رواية القدر كاملة بقلم رحمة ايمن عبر مدونة دليل الروايات
رواية القدر الفصل الثاني 2
= واسيبك لي ، انتِ مراتي خلاص، مش انهارده يومنا ول اي؟
– هااه؟
= اي؟ بين نسيتي اني جوزك يا هانم
– انت شكلك تجننت وابعد ايدك عني بقي لو سمحت اووف!
كنت بتكلم وانا مش طايقه ول طايقه نفسي فقربني اكتر لي
وتشّرب ملامحي في بصته بكل عصبيه فدراعي رجف في ايديه ونزلت عيني بتوتر.
بتقريب لوجهها وتحدث بهدوء :
= ده تحذيرى الاخير، لما اكلمك تردي عليا يا عهد لو سمحتِ
بتغميض عينيها:
– ح.. حاضر
بتقريب اكثر فتعدم وجود مسافه بينهم كفايه حتي لتنفس:
= ثانيا بقي، متقلقيش مش هلمسك ثم انتِ مش نوعي المفضل فمترفعيش طموحك اوي كده.
بعد عني في الجمله دي فأخدت نفسي وبعدها وقف وظهره ليا واتكلم بصوت جامد وجدي مفهمتوش.
= اعرفي اني مجبور علي الجواز ده وبدون دخول في تفاصيل واعتقد مش مضطر اقلك لي، لكن الي اقدر اقولو ليكي انك مستحيل تكوني حاجه في حياتي او يكون في دور ليكي حتي لو بسيط، وانا كمان مطالب منى اني اسيبك في حالك وده هيحصل لو انتِ كمان سيبتيني في حالي
هنتعامل زي اتنين مشتركين في بيت واحد لحد ما الفتره دي تعدي وبعدها هنشوف هنهى الزواج ده ازاي لكن صدقيني هيكون قريب وعلي ايدي انا لاني بكر”هكوا وده اقوي واوضحك اجابه اقدر اجاوبك عليها.
سكت شويه بعدها وكان هيتحرك فوقفته
– استني
=……
– حبيت اقلك انه شعور متبادل، واني مبسوطه انك مخرجني من حسابتك وحياتك بشكل ده، واعتقد ده حل مناسب مع واحد معرفش اسمه لدلوقتي وبقولوا عليه جوزي؟!
هه حسيت فجأه اننا متفاهمين علي حاجه حتي لو هتحصل مره واحده واخيره.
= انا طالع فوق
طلع وسبني فدخلت البلكونه وانا بتنفس بسرعه وباخد شهيق وزفير وبحاول اهدا
كل حاجه حصلت بسرعه وكأني في حلم مخي”ف وعندي امل افوق منه، لكن مبفقش
اسبوع واكون في بيت لوحدي بعيد عن امي
اسبوع واكون مع شخص مقدرش اقول عليه حتي انه بشر
اسبوع وانا في بيت واثقه انه ميشبهنيش وواثقه انه مش بتاعي.
بس الحمد لله علي الاقل مش هيقرب لي وده المهم.
لما هديت شويه
فتحت الباب ودخلت الشنطه الي نِسناها بره واحنا بنتكلم ودخلت فورا وانا بفرك كتافي جامد من البرد، الجو مش طبيعي بجد.
اول ما دخلت لقيت غرفه باباها اسود ومكتوب عليه استأذن قبل ما تدخل يا حيوان! فبتسمت بخفوت
لانه مش محتاجه اقول تخص مين
وجمبها تلات غرف لونهم زي بعض بني غامق تكمله لدور البيت
فدخلت الغرفه الي جمبها وفتحت الاضاءه
قلت هلقي تراب و عدم ترتيب لكن حرفيا نبهرت
كانت مكونه من سرير كبير بنك ف ابيض ، حاوليه ستاير بنفس الدرجه والالوان وفي مكتب صغيره بكرسي خاص في جنب.
دولاب دريسنج، شوفته بس في التلفزون او النت عند اي فنانه او بلوجر!
مرايه طويله وبار جمبه صغير للمستلزمات.
واضح جدا انها غرفه لبنت ورايقه جدا حقيقي
وغير ده كلو بقي مكتبه من رفين! واووووو!
ضحكت بشغف وكنت هصوت بس كتمت صوتي بصعوبه وقعدت اتنطط زي الهبله
الاوضه دي كنز حقيقي اني سعيد.
بدات اشك فيه بس الي متاكده منه انها لبنت، بنت زوقها تحفه
وغير كده مستعمله، متاكده انه كان في إقامه فيها قريب؟
ما علينا نفضت كل الافاكر دي من دماغي وفكيت الفستان بصعوبه
واخيرررا ده كلو فستان!
وانا بخلع البلوفر الي تحته لقيت صوت الباب بيتفتح.
بخضه وتحرك بسرعه خلف الستاره :
– انت مجنون!
ببرود:
= كنتِ هنا يعني، مجتيش ورايه لي
– نعم!
= اوعي تقوليلي انك هتقعدي هنا او هنقعد في اوضتين متفرقين وجو المسلسلات الهندى دي، بربك مضحكنيش
– واي المضحك في كده يا استاذ، اه قررت اقعد هنا
ثم انه سيبك من القاعده هنا او لاء انت ازاي تدخل عليا كده! وفي حاجه اسمها تخبيط علي الباب انت مبقتش عايش لوحدك.
= بيتي ومراتي واوضتي اظن ده حقي
– انت مستعوب بتقول اي، ول وقعت علي دماغك وانت ماشي دلوقتي انت نسيت انت لسه قايل اي من شويه ليا؟!
= منستش حاجه بس… اوف بقلك اي انا جعان انجزي
– جعان!
= اه جعان، فخلصي نفسك كده
“بضحكه استهزاء” واذا كان علي الاوضه ف بكره تسيبها غصب عنك مش برضاكي، وبكره مش بعيد يا قمر
هستناكي تحت بسرعه.
– طيب اقفل الباب ا….. حيوان!
اول ما نزلت لقيته بدور علي اي حاجه في تلاجه وطلع تفاحه وبياكل بكل نَهم فيها فجوعني.
ركزت شويه تأمله.
كان لابس سويت شرت اسود وعليه بنطلون جنز متخربش من قدام بسموها موضه “ني ني ني” و بحرك شعره الاسود الناعم لفوق بكل ملل وتذمر واضح علي شكله فبتسمت علي اللطف والجمال الي في خلقت ربنا وتكاد تكون منعدمه في اخلاقه وقله ادبه.
= واخيرا! اخلصى جعان
– حاضر هسخن دلوقتي دقيقه واحده
= طيب سخني بسرعه
-….
= لاء بقلك اي متبصليش كده، انا لما بجوع بنسى انا مين اصلا
ثم صح قوليلي بجامه حمره وشعر اسود ناعم، واثر ميكب لذيذ
“يقطم قطعه من التفاحه” واخده راحتك يعني
– اعتقد مش مطالب مني اتكتف قدامك للاسف مهما نتكلم منقدرش ننكر انك جوزي يعني، فمعلش خليها عليك واستحمل لو المنظر مديقك او حاجه
بغمزه متمرده
= لاء انا مبسوط، هو في حد يشوف قمر كده كل يوم
– بقلك اي! والله اسيبك وادخل جوه ول تسخين ول غيره واتفلق
= خلاص هسكت يا ستي، بس بسرعه ها بسرعه
اتحرك من المطبخ فنفخت بديق، وبيتحكم فيا كمان البيه اصلها كملت! عايزه اقت”له، ينفع احطله سم في الاكل؟
علي السفره.
= ريحه فين؟
– اتخمد
= لي انتي فاكره اني هسيبك تمشي كده، افرض حطالي حاجه في الاكل مضمنكيش
-“بضحكه ساخره ” انت بتكلم بجد؟
= وههزر لي؟ انا مبثقش فيكوا، اقعدي كُلى معايا والا هفهم انك عمله حاجه فيه، او هرن علي الحج الرشيدي واقله بنتك..
“بجلوس علي طرف السفره”
– قعدنا، ممكن نخلص
= معملتيش اكل لنفسك لي؟
– انا حره
= طبعا، اكل الظالم مُحرم عندنا في الدين برضه
– ” يا صبر ايوووب! ”
بعد فتره
بتنهد بقله حيله ونظر له بملل وإبتسامه ساخره فينظر لها وهو يقطع ما بيده ويتحدث بستغراب :
= ممكن افهم لي النظره والابتسامه السمجه الي زيك دي
– واحد بياكل الحمامه بشوكه وسكينه، قنبله الموسم الحقيقه
= آاااه، انتِ قصدك انه دي حاجه جديده عليكى صح؟
طبعا اكيد واحده غير متحضره ورجعيه زيك هتقول كده
عذرك، متقلقيش هتتعودى
– هه انا بجد مفيش كلام اقدر اوصفلك قرفي منك دلوقتي
انت فاكر نفسك مين عشان تكلم معايا كده، لي النظر المتعاليه دي وكأنك ابن الوزير مثلا، حتي لو كده، هيكون في شويه دم عنك
= متتطوليش
– لاء انت ألزم حدودك
وبعدين غريبه اول مره اشوف واحد بياكل التفاحه في قطمتين زي عفوا التور بيتكلم وبعلمني دروس في الاتكيت، بذمتك مش عيب.
= عهد!
– تصبح علي خير.
طلعت فوق بسرعه وانا بجري علي السلم وبعدها قفلت الباب وسندت عليه واخدت نفس عميق كأني بستنشق كل الهواء الي في المكان وبعدها طلعته بهدوء.
لازم تهدي يا عهد، لازم مترديش عليه، ينرفزك تسكتِ زي ما انتِ متعوده مع باباكي.
لي برد عليه كده ومش قادره اسيطر علي نفسي لكن مكنش ذنبي ، هو الي بستفتزني
بس لو فتح بقُه واتكلم مع بابا في حاجه هيأ”ذيني وبدال عارف نقطه ضعفي هيلوى دراعي بيها، عيشي الفتره دي بستحمال وهو قلك فتره وكل حاجه هتنتهي، اصبرى، اصبري يا عهد.
اليوم التالي.
وزي كل يوم صحيت بعد الفجر زي ما انا متعوده، صليت وقرأت قرئان ودعيت وبعدها لفيت في البيت
عاده يوميه في حياه بنت عندها ١٣ سنه لو ابوها صحي وملقاش البيت متروق ونظيف يقلب التربيزه علي دماغها ودماغ امها الي ملهاش اي ذنب
وعارف انه قربه منها عذ”ابي، واي جرح بيعلم فيها كأنه بعلم فيا فتعلمت اني لو بموت لازم اقوم عشان احمي الي بحبها واحمي نفسي، وعلي قد ما كنت بعمل ده كخوف
علي قد ما بقت عاده مقدرش انكر انه كله بيحسد ماما عليه وعلي شطارتي ونشاطي والكلام المحفوظ ده ، فأبتسم لانه اول مره حد يفهمني انه ليا قيمه وبعمل حاجه حتى لو بالاجبار وتعب.
اوووف علي ام التلفون ده بقي!
– ال..
ليلي: اياد! مبتردش لي؟ قلقتني
-….
ليلي: انتَ كويس؟ قلولي انك في اجازه لكن في اجتماع مهم بعد ساعه، كنا محددين ميعاد لي بس قدمه وحضرتك مبتردش.
-……
ليلي: الو؟ اياد انت سمعني؟
سيبتها تكلم واخر ما زهقت قفلت لوحدها .
اسمه اياد يعني! هه عرفت اسمه من “سكرتيرتي الموزه” اسم على مسمه فعلا.
= اي الدوشه الي انتي عملها علي الصبح دي
– بروق البيت
= في ريحه حلوه؟
– فطير بيتي، لازم نعمله الصبح عشان ناكل
“بدخول المطبخ وتحرك بيه بإنشغال”
– السكرتيره بتاعتك رنت كذا مره فرديت عليها وقلتلي انه في اجتماع مهم وتقرييا تقدم فقلت اقلك عشان ترن عليها و…
كنت بتكلم وانا بختار كيس بلاستك اشيل بيه تراب الارضيه فخبطت فيه في نص المطبخ.
كان واقف قدامي فرفعت عيني لقيته ببصلي وعينيه بتق شرار؟
– هو انا….
= مين سمحلك؟
مين سمحلك تردي علي تلفوني او تلمسي حاجه تخصني ، انتِ فاكره نفسك مين؟ انتِ مجرد واحده تجوزتها غصب عني عشان اخلص من كل الضغط والقرف الي حوليا ده كنتِ بديل لكتير اوي لميت واحده تانيه غيرك واخترتك عشان المنفعة المشتركه وانى مخسرش حياتي وشغلي كمان، اخترت واحده ابوها بيعها عشان صفقه هيكسبها وهيرضي ضميره وغروره بيها ، انتِ مجرد شغاله بتعمل الي مطلوب منها وتنفذه وبسس انتِ سمعه
مين سمحلك اتكلمي!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية القدر ) اسم الرواية