رواية خسوف كاملة بقلم اية العربي عبر مدونة دليل الروايات
رواية خسوف الفصل الثالث و الثلاثون 33
بعد مرور اسبوع
انتهت قمر من تبديل ملابسها للذهاب الى جامعتها بعدما اخبرتها ناهد بعدم ذهابها اليوم واردفت على عجلة _ يالا يا بدر هتأخر ع الكلية !
خرج بدر من غرفته بعدما انتهى واردف وهو يطالعها بحب _يالا حبيبتى ليكنى خلصت .
ابتسمت له وتمسكا بكفهما ونزلا الى الاسفل حيث استقلا سوياً الدراجة البخارية وغادرا .
اوصلها الى الجامعة وترجلت تخلع خوذتها وتناوله اياها مردفة _ شكراً يا بدور … يالا سلام .
خطت لتعبر البوابة ولكنه اوقفها ينادي بعيون عاشقة _ قمر !
التفتت تطالعه بترقب فأردف بحب وتحذير _ ديري بالك على حالك … ووقت تخلصي دقيلي ورح اجى لا تطلعى لحالك .
اومأت بطاعة تبتسم ثم التفتت تخطو الى داخل الحرم الجامعى تحت انظاره المتفحصة وغادر بعدما اطمأن .
قاد حتى وصل الى مطعمه ليباشر عمله مبكراً على غير العادة ولكنه لا يستطيع العودة للمنزل بدونها .
&&&&&&&&&
فى منزل ريحانة التى استيقظت بحزن كعادتها مؤخراً فطوال الاسبوع لم ترى سيدرا .
تأتى ام محمد يومياً بدونها وعندما تسألها ريحانة تنكس ام محمد رأسها بقلة حيلة … يبدو ان الصغيرة لم تعد تريد رؤيتها او هكذا تعتقد .
وقفت على اطرافها واتجهت تؤدى روتينها وتصلي ثم جلست تلتقط هاتفها فلم تعد تستطيع تحمل عدم رؤيتها فهى احتلت جزء كبير جدا داخلها وعليها ايجاد حل .
قامت بالاتصال على ام محمد التى اجابت بهدوء _ اهلا يا ريحانة ازيك .
تنهدت ريحانة واردفت بهدوء _ كيفك خالتى … بدى منك شغلة ..
ترقبت ام محمد السمع واردفت _ اؤمريني يا حبيبتى خير .
تنهدت بعمق تردف _ فيكي تجى تاخديني لعند سيدرا ! … ما بقى فيني اتحمل … رح احكى معها .
تهللت اسارير ام محمد واردفت بسعادة _ بجد يا ريحانة يا بنتى … هينفع تخرجى معايا !!
اومأت ريحانة بالقليل من الحماس واردفت بقلق _ ايه خالتى … رح اطلع معك وبنروح نقابل سيدرا .
اردفت ام محمد بحنو وسعادة _ خلاص يا حبيبتى … انا هنزل دلوقتى واجيلك علطول … دى سيدرا هتفرح اوى … دي من يومها يا حبيبتى وهى في حالة نفسية وحشة .
رق قلبها الحنون واردفت _ تمام خالتى … رح انتظرك هلأ لا تتأخرى عليّ .
اغلقت معها ام محمد وشردت قليلاً ثم قامت بالاتصال على محمود الذى اجاب بترقب يردف بصوت حزين _ايوة يا ام محمد ازيك .
اردفت الخالة بحنو _ محمود ! … عامل ايه يا حبيبي … انت نزلت !
اردف محمد يتنهيدة _ ايوة نزلت اوصل سيدرا ع المدرسة .
اردفت ام محمد بترقب _ وهى عاملة ايه دلوقتى !
اردفت بحزن _ زى ما هي … والميس بتاعتها قالت اعرضها على دكتور نفسي … يعنى هدخل في نفس الازمة تانى .
تنهدت ام محمد بحزن ثم اردفت بترقب _ طيب بقولك … ريحانة كلمتنى الوقتى … وقالتلي اروح اخودها علشان عايزة تشوف سيدرا ضرورى .
انتعش داخله واردف بحماس _ بجد !! … طيب فين ! … يعنى هى هتخرج !
اردفت ام محمد تومئ بهدوء وسعادة _ ايوة يا حبيبي … بس انا هقوم البس وارحلها ونستنى شوية لما تطلع من المدرسة وبعدين ننزل واجيبها واجى ع البيت .
تنهد محمود وتردف بحماس وسعادة _ لاء يا ام محمد … بلاش البيت … خلينا نتقابل في مكان عام … انا هكلم بدر استأذنه واجيب سيدرا ونتقابل في الحديقة العامة .
اومأت ام محمد مؤيدة تردف _ خلاص كدة احسن بردو .
اغلقت معه ووقفت على حالها لتبدل ثيابها وتذهب الى ريحانة .
بينما ريحانة قامت بالاتصال على بدر الذى فتح الخط واردف _ اهلين ريحانة كيفك … ليه فايقة بكير !
تنهدت واردفت بترقب _ صباح الخير بدر … لا تؤاخذنى حكيت معك بكير .. انت نايم !
اردف بدر وهو يباشر عمله _ لااا … ليكنى عم اشتغل … اجيت اليوم بكير ع المطعم لانه وصلت قمر ع الجامعة الصبح .
اومأت بتفهم تردف _ ايه تمام … لكان اسمع شو رح قلك …. بدى اطلع اليوم مع الخالة ام محمد مشوار صغير واجى .
توقف عن ما يفعله متسائلاً باهتمام _ تطلعى لحالك !! … لوين ريحانة !
اردفت بتروى _ مو لحالى … بتعرف انو فيني اطلع بدر والخالة معى … ورح اروح شوفها لسيدرا واجى … لانه انا مو متحملة هيك وضع … صارلي اسبوع ما شفتها يا بدر ومو قدرانا اتحمل هيك شئ بنوب .
زفر بقوة يفكر ثم اردف بتفهم _ تمام ريحانة … اذا هيك بتكونى مرتاحة ساوى يللي بدك … بس اذا صار معك اي شى دقيلي فوراً .
اومأت بارتياح تردف شاكرة _ شكرا بدر … لا تعتل هم ان شالله ما بيصير غير كل خير .
اغلق معها يتنهد بشرود ثم اكمل عمله الى ان يأتى ياسر ونادر ويفكر فيه زوجته وحبيبة روحه ومشاكسها ودلالها له ليلة امس … ابتسم يهز رأسه عليها ويتنهد باشتياق ثم عاد يكمل عمله .
بعد قليل اتاه اتصال آخر من رقم محمود فترك ما يفعل ونظر لهاتفه بترقب ثم فتح الخط يردف بثبات _ سلام عليكم اخى محمود … كيفك !
اردف محمود بترقب _ اهلا يا شيف بدر ازيك … كنت حابب اخد منك الاذن … مدام ريحانة حابة تشوف سيدرا وهى حالياً في المدرسة … ف بعد اذنك انا هنتظرها لما تطلع واخدها ع الحديقة العامة ونتقابل هناك معاها .
تنهد يفكر قليلاً … عليه ان يثق في ابنة عمه ويعطيها حرية الاختيار … اردف بهدوء _تمام يا استاذ محمود … مافيش مشكلة .
اردف محمود شاكراً _ متشكر يا شيف بدر … واطمن على مدام ريحانة .
اغلق معه ونظر للامام بعقلٍ شارد يفكر … هل يمكن ان تقبل ريحانة بهذه الزيجة !… هل يمكن ان يكون محمود هو سبب سعادتها التى افتقدتها في تلك العلاقة المتطرفة والتى لم يحظى كلاهما بالسعادة فيها … تنهد يزفر بقوة … عليه ان يحكم عقله ويترك لها الاختيار ويراقب ويحمى في صمت حتى لا تظلم مجدداً .
&&&&&&
فى الجامعة تجلس قمر تنتظر المعيد الثانى حيث انتهت من محاضرتها الاولي وتجلس بشرود تفكر في بدر .
اتت اليها فريدة واردفت بترقب _ قمر ازيك !
ابتسمت لها قمر بهدوء واردفت _اهلا يا فيري … اخبارك ايه !
نظرت لها فريدة بعمق واردفت مبتسمة _ كويسة … بس فسخت انا وحسام امبارح .
تعجبت قمر واردفت _ فسختو !!! … ليه بس كدة يا فيري !
اردفت فريدة بحزن وترقب _ لانه طلع خاين يا قمر … مافيش مكان اكون معاه فيه غير لما يهينّى ويقلل منى ويبص لكل واحدة شوية … حتى هنا ف الكلية بيبص ع البنات كلها … ما هو دايماً بيجيلي هنا .
تنهدت قمر تطالعه بهدوء ثم اومأت تردف بدعم _ يبقى متزعليش انكوا فسختوا … انسان زي ده مش مؤهل يكون شريك حياتك يا فيري … ربنا هيعوضك باللي احسن منه .
نظرت لها بعيون متعمقة واردفت _ وانتِ عاملة ايه في حياتك ! … يعنى الجواز حلو ولا فعلاً الحب بيموت بعد الجواز !
نظرت لها قمر بعمق واردفت مختصرة بذكاء _ الجواز مشاركة يا فريدة … وطول ما انتِ بتقدمى واجبات وبتاخدى حقوق هتكونى مبسوطة … عن اذنك .
تركتها وغادرت تقف مع بعض الزميلات وقد اندمجت في الحديث معهن تبتسم على حديثهن بينما وقفت فريدة تطالعها بترقب … رن هاتفها فنظرت له وجدته هذا المدعو حسام فأغلقت الخط في وجهُ متعمدة وخطت تجلس في مدرجها .
&&&&&&&&&
ظهراً
نزلت ريحانة الدرج بحذر بصحبة ام محمد وبمساعدتها حتى وصلت الى الشارع .
ترجلتا اثنانهما حتى اوقفت ام محمد سيارة أجرة … استقلتا وغادرتا الى الحديقة العامة بعدما اخبرت ام محمد ريحانة برغبة محمود في لقائهما هناك .
بعد حوالي ٢٠ دقيقة توقفت سيارة الاجرى امام بوابة الحديقة العامة وترجلت ام محمد واتجهت لريحانة تلتقط يدها تساعدها ف النزول .
غادرت السيارة واتجهتا للداخل حيث ينتظرهما محمود مع ابنته سيدرا .
دلفتا ورآهما محمود الذى صب عينه على ريحانة وهى آتية من بعيد تتطلع على سيدرا بحنو وترقب غير واعية لنظرات هذا الذى وقف يتجه اليهما وينظف حنجرته متحمحماً يردف _ اهلا وسهلاً يا مدام ريحانة .
لفت عيناها اليه ونظرت له نظرة سريعة تردف بهدوء _ اهلا بحضرتك .
تطلعت على سيدرا التى تقف خلف والدها تطالعها بعمق واردفت وهى تفتح ذراعيها _ سيدرا ! … تعالى يا عمرى !
نظرت لها سيدرا بصمت وهدوء ووقفت مكانها فالتوى قلب ريحانة لها وخطت باتجاهها حتى توقفت امامها وكادت ان تمد يدها لتعانقها فابتعد الصغيرة خطوة للخلف ثم نظرت لعين ريحانة واردفت بطفولة معذبة _ انتِ كمان هتسبيني ! … انتوا الاتنين مش بتحبونى .
التوى داخل ريحانة وتطلعت عليها بصدمة تهز رأسها مردفة _ لاء يا عمرى … انا بحبك جدااا يا سيدرا … وعمرى ما هسيبك .
نظرت لها الصغيرة بترقب بينما نظرت لوالدها الذى يومئ لها مبتسماً يحسها على الطمأنينة .
عادت بنظرها الى ريحانة تردف بخوف وترقب _ يعنى مش هتسبيني يا ماما ريحانة زى ماما التانية ! … وهتيجي تعيشي معايا ف البيت .
زاغت انظار ريحانة بقلبٍ معذب وتنهدت بعمق ثم نظرت لام محمد التى التمعت عيناها … زفرت بقوة واردفت وهى تجلس على مقعد وتسحب الصغيرة بحنو من كفها مردفة بتروى _ اسمعيني حبيبتى سيدرا … مو انتِ بتيجي لعندى كل يوم ! … وبنلعب سوا وبنرسم سوا … ايه اللى حصل … ليه ما بقيتي تيجي ! … انتِ عارفة انى بحبك جدااا .
نظرت لها الصغيرة بحنو واردفت بقلب طفلة يحتاج اليها _ بس انا عايزاكى معانا ف البيت يا ماما ريحانة … هنلعب اكتر وهنام في حضنك وهنسهر سوا … وكمان هتعمليلي ايس كريم بالشوكلت لانى بحبه اوى .
عانقتها ريحانة تضع رأسها داخل صدرها وتتنهد بعمق بينما نظر محمود لاخته بترقب وحماس لقرب تحقيق مراده .
ابتعدت الصغيرة تردف بمرح _ خلاص وافقتى يا ماما !
تنهدت ريحانة بقوة وشردت في ملامح الصغيرة بقلبٍ معذب ثم اردفت _ طيب ممكن تخلى ماما تفكر شوية ! … لان ماما عندها شغل كتير الايام الجاية ومش هتقدر تبعد عنك ابدا ابدا … فخليكي جنبها وتعالي مع عمتو كل يوم وبعدين نشوف هنعمل ايه ! … تمام يا عمرى !
نظرت الصغيرة لوالدها الذى يومئ لها بسعادة فهذا ان دل فهو يدل على امل تحقيق حلمه … عليه ان يتريث ويهدى والا يزعجها ليحصل على ما يريد … فلتكن ابنته هى نقطة بدايتهما وليحقق حلمه بها بعدها سوف يبوح ما يكنه داخله … ولكن ليس الان يا محمود تمهل حتى لا تفزعها فمثل تلك الأمرأة الرائعة تدعى القوة ولكنها اكثر الناس هشاشةً من الداخل .
اما الصغيرة فابتسمت وعادت لتحتويها مجدداً تردف بحب _ ماشي يا ماما وانا هجيلك كل يوم زى الاول لحد ما تخلصي شغلك وتيجي معايا البيت … بس اوعى تسبيني !
عانقتها ريحانة مجدداً بلهفة واشتياق واردفت بحب _ ما بقدر يا عمرى اصلا .
&&&&&&&&&
انتهت قمر من جامعتها وهاتفت بدر الذى اتى اليها بدراجته البخارية خارج حرم الجامعة .
خرجت تودع رفيقاتها وتضحك لهن ملوحة بيدها تحت انظار الشباب المتجمع و انظار بدر الحادة … اتجهت اليه تبتسم مردفة بحب _ اهلا بحبيبي .
بادلها بإيماءة بسيطة واعطاها الخوذة الخاصة بها فتعجبت وارتدتها فاعتدل يردف بهدوء _ اطلعى قمر .
تمسكت بكتفه وصعدت خلفه تتدلى ساقيها الاثنين على طرفٍ واحد وتتمسك بخصره بحب وحماية …
تنهد من قربها الذى يحرك به مشاعر ممتعة في كل مرة ثم انطلق عائداً بها الى منزلهما .
&&&&&&&
اما امام الحرم الجامعى فخرجت تلك الفتاة فريدة تخطو لتوقف سيارة ولكنها وجدت حسام يقف امامها يطالعها بترقب مردفاً _ مش بتردى على اتصالي ليه يا فريدة !
نظرت له بغضب واردفت بقوة _ ببساطة لانك سبت الملكة وبصيت ع الجوارى … ملقتش الا قمر الفوى تبصلها وتشغل عقلك بيها يا حسام !! … قمر الفوى اللى ماضيها معروف ف الجامعة كلها !! …
التفتت تنظر للامام وتردف بحقد _ بس هقول ايه هي دايما كدة بتقع واقفة وحظها ضارب … برغم كل اللى عملته مع خالد الوزير الا انها اتجوزت واحد مقتدر وسورى ووسيم وبيموت فيها يقوم ييجي كمان خطيبي يعجب بيها !!! … اهو ده اللى ناقص … احمد ربنا انى مفضحتكش يا حسام وانت عارف انى اقدر اعملها كويس … روح شوفلك واحدة رخيصة تقبل عمايلك دى .
تركته وغادرت بغرور بينما هو نظر له بذهول وصدمة من كل هذا الحمل والحقد الذى خرج من بين احرفها … دائما ما كانت تحقد وتحكى عن قمر الفوى وافعالها ولكن لقد زاد الحد .
&&&&&&&
فى الطريق اثناء عودة قمر وبدر
كانت تحادثه عن يومها اثناء قيادته وعن رفقاتها وهو يستمع لها بتمعن وانصات الا ان وصلا .
ترجلت وهو كذلك وصعدا للاعلى فتسائلت عندما باشر صعوده _ بدر ! … مش هتشوف ريحانة !
هز رأسه يطالعها بهدوء مردفاً _ ريحانة مانا هون قمر … طلعت مع الخالة ام محمد .
اومأت بترقب متعجبة ثم صعدت خلفه ودلفا فاتجهت تجلس وتمدد على الاريكة مردفة بتنهيدة _ اليوم النهاردة من غير ناهد مالوش طعم .
اتجه يجلس بجوارها بهدوء ويطالعها بعمق فبادلته متعجبة تتسائل _ مالك يا بدر !
تذكر مرحها مع رفقاتها عند باب الخروج الشئ الذى اصابه بالغيرة خصوصاً بعد رؤية الشباب لها .
كاد ان يجيبها ولكن رن هاتفه برسالة عبر تطبيق ماسنجر انبهته … مد يده يلتقط هاتفه من جيبه بينما هى توقفت تردف بهدوء _هروح اغير هدومى وارجع .
اتجهت لغرفتهما تحت انظاره فتنهد بعمق وفتح هاتفه وضغط على تلك الرسالة الأتية من مصدر مجهول مسجل بأسم شاب مستعار محتواها عبارة عن صور مقربة لعيون قمر وشفاهها وملامح وجهها بدقة وهى تضحك وتتحدث .
ورسالة نصية محتواها ( قمر فعلاً توقع قلب اي راجل … عينيها رواية توهت فيه تفاصيلها وضحكتها غنوة استمتعت بيها وشفايفها عذاب ) .
رآى المحتوى بعيون جاحظة مرعبة ثم وقف على حاله يحاول البحث عن هوية المرسل بيد متصلبة كادت ان تحطم الهاتف ولكن دون جدوى .
كانت ملامحه تدل على بركان غضب سينفجر حتماً … لم يحتمل النار التى اشتعلت في صدره من تلك الكلمات والصور فأغمض عينه بقوة ينادى بصوت حاد غاضب _ قمممممر !
خرجت مسرعة من الغرفة بعدما خلعت ثياب جامعتها تقف امامه بملابسها القصيرة وتطالعه بنظرات قلقة ظنها ان اصابه مكروه تتسائل برعشة _ فيه ايه !!!
لف الهاتف امام عيناها يردف بغضب اعمى عينه وغيرة نهشت به فجعلته كالمجنون _ احكيلي شو صار اليوم بالضبط !!! وكيف ومين صورهن لهدول الصور !!.
جحظت عيناها وهى ترى الصور امامها ومدت يدها لتلتقط الهاتف منه فأبعد يده حتى لا ترى تلك الكلمات المرسلة المهينة التى لم يتحملها داخله واردف بغضب _ قلتلك قمر … قلتلك لا بقى توزعى ضحك ع العالم … مين هاد يللي صورك !!! .
نظرت له بذهول لقد تحول تماماً واردفت بقوة مزعومة _ معرفش مين … انت بتتكلم كدة ليه !! … انا مضحكتش مع حد احنا كنا بنتكلم عادى انا والبنات .
اردف بغضب وحدة _ لا تكذبي قمر انا شفتك بعيونى وانتِ عم تضحكى وتودعيهن وانتِ طالعة … ردى علي وقولي مين يللي صور هالصور … اكيد بتعرفي لانه هاي من جوات المدرج .
هزت رأسها واردفت بصدق وتوتر _ معرفش يا بدر … كان فيه شباب كتير ف المدرج ومأخدتش بالي طبعا … شوف مين اللى بعتهوملك ! … اسمه ايه !
لف جسده عنها يغلق عينه والكلام يتردد على عقله يجعله يثور اكثر ويعتصر عقله لمن فعلها ثم التفت اليها يطالعها بعيون ثاقبة مردفاً _ هاد الحقير خطيبها لهالبنت اللى شوفناها بالعرس !! … هاد الشاب معكن بالجامعة !! .
هزت رأسها تردف بصدق وخوف _ معرفش عنه حاجة بس فريدة النهاردة قالتلي انهم سابوا بعض …
اتسعت عينه وزاد غضبه يطالعها بعمق ويردف بهدوء عاصف _ فريدة !! … قالتلك !!! … مو انا قلتلك لا تحاكى هالبنت قمر !!! … ليه ما عم تسمعى كلمتى قمر لييييه !!
انتفضت على إثر صرخته واردفت بغضب وجسد مرتعش _ فيييه ايييه … انت بتتكلم كدة ليه يا بدر …. قولتلك معرفش اي حاجة والصور دى معرفش مين صورها … هو انت مش مصدقنى !
قالتها بقهر وهى تتطلع على عينه فأغمض عينه حتى لا يرى نظرة الانكسار بها .
يحاول تهدأة بركانه ولكن الكلمات والصور تغليه اكثر فيتصاعد متدفقاً على عقله وقلبه العاشق يكويه .
تنهد بعمق يزفر بقوة ثم طالعها بعيون متعمقة يردف _اسمعى قمر … لا تحكى شروى غروى … مو قصة مصدقك او لاء … هاي بعيدة عنك … هاد واحد واطى عم يلعب معى ومعك … بس انتِ بدون ما تقصدى عم تعطيله الفرصة ليساوى هيك ..
ضيقت عيناها ونظرت له بتعمن واردفت متسائلة _ فرصة ايه يا بدر !!! … ليه انا عملت ايه !! … بروح الجامعة وبتكلم مع بنات اصحابي وبضحك ونهزر ده عادى جداااا … ايه اللى انا عملته علشان تقولي بعطيه فرصة !!! … انت كدة بتوجعنى يا بدر .
نظر لها بعمق … يعلم انها محقة ولكن كلمات هذا الحقير تحرق قلبه ك نار التهمت ورقة كاملة … هو بالاساس منذ ليلة العرس والنظرات التى طالعتها تؤرقه وتعذبه .
تنهد مجدداً بقوة مستغفراً يمسح على وجهُ ثم طالعها واردف بثبات _ تمام قمر … تمام … انا رح اجي بكرة ع حرم الجامعة ورح اجيبه لهالحقير واخليه عبرة قدام الكل .
التمعت عيناها بالدموع واردفت وهى تطالعه بقوة _ اعمل اللى انت عايزه .
قالتها وتركته وغادرت لغرفتهما بينما هو نظر للهاتف في يده يضغط عليه بقوة متوعداً لما سيحدث غداً .
&&&&&&&
فى الاسفل جاءت ريحانة يوصلها محمود بسيارته وترجلت بهدوء ومعها ام محمد كما نزلت الصغيرة ايضاً تردف بحماس _ بابا انا هطلع مع ماما ريحانة !
اومأ لها بسعادة فأسرعت الصغيرة تصعد الدرج بينما هو اردف بترقب وهو يطالع ريحانة _ انا هروح مشوار وهخلص واعدى اخدكم .
نظرت له ريحانة قليلاً ثم اخفضت بصرها بينما اردفت شقيقته _ ماشي يا محمود … اتكل على الله ربنا معاك .
غادر محمود بعدها وصعدتا سوياً الى المشغل .
&&&&&&&
فى الاعلى بعد محاولته الهدوء للمرة الالف وقف على حاله واتجه لغرفته … لم يجدها ولكنه سمع صوت قطرات المياة فعلم انها تستحم .
اتجه اليه وطرق الباب وهو يدير مقبضه يفتحه ولكن وجده موصود من الداخل … اغمض عينه يهدأ من حالته وطرق الباب يردف بترقب _ قمر !!! افتحى هالباب .
كانت ف الداخل جالسة على طرف حوض الاستحمام تبكي وقد تعمدت فتح المياة حتى تدعى الاستحمام .
نظفت حنجرتها واردفت بصوت عالي _ هخلص واخرج .
زفر بقوة يهدأ من حالته الغاضبة ثم اتجه يلتقط ثيابه ويولج للخارج حيث الحمام الآخر … بعد قليل خرجت هى ترتدى بيجامة كشمير حريرية بشورت فوق الركبة وتلف شعرها بمنشفة … اتجهت تقف امام مرآتها وتنظر لوجهها وتتذكر غضبه وثورانه … تنهدت تفكر … تعلم ان امره صعب وغضبه وثورانه بسبب غيرته ولكن كان عليه ان يهدأ ويتروى … عليه يتعامل معها بطريقته المعهودة … والا يجعلها تخاف منه .
انتهت من تجفيف شعرها وخرجت للصالة ثم اتجهت للمطبخ تحضر طعاماً … انتهى هو من حمامه وخرج مرتدياً ملابسه الداخلية … حاول تهدأة غضبه منها … ليس خطؤها .
تنهد وهو يراها تواليه ظهرها وتقف تعد الطعام … طالعها بعمق … اخذته قدماه اليها حتى توقف خلفها ومد يده يعانقها ويستند على كتفيها مردفاً بحب وحنو وهمس _ شو رح تساوى ! .
اغمضت عيناها من قربه وهمسه والتوت معدتها بشعور ممتع ولكنها اردفت بجمود وثبات ظاهرى _ هقلي جمبري متبل .
لفها اليه يطالعها بعمق وحب … يتطلع على ملامحها الجميلة … عادت الكلمات لعقله هو ينظر الي عيناها … نزل بنظره الى شفتيها يتذكر فاسودت عيناه ودنى منها يقبلهما بقوة غير معهودة وكأنه يمحى أثر الكلمات من عليهما … تعجبت هى من طريقته الغير معتادة وحاولت ان تبعده عنها ولكنه احكم قبضته حولها وظل يقبلها بقوة آلمتها … ابتعد عنها عندما انتبه لأنينها وطالعها بعيون متسعة وانفاس لاهثة لثوانى قبل يذهل من نفسه ويلتفت مسرعاً يتجه الى غرفته .
اما هى فوقفت تتحس فمها المتألم باختناق في حلقها من ما اصابه … مسحت بقوة عبرة كادت ان تسقط والتفتت تطفئ اللهب ثم اتجهت الى غرفتها السابقة لتنام او لتهرب بها ..
بعد ساعة كانت قد غفت قمر في غرفتها ولكنها وجدت يد تحملها تعرفها جيداً … تمللت واردفت تحاول النزول _ بدر نزلنى .
عانقها بقوة حنونة بين يده وهو يحملها متجهاً الى غرفته ثم تمدد على فراشه وحاوطها داخله يردف بحب وحنو _ أسف قمر … عن جد ما بعرف كيف ساويت هيك … بس نامى هون قمر … اذا بدك تزعلي منى ازعلي وانتِ هون بحضنى .
تنهدت بعمق واغمضت عيناه لتنام بسلام داخله ولينام هو ايضاً بقلبٍ معذب .
&&&&&&&
في اليوم التالي
ذهب بدر مع قمر الى الجامعة وقابل العميد ثم قص له ما حدث متجنباً الكلمات تماماً وللاسف لم يستدل على اي معلومات وهذا لان المرسل تعمد استخدام حساب وهمى ليرسل ما يشاء الى الحساب الشخصي الخاص ببدر عبر موقع التواصل فيس بوك .
حاول بغضب او بلين ان يعرف هويته ولكن دون جدوى مما جعله يثور ويعود معها مقرراً عدم تركها اليوم بمفردها الا ان تأتى ناهد .
اما هى فكانت في حالة تعجب واستنكار لافعاله امام الجميع ولكنه برغم ذلك لم يقلل من شأنها او يجرحها بكلمة امامهم .
&&&&&&&
مر اسبوع آخر
اندمجت فيه ريحانة مع سيدرا مجدداً وتوددت علاقتهما جيداً وأصبحتا اقرب من ذي قبل وهذا ما اسعد محمود وشقيقته جداً مستغلة هى الوضع في التأثير على ريحانة بطريقة غير مباشرة لكى توافق على الارتباط بشقيقها بحجة سيدرا .
انشغل ياسر بتجهيز منزله قليلاً ليناسب قدوم السيدة سلوى اليه كما جهز الشقة العلوية لناهد وبثينة بعدما اقنعته والدتهما بتأجيرها لهما ووافق مضطراً فقط لعدم تركهما بمفردهما … كما تم الحكم في قضية بثينة لصالحها سريعاً نظراً لتهمة مدحت التى سيعاقب عليها بالسجن وتم خلاصها من هذه العلاقة السامة .
اندمجت قمر مع بثينة وناهد في شراء مستلزمات عدة لهن او هكذا قررت لتهدئ صراع افكارها قليلاً من جهة بدر ولتحاول فهم موقفه الذى يتخده .
اما بدر الذى أرقه عدم معرفته هوية هذا المرسل وبات يثور سريعاً على الجميع عاداها هى يأتى امامها ويطالعها بصمت ولكن بالتأكيد تلاحظ هى حالته خصوصا تجنبه لوقت اندماج مشاعرهما سوياً بسبب صراعه وحتى لا يحدث مجدداً ما حدث بالمطبخ نظراً لغضبه وقوة مشاعره ..
.. حتى انه التقى بالمحامى ليبحث معه ولكن دون جدوى … فقرر حجب فكره قليلاً وتعويضها عن هذا الاسبوع الشاق عليهما خصوصاً انها تجهل امر الكلمات .
&&&&&&&&&
عاد بدر منزله ومر على ريحانة .
طرق ودلف وجدها تنشغل مع الصغيرة بحب وصوت ضحكاتهما عالي فابتسم على سعادة ابنة عمه مردفاً _ اهلين باللصغيرة اللى ورجتنا ضحكة ريحانة وهى عم تطلع من القلب .
ابتسمت له سيدرا بهدوء بينما اردفت ريحانة بترقب _ اهلين بدر … اتفضل .
جلس امامهما يتطلع على سيدرا وهى تجلس بالقرب من ريحانة وتنشغل بتلك اللعبة التى اهدتها اياها .
نظر لريحانة بترقب واردف بهدوء _ بتعرفي ريحانة ! … عن جد هالاطفال هنن يللي بيعطونا طاقة كتير حلوة … بينسوا الواحد همومه .
نظرت له قليلاً ثم نظرت لسيدرا وابتسمت بحب وحنو مردفة _ ايه اكيد بدر … مو هنن زينة الحياة الدنيا متل ما قال رب العالمين ! … الله يرزقك بالذرية الصالحة يا ابن عمى .
نكس رأسه يتنهد بقوة ويبتعد بعيناه ارضاً … اومأ عدة مرات وهو يفكر في امرها ثم اردف بهدوء _ امين .
ترقبت ريحانة حالته وتسائلت بهدوء _ فيك شى بدر !
رفع رأسه يطالعها قليلاً ثم اردف وهو يقف _ لا بس اليوم كتب كتاب اخى ياسر … وبدى اجهز حالي … وانتِ كمان جهزى حالك رح تيجي معنا … وسيدرا اذا والدها بيسمح فيها تيجي معك .
تهللت اسارير ريحانة واردفت _ عن جد !!! … لكان خليني احكى مع الخالة ام محمد واشوف شو رح تقول .
اومأ لها وهو يغادر بعدما ودعهما وصعد شقته .
وقف امام بابه يتنهد بقوة … فتح الباب ودلف بترقب ينادى بهدوء _ قمر ! .
لم يأتيه رد فأغلق الباب ودلف يبحث عنها … دلف غرفته فوجدها تنام منكمشة على الفراش وتحتضن وسادته .
تعالت وتيرة انفاسه وهو يطالعها باشتياق وتحركت فيه كل خلية فمنذ هذا الاسبوع وهو يبتعد عنها مجبراً ومتحكماً في مشاعره بها لأنه يعلم ان مشاعر الغضب ستسيطر عليه … حاول تهدأة مشاعره قليلاً ثم اتجه للمرحاض الملحق ليأخذ حماماً يزيح به أثر العمل .
عاد بعد دقائق يرتدى مأزره ثم اتجه اليه بهدوء وكانت هى تواليه ظهرها … تمدد خلفها يعانقها باشتياق ويحتويها بحنو … يغلق عينه وذراعيه وقلبه عليها .
بدأ يقبل عنقها باستمتاع وتدفق مشاعره بها … تململت بين يده وقد سرت القشعريرة بها فالتفتت تطالعه بعيون ناعسة ومشتاقة .
ظل يتطلعان على بعضهما لثوانى ثم اقترب يسترق منها قبلة ناعمة سامحاً لنفسه ان يغوص معها في مشاعر اشتاق هو لها كثيراً كذلك هى التى بادلته بكل حب .
&&&&&&&&
مساءاً في مكان هادئ مناسب للحفلات العائلية .
تجلس قمر يجاورها بدر ونادر وامامهما تجلس ريحانة تلتصق بها سيدرا بعدما سمح لها محمود بالذهاب معها .
تجلس ناهد ويجاورها زياد ووالدته وبثينة وطفلها الصغير آسر .
اما في الواجهة فتجلس سلوى وكيلة نفسها ويقابلها ياسر ويجلس بينهما المأذون يستعد لاتمام كتب الكتاب .
كانت قمر تطالع والدها بصمت وحالة من التعجب والاسئلة الداخلية مسيطرة عليها بينما يضع بدر كفه على يدها كدعمٍ لها .
بعد دقائق انتهى المأذون من كتب الكتاب وشهد كلاُ من بدر وزياد بينما كان الحفل عائلي وهادى جداً انتهى سريعاً وغادر الجميع اللى وجهته .
اصطحب ياسر في سيارته سلوى وبناتها في الخلف وقاد بهن الى منزله .
وصلوا ونزلتا الفتاتان وقررتا الصعود لشقتهما العلوية المستأجرة بعد اصرار من سلوى وافق عليه ياسر مؤقتاً لعدم انزعاجهما .
بينما صعدت سلوى مع ياسر الذى فتح باب شقته واردفت بهدوء وتروى _ اتفضلي !
دلفت هى بتوتر وتبعها واغلق خلفه … تقدمت قليلاً ووقفت تردف بتساؤل _ هو نادر مجاش ليه !!
اتجه اليها يردف بترقب _ نادر لسة هيروح ع المطعم بيرجع متأخر شوية .
اومأت بتفهم فأشار لها لتجلس مردفاً _ اتفضلي اعدى !
جلست بهدوء على عكس توترها الداخلي وجلس هو يطالعها بترقب ثم تحمحم مردفاً _ كنت عايز اتكلم معاكى كلمتين .
رفعت نظرها اليه واردفت بتمعن _ اتفضل !
تنهد بعمق ثم اردف وهو يضغط على كفيه _ انتِ اكيد عارفة ان انا عشت سنين عمرى كلها على ذكرى زوجتى الله يرحمها … انشغلت بولادى وحطيت كل اهتمامى فيهم … يمكن قصرت معاهم بدون قصد او كنت شايف ان لما اسيبهم يعملوا اللى هما عايزينه كدة اكون بعوضهم عن حرمانهم لامهم … كنت عايش ليهم وبيهم ومفكرتش في نفسي ابداً لانى خلاص قولت ان حياتى وقفت مع اللى راحوا. .
تنهد يتابع وينظر ارضاً _ بعد اللى حصل مع قمر عرفت انى مكنتش مضحى زي ما كنت شايف … بالعكس ده انا عملت مصيبة في حق نفسي وفي حق بنتى … عالجت المصيبة ده بأقرب حل كان متاح وقتها واكثر حل هيطمنى عليها … جوزتها لبدر مش علشان ارمى حملها … لااااا ابداً … بس لانى كنت شايف اللى هما مش شايفينه … كنت حاسس بقلوبهم … مهمنيش فرق سن لانى عارف الراجل اللى قدامى كويس وعارف اخلاقه وظروفه ومتأكد ان بنتى هتكون معاه في امان .
كانت تستمع له بحنو وهو يتنهد ويتابع _ جوزتهاله وراحت معاه ومع انى كنت حاسس ان قطعة من روحى هتبعد عنى بس خلاص وقتها هو ده كان اسلم حل علشان اطمن عليها خصوصاً بعد ما نادر كان بيعاملها بقسوة هو ومراته … حتى نادر اخطأت في حقه جدااا … بعد تجربته مع مراته اتمنيت انى كنت اعمل معاه زى ما عملت مع قمر … بس بعدها قولت لاء غلط … هو اختار اختيار سئ بس اكيد هيخرج منه اقوى وتجربته دى هتعلمه اللى انا مقدرتش اعلمهوله ..
رفع نظره اليها يطالعها بتعمن ثم اردف بصدق _ والحقيقة انى اكتشفت بعد العمر ده كله انى كان لازم اختار ام لعيالي … مكنش صح ابداً انى اربيهم لوحدى خصوصاً ان عيلتى تعتبر معدومة وكلهم بعيد عنى … كان لازم اختار شريكة صح تكون ام تانية ليهم … كان لازم اوازن الامور من كل ناحية … علشان كدة انا محتاجك معايا … علشان اولادنا يكملوا حياتهم صح لازم نحاوطهم بتجاربنا في الحياة ولازم نكون حواليهم وننصحهم لو لا قدر الله وقعوا في اي مشكلة … اختارتك تكملي معايا حياتى لانك شبهى … بس انتِ عرفتى توازنى الامور لكن انا للاسف فلتت من ايدي .
كانت تستمع له بتعمن وانصات الى ان انتهى فتنهدت تزفر بقوة واردفت تبوح بمكنونها _ مين قالك انى عرفت اوازن … بالعكس … ده صعب اوى انى اربي لوحدى … انا شوفت ياما في حياتى خصوصاً بعد وفاة جوزى … ضعفت وانكسرت واتحوجت لعم مفترى ظلم بنتى وكان سبب في حياة سيئة عاشتها مع انسان غلط … صحيح زرعت جواهم كل خير وقدرت انى اكبرهم ع الصح بس معرفتش اكون قوية كفاية واختار لهم اللى يحميهم …. يمكن ناهد نصيبها كان احسن والفضل يرجع لربنا ثم ليك انت وبدر … من وقتها عرفت ان دور الاب مينفعش حد يعوضه … مهما كان حواليك معارف عمرهم ما هيكونوا زي الاب … في اي مشكلة تواجه بنتك او ابنك هتكون محتاج العقل والقوة سوا .
تنهدت تتابع بصدق _ علشان كدة بعد ما كنت رافضة تماماً انى ارتبط تانى فكرت وقبلت لان بناتى لسة محتاجين اب في حياتهم … لانهم لسة هيبدأوا من جديد ..
وقف يتجه اليها ويجلس بجوارها ويتمسك بكفوفها مردفاً بصدق وحنو وطمأنينة تحت توترها ونظرتها الزائغة _ يبقى احنا الاتنين قررنا نعطى لنفسنا فرصة علشان خاطر اولادنا … انا محتاج لاولادى ام وانتِ محتاجة ليهم اب … ومن هنا ورايح بثينة وناهد هما بناتى وانا متأكد ان نادر وقمر هيبقوا ولادك .
نظرت له بترقب فأومأ يبتسم بحنو ثم التقط رأسها يقبل جبهتها ووضها على كتفه يربت عليها بحنو واطمئنان .
&&&&&&&&
في اليوم التالي استيقظت قمر مبكراً وارتدت دريس لونه احمر ونقوش بيضاء موزعة عليه كاملاً … ارتدت حجاب ابيض واستعدت للذهاب لجامعتها ولكن بالطبع لن تذهب اليوم لناهد .
اتجهت لبدر الذى ينام ثم اردفت بهدوء وهى تدنو منه _ بدر !
فتح عينه يطالعه بعمق ثم اردف بحنو _ اي حبيبتى !
ابتسمت بحب واردفت بترقب _ ممكن تقوم توصلنى ع الجامعة !
اعتدلت يستند بجزعه ويطالعها بترقب … جميلة هى في كل حالاتها … تنهد بعمق واردف وهو يترجل _ ايه على راسي … ناهد مو مداومة اليوم !!
تحمحمت واردفت وهى تفرك كفيها _ لا هتروح بس مش هعرف افوت عليها … يعنى هى حالياً اقرب منى للجامعة .
فهم عليها وقدر حالتها منذ امس فأتجه يقف امامها ويعانقها مردفاً بحب وحنو _ هيك منيح انا بالاساس بدى انا يللي اوصل حبيبتى كل يوم .
لفت ذراعيها حوله تعانقه بحنو وتستمد منه القوة التى تحاول استجماعها بعد زواج والدها ثم رفعت نظرها اليه تردفت مبتسمة _ طيب يالا اجهز وانا هعملك فطار ع السريع .
انتها بعد نصف ساعة وتوقف على باب شقته يطالعها بصمت … برغم احتشام لباسها الا ان لونه ملفتٍ للنظر خصوصاً مع ملامحها البيضاء الجميلة .
نظرت له بتعجب واردفت _ فيه حاجة يا بدر !
تنهد بعمق … لم يرد كسر خاطرها والتسلط بأرائه فتنهد يتحكم في افكاره ثم اردف بتروى _ هالفستان كتير حلو عليكي قمرى .
نظرت له بترقب وقد فهمت عليه فنظرت لملابسها واردفت _ تحب ادخل اغيره !
تنهد يطالع عيناها بتعمق ثم تطلع في ساعته واردف _ افرحى فيه اليوم … بس لا تطلعى فيه عالجامعة مرة تانية … لانه عن جد ملفت كتير .
ابتسمت له بسعادة فهى حقاً ارادت ارتداؤه لقد ابتاعته مع ناهد وبثينة اثناء تسوقهن سوياً … اردفت بحب ودلال _ ميرسي يا بدورتى .
تنهد يبتسم لها ثم غادرا الاثنان واوصلها بالفعل الى جامعتها واتجه الى مطعمه .
&&&&&&&&
مساءاً في شقة بدر
يستعد للعودة لعمله بعدما اصطحب قمر من جامعتها واستراح واستمتع معها قليلاً .
اما هى فخرجت من مرحاضها بعدما اخذت شاور منعشاً تردف وهى تطالعه بحب _ هتنزل تانى يا بدر !
التفت اليها يطالعها بحنو وعشق مردفاً _ ايه حبيبتى … ما بدى اترك نادر لحاله واخى ياسر بتعرفي ما داوم اليوم .
تنهدت بعمق تومئ بتفهم فاتجه قبل جبينها واخرج هاتفه ليهاتف نادر وخطى ليغادر ولكنه توقف في ركن الصالة عندما اعلن هاتفه عن وصول رسالة .
تفحصه قبل ان يلتوى قلبه عندما وجد نفس الحساب يراسله بعد مرور اسبوع من رسالته الاولي … انحبست انفاسه وتجمدت ملامحه وفتح محتوى الرسالة فوجد صورتها بالفستان الاحمر هذا ورسالة محتواه ( جميلة بالاحمر الخارجى ومؤكد يزيد جمالها بالاحمر الداخلي … هنيئاً لك يا رجل … لقد اشتهيتها حقاً )
لم يستطع تحمل ما قرأته ضغط على الهاتف بقوة يحاول ان لا يكسره ولكن بركان غضبه جعله يرطم مطفأة السجائر الموضوعة في الركن القريب منه على الطاولة بقوة فى الحائط امامه جعلها تتشهم قطعاً صغيرة صارخاً بصوت قوى ارعب تلك التى تقف امام مرآتها فأسرعت تخطو للخارج بقلبٍ منتفض واتسعت عيناها حينما رأته متسائلة بزعر _ فيه اااايه !!
التفت يطالعها بعيون سوداء نارية واردفت بغضب عاصف وقلبٍ محترق _ خلص قمر … ما بقى فيه فوتة ع الجامعة … عم تفهمى !!! … ما بقى تفووووتى ع الجامعة بنوووب .
قالها وغادر تاركاً المكان بأكمله بينما هى لم تستوعب ما يحدث وما قاله ووقفت في صدمتها تتطلع على أثره بذهول .
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية خسوف ) اسم الرواية