رواية ضحايا الماضي كامله بقلم شهد الشوري عبر مدونة دليل الروايات
رواية ضحايا الماضي الفصل السادس و العشرون 26
دفعت بكرسيها نحو غرفتها و دفعت الباب خلفها تلتقط سماعة الهاتف المنزلي لن تبقى هنا بهذا المنزل بعد الآن حتى و ان بقت بالشوارع اتصلت بذلك الرقم الوحيد الذي تحفظه لحظات و اتاها الرد لتقول بدموع و صوتها يحمل رجاء بأن لا يخذلها :
بابا يوسف !!!
ميز صوتها على الفور ليسألها بجفاء :
عايزة ايه يا سارة
بكت قائلة بانكسار :
انا مش عارفة اعمل ايه ، محتاجلك اوي يا بابا عشان خاطري ساعدني مليش حد و مش عارفة اتصرف ازاي بعد اللي حصلي
يوسف بجفاء :
بعد اللي عملتيه في بنتي و في ولادي و اللي عمله ابوكي و امك ليكي عين تطلبي مني مساعدة
بكت قائلة بتوسل :
انا مليش غيرك دلوقتي عشان كده كلمتك انت عارف كويس اني دايماََ كنت بتعامل معاك كأنك ابويا الحقيقي و بنتك محتاجة تقف جنبها لأنك كنت دايماََ تعاملني كويس من لما كنت صغيرة و انا مليش ذنب انت قلبك كبير و…….
اجابها بجفاء :
انا عندي بنت واحدة بس اسمها حياة و غلطانة لو فاكرة اني عندي قلب انا نفسي كنت فاكر كده لحد ما عرفت الحقيقة انا واحد معندوش رحمة في قلبه عشان يعمل في ولاده اللي انا عملته
تنهد بحزن قائلاً بندم :
عملت في ولادي كل ده مستنية مني اساعدك ولادي اللي من دمي موقفتش جنبهم هقف جنبك انتي و انتي اللي اذتيهم انتي و امك و ابوكي
اجابته ببكاء و انكسار :
ابوس ايدك انا مليش حد ، انا محتاجة مساعدتك مليش غيرك دلوقتي اطلب منه مساعدة اقف جنبي لو لسه فاكر ليا اي موقف كويس معاك
لم تسمع سوى تنهيدات تخرج منه مرت دقائق في صمت لتتوسله مرة اخرى قائلة :
ارجوك
زفر بضيق قائلاً بتردد :
انتي فين
اخبرته بمكانها ليجيبها بتردد :
هبعتلك مازن و هو هيتصرف و يعمل اللازم
ابتسمت بسعادة قائلة بامتنان :
شكرا ، بجد شكرا اوي يا بابا يوسف
اغلق الهاتف بدون اجابه ثم اخبر مازن الذي وافق على مضض مرغماََ بينما هو جلس على فراشه
يتمنى حقاََ ان لا يندم على ما فعل كان حقاََ يعتبرها ابنته لكن ما فعلته هي و والديها جعله كل هذا الجفاف بينهما
………
بينما مازن فعل ما طلب عمه بتلمع عينيه بالشفقة
عندما وقعت عيناه عليها و هو يراها تدفع بمقعدها المتحرك نحوه و الانكسار و الذل يرتسم على ملامح وجهها لطالما عهدها قوية بل كان يرى انه لا يوجد احد يملك غرور مثلها
ودعتها ام حمدي قائلة بحزن :
والله هتوحشيني يا بنتي ، ابقى اسألي عليا و انا هبقى اطمن عليكي من وقت للتاني ربنا يحميكي يكفيكي شر ولاد الحرام
ابتسمت سارة بامتنان لها فتلك المرأة حقاََ من كانت تعاملها برفق و حنان سواء بأفعالها او كلماتها الحنونة بهذا المنزل
بينما مازن كان يرمق الاثنان باندهاش يتساءل اين سارة التي كانت لن تتوقف عن إلقاء نظرات الاحتقار لتلك المرأة و التقليل منها كعادتها مع الاقل منها شأنناََ لكنه أخفى اندهاشه يدفع بمقعدها لخارج المنزل و هي تضع على قدمها حقيبة ثيابها الصغيرة جداََ
ما ان وصلوا لخارج البناية التقت بعمر اخفضت وجهها قائلة بحزن و اعين دامعة :
شكرا ع الفترة اللي استضفتني فيها في بيتك و اسفة لو كنت ضيفة تقيلة عن اذنك
سألها بجمود ظاهري :
هتروحي فين و مين حضرته
كاد مازن ان يجيب لكنها سبقته قائلة بهدوء :
متشغلش بالك و شكرا مرة تانية
قالتها و هي تدفع بقدمها للأمام ساعدها مازن و ام حمدي لكي تركب السيارة و هو يراقبها بحزن يريد ان يمنعها من الذهاب لكن لا يقدر كلماته لها كانت قاسية يعلم لكنها ليست أقسى مما فعلت به
بدون قصد رفع رأسه لشوفة منزله لتتقابل عينه بأعين والده ليرى بهم شفقة و حزن
صعد لأعلى بعدما القى نظرة على السيارة قبل ان تذهب ثم صعد لأعلى ثم لغرفته على الفور ليتفاجأ بوالده يجلس على فراشه قائلاً بهدوء :
تعالى اقعد
قالها و هو يشير لمكان فارغ بجانبه على الفراش جلس عمر بصمت بيتابع الأخر قائلاً بحنان :
انا اب يا عمر مش هبقى مبسوط و انا شايف ابني بيعيد نفس غلط زمان تاني مش هقدر اشوفك بتغرق نفسك و اقعد اتفرج
تنهد ثم تابع مردداََ بحزن :
اسلوبي كان وحش و خنقتك و كلامي كان قاسي عارف بس من خوفي عليك يا بني ، طلعها من دماغك و حياتك انا عارف انك لسه بتحبها حتى لو قولت العكس انت حاسس بيك
ابتلع عمر غصة مريرة بحلقه ليتابع والده بحزن :
بس الحب ده يا بني مؤذي ليك و طالما بيأذيك يبقى تبعد ، مجاش من وراه غير المشاكل و بس خسرت كتير بسببها مستني ايه تاني يحصل عشان تعرف ان واحدة زي دي مينفعش تتحب اصلا ، لو كانت تنفعك زمان فدلوقتي لا
اومأ له عمر بصمت ليغادر طه بحزن و تركه يفكر بكلامه الذي وجده على حق لكن يا ليت
النسيان سهلاََ
……….
بفيلا الادم بغرفة اوس و مهرة
كانت تتوسد صدره تسأله بتردد :
أوس
ابتسم قائلاً و هو يعبث بخصلات شعرها النارية :
نعم يا حبيبتي
سألته بتوتر :
انت مش ملاحظ ان غريبة ان عمي و مراته و ابنهم من ساعة ما جم و هددونا محدش فيهم لا بلغ و لا قرب مننا خالص ، سكوتهم غريب
ابتسم بمكر قائلاً :
لا غريب و لا حاجة
اعتدلت تنظر له قائلة بشك :
انت عملت ليهم حاجة
ضحك قائلاً بمكر :
عرفتهم بس مين هو اوس الجارحي متشغليش بالك بيهم هما دلوقتي قبل ما يقربوا منك هيفكروا الف مرة ايه اللي ممكن يحصللهم
سألته بتردد :
عملتلهم ايه يعني
جذبها لاحضانه مرة أخرى قائلاً :
قولتلك متشغليش بالك و ارتاحي
قالها و هو يغلق اضاءة الغرفة و على شفتيه ابتسامة ماكرة و هو يتذكر كيف منعهم من التوجه للقسم بمساعدة شقيقه امير و احتجزهم حتى تزوج منها و الضرب المبرح الذي اخده عنها و ابنه بل و اخذ امضت الاثنان قسراََ على العديد من الشيكات حتى يفكر كلاََ منهم قبل الاقتراب منها
مرة اخرى
………
في نيويورك
كانت حياة تجلس بجانب بدر بسيارته تسأله بنفاذ صبر و فضول :
انا عايزك اعرف انت واخذني فين
اجابها بابتسامة :
هتعرفي لما نوصل
زمت شفيتها بضيق قائلة :
طب معلومة حتى اخمن منها
لاعب حاجبيه لها قائلاً بمشاكسة :
عايزة تعرفي رايحين فين
اومأت له بنعم ليشير على وجنته باصبعه قائلاً بمشاكسة و مكر :
تديني بوسة و اقولك
شهقت بخجل ثم وكزته بذراعه قائلة بغضب :
بس يا قليل الادب
ضحك بقوة و هو يتابع بطرف عينيه وجنتها التي اصطبغت بحمرة قانية بافتتان
بعد وقت قصير توقف بها امام بناية فخمة سألته بتعجب :
احنا جاين هنا ليه
جذب يدها ثم دخل البناية قائلاً بهدوء :
هتعرفي دلوقتي
صعد معها بالمصعد للطابق السادس ثم اشار لباب منزل مفتوح و معلق بجانبه لوحة لعيادة طبيبة نفسية تدعى أميليا ( Amelia )
نظرت له بصدمة ليشير لها قائلاً بابتسامة :
خدتي الخطوة دي بس مكملتيهاش للاخر
نفت برأسها قائلة :
مش عاوزة
تنهد قائلاً بتساؤل :
انتي خدتي الخطوة دي ليه يا حياة من الاول
اشاحت بوجهها ليعيد السؤال مرة اخرى اخفضت وجهها قائلة بصوت مختنق و هي على وشك البكاء :
كنت عاوزة انسى و اعيش حياتي من غير خوف ، عشان اقدر احدد انا عاوزة ايه
امتدت يده يرفع وجهها لتنظر له مردداََ بابتسامة :
ايه اللي جد مش عاوزة تنسي و تعيشي حياتك مش عايزة تعرفي انتي عاوزة ايه ، مش عاوزة تخرجي من حالتك دي
اشار بيده للعيادة قائلاً بهدوء :
عايزة تلاقي نفسك و تساعدي نفسك عشان تعيشي حياتك صح
ثم تابع و هو يشير للمصعد :
ولا نرجع من مكان ما جينا و تحبسي نفسك تاني في حزنك و تضيعي اللي باقي من عمرك في حيرة مش عارفة انتي عاوزة ايه و مش عارفة تاخدي خطوة في حياتك من غير تردد
بقت صامتة لدقائق قصيرة ثم دخلت للعيادة بدون حديث و هو خلفها يبتسم دخل معاها لعدة دقائق ثم خرج ينتظرها بالخارج حتى تنتهي
……..
ايام…اسابيع…شهور…عام ، لقد مضت فترة طويلة هي تواظب على جلساتها و بكل مرة يأتي معها لهنا ينتظرها حتى تنتهي و يعود بها احياناََ تنسى موعدها لكنه ابداََ لم ينسى
………
مرت فترة طويلة على الجميع قاربت على الثلاث سنوات حدث بهم الكثير و تغير بهم الكثير
بمصر الحبيبة
بتلك الفيلا التي اصبحت مليئة بالكثير و اصوات ضحكات تصدح بكل مكان بها ادم الذي اصبح لديه طفلان” ياسين ” البالغ من العمر عامان و طفلته الرضيعة التي اتمت اسبوع من عمرها ” صافي ”
بينما اوس اصبح اباََ لطفل اسماه ” مالك ” و الذي يبلغ من العمر عامان و زوجته حامل بشهرها الثاني
يريد ان تكون فتاة ليسميها ” ليلى ” على اسم والدته الراحلة و كم تشاجر مع اخوته حتى لا يقوم احدهم بتسمية هذا الاسم
بينما امير اصبح اباََ لطفلتان تؤام غير متشابه اسماهم” جوان و جوري ” تبلغا من العمر عامان
بينما ريان اصبح اباََ لطفلة اسماها ” ليلة ” بعدما احتكر أوس اسم والدتهم له وحده لذا قام بتسمية ابنته بأسم يقرب لأسمها
كان الجميع يعمل على قدم و ساق ليتم الانتهاء من التجهيزات الخاصة لحفل الرضيعة الذي سيقام بالغد و قد اتفق الجميع ان يكون مقتصر على العائلة و بالطبع ستحضر عائلة العمري كم اراد الخمسة حضور حياة حتى سليم قام بدعوة شقيقه و عائلته لكنهم اعتذروا عن المجيء
………
في نيويورك
تركض بحديقة الفيلا الواسعة نفس المشهد يعاد لكن باختلاف المكان و الشعور قبلاََ كانت نيران الغضب بداخلها لا تخمد اما الآن فبداخلها سعادة حماس للغد طاقة العديد و العديد من المشاعر الايجابية ما وصلت له الآن لم يكن سهلاََ على الإطلاق لقد استغرق منها الكثير
توقفت حتى تأخذ انفاسها لتقع عيناها على شرفة غرفة بدر الذي لو يعلم كم هي ممتنة له و تدين له بالكثير لقد جاهد معها عامان و نصف بدون ملل
يعود الفضل لما وصلت له الآن له وحده لقد استطاع ان يمحي نظرة الحزن من عيناها و يستحوز على قلبها بالكامل بل روحها
نظرت لساعة يدها ثم انطلقت حيث غرفتها مباشرة لتستعد ميعاد الطائرة بعد ساعتين ستعود لموطنها حيث اخوانها و عائلتها كم اشتاقت لهم الاهم من كل ذلك انها ستعود لهم برفقته و رفقة عائلتها الثانية التي حصلت عليها
…..
نزلت من غرفتها على عجل و هي تحمل بيدها حقيبة السفر و لكن بلحظة انتشلها بدر من يدها قائلاً بمرحه المعتاد :
ايه صغنن مش قادر تشيل الشنطة
حدجته بنظرات مغتاظة قائلة :
بطل تقولي يا صغنن
قرص وجنتها بمشاكسة قائلاً :
طب يا صغنن يا صغنن يا صغنن
ضحكت قائلة :
والله انت اللي صغنن مش انا
حمل حقيبته و حقيبتها اعطاهم لاحد الرجال ليضعهم بحقيبة السيارة مرت دقائق و كان الجميع هو و هي و جده و جدته و والديه منطلقين نحو المطار للسفر لمصر ليحضروا حفلة السابع لابنة شقيقها ادم الصغيرة و التي رفض تسميتها حياة معللاََ ذلك :
انا عندي بنت واحدة اسمها حياة و مفيش اب بيسمي ولاده الاتنين بنفس الاسم انا عندي حياة واحدة و بس
………
بقصر الجارحي
كانت هنا تركض خلف طفلها الذي شارف على إنهاء عامه الثالث قائلة :
سليم حبيبي يلا البس هدومك عشان متبردش
كان يركض الصغير بارجاء غرفته و هو يضحك حتى اصتدم بقدم والده الذي دخل غرفته لتوه لينحني له يحمله بين يديه قائلاً بحنان :
بتجري ليه يا بطل و مجري ماما وراك
ضحك الصغير ليقبل أدهم وجنته بحب قائلاً :
اسمع كلام ماما يلا و البس هدومك
اومأ له و ركض لهنا التي ساعدته في ارتداء ملابسه ليقترب منها أدهم قائلاً بهدوء :
اساعدك في حاجة
نفت برأسها بدون حديث و ما ان انتهى سليم من ارتداء ملابسه ركض خارج الغرفة قائلاً بصوته الطفولي فقد بدأ الحديث منذ فترة صغيرة لكن بحروف معظمها ليست صحيحة :
ثليم هيلوح العب مع جدو
التفت أدهم لهنا التي اخذت ترتب ملابس طفلها بخزانته تتجاهله تماماََ لا يحدث اي تعامل بينهم سوى امام الصغير
ترفض مسامحته و العودة له من جديد و مهما تدخلت والدته او اي احد من العائلة يكون الرفض جوابها حتى يأس من المحاولة ليعود ليمكث بالقصر كالسابق ليبقى برفقة طفله بينما هي ابداََ لم تمانع لقد تغيرت كثيراََ اصبحت تعتمد على ذاتها تصب كامل اهتمامها على طفلها الصغير و دراستها التي قاربت على الانتهاء منها لتبدأ بالعمل بعدها ، بينما هو لا يوجد جديد بحياته سوى ذلك للصغير الذي اصبح كل حياته و العمل
القى عليها نظرة اخيرة بحزن و ندم ثم غادر الغرفة لتجلس هي على الفراش تنظر لاثره بحزن
………
بينما بقصر العمري
بغرفة إلياس الذي تغير مئة و ثمانون درجة الحزن يخيم على ملامح وجهه حاول كثيراََ ان يحصل على غفرانها لكنها كانت تقابل كل ذلك بالرفض طل هكذا حتى يأس لم يراها منذ ان جاءت لحضور السابع لأولاد اشقائها منذ عامين كان يقف خلف زجاج شرفته يراقب شقيقه مازن الذي تزوج منذ عام سكرتيرته و التي تدعى عائشة و هي الآن حامل بشهرها الثامن كان يجلس بجانبها بضع يده على بطنها و الاثنان يضحكان بسعادة
الجميع حياتهم تغيرت للأفضل عدا هو يقف بمكانه لم يأخذ خطوة واحدة سوى تقدمه بالعمل اما حياته الشخصية لقد فشل في التقدم بها خطوة واحدة كما هو يندب حظه و قلبه ينهشه الندم
تنهد بحزن ثم نزل للأسفل حيث يجتمع الجميع على طاولة الطعام يتناولون الافطار سوياََ
…….
دخل جمال لغرفة يوسف ليجده مثل كل يوم يجلس على فراشه شارد حزين تغير كثيراََ اصبح جسده هزيل بعدما كان يتمتع بجسد رياضي رغم سنه ، اقترب منه قائلاً بابتسامة :
مالك قاعد كده ليه يا فيه حد يبقى زعلان و بكره سبوع حفيدته
تنهد بحزن قائلاً :
حياة وحشتني اوي ، احفادي بيقولولي يا جدو و ولادي رافضين حتى يبصوا في وشي مش ينادوني بس بابا
ربت على يده قائلاً بمواساة :
هما بس محتاجين وقت مش اكتر
ابتسم بسخرية مريرة قائلاً بحزن :
ولادي اتعودوا على عدم وجودي انا بالنسبة ليهم ميت من زمان هما مش محتاجين وقت و لا حاجة
لم يجد ما يقول ليخفف عنه لذا اكتفى بالصمت يوسف حالتها يوماََ بعد يوم تسوء و هو يرى بعد أولاده عنه و هو السبب
……….
باليوم التالي كان الجميع مجتمع بفيلا الادم الجميع البالونات الزهرية و البيضاء تزين المكان طاولة كبيرة موجودة عليها الحلويات و اشهى الطعام
بينما بالأرض تجلس فاطمة تمسك بيدها فيما الهون المصنوع من النحاس و قبل ان تبدأ الضرب بداخله كان صوت يحفظه الجميع جيداََ يأتي من خلفهم قائلاً بمرح :
خيانة هتبدئوا من غيري
كان اوس اول من افيق من صدمته عندما التفتوا ليروا حياة تقف خلفهم برفقة عاصم و عائلته ليركض نحوها سريعاََ يحملها بين يديه قائلاً بسعادة :
وحشاني يا بنت الايه
ضحكت بصوت عالي و هي تحتضنه باشتياق قائلة بأعين دامعة :
انت كمان وحشتني ، كلكوا وحشوني
جذبها ادم لاحضانه قائلاً بحنان و اشتياق كبير :
وحشتني يا حياة
بقى الأمر هكذا كلاََ منهم يجذبها لاحضانه باشتياق الجميع يرحب بها بسعادة هي و من معها حتى توقفت امام يوسف تبادلت النظرات معه بصمت تريد ان تتحدث لكن لسانها لا يقدر على فعلها جذبها هو لاحضانه قائلاً بدموع و اشتياق :
وحشتيني يا بنتي
بتردد رفعت يده تضمه بصمت و الجميع متعجب من فعلتها مرت دقيقة لتبتعد عنه بهدوء ثم ركضت نحو الصغار بدون حديث متجاهلة إلياس تماماََ فهي لن تنسى له ابداََ انه اتهمها بشرفها ربما كانت ستصامح ان كان احتفظ بالأمر بينه و بينها لكنه بقى يبوح به للجميع
احتضنت الأطفال بسعادة و ثم حملت صافي الرضيعة بين يديها قائلة بسعادة :
ما شاء الله زي القمر عيونها زي عين ماما الله يرحمها بالظبط
ردد الجميع بصوت واحد :
الله يرحمها
بدر بمرح و هو يداعب وجنت الصغيرة :
شبهي
سليم بمرح :
شبهك ليه انت عايزها تبور دي شبه مامتها زي القمر
حياة بضحك :
في منتصف الجبهة
نظر لها بغيظ لتجلس ارضاََ بجانب فاطمة التي تدق الهون بجانبها رحمة و الصغيرة ارضاََ تقوم زينة بالتخطية من فوقها سبع مرات
بعدها قالت فاطمة بصوت عالي و هي تدق الهون :
اسمعي كلام ابوكي
ثم دقت مرة أخرى لتقول رحمة تلك المرة بصوت عالي :
اسمعي كلام امك
تدخلت حياة قائلة بصوت عالي :
اسمعي كلام عمتو حياة
مال بدر عليها هامساََ بغزل :
احلى عمتو يا صغنن
كانت حياة تجلس على احد المقاعد تستريح قليلاََ بعد وقت طويل قضته باللعب مع الأطفال
كاد إلياس ان يقترب منها لكن سبقه بدر قائلاً بمشاكسة :
قاعد لوحدك ليه يا صغنن
رفعت اصبعها بوجهه قائلة بغيظ :
عارف لو ما بطلتش تقول صغنن دي تاني
غمزها قائلاً بمشاكسة :
هتعمل ايه يا صغنن
زفرت بغيظ ليضحك بقوة رفعت اصبعها بوجهه قائلة بغيظ :
مش هرد عليك و مش هعمل حاجة عارف ايه
– تؤ مش عارف
اجابته بغرور واهي :
عشان ربنا قال نرفق بالحيوان
ضحكت بقوة عندما اشار لنفسه قائلاً بغيظ :
انا حيوان
ضحكت بقوة قائلة :
انا مقولتش انت اللي قولت
ضغط باسنانه على شفتيه السفلى قائلاً بغيظ :
طب اخفي من قدامي عشان ما اوركيش الحيوان
وضعت يدها بخصرها قائلة بغيظ :
المفروض كده اخاف يعني
اشار لها بحدة لكي تعتدل بوقفتها و فعلت على الفور جلس الاثنان بصمت لتشعر هي انها تمادت معه بالحديث لتعتذر قائلة بخفوت :
انا اسفة ، كنت بهزر
ابتسم قائلاً هو الأخر :
انا كمان اسف كنت بهزر معاكي معرفش ان كلمة صغنن دي بتضايقك اوي
ضحكت بخفوت قائلة :
مش حكاية بتضايق………
كيف تخبره انها تحب تلك المشاكسات بينهم بعد ان يلفظ تلك الكلمة لكنها صمتت للحظات قائلة بمرح :
بص قولها و انا هعصر على نفسي لمونة ، صاحبي بقى و لازم استحملك
اقترب ينظر داخل عيناها قائلاً بهدوء :
صاحبك بس
توترت مما قال لتشيح بوجهه بعيداََ عنه قائلة :
لا مش صاحبي بس انت كمان……
قاطعها قائلاً بلهفة لسماع اي اعتراف و لو صغير من بين شفتيها :
انا ايه يا حياة
كلما ارادت ان تبوح له بما بقلبها تخونها الكلمات و لسانها و لا يخرج ما تريد قوله من البداية :
صاحبي و ابن خالي
تنهد بيأس قائلاً :
صاحبك و ابن خالك بس يا حياة
صمتت للحظات ثم سألته قائلة :
انت شايف ايه
تنهد قائلاً :
مش مهم اللي انا شايفه المهم انتي شايفه ايه ، عايز اسمعك يا حياة
ارتعشت شفيتها تحاول التحدث لكن لا تخرج الكلمات منها :
انا……انا يا بدر……
يتابعها بلهفة يخبره قلبه انها على وشك النطق بتلك الكلمة التي انتظرها طويلاََ لكن بلحظة قاطع نظرات الاثنان و حديثهم صوت يعرفه الاثنان قائلاً :
مساء الخير
التفت الاثنان على الفور لتقع اعينهم على نسرين لتشتعل اعين حياة بالغيرة و الغضب تلك الحقيرة كانت تحاول ايقاعها يالعديد من المشاكل طوال فترة اقامتها بنيويورك بل اصبحت تتقرب من بدر بشكل يثير غيرتها بشكل كبير و اهم شيء ان بدر لا يسمح لها بأن تتمادى و يوقفها
سألته بغضب :
ايه اللي جاب دي هنا
تمتم بدر بغيظ و غضب من نسرين التي قطعت عليه اهم شيء :
الله يحرقك يا شيخة
اقتربت منهم قائلة بدلال و هي تنحني لتقبل وجنت بدر لكنه ابتعد غير سامحاََ لها بالاقتراب :
ايه اللي جابك مصر يا نسرين
رفعت كتفها قائلة ببساطة :
زي ما انت عارف ماما مسافرة و كنت قاعدة لوحدي مقدرتش اقعد يوم واحد من غيركم هنا فخدت اول طيارة و جيت مصر و نبقى نرجع سوا
كورت حياة قبضة يدها بغضب و غيرة بينما إلياس يقف من بعيد يراقب همسات الاثنان لبعضهم نظراتهم التي أثارت غضبه و غيرته لقد ظن انها مثله حزينة تتألم لبعده لكن يبدو انه جاء من استطاع ان يجعلها تنساه
تعرفت نسرين على الجميع التي كانت تتنظر لبدر و حياة ت تراقبهم حتى انها لاحظت نظرات إلياس الاثنان تشبه نفس نظراتها التمعت عيناها بمكر و هي تفكر بالاقدام على تلك الخطوة بعد ان تتأكد من ظنونها !!!!
………
الجميع بلا استثناء يلاحظ كم تغيرت اصبحت مختلفة وجهها مشرق عيناها تلمع بسعادة مليئة بالحيوية عكس تلك التي سافرت منذ عامان و نصف ، سعد الجميع لسعادتها
كانت تجلس بين شقيقيها على العشب بالأرض ليربت ادم على خصلات شعرها قائلاً بحنان :
انسى بقى مفيش سفر تاني
اعتدلت بجلستها قائلة بتوتر :
ما ينفعش اا…ااا..
أوس بتعجب :
ايه اللي مينفعهوش دراستك و خلصت خلاص ، ترجعي ليه خليكي هنا معانا مفيش سبب عشان تسافري تاني
نظرت لبدر على الفور بتوتر لكي يتدخل يرفض يفعل اي شيء لا تريد الابتعاد عنه لكنه اكتفى بالصمت و فعلت هي اخرى المثل
………
غادر الجميع بعد يوم سعيد قضوه سوياََ و ما ان وصل سليم و عائلته و شقيقه عاصم و عائلته برفقة نسرين لقصر الجارحي قبل ان يصعد كلاََ منهم لغرفته اوقفهم سليم قائلاً بجدية :
في عريس متقدم لهنا و هي موافقة و هيجي بليل عشان نتعرف عليه !!!!
…………
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ضحايا الماضي ) اسم الرواية