رواية كبد المعاناه (كاملة جميع الفصول) بقلم نور ناصر
رواية كبد المعاناه الفصل الخمسون 50
مر ثلاث سنوات .. كنت جالسا فى منزلى على الفراش وطفله تجلس منتصفنا تلعب بلعب صغيره
: انها جميله كوالدها
قلتها بمزاح وانا انظر الى رماس ، غضبت أروى نظرت لى قالت
: تقصد كاوالدتها
ابتسمت عليها : انكما الاثنتان لا يوجد اجمل منكم
ابتسمت فشعرت بسعاده ، كنت احب الجلوس معهم كثيرا لكن العمل يأخذنى منهم ، قبلت رأسها وقبلت طفلتى واخبرتهم ان على الذهاب ، ودعتهم وتوجهت للشركه ، كانت الشركه قد عادت لتحسن كثيرا وارتفعت من جديد وعاد اسمها كالسابق ويمكن افضل ، نظرا لعمل سليم بجهد وإرهاق شديد فهو لم يكن يتركه لثانيه ، ولا يدع شيئا غير وهو متمم اكماله .... يمكن لانه كان يجد العمل يشغله
فى منتصف اليوم كنت جالس فى مكتبى رن هاتفى نظرت وجدته سليم ابتسمت ورديت عليه
: مرحبا يا رجل
: ساعود غدا
: تصل سالما فى انتظارك
اقفل وسعدت لمحادثته ، عاش سليم وحيد كل هذه الفتره .. عاد لبروده وطبيعته وجموخه ، وصارم وقليلا ما يتحدث ونراه
هل تسألون عن اريا .. انتقلت الى رحمه الله ، وكم كان موتها اثر كبير علينا والحزن املأ قلوبنا ، كان سليم حزين كثيرا ويعاقب نفسه ظننا بانه سبب موتها ، لكنى اخبرته انه ليس لديه ذنب وانها كانت مريضه، وكانت مرحلتها متأخره ولا يوجد النجاه منها وهو قد فعل ما بإستطاعته ولم يتركها للحظه ، حتى انه ضحى بسعادته من اجلها .. وبقى تعيسا مهموما شاردا لكي تسعد هى ، فلا داعى ان يحمل نفسه اكثر من ذلك وانها عند الله افضل بكثير من هنا .. فرحمها الله من ذاك العذاب
اليوم التالى بقيت ولم اذهب لشركه رن هاتفى وكان سليم ، ذهبت ورديت عليه وعندما انتهيت عدت ثانيا ، نظرت اروى لى بتساؤل فقلت
: هذا سليم
: هل جاء؟
: اجل .. يزور السيده ياسمين وابنتها
اومأت برأسها ثم صمتت قليلا وقالت : هل تعتقد أنها ستأتى
: الم تخبريها
: بلى .. لكن تعلم أنها عادت منذ ايام ولا أريدها أن تضايق منى لأى سبب كان ، أو تعود غاضبه أو حزينه فهى تجاوزت الأمر بصعوبه
صمت ولم أرد فانا لا اجد كلام قوله .. كانت ديما قد سافرت مع أخيها وابتعدت عن هنا ولم تتواصل مع أحد وانقطعت عن الجميع لفتره حتى بدأت فى الظهور من جديد ومن ثم عادت ، اخبرتنى اروى أنها رأت ديما عند عودتها منفعه ومبهجه ولا يوجد بها شئ كما غادرت .. ديما قد عانيت ، لكن سليم عاناه الكثير .. لا اعلم عما مرت به ديما .. لكنى رأيت ما مر به سليم
------------------------
وصلت ترجلت من السياره خلعت نظارتى السوظاء الذى كنت ترتديها ، تقدمت وقرعت الجرس وفتح لى الباب وكانت السيده ياسمين ، رحبت بى ودعتنى لدخول
: العم سليم جاء
كان هذا الصوت من خلفها ، نظرت وجدتها جنى ركضت إلي واحتضنتنى ابتسمت عليها ، كانت ترتدى ملابس المدرسه الذى قدمتها لها فيها
قالت السيده ياسمين : جنى ابتعدى ليدخل
فردت جنى بحرج : اسفه
دخلت وجلست قليلا معها اسلم عليهم وارى إن كان يلزمهم شئ
أتحدث مع جنى قليلا وكيف هى فى المذاكره ومدرستها ، اخبرتنى انها سعيده هناك وتحصل على علامات جيده فسعدت كثيرا لسماع هذا ، لم أطيل بلجلوس واستأذنت بذهاب
: تعالى معى
قلتها لجنى وانا امد يدى اليها ، نظرت لى اقتربت وامسكت يدى وخرجنا ، نظرت للحارس فاومأ لى بتفهم ، فتح صندوق السياره واخرج هديه كنت قد اشتريتها اليها ، سعدت كثيرا وقفزت اليه تأخذها
: لم يكن هناك داعى بان تتعب نفسك
قالتها السيده ياسمين فقلت : لا يوجد اى تعب فى اسعادها
: اشكرك على كل شئ سيد سليم ، انك شخص نبيل كان مصطفى محق فى ان يؤمنك علينا ، وجنى تحبك وتعتبرك بمكانته
نظرت لجنى وابتسمت ابتسامه خفيفه، فانا مهما فعلت لن اسد مكانه والدها وافتقادها له وخصيصا حين تكبر ، لكنى ساحاول قدر استطاعتى ألا تحتاج لشئ ، ذهبت بعدما ودعتهم وكانت تلوح لى بسعاده مما اسعدنى ذلك
رن هاتفى وكنت فى السياره كان سامر المتصل : ماذا هناك
: اين انت
: لماذا
: اتمزح ، اننى فى انتظارك
: نؤجلها لغدا فانا جئت من السفر للتو
: لا ..هيا لا تتاخر
تنهدت وقلت : حسنا
اقفلت الهاتف واخبرت السائق ان يتوجه لمنزله ، وصلت ترجلت من السياره اخبرت الحراس أن يبقو لحين خروجى ، وتقدمت قرعت الجرس ففتحت لى الخادمه
: يا مرحب باخى العزيز
جاء الصوت من الداخل وكان سامر اقترب منى
: ألم اخبرك الا تتاخر
: هل هكذا تأخرت
: لا
قالها بمزاح نظرت له ابتسم وقال : لندخل
دخلنا وقابلت اروى رحبت بى شكرتها وجلسنا ، سالت سامر عن ابنته اخبرنى انها جالسه بإحدى الغرف تلعب وان كنت اريد ان أراها فأخبرته بلا فلا داعى لازعاجها ، مر وقت قليل ثم سمعنا جرس الباب ، تعجبت فهل ينتظرون أحد
: على الذهاب
نظر لى سامر وقفت فوقف هو الآخر وقال : ما الذى تهذى به وصلت للتو
: مره اخرى ياسامر
ليقاطعنا صوت انوثى من خلفى
: اين هي
لم استوعب ولم اصدق اذناى ، لكن صدقت دقات قلبى وذلك الشعور الذى لا اكذبه ولطالما كان صادقا ، نظرت ناحيه الصوت
: لتعلمى انى جئت فقط لرماس وليس لك.....
صمتت ولم تكمل كلامها عندما رأتنى وتبدلت ملامحها ، وقفت ونظرت لها .. كانت ترتدى جيب ابيض وبلاوز ورديه وتفرد شعرها بطريقه جميله كعادتها ، ان رأيتك للمره الالف ، لن تتغير تلك النبضه الذى أشعر بها حين اراك ، هل انتى من تقفين امامى .. أشعر وكأنى بحلم ، حلم لا اريد الاستيقاظ منه البتا
هل عادت حقا .. هل هى من تراها عيناى الان هل قابلتها ثانيا
: تعالى يا ديما
قالتها اروى لها وهى تتقدم منها لكنها واقفه متصنمه وتنظر لى ، ثم ابعدت انظاراها وقالت
: اعتذر لم اعرف ان يوجد احد
انها تقصدنى انا ، باتت تعتبرنى احدا بالنسبه اليها
: انه سليم ، اجلسي
نظرت لى ثم نظرت لها وقالت : لا داعى ، اين رماس
: هناك
اشارت لها اروى فقالت : هل بإمكانى الذهاب اليها
: بالطبع
: عن اذنكم
لم تتطلع بى وذهب ، شعرت بالحزن لكن يكفى انى رأيتها .. نظرت لها وهى تذهب وعيناى لا تريد مفارقتها ، نظرت لسامر وهل كان مخطط لهذا .. احضرنى حتى التقى بها ، نظرت للغرفه الذى دخلت بها ديما ، وجدتنى اذهب اليها واتركهم
تقدمت منها وقفت عند الباب نظرت لها كانت جالسه على الأرض بجانب رماس والعاب تشكيله محيطه بهم وكانت ترسم ابتسامه جميله وهى تتطلع بهم ، هي تبتسم ويا ضياعى أنا ، عادت لى روحى بلقائك .. كنت اعلم أن الدواء منك ، انك دوائى .. فلما هذا البعد
كانا يضعون مكعبات فوق بعضها ، بدت كطفله مثلها تماما ، ام انى الذى أراها كذلك .. اختلت توزان بنائهم اقتربت منه وامسكته لكن ديما كان قد سبقتنى فطبقت يدى على يدها ، نظرت لى فنظرت لها ثم تعانقت العينان ، هل لى بأن اخبرك ان قلبى يسلم عليك .. ألا تسمعى موجات صوته الذى يرسلها اليك .. أليس هذا كلامك ، أختفت ابتسامتها فور رؤيتى ثم سحبت يدها بسرعه ، نظرت لها ومن ردت فعلها ، عادت لجلستها دون أن تعيرنى اهتمام كأنى لست موجودا ، تنهدت ولم اكترث كثيرا .. أنحنيت وجلست بجانبهم ، فكنت اريد أن اشارك الجلسه بأى طريقه ، لطالما كنت احب ان اشاركها فى كل تفصيله تعيشها ، نظرت لها وكانت تعطى إشارات لرماس ، تداعبها وتمرح معها .. ولا تعلم انى اتابعها وهناك أنظار تثقبها
: كيف حالك
نظرت لى ومن وجودى بجانبها ، ابعدت انظارها لرماس ولم ترد علي .. مما احزنى تجاهلها كثيرا فكم من الوقت مضى وتمنيت لقائها كثيرا ، كنت أطالع نجوم فى الليل ويرسم لى وجهك .. كانت ذكرياتك الشئ الوحيد الذى يلهمنى للغد ، كنت أعيش بعذاب من اجلك .. بسبب ما تعرضتيه لى منى
: ديما
قلتها نداء لها لعلها تتطلع الي وتلقى علي نظره واحد يرتوى منها شوقى ، لكنها لم ترد علي
اعتدلت ووقفت لذهاب أمسكت يدها لكنها افلتتها بغضب وقالت
: كيف تجرؤ
لم اصدق رده فعلها لمجرد مسكى ليدها ولم تكن نيتى بسوء : اعتذر لكن هل جلستى
: لا اجلس مع رجل غريب عنى
كذبت اذناى وأن ما سمعته خطأ ، ذهبت ولم تعيرنى إهتمام البتا ، نظرت لها وهى تذهب ، اخفضت رأسي بحزن وأسي ، لماذا تهوى تعذيبى .. كنت اركض بحثا عنك لكن والدك منعنى بحده واخبرنى انى اسبب لك الأذى
: سيد يونس اخبرنى اين هى ديما
قلتها له وكنت فى مكتبه فرد وقال : الم أحذرك مما تفعله
: لن اهمد حتى أعلم اين هى ، حتى هاتفها قامت بتغييره ، اين ذهبت ارجوك
: ان جئت ثانيتا سأتحدث مع الشرطه ولهم الحريه فيما سيفعلوه بك
قلت بصوت مرتفع غاضب : هل ترانى مبالياً لأمرى ، أنا لا يشغلنى غير ديما ، اين هى الآن
: أخرج من هنا
: لن اذهب وسأظل أتى لك ، لتخبرنى بمكانها حتى لا اعرفه بطريقتى
: وما شأنك بها ، افيق يا سليم من هذا التهور حتى لا أتخذ إجراء بشأنك ، ديما سافرت .. سافرت لأنها تريد الابتعاد عن كل ما يذكرها بك ، لأن تستريح مما عانيته .. ابنتى تريد الراحه ... أا يحق لها ذلك
شعرت بوخزه ايسر صدرى وتبخرت كلماتى وزال غضبى ، تستريح منى وذهبت لأن تنسانى ، هل ابتعدت بسببى أنا
: انك سببت لها أذى كبير ، هل لك بأن تتخيل أن أرى ابنتى بهذه الحاله واقف صامتا دون أن اساعدها فى تخطيك
نظرت له بشده تنهد وقال : لن تفهم لانك لست أباً بعد
عن من يقول انه لا يفهم ، أنا !.. أننى احترق بكلماته القاذفه نحوى ، أنه يتحدث عن حبيبتى .. حبيبتى الذى قمت بكسر قلبها دون قصد
: اذهب لزوجتك يا سليم ودع ديما ترى حياتها
: كيف لى بأن لشرح لك ، صدقنى هذا ليس زواجا ولن يكون أنه ل..
: لا اريد ان اسمع شئ ، لا يوجد اى مبرر واحدا لك .. صدقنى اريد أن أخلق لك عذر لكى اعلم انى لم اختار شخصا خاطئا لابنتى فأنا من وافقتك عليك فى البدايه ، لكنى قد اخطأت واعترف بذلك .. ولن اسامح نفسي لأنى جعلتك تؤذى لابنتى بذلك الشكل
نظرت له وحزنت كثيرا .. أنا لم اعد اعرف ما علي فعله ، لما يحدث لى ذلك .. ما الجريمه الذى ارتكبتها ، هل تشككونى بحبى الابدى لديما الذى لم يقل لذره واحده لكل هذه السنين .. تأتون انتم وتجعلونى اشكك به ، تظنونى اتلاعب بها ، حتى انتى يا ديما تظنى أن لا احبك ، كيف لكم أن تتهمونى بهذه التهمه الشنيعه .. لما اخذوكى منى ، لما تحرمينى منك انتى الاخره بهذا البعد ، لما تخليتى عنى يا ديما ، لما لم تستمعى لى .. اعترف بأنى نذل وسببت لك الحزن والألم لكن بدون قصد ، أنا مضطر
منذ ذلك اليوم وكلام والدك عنى يتردد فى ذناى بشكل يومى بكل دقيقه اسمعه واسمع توبيخع وحثه لى على أن اتركك بسلام .. السلام والراحة الذى ستجديها فى ابتعادى عنك
استمعت له بلفعل عندما ربط كلامه بكلامك فى ذلك اليوم وانكسارك أمام عيناى الذى شاهدته ، صدقته كونى أذى كبير عليك ، صدقت كونى خطأ اختيار
.... ويا ليتنى لم أصدق
أردت أن أخبره بصدق حبى أردت لو تعطينى فرصه لكى اشرح لك ، لكنك ذهبتى وتخليتى عنى ولم تسمعى لى ، اعلنتى خيانتى لك وانى مخادع دون أن تفهمى شئ ، وتعلمى أن لا حياه بدونك
أنا لا يغمض لى جفن وانتى بعيده عنى ، لا اعرف مكانك .. لا اعرف أن كنتى جيده أم لا .. لا اعلم حالتك .. كل ما يصور لى صورتك الأخيره المحفوظه بذهنى وأنتى تخبرينى انك ستنسينى البتا ، مشهدك وانتى غاضبه ودموع تسيل من عيناك وانا سببها ... لو تعلمى كم حملت لك من حب لما كانت هذه رده فعلك لرؤيتى
جمعنى الله بك من جديد وكأنه يخبرنى أنك مزلتى لى ، وستظلى لى .. عاد لقائنا الذى لن أحله الا بمسامحتك لى ومغفرتك الذى تيقنت بها فى احلامى وسماعها منك ، أجل كنتى تزورينى وتحثينى على معرفة اين انت ، كنا نتبادل الأحاديث فى أحلامى ، كنتى تميلين على كتفى وأخبرك كم اتعذب بغيابك وابوح لك ما عندى ، قبلت يدك فى الحلم .. ليت شفاهى طمست قبل أن أجد طيفك يتلاشي من أمامى وأفيق على واقعى المؤلم
نظرت لرماس وهى جالسه تلعب ببرائه ، تذكرتها وهى جالسه بجانبها ومبتسمه ومجيئى عكر لها صفوها وجعلها تغادر مبتعده عنى ، باتت لا تطيق جلوسى حتى
وقفت وخرجت من الغرفة قابلت سامر نظر لى
: اين كنت
-------------------
: لماذا لم تخبرينى انه هنا
قلتها لأروى بتساؤل وانا جالسه معها
صمتت ولم ترد نظرت لها بشده وقلت وانا اتفحص ملامح وجهها
: هل كنتى تعرفين
: اعرف ماذا
: اروى لا تدعى الجهل ، لما لتخبرينى أن اتى اليوم لزيارتك مادمتى تعرفين أنه عاد وسيزروكم
: اشتقت اليك
: كنتى معى منذ يومين ، لما هذا اليوم
: بربك يا ديما لم يكن فى نيتى شئ ، اقترحته عليك وانتى وافقتى
لم ارد وتذكرتها وهى تحدثنى وكان بلفعل قد اقترحت ذاك اليوم وسالتنى أن كنت استطيع المجىء أم لا ، لكنى وافقتها فلم يكن علي شىء
نظرت لها وصمت ، تذكرته عندما تحدث معى فشعرت بالضيق لكن تسائلت اين هى زوجته العزيزه .. نسيت أن حياته بلخارج ولن يطيل ويعود لها
: هل تحدثتما
قالتها اروى بتردد نظرت لها قلت ببرود : ولماذا نتحدث
: لا اقصد لكن كان بينكم ..
قاطعتها وقلت : لم يكن بيننا شئ يا اروى، ولن يكون
تنهدت اخفضت أنظارى واكملت : أنه الآن متزوج ماذا عساكى لتقولى هذا الآن
نظرت لى بشده وقالت : الا تعرفى
قلت بتعجب : اعرف ماذا
: أن اريا توفيت من سنتين تقريبا
نظرت لها بصدمه ولم اصدق ما تقوله .. هل اريا ماتت ، لكن كيف .. هل هو الآن ليس متزوج .. تنهدت وقلت
: رحمها الله
فلا يجب أن نشمت فى الموت ، أجل أنها ابتعدت بعدما كنت أفعل المستحيل بأبعادها ، ذهبت بعدما دمرتنا .. لكن لاقول أنه من اختارها ، أو أنا من تدمرت فهو كان يحبها ، على كلٍ أنها الآن عند الله ، ولم اكرهها للحد الذى اسعد بموتها ، رحمها الله .. ما حدث كان ماضي .. ماضى وانتهى ولا يوجد بينى وبينها شئ ، ذهبت اروى نظرت لها ثم عادت اقتربت منى واعطتنى سى دى
: ما هذا
: ستجدى الحقيقه هنا ، الحقيقه الذى لم تسمعيها وذهبتى ابتعادا عنا جميعا
نظرت لها بعدم فهم فاكملت وقالت بتفسير : تركت اريا هذا لكى مع سامر واخبرنى أن اعطيه لكى
نظرت إلى السى دى بإستغراب فما علاقتى بها لتترك لى شيئا قبل مماتها ، لم نكن احباب بل كنت ابغضها وهى تعرف ذلك .. فهل تركت لى ذكرى لابغضها أكثر .. ماذا تريد منى ثانيتا
: ما الذى فيه ؟
: ستعرفى حين تشاهديه
: وانا لن اشاهد شيئا
نظرت لى بشده وقالت : لكن يا ديما ، سليم..
قاطعتها وقلت بلا مبالاه وهدوء : سليم شخص دخل إلى حياتى وتلاشي كأى ذكرى عابره
صمتت فهى لم تتوقع ردا كهذا منى ، أو بتلك النبره الذى تحدثت فيها ، وكأنها تأكدت أنه لم يعد لى شئ به
: لنجلس بالخارج قليلا
نظرت بتعجب وتقصد بلخارج كيف ، معهم ؟
: لا
: لماذا
: هكذا
لا اعلم هل تنتظر منى أن اجلس معه أنا لا أريد رؤيته قط
: لماذا ؟
نظرت لها من إعادة سؤالها ونبرتها ونظرت الشك لى
: لا تريدين الجلوس مع سليم
: لا شئ يا اروى
: لنخرج إذا
نظرت لها وقفت قالت : هيا يا ديما
تنهدت بضيق ووقفت وذهبت معها ، خرجنا وكنت اسير وكأنى أود التراجع وفى ذات الوقت لا أود أن أجعل من نفسي احمقه للمره الثانيه وغبيه فى عين أحد ، أنه مجرد شخصا لا يفرق معى ، لتظهر قوتى وانه لا شئ بنسبه لى ، أما أبتعادى عن الأماكن المتواجد بها عمدا ، ييقنه أنى اهتم به
تقدمنا وجلسنا وكان جالس مع سامر ، نظرت له والتقت عينى بعينه وكان يتطلع بى ..أبعدت أنظارى ، كانو يتابدلون الأحاديث وكنت صامته إلى أن قالت اروى
: ما رأيكم بان نحظى بعشاء اليوم
نظرت لها قال سامر : فكره جيده ولنجلس معا لوقت اكثر .. ما رايكم
لم اعلق وهو الاخر صمت ، نظرت له وجدته ينظر لى ، لم افهم نظرته وكانه يرى اذا كنت موافقه ام لا .. كم انا غبيه هل مزلت اصدق انى استطيع فهمه ، هل مزلت اعيش تلك الاكذوبه بأنى أرى صدق عيناه .. عيناه الذى قامت بخيانتى وتلقيت منه اكبر صفعه بحياتى
: هل لديكم مانع
قالها سامر بتساؤل فرد عليه وقال : لا
فرديت انا وقلت ببرود : اجل
نظرو لى بأستغراب فأردفت قائله : لا اريد ان اتأخر على العوده ، لتستمعو انتم
نظرت لى اروى بشده وقالت : هل ستعودين اليوم
: اجل
: انك لم تبقى غير ثمانيه ايام
صمت ولم ارد فكنت اعيش بلخارج مع اخى ، فهو يدرس هناك وانا أقيم معه ، كان اخى من بقى معى كل تلك الفتره وهو من أقترح على أن اذهب معه ووافقت إبتعادا عن هنا ، وكانت فكرته جيده فانا استطعت ان اخذ انفاسي هناك وانا معه دون قيد يخنقنى ابتعادا عن الجميع
: لتبقى يا ديما
: لا استطيع يا اروى
فدراسه اياد ستبدا ويجب ان يعود وسأعود معه
: لتأتى معنا اليوم اذا .. فانا اشتاق لجلستك لن يحدث شئ اذا شاركتينا العشاء ، انك ذاهبه على كل حال
ماذا اقول لك ، كيف افهمك انى لا اريد ، نظرت لها قلت : لا
نظرت لى بحزن فجاء صوت وكان هو : لن اذهب
نظرنا له فاكمل وقال : بإمكانك ان تذهبى ان كنت سبب رفضك ، فلن اذهب لا اريد ان ازعجك على اى حال
: لست السبب سيد سليم
قلتها ببرود نظر لى فاردفت قائله : لا علاقه لك بالموضوع ، ان كنت لا تريد الذهاب فهذا يعود لك .. أما أنا التى ارفض وبدون سبب
كنت اقول كلماتى بهدوء وثقه وكان هو ينظر لى وصمت ولم يعلق ، أبعدت انظارى فأنا أشعر بالضيق حين انظر له .. أتذكر كيف كنت غبيه ومازلت
أرى غبائى عندما اراك
: هل توافقين من اجلى
نظرت لاروى قالتها برجاء تنهدت وكنت سأتحدث
: ان اعترضتى لن اسمح لك بالذهاب ، لن تبقى معنا كثيرا وتريدى العوده بهذه السرعه ، هل تعلمى هذه فرصه من اجل أن ابقيك
نظرت لها ولم اعلق على كلامها ، كان الامر منهى بالنسبه لى لكن إصرار اروى ارغمنى على الموافقه ، فكنت اريد ان اخبرها ان تصمت فنحن لسنة بمفردنا ، كان يتطلعون بى حتى وافقت فابتسمت وكأنها أنتصرت علي ، كنت قد بدأت اتضايق من تلك الجلسه الذى تجمعنى به ، اخبرتها ان نذهب فاومات لى وذهبنا
حل المساء اخبرتنى اروى أنها ستذهب لتجهز نفسها اومأت لها بتفهم ، جلست بمفردى نظرت فى الساعه ثم وقعت عيناى على ذاك الاب توب ، نظرت له وجاء فى خاطرة شيء ، نظرت إلى السى دى الذى اعطتنى إياه اروى وقلت انى لن أراه ، نظرت له وإلى الاب توب
سيرت تجاهه وجلست ثم فتحته وكنت متردده ، لأن قلبى هذه المره هو من يحركنى ،ذاك الغبى لقد عاد لحماقته
زفرت بضيق وأدخلت السى دى ، أغمضت عيناى وكأنى فتحت جرحا حاولت تضميده كل ذلك لكنه لم يزول
: ديما
كان هذا صوت انوثى منهك ، رفعت أنظارى إلى الاب توب .. وصدمت حين وجدت اريا جالسه على فراش ، كان شعرها منساقط ، وجهها شاحب مصفر ، لم أصدق ما تراه عيناى أنى تعرفت عليها من لون عيناها .. هل هذه الشقراء الذى كنت أغار منها ولجمالها ولبشرتها وجسدهاوكل شئ فيها ، كيف باتت هكذا
: اتمنى ان ترى هذا الفيديو .. سجلته لك لكى اعتذر منك
نظرت لها بإستغراب أكملت وقالت : اعتذر منك ومن سليم ، صديقى الذى أستغليته بسبب حبى الشديد له .. فأردت أن يكون معى بأى طريقه ، لأنى لم أكن أريد سواه
جمعت قبضتى بضيق فلماذا تقول لى هذا ، فلقد تزوجها وحدث ما كانت تتمناه ، لما تخبرنى بذلك .. تريد أن تغضبنى ، الا يجب أن تتقى يوما لمماتك
: لكن سليم كان يهتم بى ولم يكن يتركنى .. تحت مسمى الصداقه ، كان يشعر بالذنب يظن أن مرضى قد زاد سوئا بسببه
صدمت فهل قالت مرضها ، هل مرضها قد اشتد عليها .. وها هى فى الفيديو طريحه الفراش
: علمت أنكم ابتعدتم ، ولم يعد بينكم اى صله ، وذلك بسببى .. لا اعلم عما دار بينكم لكنى كنت متأكده من حدوث شئ كهذا ، لم أبالى فأردت سليم أن يكون معى ، لكن سليم لم يتركنى ولم يبتعد أو يتخلى عنى كما أردتى .. لانه كان يعرف أن لا نجاه لى من الموت .. فلم يكن هناك أى نسبه لشفائى وقد احتل المرض جسدى فلا يوجد فرار من مصيرى ، ليس كما ظننتى أنه يحبنى وكان يستغلك بل هو احبك بصدق شديد رايته بأم اعينى ، كان يعانى من كثره التفكير فيك .. كنت أراه شاردا حزينا مهموما ، زالت بسمته الذى كنتى انتى سببها ، لم يستطع أحد أن يجعل سليم يضحك أو يبتسم كالبقيه غيرك ، انك انتى فقط يا ديما من تحتلين قلبه .. كنت أرى انكسار به يخفيه عن الجميع ، يظهر ثباتا من الخارج وداخله عكس ذلك
تجمعت بعينى دموع اخذت نفسا عميقا لكي اتماسك
: كنت أشاهده يوميا بسبب بقائه معى فى المشفى طوال اليوم أراه فى الليل حتى انام وهو لا يغفل ، كان ينظر لخاتمك الذى لم يخلعه لحد الان ، ينظر إليه وكأنه يتذكرك .. برغم كل ما رأيته من سليم وكان على أن أرد دينى له ، انانيتى لم تسمح لى بأن أخبره أن يذهب لك .. أردت أن يكون معى حتى أن كان عقله وقلبه لك ، أردت أن يكون هو لى .. لم اعلم انه سيكون تعيسا لهذا الحد واسبب هذا الكم من الحزن إليه ، كنت أعلم لكنى كنت أكابر .. أننى خذلته وخذلت صداقتنا ، فكيف لصديق أن يفعل ذلك بصديقه .. والثانى يضحى من أجله ، اعترف أنى انانيه كثيرا .. لكن حبى له عمانى أردت أن انفرد به ، تماديت فى انانيتى وتمادى قلبى الذى سبب الأذى لمن أحبه
اخفضت رأسي وحزن طغى على قلبى جمعت قبضتى واتمالكنى
: اعتذر منك ومن سليم ، اعتذر منكما أنتما الاثنان ، عندما ترين هذا الفيديو لا اعلم هل سأكون موجده أم لا ، لكن اتمنى أن تشاهديه سريعا .. سامحينى يا ديما ، عودى لسليم لا ذنب له ، أنه من تعذب أكثر من أى أحد
: لن اسامحك
قلتها بصوت ضعيف هامس يكبح دموعا على وشك التساقط ، ليتنى لم اشاهد شيئا ليتنى لم أرى الحقيقه ليتنى بقيت غافله عنها ، لن اسامحك يا اريا ، انك دمرتينا بحبك الجنونى له ، اخترت سعادتك على حساب سعادتنا نحن ، لا اعلم هل أفرح فيك أم أحزن لحالتك ، لا اعلم لما فعلت هذا .. لما فعلتم هذا جميعا ، لماذا .. لن اسامحكم .. انتى لا تعلمى عما مررت به فى كل يوم فى هذه الفتره .. بسببكم أنتما الإثنان
: ديما
كان هذا صوتها لأروى سحبت السى دى بسرعه وأقفلت الاب ، دخلت ونظرت لى ، حاولت أن اخفى عيناى قلت
: هل انتهيتى
: أجل لنذهب
اومأت لها وذهبت معها بعدما اخذت نفسا واعتدلت وتأكدت أن لا شئ يظهر علي ، ونحن نسير للخارج تذكرت هاتفى فكان ليس معى علمت انى نسيته
قالت أروى عندما توقفت : ماذا هناك
: هاتفى لقد نسيته .. سأحضره
اومأت لى فذهبت ، دخلت إلى الغرفه الذى كنت جالسه فيها ، بحثت عن الهاتف اين هو
ظللت ابحث حتى وجدته ، كان على المنضده ، تنهدة وذهبت ، خرجت وتوقفت عندما وجدته واقفا .. تذكرت كلام اريا عنه ، نظر لى فألقيت انظارى بحثا عن أروى وسامر
: أين هم
قلتها بتساؤل فرد على وقال : ذهبو عندما تأخرتى ، اخبرونى أن نلحق بهم
نظرت له بشده وضاقت ملامحى : ذهبت اروى وتركتنى
: سبقونا ليس إلا
: وهل ظَنت انى سأذهب معك ، كيف تتركنى مع رجل غريب من الأساس
نظر لى فامسكت هاتفى وهاتفتها لاروى وانا مشتعله غاضبا
: ديما
قالها وهو يقترب منى فرجعت للوراء بضيق فتوقف عندما شاهد رده فعلى من تقربه
: توقفى
قالها برجاء بينما انا لم أعيره إهتمام ، لم ترد أروى على الهاتف التفت لاذهب فامسكنى ابعدته عنى وقلت
: من تظن نفسك
: اهدئى يا ديما
: ابتعد
: حسنا اعتذر ، لكن توقفى رجائاً الناس يتطلعون بنا
نظرت له فقد قالها بحرج ورجاء وكنت بلفعل اسبب الحرج له ، كانت الانظار حولنا بسبب صوتى وغضبى عليه ، نظرت له وكنت قد هدأت لكنى مزلت متضايقه كثيرا ، أشار لى تنهدت وسيرت تجاه السياره بتردد واشعر بالغضب الشديد لكن فى نهايه المطاف ركبت معه ودلف هو الاخر وذهب
كنا طوال الطريق صامتين ، انظر للنافذه وكأنه غير موجود ، كنت اريد ان نصل باسرع وقت فلا يعجبنى ما انا فيه
: لما ابتعدتى
كانت تلك الجمله منه لم أنظر له ولم أرد فماذا يقصد بما قاله ، وجدته اوقف السياره ، لم أعلق وكان بيننا الصمت بلحظات
: لماذا لا تنظرين إلي
: اذهب
قلتها مغيره الحديث ، فصمت قليلا ثم قال : كنت اراسلك يوميا ، لم اعلم انك غيرت رقمك ، لماذا غادرتى
كان يتحدث بنبره حزينه شعرت بها وحزنت وتضايقت وتسرب إلى الغضب لانى حزنت وتأثرت به وانه يقلب فى شئ قد فات
: اذهب
قلتها بحده نظر لى فنظرت له وقلت بغضب : ستأذهب ام انزل
: لما تحدثينى هكذا
قالها بنبره منكسره لم اعهدها منه من قبل ، فزاد غضبى لأنى خدعت به ، التفت وامسكت مقبض الباب وفتحت لانزل فأمسك يدى واجلسنى افلتها بقوه
: اعتذر
قالها بحزن وقله حيله ، نظرت له تنهدت ونظر امامه وأدار المحرك وذهب ، لفت انتباهى يده وخاتمة الذى بلفعل لايزال يرتديه وبحوزته ، لم اهتم ونظرت أمامى
وصلنا وكنت انظر لتلك الشوارع الذى يسلكها وتعجبت من وجودنا هنا فكانت شوارع اعرفها جيدا ، وصلنا الى المطعم ترجلت من السياره ودخلنا ، وكنت اسبقه فانا لا اريد السير معه ، كان اروى وسامر ينتظرونا نظرو لى وله
: لما تأخرتم
قالها سامر بتساؤل لم ارد وصمت هو ايضا ، نظرو لنا ثم اخذت اروى فكنت غاضبه منها كثيرا
: لماذا ذهبتم وتركتونى
: كان سليم معك
: تلك هى المشكلة يا اروى ، انه غريب عنى كيف تتركينى معه
: لم أعلم ان الامر سيضايقك هكذا ، لما افكر فى هذا
نظرت لها وزفرت بضيق ثم ذهبنا ، تقدمنا وجلسنا معهم وكنت ، نظرو لى ولم يعلقو فكان هو الآخر صامتا ، كنا لا نتحدث كان اروى وسامر يطالعونا ويحاول ان يتناقشو لكنى لا ارد على احدا كنت اكتفى بالجلوس واجيد الصمت ، انتهينا وسعدت لأنى ذاهبه ، خرجنا
: سامر
قالها سليم نداء له فاقترب منه وقال : ماذا
: انتبه عليكم
نظرنا له بإستغراب وبما يقصد بلانتباه
: حسنا ، إلى أين أنت ذاهب
: مكان قريب من هنا من ثم أعود
نظر لى فادرت بوجهى بلا مبالاه ، اخبرتنى اروى ان نذهبت ركبنا السياره ثم دخل سامر وقاد مبتعدا من هنا ، نظرت خلفى من الزجاج وكان ينظر لى تنهدت ونظرت أمامى ، رن هاتفى نظرت وجدته اياد ، رديت عليه
: اين انتى
: عائده
: أخبرينى لأخذك لنصل للمطار سويا
صمت قليلا وكان دقات قلبى تعلو ، تنهدت وقلت : سالقاك هناك
: حسنا
أقفلت الهاتف وأخبرت سامر أن يتوجه إلى المطار ، نظرو لى بشده وانى ذاهبه .. لكن اومأ لى بالموافقه
ها انا اقدم للإبتعاد ، سأذهب ثانيا واتمنى حين عودتى ألا نتقابل ثانيا ---------------------
كنت اقود السياره متوجها لمكان سيخرجنى من الحزن الذى أنا فيه ، اتذكر معاملتها الجافه وتحدثها معى وخوفها منى وابتعادها عنى كونى رجل غريب عنها وعادت لوضع فوراق وحواجز بيننا وكأنها لا تعرفنى .. ابتعدت لاميال وسار سدا بيننا يحجب الرؤيه ، حتى انى ابعدت عيناى عنك خشيه ان اضعف وتغضبى ، فالثبات امام عينك جهاد
لكن استوقفنى شيئا حين كنتى معى فى السياره وكنتى ستنزلى وامسكتك ، التقت عيناه انعكاس ضوء لشئ على رقبتك ،كانت قلادتى .. قلادتى الذى البستها لك وحذرتك من خلعها ، فكيف هى معك .. شعرت بسعاده من رؤيتها لكن سرعان ما اختفت سعادتى بسبب معاملتك لى ، إن كنتى مزلتى تحبينى لما تكابرى وتعذبينى ، صديقنى لقد تعذبت كثيرا .. للحد الذى لو علمتى بما مررت به ، لفتحتى لى ضلعيك وتواسينى كما كنتى تفعلى
توقفت بالسياره عندما وصلت ، تنهدت وترجلت من السياره نظرت أمامى وسيرت لداخل هذه الحديقه ، أنها ذاتها الذى جعلتنى أقابلها وجمعتنى بصغيرتى .. هل يحق لى القول عنها ذلك لحد الان ، لطالما كنتى صغيرتى اخشي عليك واخشي علي منك
اذيتك كثيرا .. اذيتنا نحن الاثنان ، لماذا لم تعطنى فرصه لأن تسمعيني وأفهمك الامر ، وانا أبتعدت عنك عندما رايتنى اؤذيك بهذا الشكل وان الجميع يرى كم تتعذبى بسببى ، لقد حرمتنى منك لسعادتك وراحتك ، بينما راحتى كانت راكضه اليك يوميا ، لم أرى راحه منذ ذلك اليوم بل كنت اعيش فى جحيم
تقدمت ونظرت حولى واتذكر ذكرياتى الطفوليه الذى لم اعشها غير معها هي ، ذلك الولد يتمنى لو ان الوقت لم يمضى يتمنى لو تعاد ذكرى له مع صديقته .. الذى كان يمتلكها دون ان يستطيع احدا ابعادها عنه ، لماذا كبرنا ولماذا لم تبقى انتى صغيره ، لما يفرقنا القدر ويعاد تجميعنا ، اعلم انكى لن تكونى لى فانا من ضيعتك بيداى ، لكن اتمنى ألا تكونى لاحد غيرى
كان علي ان افعل ذلك لأريا لم استطيع تركها وانا من أعاد مرضها ، لم اقترب منها كنت ابقى معها وادعو ان تشفى فقط ، كنت أعذب وانا اتذكرك بكل شهيق اخذه ، كنت اكتم داخلى الوجع والالم ولا احد يعرف عنه غيرى .. كتب علي اضحى بسعادتى من اجل الجميع ، شخص مثلى ليس من حقه أن يسعد او تكتمل سعادته يوما ، مقدر لى ان اكون هكذا وانا راضى بقدرى
جلست وأنا اشعر بلأختناق فتحت ازرار قميصى ونظرت لسماء وبداخلي جبل من الهموم ، اريد البوح به .. لقد هلكت من الكتمان والصمود ولم يعد لى طاقه لهذا ، اخفضت رأسي واغمضت عيناى بضيق
: تبدو متعبا
رفعت وجهى ونظرت للصوت وجدت طفله صغيره فى الخامسه من عمرها ، ذو الشعر الصغير والعنينان الممتلئه بالبرائه ، احمرت عيناى وأنا أنظر لها وشعرت بحرقه بهما أثر دموعا تتجمع وقد تحررت من قيودى وتريد الخروج
: هل أنت حزين
قالتها ببرائه فسالت دمعه من عينى وانا انظر لها وكم اشتقت لصغيرتى كم تمنيت ان اراكى ثانيتا
: انا اسف حبيبتى
: على ماذا تتأسف
: لانى اذيتك ، انك الان مجروحه منى .. ابتعدتى عنى كثيرا وانتى الان فى طريقك للابتعاد وتركى
: لم ابتعد
نظرت لها أضافت بابتسامه هادئه : انا معك دائما
سالت دموعا من عينى وانا انظر لها ولملامحها أعيدها لذاكرتى ، مدت يدى لالمسها فقد اشتقت إليها ، لكن وجدت ذلك الطيف يتلاشى من أمامى وافيق على واقعى المؤلم ، لم يكن سوى صوره لحلم لن يتحقق .. انتى لستى هنا ، انتى منبعثه من داخلى ليس إلا
------------------------------
كنت جالسه واتذكره ، كنت اشعر بشعور فقدته ، كنت اقلب احداث اليوم المتسارعه ، ما سمعته وشاهدته
: أوقف السياره
قلتها لسامر نظرت لى اروى قال سامر : هل هناك شئ
: توقف يا سامر
قلتها بإنفعال فتوقف على الفور ، نظرو لى فتحت الباب وخرجت دون أن اتحدث بكلمه ، كنت أركض فأنا أعرف هذه الشوارع جيدا ، لماذا حدث معنا ذلك .. لماذا تفرقنا بهذا الشكل وعاش كل منا بعذاب ، لما تحملنا ما لا قدره لنا على تحمله
وصلت إلى المكان الذى حددته ، وجدت سيارته موجوده ، إذا كنت محقه انت اتيت لهنا
دخلت إلى الحديقه التفت بأنظارى بحثا عليه ، إلى أن وجدته جالسا ويخفض رأسه ويمسكها بكلتا يداه ، نظرت له وسيرت تجاهه ببطئ وانا اطالعه بحزن من جلسته ، أقتربت منه واصبحت امامه وهو لا يشعر بى وبوجودى أنخفضت وجلست على ركبتاى واصبحت مقابله ، قربت يداى وأمسكت يده الذى يمسك بها رأسه فرفع راسه ونظر لى وجدت دموعا على وجه .. لم أصدق هل كان يبكى ، نظرت لعيناه والحزن الذى بهم وهو ينظر لى وكأنه غير مصدق انى امامه
بينما أنا أطالع ملامحه المنهكه .. فكم من الحزن خبأت يا سليم لاراك ضعيفا هكذا ، قربت يدى من وجهه ولامسته فقد اشتقت اليه كثيرا ، نظر ليدى وكنت امسح دموعه ، اخفض عيناه وقال بحزن وصوت ضعيف
: ديما .. سامحينى
لم اعلق على كلامه فتحت زراعاى اليه نظر لى وكنت ارسم أبتسامه خفيفه حزينه ، اندفع إلي وعانقنى بشوق فبادلته العناق وسالت دموع من عينى بصمت ، اخرج العذاب الذى تعذبته لثلاث سنين لبشاعه افكارى وانت مبتعد عنى
: لماذا فعلت ذلك يا سليم ، لما جعلتنى اكرهك بهذا الشكل .. لماذا اوصلتنا لهنا
اصبحت انا الطرف الذى يبكى فهذا العناق اضعفنى ، طوق علي بزراعيه ومسد على شعرى وقال
: احمقا .. لطالما كنت احمقا معك ، فلتغفرى لى حبيبتى
: هل احببتنى حقا ؟
قلتها ببكاء فأنا لم اعد اعرفك وافهمك
: لم ينبض لأحد غيرك
توقفت عن البكاء ابعدنى برفق ، رفعت انظارى إليه وكان يطالعنى إلى أن قال
: ديما تتزوجينى
-----------------------------------------------
مر أربعة شهور ، توقفت بسياره فكنت قد وصلت
: سليم الى اين تأخذنى
قالتها لى بتساؤل فكنت اضع عصبه على اعينها ، فتحت باب السياره لها وامسكت يدها وقلت
: هيا
امسكت يدى بخوف أبتسمت عليها
: اين نحن
: ستعرفى بعد قليل
سيرت وكانت تعتمد علي لانها لا ترى ، وانا اطالعها ، كنت قد احضرتها لمنزلها .. المنزل الذى ستشاركينى فيه عما قريب ، احضرتها بمفردها دون فوراق او حواجز أو خوف .. ديما الآن زوجتى ، فلقد عقدنا قرانا منذ اسبوعان بعد خلافات كثيره حدثت مع والدها بسبب رجوعى لها .. لكنى لم اتركها حتى وافق اخيرا .. وها هى الآن معى ، حاولت خلال هذه الفتره أن أفعل لها ما ينسيها عما قد مر .. حاولت أن اعوضنا نحن الاثنان عن معاناتنا فى الفراق الذى طال ، لكنه قد حل
توقفت فتوقفت معى .. اقتربت منها
: هل وصلنا
لم ارد عليها قمت بفك الرباط وحررتها ابتعدت عنها ، فتحت عيناها ونظرت لى ثم نظرت حولها وارتسم على وجهها الدهشه
: سليم ، ا.. اين نحن
: انه قصرك أميرتي
نظرت لى بصدمه وشهقت وضعت يداها عل فمهاوهى تتطلع حولها
: لقد وعدتك ان أبنى لك قلعه ، اعتذر لأنى نكثت وعدى
نظرت لى بشده قالت بسعاده : هل تمزح معى
اقتربت منى وعانقتنى ، أبتسمت ابتسامه خفيفه وبادلتها العناق
: احبك
قلت ذلك لها فهى السعاده الذى طلبتها من الله يوميا ، لا اصدق أن احلامى تتحقق
مرا اربعة ايام وقد تم زفافنا الذى حضرت له كثيرا ليكون لائقا بحبيبتى وتسعد ، كان هذا اليوم رائعا ، لا أريده أن ينتهى وفى ذات اليوم كنت محترق واغار من الأنظار الذى تثقبها ، اريد أن أغادر وهى معى بأى طريقه
دخلت إلى الغرفه كانت واقفه فى منتصفها كالملاك بذلك الفتان الابيض وذلك الوجه البرئ ، كانت تتطلع فى الغرفه فأنا صممتها كما تريد هي ، نظرت لى توترت أبتسمت عليها امسكت بيدها اجلستها وجلست مقابلها
: هل فعلت كل ذلك من اجلى
: لا
عقدت حاجبيها قالت : لا ! كيف هذا ، هل ستتزوج من امرأه أخرى وانا لا أعرف ، لذلك اخذت هذا القصر ليتسع لك
ابتسمت قلت : مستحيل .. ولا تتفوهى بلهراء
أدارت بوجهها بإنزعاج امسكته وادرته الي كانت كالطفله
: وجب علي وعد وكان علي تنفيذه
نظرت لى ثم ابتسمت فكنت أقصد وعدى لها ونحن صغار ، قالت بمزاح
: لكنك كنت ولدا وكنت طفله فى هذا الوقت
: وهل هذا يعنى أنى لا افى بوعدى
ابتسمت وقالت بمزاح : اتخذته كوعد رجال إذا
: بل كعهدا علي
نظرت لى مددت يدى فى جيبى ، نظرت لى وتفجأت فكان طوقها ، ذلك مشبك الشعر الذى وقع منها لآخر لقاء بصغيرتى
: تسائلت لما هذا معك
: كان ذكره منك ، كلما اشتقت لك انظر اليه واتذكرك .. تعاهدت ان اعيده لك فى الوقت المناسب
نظرت لها اقتربت وضعته بشعرها وارجعت خصلاتها به ، نظرت لها وتجسدت صورتها وهى صغيره
: وماذا ان لم نكن لنلقتى ، كان سيبقى معك
: كنت سأقلب الدنيا رأسا على عقب لان التقى بصغيرتى
خرجت ضحكه خفيفه منها ابتسمت ثم نظرت لى وقالت
: لكن القدر جمعنا بهذا
نظرت لها وكانت تشير على جسدى اسفل صدرى ، أضافت بمزاح
: هذا ما جمعنا ، انك معك جزءً من كبدى .. اى أن هناك رباط بيننا
أبتسمت رفعت انظارى اليها قلت : انتى معك قلبى
نظرت لى وصمتت أمسكت يدها قلت : ماذا عساى لاتحمل كبد المعاناه من أجل جزء كبد ، بل معاناتى كانت من قلبى .. واريد ان تكمل معاناتى على يداك انتى فقط
وسط الحديث هي ابتسمت ونسيت ماذا أقول ، فعيناها تجيد دوما إرباكى ، لا زلت ابحث عن سر تعلقى تعلقى الشديد بك
لقد جاء اليوم الذى سنعيش فيه معا إلى الأبد ، بعفويتنا بضحكاتنا وأفراحنا وأحزاننا .... سنمضى ايامنا بالطريقه الذى نريدها ، أننا تزوجنا وسنكمل حبنا فى عالمنا الخاص
ذلك العالم الذى بنيناه معاً بكل حب
" النهايه "
يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية كبد المعاناه دليل الروايات" لكي تظهر لك كاملة
•تابع الفصل التالي "رواية كبد المعاناه" اضغط على اسم الرواية