رواية حب اصطناعي كاملة بقلم اسراء المؤذن عبر مدونة دليل الروايات
رواية حب اصطناعي الفصل الثاني 2
مش ناوي ترجعلهم بقا؟ مش كفايه عليها كده خمس سنين غياب؟؟
” كنت بتابعها بعيني من بعيد، بتابع وهي بتتلفت وسط الناس وتصرخ فيهم وتدور عليا، لسه حافظاني وحافظة نبرة صوتي متاهتش عنها، لسه جميله بس زي الورده الميته الي صحابها بطلو يسقوها، ضعفت اوي وخست، لقيتها قعدت ف ركن بعيد عن الناس بعيون بهتانه حزينه حطه أيدها ع راسها وهي بتتنفس بصوت عالي ونفسها ببضيق لما تزعل، ف الحالات دي كنت باخدها ف حضني أهديها لحد م تنام بين ايديا، بس دلوقت عاجز مش قادر اروح اضمها، مش قادر احضنها، مش قادر اروح ابوس بنتي وافتخر بيها زي كل الناس الي هناك، مجرد اني عاجز فعلا عن اي حاجه ..
فوقت ع خبطة احمد ابن عمي والي لولاه كان زماني جسد بس من غير روح !!!
– يلا نمشي من هنا بسرعه
– واخرتها ي مصطفي هه؟ هتفضل بعيد كده لحد امتي؟ طب وبنتك؟ انت عاوز بنتك تفضل كده طول عمرها من غير اب؟
زعقت بصوتي كله :
– ونا ايه بإيدي اعمله غير اني ابعد، وافرض فوقت حصل زي الي حصل قبل كده وموت بنتي ب ايدي أو مراتي ونا مش عارف انا بعمل ايه ولا ف وعيي؟ انت ناسي الي حصلك ولولا دخول معتز كان ايه حصل!
– واحنا لاقينا البديل ي مصطفي، وانت الي مش موافق
بص مصطفي بعيد بشرود
– حتي لو عايش بنص عقل !… كفايه اني بشوف مراتي وبنتي حتي لو من بعيد، مش عاوز حتي الموت يحرمني من اني ارجع اشوفك اول م افتكرهم !!!
مسكه احمد من ايده وخرجه برا المكان كله
– طب يلا مريم وآسيا خرجو اهو، يلا قبل م حد يشوفنا
خرج مصطفي معاه من غير ولا كلمه
°°°
– مامي هو انتي روحتي فين فجاه مش لاقيتك!
” ابتسمت نص ابتسامه “
– معلش ي اسو غصب عني حبيبتي دوخت روحت قعدت بعيد
” بطلع مفتاح العربيه بس ملقيتش موبايلي، دورت ف الشنطه كتير وجيوبي ملقتهوش، افتكرت لما روحت ادور ع الوهم الي مشيت وراه يمكن يكون وقع مني وسط الزحمه ومخدتش بالي
– آسو خليكي هنا مكانك وهقفل العربيه، نسيت موبايلي جوا ثواني يحبيبتي وهجيلك علطول
هزت آسيا رأسها بهدوء:
نزلت دخلت المكان تاني وكنت قاعده ادور ع موبايلي مكان م كنت بدور عليه بس ملقتوش خالص!
روحت سألت الأمن واديته مواصفات موبايلي وقالي أنه تقريبا حد لقيه وموجود ف الامانات جوا لحظه واحده وهيجيبه
ونا واقفه لقيت ع الطريق التاني احمد استغربت ايه الي جابه هنا ، بس الصدمه قدرت تشلني مكاني، لقيت مصطفي بيركب جمبه؟؟
مصطفي فعلا.. هو مصطفي، الصوت كان مصطفي مش مجرد تهيؤات زي مكنت فاكره؟ واحمد؟ احمد عارف مكانه طول السنين الي فاتت وسايب قلبي محروق بغيابه، سايب قلبنا كلنا بيموت كل يوم ف غيابه وساكت؟ سايب بنت اخوه الي من غير اب يسأل عليهاا؟ والي يوجع اكترر مصطفي؟؟؟ هان عليه يسيبنا كل ده واحنا ف الحالات دي؟ مش مهم انا انا ف ستين الف داهيه.. وبنته؟ وأمه؟ وابوه؟ وعيلته؟ ولا هما كمان كانو عارفين زي احمد وسايبنا ف التوهه دي؟؟؟؟
مبقتش قادره اتحرك ولا اتكلم ولا اتنفس؟ مخي كان اتشل من الصدمه؟ جريت وسيبت الأمن ركبت عربيتي بسرعه وطلعت ورا عربية احمد بأقصي سرعه، مكنتش حسه ولا منتبهه لأي حاجه تاني، حتي عياط آسيا من الحاله الي كنت فيها والسرعه الي سائقه بيها منتبهتلهاش غير ع لمسة أيدها وهي بتهزني
– مامي انا خايفه فيه ايه؟ براحه
هديت شويه العربيه لكن قلبي كان قايد نار، مش عاوز يهدي بالعكس دا بيثور ويغضب اكتر واكتر كل م افتكر كل يوم بيعدي عليا قلبي مقهور عليه، افتكرت من اول م الرساله اتبعتت لما قال إنه طلقني لحد اليوم ده!!
كنت عملت ايه عشان يعذبني ويوجعني كل السنين دي عملت ايه؟؟
فجأه ملقيتش عربيتهم ادامي، كانت اختفت ف لمح البصر مش عارفه انا راحه فين ولا ورا ايه ولا عشان اييه؟؟؟
محستش بنفسي غير ونا دموعي مغرقه وشي وشهقاتي كانت بتزييد كل م افتكرر كنت عامله ازاي ف بعده وهو كان عايش حياته ازاايي؟
وقفت العربيه مره واحده ونا بخبط بدماغي ف الدريكسيون بعصبيه وجنون لحد م حسيت أن قوتي بدأت تتلاشى ولقيت آسيا ماسكه دماغي حاضناها وبتعيط هي كمان، كانت بتطبطب بإيدها الصغيره ع ايدي وبتهديني وهي بتعييط!
خدتها انا ف حضني ونا مكلبشه فيها جامد وباخد نفس مره ورا مره ورا مره عشان اعرف اهدي وأهديها،
– آسيا حبيبتي بصيلي
هزت راسها جامد ب ” لا “
– لا لا انا خايفه
– انا معاكي والله يحبيبتي اهو، انا كويسه متقلقيش، بس تعبانه اوي اوي ودماغي واجعاني عشان كده محستش بنفسي، ممكن تهدي بقا
بصتلي آسيا ببراءه
– طب تعبانه ليه تعالي نروح نكشف يلا
” ابتسمت بهدوء “
– حاضر هوديكي عند تيته لحد م اروح عند الدكتور عشان ابقي كويسه.. اوكي؟
” وديت آسيا عند ماما وطلعت على بيت احمد ونا بخبط وبرزع جامد “
طلعت لي سلمي مراته وهي مستغربه الي بيحصل
زقتها بعيد ونا بزعق
– جوزك فين؟
– فيه ايه ي مريم اهدي
– بقولك جوووزككك فيييين؟؟
– معرفش، معرفش قالي أنه خارج وراه شغل، هو فيه اييه؟
– اتصلي عليييه
– هو ف…
– سلميييي من غير كلمه نفذي الي بقولهولك
سلمي مسكت فونها ولسه بترن
– اوعي تقولي ان انا هنا، اوعييي
هزت راسها
– ايوا ي احمد
– اييه ي سلمي فيه حاجه ولا اييه؟
– ايوه تعالي دلوقت عاوزاك
– طب تمام يحبيبتي انا جاي اهو
..
– جاي دلوقت، ممكن تهدي طيب انتي شكلك تعبان اوي واعصابك بايظه، فهميني طيب فيه ايه هو عمل حاجه؟
– لما ييجي، لما ييجي هتعرفي
°°°
– شكل مريم هناك عشان كده سلمي بتتصل، قولتلك شافتنا وعربيتها كانت ورانا
– روح وقول اي حاجه، اي حاجه ي احمد غير انك تعرف مكاني وتعرف انا فين
” بصله احمد بضيق “
– ي مصطفي مينف…
– أحمد وقسما بالله لو مريم عرفت حاجه لتكون ولا ابن عمي ولا اعرفك
بصله احمد بقوه وغضب وفالآخر سابه ومشي
°°°
دخل احمد من الباب بهدوء كان دخول مريم عليه زي العاصفه
– هو سؤال واحد، مصطفي فين؟
– مصطفي اي يمريم انا مع….
– كداااااب ، انت كدااااب انا شوفتكوو ، شوفتكوو ف حفلة آسيا متحاولش تنكرر، قولي مصطفي احسن وربي وربي ميحصل كوييس
– مريم اهدي انتي اعصابك تعبانه
– متقوليش اهدييي، مصطفي فيين يا احمد مصطفي فييين؟
– معرفش ي مريم معرفشش انتي بتكلمي عن اييي، انا فعلا كنت عند حضانة آسيا وكان معايا واحد صاحبي بس مكنش مصطفي ده صدقيني انتي اعصابك تعبانه متهيألك
” هزيت راسي بجنون ونا مش مصدقاه، لو عيني كدبت ، قلبي عمره م يكدب عليا انا متأكده أنه كان مصطفي، ريحته وصوته كانت حواليا، لو الدنيا كلها قالت مش هو بس انا متأكده ان هو
صرخه فيه بأعلي صوت
– كدااااب، انا متأكده، بقولك انا متأكده كان هووو.. هو فييين؟ قولي مكانه هو فييي
” مسكت الفازه الي كانت جمبي وبحدفها بأقصي قوه عندي ونا بصرخ ومكنش ع لساني غير فيين؟ هو فيين؟ مصطفي فيين؟ انا متأكده انه هو، انا شوفته هو، هو مصطفي، حدفت فاظه والطفايه واي حاجه كانت بتقابلني ل بكسرها ل بقطعها وسلمي كانت حاضناني وبتعييط ومش عارفه تسيطر عليا ولا حتي أحمد لدرجة خربشته ف دراعاته ووشه، مكنتش عارفه انا بعمل ايه، والله مكنتش عارفه انا بعمل اييه، كل الي عاوزه مصطفي واواجهه؟ عاوزه اعرف عمل كده ليه؟ عمل كده ازاي اصلا؟ عاوزه اعرف جاله قلب ازاي يسيبني انا وبنته؟ عاوزاه عاوزه مصطفي
وقعت بين ايدين سلمي ونا صوتي بيضعف واحده واحده وقوتي بتقلل لحد محستش بحاجه من بعدها ..
معرفش عدي وقت قد ايه صحيت لقيت نفسي على سرير سلمي واحمد
كانت سلمي ف المطبخ لوحدها مكلمتهاش مشيت لبرا البيت براحه من غير م حد ياخد باله ، نزلت من العماره كان احمد بيدور عربيته وماشي استخبيت ورا البوابه عشان مياخدش باله مني انا متأكده أنه رايحله
بعد م طلع بالعربيه وقفت تاكسي وخليته يطلع ورا أحمد علطول بس من غير مياخد باله
لقييته نزل ودخل حاجه شبه الكوخ كده ف اخر المدينه خالص، دفعت فلوس التاكسي ونزلت مكان م دخل
°°
– مريم هتتجنن ي مصطفي ؟ تقدر تقول هتستفاد ايه وانت سايبها ف حالتها ديي؟ مريم بتمووت بالبطئ، ولو انت خايف عليها من الموت كده او كده ف قربك أو بعدت هتموت
مصطفي بعد ع كرسي وحط ايده ع رأسه بحسره وهو بيتكلم بخفوت وحزن
– حصلل ايه؟
مصطفي مكملش الكلمه لقو خبط جامد ع الباب، بصو لبعض باستفهام واستغراب محدش يعرف المكان ده غير هما الاتنين وبس !!
– انا هستخبي جوا وانت شوف مين
احمد هز راسه ومصطفي دخل يستخبي بس شئ جواه لا إراديا مخلتهوش يتحرك، وقف مكانه رجله مش قادره تتحرك خطوه زياده، عينه متعلقه ع الباب كأن قلبه حاسس ان هي، اول مره يحس أنه مبقاش قادر يستخبي اكتر من كده ومن ايه ومن ميين؟
احمد فكره دخل جوه وفتح الباب مريم مدتلهوش فرصه يرد دخلت زي الاعصار
” مجرد م شوفته وعنينا التقت ببعض، قلبي وقف عن الحركه والنبض، كل حواسي وقفت، كل قوتي اتبخرت، حسيت اني كل الكلام الي ف الدنيا والعتاب اتمسح من ذاكرتي، شفايفي اتحركت بس مش لاقيه كلمات أو حروف تنطقها، حسه ان الزمن وقف لحد اللحظه دي قربت بخطوات شبه ميته منه ونا بحط ايده ع وشه بتأكد أن هو.. عايش.. سليم..
مصطفي معملش اي حاجه غير أنه شدني لحضنه ونا بشده لحضني اكترر، لدرجة أننا بقينا جسم واحد مش جسميين، كنت حسه اني بين ضلوعه من كتر قوة الحضن،
بعدت وكان أول رد رديت عليه ليه كل الغياب ده
كان قلم نزل على وشه بأقصي قوه عندي، بكل الوجع الي جوايا، بكل دمعه نزلت مني، بكل عتاب خدته من آسيا، بكل لحظه شايفه فيها آسيا زعلانه عشان ابوها الي مشافتوش ولا مره،
قلم طفي نار قلبي الي قايده بقالها سنيين، قلم من قوته وشه اتجه الناحيه التانيه وهو مغمض عينه بوجعع …
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حب اصطناعي ) اسم الرواية