رواية رحيل العاصي كاملة بقلم ميار خالد عبر مدونة دليل الروايات
رواية رحيل العاصي الفصل السادس و العشرون 26
نظرت لها رحيل بعدم فهم وقالت:
– لو أنتِ سلمى اومال مين اللي في المصحة..
ثم توقفت فجأة وطالعتها بعيون مصدومة واردفت:
– مريم!!
نظرت لها ليلى بعدم فهم وقالت:
– يعني ماما فين ؟!
نظرت رحيل إلى سلمى الحقيقية بدون أن تنتبه لكلام ليلى وقالت:
– أنا لازم أفهم كل حاجه دلوقتي !!
نظرت سلمى إلى ليلى ثم عادت بنظرها إلى رحيل ففهمت الأخرى، طالعت رحيل الصغيرة و قالت:
– ليلى أنا عارفه إنك بنت كويسة، ممكن تفضلي هنا لحد ما أتكلم مع طنط سلمى شوية بعدين هرجعلك تاني
نظرت لها ليلى بدموع وقالت:
– يعني دي مش ماما صح
صمتت رحيل بحزن ثم قالت:
– للأسف لا يا حبيبتي بس أوعدك إني هوديكي لمامتك
– لو مش دي ماما يعني البنت التانية هي اللي ماما بس أنا لما شوفتها هي معرفتش أني ليلى إزاي
– عارفه البنت التانية هي ماما فعلاً يا ليلى دلوقتي أنا هتكلم مع طنط سلمى وهوديكي لماما
نظرت ليلى إلى سلمى بدموع وقالت:
– ممكن لو تعرفي ماما فين تخليني أروح لها مره بس وهمشي مش هزعلها مني
نظرت لها بتأثر وقالت:
– حاضر
ثم تحركت رحيل ومعها سلمى ودلفوا إلى إحدى الغرف، نظرت إليها رحيل بترقب وانتظرت أن تتكلم ولكنها صمتت فقالت هي:
– إزاي مريم هي اللي في المصحة ؟! وليه خبيتوا السر ده عن الكل طول السنين دي حتى طنط حنان فاكره إن مريم هي اللي في كندا، ليه اللغبطه دي
قالت بحزن:
– عشان عاصي اللي كان عايز كده
– مش من حق عاصي يعمل كده!! إزاي يفرق أم عن بنتها كل السنين إزاي يسمح لنفسه أن ليلى تكبر من غير ما تشوف أمها ولا مره مع أنها معاها في نفس البلد، حتى لما شافوا بعض معرفوش بعض !
نظرت لها سلمى بصدمه وقالت:
– هما شافوا بعض؟!
– مرة صدفة كُنا في مطعم وأنا وليلى شوفناها في الحمام، مش عارفه إزاي خرجت من المصحه وقتها لو هي اللي هناك فعلاً، أنتِ برضو مردتيش عليا ليه مريم اللي في المصحه؟!!
تنهدت سلمى ثم قالت:
– أنا هحكيلك كل حاجه ..
فلاش باك..
وبعد ولادة مريم لطفلتها ليلى، وخصوصاً عندما كانوا في المستشفى، كان عاصي يجلس بالخارج عقله لا يتوقف عن التفكير منذ أن رأى صورة هذا الخائن وهو يبحث عنه في كل مكان، ولكن لم يبقى له أي أثر، جاءت الممرضة ومعها ليلى على يدها ثم اقتربت من عاصي وقالت بابتسامة:
– ألف مبروك بنوته زي القمر
حملها عاصي بين يديه وقد ترقرقت الدموع في عيونه، لينظر إلى أجمل طفلة رأتها عينيه ذو شعر ذهبي مميز وملامح صغيرة، رفع يده ومرر إصبعه على وجنتها فحركت الرضيعة يدها الصغيرة وامسكت بإصبعه وهي نائمة، كانت مولودة بحالة جيدة جداً لذلك لم تحتاج أن توضع في الحضانة فحضروا لها سرير بجانب سرير أمها مريم، وبعد وقت خرجت مريم من العمليات وانتقلت إلى غرفة عادية وظلت ساعات حتى تستعيد وعيها..
وبعد مرور ساعات..
تركها عاصي قليلاً وذهب ليتصل بوالدته التي لم تقدر على المجيء معهم وظلت معها سلمى في البيت في وسط متوتر، وفي تلك الأثناء استعادت مريم وعيها، فتحت عيونها وظلت للحظات حتى استوعبت أنها قد أنجبت الطفل وأخيراً، حاولت أن تنهض من مكانها ولكنها لم تقدر من شدة ألمها ولكنها استندت على السرير ونهضت ببطيء وظلت تستند على الأشياء حتى وصلت إلى سرير ابنتها، وعندما وقعت عيونها عليها ظلت تبكي بحرقة وقهره على حالها وما وصلت إليه وهي بهذا العمر، كانت تستحق أفضل مما حدث لها ولكنها من أوقعت نفسها في كل هذا، قالت بانهيار:
– أنا السبب في كل ده، أنا هظلمك معايا أنتِ متستاهليش أن أمك تكون واحده غبية زيي
ظلت تبكي بهيستيرية ثم حملت الرضيعة بيد مرتجفة وقالت بعدم وعي:
– أنتِ كمان هتعاني زيي ولما تكبري حد هيفقدك الثقة في كل الناس أنتِ كمان نهايتك هتكون زي أمك عشان كده أنا مش هسمح بكده
ومع تلك الجملة أعادت ليلى مكانها واستمرت في بكائها الهيستيري ثم عادت إلى سريرها بتعب وأخذت الوسادة التي كانت تنام عليها وعادت إلى ليلى، نظرت لها بعيون لا ترى ما تفعله وقلب لا يشعر بما سوف يحدث، قالت:
– أنتِ غلطه كل ما ابصلها هفضل افتكر غبائي كل ما ابصلك هفتكر كل اللي حصلي عشان كده مينفعش تعيشي، صدقيني ده أحسن ليكي الدنيا وحشه اوي أنتِ هتتظلمي
ثم وضعت الوسادة على وجه الرضيعة ولم تمر ثواني وكان عاصي قد دفعها بعيداً عن السرير وحمل ليلى في أحضانه بصدمه ثم صرخ بها:
– أنتِ اتجننتي إيه اللي بتعمليه ده !!
قالت مريم ببكاء:
– ده أحسن ليها هي مينفعش تعيش هي هتتظلم زي ما أنا اتظلمت مش هينفع تعيش
وفي تلك اللحظة جاءت الممرضة أمسكت بها أيضًا، نظر لها عاصي بقسوة وقال:
– اعتبري بنتك ماتت من اللحظة دي، من اللحظة دي أنسي إنك تشوفيها ولا حتى تعرفي عنها أي حاجه
نظرت له مريم ببكاء وقالت:
– أنا مش عايزه أعيش، اقتلني بدل ما أنا أقتل نفسي
نظر لها عاصي وصاح بها:
– فوقي بقى كفاية اللي بتعمليه ده أنتِ دمرتي نفسك !!
– مش عايزه أحاول أنا عايزه أموت أبعد عني
باك..
نظرت لها رحيل بعيون متسعة ثم قالت:
– وبعدين حصل إيه؟
– وبعدها مريم حاولت تنتحر أكتر من مرة ومكنش في حل غير أنه يحطها في مصحه على الأقل هناك هيكونوا عينيهم عليها، في الوقت ده كان واحد صاحبه اسمه شادي راجع من السفر وكان دكتور نفسي ولسه متعين في مصحه نفسية، هو اللي ساعده في الموضوع ده ومريم دخلت المصحه بأسمي أنا، مع أنه عارف الحقيقة بس خبى عن كل اللي في المستشفى هويتها الحقيقة ومبقتش تسمع غير أسمي ليها، وطبعاً عشان مريم تخش المصحه كان لازم أنا اختفي
قالت رحيل بتساؤل:
– يعني إيه مش فاهمه ؟
تنهدت سلمى وقالت:
– كان لازم اختفي أنا مكان مريم، كان لازم حد يسافر كندا عند فريدة خالة مريم عشان ماما حنان متعرفش حاجه، فريدة عارفه كل حاجه بعلم عاصي لكن ماما حنان متعرفش حتى اللي حصل مع مريم في المستشفى وأنها حاولت تقتل ليلى وهي لسه عندها ساعات و..
وتوقفت سلمى عن الكلام عندما شعرت بحركة أمام الباب فقالت بخوف:
– يارب يكون اللي في دماغي غلط
ثم نهضت من مكانها بسرعه وفتحت الباب لتنظر أمامها بصدمة، فوجدت ليلى تقف عن الباب وقد سمعت حديثهم كله وكل هذا بسبب فضولها كطفله، وقد دمر فضولها هذا صورة والدتها في عقلها، ترقرقت الدموع في عينيها وهي تنظر لسلمى ثم قالت:
– عشان كده ماما مرجعتش كل ده هي مش عايزاني ولا بتحبني
ركضت رحيل عندها بسرعه وقالت:
– لا يا لولي أنتِ فهمتي غلط
قالت ليلى ببكاء:
– لا أنا ماما مش بتحبني ومش عايزه تشوفني
نظرت لها رحيل بتأثر فتحركت ليلى بدموع ووقفت عند باب المنزل وقالت:
– أنا عايزه أمشي خلينا نروح عند تيتا
نظرت رحيل إلى سلمى ثم قالت:
– هبقى ارجعلك تاني كلامنا لسه مخلصش
قالت سلمى:
– ياريت عاصي ميعرفش إني هنا عشان المشاكل متكبرش
– حاضر
ثم خرجت مع ليلى من البيت والتفتت رحيل حتى تلوح بيدها إلى سلمى وفي تلك اللحظة تركت ليلى يد رحيل وركضت على الطريق!! فصرخت رحيل وركضت خلفها بسرعه!
***
الكاتبة ميار خالد
دلف شادي إلى غرفتها ليجدها تجلس على سريرها بصمت وقد عاد الشحوب إلى وجهها مرة اخرى، اتجه إليها ووقف أمامها ثم قال:
– كويسة دلوقتي؟
نظرت له بعيون تائهة وقالت:
– مش عارفه
– أنتِ وعدتيني إنك هتتغيري وتكوني أقوي مش كده
مسحت الأخرى دموعها وقالت:
– دموعي دي مكنتش عشان أنا شوفتها، لما شوفتها شوفت الماضي بتاعي قدامي
– أنتِ هتقدري تتخطي الماضي ده وتخرجي من هنا أنا واثق فيكي
– إزاي بتطلب مني أني اتخطاه وإني أخرج من هنا وأنت حتى مش بتناديني بأسمي الحقيقي
صمت شادي ولم يقدر على الكلام، فتابعت هي:
– عارف لما قولت مريم قدامي امبارح أنا كررت الاسم ليه؟ عشان كان بقالي كتير مسمعتهوش، من ضمن عقابي أني حتى محرومه أسمع أسمي بس أنا تعبت و نفسي اخلص من الدوامة دي
– أنا نفسي تخلصي منها أكتر من نفسك، أنا نفسي ترجعي تثقي وتحبي
نظرت له مريم بدموع وقالت:
– وأنا كمان بس مش عارفه نفسي أرجع أثق في الناس مش عارفه، حتى كل ما أحاول أقنع نفسي إني بثق فيك وانسى بفتكر إنك كنت سبب أني أفضل هنا بعد عاصي ..
نظر لها شادي بتأثر وقال:
– صدقيني دي كانت أنسب حاجه وقتها لو فضلتي برا كنتِ أذيتي نفسك
– وأنتم هنا أذتوني
نهض شادي من مكانه ونظر لها بغضب نوعاً ما ثم قال بانفعال:
– محدش فينا آذاكِ يا مريم أنتِ محدش آذاكِ غير نفسك!! ومستمرة برضو تعيشي في دور الضحية! ليه كل تفكيرك سلبي
نظرت له مريم ببكاء وقالت:
– مش عارفه أنا بكره نفسي وبكره كل حاجه حواليا مش عارفه ابص بإيجابية مش عارفه مش لاقيه سبب أعيش عشانه
– طب وبنتك؟!
نظرت له مريم بعيون متسعة ثم قالت:
– بنتي ماتت من زمان، عاصي مستحيل يسمح أني اشوفها
نظر لها شادي بقسوة وقال:
– عايزه تشوفيها؟!
نظرت له مريم بصمت وترقرقت الدموع في عينيها فكرر الآخر سؤاله فقالت بدموع:
– خايفة يكون عاصي قالها ساعتها مش هتسامحني
– عاصي مقالش لليلى أي حاجه عاصي مش وحش أوي زي ما أنتِ فاكره عاصي بسببه أنتِ لسه عايشه لحد دلوقتي عاصي كان ونعم الأخ معاكي لكن أنتِ مكنتيش ونعم الأخت معاه
نظرت له مريم بصدمة من كلماته تلك فقال:
– كلامي قاسي أيوة بس لازم تعرفي كده مينفعش تعيشي دور الضحية أكتر من كده فوقي واقفي على رجلك تاني، ووقت ما تبطلي طريقة تفكيرك دي عارفه مكتبي فين ومن هنا لوقتها أنا مش عايز أشوفك..
قال تلك الكلمات ثم خرج من غرفتها وتركها في حالة صدمة، وعندما خرج أزاحت عن شعرها الحجاب لتظهر خصلاتها الذهبية ذات اللون المميز والتي قد ورثتها عنها ليلى ابنتها، ما فعله شادي في تلك اللحظة كان أصح ما يمكن فعله، للحظة شعر شادي باختناق بسبب تفكيرها السلبي، نعم كان يعرف حقيقتها كل تلك السنوات وبرغم ذلك كان يناديها دوما بأسم سلمى حتى اعتادت هي عليه، كان يظن أنها سوف تتحسن في يوم على الأقل تُحدث استجابة بسيطة، ولكن بدون فائدة شعر شادي وكأن تعب خمس سنوات قد اختفى ..
***
الكاتبة ميار خالد
كان عاصي يتناقش مع عز الدين قليلاً حتى قال عز:
– خطتك نجحت فعلاً بس إيه الخطوة اللي جايه ؟
– مش عايز أفكر في أي حاجه لحد ما رحيل تخف وتعمل العملية
– عملية إيه؟
– رحيل عندها مشكلة في صمامات القلب ومحتاجة عملية ضروري
نظر له عز بعيون متسعه وقال:
– لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. عرفتوا أمتى ؟
نظر له عاصي بانفعال ثم أخبره بما حدث معهم في الشقة القديمة، وحاول عز أن يجعله يتفاءل قليلاً، فابتسم الآخر بحزن و قال:
– أنا متفائل لكن هي لا، عقلي مش مستوعب إزاي بنت فيها كل ده وبرضو لسه بتضحك وكلها بهجه!! أنا ندمان على كل لحظة زعلتها فيها لأول مره أحس قلبي واجعني كده
نظر له عز وقال:
– لازم دلوقتي تكون جنبها وتدعمها الوقت ده أكتر وقت محتاجه فيه ليك، لما ملك مراتي عملت الحادثة ووشها اتشوه كل اللي كان فارق معاها أنا، أنا شايفها إزاي، أنا لسه بحبها ولا لا، هفضل جنبها ولا هتخلى عنها زي الناس كلها، مرينا بوقت صعب وهي نفسيتها كانت مدمره بس وجودي جنبها هون عليها كل ده ومع بعض تخطينا ورجعت حقها وحق أبوها من اللي قتله وشوف دلوقتي الحمدلله وضعنا مستقر وبقى عندنا مالك
نظر له عاصي بصمت ثم قال بتوتر:
– أنا محترم كلامك ده بس أنت فهمتني غلط رحيل مجرد صديقة بالنسبالي وشريكه حتى إشاعة الخطوبة اللي أنا طلعتها دي عشان موضوع الصور بس وبعد فتره هنقول محصلش توافق وإن كل واحد راح لحاله وخلاص
ابتسم عز وقال:
– أنت بتفكرني بنفسي أيام ما كنت مقتنع إني مش بحب ملك، كنت بقول ملك مجرد عملية وقضية بالنسبالي وعلقت اهتمامي بيها على حبي واخلاصي لشغلي لأني كنت مسؤول عن حمايتها من اعدائها، سيب نفسك يا عاصي سيب رحيل تداويك
نظر له عاصي بشرود ثم نهض وخرج من المكان، ظل يفكر بكلمات عز كثيرًا حتى قال في نفسه ” وإني أخاف أن يكون حبي ثقيلاً على قلبك الوهن فيضعفه أكثر” ثم زفر بضيق واستقل سيارته واتجه إلى بيته، ولكن لم يكن في حسبانه أنه سوف يقابل مفاجأة مفزعة على الطريق..
***
كان بدر يجلس على المائدة ويتناول فطورة حتى جاء إليه إتصال من فارس، رد عليه وقال:
– فارس أخبارك أي؟
قال فارس بفتور نوعاً ما:
– الحمدلله يا عمي وأنت أخبارك إيه رجعت من السفر ولا لسه ؟
– آه رجعت امبارح كنت هكلمك
– ربنا يخليك يا عمي بس أنا مش متصل عشان موضوعي أنا وداليا
قال بدر بدهشه:
– والله؟ اومال ليه؟
قال فارس بابتسامة:
– أنا اتصلت أبارك لحضرتك عشان رحيل ألف مبروك، بصراحه أنا استغربت جدًّا عشان حضرتك قولتلي أن عندك مشكلة كبيرة وشوية لخبطة كده بس الحمدلله أنك تخطيت ده وإن الفرحة رجعت لحياتكم تاني
قال بدر بتساؤل:
– رحيل ؟ ليه عملت إيه
قال فارس:
– مش رحيل اتخطبت ؟
نهض بدر من مكانه وقال بصدمة:
– رحيل مين اللي اتخطبت لا محصلش!
قال فارس بدهشه:
– نعم؟! بس الخبر ده منتشر في كل مكان
– خبر إيه بالظبط؟!
– إن رحيل وأستاذ عاصي القاضي اتخطبوا
– نعم!! لا مفيش خطوبة ولا حاجه
– دي إشاعة يعني؟
وهُنا صمت بدر فجأة وقد استوعب أن تلك كانت خطة عاصي لينهي مشكلة الصور وذلك عندما ربط كلامه ببعض، قال فارس؟
– عمي أنت معايا؟؟
– لا مفيش حاجه حضرتك محتاج حاجه طب؟
– ربنا يعزك يا أبني
ابتسم فارس ثم أنهى المكالمة، وعندما أنهى بدر الكلام مع فارس فتح هاتفه بسرعه وتصفح الأخبار ليتأكد من صحة الخبر، تحرك بغضب ثم بحث بهاتفه قليلاً حتى عثر على رقم عاصي واتصل به..
وبعد أن تركت ليلى يد رحيل ركضت على الطريق بسرعه فتحركت رحيل من مكانها وركضت خلفها بفزع وكذلك سلمى، كانت الطفلة تركض بين السيارات المارة بخطورة ورحيل تركض بكل قوتها خلفها وتنادي عليها..
كان عاصي قد أقترب من بيته عندما صدع هاتفه رنيناً فنظر إلى الهاتف ليجد رقم بدر فنظر إلى الطريق ورد عليه فصاح به بدر:
– انت إزاي تعمل تصرف زي ده من غير ما ترجعلي!
– صدقني ده كان أنسب حاجه
وفجأة وعاصي ينحني بسيارته اتجاه اليمين وعندما دخل إلى الشارع الذي يقع بيته في نهايته، ظهرت ليلى أمامه ورحيل تركض خلفها وفي تلك اللحظة توقفت رحيل مكانها ووضعت يدها على قلبها بتعب وظلت تتنفس بصعوبة وتتعرق بشدة، نظر لها بصدمة ثم وقع الهاتف من يده وقد فقد قدرته على التحكم في السيارة فنظرت ليلى للسيارة القادمة نحوها والتي قد أصبحت أمامها مباشرةً بخوف ثم أغمضت عينيها..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية رحيل العاصي ) اسم الرواية