : ها عندك اتهامات تانية ؟
ممدوح بتراجع : سيف انت عارف كويس اني مش بتهمك بأي شيء وإلا رد فعلي كان هيختلف تماما عن ده ، بس نرجع لسؤالنا الأساسي ، طالما مش بتحبها ليه مش عايز تحط الامتحان بنفسك ؟ ليه جيت تطلب مني أحط أنا الامتحان ؟
بصله بهدوء : لان زي ما انت شوفت بنفسك الغيورين كتير والرغي بقى كتير ومش عايز حد يقول انها تفوقت لأي سبب غير انها متفوقة بذاتها وبنفسها ، بعدين ايه المشكلة اني أطلب منك ده ؟ عايز أعرف مستوى طلابي ايه ؟
بصله بعدم اقتناع : لو كل دكتور عنده طالب متميز ماحطش الامتحان علشان تميزه فكده الدنيا هتبوظ .
رد بهدوء: خدني على قد عقلي معلش وحط الامتحان بنفسك ، طلابي مستعدين لأي امتحان من أي نوع وده اعتبره تحدي بيني وبينك على مستواهم .
ابتسم وعلق بمرح: يعني أحط امتحان صعب ونشوف ؟
رفض بسرعة : لا طبعا حط امتحان طبيعي في المعقول زي أي امتحان .
ابتسم وسكتوا الاتنين بعدها لفت انتباهه الدبلة وردد لما لمح الحرفين : أول مرة أشوف دبلة مكتوب عليها من برا .
ابتسم بدون ما يعلق وممدوح قرأ الحرفين : H,S – بصله بتركيز وسأله بمغزى– همس وسيف ؟
سيف بصله أوي وحاول يبعد الشبهة عن همسته : أو شذى ؟
رد ممدوح بمشاكسة: والمعنى في بطن الشاعر صح ؟
سيف ضحك : في ايه يا دكتور ممدوح؟! وبعدين هنفضل نلف وندور كتير بالشكل ده ؟ هتحط الامتحان اوك مش هتحطه هقوم أجهزه ؟
وقف وممدوح بصله : هحط يا سيف الامتحان خلينا نشوف آخرتها ايه ؟
سيف خرج من عنده وأخد نفس طويل بارتياح بمجرد خروجه وبعدها كمل طريقه لبرا كانت همس مستنياه ولسه هتقرب منه بس هز راسه برفض فوقفت مكانها وهو تخطاها وكمل طريقه لعربيته اللي ركبها واتحرك يقف بيها بعيد .
همس اتصلت بيه وبمجرد ما خرج من الكلية رد عليها : اطلعي مستنيكي برا .
ما زودش كلمة وهي ما استنتش تسمع وخرجتله برا ركبت بدون ما تنطق فاتحرك بسرعة وفضل سايق كتير وبعدها ركن على جنب وبصلها فسألته : ايه اللي حصل ؟ وليه دكتور ممدوح استجوبني بالشكل ده ؟
جاوبها بتفكير : هتصدقيني لو قلتلك معرفش ؟
استغربت وكلمته بغيظ : يعني ايه ما تعرفش يا سيف ؟ وليه قبلها طلب هايدي اللي خرجت لبرا بالأمن وبعدها نانيس ؟
جاوبها : طردهم الاتنين .
شهقت : ايه طردهم ؟ طردهم ازاي ؟
شرحلها اللي حصل وبعدها سكتوا شوية وهي سألت : طيب ايه اللي عمل كل ده ؟ دكتور ممدوح عرف منين أصلا ؟
بصلها بتفكير : ده سؤال المليون يا همس ، هو عارف كل حاجة ، عايز أقولك انه عارف بعلاقتنا – عينيها وسعت وهو كمل – بالتفصيل ومش بس كده عارف اننا بنشتغله وعارف بالدبلة والحرفين اللي عليها .
حركت راسها برفض : لا يا سيف محدش يعرف بالدبلة دي أصلا ، يعني حتى لو عارف كل حاجة وسمع عنها مش هيعرف بموضوع الدبلة ده بالذات .
بصلها بتهكم : يا همس قالي الحرفين دول همس وسيف ؟
بصتله بحيرة : طيب منين ؟
بصلها لوهلة وبعدها سألها بترقب : مين يعرف بموضوع الدبلة دي عندك ؟
اتكلمت بثقة مطلقة : ولا أي حد ، سيف محدش يعرف أصلا بعلاقتي بيك غير اتنين بس .
اتكلم بهدوء قاتل : وحد من الاتنين دول اتكلم النهارده.
بصوا لبعض بحيرة وشك وهي أصرت : لا يمكن ، الاتنين أضمنهم بعمري ، هالة لا يمكن تتكلم .
علق بمغزى : بس خلود تتكلم .
رفضت كلامه : لا يا سيف لا، احنا اه نتخانق ونختلف بس ما توصلش بينا أبدا للأذية ، احنا أصحاب من ….
قاطعها بعصبية: وحازم كان صاحبي من عشر سنين يا همس وبالرغم من كده خاني بكل أشكال الخيانة اللي ممكن تتخيليها .
الصمت سيطر عليهم لوهلة وبعدها همس اتكلمت بتصميم : بس خلود مش ممكن تعملها يا سيف ، مش ممكن .
اتكلم معاها بهدوء : ليه مش ممكن ؟ انتي مش ملاحظة تغيرها الفترة الأخيرة ؟ أسئلتها اللي زادت عن حدها ؟ محاولاتها تظهر نفسها بالشكل ده ؟ طلوعها عندي كل شوية المكتب بأي حجة ؟ أسلوبها معايا اللي بيزيد عن حده كل شوية ، أنا قادر أعرفها قيمتها بس عامل خاطر ليكي ، لكن هي كده زودتها أوي .
همس بتفكر في كلامه كله وبتعيد كل تصرفاتها وخناقاتها معاها كل شوية وسألت السؤال اللي هي خايفة من إجابته : وهي بتعمل كل ده ليه ؟ طول عمرنا أصحاب ؟
اتنهد قبل ما يجاوبها بسؤال : وحازم عمل كل ده ليه ؟
بصتله بخوف مستنية إجابة للأسئلة دي : ليه ؟
بصلها بتعاطف معاها : علشان يا حبيبتي بيغيروا ، بيغيروا وعايزين اللي في ايد غيرهم .
فكرت شوية توزن كلامه ؛ بس اه ممكن حازم تصدق انما خلود هتغير منها ليه ؟ علشان تفوقها ؟ ماهي متفوقة زيها فايه اللي عندها مش عند خلود ؟
فكرت بصوت عالي معاه: طيب حازم وهيغير منك عايز مركزك ، وضعك في الشركة ، مستواك المادي أو الاجتماعي ، انت عندك كتير لكن أنا يا سيف هتغير مني ليه ؟ مستوانا زي بعض سواء المادي أو الفكري أو الاجتماعي فايه اللي عندي مش عندها ؟
ابتسم لبراءتها وتفكيرها : أيوة ده السؤال يا همس ، ايه اللي عندك مش عندها ؟
حركت راسها بحيرة : ولا حاجة ، ماعنديش أي حاجة يا سيف للأسف ممكن تطمع فيها ، أنا مش بملك حاجة يا سيف .
اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة مليانة حب و وجع وهو ابتسم بحزن : ولا حتى أنا يا همس ؟
بصتله وعينيها وسعت لان ده آخر شيء كان ممكن تفكر فيه؛ ان صاحبتها تطمع في حبيبها ، حست بوجع جواها ، صدرها بالفعل بيوجع وأنفاسها بتوجع وكل حاجة بتوجعها
حركت راسها برفض وبدموع بتهدد للنزول : بس أنا مش بملكك يا سيف ، أنا خسرتك يا حبيبي .
بص قدامه بوجع هو كمان وسند راسه على كرسيه وراه وايديه على الدركسيون قدامه واتكلم بوعد : اللي في القلب في القلب يا همس ولا هيقل ولا هيتغير أبدا ، هتفضلي حبيبتي وهفضل حبيبك مهما الظروف اللي حوالينا تتغير .
سكتوا الاتنين لحد ما هي بصتله بحزن: روحني يا سيف .
دور عربيته بدون ما ينطق و وصلها لحد مدينتها وهي نزلت بهدوء بدون ما تلتفت وراها بس عقلها هينفجر من التفكير ، هل معقول صاحبتها تكون خانتها بالشكل ده ؟ والأهم هل هي طمعت في حبيبها؟
بدر خلص شقته وبقت جاهزة من كل حاجة ناقصها فقط حبيبته تنورها ، كان موجود فيها وقبل ما يخرج موبايله رن وكشر لما شاف اسم طليقته بس رد عليها بإيجاز: نعم يا رشا ؟ عايزة ايه ؟
ردت بتبجح: عايزة أشوف ابني يا بدر ، هتخليني أشوفه امتى ؟
رد بهدوء مستفز : بعد الامتحانات تشوفيه غير كده آسف ، سلام .
وقفته بسرعة : بدر استنى .
قبل مايقفل التليفون سمعها فرجع للمكالمة بضيق : نعم عايزة ايه تاني ؟
اتكلمت بتفكير : أنا مستعدة أبعد عن حياتك نهائي وما تشوفنيش تاني وهقول لأنس اني فعلا اتخليت عنه وهقوله الحقيقة ببساطة وأرجعه لحضنك .
استغرب عرضها وسألها بانتباه : وفي المقابل عايزة ايه ؟
ضحكت : ومين قال اني عايزة مقابل ؟ مش يمكن بوريلك اني فعلا اتغيرت وكل اللي يهمني سعادتك ؟
ضحك بتهكم: بامارة سرقتك ليه ها ؟ أنا ممكن أصدق ان إبليس يتوب لكن انتي لا يا رشا ، انجزي وقولي عايزة ايه ؟
اترددت واتكلمت بطمع : شقة ومرتب ومش هتشوف وشي أبدا ، اديني شقة في العمارة بتاعتك واعملي مرتب وبس كده وأنا أوعدك مش هتشوفني تاني .
ضحك جامد وهي استنته يبطل ضحك لحد ما فعلا سكت ورد باستخفاف : وايه تاني يا رشا ؟ عايزة ايه تاني ؟
فكرت وكشرت : هعوز ايه تاني ؟ أنا طليقتك وأم ابنك ومسئولة منك و …..
قاطعها بتهكم : وايه تاني ؟ مش عايزة عربية ؟ ولا رصيد في البنك ؟
قاطعته بغضب : انت بتتريق ؟ أنا بطلب أقل من حقوقي .
زعق باستنكار: سيادتك مالكيش أي حق ، قال شقة قال ؟! انتي اتهبلتي ولا اتجننتي ؟ ولا جرى لدماغك ايه ؟ بقولك ايه ابنك يخلص امتحانات وخديه اشبعي بيه ، اشبعوا ببعض انتوا الاتنين ، وما تضايقنيش تاني بطلباتك السخيفة اللي زيك دي .
قفل السكة في وشها وهي اتنرفزت وبتفكر تعمل ايه ؟
فكرت وحمدت ربنا انها أخدت تليفون هند من أنس واتصلت بيها.
هند ردت بتردد : أيوة مين ؟
جاوبتها بهجوم: أنا اللي خطفتي جوزها .
اتنهدت بزهق : يااا ده انتي ما بتزهقيش بقى ! ده ايه الملل ده ؟ بقولك ايه أنا ولا فاضيالك ولا رايقالك سلام.
وقفتها قبل ما تقفل : لسه مكلمة بدر .
استنت بفضول والتانية ابتسمت بظفر انها عرفت تشدها وكملت : كنت بعرض عليه أسيبكم في حالكم تتجوزوا وتتبسطوا بس بدر رفض الظاهر انه ما يقدرش يستغنى عني ولا ايه مش عارفة ؟
ابتسمت لمحاولاتها وعلقت : ابقي اتغطي كويس يا رشا الأحلام الكتيرة دي بتوجع لو كترت أوي .
ضحكت : لا لسه قافلة معاه وابقي اسأليه وعرضت عليه أسيبكم وهو رفض .
اتنهدت بزهق : هتسيبينا في حالنا وترحمينا من غلاستك في مقابل ايه ؟ نوعيتك ما بيعملوش حاجة لله أبدا فانتي عايزة ايه ؟
ابتسمت : مش كتير ، كل اللي طلبته شقة ومرتب وهو عنده بدل الشقة بيت كامل فيه يجي ١٥ شقة يديني واحدة منهم ومرتب من إيجارات الشقق دي ، وفي المقابل مش هتشوفوا وشي ولا تسمعوا صوتي ؟
ضحكت هند باستخفاف : مش عايزانا نجهزك و نجوزك بالمرة ؟ ده ايه الغلب ده ؟ ما تفوقي يا بنتي من الغيبوبة دي، قال شقة قال ! بت انتي ما تصدعينيش تاني .
قفلت السكة في وشها وهي اتنرفزت وفضلت تشتم في الاتنين .
هند كلمت بدر وقالتله اللي حصل وهو قالها تكبر دماغها منها بس اقترحت : ما تخليها فعلا تقعد في شقة في البيت بتاعك ليه لا يا بدر؟ أهو نخلص من زنها .
دكتور ممدوح في مكتبه والباب خبط بعدها طلب الدخول من اللي برا
⁃ دكتور حضرتك طلبتني ؟ اؤمرني ؟
ممدوح علق بجمود : كل كلامك مش مظبوط ؟ ازاي واحد يعرف واحدة ويحبها ويروح يخطب غيرها ؟ كل كلامك مش منطقي وبعدين اللي حصل ده كيدي ، لازم يكون كيدي .
⁃ يا دكتور ونظراتهم ، شوفت نظراتهم في الصور دي؟ كمان الدبلة أكبر دليل .
علق باستخفاف: الدبلة لا تعني شيء وبعدين دول مجرد حرفين ممكن يكونوا شذى يعني حرف ال ش !
كملت بتهكم : ووممكن يكونوا همس وسيف وده اللي حضرتك رافض تصدقه ، الاتنين مرتبطين بقصة حب .
جاوبها بغضب : وده اللي أنا ماحسيتهوش للأسف.
ردت بانفعال : لأن حضرتك رافض تسمع وتشوف أصلا الاتنين بيحبوا بعض وعلى علاقة ببعض وبيخرجوا مع بعض ومش بس كده ده بيديلها الامتحان وبيحله معاها وبيغششها فانت ازاي مش شايف كل ده ؟
زعق بغضب وضرب مكتبه بتهديد : اوعي تنسي نفسك ومركزك ايه ؟ انتي حتة طالبة لا راحت ولا جت، انتي مجرد خاينة زي الخاينات اللي طردتهم من شوية غيرانة منها زيهم والمفروض تتطردي معاهم فعلا ودلوقتي برا مكتبي وتاني مرة اوعي تشككي في مصداقية أفضل الناس عندي ، يلا برا بدل ما أغير رأيي فيكي .
بصتله بخوف وخرجت من عنده وما وقفتش غير وهي داخلة أوضتها وأول ما دخلت اتفاجئت بهمس قدامها ووقفوا الاتنين واتواجهوا بنظرات كلها تحدي .
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية جانا الهوى) اضغط على أسم الرواية