رواية كبد المعاناه (كاملة جميع الفصول) بقلم نور ناصر
رواية كبد المعاناه الفصل السادس والثلاثون 36
: ارتكبت حماقه ... اكبر حماقه ارتكبتها بحياتى يا سامر
نظرت له باستغراب وعدم فهم قلت : ما الأمر
نظر لى وصمت ولم يرد ، قلت وانا اتفحص تعبيرات وجهه
: اخبرنى يا سليم ماذا هناك
: فى يوم استيقظت ...... وجدتنى عند ديما
اتسعت عيناى من الصدمه الدهشة وعدم استيعاب على ما قاله ، قلت
: لا افهم
لم يرد نظرت له بشده وقلت بغضب : كيف وجدت نفسك عندها
كان صامتا لا يتحدث بينما أنا يثور غضبى من التساؤلات فقد رمى جملته علي بالغاز بأجمعها
: ما الأمر تكلم قبل أن ينفذ صبرى
: لم اكن واعى يا سامر صدقنى
طالعته بصدمه واستغراب شديد يكسو وجهى من ما يقوله
: ماذا تعنى بأنك لم تكن واعى
نظر لى فاضفت بغضب وصوت مرتفع : ماذا تقصد بما تقوله ، بربك ماذا فعلت للفتاه ياسليم .. ماذا فعلت ، تحدث
------------------------
كنت جالسه بغرفتى أطالع الفراغ المحيط بى ، فتح الباب وكانت امى
: ديما هيا لتأكلى
: لست جائعه
وقفت قليلا تنظر لى تنهدت وذهبت وأخذت الباب فى يدها ، كانت عائلتى تنتظرنى للجلوس معها وأبى الذى يبدو غاضب منى بشده ويريد شرحا لغيابى كل تلك المده ، برغم غضبه إلى انى رأيته كم كان مشتاق وخائف علي .. عندما اتذكر خوفه فاحزن والعن فسي لانى ذهبت ولم استمع له وأبقى معه لجانبه
كان معك حق يا أبى فى قلق وخوف قلبك من الذهاب كنت تعلم بما سيحل لى وانى عندما اكون بعيده عنك القى من المشاكل العديده الذى تستطيع انت التصدى لها ، أنا ضعيفه وغبيه وساذجه اخذتنى ساذجتى وكادت تلقى بى للهاويه
أنا من بقيت هناك وخبئت عنك مرضى وما حدث لى ، حتى لا تنظر له بضيق وتحمله هو المسؤوليه ولا اريد أن يقول أحد له كلمه تضايقه ، وماذا اخذت من هذا .... ماذا اخذت من حبى الغبي وخوفى عليه ، كان يستغلنى
كانت ايه الغيت زفافها من اجلى لاشاركه معها واخبرتنى أيضا وانا هناك أن أبى هو من امتنع عن الزفاف غير بحضورك
أعتذر يا أبى .. لطالما كنت الحق معك ولطالما كان تفكيرى طفولى لذلك أرى خوفك علي دوما ، لكن لم اظن انى غبيه .. وانت ايضا كنت تقول انى ذكيه واشبهك ... لكنى لا اشبهك فى اى شئ
***
كنت سعيده بذهاب الشقراء تلك ، لم أكن احب بقائها ورؤيتها بأى شكل .. كنت ابغضها عندما ارى كم هى بحالة جيده بينما سبب لى حرق وكسر ، واصبحت عاجزه من تحت رأسها ، لا اعلم هل اسبها أم اشكرها ... لقد رأيت اهتمام واعتناء من سليم لم أجده من قبل ، رايت حزنه وقلقه ومواساته لى دوما فى بكائى ،كان حنون كثيرا معى حتى أنه املأ جزء فراغى واشتياق بعائلتى ... كان هو عائلتى هنا
تحمل تقلباتى المزاجيه وأوقات ثور جنونى عليهم .. لكن لم يكن بيدى كنت أشعر بألم وانا أراهم يساعدونى بكل شىء أفعله
انه لشعور حزين ويؤلم ، حين ترى الغير يتحملك رغما عنه لغرض المساعده
هذا ما كنت اتعذب من ورائه كنت اشعل وكأنى معاقه ولن اعود اقف على قدماى ، بينما تلك الوغده تقترب من سليم بجمالها الحسن ولم يصبها خدشا واحدا
كان سلي يواسينى ويلبى كل طلبات وكأنها أوامر .. كانت ريم ترى أنه يدللنى .. وكنت عندما ارى ذلك الدلل ابتسم وأسعد ،هل حقا يدللنى .. تلك الفكره مضحكه تسعدنى كثيرا ، كم كان يخفق قلبى بقربه منى خلال الفتره هذه
عندما وقعت واوقعته معى ورأيت ضحكته وضحكت معها فقد كنت اخفيها خشيه منه ،كنت سعيده وفرحه بأن اريا رأته وهو يضحك معى
اتذكر عندما كانت الزجاجه ستصدم به إن لم يتفادها ،لا اعلم ماذا كان سيحدث له .. كنت العن نفسي بذلك الوقت وكيف أنا مخطأه .. شعرت بالخوف كثيرا عليه ، لكنه لم يغضب بل وجدته يتحدث معى بهدوء ولهجه الحانيه الذى اعتدت عليها كل تلك الفتره الفائته
وعندما مد لى يدأه وساعدنى على تمريناتى وكنت أمسك بيده بقوه وأضغط عليه مع كل ضغط يصيبنى ، وانا اقف على قدماى ، كنت انظر له وهو ينظر للاسفل لخطواتى وتحركاتى الضعيفه كنت أتأمل ذلك المشهد وابتسم
كطفله صغيره تتشبث بيدان والدها وتتكيا عليه باول مرحله لخطواتها لتعلم السير
أردت الا تنتهى تلك اللحظه ، ساعدنى سليم كثيرا كنت أراه حزين ومتضايق ويحمل نفسه ذنب ما اصابنى أردت أن أخبره أنه ليس ذنبه فلا يجب أن يتضايق لكن هناك ما منعنى ، لم اعلم هل كل ذلك الحب الذى أراه معه والاهتمام وللاعتناى المبالغ الذى جعل ريم تقول إنه يدللنى ، من أجل صداقتنا ام من أجل الشعور بلمسؤليه والذنب تجاهى ، اردت أن يكون الاحتمال الأول من أجل صداقتنا .. فى الاحتمال الثاني يضايقنى كثيرا وكان يجعلنى اغضب بوجهه عندما اشعر بذلك
كنا فى الشركه وكان سليم ينهى ما لديه هنا فلقد ترك الكثير من أعماله بسببى طيله المده لم يتركنى ، وغدا سيعقد صفقه ومن ثم نرحل من هنا ..... ونعود اخيرا للوطن
: حمدا لله على سلامتك
نظرت لايهم الذى قالها لى ، ابتسمت له ابتسامه خفيفه
: كيف حالك
: لم تشفى كاملا بعد ،كثره السير يؤلمنى لذلك لا اسير كثيرا لكن بفضل الله تحسنت كثيرا عن ذى قبل
: ستغادرو ؟
نظرت له قلت : أجل
: ساتى لاودعكم
: الن اراك ثانيا
: بلى لكن ليس بخصيص العمل
نظرت له بتعجب وعدم فهم فقال
: أقصد أن عملى هنا فان جئتى مع سليم ثانيا سترينى ،اما أن جئت أنا فسيكون لأمر اخر ... كزفاف سليم مثلا
شعرت بالغضب كثيرا وجمعت قبضتى بضيق
: ستحضرى ؟
نظرت له وأحاول التمالك والا اغضب بوجهه اومأت برأسي بضيق
: ساراكى إذا
تنهدت بضيق شديد قلت لتغير الموضوع : ستأتى لخطبة سامر
: أجل ستكون هناك
ابتسمت قلت : صديقتى العروس ،انها اروى الذى كانت تعمل معنا بفتره المشروع
أومأ لى بتفهم وعدم تصديق
: اظننى من سأكون وحيدا بين تلك الاحتفالات
ابتسمت عليه قلت : لماذا لتاتى برفقتك فتاه انت الآخر
: هل هذا رأيك
: أجل هل ستضيق عليك ، اشك بأنك لديك حبيبه
: امم .. ليس بالتحديد
: من تكون .. ما هو اسمها
نظرت لى بشده واستغراب ابتسمت بحرج قلت : اعتذر
: لم اعلم أنك فضوليه
: الفضول لشئ داخلنا جميعا لكن من يستطيع التحكم به
: وهل تستطيعى ذلك ؟
: لا
دفعت منه ضحكه بغير قصد فقلت : ثم إننا لا نفعل شئ الان ..... الن تخبرنى ؟
: لا
: ارنى يدك
نظر لى باستغراب ثم مد يده اقتربت والقيت نظره
: هل تقرأين الكف
: اجد حرف اسمها
ابتسم قال : هل تريدى مساعده
رفع يده الآخر وقربها من كفه وقام بتحريك أصبع السبابه عليه وكأنه يرسم شئ
: انه كحرفك يا ديما
رفعت بانظارى له بشده تنهد وابعد يده
: احسنت الاختيار
نظرت لى ومن نبرتى الواثقه قال : الاختيار فى ماذا
: الفتاه مدام اسمها كبدايه أسمى فهى خيرا لك صدقنى
ابتسم قال : بربك
بادلته الابتسامه
كنت انظر لساعه من وقت للأخر وهل كل ذلك سليم جالس ، ماذا يفعل حتى خرج اخيرا نظرت له ذهب تعجبت وتبعته
وصلنا الى الفندق نظرت لسليم الذى كان صامت طوال الطريق ولا يتطلع بى
: لا تفتحى لاحد
نظرت له بتعجب فقد قالها دون أن ينظر لى
: الن تنزل
قلتها له يتساءل وانا افتح باب السياره
: لا
لم افهم شئ إلى انى نزلت وذهبت وذهب هو
وصلت إلى الطابق ودخلت غرفتها ، كانت جميله للغايه سيرت وجلست على الفراش بتعب وتركت قدماى فى الهواء ،فكانت تؤلمنى من الوقوف والسير كاليوم فهى لم تشفى بعد
نظرت لهاتفى فقد كان فكرى مشغوله به ،تناولته واحضرت رقمه واتصلت به .. لكنه تفجأت عندما وجدت هاتفه مغلق .. سرب الخوف إلي قلبى عليه ، فاين ذهب ولماذا اقفل هاتفه
لم ينم وعقلى مشوش وقلق من غيابه ذلك .. اين هو الآن لماذا تاخر ولما هاتفه لم يفتح بعد ، كنت قد اتصلت به كثيرا لكن بدون جدوى
سمعت صوت جرس الباب لغرفتى .. ذهبت سريعا نظرت من العدسه وابتسمت بارتياح وفتحت على الفور
: اين كنت
قلتها بلهفه .. كان يضع يداه على الحائط ويستند عليه
: الم اخبرك الا تفتحى لأحد
نظرت له بتعجب ومن نبرته الجافه كان متسبب عرقا ومنهك ويبدو على وجهه الإرهاق
: فتحت عندما وجدته انت
قلتها وانا اتفحصه فرفع بأنظاره لى وكانت عيناه غريبتان
: انت مريض ؟
ابعد يده من على الحائط ووقف بأعتدال وخطا للداخل ، عدت للوراء دخل نظرت له وجدته يقفل الباب
قلت بتوتر : ا .. دع الباب موصدا
كان الباب قد قفل نظر لى وسار تجاهى ، كان خطواته غريبه ، وقف امامى مباشره نظرت له باستغراب من شكله .. كان يلهث ويبدو أنه ليس بخير ، رفع يده نظرت له وليده باستغراب شديد ، قربها من عنقى رفعت أنظارى إليه بصدمه وذهول وكان يقترب منى
ابتعدت على الفور ولم اجد غير كفى الذى يصاحب وجهه بقوه وغضب وعين محمره متجمد بها الدموع من صدمتى به
: هل جننت .. أخرج من هنا
قلتها بغضب كان لا يزال لم يستوعب الكف الذى تلقاه منى ، رفع وجهه ونظر لى كانت نظرته بارده وهادئ ولم يتأثر وكأنه لا يشعر بشئ ..وكأنه مغيب ولا يرى وعيناه بهما غشاوه .. تلك العينان القاسيتان ليس كعينان سليم الذى اعتدت عليهم
اقترب منى نظرت له بخوف شديد وركضت سريعا لكنه لف زراعه حول خصرى وقربنى إليه بشده صرخت قلت وانا ابعده
: ماذا تفعل .. ابتعد ما الذى دهاك
اشتد علي ودفعنى إلى الحائط وهو قريب منى ويتقرب أكثر بحقاره
: ابتعد عنى ، لا تفعل مثله ، لا تكن كذلك ارجوك ابتعد
لم يكن مستمع لى مستحيل أن يكون ذلك سليم
: اكرهك
توقف وخفف من اشتداده علي .. استغليته وقمت بركله من الاسفل ودفعته بقوه بعيدا عنى فتعثر بلمنضده اثر دفعتى القويه له ووقع ، كنت سأركض على الفور ابتعد عنه إلى انى توقفت واطلعت به وهو مستلقى ولا يتحرك ومغمض العينين
ارتفع نبضى خوفا وتوقفت دموعى عن السيل والبكاء سيرت تجاهه بقلق ، كنت خائفه من الاقتراب منه وكأنه وحش لكنى كنت قلقه عليه .. جلست على ركبتى اقتربت منه
: سليم
قلتها بصوت ضعيف اتسعت عيناى خوفا عندما وجدت دماء على طرف المنضده
: د .. دم
أغمضت عيناى فزعا اقتربت منه وانا احاول الا انظر لدماء لكن علي أن أرى ماذا اصابه ،تحسست رأسه وشعرت بشئ غريب كمده سائله على يده أبعدت يدى من خلف رأسه وكانت دماء ، شهقت خوفا وبكيت بخوف شديد نظرت لسليم وضعت يدى على فمى بصدمه ، اقتربت منه بسرعه قلت
: سليم .. افيق ارجوك ، اسفه لم اقصد .. فتح عيناك
أمسكت زراعه وضعتها على كتفاى وحاولت أن أحمله لكنى كنت ضعيفه بتلك القدم الغبيه العاجزه .. وقفت تألمت كثيرا منها لكن لم اهتم وحاولت التحمل
حتى وضعته على الفراش نظرت لراسه فلم يكن الجرح كبير ليجعله يغيب هكذا
اتصلت بطبيب ليأتى ويراه ، وجلست بانتظاره حتى جاء فتحت الباب وادخلته له وتفصحه وقام بتضميد جرحه وكنت خائفه كثيرا عليه
: هل سيكون بخير
: لا تقلقى أنه بخير ،جرح بسيط
: لماذا غائب ولا يفيق إذا ، هل فقد دماء كثيره هل اصابه شئ
نظر لى وصمت قليلا نظر لسليم ثم قال : أنه لم يفقد وعيه بسبب جرح كذلك بل من أثر المخدر الذى أخذه ، فكان له تأثر كبير عليه وقوى لا يتحمله جسده
نظرت له بشده واستغراب وعدم فهم نظر لى تنهد قال : أخبريه أن يمتنع عن آخذ هذه الأشياء فهى تقتل وستلقى بحتفه دون أدنى شك ، ليس سوى تدمير لخلاياه
قلت بصدمه: انت مخطأ ، مستحيل أن يكون يأخذ مخدرات ما الذى تقوله أنه ليس كذلك
تنهد وقف قال : تعلمى أن يوجد قانون ونص يعاقبه على ذلك لكنى لن افعل ذلك بشخص كسيد سليم
تفجأت كثيرا بمعرفة الطبيب لسليم قال : اتمنى أن تحذيره حتى لا يصبح ادمان وسيكون الوقت فات كثيرا ولن نستطع مساعدته من هذه الثموم
لم اكن اصدق كان عقلى متوقف ، نظرت لسليم بصدمه كبيره ودموع متجمده فى عينى ، رافقت الطبيب واعطيته المال
: اتمنى الا تخبر أحد عن هذا الأمر
: لا تقلقى لن يعلم أحد ، اعلم أن الصحافه لن تعتبره وشخص كسيد سليم جلال لديه أعداء كثير فسيكون سهل أن يقضو عليه بخبر كذلك
: اشكرك على تفهمك
أومأ لى وذهب ، نظرت واقفلت الباب بتردد وذهبت
دخلت الغرفه نظرت لسليم الذى يغط فى نوم ،كنت مصدومه كثيرا به ، مخدرات يا سليم .. تدخل تلك الأشياء لجسدك .. كيف تفعل هذا ، ظننت شخصا يعرف الله وتخافه وعاقل مستحيل أن اتوقع هذا منك ... كيف تمثلت هذا الوجه.. كيف خدعتنى وخدعتنا جميعا
سيرت تجاهه جلست على كرسي بجانبه نظرت له ولملامحه الهادئه ،تذكرت ملامحه وجهه منذ قليل ونظرته لى وما فعله
اخفضت وجههى بحزن وتساقطت دموع من عينى
: مغفله
كيف كنت سذاجه بذلك الشكل وتركتك ترانى بهذه الطريقه كيف سمحت لنفس بتفكير بى هكذا يا سليم ... كيف
لا اصدق لا استطيع التخيل مدى حقارتك ، هل كل ذلك كنت تخدعني وتستغلنى .. اهتمامك بى واعتنائك كل ذلك لم يكن بصدق نواياك بل لخبثك
عندما كنت اقترب منك وابكى وتعانقنى وكنت ضعيفه واريدك أن تكون معى لانى ليس لدى غيرك ، كنت تواسينى بقناع حبك المزيف وبينما انت تستمع بتقربى منك ،كيف غفلت عن هذا الوجهه كيف لم اضع حدود معك كالاخرين واحصن نفسي منك
شخص غريب عنى كيف لم اضع له نوايا شريره كهذه .. كيف سمحت لنفسك بأن ترانى هكذا ، كيف خدعتنى واتقنت دورك بكل براعه.. هل سفرى معك كان أحدا من نواياك
لا اصدق كيف أنا سذاجه وحمقه وعليه ، العن نفسي لانى احببت شخص مثلك ، فعلت مثله انت تشبه ، بل هو لم يؤذنى كما فعلت انت
اتذكر اليوم الذى تشاجرنا فيه وقلت أننى لست هي صديقتك ولن اكون كذلك ، لكن هذا الكلام يقال لك انت ..... أجل انت لست هو ومستحيل أن تكون كذلك ، أنه لا يشبهك فى شىء أنه ليس مثلك
لا ياذينى بل يحرص علي خوفا اتذكر كيف كدت تقتل طارق من أجل بكائى فقط ، فانظر لى أنك سبب وحرقه بكائى وكسرة نفسي وقلبى الان ، هل تستطيع قتل نفسك على ما سبتته لى ... لا ،اتعلم لماذا لانك لست هو ذاك الولد انت شخص وهو شخص آخر ، اكرهك يا سليم خيبتى وخذلانى بك لن تتصور حجهم
عدت بذاكرتي للوراء وتذكرت مرضه وسعاله الحاد ، بتأكيد بسبب هذا القرف الذى يأخذه .. وانا التى ظنت انك مريض وخشيت عليك
وهل كانت الحادثه الذى تعرضت لها أيضا !
لا اصدق هل اخترعت علي قصة بانه مخطط لقتلك وقلت أن السائق شارب بينما كنت انت الذى شارب ولست واعى بشئ ، لا أشك بأنك قلت ما رأيته لكنه كان وهم وتهلوث فهذه المخدرات تصور للمرء اشياء غريبه وقصص وهميه وكأنه يخوضها بالفعل ، لم يكن هناك حادث ولا شاحنه أو السياره التالفه .. كنت تتوهم وادى بك فقدان وعيك وعدم ادراك لذلك الحادث
فى الصباح كنت جالسه ولم يغمض لى جفن شعرت بحركه نظرت وجدته فتح عينيه نظر لى بتعجب قال
: ديما
أردت لم امنعه من ذكر أسمى .. تتطلع حوله بإستغراب اعتدل لكن شعر بألم ،قلقت عليه قلت
: أنت بخير
وضع يده عند رأسه من الخلف قال
: ما هذا
نظرت له بتعجب وهل لا يتذكر البارحه أم أنه يدعى التمثيل فلم اعد اثق به
: ماذا افعل هنا وما الذى برأسي
امتنعت عن النظر له قلت : لا شىء حادث صغير
: حادث ؟ لماذا لا اتذكر شئ إذا
أدرت بوجهى بحزن تنهدت وخرجت ، أحضرت الدواء الذى تركه لى الطبيب قبل ذهابه اخذت زجاجه مياه التفت وشعرت بالخوف من رؤيته ووقعت الزجاجه منى لكنه التقطها
نظر لى مد يده يعطيها لى ، لكنى لم اخذها ومدت أنا يدى الذى بها الدواء
: هذا لك
: لى أنا !
قالها باستغراب أخذه وهو يأخذه لامس يدى فسحبتها على فور فوقع الدواء ، نظرت لى بتعجب من ما فعلته
: انتى بخير
كنت أضم يدى لى ، أرأيت يا سليم كيف جعلتنى ارتعب منك ولا اعطك الامان .. تقف معى الآن وأنا خائفه لكنى أتمالك ، لم أرد عليه وذهبت
: ديماا
توقفت عند ندائه لى لم التفت
: ما هذا الدواء ، لما لاخذه
: سيساعدك فيما انت عليه
: وما الذى أنا عليه ؟
أغمضت عيناى بغضب وحزن احاول أن أتحكم بنفسي
: لماذا تعطينى ظهرك ، قولى ما هذا
تنهدت التفت ونظرت له قلت : أخبرتك دواء ، خذه فقط ومن ثم اذهب
قال بغضب : هل اخذ شئ يدعى دواء علي أن أعرف لماذا
ابتسمت قلت بسخرية : تبدو حريصا على نفسك على الرغم أن الدواء يشبه ما تأخذه ومعتاد عليه .. أليست ذاتها الثموم ، لكن هذا جيد إنه سيفيدك
: ماذا !
: إذا انتهيت خذه
نظر لى وصمت قليلا ثم قال وهو يخطو تجاهى : ديما ما الأمر
عدت للوراء بخوف تاركه مسافه بينى وبينه ، نظر لى بشده التفت لاذهب
: ديماا
قالها بحده يوقفنى نظرت له
: يكفى ، اخبرينى ماذا هناك أنا لا اتذكر شئ
ابتسمت نظر لى بتعجب قلت
: ضع اعذار لذاكرتك فخلايا العقل تتلف من المخدرات سيد سليم
اتسعت عيناه وتطالعنى بصدمه قال : ماذا قلتى
: ماذا هل كنت تأخذ اشياء لا تعلم تأثيرها عليك اظنك كبير بقدر كافى لتعرف كل شىء ، وان تأثير المخدر الذى تأخذه قوى من عليك ، أن كنت لست بمقام شىء لا تأخذه
: ما الذى تهذين به
: كفاك تمثيلا وارتداء ذلك الوجه يا سليم ، كفاك
قلتها بغضب ولم يعلق فاردفت قائله : ألا تخاف الله من هذا الكذب ، علمت كل شئ .. أن كنت لا تهتم بنفسك فاهتم بأمر عائلتك ووالدتك أن عرفت أن ابنها يأخذ مخدرات تهلك جميع أعضائه وتدمره ، تفعل اشياء مراهقين ظننت ذو شخصيه يافعه وعاقل على أمور هذه
: مخدرات! ماذا تقولى
: أخبرتك انى اعرف
: تعرفى ماذا ... مستحيل أنا لا آخذ هذه الأشياء ماذا ترينى .. بربك يا ديما ماذا ترينى لتقولى هذا علي
: اخبرنى الطبيب ... انا لا أقول لقد رأيت بأم عيناى يا سليم ، اسال نفسك لما لا تتذكر شئ من البارحه كيف انت هنا .. هل تجد اجابه
: رأيتى ماذا يا ديما .. اخبرينى ما حدث سينفجر رأسي ،ماذا فعلت البارحه واى طبيب هذا ، أخبرينى ارجوكى
نظرت له والتقت عيناى بعينه ، أدرت بوجهى بحزن وتساقطت دمعه من عينى دون قصد
: ماذا حدث تحدثى
صمت اقترب منى فعدت للوراء بخوف نظر لى بشده قال
: ديما هل تبكين ... اخبرينى ماذا حدث البارحه ، هل فعلت شئ ضايقكك
أغمضت عينى وسالت دموع من عيناى ، كنت اتالم فأنا لا أريد أن اتذكر كيف كان
: ديما هل اذيتك .. بربك تحدثى لما انتى صامته هكذا ، ماذا فعلت قولى
التفت وذهبت تاركه إياه فى تساؤلاته ، جلست وسالت دموع من عينى بحزن شديد ، اريد العوده .. اريد الذهاب باقصى سرعه بعيدا عن هنا .. ليتنى لم أتى من البدايه
نظرت لم أجد هاتفى خرجت لأحضره للحجز طائره
خرجت وجدته جالس ويمسك برأسه بكلتا يديه ويبدو على ملامحه الضيق ويتصبب عرقا ، نظرت له سيرت تجاهه رفع أنظاره الي نظرت له بتعجب
: لم يكن أنا .. لم أكن واعى يا ديما لكنى أيضا لا خذ اشياء تفعل بى ذلك .. صدقينى ، لا أعلم كيف فعلت ذلك وكيف جئت لك
لقد تذكر كل شىء .. لماذا يا سليم ، لماذا حاولت التذكر .. لم أكن أريد أن تنظر لى هكذا وكالبارحه
: ديما اعتذر على ما حدث منى ،سامحيني ارجوكِ أنا مستحيل أن افعل ذلك .. مستحيل ان اؤذيك أو أفكر حتى .. بمجرد التفكير
: لكنك فعلت
قلتها ببرود نظر لى ابتعدت قلت : ليتك لم تتذكر يا سليم ، اذهب من هنا
وقف وقال : ديما اسمعينى
: اسمعك ؟ ... تطلب منى سماعك بينما أنا من كنت احتاج لذلك ، ياخساره يا سليم لم أعلم انك بهذا الشكل .. كيف يمكن لنفسك أن تفكر بى هكذا كيف تجرأت على استغلالى كل هذه المده ،كيف كنت حمقاء وغبيه وسذاجه وان اظنك شخص جيد ، انا من يجب أن يعتذر لانى رأيتك بطريقه خطأ ولم ارى جانبك الأخرى
: اعتذر على ما بدى منى لكن لما لا تريدى أن تصدقينى ،تعلمى انى لست هكذا لا آخذ هذه الأشياء ضعى لى عذرا سأعلم ماذا كان بى ، لكن اقسم لك أنا مستحيل أن أفكر ب...
: أخرج من فضلك يكفى لحد هنا
قلتها قاطعا لكلامه وانا اخفى دموعى الذى ستنهمر عما قريب
: ديما تتزوجينى
شعرت برياح قويه .. بل عاصفه بارده شيديد القوه تندفع من النافذه تجاهى وتحيطنى كهاله من الصدمه ، هل ما سمعته صحيح .. هل يعرض علي الزواج
ابتسمت وصدر منى ضحكه خفيفه كان يطالعنى بتعجب بينما اسخر من القدر ،فقد جاء اليوم الذى اسمع منه هذه الجمله لكن لم اتمنى أن تكون بذلك الصياغ .. وفى هذا الموقف وكأنه مغصوب علي
: ماذا .. هل تريد الن تتزوجينى ؟
قلتها وانا ابتسم وأسخر منه ثم تبدل وجههى وقال
: لماذا ؟ اتظن أننى خطأ وتريد اصلاحه
نظر لى بصدمه قال : ماذا قولتى .. خطأ ؟
: لم يحدث شىء فلما تبدو وكانك حزين وضميرك يانبك .. أن كان لديك ضمير من الاساس لانه مبنى على القلب .. واشك أن شخص مثلك لديه قلب يا سليم
انك جرحتنى أكبر بكثير يا سليم عما حدث .. جعلتنى اكرهك أكثر واكثر لانك تقللنى هكذا
: ديما ارجوكى يكفى ، أنا حقا اريد أن ات..
: كفاك انت وأخرج
التفت وتساقطت دموع من عينى بألم وحزن شديد ، وقف قليلا ثم شعرت به يذهب ، فاغمضت عيناى بحزن .. لماذا فعلت ذلك بى لما جرحتنى وكسرتنى بهذا الشكل لما خذلتنى وقللت منى كالأن .. لماذا
-----------------------
: الم أحذرك يا سليم ... الم أحذرك من مشاعرك ودوافعها
قالها سامر بغضب نظرت له بصدمه قلت : ماذا ترانى انت الآخر .. تعلم أن احب ديما حبا صادق ومشاعرى طاهره .. لم يكن أنا يا سامر الا تفهم الم اكن واعى ،كنت وكأنى غائب عن هذا العالم ولا اعلم كيف
اخفضت وجهى بأسي وحزن فكانت عيون صغيرتى الخائفه الحزينه المنكسره تلاحقني وابتعادها عنى وكأنى وحش وكنت بالفعل كالوحش لم اكترث لها من عندما تذكرت كيف كنت ، وكيف كانت تنظر لى تذكرتها وهى تخبرنى بأنها فتحت عندما علمت أنه أنا .. كانت واثقه بى ولم تتخيل أن اتى لها بشر ، اتذكر ما قالته لى وانا اقترب منها بحقاره
: قالت لا تكن مثله
قلتها بشرود وضيق رفعت أنظارى بغضب فحيح وقلت بصوت مرتفع : ماذا كانت تعنى .. ماذا فعل حتى لا اكون أنا مثله .. من كانت تقصد بما قالته
نظر لى سامر قال : اهدا يا سليم ما خطبك
: مالك ... أكان هو مقصدها ، ماذا فعل ذلك الحقير
قمت بدفع المكتب بقوه بغضب ووقع وتكسر الزجاج لاشلاء وكنت فى ثوره غضب
: انها ترانى مثله الان يا سامر
: سليم هدأ من روعك
تذكرتها وهى تبكى والكلمه الذى قالتها واوقفتنى " اكرهك " تنهدت بضعف قلت بصوت حزين : شفعت لها .. كانت تلك الكلمه كفيله لأن تيقظنى
رفعت بانظارى لسامر الذى كان يطالعنى بنظره شفقه
: قالت اكرهك
اخفضت رأسي وجمعت قبضتى بضيق شديد ... لا اصدق أنى فعلت ذلك بصغيرتى لا اصدق انى حاولت إيذائها بتلك الطريقه
: لماذا لا تحاول أن تفهمها أنك لم تكن بوعيك
: أخبرتها لكنها لا تصدقنى
نظرت له واردفت قائلا : ترانى شخص نذل حقير وغد ، أنها تظن رغبتى فى أن تسافر معى من أجل غرضى تجاها ، ترى اهتمامى بها عندما كانت مريضه كنوع من الاستغلال .. تظن أن كل تلك الفتره ومساعدتى لها هو استغلال ، لم تعد حتى تعتبرنى صديقا لها بل أنا حقير فى نظرها يا سامر ... انها تكرهنى بشده
قلتها بحزن طغي فى قلبى ثم ذهبت نادنى سامر لكنى لم استمع له ، كانت معدتى تؤلمنى كثيرا وتفتك بى وتأكلنى أكلا .. كان الألم أقوى بكثير لم أشعر به من قبل
إلى انى شعرت وكأن هذا الالم نوع من أنواع تعذيب لى ، يضاف على تأنيب ضميرى وسخط قلبى وغضبه علي ، وعقلى الذى يعرض علي صوره ديما
يرينى كم أنا وغد وماذا فعلت بحماقتى ، كدت أنهى صغيرتى .. كيف استطعت فعل ذلك
لا ازال اسمع رجائها لى للابتعاد وخوفها وصوت بكائها الذى لم أكن اسمعه فى ذلك الوقت
ليتنى مت قبل رؤيتك خائفه وتنظر لى هكذا ، ليتنى مت قبل أن يأتى ذلك اليوم ليت انفاسي قطعت فى تلك اللحظه الذى كنت افكر فيه
يا الله سامحنى واغفر لى .... لماذا لا تقبض روحى الآن قبل أن أقوم أنا بقتلها وانهينى ،ان روحى مسلوبه بالفعل ... انها معها غادرت عندما غادرت هى واخبرتنى فى مكتبى بكل برود " اتمنى ألا اراك ثانيا "
اعلم انى ارتكبت خطأ فادح بحقك ومن حقك أن تعاقبينى لكن ليست بتلك الطريقه ارجوك ،لا تفعلى معى ذلك وتمنعينى من رؤيتك يا ديما
على الاقل لا تثقبينى نظرات العتاب والحزن الذى ترمقينى بها ، عندما لم تريدى أن تعودى معى وان تحجزى تذكره لتسافرى بعيدا عنى
: لماذا يا ديما .. حسنا سأحجز معك لا استطيع تركك
: لكنى احجز حتى لا تكون معك
قالتها ببرود وجفاء وتنظر لى شعرت بالحزن كثيرا والممى قلبى .. كيف تحولتى بعدما طلبتى منى أن اكون معك دائما عندما دخلتى لمكتبى وتسألينى هل أنا سأسافر وعندما جاوبتلك بأجل اخبرتينى انك ستأتى معى
كيف بفعل احمق قضيت على كل ذلك ، كنت أشعر بسعاده كبيره من تقربك وشعرت لوهله بمشاعر منك .. لكنها تبخرت تتلاشى الحلم مثلما سعادتى تتلاشي ولا تتطول كالعاده ، لكن الوضع تغير على الأقل كنتى تعتبرينى صديقك لكن الآن ماذا ....
اتذكرك حتى وانتى خائفه علي وقلقه وتخبرينى أن أفتح عيناى عندما علمت انى جرحت ، بينما أنا تركت جرح عميق داخلك
عندما لم تجدى تذاكر السفر والعوده واقنعتك بعد محاولات عده بأن نعود بطائرتى كما جئنا ووافقتى بعد عناء لقلة حيله وطلبى لك
كنا على متن الطائره واتطلع بك وأنت. تنظرين لنافذه صامته وجهك خالى من التعبيرات اتذكر عندما جئنا كنتى تبتسمين وسعيده ،فاين ابتسامتك الآن
شعرت بالحزن كثيرا وانا انظر لك كنت عندما افعل اى حركه تنظرى لى وتبعدين خوفا وكان وحش سينقض عليك
كنت اللعن نفسي بكل دقيقه وفى كل ثانيه وفى كل شهيق أخذه على غفلتى ، مازلت لا اعلم ماذا دهانى فى ذلك اليوم كل ما اتذكره انى كنت بشده غضبى بعدما اوصلتك إلى الفندق وذهبت بمفردى لأحوال قليلا بأخذ انفاسي واهمأ صهيب معدتى .. كنت غاضب منك ومن احدثك مع ايهم وانتى قريبه منه وتتحدثا وتنظر ليده ويخبرك عن حرفك .. وانتى حمقاء لم تفهمى ما يرمقه لك ، أردت أن أقول ايهم لانه تجرأ وفكر بك .. لكن أن كان هناك احد يستحق القتل .. فهو أنا
ماذا اقول لوالدك .. هذه هى وصيتك الذى اوصتنى للاعتناء بها وأن اعتبرها مثل اختى ، أعدتها لك منطفأه ومحطمه وكدت اقتلها.. اذهب وأعتذر له لأنى شخص حقير لم نكثت بوعدى وخذلتك ولم افعل بوصيتك
----------------------------
كنت لا أتحدث مع أحد إلى أن والداي شعرو بالربيه منى وسالونى أن كان هناك شىء لكنى نفيت وحاولت أن أكون عاديه حتى لا يشعرو أن هناك شىء
أعتذرت من أبى كثيرا وأخبرته إن لم يكن بيدنا وان حدث أمور كثير منعت رحيلنا فقد كان غاضب ومتضايق منك يا سليم .. أرأيت بعد كل ذلك ادافع عنك واحسن من صورتك أما والدى ، والدى الذى اوصاك بى
جاء يوم زفاف ايه وكان علي أن اسعد وافرح معها أو أمثل الفرح على الأقل ،فهم انتظرونى لا يجب علي بعد كل ذلك أن احطبهم
جاء صديقاى واحتضنونى شوقا فجهزنا ايه وساعدناها وكانت سعيده وتدنده بفرح ، كنت ابتسم عليها كانت تتحدث معنا بمرح
: لا تقلقى يا اروى سأحضر زفافك حتى أن تزوجت وانتى الاخره يا هنا
: ماذا عن ديما
: لا اظن انى سأحضر لها شىء
نظرو لها باستغراب فاضافت : لانى سأبيت معها فى فتره تحضيراتها سأكون مصاحبتها كظلها
لم اكن أبالى بأحاديثهم لكن ابتسمت مثلهم مشاركه إياهم
جائت امى وسالتنا لما كل ذلك التأخير فاخبرناها أننا اوشكنا فذهبت وتركتنا
كانت ايه تبدو جميله للغايه بفستانها الأبيض ذاك ، أخذناها وذهبنا
كنت ارتدى فستان بسيط ولا اضع مساحيق تجميل
وصلنا الى الحفل وكان جميل وقد حضر له احمد جيدا من أجل ايه ، كانت عائلتى سعيده كنت أشعر وكأنى الطرف المنطقة تمنيت لو أن. اشاركهم السعاده لكنى احاول
اخذنا صورا عائليه جميله وانتهى الحفل لم اظن ان تلك اللحظه ستأتى ، أنه سيأخذ شقيقتى وستبتعد عنى ، كان أبى وامى وأياد يودعان ايه بحب وحزن وشوق وكنت أنا واقفه انظر لهم
نظرت لى ايه ابتسمت اقتربت منى قالت
: الن تشتاقى الي
ابتسمت قالت : اعلم انك حلمتى بذلك اليوم لتاخذى عرفت وا
لم ادعها تكمل حتى قمت بمعانقتها بقوه وبكيت بحزن
: ديما لما تبكين
لم ارد عليها فعانقتنى وربتت علي تهدئنى كنت أخرج المى بهذا العناق والبكاء المزدوج ، ثم ابتعدت عنها ومسحت وجهى وكانت تنظر لى وسالتنى أن كنت بخير فاومأت لها بينما هى لم تصدق وشعرت بأن هناك أمر اخبئه
عدنا للمنزل وكانت امى حزينه وجدناها تذهب لغرفة ايه نظرنا لها بتعجب
: ساراها
قالها أبى لنا ثم ذهب نظرت لاياد ونعلم كم امى حنونه وعاطفيه وانها الان افتقدت ايه
ذهبنا لهم وكانت امى جالسه على فراشها وتبكى وأبى جالس بجانبها ويبتسم عليها
: هل صمتى قليلا ، اليوم فرح وايه لم تتركك فانتى بإمكانك الذهاب لها وقتما شئتى
: لكنها ابتعدت عنى .. انت لا تعرف ذلك الشعور
: لماذا أليس تلك ابنتى أيضا ،اعقلى وكفاكى بكائا
نظر أبى لنا وقد لاحظ وجودنا
: اظنك ستتعب كثيرا يا أبى عندما ديما تتزوج وانا الآخر ستكون بمفردك من يهداها وتبكى له
قالها اياد بمزاح ابتسمنا عليه ، هدأت امى وذهبنا للنوم
كنت بالفعل افتقد ايه كونها ليست بلمنزل اتذكر شجارنا ولعبنا .. علمت كم أنا احبها فى غيابها عن المنزل فقط برغم أنى أستطيع رؤيتها لم تبتعد كما قال أبى
كانت الايام تمر ببطئ وانا اجلس بمفردى قليلا ما أتحدث مع أحد ، وقليلا ما أخرج وسألنى أبى لماذا لم اعد اذهب للعمل أخبرته أنى لا اريد .. حاولت أن أظهر اى شئ يدعى الغرابه فأخبرته انى تعبت من العمل واريد الراحه .. نظرت لى قليلا وصمت لم اعلم هل شعر بشئ ام لا
كنت جالسه مع امى أمام التلفاز فرن هاتفى ، نظرت له كان على المنضده لم أهتم به ، فأنا لا اهتم بأى شىء على كل حال .. كان الهاتف يرن وامى تنظر لى باستغراب
: ديما ردى على هاتفك
تنهدت بضيق ومدت زراعى أخذته وكنت ساقفله إلى أنى نظرت لكنية المتصل كان سامر .. تعجبت كثيرا قمت برد
: هل بإمكانى مقابلتك
: لماذا
: عندما اراكى ستعرفين
صمت قليلا ثم قلت : حسنا
أقفلت الهاتف وذهبت لغرفتى بدلت ملابسى وسالتنى امى اين اذهب فلم أكن أخرج تلك الفتره أخبرتها انى سأتى سريعا وخرجت
وصلت للمقهى دخلت وجدته جالس وفى انتظار ، تنهدت وتقدمت نظر لى
: ماذا هناك يا سامر
: اجلسي اولا
قالها بهدوء نظرت له بتعجب وهل يعرف شئ ، جلست وانا انتظر الأمر الذى طلب رؤيتى من أجله
: هل تعرفى اين سليم
نظرت له باستغراب وهل احضرنى ليحدثنى عنه كنت ساتحدث لكنه قاطعنى وقال
: منذ يوم استقالتك وسليم لا يأتى للشركه ولا أراه ، جالس فى منزله ولا يخرج حتى انى علمت أنه أعطى الخدم اجازه ليبقى هناك بمفرده .. يحدث له أشياء غريبه منعزل عنا تماما ولا يرد حتى على هاتفه فاتصلت ريم وجدى وامى عليه كثيرا بدون جدوى
: وهل جئت لتخبرنى عنه وكيف هو
: لم تخطئى يا ديما سليم يأخذ مخدر .. وهو سبب فى الذى فيه الآن .. ولم تخطئى بشأن أن المخدر قوى فهو اثر على سليم وجعله الآن كلمدمنين المنعزلين خوفا من الخروج للعالم ، لكن سليم لم يكن يأخذه على هذا الأساس
نظرت له باستغراب وعدم فهم فوجدته يخرج شىء ويضعه على الطاوله وبقربه منى
نظرت وتفجأت كثيرا عندما وجدته دواء سليم الذى رأيته يأخذه فى الاونه الاخيره ، نظرت لسامر بتعجب ولماذا يريه لى
: هذا هو المخدر الذى تتحدثين عنه ؟
نظرت لدواء بصدمه امسكته ونظرت فيه ولا اصدق أخرجت الشريط وابتسمت رفعت بانظارى لسامر قلت ساخره
: هل تجعلنى ابغضه أكثر
قالت باستغراب : ماذا
: كاذب ... ظننت أنه مريض لكن اشكرك فلقد اخبرتنى أنه كان يأخذه لغرض اخر بل لم يكن دواء من الأساس
: كيف تكونى هكذا
نظرت له ومن نبرته فإضاف : ظننتك تعرفين سليم جيدا
: وانا ايضا ظننت كذلك
نظرت له واضفت بغضب : لكنه ليس سليم الذى ظننت انى اعرفه يا سامر مستحيل أن يكون شخص مثل هذا سليم .. لقد ماتت صورته داخلى فى هذا اليوم
: لم يكن واعى يا ديما .. سليم مستحيل أن يفكر أن يفعل شئ كهذا ... فما بالك بك انتى
نظرت له بإستغراب من جملته الاخبرع
: بمجرد تفكير فى اذيتك لا يفعلها
: ولماذا
قلتها بسخريه فاجابنى بجديه : لانه يحبك
وجدت قلبى يرتفع نبضه نظرت لسامر بشده وتعجب قلت : ماذا قلت
: هل انتى غبيه ام تتعمدين اظهار ذلك .. كل ذلك الاهتمام وما يفعله معك وغيرته عليك عندما أحد يحدثك و أن تكونى بجانبه لم يكن سوى لحبه لك وليس من أجل غرض كما تظنين انت
صمت ولم أرد لم اكن اصدق وبإستيعاب ما اسمعه
: سليم اخر شخص تتوقعى أن يأذيكى يا ديما انه يحبك بصدق
جمعت قبضتى بضيق قلت : كفاك يا سامر .. كفاك كذبا انت الآخر ، ماذا عساك لتكذب كذبه كهذه لتجعلنى اغفر له
: اكذب ؟؟
: أجل تكذب .. تقول أنه يحبنى ، ماذا عن زواجه بأريا .. سمعته بأذناى يعترف لها بحبه رأيت حبهم بأم عيناى فى كل تلك الفتره . ماذا تسمى هذا ، برغم أنى لا احب اريا بسبب ما سببته لى لاكن ماذا عنه كرجل متزوج ويحبها وينظر للاخره.. جعلتنى أراه حقيرا
: يكفى يا ديما
قالها بغضب نظرت له قلت : أنا من أقول يكفى الم تفتح الكلام عنه لتحسن صورته ، ابشرك انك دمرتها الان
: اريا مريضه سرطان وارتباطه بها ليس سوى مساعده
اتسعت عينى وذهلت نظرت له قلت : ماذا تقول
: كما سمعت ، من أحد أسباب سفر سليم هو مقابلة طبيب اريا ليخبره عن حالتها ..... اريا فى المرحله الاخيره من هذا المرض حمدالله وهو خائف أن يقول اى شئ يؤثر عليها ويعود بحالتها للوراء .. فكان سليم هو من يؤثر على اريا ومن جعلها تكمل علاجها بارتباطهم لم يستطع أن يتركها تموت ، أنه يحبها لكن صديقته يحبها مثل ريم ليس أكثر من ذلك
كنت اطالعه بصمت واستغراب ويخفق قلبى بقوه
: ماذا تعنى
: لم يحب سليم غيرك يا ديما ، أنه يتعذب بهذا الحب ويأنب نفسه بما فعله ظننا بأنه حاول اذيتك حتى أنه شك بنفسه وظن أنه كان واعى فيلعن نفسه أكثر ، لا يعلم أن الدواء الذى كان يأخذه ليهدأ قرحته بمعدته هو مخدر
تنهد واردف قائلا : الشريط هو الذى مخدر .. اظن أن الدواء تبدل أو أنه ملعوب لجعل سليم بتلك الحاله ويدمروه بسهوله .. صدقيني لم يعلم سليم كل هذه الفتره أن هذا الدواء هو السبب فى الاشياء الغريبه الذى تحدث معه ويكذبها .. كان لا يستطيع الاستغناء عن هذا ظننا بأنه دواء واصبح مهم بيومه ، اى أنه تملكه وسليم الان ليس بحال جيد
شعرت بالخوف والقلق .. سليم يحبنى .. لا اصدق ذلك هل بعد كل هذا يحبنى أنا
: اتمنى أن تكونى بجانبه ... اعلم انك من تستطيعى ان تنتشليه من هذا القاع
نظرت لعلبه الدواء امسكتها ونظرت فيها ثم نظرت لسامر وقفت وذهبت
خرجت من المقهى أقيمت مكالمه
: هل انت هنا
: أجل
أقفلت الهاتف وذهبت ، وصلت إلى شركه دخلت سالت موظفه الاستقبال عنه فاخبرتنى أنه فى مكتبه ، ذهبت نظرت كان يوجد معامل اختبارات فهى شركة ادويه
وصلت إلى المكتب نظر شهاب لى قلت
: اعتذر على إتصالى ومجيئى المفاجئ
: لا باس .. هل هناك شىء
سيرت تجاه واعطيته الدواء نظر لى بتعجب قلت : هل تعرف لى ما هذا
: يبدو أنه دواء
: أقصد الذى بداخله المواد المكونه منه كدواء أيضا أم أنه متبدل
أخذه منى ونظر للعلبه بتدقيق ثم فتحها وأخرج الشريط وجدت ملامحه تحولت لدهشه
نظرت له وهل هناك شىء ،ذهب ورفع سماعه الهاتف واتصل باحد ،اخبرني أن اجلس شكرته وجلست ، جاء شخصان أعطاهم الشريط واخبرهم أن يعينو ذلك
كان شهاب قد اخبرنى فى اخر لقاء بيننا " بإمكاننا أن نكون اصدقاء " قالها لى بطلب ولم اكن اريد خسارته فأحببت شهاب لكن لم يكن الحب ذاته ، تمنيت لو أن عرفته كصديق أو شخص عادى .. لكن ليس بتلك الصيغه وارتباطنا الذى تجمعنا بها
: كيف حالك
نظرت له قلت : بخير وانت
: حمدا لله
ابتسمت له ابتسامه خفيفه وجائت امرأه ومعها الشريط وورقه أخذ شهاب الورقه اطلع عليها ثم أخذ الشريط واخبرها أن تذهب ولم يظهر على ملامحه تفجأ كما نظر للشريط فى البدايه وكأنه توقع شئ وتوقعه صحيح
: من اين لكى بهذا الشئ
نظرت له باستغراب قلت : ما الأمر .. ليس دواء
نظر لى قال : دواء ! انه لا يرتبط كدواء لشئ ، أنه من أنواع المخدرات المتداولة القويه
كان سامر صحيح لم يكذب علي ، لا اصدق
: هل احد أخذه
قالها بشك لم اعلم هل أخبره ام لا ،فاومأت برأسي لكنه لم يسالنى من بل سالنى
: منذ متى وهو يأخذه وكم مره
: لا اعلم بتحديد لكن منذ مده
: اى أنه تعود عليه الآن
تعجبت اومأت برأسي بمعنى أجل قال
: هذا الشئ قاتل يا ديما .. فى بدايه أخذه يريح صحابه ولا يؤثر عليه من ثم يأخذه كثيرا فيحتل جسده ويعتاد عليه وأن تأخر فى أخذه يصبح وكأنه مريض .. من بعدها يتضاعف الاقراص الذى سياخذها لأن قرص لم يعد يفعل مفعوله الذى اعتاد عليه فى البدايه .. فيجرى فى دمائه الثموم ويشل عقله بأوقات بعدما لم يكن يؤثر عليه فضعف قدرة خلاياه على استيعابه بعد أخذه وممكن أن يؤدى لقتله وهو غير واعى
: م .. ماذا
قلتها بخوف وقلق فأصاب فى قلبى الفزع من ما قاله شهاب ، هذا يعنى أن سليم قبل أن يأتي الي كان قد أخذه ولذلك لم يكن واعى ..إن لم ياتى لى كان ممكن أن يفعل شىء بنفسه ... لذلك لم اكن اصدق سامر لأن سليم كان يأخذه ويدرك عقله اى أنه كان فى بدايه أخذه لكنه الآن اثر عليه لكثرته
كيف وصل شىء كهذا لك يا سليم .. كيف ظلمتك ولم اضع لك عذرا وانا اعرفك جيدا .. كان ثمه شئ داخلى يخبرنى أن هناك خطأ لكن هذا العقل الذى تحكم بأفكار واصمت قلبى بالغضب بسبب ما حدث .. اللعنه على هذا العقل .. كان قلبى صحيح انت لست هكذا
: هل تعرفين من كان يأخذه .. هل لديك صله به ؟
نظرت لشهاب قلت : أجل
أومأ لى بتفهم ثم ذهب وعاد لى وكان معه حقنه نظرت له باستغراب وعدم فهم
: ما هذا
: اعطيها له أنه مشى مضاد سيحل من عقدته قليلا
نظرت الحقنه اخذتها نظرت لشهاب قلت : اشكرك .. لا اعلم ماذا اقول لك لقد ساعدتنى كثيرا Nour Nasser
ابتسم ابتسامه خفيفه قال : لا عليك
نظرت له بادلته ذاتها الابتسامه واستاذنت برحيل وذهبت
كنت فى حاله فى من الرعب والغموض ، من ما سمعته .. كيف قولت له ذلك الكلام القاسي كيف كنت خائفه منه بينما يجب أن اخاف عليه هو ، كان يبرر لى بصدق ويعتذر على شىء ليس بيده ولم يفعله
كنت أرى الحزن والغضب من نفسه لكن كذبت رؤيتى بأنه ممثل بارع ومخادع
ماذا لو أنه لم يأتى لى فى ذلك اليوم لكان ممكن قد يفعل شىء بنفسه .. هل كنت سأسعد بذلك
قال شهاب أنه لا واعى بمن حوله اى عندما اغشي عليه وبقائى بجانبه كان يحب عليه أن يراقب حتى لا يصدر منه اى فعل ... يجب أن أكون بجانبه الان أيضا " لم يكن أنا صدقينى مستحيل أن افعل شئ كهذا "
لم تكن أنت يا سليم .. كنت فى غفوه ، اشعر بالسعاده لانى أنا الذى أخطأت وانك صادق ،كان قلبى يخبرنى ان ثمة أمر غريب .. لكن عقلى تملكنى وبث الي الكرهه تجاهك والصوره الذى ارتسمها لى جعلتنى ابغضك .. العن ذلك العقل فقد انتصر قلبى عليه وكان هو المحق ،حبيبى سليم وصديقى لا يؤذينى ولا يفكر بذلك كان يحبنى .. لا اصدق كل هذا الاهتمام والاعتناء وعندما غضب لانى أتحدث مع ايهم وهيثم الذى طلب يدى وكيف اخذنى من هناك وكيف جرحته عندما أخبرته أنى موافقه لاغضبه ... كيف تحمل ذلك ،
هل كنت أيضا تعانى وانا مرتبطه بشهاب .. أرى كيف كنت تتحول برؤيته وجائت عليك فتره وتجاهلتنى .. لماذا لم تخبرنى يا سليم ، لما لتعذبنى معك كل هذا .. لماذا
وصلت لمنزل نظرت للحراس كان يقفون بعيدا شعرت بالقلق أن يمنعونى من الدخول إليه أو يكون سليم أعطى اليهم أمر بذلك فلقد قال سامر أنه لم يراه منذ مغادرته بعدى من الشركه
لكن لا أحد يستطيع أن يمنعنى من رؤيته ، اقتربت من الباب وقرعت الجرس
لم يأتينى اى رد قرعت ثانيا وثالثا
: أنتى
نظرت خلفى للصوت وجدته إحدى حراسه
: كيف دخلتى ماذا تفعلى هنا
: ج ت لرؤيته
: سيد سليم يمنع دخول أحد إليه ، اذهبى
لم اهتم به التفت وضغطت الجرس من جديد ولم أبعد يدى من عليه وكنت قلقه كثيرا ، غضب الحارس واقترب منى وكان سيمسكنى ويبعدنى لكن توقف عندما فتح الباب
•تابع الفصل التالي "رواية كبد المعاناه" اضغط على اسم الرواية