رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات
رواية اولاد الجبالي الفصل السادس 6
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
قد تطلق السهم قاصدا قتل عدوك ، لتتفاجىء بإن السهم قد أخطئه وعاد اليك فأصابك انت فى مقتل .
كالمثل الدارج ( جيته يصيبك فصابك )
&&&&&&
مازالت إلهام فى شرودها حين قام منصور بالنداء على خطيبها محفوظ فارتجفت وعاتبت محفوظ على وقوفهم لإنه سيعنفهم ولكن منصور طمأنها إنها خطيبته وليس بهذا شىء ..
محفوظ ..أنتِ خطيبتى عاد والكل عارف ، ويلا امشى من جدامى ، خشى چوه وشوفى شغلك .
وانا هروح له أشوفه عايز ايه ؟
فدلفت للداخل سريعا ولكن إحساس ما ، جعلها تقف وتلتفت إلى محفوظ وتطالعه بنظرة طويلة كأنها تودعه .
أما محفوظ فامتثل أمام منصور مردفا بقلق …خدامك يا منصور بيه ، اؤمرنى .
ضيق منصور عينيه ورفع أنفه بغرور مردفا …بجولك يا محفوظ عايزك تتدلى اسكندرية ، تسئل على دكتور هناك اسمه احمد حسن ده دكتور عظام فى محطة الرمل وتحچزلى هناك عنديه عشان عضمى عيوجعنى ودكاترة إهنه حمير بما فيهم باسم ابنى .
اتسعت عين محفوظ وفتح فمه مردفا …وه .
سكندرية مرة واحدة يا بيه ، كيف ده وانا عمرى ما خرچت من الكفر واخاف أتوه هناك .
فحدث منصور نفسه …وده المطلوب عجبال ما أنعنش نفسى حبتين .
ثم اصطنع الغضب مردفا …ايه الحديت الماسخ ده ، تتوه كيف يعنى ، انت عيل صغير عاد .
هتتدلى كيف ما جولتلك وتسئل هناك عيدلوك .
محفوظ ..يعنى مينفعش بالتلفون يا بيه ، بدل المشوار ده كلاته .
فوقف منصور ونار الشر تكاد تحرق كل من حوله …انت عتلمنى يا طور أعمل ايه ومعملش إيه ؟
محفوظ وقد تمالكه الخوف…لا يا بيه مجصدش ،وانا تحت امرك .
حاضر ،بس إكده عغيب وعاخد يوم بحاله ويمكن اكتر كمان .
فأخرج منصور مبلغ الفين جنيه مردفا …خد يا ولا الألفين دول عشان تتدفع العربية رايح چى وتاكل وتشرب والباقى خلهولك عاد .
فأخذها محفوظ بإستياء محدثا نفسه ..چى على نفسه جوى كده ليه ،الأمر لله ، مجدمنيش غير حاضر وانا أجدر أجول غيرها عاد .
محفوظ …من يد ما نعدمها يا بيه ،ماشى اللى تؤمر بيه عاد .
ودلوك أخش عاد أشوف شغلى .
فزفر منصور بحنق …تخش فين يا ولا ، روح دلوك أعمل اللى جولتلك عليه .
محفوظ بصدمة …دلوك ، ده انا جولت هروح بكرة بعد الفجرية .
عشان خلاص دلوك الليل جرب يخش علينا .
منصور بسخرية …وانت يعنى عتخاف ، فز يلا دلوك كيف ما جولت .
فحدث محفوظ نفسه …لا حول ولا قوة الا بالله..
ثم قال …حاضر ، هروح أشوف عربية ، ثم التفت يطالع إلهام التى كانت تقف على باب القصر تطالعه من بعيد ، فتقابلت أعينهم فى نظرة طويلة وكأنه يطمئنها وفى ذات الوقت يخشى من بعده عنها طيلة هذا الوقت .
ثم غادر نحو ما أمره به منصور .
فابتسم منصور بخبث ثم توجه للداخل وتحدث مع حفيظة حول إلهام حتى تبعثها له فى المساء .
أومئت حفيظة برأسها …حاضر عيونى يا سى منصور بيه .
&&&&&&
قامت زاد بقصف جبهة براء بحديثها ، فقام غاضبا نحو غرفة أخيه ، رغم توسلات والدته أن يستكمل طعامه .
ولكنه رمق زاد بنظرة غيظ مردفا قبل أن يغادر “”
براء بحنق …شبعت.
هروح أطمن على باسم جبل ما امشى، مهو فيه ناس إكده بتحب ترمى كلام يسد النفس .
ثم تركهم للأعلى حيث غرفة أخيه .
فطالعت زهيرة زاد بابتسامة وغمزتها ، فابتسمت لها زاد بحرج .
وأدركت زهيرة أن هذا الغيظ الذى أظهره براء قد يكون ولادة شرارة حب بينهما ولكنه لا يدرك ذلك بعد .
أما بانة فضحكت مداعبة زاد بقولها …ده أنتِ طلعتى جامدة أهو يا زاد وانا اللى فكراكى طيبة جوى .
وعملتيله قصف جبهة محترم ، عفارم عليكى .
إستمرى إكده لغاية مطفشيه ، عشان صلاح صوح ؟
فتمعضت زاد بقولها …صلاح ايه بس يا بانة .
انا اصلا مش عايزة أچوز خالص ، انا جايمة أطلع فوق أحسن .
ثم قامت بالفعل بين أنظار بانة المتعجبة من ردة فعلها .
فطالعت والدتها مردفة …هو انا غلطت فى حاچة يآماى ؟
ابتسمت زهيرة …لا يا بتى ،متخديش فى بالك .
ويلا شهلى عشان متتأخريش على الچامعة .
بانة ….جايمة اهو ، ثم اقتربت من زهيرة وقبلتها واستعدت للمغادرة .
&&&&
طرق براء حجرة أخيه واستأذن للدخول ولكنه لم يتلقى ردا منه ، فشعر بالقلق عليه ، فدلف سريعا إليه ليطمئن عليه .
فوجده ساجدا لله يدعوا ويبكى وصوت نحيبه كاد أن يفطر قلب براء عليه .
ولكنه أصابه الذهول من ذلك ، فهو قليلا عندما يرى باسم يصلى ، فهو متقطع دائما فى الصلوات وليس هو وحده ، بل براء أيضا .
وهذا بسبب أنهم لم يروا والدهم يسجد سجدة واحدة لله منذ طفولتهم ،ولكن والدتهم زهيرة لم تترك فرض ابدا .
وكانت تحثهم على الصلاة وتقول إنه من أقامها أقام الدين ولكنهم تكاسلوا بعض الشيء عنها .
جلس براء على المقعد ، منتظرا أن ينتهى باسم من صلاته ويكاد يسمع دعائه
( يارب بحق حب لحبيبك النبى أكتبلى ملك يارب ، عشان هى الوحيدة اللى هتقربنى منك وحاسس أنها طريقى للجنة وهى نعم الزوجة ، ومقدرش أتجوز واحدة تانية ، يارب متحرمنيش منها واجبر بخاطرى يارب ).
رق له قلب براء وحدث نفسه …يااااه يا خوى للدرجة دى عتحبها جوى .
خلاص عجوله على اللى فيها ويعمل زييى ويهنى نفسه زى ما انا هعمل .
يچوزها فى السر ،ويچوز بردك اللى جال عليها ابوى ويراضى ابوى ويراضى نفسه .
انتهى باسم من صلاته ، ليجد أخيه ينتظره .
فابتسم ابتسامة واهنة مرحبا …اهلا يا خوى.
لاطفه براء بقوله …مجتش تفطر معانا ، جولت اجى انا أشوفك وأطمن عليك .
وايه يا راچل ، ده انت حتى صعيدى مفروض تخشن شوية ولا يهمك حرمة ولا غيرها ،كلهم زى بعض .
نظر له باسم بوهن قائلا بخفوت …يبجا شكلك محبتش قمر صوح يا خوى ، وحبيت بس فيها شكلها .
بدال جادر تمسك نفسك إكده وتجول كلهم كيف بعض .
لا يا خوى ،محدش فيهم كيف التانى .
وانا شوفت وعرفت كتير جوى بنات ، لكن ملجتش روحى ولا جلبى إرتاح الا لما عرفت ملك .
ملك غير كل البنات ، تحسها إكده ملاك فعلا ، سواء فى شكلها المحترم ولا جلبها الابيض ، رغم أنها مهتكلمش معايا كتير .
ويوم ما بعتلها انى خلاص مش عجدر أچوزها ، وعن حكم ابوى تعرف جالت ايه ؟
براء بأستفهام …جالت ايه ؟
باسم ….جالت ربنا يسعدك معها وطاعة الأبو فرض .
براء ساخرا منها ….يعنى شكلها مش عتحبك ،كيف ما انت عتحبها اهو ومش حزينة عليك .
باسم بتهكم ..مش حزينة !
لا دى هتموت من القهرة ، بس مهتبينش حالها .
براء مندهشا ….وعرفت كيف يعنى ؟
باسم …بعد ما بعتلها الرسالة ، جلب وچعنى عليها ، فاتصلت بيها ،أشوف حالها ؟
بس شكلها بدل ما تكنسل عليا ، فتحت من غير ما تجصد ومسمعتش غير صوتها عتبكى وتجول ( اللهم اربط على قلبى وصبرنى على فراقه ) .
قطب براء حاجبيه مردفا …بس دى يا اخوى مستسلمة للقدر جوى ، لكن قمر أول ما عرفت انى هسيبها كلمتنى وجالت مجدرش على فراقك ولو حتى تجوز غيرى بس خدنى انا كمان .
ولما جولتلها مش هينفع أتجوزك فى العلن ،لو عايزة فى السر عجبال ما ازبط حالى وفقت .
شوفت بجا عتحبنى كيف هى ؟
مش زى ملك بتاعتك دى .
تفاجىء باسم بما حدثه براء فقال بذهول …..وفقت عادى إكده ، تكون مع غيرها وكمان فى السر ؟
لا ده شىء مش طبيعى ابدا ولا دى أخلاقنا ولا عوايدنا يا براء .
ضيق براء عينيه وشرد فى حديث أخيه وللحظة صدق ما قال ولكن مازال حبها يعمى عينيه عن إدراك حقيقتها فأردف قائلا …هى وافقت عشان عتحبنى جوى وانا وعدتها أن الموضوع هيكون فى السر لغاية ما أعرف الناس كلاتها أنها مرتى على سنة الله ورسوله .
وبكده أكون رضيت ابوى ورضيت جلبى .
وانصحك يا خوى بدل ما انت عتتعذب أكده ، كلمها وجولها إكده بس من غير ما تعرفها ان قمر وفقت عشان ميحصلش مشاكل الله يخليك .
نفى باسم ذلك بقوله ….بس كيف ده ، لا صعب وانا مرضاش ليها تخدع ابوها بالشكل ده .
براء مبررا أمره ليقتنع ……الغاية تبرر الوسيلة .
جرب بس مش هتخسر حاچة .
حرك باسم رأسه بآسى وقال …نجرب ، بس ما أظنش هتوافق وعيكون عندها حق ، ولو وفقت مش خابر حاسس انى ثقتى فى أخلاقها هتتهز .
تعجب براء من تفكير أخيه وكأنه لأول مرة يعرفه ،وتسائل من فيهم على الحق قمر ام ملك ؟
كما شرد براء فى تلك العنيدة التى تأبى الزواج منه ، رغم أنه فى الأساس لا رغبة له بها ولكن عدم رغبتها جعلته يعاندها ويصر على الزواج منها .
باسم …هبعت لها رسالة دلوك ونشوف هترد بإيه ؟
طالعه براء مترقبا ما سيحدث ؟
وبعد عدة دقائق وصلته رسالة بالفعل من ملك مفادها ( ابوى رغم أنه راجل بسيط لكن طول عمره رأسه مرفوعه ، مش هاچى دلوك و أوطى رأسه واتچوز فى السر كأنى عاملة عمله ، لا انا اغلى من أكده بكتير .
الله يسهلك الحال يا ابن الناس وسبنى لحالى الله يخليك ، يكفى وجع ) .
ابتسم باسم ابتسامة قهر وألم وانسالت دمعة من عينيه حارقة جاهد فى اخفائها ولكنها سقطت رغما عنه قائلا بمرارة بعد أن حدث براء بما أجابته ملك ….
…هى دى فعلا ملك اللى حبتها ،مختلفة عن كل البنات ، وفعلا هى غالية جوى جوى يا خوى .
كان براء فى حالة ذهول وشعر بتخبط فى رأسه ولم يدرى من هو الذى على حق .
ولم يدرى ما يقول له بعد أن وقع هو فى حيرة من أمره ، وأكتفى بإنه ربت على كتفه بحنو ثم نظرة له نظرة حانية ، ليغادر بعدها إلى عمله
…………
جاء اتصال الى حمدى حبيب قمر مفاده كالأتى ”
المتصل …ايه جولى حوصل المطلوب ؟
حمدى بفحيح الأفعى وابتسامة ماكرة …طبعا حوصل ، هو انا اى حد ولا ايه ؟
المتصل …عفارم عليك .
إكده ضمنا عملياتنا تمشى فى السليم ، من غير ما يجفلنا فيها سيادة المقدم .
اللى عامل نفسه شريف جوى وهو ابن الغول ذات نفسه .
فضحك حمدى مردفا …لا خلاص من إهنه ورايح عيكون تحت إيدينا إحنا وعياخد خازوق إنما إيه عيطلع من دماغه .
………….
شغلت نهلة عقل منصور الچبالى من أول وهلة ، حتى أنه لم يكف عن التفكير بها طيلة عمله .
وكان شاردا فى وجهها الذى ينافس القمر جمالا ، وفى ابتسامة ثغرها المشرقة كالشمس ، والأهم هو تقسيمات جسدها الذى ظهر كأنه صمم بعناية .
منصور محدثا نفسه ..يخربيتك بت ، جتيلى من اى دهية ، بس حلوة حلاوة ، عايزة تتاكل أكل .
ربنا يصبرنى لغاية ما ارجع لها وأوريها كيف منصور الجبالى فى الدلع والحب بت المضروبة دى .
بس يارب تكون مطيعة ومتتعبنيش عاد زى أختها اللى متسمى ناهد .
ثم أخرجه من شروده بها ، مجىء حمدان بوجه لا يبشر بالخير .
حمدان ..أصباح الخير يا كبير .
منصور ..صباحك ورد يا واد عمى .
أجعد ، هشيع حد يعملنا فنجان جهوة يروق بالنا .
حمدان وهو يضم شفتيه بحزن …ايه والله ، يمكن تفك دماغى اللى عتطير دى على الصبح .
تحير منصور فى أمره فسئله متجهما …مالك إكده يا واد عمى ، وشك متعكر على الصبح؟
فارتبك حمدان وفرك فى أصابعه مردفا …اصلو يا منصور بيه ، المنجم بتاع الدهب .
فقام منصور من جلسته قائلا بإنفعال ..ماله حد سرقه ولا ايه ؟
فطمئنه حمدان بقوله ..لا مهتخفش إكده يا منصور بيه .
هو بس أطربق بس دماغ العمال اللى فيه ، فمات منهم نفر وفيه اللى أتصاب.
فعادت الطمأنينة إلى وجه منصور وجه بعد أن كان فزع وجلس على مقعده الوثير قائلا بإرتياح …خضتنى يا حمدان بحسب إنسرق .
ثم تابع بقوله ”
وعادى يعنى اللى حوصل وحصل كتير جبل إكده.
فى داهية اللى مات نچيب غيرهم ، بس سكت أهاليهم بجرشين إكده وخلاص .
ولى تصاب دخله مستشفى زينة ، عشان يخرج يكمل شغل بسرعة ، ومنضيعش وجت .
فحرك حمدان رأسه بقوله …..على جولك يا واد عمى ،ماشى كلامك .
المهم دلوك صوح بعد بكرة ، الجمعة كتب كتاب العيال.
يعنى نجهز ليلة تليج بيهم ؟
وندبح ونبسط أهل الكفر ، عشان يدعولك.
اعتدل منصور فى جلسته وأمسك شاربه بفخر وتحدث بكبر ….ماشى زى بعضه بس متكترش خسارة فيهم .
دول ناس جربانين ، عبيد اللقمة .
حمدان … معلش عشان بس نفرح كلاتنا بفرح العيال .
طالعه منصور بحنق مردفا …ماشى .
ثم حمحم حمدان بحرج مردفا …بجولك يا واد عمى ، ما تيچى نعم الفرحة بالمرة وناخد كمان فى رجلينا بانة وچابر ونكتب كتابهم بالمرة ، بدل ما نعمل ليلة ليهم مخصوص ونكلف زيادة .
منصور …بس يعنى عشان البت لساتها فى الكلية .
حمدان ” وايه يعنى عادى ؟
وليه يعنى كمان نستنى لما تخلص علام ونكتب الكتاب ، خلينا نكتب كتابها بالمرة والچواز لما تخلص علام براحتها .
فصمت منصور للحظة ليفكر ثم أردف …وماله ، ماشى.
موافق يا حمدان .
خلينا نخلص منهم التلاتة مرة واحدة ، دول عاملين زى اللقمة اللى هتجف فى الزور .
يلا كده أحسن عشان أخلص منيهم و أشوف حياتى حبتين .
وياريت كمان أمهم اللى عاملة زى جرد جطع دى تتكل على الله .
عشان أن زهجت من وشها الفجرى.
وعايز أنبسط مع البت الچديدة براحتى من غير لوم ولا عتاب .
فضحك حمدان مردفا ..جولتلى البت الچديدة ، انت ايه يا راچل بحر مهتشبعش ؟
أشار منصور بكفه فى وجهه مردفا بحنق ..خمسة وخميسة يا واد عمى ، وهو حد يشبع من الحلويات بردك .
فحذره حمدان ……بس خف المرة دى ، عشان مش كل مرة تسلم الجرة .
لمعت عين منصور مردفا بتلذذ ….هحاول ، بس البت عاملة زى لهجطة الجشطة تتاكل أكل .
ثم تابع بقوله “”
بس جولى عاد ، هو چابر ابنك ليه مش بشوفه عادى زى اخواته فى الكفر ؟
هو مش بيشتغل معاك ولا ايه ؟
تخشب حمدان وارتبك ثم أردف بتلعثم …اه ايوه هيشتغل .
بس يعنى أكمنه عصبى حبتين ، وهيعملى مشاكل مع الخلق ، مش عخليه يختلط مع الناس كتير ..
ابتسم منصور مردفا بشماتة ….عال جوى ، على الله يشكم بانة عشان مدلعة حبتين .
حمدان …اه طبعا ، هو احنا حدانا حريم تجلع .
&&&&&
استعدت بانة للخروج من أجل الذهاب الى الجامعة ، فاستقلت سيارتها الخاصة واتحركت بها من القصر مرورا بأحد طرق البلدة.
واثناء سيرها بالسيارة أضطرت للوقوف ، أمام جمع من الأطفال يمرون بالطريق ويشيرون بمرح إلى شاب على الناحية الأخرى من الطريق ،ثم إذ به يتوجه نحوهم ويسلم ويحتضن بعضهم فى حنو ظاهر ..
غير مدرك أنه فى منتصف الطريق ، وهناك سيارة تنتظر أن تتحرك .
فغضبت بانة واطلقت صفير السيارة ، ولكن جابر كان منشغلا بالأطفال ولم ينتبه أيضا .
فثارت بانة واطلقت زفير غاضبا وقررت النزول من سيارتها لتهاجمه .
فنزلت تدعس الأرض بقدميها بغضب ، لتقف أمامه هادرة بقولها….انت أطرش ولا حاچة يا راچل انت !
طب حتى لو أطرش كمان أعمى ، ومش شايف انك فى وسط الطريج ، وفيه عربيات رايحة وچاية .
ولا شكلك إكده دماغك على جدك !
لم يصدق جابر انه يسمع هذا الصوت الذى يعرفه جيدا .
وسمح لنفسه لأول مرة أن يطالعها عن قرب ، غير عابىء بكلماتها الجارحة ، هو يريد فقط أن يملىء عينيه بها ويحفظ ملامحها ، حتى يعيدها إلى ذاكرته عندما يكون منفردا .
فنظر لعينيها بعشق جارف نظرة طويلة ، فتوترت بانة .
فحدث نفسه جابر ..ياااه دى طلعت فلجة قمر بچد ، ده انا هتخيلها بس من بعيد ، وجلبى أتعلق بيها من زمان جوى .
بس بسم الله ماشاءالله ، كبرت وبقت عروسة زى الجمر .
ثم تسائل بإندهاش…
معجول الجمر دى عتكون مرتى انا ؟
بس كيف وهى شكلها اصلا مش عرفانى .
ولا حتى عارف أجولها إيه ؟
وللحظة ضعفت بانة أمام نظراته لها ، فتأملت ملامحه التى ليست بالغريبة عليها وظلت تفكر ( حاسه انى شوفت الراجل ده قبل أكده ) .
بس صراحة ملامحه جذابه بس بردك شكله فلاح بالجلابية اللى لبسها دى .
ثم خرجت من شرودها محاولة الثبات أمامه مردفة بغضب…ايه مالك عتبحلجلى إكده ؟
فوت يلا انت والعيال دى ، عشان أعرف اعدى الطريق ، خلصنى عشان أتاخرت .
لتتفاجىء بانة بغضب أحد الأطفال الذى أراد الأنتقام من لهجتها القاسية لمعلمه جابر ، فأردف بإنفعال …..ايه يا ست انتِ ؟
كيف تكلمى شيخى ومعلمى جابر إكده ؟
عيب يا ست ، واتعلمى كيف تحترمى حامل القران .
فشهقت بانة عندما سمعت اسم جابر مردفة … هو انت جابر !
وحدثت نفسها …معقول هو ده العريس !!
لتردد …لاااا انا أچوز ده بردك !!
ثم انفعلت على الطفل بقولها …وانت مالك بيه ، هو معندهوش لسان يتكلم ؟
فاندفع كل الأطفال فى قول واحد ..احنا كلنا الشيخ جابر وعنحبه ومنحبش اللى يزعله .
واحنا هنعدى ونسيبك ، بس اياكى تانى تزعليه تانى .
لتجد الاطفال يمسكون يده ويقبلوها ، ليقول أحدهم …معلش متزعلش نفسك ، شكلها متعرفكش زين .
لو تعرفك كانت عتحبك زينا ومتجولش إكده .
تعجبت بانة من شدة حب الاطفال له وتسائلت عن السبب ؟؟
لتستمع لقول أحدهم …انا حفظت سورة النبأ كلها ، هتدينى ايه بجا يا شيخ ؟
فابتسم جابر وحمد الله ووضع يده فى جيبه وأخرج شيكولاتة واهداها للطفل فقفز من الفرحة .
ليهتف باقى الاطفال …وانا ، وانا ، وانا .
لتجده يعطيهم ما فى حوزته كله .
بانة بإندهاش …ياه ، ده شكله حنين جوى ، ثم اتجهت إلى سيارتها ولكن عينيها لم تفارقه حتى وجدته قد جلس وحوله الأطفال فى قارعة منزلهم .
وبدء يتلو عليهم بعض الآيات بصوت مجود جميل ذكرها بصوت زاد .
جعلها تقول … ماشاءالله ، عليه .
بس بردك يستحيل أچوزه ، بتاع الچلبية اللى مش متعلم ده .
ثم انطلقت بمشاعر متخبطة بين إدراكها أنه إنسان حنون وبين مكانتها الاجتماعية وأنه ليس من مستواها .
…………
اتجه براء إلى المدينة فى سوهاج للبحث عن شقة من أجل الزواج من قمر .
فتحدث مع سمسار عقارات ليجد له شقة فى أقرب وقت .
وبالفعل وجد ما يناسبه ، ليدفع فى حينها جزءا من ثمنها وتم كتابة العقد بأسم قمر.
لتسرى السعادة فى جسده عندما تخيل لحظة وجوده معها فى تلك الشقة وأنها على بعد يوما واحد ستكون زوجته وحلاله .
ثم صور العقد وبعث لها فى رسالة مع كلمة ( أحبك ) .
وأشار لها أن تشترى ما تريد من الاثاث ما يعجبها عن طريق النت .
لتعتلى الفرحة وجه قمر ، ثم شردت فى حمدى وكأنها تتجهز له هو وليس براء .
فهو من شغل قلبها وان كان ستعطى جسدها لبراء ولكن القلب ليس له إلا للحبيب حمدى .
لتفكر بعدها كيف ستخبر والداها عن غيابها عن المنزل بحجة العمل ؟
وبالفعل خطر فى بالها فكرة معقولة فذهبت إلى والداها ، فقبلته بحنو مصطنع مردفة …. كيفك يا ابوى ؟
ابتسم هريدى مردفا ..الحمد لله يا بتى.
فجلست قمر بجانبه ثم رددت …مش يا ابوى لقيت شغلانة على النت بيقولوا عايزين سكرتيرة فى عيادة دكتور .
فقولت اروح بكرة أجابل الدكتور ده واشوف الحال عنديه .
هريدى …طيب عال يا بتى ، اهو تسلى نفسك وتعرفى تچهزى نفسك ، بس خدى بالك زين من نفسك .
عشان ولاد الحرام كتير .
قمر …لا متخفش عليا يا بوى ، انا بميت راچل .
ثم طالعها والداها بحزن قائلا…والله لو كان حالى أحسن من إكده ، مكنتش طلعتك تشتغلى ولا كنتى طلعتى غير على بيت عدلك .
قمر …ولا يهمك يا بوى ، المهم ربنا يخليك لينا .
هريدى …طيب يا بتى , انا داخل دلوك أريح شوى.
عشان اقدر أجوم للشغل .
قمر …..جوم يا بوى ، ربنا يعينك .
وبالفعل دلف والداها للداخل .
لترمقها ملك بريبة مردفة …شغل ايه ده اللى طلع فجأة وميتى وفين يا ست قمر ؟
وورينى إكده الاعلان ده ؟
لتكشر قمر عن أنيابها مردفة بغلظة …وأنتِ مالك أنتِ ؟
ايه دخلك فيه ؟
وتشوفى ولا متشوفيش عاد ، دى حاجة تخصنى أنى وبس .
فشعرت ملك بالحرج الشديد بكلماتها القاسية تلك ولكنها فى ذات الوقت أكدت شكوكها أن هناك شىء ما سيحدث أو على حد قولها ( يا خوفى يا بت ابوى توقعى نفسك فى مصيبة .
ثم دعت لها من حرصها عليها ..يارب استرها علينا عشان ابوى الغلبان ده ) .
……………….
ثم حل الليل بظلامه ، وآوى كل منهم إلا فراشه .
ما عدا ذلك الطاغية الذى يستقل بجناح خاص به فى طابق ليس به غيره ، ليلهو ويعبث كما يشاء .
ثم وقف أمام المرآة مزوها لنفسه ، ونثر من عطره المفضل .
ثم جلس والتقط هاتفه ، ليتصل بخفيظة تلك الشيطانة التى تسوق إليه البنات دون مراعاة لدين أو خلق .
منصور ..جوليلى البت نهلة لساها صاحية ولا نامت يا حفيظة ؟
حفيظة بضحك …خدت بالى أنها عچبتك يا بيه .
عشان أكده عمالة اشغل فيها ، عشان متنعسش ، وابعتها لما تطلبها .
ابتسم منصور بقوله …لا طلعتى هتفهمى يا بت ، يلا ابعتيها ، انا فى انتظارها .
حفيظة ….عيونى يا بيه .
لتقوم بالنداء على نهلة ، فتأتى إليها مسرعة .
نهلة ….أؤمرينى يا ست حفيظة .
حفيظة بصوت أجش …البيه عايز يتعشى يا بت .
خديله فطيرة بعسل وكوباية لبن دافية وأطلعيله فى چناحه .
ويلا متوعجيش عشان هو لما يچوع عيتعصب .
نهلة بخبث …لا إلا عصبية البيه الكبير ، حاضر من عينيه التنين يا خالة حفيظة.
أهو هروح جوام هچبله اللى هو عايزه واطلع اديه بالهنا والشفا .
تعجبت حفيظة من نغمتها تلك وعدم خوفها من منصور الذى يهابه الجميع ولا تعلم أنها ماكرة .
وأنها ما دخلت لذلك القصر الا من أجله ، ومن أجل أن تنتقم لأختها الصغيرة ناهد ضحية هوس ذلك المچنون بالقاصرات .
لتبدء نهلة تنفيذ خطتها ، واسرعت إلى المطبخ التى كانت تخفى فى جزء منه حبوب منومة قد ابتاعتها من الصيدلية ، من أجل تلك الليلة المعهودة .
لتفرغ واحدة منها فى كوب اللبن الدافئ ثم اذابتها جيدا ، ووضعت بجانب الكوب فى تلك الصينية الفطير والعسل .
ثم صعدت بهم إلى غرفته ، ولا يخفى عليها انها رغم ما تدعيه من قوة ظاهرية إلا انها مع كل خطوة تتقدم بها نحو غرفته ، ترتعد أوصالها خوفا من يده التى قد تلمس جسدها الطاهر قبل أن يداهمه النوم .
ولكنها حاولت التماسك قليلا ثم وضعت صينية الطعام أرضا وحاولت أن تهندم من ملابسها وأزاحت الحجاب قليلا لتظهر خصلات شعرها الذهبية .
ثم فركت خديها بيديها ، لتتورد طبيعيا ، وأخرجت زجاجة عطر فنثرت بعضا منه على ملابسها .
ثم انحنت لتلتقط الطعام مرة أخرى ، وطرقت الباب.
ليدق قلب ذلك المتصابى مردفا …خشى يا بت .
فدلفت نهلة بهيئتها تلك المغرية تتغنج فى مشيتها أمامه .
ليطالعها منصور بإنبهار مردفا … يا وعدى يا وعدى .
يخربيت چمالك يا بت .
دى باين عليها ليلة ولا الف ليلة وليلة .
ليسئلها منصور ….أنتِ جولتيلى اسمك ايه يا بت ؟
لتهمس نهلة فى دلال ….
خدامتك نهلة يا سى منصور.
لتوقد بذلك نار الشوق والرغبة فى قلب منصور .
ليبدء …؟
فماذا سيحدث فى تلك الليلة ؟
وما ستفعل به نهلة ؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اولاد الجبالي ) اسم الرواية