رواية رحيل العاصي كاملة بقلم ميار خالد عبر مدونة دليل الروايات
رواية رحيل العاصي الفصل السابع و العشرون 27
وفجأة وعاصي ينحني بسيارته اتجاه اليمين وعندما دخل إلى الشارع الذي يقع بيته في نهايته، ظهرت ليلى أمامه ورحيل تركض خلفها وفي تلك اللحظة توقفت رحيل مكانها ووضعت يدها على قلبها بتعب وظلت تتنفس بصعوبة وتتعرق بشدة، نظر لها بصدمة ووقع الهاتف من يده وقد فقد عاصي قدرته على التحكم في السيارة فنظرت ليلى للسيارة القادمة نحوها والتي قد أصبحت أمامها مباشرة بخوف ثم أغمضت عينيها..
وفي أخر لحظة توقفت السيارة ولكنه لم يتمكن من تفادي ليلى فاصطدمت بالسيارة ليس بقوة ولكن تلك الصدمة كانت كفيلة لتُظهر جرح طويل في جبينها!!
فتحت الطفلة عيونها برعب وألم ووقتها ركضت سلمى بسرعه واخذتها في أحضانها، ظل عاصي ينظر أمامه بصدمة لا يعرف ما الذي حدث قبل لحظات ومن هول صدمته لم يستوعب أن من تقف أمامه الآن هي نفسها سلمى التي كسرت كلمته وعادت إلى مصر بدون أذنه، ترجل عاصي من السيارة واتجه إلى ليلى بسرعه وقال بقلق:
– أنتِ كويسة فيكي حاجه
وظل يتفحصها بهلع، حتى وقع بصره على الجرح الطويل الموجود في جبينها، كانت ليلى تغمض عيونها بتعب وتفتحها وكأنها تُبدي مقدمات أنها سوف تفقد وعيها، نظر لها عاصي برعب وحملتها سلمى بين يديها ثم قالت:
– لازم ناخدها المستشفى!!
وفي تلك اللحظة انتبه عاصي لسلمى الواقفة أمامه فقال بغضب:
– أنتِ!!
وقبل أن يتكلم صاحت رحيل:
– عاصي..
نظر لها الآخر بعيون غاضبه ولكن هذا الغضب اختفى وحل محله القلق عندما وجدها بتلك الحالة، تضع يدها على قلبها بتعب وألم، ووجهها المتعرق بشدة وعيونها الجاحظة والتي مالت للاحمرار، وانفاسها الغير منتظمة بالمرة وكأنها تنازع حتى يصل الأكسجين إلى صدرها..
نظرت له رحيل وقالت بتعب شديد:
– قلبي ..
ثم نظرت له بعدم تركيز واغمضت عينيها وسقطت مغشياً عليها فامسكها الآخر بقلق، ضربها على وجنتها بخفه وردد بقلق:
– رحيل ردي عليا أنتِ سمعاني
ولكن بدون فائدة..
نظر عاصي لرحيل الواقعة بين يديه ولليلى التي قد فقدت وعيها هي أيضًا بين يدين سلمى ثم نظر إلى السماء وكأنه يناجي ربه أن يلهمه الصبر والقوة لكل هذا، حملها بين يديه بسرعه واتجه إلى السيارة فتحركت سلمى وفتحت له الباب الخلفي وجلست هي وليلى على يدها وأخذت رحيل في احضانها هي أيضًا، واستقل عاصي السيارة بسرعه واتجه بهم إلى أقرب مستشفى..
وبعد ساعات..
وصل بدر إلى المستشفى لأن عاصي قد أخبره وبمجرد استقرار حالة رحيل حتى لا يقلق، تحرك بدر في المستشفى بقلق حتى وجد عاصي أمام إحدى الغرف ويجلس على أحد المقاعد ويضع رأسه بين يديه بتعب، قال بدر بقلق:
– حصل إيه بنتي مالها!!
قال عاصي بحزن:
– حالتها بتسوء لازم تعمل العملية في أسرع وقت، النهاردة كان بينها وبين الموت خطوة بس
ترقرقت الدموع في عيون بدر رغماً عنه وقال:
– لما تعمل العملية هتكون كويسة صح وهتعيش عمر طويل
– هتكون كويسة بأذن الله وتعيش عمر طويل أكتر مني ومنك بس لازم تقنعها أنها توافق على العملية ..
مسح بدر دموعه وقال:
– ينفع أدخل اطمن عليها صح ؟
– أيوة بس بلاش تتعبها
ربّت بدر على كتفه ثم دلف إلى الغرفة حتى يطمئن على رحيل، كان بدر جيش أبنة أخيه الوحيد، أو بمعني أصح ابنته لأنه يعتبر تلك الفتاة هي قطعه من روحه، قطعه إذا شعرت بألم بسيط يشعر هو بأضعافه، وهذا يجعلنا ننتبه أنه في بعض الأحيان يكون رابط الدم قوي جدًّا لهذه الدرجة، دلف بدر إلى رحيل وتحرك عاصي باتجاه سلمى التي كانت تقف أمام الغرفة الموجودة بها ليلى والتي قد إستعادة وعيها ولكنها ترتاح قليلاً من أثر الصدمة، ثم نظر لها بقسوة ففهمت الأخرى واتجهت إليه، قال عاصي بغضب مكتوم:
– ممكن أفهم أنتِ بتعملي إيه هنا ليه رجعتي مصر من غير ما تقوليلي
قالت سلمى بعِناد:
– عشان مكنتش هتوافق أني ارجع
– وهو أنا حابسك يا سلمى!! أنا مش فاهمك بجد عايشه هناك أحسن عيشة ومش محتاجه تشتغلي ببعتلك فلوس ومكفياكِ وزيادة مش فاهمك بجد ليه كل ده لو حد متضرر في كل ده فهو أختي مريم!!
– وهو ده السبب اللي رجعني، أنا مش فارق معايا كل ده مش هاين عليا إني أكون عايشه أحسن عيشة وهي مدمرة كده مش عارفه أشوف العيشة الوردية اللي أنت عاملهالي هناك دي طول ما هي تعبانة كده
– ومستنيه إيه من رجوعك دلوقتي؟
– أنها تخرج وترجع أحسن من الأول
– تخرج عشان ترجع تأذي نفسها تاني مش كده ؟! ومش بعيد تأذي ليلى معاها وأكون ضيعت كل اللي أنا بعمله كل السنين دي
– مريم اتغيرت أنا شوفتها
نظر لها عاصي فجأة ثم قال بحده:
– يعني إيه شوفتيها مش فاهم؟؟
أخذت سلمى نفساً عميقاً وقالت:
– أنا روحت لها المصحه، مريم اتغيرت وبقت أقوى مني ومنك نظرة عينيها مبقاش فيها اليأس والجنون اللي كانت فيه، عارف قالتلي إيه يومها
نظر لها عاصي بترقب فقالت:
– قالت أنا هقف على رجلي لوحدي وهرجع تاني بس مش بفضلكم !
قال عاصي بعدم تصديق:
– مش مصدقها
– اديها فرصة وخرجها، أرجوك فكر في الموضوع ده أنت طول عمرك بتثق فيا كفاية عقاب لحد كده كفاية خمس سنين
صمت عاصي ثم زفر بضيق وهُنا خرجت ليلى من الغرفة بتعب وذهبت باتجاههم وعندما رآها عاصي اتجه إليها بسرعه وقبل أن يتكلم قالت له بدموع:
– رحيل كويسة مش كده هي تعبت بسببي عشان جرت ورايا كتير أنا وحشه
نزل عاصي إلى قامتها وقال:
– لا أنتِ مش وحشه بس الحركة اللي عملتيها دي كانت سبب في أن رحيل تتعب، مينفعش تتصرفي بالطريقة دي افرضي كان جرالك حاجه افرضي أنا مقدرتش أوقف العربية، مينفعش تتصرفي كده يا ليلى عشان كده هتأذي نفسك وتأذي كل اللي حواليكي وشوفتي نتيجة اللي حصل كانت إيه رحيل تعبت
– هي عندها إيه هتخف صح؟
– رحيل قلبها ضعيف أوي لدرجة أنها متقدرش تجري زي ما أنتِ جريتي بسرعه كده وشوفتي لما جربت تجري وراكي حصل إيه
نظرت سلمى إلى عاصي بصدمة وقالت:
– هي مريضة ؟!!
نظر لها عاصي بطرف عينيه وقال:
– عندها مشكلة في صمامات القلب محتاجه عملية
نظرت له ليلى بدموع ثم حملها عاصي بين يديه وادخلها إلى غرفتها حتى ترتاح وعاد إلى سلمى ثم قال بتساؤل وغضب:
– أنتِ قولتي لرحيل إيه بالظبط؟
– مين رحيل الأول؟ أنت اتجوزت؟
– ردي عليا الأول عرفتيها إيه؟!
– كل حاجه بس مش دي المشكلة، المشكلة ان ليلى سمعتنا وعرفت أن مريم حاولت تقتلها وهي صغيرة وأنها مكنتش عايزاها
ضرب عاصي الأرض بغضب عارم وقال:
– حرام عليكِ، ضيعتي كل حاجه في لحظة
– ليلى بنت طيبة وكويسة وأكيد هترجع تحب مريم تاني بس أنت وافق أنها ترجع وكل ده هيتحل هي أمها في الأخر
وفي تلك الأثناء رن هاتف عاصي فأمسكه ليجد والدته تتصل به، رد عليها فقالت بقلق:
– إيه يا عاصي فينك
– في مشوار في حاجه؟
– معرفش رحيل خرجت مع ليلى ومن ساعتها مرجعوش قلقت عليهم أوي هي كلمتك؟
– أنا معاهم دلوقتي متقلقيش
– بجد طب الحمدلله هترجعوا أمتى؟
نظر عاصي إلى سلمى للحظات ثم قال:
– شوية وليلى هتروّح معاها ضيفة
قالت حنان بتساؤل:
– مين ؟!
ظل عاصي ينظر إلى سلمى وقال:
– حد مش غريب عليكِ حضّري اوضة تانية في البيت عشان الزيارة المرة دي هتطول شوية
– خلاص تمام
ثم أغلقت المكالمة بتساؤل وظلت تفكر من تلك الضيفة التي يتحدث عنها، وبعدها ودع عاصي ليلى وسلمى بعد أن تأكد أن ليلى بخير تماماً فقط تحتاج إلى الراحة، وطلب لهم سيارة أجرة وخرج الاثنان حتى يعودوا إلى البيت وكانت سلمى تفكر في رد فعل حنان عندما تراها..
الكاتبة ميار خالد
في غرفة رحيل بالمستشفى..
كانت نائمة على سريرها بإرهاق وأمامها بدر وحولها العديد من الأجهزة التي تُظهر حالتها الصحية، دلف عاصي إلى الغرفة فوجد بدر يجلس على الكرسي أمامها ويمسك رأسه بين يديه، وعندما أحس به بدر فتح عيونه ونظر إليه للحظات ثم قال:
– معلش ممكن تخليك جنبها شوية لازم اعمل مكالمة
قال عاصي بسرعه:
– أكيد اتفضل
فخرج بدر من الغرفة واتصل بأمينة وقرر أن يُخبرها بمرض رحيل وعندما فتحت الخط صاحت به:
– أنت روحت فين وسيبتني في المصيبة دي الموبايل مبطلش إتصال الناس كلها اللي يبارك واللي يزعل هو في أي رحيل وعاصي مين اللي اتخطبوا ؟!
صاح بها بدر:
– أنتِ ممكن تهدي!!
صمتت أمينه فقال:
– أنا هفهمك كل حاجه بس الأول لازم تعرفي إن رحيل مريضة
قالت هي بعدم فهم:
– مريضة إزاي يعني عندها إيه؟!
تنهد بدر ثم قص عليها كل ما حدث معهم..
في الغرفة..
فتحت رحيل عيونها ببطيء لتجد عاصي بجانبها، وعندما انتبه أنها استفاقت قال بقلق:
– حاسة بأيه ؟!
أومأت رحيل برأسها ثم قالت:
– أنا كويسة، عايزه أخرج من هنا
نظر لها عاصي بقلق واردف:
– مش هتخرجي من هنا غير لما تعملي العملية وتبقي كويسة
– وأنت عارف إن طول ما أنا مش موافقة محدش هيقدر يخليني هنا مش كده، في حاجات لازم اخلصها قبل العملية
– أهم حاجه دلوقتي صحتك وبس
– أفرض مخرجتش من العملية وقلبي مستحملش !!
أمسك عاصي يدها وقال بانفعال:
– بلاش الكلام ده هتخرجي وتبقي كويسة أنا مش هسمح إن يجرالك حاجه
– أنت مش كنت كاره وجودي وبتقول إني بعملك مصايب في كل خطوة ليا! الفرصة جاتلك اهي أبعد عني وأرجع لحياتك الطبيعية
نظر لها عاصي بتمعن ثم قال:
– وأنتِ فاكره إني هسيبك بعد ما بوظتي حياتي كده، مستحيل لازم تصلحي كل اللي أنتِ عملتيه
صمتت رحيل للحظات ثم قالت:
– سلمى قالتلي كل حاجه بس أنا عايزه أسمع منك، ليه عملت كل ده؟! ليه أقنعت الكل أن مريم مسافرة وهي في المصحه وكمان سفّرت سلمى مكانها، ليه حتى اسمها وحياتها اخدتهم منها ليه عملت اللغبطه دي حتى لو غلطت مكنتش تستاهل كل ده
– ساعات غلطة واحدة بتكون قادرة أنها تدمر كل حاجه، أنسب حل وقتها كان المصحه لو أنتِ مكاني كنتِ هتعملي كده
– لو أنا مكانك مكنتش هعمل كده!! كنت هحتويها واعوضها عن كل اللي شافته مريم مغلطتش هي حبت بس مكنتش تعرف أنه حيوان وهيغدر بيها، أنت متخيل دلوقتي أنها مش هتقدر تثق في حد تاني ولا حتى في نفسها حتى لو حصل هتبقى قاسية أوي وأنت هتكون السبب في كل ده!
– الحب اللي كان سبب في تدميرها مستحيل يكون سبب في علاجها
نظرت له رحيل بضيق وقالت بغضب:
– أنت اختارت الطريق السهل واتخليت عنها أنت كمان، العصيان اللي جواك ده دمر كل حاجه وأولهم حياة أقرب الناس ليك، أنت بتعاقب أبوك في حياتكم أنت مستوعب !!
– خلاص اقفلي الموضوع ده
– ولو مقفلتهوش؟ كل مره بتعمل كده وفي الأخر تقولي اقفلي الموضوع ..
قالت تلك الجملة ثم بدأت بالتنفس بصوتٍ عالي وارتفعت دقات قلبها فقال الآخر بسرعه:
– خلاص أهدي أرجوكِ عشانك انسيني أنا دلوقتي أهدي عشان صحتك
حاولت رحيل أن تنظم أنفاسها مرة أخرى وهدأت نوعاً ما، قال عاصي بهدوء:
– إيه يرضيكي دلوقتي ؟
نظرت له رحيل بدهشه ثم ابتسمت وقالت:
– ده بجد؟
– أيوة إيه يرضيكي وأنا هعمله
أخذت نفساً عميقاً ثم قالت:
– أنك تخّرج مريم من المصحة
***
الكاتبة ميار خالد
استدعى شريف أحد رجاله وقال له أن يعطي خبر لأحمد حتى يأتي له وبعد لحظات كان الآخر أمامه، قال أحمد:
– في إيه؟
قال شريف:
– مش أنت كنت عايز تعرف سلمى فين، وصلت لمكانها
قال أحمد بسرعه:
– بجد؟! فين؟؟
– في مصحه نفسية
نظر له أحمد بدهشه وقال:
– مصحه؟! إزاي يعني مصدقش أكيد في حاجه غلط
صمت شريف للحظات ثم قال:
– في حاجه غلط فعلاً
نظر له أحمد بتساؤل فأكمل الآخر:
– وصلي خبر أن أخت عاصي رجعت مصر، حد من رجالته عرفت اجيبه لصفي وهو نقلي أخبار كتير عنه منهم خبر المصحه ومنهم خبر أخته
– جميل وبعدين؟
قال شريف بعدم فهم:
-الغريب إني لما وصلت لاسامي الناس اللي جت الشهر اللي فات في رحلات من كندا ملقتش أسم مريم أخته! لقيت أسم سلمى طب إزاي وهي المفروض في المصحه وكذا حد أكد لي أنها كانت في المطار فعلاً
نظر له أحمد بدهشه ثم تحولت نظراته إلى الصدمة حين قال:
– معقول يكون اللي بفكر فيه صح!!
نظر له شريف بنفس النظرة والعيون المتسعة وقال:
– أن اللي في المصحة دي مريم وعاصي مخبي عن الكل..
نظر له أحمد بعيون متسعه ثم نهض من مكانه وقال:
– معقول الجحود وصل بيه لكده!!
ضحك شريف وقال:
– اتحلت! كل حاجه اتحلت خلاص
نظر له أحمد بنفس الصدمة وقال:
– هي إيه اللي اتحلت؟
ضحك شريف بصوتٍ عالٍ ثم قال:
– هو حرق لنا الصور بس مش هيقدر يحرق لنا الخبر ده! تخيل لما الخبر ده يظهر إيه اللي هيحصل تخيل لو الخبر ده وصل لحقوق الإنسان، عاصي هيروح في داهيه
كان شريف يتحدث وعقل أحمد في عالم آخر، ضحك شريف بانتصار ثم التفت لأحمد وقال:
– أنا مش هستنى لحد ما كل حاجه تضيع زي المرة اللي فاتت الخبر ده لازم يتنشر دلوقتي، أنا أعرف بنت من حقوق الإنسان هي هتظبط الدنيا كلها دلوقتي أنت تطلع على أي صحفي وتقوله الخبر ده
كان أحمد في حالة صدمة فاقترب منه شريف وصاح به:
قال له أحمد بخوف:
– بلاش أنت كده مش هتأذي عاصي هتأذي مريم أخته
– يا حنين، ده على أساس أنها فارقة معاك أنت هتجنني! ما يولعوا كلهم
– معنى إن مريم في المصحة أن حالتها وحشه جدًّا كفاية الأذى اللي أنا عملته فيها أنت حسابك مع عاصي مش معاها هي
دفعه شريف بغضب وقال:
– بقولك إيه أنا ما صدقت مسكت حاجه على عاصي !! اوعي تفكر بس إنك تمنعني عشان ساعتها هدوسك واعدي أعمل اللي أنا عايزُه خليك في صفي أحسن!
طالعه أحمد بتردد وصمت، نظر شريف أمامه ثم قال:
– نهايتك قربت
يا ترا ايه اللي هيحصل؟؟
عاصي هيسمع كلام رحيل ولا لا ؟؟
ايه رأيكم في أحداث الرواية لحد دلوقتي ؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية رحيل العاصي ) اسم الرواية