رواية كن لي أبا كاملة بقلم روميساء نصر عبر مدونة دليل الروايات
رواية كن لي أبا الفصل الخامس و الاربعون 45
جاءه رنين الهاتف فإلتقطه مسرعاً ينطق بلهفه:
ها إيه عرفت عنها حاجه
_مليكة مراتك يا اسر بيه مش لاقينها
سأل مستفهما بوجه منعقد متهجم:
يعني ايه مش لاقينها
_ يعني ملهاش وجود دورت عليها ومش لاقيها ودورت في كل الأماكن ال ممكن تروحها وملقتهاش وروحت عند ابوها وامها والاتنين مالهومش اثر ومحدش موجود
صرخ به بإنفعال بعدما إندفع الدم بأوردته من شدة الغضب والغيظ من تلك العائلة التي إختفت أيضاً هل كان الجميع يخدعوه وكل هذا كان تمسيلية رخيصه كانت هي بطلتها…. وهو المغفل الموهوم والمتيم بعشقها:
يعني ايه مش لاقيها أنا عاوزك تجيبهالي بأسرع وقت انا مش بديلك فلوس انت والبهايم ال مشغلهم عشان تقولولي حجج واعذار انا عاوز نتيجه انا عاوزك تجيبهالي في اسرع وقت لا اما هاخد رقبتك انت وال مشغلهم قصادها….. حياتها قصاد حياتكو انت فاهم
_ حاضر يا اسر بيه هحاول ادور عليها تاني
= انا مش عاوزك تحاول انا عاوزك تنفذ
قالها بصراخ غاضب قبل أن ينهي المكالمة ويغلق الخط بوجهه
*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!
=مش معقول مالك هنا
نطقت بها فتاة في منتصف العقد العشريني ذات بشرة حنطيه وقوام رشيق بعدما إعترضت طريقه فوقف مندهشاً من التي لم تكن علي بال او خاطر فمنذ ما يزيد عن خمس سنوات لم يراها عندها إحتدت ملامحه عندما تذكر ذلك اليوم التي أنهت معه علاقتهم بسبب إرتباطها بمالك المشفي التي تعمل بها ب لنضن وأخذت تتحجج بحجج واهيه بأن العمر يمر وبأنها لن تقضي حياتها معه تحت أفكاره الوهميه التي لن تطعمها ولن تأتي لها بعقد غالي الثمن او ملابس ذات ماركة كبيرة ويشاء القدر بعدما تركته ان يقابل مايا التي عاونته علي مشروعه وعلي تلك الاوهام بالنسبه للاخري التي تحولت إلي حقيقه علي ارض الواقع وأصبح من رجال الأعمال الكبار ولم يبذل أي جهد بمعرفة أخبارها التي إنقطعت أخرج كلماته المتعجبه من وجودها هنا حتي لا يظهر لها مدي ضيقه برؤيتها التي عقرت مزاجه اكثر ما هو :
ايه دا هايدي بتعملي ايه هنا
أكملت بفرحة وسعادة وعيناها بدأت تتفحص يداه التي وجدتها فارغة من أي حلقة فضية تدل علي ارتباطه مما جعلها تهلل فرحاً وقلبها يرقص علي أطناب تلك الفريسة التي أهملتها بالماضي الحمقاء السازجة التي ركضت خلف طبيب صاحب مشفي كان علي وشك الإفلاس بسبب لعبه في البورصة وخسارة امواله بعد مرور سنتين علي زواجهم لم تتحمله وما زاد شجاعتها علي تركه هو رجل الأعمال الذي أمامها الان التي حاولت في السابق الوصول إليه ولكن كانت محاولاتها كلها فاشلة ولم تتمكن من الوصول إليه والان جاءت فرصتها علي طبق من ذهب فلما لا تنتهزها وتزفر به:
انا شغاله هنا انت ال بتعمل ايه هنا ورجعت امتي
إبتسم بسخرية علي لمعة عيناها وفرحتها برؤيته ولكنه نطق بكلمات خيبت ظنها ليس فقط بل حطمته إلي أشلاء لن تقدر علي لملمته…. تحدث بكامل ثقته وسعادته:
انا هنا مع مراتي
لم تقدر علي إبتلاع كم خيبة الامل التي أخذتها وملامحها التي إنعقدت وهي تكرر كلمته بإستنكار:
مراتك
اومأ لها بإبتسامة حالمه بعدما عجبته تلك الكلمة التي نسبت سهيلة إليه بأنها زوجته هو وملكه:
اه مراتي
اومأت له ثم تساءلت بخبث بعدما تحولت ملامح وجهها للنقيض:
اه تمام بس بتعملو ايه هنا يا رب يكون خير
أجاب بحزن قد سيطر عليه بعدما فاق علي حقيقة مرض زوجته:
هي تعبانه عندها ورم في المخ
حاولت رسم معالم الحزن علي ملامحها بإحتراف ومن داخلها ترقص فرحاً علي ذلك الخبر الذي أعاد لها حلمها الذي تحطم منذ قليل:
يا حبيبتي الف سلامه عليها ربنا يشفيها
أمم علي الدعاء بإستجابة شفاء زوجته ثم إستئذن منها:
بعد اذنك ي هايدي مضطر استئذن عندي مشوار ضروري نتقابل في ظروف احسن من كدا مره تانيه
إبتسمت له بتنمق تؤكد عليه:
اه شووور هنتقابل سلام
بادلها السلام ثم انصرف مغادراً للخارج
تبدلت تلك الإبتسامة المنمقه إلي اخري خبيثه تعبئ الشر لها ونفسها الخبيثه تتحدث بداخلها:
اممممم مراتك عندها كانسر يا حرام يعني احتمال تموت بأي جرعة دواء زيادة وطبعا هتكون محتاج لواحده جانبك عشان تحتويك والواحده دي انا ويستحيل اضيعك زي المره ال فاتت…. المره دي لازم امسك فيك بإيدي وسناني
!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!
ظلت تضحك بهيستيرية كالمجنونه لا تصدق ما يقوله:
انت مجنون صح… انت مجنون مين دا ال مات ومين ال قال كدا انتو كدابين كلكو كدابين تعالي يا اسر بيقولو ان ابننا مات تعالي سكتهم بيقولو ان ابننا مات تعالي قولهم لا ما ماتش ليه ليه عملت فينا كدا ليه لييييه ابنيييييي ابنييييي ابنييييييي
ظلت تضحك بهيستيرية كالمجنونه لا تصدق ما يقوله حتي ظهرت غيامه سوداء أخذتها بعيداً عن واقعها الأليم هذا تهرب منه لأنه أصبح فوق طاقتها التي أهلكت وتحطمت إلي الأبد ولن ترجع إلا بذلك الروح التي غادرت بعيداً علي يد زوجها
ظل أبيها ينادي عليها وكفه يلاطم وجنتها حتي تفيق ولكن لم تستجيب له فخرج من الغرفة فذعاً ينادي بهيستيرية علي طبيب ينجدها وينتشلها من غيبوبتها تلك لم يدرك دموعه التي إنسالت عنوةً عنه رعباً علي حال إبنته قاطع طريقه طبيب يسير بالممر فلم ينتظر أن يفهمه ما يريده وسحبه من ذراعه بقوه إلي غرفة فلذة كبده إبنته تحدث الطبيب وهو يجاريه في سيره مستفهماً:.
انت واخدني علي فين يا استاذ
توقف عن الحديث عندما وجد نفسه أمام فراشها وذلك الرجل الباكي الصامت الذي أخذ أنفاسه للتو يطلب منه بصراخ يملؤه الزعر:
إلحقني بنتِ مبتردش عليا شوف مالها
لم يعرف كيف يهدئ ذلك الصارخ عليه فله الحق ان يجن علي تلك الحورية النائمة فذلك اللقب يليق عليها كثيراً حتي أنه يخشي إستيقاظها حتي لا يصاب بأزمة قلبيه ويكون أسير لها تحرك بعدما صرخ الاخر عليه بنفاذ صبر:
انت واقف عندك بتعمل ايه يلا اتحرك شوف مالها
أخرج من تلاجة صغيره بجانب سريرها حقنه مهدإه بعدما فحص حالتها ورأي تقريرها الطبي المعلق علي الفراش أعطاها تلك الحقنه وعيناه تتفقد كل تفاصيلها وما جعل صدره يختنق بالهواء تلك الكدمات الزرقاء بوجهها التي لم تقدر حتي علي إخفاء جماله ورقته
قطع حبل أفكاره وتأمله بها سؤال والدها:
ها يا دكتور بنتِ مالها
تنهد بخفوت ثم قام من مكانه وربت علي ذراعه يطمئنه:
مفيش هي خلاص هتبقا كويسه بس انهيار عصبي يا ريت متعرضهاش لأي ضغط نفسي ولما تفوق تناديلي وانا هاجي هنا من وقت للتاني وهطمن عليها بس انا مضطر استئذن حاليا لان عندي مرضي تانين
أومأ له جلال ثم جلس بجوار إبنته بينما الاخر فغادر عنوة عن روحه التي تريد الإقامة بجوارها ذهب وصورتها لا تغادر ذهنه وقلبه الذي تعلق بها يخفق بقوة كلما تذكر وجهها الممتلئ بتلك الكدمات… طوال اليوم أخذ مزاجه يتقلب أحياناً عصبي وأحياناً شارد هادئ واحياناً اخري يزمجر غضباً عندنا يصعب عليه معرفة من فعل بها ذلك وما حكايتها ولماذا وصلت إلي تلك الحاله.
صدح صوت رنين هاتف جلال بالغرفه فرد مسرعاً بلهفه ينتظر إجابة الطرف الاخر الذي أملي عليه تفاصيل ما يريد معرفته:
الو الو يا باشا احنا مراقبينه اهو وهو دلوقتِ ماشي في طريق صحراوي واحنا ماشين وراه
هتف آمراً بهم:
خليكوا وراه إياكو يبعد عن عنيكوا بس إوعو يلاحظ انكو بتراقبوه وحضر الرجاله معاك خليهم يحصلوك عشان لو كان معاه رجاله تعرفو تسيطرو عليهم…. واول ما يوصل للمكان ال رايحله تهجمو عليه انت فاهم مش عاوز اي حاجه توقفكو انا عاوزه حي تجيبهولي حي انت فاهم
_ حاضر يا بشا كلامك اوامر
= بالتوفيق يا رجاله
أغلق الخط وشرد بعقله بعيداً وعيناه مثبته علي نقطة وهمية أمامه
حيه سوداء اللون تقترب من فراشها بسرعة شديدة حتي تمكنت ووصلت لها تلتف حولها من مقدمة قدمها حتي وصلت إلي رأسها وجسدها يلتف حولها ويعتصرها حاولت الصراخ والتحرك حتي تفلت منها فوقعت عيناها علي مالك الجالس أمامها وباقي جسد الحيه يلتف علي رقبته يخنقه ومعالم آثار الإختناق تظهر علي وجهه الازرق حتي كادت روحه تهرب من جسده ظل صوت صراخها ينخفض حتي إنعدم ولم يظهر وهي ما زالت تحاول إخراجه وتلك الحيه تقرب رأسها وأنيابها منها تريد ان تخلص عليها
أفاقت من نومها مفذوعه تصرخ بقوه حتي كادت أحبالها الصوتية تتمزق جسدها متبلد مثل الجليد ينتفض بقوه من ذعرها
ركضت والدتها ووالدها نحوها تُلقيها أمها بحضنها حتي تطمئنها وتقلل من ذعرها ونوبة رعبها تلك ظلت تربت علي ظهرها بحنين تهدهدها بلطف:.
اهدي اهدي مفيش حاجه
ظلت تبكي وتآني في حضن والدتها بهيستيريه تبرطم بكلمات تحكي فيها عن ما رآته حتي ينقظوه:
الحيه الحيه هتموته هتموته
ظلت تتحرك بلا هواده بحضن والدتها تريد أن تخبرها بما رآته لكن عقلها ولسانها يمنعاها لا تقدر علي التحكم فيما تقوله تشعر بعاصفة قويه تحتل قلبها ستدمره من شدة خفقه وجسدها الذي يتحرك بلا هواده كأنها لا تملك سوي التحرك والبكاء حتي تخبرهم بما تريده
اخذت والدتها تهدئها وتحاول السيطرة علي نوبة فذعها تلك
اهدي اهدي مفيش حاجه دا كبوس يا حبيتي
أخذت تصيح بكلمات غير مفهومه حاولت سرقتها من عقلها لتخرجها علي لسانها بعدما جاهدت في إخراجها:
مااااااالك هتموته. ماااااالك الحقوووووه الحيه الحيه هتموته… يا ماما مالك
ظلت هكذا تتحدث من بين صراخها حتي دلف إليهم مالك مندفعاً نحوهم يلقي تلك الحقيبة من يده وعلامات الفذع ظاهره عليه عندما سمع صراخها من أمام الغرفه
هتف بفذع وساقاه تسرع إليها:
في ايه هي مالها ايه ال حصل
أجابته والدتها بعدما إبتعدت عنها:
معرفش هي قامت من النوم كدا وعماله تنادي عليك وبتقول انك هتموت وحيه باين كان كابوس
أخذها بين ذراعيه يضم جسدها المرتعش الذي نتج عنه إصتكت أسنانها من شدة ذعرها لفت ذراعيها حول جسده تضمه بشده كأنه سيغادرها إلي الأبد ربت بيده بحركات دائرية علي ظهرها ونبرته التي لم تخلو من الحنين والحب:
اهدي اهدي مفيش حاجه انا اهو ومفيش اي حاجه.. انتِ خايفه من ايه
نطقت بكلمات تترجاه فيهم بعدم تركها ووجهها الذي إمتلأ بدموع أغرقته حاولت دفنه بين ثنايا عنقه وجسدها الضئيل لا يكفيه إقترابه منها فقط بل تريد شق قفصه الصدري والإحتماء به حتي تأمن عليه وبأنه لن يتركها ابداً:
متسبنيش هي كانت عاوزه تاخدك مني وبتلف حواليك
انهت كلماتها بنحيب يتبعه شهقات بكاء كانت تلحف عنقه وظلت تتابع حتي اخترقت قلبه سببت له آلام داميه
تسائل بهدوء بعدما سند ذقنه علي رأسها وطبع قبله فوق شعرها:.
قالتها بين نشيج من البكاء قابله هو وبادله بلطف وحنين حتي يحاول تهدئتها:
طب خلاص اهدي دا كان كابوس مفيش اي حاجه من الكلام ال بتقوليه دا
أخذ يمسح بكفه علي جسدها وفمه لم يقف عن ترتيل آيات الله حتي تهدأ ويسكن قلبها بالآمان
وصل أمام مستودع قديم دلف إليه وأخذ يمر من بعض الممرات حتي وصل إليها ملقاه بإهمال ارضاً تعاني من حالة مرضية شديده عندما رآته اخذت ترجوه وعيناه لم تكف عن البكاء:
ابوس ايدك بقا ارحمني وسيبني انا مبقيتش قادره
= عاوزه ترتاحي… من عنيا حاضر
اشهر السلاح بوجهها وعيناه تنطق بالشر وضحكته الرنانه المقتظه بالشر تجلجل بأذنها:
اهو كدا بقا هريحك مني ومن الدنيا كمان
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية كن لي أبا ) اسم الرواية