رواية خادمة قلبي كاملة بقلم زهرة عصام عبر مدونة دليل الروايات
رواية خادمة قلبي (3) الفصل الثاني 2
مالك كان في الشركة مخنوق قرر يعمل بنصيحة الدكتور سامر و يفصل عن الدُنيا كلها
في الوقت دا كان حازم جه الشركة دخل مكتب مالك علطول و قال بلهفة:-
إنت طلقت ملك بجد يا مالك ؟ هي قالتلي بس أنا مش مصدق
مالك زفر بضيق و قال:-
أيوة يا حازم اتطلقنا و أنا دلوقتي مسافر محتاج أبعد عن الكُل شوية
حازم واقف مصدوم و قال بعصبية خفيفه:-
تبعد عن الكل ؟ عن مراتك و عيالك ؟ دي حامل يا مالك فاهم يعني اية حامل ؟
و إنت جاي بكل بساطة تقولي هسافر و ابعد عن الكل ؟ عن مراتك و بنتك اللي مش عارفين اية اللى فيها ؟ إنت كدا أناني يا مالك
مالك بص ليه و قال ببرود:-
يا عم أنا أناني سبني بقي و كمل بزعيق :-
إنتوا ايية مبتحسوش ؟ أنا مش مخنوق ، مش طايق نفسي ، ولا طايق حد ، مستخسرين فيا اليومين اللي هاخدهم لنفسي ؟ مين فينا دلوقتي اللي أناني أنا وإلا إنتوا
أخد نفس و بصله و قال:-
بص يا حازم أنا تعبت و قرفت من كُل حاجة حوليا ، حرفياً معتش عندي طاقة أكمل ولا حتي ابص في وش أي حد ، أنا محتاج دا محتاج أبعد أعيد تفكير من جديد يمكن وقتها اقدر أرجع اللي راح ، أو على الأقل أشوف حل يرضي كُل الأطراف
حازم بص لـ مالك و ركز في وشه شاف معالم الإرهاق على وشة ، سواد تحت عينه أيقن فعلا إن أخوه بيمر بفتره سيئة جداً في حياته و قال في نفسه:-
أنا إزاي أناني كدا ؟ إزاي بطلب منه يفضل و هو أصلا مش عارفه هو عاوز اية ؟ فعلاً مالك محتاج يبعد ، محتاج إن مراته و بنته يوحشوه عشان يعرف قميتهم ، محتاج يركز في كُل كلمة خرجت منه و يحاسب نفسه عليها ،مالك لازم يعرف غلطه فين و يعرف اللي لية واللي عليه و لو البعد الحل لدا كله فـ مالك لازم يبعد
بصله بصمت و أخد نفس عميق و قال:-
إبعد يا مالك ، ابعد عشان تلاقي نفسك التايه دي ، إنت فعلا محتاج هدنه و لو البعد هيخليك تفهم الأمور بشكل أوضح فـ ابعد و متقلقش على الشغل في إيد أمينه يخويا
مالك أكتفي بإنه هز رأسه بايجاب و حضن حازم و قال:-
شُكرا و خُد بالك من ملوك و ملك يا حازم
حازم بصله بعتاب و قال:-
بتوصيني على أختي و بنتي يا مالك ؟ سافر إنت و ملكش دعوة بيهم في عنيا يا حبيبي
مالك أخد نفس عميق و غمض عينه لحظة و فتحها تاني و خرج من مكتبه
الموظفين كلهم مستغربين الحالة اللي فيها مالك و كلهم بيبصوا ليه بشفقة
مالك ركب عربيته و قبل ما يتحرك أتصل بوليد و قال ليه أنه مسافر و وليد أعترض و قال له :-
يعني مش هتحضر سبوع مالك الصغير ؟
مالك بص في التليفون و قال في نفسه:-
معلش يا مالك إستحملة زي أخوك برضوا
حط التليفون على ودنه تاني و قال:-
لا إن شاء الله هاجي سلام دلوقتي بقي عشان سايق
قفل معاه و قفل موبايلة انطلق بالعربية
…..
وليد أخد منه و مالك الصغير و مشي و ملوك نايمة أما رهف فـ راحت للشغل
ملك كانت قاعدة حاطة ايديها على خدها و بتفكر ازي هتشعلل مالك عشان يحرم يعمل فيها كدا
منال جت قعدت جنبها و قالت:-
مالك يا موكوسة قاعدة كدا لية و حاطة إيدك على خدك ، شايلة طاجن ستك اية يختي أمك ماتت ؟
ملك بصت ليها و ذمت شفيتها و قالت:-
و المفروض أقعد إزاي يا منال ، دا انا لسة مطلقة طازة
منال شوحت باديها و قالت:-
تقعدي بأي وضع بس بلاش بوز أمك اللي ضرباه في وشي كدا
ملك بصت ليها و قالت بغيظ :-
إنتي مالك و مالي دلوقتي يا منال ؟ جاية تجري في شكلي لية ؟ ما تسيبي كل واحد بأحزانه
منال رفعت حاجبها و قالت بسخرية :-
أحزان اية يا أم أحزان يختي اتوكسي أومال مين اللي من نص ساعة كانت عملالي فيها المرأة الحديدية و أنا متأكدة إن أنا و مالك هنرجع لبعض
قربت منها و ضربتها على خدها بخفة و قالت:-
لو مش قد الكلام بتقولوه ليه ؟
ملك بصت ليها بغيظ و قالت:-
جري اية يا منال مالك يختي ملكيش شغلة غيري لية و مركزة معايا ما تسيبي الواحد يفك عن نفسة شوية بينه و بين افكارة الحزينة
منال بصتلها بقرف و وقفت و هي بتقول:-
تفكي عن نفسك ؟ أنا داخلة أنام بدل ما افك أنا عن نفسي بشبشبي أبو وردة حمرة دا عرفاه ؟ كتك نيلة عليكي و على أحزانك المضحكه للآخرين دي ، معلش يا منال استحمليهم زي عيالك برضوا
ملك شوحت باديها و قالت في نفسها:-
دا اية البيت اللي الواحد مش عارف يختلي فيه بأحزانه دا ؟
حرام عليكي يا منال بجد خرجتيني من مود المطلقة ادخه تاني إزاي دلوقتي ؟
بس عرفت هفتكر أي حاجة مُحزنة هلاقي نفسي دخلت فيه علطول
قعدت تفكر حاجة تزعلها لحد ما زهقت و قالت:-
اية دا بقي مش لاقية أي حاجة أنا كنت بأخد حقي بدراعي و مش بسبب حاجة تزعلني
أزعل إزاي و أنا شعاري في الحياة صحتي و نفسيتي اهم حاجة
هدخل اتخمد جمب بنتي أحسن
…….
رهف ماشية في الشركة لابسة سليبوت و بتبرطم في سرها:-
كان لازم تيجي دلوقتي يعني يا منال ما كنتي سبتيني نايمة شوية وإلا هو النكد و الحزن من نصيب رهف بس والله الحياة دي غير عادلة غير ناصفة و جاية عليا اوي
حازم كان داخل مكتبة شافها ماشية تتفسح في الشركة قرب منها و سمعها و هي بتقول:-
يعني الشركة الطويلة العريضة دي مفيهاش سرير الواحد يستريح عليه دا انا بتعب و اشقي والله
حازم من وراها :-
بتتعبي و تشقي في اية ؟ دا انتي لسة واصلة الشركة
رهف بصت لية بخضة و قالت:-
اية يا سعادة البيه المدير كريم شانتيه بشا فرقع لوز بيه خضيتني و بعدين اية مش بتعب دي هو أنا مش جيب الشركة
حازم عقت بين حاجبيه و قال باستغراب:-
آه و اية المشكلة هنا ؟
رهف بصت ليه و قالت:-
لا بقي في إني تعبت على فكرة عد معايا
قومت من على السرير ، دخلت الحمام إتوضيت خرجت لبست الاسدال و صليت لبست هدومي قعدت ساعة و نص اظبط الالينر و برضوا معرفتش ، مسحت المكياج من وشي و قولت الطبيعي يكسب بعد ما قعدت فوق التلت ساعات احطة نزلت على السلم ركبت الميكروباص و إتخانقت مع الناس عشان أقعد جنب الشباك و نمت في الطريق و السواق صحاني و دب معايا خناقة ، تعب دا وإلا مش تعب
حطت ايديها على جبنها و قالت:-
حتي الكلمتين اللي أنا قولتهم دول بزلت فيهم مجود أنا لازم أخد ريست كدا كتير عليا
حازم باصص ليها و فاتح بوقة مش مستوعب اللي هي بتقوله رهف بصتله و قالت بحذر و هي بتبص يمين و شمال :-
إقفل بوقك الدبان هيدخل فيه و يبقي منظرك وحش وانا قلبي عليك يخويا
حازم الزهول. الصدمة على وشة فرهف قالت :-
بص إتصدم براحتك أنا هروح اشوفلي أي كنبة أنام وراها مش قادره لا تعبت ولازم استريح
كانت هتمشي و حازم مسكها من قفاه و قال:-
إنتي راحة فين ؟ تعالي هنا
رهف بزهق:-
هو في اية الواحد هيخلص من منال تطلعله إنت ؟ تخيل لك أن تتخيل كدا كانت منيماني تحت السرير زي الفار يا سعادة البيه المدير كريم شانتيه بشا فرقع لوز بيه
حازم بصلها و قال بإستهزاء:-
لا الصراحة ظلماكي يا بت قدامي على المكتب أما نشوف حل للمصايب اللي مش راضية تسيبنا في حالنا دي
رهف مشيت و هي بتبرطم:-
وأنا مال أمي أنا يعني هما يطلقوا و يقرفوني معاهم لية ؟ منكم لله يا ظلمه يا كفرة دا انا كل اللي طلباه أنام شوية حتي النوم صعبتوه علينا
…..
ملك ماسك الموبايل بتاعها و بتقلب فيه لقت مالك منزل بوست أنه في الغردقة وقفت مرة واحدة و قالت بغيرة :-
سايبني أنا هنا اخبط دماغي في الحيط و رايح هو يرمرم مع المزز و الاجانب ماشي يا مالك ماشي
فجأة الفون نور شافت الرسالة اللي جات ليها فإبتسمت بخبث و قالت:-
هنبدا اللعب على رواق يا مالك ، و جميلة راجعة تاني بس بطريقه حديثه
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية خادمة قلبي) اضغط على أسم الرواية