رواية رحيل العاصي كاملة بقلم ميار خالد عبر مدونة دليل الروايات
رواية رحيل العاصي الفصل الثاني و الثلاثون 32
قال عاصي بدون تصديق:
– دي لعبه جديدة مش كده ؟
– صدقني ولا لعبه ولا حاجه ولو ليلى مرجعتش لحضنك أعمل اللي أنت عايزُه، أنا هقفل دلوقتي وبكره الساعة ٢ هتلاقيني قدام الشركة عندك جهز نفسك عشان نتحرك
– أنت مين ؟
– قولتلك فاعل خير وعموماً بكره هنتقابل..
ثم أنهى المكالمة ونظر عاصي أمامه بشك كبير، ولكن جزء صغير بداخله اطمئن لهذا الشخص لا يعرف السبب، شعر وكأنه يقول الحقيقة فعلاً..
لذلك أتصل بعدها بعز الدين وأخبره بما حدث واتفق معه أن يكون أمام الشركة في الوقت المحدد، حتى يروا نية فاعل الخير هذا، وهل سوف يساعدهم حقاً أم يخدعهم..
لم يعلم عاصي كيف يعود إلى بيته، ولم يعلم كيف سوف يقترب النوم وصغيرة قلبه بعيدة عنه هذا غير مرضها وحالتها الصحية، كان يشعر بعجز كبير بسبب ما يحدث، كان يقنع نفسه أن أحمد في النهاية والدها مهما وصلت به الحقارة لم يقدر على ايذائها ..
وعند احمد..
لم يتحرك من جوار ابنته كان ينظر لها فقط، ولوهله تمنى لو كان أبًا حقيقياً لها، أباً تخبر أصدقائها عنه بكلم فخر وسعادة، وقطع جلسة تأنيب الضمير تلك دخول شريف إلى الغرفة، نهض الآخر من مكانه فقال شريف:
– جهز نفسك ممكن بكره نتحرك من هنا
قال أحمد بتساؤل:
– ليه؟
– احتمال المكان ده يتعرف خليك جاهز لأي حاجه في أي وقت
أومأ أحمد برأسه ثم تركه الآخر وخرج من الغرفة، مر وقت ولم تستعيد فيه ليلى وعيها لذلك شعر أحمد ببعض القلق وقبل أن يتصل بالطبيب وجدها تفتح عيونها ببطيء، جلس بجوارها بسرعه وانتظر منها أي ردة فعل ولكن حدث عكس ما توقعه، وكان صمت الطفلة التام، لم تفتح فمها لتقول كلمة واحده قط، استكفت بالنظر إلى السقف لدقائق ثم أغمضت عيونها وعادت إلى راحتها، فاطمن عليها أحمد وظل بجانبها طوال اليوم..
في اليوم التالي..
وأكاد أجزم أن اليوم السابق كان أطول وأصعب يوم يمر على عاصي وكذلك رحيل التي كانت تجلس بقلق كبير تنتظر أي خبر من عاصي، حتى أخبرها عن فاعل الخير هذا والذي سوف يدلهم إلى مكان ليلى، وفي الصباح قد تفاجئ عاصي أن رحيل أمام باب منزله! رحبت بها حنان ودلفت إلى الداخل، وقد خرجت سلمى إليها ورحبت بها أيضًا، قال عاصي:
– جيتي ليه المفروض ترتاحي ؟
قالت بإصرار:
– هاجي معاك
قال الآخر يتهكم:
– تيجي معايا فين؟
وللأسف لم يخبر عاصي أحد أن ليلى تم اختطافها من قبل أحمد، بل فقط أخبرهم أنها مازالت في المستشفى وقد تركها تحت رعاية إحدى الطبيبات، وبكلام رحيل هذا قد دمرت كل ما فعله في الأمس حتى لا يعرف أحد ما حدث، قالت حنان بتساؤل:
– وفيها أي يا عاصي لو جت معاك المستشفى عندها حق، أصلاً كلنا جاهزين عشان نروح
قالت رحيل بسرعه:
– لاا مش هينفع
وفي تلك الأثناء كانت مريم قد انتهت من ارتداء ملابسها وظلت في غرفتها برهبه، حتى خرجت واتجهت إلى الصالة حيث يتحدثون..
قالت رحيل وهي تُحدّث عاصي:
– أنت مقولتش لحد تاني؟!!
حاول عاصي أن يُسكتها ولكن بدون فائدة، فعندما وصلت مريم إليهم قالت رحيل بعفوية:
– أحمد خطف ليلى من المستشفى امبارح
– نعم؟!!
الكاتبة ميار خالد
قالتها حنان ومعها سلمى بصدمة، زفر عاصي بضيق وقد انتابه الغضب بسبب تصرف رحيل ولكنه صمت عندما استدار ووجد مريم تقف عند بداية الصالة تطالعهم بعيون متسعة على أخرها، استداروا جميعاً حتى ينظرون إلى مصدر صدمة عاصي ليجدوا المسكينة الأخرى أمامهم تطالعهم بصدمة ثم قالت:
– أحمد مين اللي خطف ليلى، مين أحمد ؟!!
اتجه إليها عاصي وحدثها بهدوء حتى تلتقط أنفاسها ولكن بدون فائدة، وكأن هناك بركان قد انفجر بداخلها، صرخت:
– رد عليا أحمد مين؟!!
صاح بها عاصي:
– ممكن تهدي!!
صرخت الأخرى:
– إيه اللي رجعه بعد كل السنين دي، وهو ماله بليلى أصلاً مش هو اللي أتخلى عني راجع تاني ليه، عايز يدمر اللي اتبقى من حياتي
أمسكها عاصي وأحكم قبضته على ذراعها وقال:
– مش هخلي ده يحصل ومش هسمحلك إنك تدمري نفسك تاني، خليكِ واثقة فيا ليلى النهاردة هترجعلك
نظرت له مريم بدموع محبوسة في عيونها وصمتت بقلة حيلة، التفت عاصي إلى رحيل وعيونه مليئة بالغضب، فنظرت هي له بخوف ولكنه لم يترك لها الفرصة أن تتكلم وامسكها من يدها بعنف وخرج بها من البيت، وبعد خروجه وقفت أمامه وقالت بأسف وندم:
– أنا أسفه والله مكنش قصدي
وللحظة غضب عاصي قد خرج عن سيطرته وصاح:
– أنا تعبت من تصرفاتك! تعبت من أفعالك اللي بتعمليها من غير ما تفكري! حقيقي أنا تعبت
نظرت له بدموع وقالت:
– أنا والله مكنش قصدي أنا بس عشان خايفة على ليلى وقولت لازم كلهم يكونوا عارفين
صاح عاصي:
– ليه!! أنتِ مالك ومال عيلتي ملكيش دعوة بكل ده، بتحبي ليلى ماشي ومحترم ده بس مش من حقك تفكري في عائلتي بالنيابة عني!
قالت بدموع مجمدة في عيونها:
– أنا فعلاً مكنش قصدي
– كل مره مش بيكون قصدك برضو، اللي حصل حصل
صمتت رحيل بحزن وندم فقال الآخر:
– روّحي دلوقتي أرجوكِ وأنا هبقى أقولك اللي هيحصل
وقبل أن يتحرك أمسكت يده وقالت:
– المرة دي حاسة إني لازم أكون موجودة، لو ليلى ملقتنيش جنبها مش هتثق فيا تاني، أنا أخر حد بتثق فيه بعد اللي سمعته عن مامتها وبُعدك عنها، أرجوك عشانها
نظر لها عاصي للحظات وظل يفكر بكلماتها، واتصل به عز وقتها حتى يلتقوا في شركته، فابتعد عنها قليلاً وقال لعز:
– رحيل مصممه تيجي
– كده كده كل حاجه أمان متقلقش وأنا عامل حسابي، هاتها عشان ليلى متخافش على الأقل تطمن لما تشوفها، لسه بدري دلوقتي بس لازم تكون قدام الشركة في الوقت المحدد تمام
أومأ عاصي برأسه وعاد إليها فكررت كلامها:
– أرجوك وافق والله ما هعمل حاجه تبوظ الدنيا
– فطرتي؟
قالها عاصي وهو غاضب وقد قطب حاجبيه، فقالت هي بعفوية:
– ملحقتش لا
– اتحركي طيب
قالت بفرحه وحماس:
– بجد هتاخدني معاك!!
– اخلصي يا رحيل إحنا مش رايحين نتفسح
حمحمت بإحراج ثم تحركت أمامه، وكانت سلمى تتابعهم من النافذة بفضول، وحتى الآن لا تفهم طبيعة علاقة عاصي مع تلك المجنونة..
استقلت رحيل السيارة بجانب عاصي وتحرك بهم إلى الشركة، وفي الطريق قال لها:
– عايزه تفطري إيه؟ لازم تأكلي عشان دواكي
– أي حاجه
ثم وقف عاصي أمام إحدى المطاعم واشتري لها بعض الطعام وبعد وقت طويل كان الاثنان في الشركة ينتظرون الساعة المحددة للانطلاق..
***
كان أحمد يشعر بالضيق ولأول مره بسبب كل ما فعله في حياته، لا يعرف كيف استيقظ ضميره فجأة بعد كل هذا، هل تأثير هذه الطفلة قوي لدرجة أن يحرك قلبه الذي يضاهي الحجر في قسوته، كان يقف في الشرفة فلاحظ خروج شريف من البيت فانتابه الفضول قليلاً نحوه، فلم يشعر بنفسه إلا وهو يخرج من البيت خلفه وقد ترك ليلى تحت رعاية الممرضة، استقل سيارة أجرة وذهب خلفه حتى وصل الآخر بعد فتره إلى المقابر..
ترجل شريف من السيارة ودلف إلى الداخل وانتظر أحمد للحظات ثم دخل خلفه، ظل يتابعه عن بُعد حتى أقترب منه ووقف خلفه تماماً وكان وجهه أمام التربة المقابلة لظهر شريف، فلم يراه الآخر ولم يلاحظ حتى وذلك بسبب وجود العديد من الزائرين لأحبائهم المتوفين، هذا غير حالة شريف النفسية التي كانت واضحه أنها سيئة للغاية..
كان يظن أحمد أنه قد جاء إلى أدهم والده الذي قد تبناه حتى بدأ شريف في التحدث حيث قال وقد ترقرقت الدموع في عينيه:
– وحشتيني.. عدت سنين ولحد دلوقتي مش عارف اتأقلم على الحياة من غيرك، أنا تايه وجوايا نار، نار خلتني أتغير لدرجة إني مبقتش عارف نفسي، بس عارف حاجه واحده وهي إني مش هسيب حقكم، عاصي قتلني قبل ما كان سبب في موتك، وجه قتلني مره تانية لما كان سبب في موت الراجل الوحيد اللي ساعدني واللي خلاني أقف على رجلي، لو في بني آدم أنا بكرهه في حياتي فهو عاصي، عارف إنك زعلانه مني عشان اتغيرت وبقيت شخص وحش، بس أنا مش هرتاح غير لما أرجع حقكم، هحرق قلبه واعيشه في الفقر عايز أشوفه بيشحت، زي ما حرق قلبي على فراقك وكسر ضهري لما أدهم مات، هحرق قلبه على أي حاجه بيحبها، أنا عمري ما قتلت حد ولا هقتل عشان وقتها عارف إنك عمرك ما هتسامحيني، مش هقتل عشان وقتها هكون خسرت نفسي زي ما خسرتكم..
كان أحمد يسمع تلك الكلمات بعيون متسعه!! وقد تأكدت شكوكه حول شريف فالموضوع ليس مجرد صفقة قد أخذها عاصي لصالحه، بل الموضوع أكبر وأعمق بكثير مما يظن، ولوهله شعر بالخوف والخطر من شريف، مسح الآخر عيونه وتحولت نظرته إلى البرود مرة أخرى وتحرك من مكانه، وعندما تأكد أحمد أن الآخر قد ذهب التفت ليرى الاسم الموجود على المدفن ولكنه كان مدفن جماعي وبه العديد من الأسماء، فلم يعرف من كان يقصد شريف بكلامه، ولكنه بعد وقت من التفكير خرج من المدافن وعاد إلى البيت، وقرر أن يأخذ ليلى من هذا المكان في أسرع وقت ويختفي بها..
في البيت التي توجد به ليلى..
بدأت الصغيرة في استعادة وعيها مرة أخرى، ظلت تنظر أمامها بعدم تركيز واغمضت عيونها عدة مرات وفتحتها مرة أخرى، وعندما لاحظتها الممرضة اتجهت إليها بابتسامه وقالت:
– حمدالله على السلامة كل ده نوم
نظرت لها ليلى بعيون متعبه، وفحصتها الممرضة فوجدتها في أحسن حال ماعدا يدها ورجالها المكسورين، قالت ليلى ببكاء:
– دماغي وجعاني أوي
جلست الممرضة بجانبها وقالت بحنان:
– عشان فيها تعويره صغيرة بس أنتِ باين عليكِ بنوته جميلة وشجاعة، أنسي الوجع ده وارتاحي بلاش تتعبي نفسك
نظرت لها ليلى بدموع تملئ عيونها ثم اقفلتهم مرة أخرى ونامت من تعبها..
***
الكاتبة ميار خالد
كان يجلس في مكتبه بتوتر، ورحيل أمامه لا تعرف كيف تهون عليه، كان ينظر أمامه بتركيز وكأنه يجمع كل الخيوط في رأسه حتى يصل إلى شيء ما يفيده، نظرت له رحيل بقلة حيلة وقالت:
– محتاج حاجه؟
أشار برأسه بالنفي فصمتت ثم قالت بعد ثواني:
– بتفكر في إيه طب؟
– بحاول افتكر أي حاجه تساعدني
صمتت رحيل وفكرت معه بصوتٍ عالٍ فقالت:
– أنا مسألتكش بعد ما نشرت خبر خطوبتنا، إيه اللي حصل؟
زفر عاصي ثم قال:
– حرقتلهم موضوع الصور فعلاً
– أيوة يعني معرفتش هما عملوا كل ده ليه؟
قال عاصي بتفكير:
– عشان أتنازل عن صفقة المول
قالت رحيل بسرعه:
– يبقى أكيد في حاجه في الصفقة دي هتحل الموضوع ده..
وقبل أن تُكمل كلامها اتسعت عيونها فجأة عندما استوعبت شيئاً ما فنهضت من مكانها بصدمة وقالت:
– لقيتها
نظر لها عاصي بعدم تركيز وتساؤل فأكملت:
– لما عز كان عندنا في البيت قال إنه الموضوع مش بس صور أو تهريب، قال إنه فيه حساب قديم بينك وبين حد منهم، قال إن واحد فيهم خسر أبوه بسببك وبسبب الشركة بتاعتك وأكيد الشخص ده مش أحمد، يبقى أكيد الشخص التاني ده ليه علاقة بموضوع صفقة المول وبالذات لما طلب منك إنك تتنازل عن الصفقة
نظر لها عاصي فجأة وهب من مكانه وكأنها قد وضّحت الصورة أمامه، من كثرة الأحداث التي حدثت له لم يبقى به عقل ليفكر في كل تلك الأشياء، نهض من مكانه هو الآخر ونظر لها بتمعن ثم قال:
– يعني أكيد لو أنا دورت ورا الصفقة دي والشركات اللي كانت بتسعى ليها هوصل مين اللي خسر ومات، وساعتها هكون حليت كل حاجه !
– بالظبط!!
وفي تلك اللحظة دلف رامي إلى مكتب عاصي وبيده العديد من الأوراق التي تنتظر إمضاء عاصي عليها، اتجه إليه وقال:
– مستر عاصي ده شغل الفترة اللي فاتت كلها
قال الآخر:
– صفقة المول، تقدر تعرفلي وتدورلي من اللي كان بيسعى للصفقة قبل الشراكة اللي تتم بيني وبين شركة الرحاب؟
– أكيد أقدر
– كويس جدًّا، عايزك تعرفي كل الشركات دي وبكل تفاصيلها، حتى لو معلومة بنسبالك مش مهمه أنا عايز أعرفها
قال رامي بدهشه:
– حاضر بس ليه؟
– الموضوع مهم جدًّا نفذ بس
أومأ الآخر برأسه وترك الأوراق على مكتب عاصي وقبل أن يخرج التفت إليه وقال بابتسامه:
– صحيح أنا نسيت أبارك لحضرتك ولأنسه رحيل على الخطوبة، ألف مبروك ربنا يتمملكم على خير مع أنه كان خبر صادم للكل بصراحه
نظرت له رحيل بتهكم وقالت:
– والله؟؟ وخبر صادم ليه يعني
ضحك رامي رغماً عنه وقال:
– بسبب الحادثة اللي حصلت أول ما دخلتي الشركة، كله كان متوقع أن أستاذ عاصي يعمل تصرفات أقسى من اللي حصلت بس أنتِ محظوظة جدًّا، أستاذ عاصي مش بيسامح حد زي ما سامحك بسهوله كده
نظرت الأخرى لعاصي بغضب مكتوم فوجدته يبتسم بهدوء، فناظرت رامي مرة أخرى ثم ظهرت ابتسامة صفراء على وجهها وقالت:
– طيب باقي الموظفين مش عايزين يباركوا ولا إيه؟!
ثم أمسكت يد عاصي عنوة وخرجت معه أمام جميع الموظفين، الذين طالعوهم بنظرات مختلفة إحداها غيره والأخرى حقد ونظرات أخرى سعيدة لهم وتتمنى لهم الخير، هكذا هم الناس
قالت رحيل وابتسامة صفراء على وجهها:
– عيب مش معقول رامي بس اللي يباركلنا هو مش كلنا عيلة هنا ولا إيه
ثم وضعت يدها في ذراع عاصي ونظرت له بضحكة جميلة، ووقتها أتجه إليهم بعض الموظفين والذي كان معظمهم رجال، وكانت رحيل تطالع الموظفات بنظرة صفراء وغيظ في نفس الوقت، وتركت يد عاصي ثم اتجهت إلى بعضهم وقالت:
– سمعت من رامي أنكم مستغربين الخطوبة ليه كده
وإحداهم كانت على قدر كبير من الجراءة فقالت بسخرية:
– يعني، مكنش باين عليكِ إنك ذوق مستر عاصي
نظرت لها رحيل بابتسامة صفراء وقالت:
– والله ويطلع إيه ذوق مستر عاصي؟
قالت الأخرى بضحكة سخرية:
– تكون البنت طبيعية على الاقل، أحنا مش فاهمين إزاي ده حصل بعد اللي عملتيه مع الفوج بصراحه، أنا أسفه بس أنا صريحه شوية مش عارفين خطبك على إيه
نظرت لهم رحيل بغيظ وقبل أن تمسك شعرها بيدها امسكها عاصي من يدها بسرعه، نظرت له وقالت بصوتٍ خفيض:
– سيب أيدي!
– اوعي تعملي اللي بتفكري فيه
ولكن رحيل قد تملكها الغضب وقبل أن تبدي رد فعل عنيف قال عاصي:
– مش وقته دلوقتي، خلينا نخلص من كل حاجه الأول وأنا هخليكي تنزلي فيهم تلطيش براحتك
نظرت له الموظفة التي كانت تتكلم مع رحيل بصدمة وقالت:
– مستر عاصي حضرتك بتقول إيه ؟!
– والله لما أنتِ تحترمي نفسك الأول وتركزي أنتِ بتتعاملي مع مين هبقى أخد أنا بالي من كلامي
ثم أمسك يد رحيل وتحرك بها، فالتفتت الأخرى وطالعتهم بشماته ورفعت حاجبيها وانزلتهم بسرعه مع لسانها التي قد أظهرته لهم ليشعروا جميعاً بالغيظ..
وقف عاصي مع رحيل أمام الشركة وجاء لهم عز الدين وكان يتابع مع يوسف حتى إذا حدث أي شيء غير متوقع يتدخل فوراً، قال عز:
– الساعة جت ٢، واضح أن فاعل الخير رجع في كلامه
ظلوا جميعاً على أعصابهم، حتى شعر عاصي بيد توضع على كتفه، التفت بسرعه وكذلك عز ورحيل ليجدوه يقف امامهم، قال عاصي:
– أنت مين؟
قال الآخر بابتسامة ودوده:
– فاعل الخير
– أسمك إيه ؟!
صمت للحظات ثم قال بنظرة خبيثة:
– شريف المحمدي، أنا هوصلك لمكان احمد!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية رحيل العاصي ) اسم الرواية