رواية كبد المعاناه (كاملة جميع الفصول) بقلم نور ناصر
رواية كبد المعاناه الفصل الحادي والعشرون 21
❤
عدت بظهرى للخلف واسندت رأسي وضعت زراعى على اعينى ... ديما تلك الصغيره الذى قلبت حياتى برؤيتها
كنت فى التاسعه أجلس على معقد فة حديقه لا أتحدث مع أحد ولا اضحك كبقية الاطفال الذى امامى وهم يمسكون يد آبائهم ويمرحون مع اصدقائهم بينما انا انظر لهم ببغض شديد ، انظر لكل ولد قريب لعمرى او فى نفسه وهو يلعب ويضحك وانى لا اتمتع بكونى عديم الضحكات مثله وتلك المشاعر الذى يسعرون بها لنا لا اشعر بها مثلهم ، انعتهم بالحمقى لتلك السعاده وانظر لهم وكأنهم سفهاء وتافهين
: لما انت جالس بمفردك
نظرت الى الصوت وجدت طفله صغيره يبدو انها الخامسه او السادسه من عمرها كانت جميله شعرها قصير بنى وعيناها البندقتين تتساقط عليها اشعه الشمس فتنيرها وتملائها برائة ، كانت صغيره القامه وضعت يداها الصغيرتان على المقعد لتصعد لكنها لم تتستطع حتى حاولت رفع قدماها للاعلى للوصول للمقعد لكن لم يجدى نفعا ، كان شكلها مضحك نظرت لى ومدت بدها الصغيره وطلبت منى ان اساعدها لم اعيرها اهتمام لكن وجدتها حزنت مما اثر فى نفسي رؤيتها حزينه ، زفرت بضيق ومدت لها يدى فأبتسمت لى وكانت ابتسامتها جميله جعلت الغضب والتضايق يذهب إلى سبيله ، أسندت على يدى والاخرى على المقعد وقفزت ورفعت قدماها وتشبثت حتى وصلت وجلست ، كانت وكأنها تصعد الى احد قمم الجبال
: لماذا لا تلعب كالبقيه
قالتها الصغيره ببرائه وتساؤل
: لانى لست مثلهم
: ماذا تقصد
اقتربت منى وأمسكت وجهى بكفيها الصغيران الدافئان نظرت لها ، قامت بتفحص عيناى ورفع جفنى باصابعها الصغيره وتمسك خدى وتشدهم ، ابتعدت عنها بضيق
: ماذا تفعلى
قالت بطفوله : انك ولد
: وماذا عساى ان اكون
: قلت انك لست مثلهم ، ظننتك كائن فضائي
نظرت لها بتعجب واستغراب ، نظرت لى قالت : ان كنت لست فضائي اذن انت ....رجل الي
اكملت بابتسامه : بل ولد الي
نظرت لها وابتسمت
: هل تريد اللعب معى
: لا
قلتها بصرامه وحده على الرغم من صغر سنى الى انى كنت خالى المشاعر
: لماذا
: لا أحب اللعب
: ولماذا لا تحب اللعب يا آلي
نظرت لها ابتسمت لى وضاقت اعينها الصغيرتان بابتسامتها قالت : سعيده بمصادقة ولد آلي
قلت بتعجب : ماذا
قالت بحزن طفولى : اصبحت صديقى ، الا تريد ان تكون صديق لي
حزنت عندما رأيتها حزينه فأسرعت وقلت : لا ، اريد ذلك
نظرت لى وقالت : حقا
اومأت برأسي ابتسمت لى أمسكت يدى ورفعتها نظرت قامت بضم اصابعى إلى قبضتى واخرجت اصبع الخنصر والابهام ثم فعلت هى كذلك وقامت بتقريب يدها من يدى ولامس اصبعى الاثنان ذات اصبعيها، نظرت لها ولا افهم ما تفعله ابتسمت قالت
: انت صديق لديما الآن
ديما .. اهذا هو اسمها
: هلا لعبنا قليلا قبل ان يأتى ابى وامى واذهب
: لماذا لا تعلبى معهم
: كنت اللعب لكن توقفت برؤيتك
نظرت لى وابتسم اكملت : احب غريب الاطوار امثالك
ابتسمت لها ثم نزلت المقعد واخبرتها أنى سالعب معها ، فسعدت ونزلت هى الاخرى وذهبت معى كنت العب مع الصغيره ولأول مره ألعب مع احد بل اول مره العب فى حياتى واشعر انى ولد يستحق الضحك والسعاده والبهجة كبقيه تلك الاطفال من حولى ، تلك الصغيره لا اعلم من اين أرسلت لى ، كنت اللعب معها وسعيد ثم جاء والديها ودعتنى وقبل ذهابها اخبرتنى أن انتظرها على ذلك المقعد فى المره المقبله ، ذهبت ومزالت رسمه الابتسامه الذى ارسمتها لى على وجهى موجوده
: سليم
نظرت الى الصوت وجدته جدى وسامر عدت الى وجهى الجامخ وقفت وذهبت معهم
كنت قد سعيت بعد تلك اليوم ان اذهب الى الحديقه على الرغم ان أمى كانت هى من تجعلنى أذهب لأكون كبقيه الاطفال ، لاكن الان هناك سبب لاذهب له وهى ديما ، تلك الصغيره اريد رؤيتها ثانيا
كان سياره جدى وسائقها يقلونى الى الحديقه اذهب واجلس على المقعد الذى رأيتها فيه لكنها لم تأتى فحزنت وعدت مع جدى وأنا لا أتحدث مع أحد وصامت فقد تمنيت أن اجدها ، لكن وضعت امل فى المره القادمه برؤيتها ، وبلفعل ذهبت ثانيا وجلست على ذات المقعد انظر إلى الاطفال والى آبائهم واتضايق منهم
: الولد الآلى
نظرت إلى الصوت كانت ديما ، سعدت كثيرا برؤيتها وكانت تبتسم لى ذهبت واخبرتها انى اريد اللعب فسعدت وايدتنى بلفكره سريعا ، وذهبنا ولعبنا وكنت كطفل الصغير على الرغم ان جدى يقول لى ان نضجى فى التفكير وشخصيتى يسبقان سنى ويسعد كثيرا بذلك حتى انه لم يكن يحب ذهابى للحديق حتى لا اصبح كالاطفال وان ابقى على حالى وجمودى بينما لم يمانع امى لانها كانت تود جعلى ادرك سنى ولا اسبقه فيضيع بدون قضاء اية طفوله ، لكن تلك الصغيره هى تعدنى طفلا وتجعلنى ابتسم مثل البقيه ، كنت لا أريدها ان تذهب وتظل معى وكأنها دميتى الذى لا اريد احد ان يأخذها منى اود احتضانها والتشبث بها بالا احد يبعدها عنى ، لاكن والديها كان يأتيان ويأخذوها فتودعنى قبلها وتحثنى على المقابله القادمه على نفس المقعد فأسعد كثيرا
كنت أعود للمنزل وكنت سعيد وامى تسعد لساعدتى وانتظر اليوم الذى سوف اذهب له الى الحديقه وكان سامر يريد أن يعرف من هى صديقتى الذى أحدثه عنها بتلك السعاده فجاء معى فى يوم ولعب هو مع الاطفال بينما جلست انا انتظرها وحين جائت عادت بهجتي ولعبت معها فجاء سامر وكان يريد مشاركتنا اللعب من اجلى فكان اعز صديق الي ويريد اللعب معى واسعادى ، لكنى رفضت فلا اريد ان يشاركنى احد اللعب مع صديقتى ويرى ابتسامتها وضحكتها الطفوله الجميله ، اريد انا من انظر لها ... انا فقط من يكون معها ويتأملها وكأنها طفلتى انا ... لم يحزن سامر منى بل سعد بأن لدى صديقه وليس هو فقط وان بإمكانى الخروج عن القوقعة الذى اوهم نفسي بها بأنى لست كالبقيه ولا أريد ان أصبح ولد غبى كما يريد جدى لكن مع الصغيره كنت اصبح غبى كالبقيه بل اكثر ، مرا شهرين وكنت اواظب على الذهاب للحديقه ورؤية ديزا واللعب معها كنت اشعر بأنى مهوس بها فلم تكن تغادر بالى ولو للحظه اصبحت الصغيره اقرب شخص لى
صدر منى صوت ألم فجرحت فى يدى وظهر دماء لم تكن تؤلمنى لكن حيت رايت ديما كانت تنظر لى بخوف بل وجدتها وكانها سيغنى عليها
•تابع الفصل التالي "رواية كبد المعاناه" اضغط على اسم الرواية