رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات
رواية اولاد الجبالي الفصل التاسع 9
لا تتمادى في إغلاق عينيك من الحزن فربما تمر من أمامك فرحة ولا تراها
…………….
حدث براء القوة التى معه بالأستعداد للهجوم على سارقى الأثار .
ثم حدث نفسه …بإذن الله الهجمة دى ورجوع حق البلد يكونوا ليهم أثر انى ارچع اكون عند حسن ظن الباشا الكبير من تانى .
يا مسهل ، ثم أشار إلى الرجال للتأهب ورفع الأسلحة .
ثم حانت لحظة الصفر فأمرهم بالتقدم .
وأمسك هو بالميكرفون وصاح …كل واحد يتلزم مكانه ، ويرمى سلاحه ، المكان كله محاصر ومفيش داعى للمقاومة .
فابتسم حمدى ابتسامة مكر من زاوية فمه واصطنع التوتر ، هو والآخر الذى معه .
وعندما تقدم منه براء مصوبا سلاحه تجاه رأسه رمقه بنظرة نارية مردفا بغلظة لمعاونه …كلبشه .
طالعه حمدى بمكر مردفا…..هو فيه ايه حوصل يا باشا ؟
وسلاح ايه ؟
انا محملش سلاح معايا ،واحمله ليه ؟
تعجب براء من طريقة حديثه ، وعدم خوفه.
فطلب من أحد معاونيه تفتيشه وبالفعل لم يجد معه أو ممن يرافقه أى سلاح .
فتوتر براء وحدث نفسه …كيف عملية بالخطورة دى ومعهمش اى سلاح .
فأمر براء بفتح الصندوق فى الحال .
ففتحه أحد رجاله فوجد به تماثيل صغيرة وأنتيكات مصطنعة كالتى تباع فى الأسواق وليست أصلية .
فغلت الدماء فى عروق براء ، وقطب جبينه وكور يده بغضب وحدث نفسه …العملية طلعت فشنك يا براء وشكل الموضوع مش هيعدى بالساهل .
وليلتى شكلها مجندلة مع سيادة الباشا .
اعمل ايه دلوك فى المصيبة دى ؟
بس الواد ده شكله مش سهل وعينيه بتقول حاچة .
وحاسس أن العملية دى مخصوص معمولة عشان تلهينا عن الأصل .
ليسنفيق براء من شروده على صوت الرجل الأجنبى الغاضب
ما الخطب سيدى ؟
انا اشترى هذه التماثيل لأهدى بها أصدقائى فى أمريكا .
لقد شعرت بالقلق بالفعل من مهاجمتك تلك .
واظن أنى سأشتكيك فى السفارة الأمريكية.
فحدثه براء بغيظ …مهى ناجصة جرف .
الرجل الأجنبى …لست افهم ما تقول ولكنى أرى انك رجل أحمق ، غاضبا بلا سبب .
لينفجر براء فى وجهه…هو مين الأحمق يا واكل ناسك انت .
انا هوريك دلوك مين هو براء الجبالى ، ليركله براء بقدمه بقوة .
فتألم الرجل وصرخ….سأجعلك تندم على ما فعلت بى وسأرفع أمرك للسلطات حتى تأتى إليا تقبل قدمى تلك التى ركلتها أيها الجاهل .
فهم براء أن يضربه مرة أخرى ولكن أمسك به أحد زملائه قائلا …أهدى يا براء مش كده .
الراجل أمريكانى ، فاهم يعنى ايه ؟
يعنى ممكن يوديك ورا الشمس .
براء بإنفعال …انت مش شايف كيف عيتكلم معايا !
محمود زميل براء وصديقه . …معلش ، مهما الناس دى اهنه اغلى من نفسنا إحنا للأسف .
ثم طالع براء مرة أخرى حمدى
فوجد فى عينيه التهكم ، فأمر أن يأتوا به إلى مركز الشرطة لأستجوابه .
أعترض حمدى بقوله ..ليه إكده يا باشا انا عملت ايه ؟
ده كده ظلم وحرام .
وانت يعنى لا مؤاخذة مجدرتش على الحمار ، عتجدر على البردعة.
لتزيد كلماته من غضب براء وهم أن يبطش به هو الآخر ، لولا صوت هاتفه الذى أضاء باسم اللواء محمد ، فوضع براء يده على قلبه .
براء متوترا …سيادة الباشا .
اللواء بحنق وغضب …خمس دقائق وتكونى على مكتبى يا سيادة المقدم ..
فأمر براء القوة بالعودة إلى أماكنهم ثم ظفر بضيق محدثا نفسه …شكلك كده ضيعت يا براء ،ولى كان كان .
ثم وجد قمر تقوم بالرن على هاتفه ، فعبس قائلا …على جد ما وشك كيف القمر صوح ، لكن چيتى عليا بالنحس النهاردة .
مش وجتك دلوك ، فقام برفض مكالمتها .
ثم قاد سيارته نحو مديرية الأمن ، حيث اللواء محمد السعيد.
وثم ولج إليه براء على خجل ، فطالعه محمد بخيبة أمل ونهره بقوله …انا صراحة مش عارف أقولك ايه ؟
إزاى اتحولت كده من رجل شرطة متفانى فى شغلك لراجل مش عارف هو بيعمل ايه وبيتعامل بالهمجية دى ؟
طالعه براء بذهول …هو الخبر لحق يوصل لحضرتك !
اللواء محمد …طبعا بمكالمة من السفارة كمان اللى اشتكى فيها السايح فى ثوانى معدودة ،وحضرتك مشغول مع الراجل التانى اللى عايز تكمل عليه .
حاول براء تبرير موقفه بقوله …يا فندم ، الموضوع شكله مترتب فعلا .
فـياريت حضرتك تسبنى أستجوبهم ، وأكيد هطلع منهم بأقوال واعرف حقيقة الأمر .
اللواء محمد بإستياء …للأسف كان بودى يا سيادة المقدم ،لكن للأسف حضرتك موقوف عن العمل ومتحول للتحقيق .
تخشبت أطراف براء من الصدمة ، فقد كان نعم ينتظر توبيخا ولكن لا يصل الأمر للحد التوقف عن العمل .
فكيف سيكون تأثير ذلك على مكانته أمام زملائه وأهله وهو من هو ؟
حاول براء الدفاع عن نفسه فأردف بحنق ..يا فندم العملية ملعوبة ، حضرتك ليه مش فاهمنى كويس ؟
اللواء محمد بشك …عارف وده اللى هنحقق معاك فيه ، انت والمقدم محمود ، لأن الخبر مطلعش غير ليك وليه ؟
واتسرب للمهربين ، وغيروا الخطة وللأسف التمثال الحقيقى فى طريقه للخارج .
ودى سقطة كبيرة اوى بالنسبة لجهازنا وأمانة السرية بينا يا سيادة المقدم .
براء بذهول …وحضرتك عندك شك فى أمانتى ؟
حرك اللواء محمد رأسه بعدم استيعاب مردفا….مهو ده اللى مخلينى فعلا مش قادر أستوعب اللى حصل بجد .
بس للاسف القرار مش منى ده من جهات عُليه.
وما علينا إلا التنفيذ .
فاتفضل واعتبر نفسك فى أجازة مؤقتة لغاية ما تنتهى التحقيقات.
فطالعه براء بحزن ونكس رأسه بخزى وغادر مغلوبا على أمره .
عائدا نحو القصر ، ليجد كثير من العمال فى حديقة القصر يتسارعون فى تنظيفه وتجهيزه على أكمل وجه للأستعداد إلى حفلة الغد من عقد القران .
فتنهد براء بألم محدثا نفسه …مهى ناجصة كمان الچواز الغصب ، اه يا مرك يا براء .
وكيف يعنى چوازتين فى يومين ، وكمان أخرتها بجيت عاطل عن العمل .
ده ايه النحس ده !!
وأثناء حديث براء لنفسه كان يخطو خطواته نحو الداخل ولكنه كان شاردا بدون وعى فأدى ذالك إلى اصطدامه مع والده ، الذى كان واقفا يعطى أوامر للعمال .
فالتفت له منصور وطالعه بغضب وأردف بحنق …ايه مش تفتح يا أخرة صبرى .
مالك إكده ماشى كيف الأعمى ؟
تلون وجه براء حرجا بقوله ..اسف يا بوى ، مخدتش بالى .
منصور بسخرية …اه ،منا واعى للى حوصل .
خش أجعد چنب أمك چوه ،وابكى كيف الحريم .
منا خابرك فجرى تمام زيها .
كتم براء غيظه بصعوبة ، فقد أصبح لا يطيق تهكم ذلك الرجل الذى فقد إحساس أبوته منذ زمن لغلظته معهم.
طالعه براء بشك مستفهما ….يعنى عرفت اللى حوصل !
وبدل ما تجول كلمة تهونها عليه ، هتشعلل النار اللى جايدة جوانى اكتر .
مش عارف كيف انت أبو ؟
منصور بشماتة …مهو انا لو خلفت راچل صوح ،مكنش هيوطى راسى إكده جدام الخلق .
بس أجول ايه ، ما انتوا تربيت زهيرة ، وطالعين كيفها بالظبط خايبين ومحدش منكم أخد حاچة منى للأسف .
لو كان حد فيكم طلع زيى راچل بچد ، مكنش ده بجا حالكم .
ثم تابع سخريته بقوله “
ادخل يا واكل ناسك چوا ، لغاية ما أخلص الهم ده .
وافكر كيف اتصرف فى مصيبتك السودة دى ؟
وأعرف كيف أرجعك لشغلك ، جبل ما الناس تاكل وشى وانا منصور الچبالى .
طالعه براء بإنكسار مردفا …..يعنى كل اللى يهمك الناس وبس ، وانا واللى حصلى ميسواش عنديك حاچة .
حرك منصور أنفه مردفا بلا مبالاة …..بطل شعارات ملهاش لزمة ، وايوه المهم شكلنا جدام الناس ، لكن انت اعمل بيك ايه يعنى ؟
ويلا فز من جدامى .
خلفة تسد النفس ثم حدث نفسه مبتسما …على لله البت اللى زى لهطة الجشطة دى ، تچبلى حتة عيل يطلع شبهى إكده ، مش زى البهايم دول .
ولج براء للداخل وهموم العالم كله قد تجمعت فى قلبه .
والحزن فى عينيه ولا يدرى لما يحدث ذلك له وفى هذا اليوم الذى بدء بسعادة لم يكن يتخيلها وهو بين يدا تلك الناعمة قمر .
فكيف يختم ذلك اليوم بهذه الانتكاسة ؟
ثم مر بجانب غرفة والدته ، وهم أن يدخل إليها ، لعله يجد فى حضنها بعض الحنو الذى يطيب قلبه .
ولكنه تراجع خوفا عليها من شدة الحزن ،فيكفى ما مرت بها من أجلهم .
ثم اتجه نحو غرفته ، مرورا بغرفة زاد .
التى قد اتخذت كتاب الله علاجا لهموها ومطيبا لقلبها .
ولم لا ورب العزة يقول ( الا بذكر الله تطمئن القلوب ) .
فوقف براء يستمع لتلاوتها الخاشعة وصادف سمعه واخترق قلبه قوله تعالى “
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.
فتمتم براء بقوله …فعلا لعله خير إن شاء الله .
ثم أخيرا لاحت ابتسامة على وجهه مردفا …مش عارف كيف زاد دى ؟
إنسانة زينا إكده ولا حورية من حوريات الجنة بصوتها اللى يدخل الجلب ده .
ولكنه سرعان ما تابع بغيظ .
بس عليها كلام وعتعند معايا ، بكون عايز اخنقها بيدى والله .
يلا لما اشوف أخرتها معاها .
ومش هنسيها صلاح بس ، ده انا هنسيها اسمها كمان .
ثم غادر إلى غرفته مهموما
…….
ظلت عزة فى غرفتها تبكى بمرارة على حالها وتتجرع كأس الندم وتلعن نفسها على ما فعلته بإسم الحب .
فقد بنت جسورا فى الهواء تحطمت على رأسها .
ووثقت فى حيوان كمن يثق فى أن الذئب سيرعى قطيع الغنم .
ثم تحسست بطنها وانهارت فى البكاء مردفة بنحيب …طيب انت ذنبك ايه يا حبيبى ، تيجى للدنيا من أب غادر وأم اتخدعت بإسم الحب .
ثم رفعت رأسها للسماء نادمة مردفة بأنين موجع ….يارب انا خابرة إنى غلطت غلطة كبيرة جوى جوى ، واستحق العقاب ، بس كيف ما انا خابرة إنك شديد العقاب ، خابرة إنك غفور رحيم .
يارب متخدش إبنى بذنبى ، فاسترها عليا وعليه .
يارب دلنى اعمل إيه دلوك فى كتب كتابى على ابن الچبالى وانا بجيت معيوبة.
ده مش بعيد ساعتها يكتلنى .
وخابرة انى استاهل بس يارب استرها عشان خاطر امى الغلبانة دى وطفل برىء ملهوش ذنب عاد .
اه يا مرك يا عزة ، ومنك لله يا محى .
إلهى تشوفه فى أهلك .
يارب سترك يارب .
……………….
أما قمر فكررت الأتصال على براء ولم يستجيب إليها ،حتى أنه أغلق هاتفه حتى لا تزعجه فهو فى حالة نفسية لا تسمح له بالحديث معها .
فتوترت وشكت فى أمره وحدثت نفسها …ايه حكايته ده كمان ؟
معجول يكون هو كمان هيلعب بيه زى ما انى هلعب بيه ؟
ده انا إكده روحت فطيس .
ومش هعرف اخد منيه اللى ريداه ، وحمدى ممكن يبعد عنى .
يبجا كده ولا طولت عنب الشام ولا بلح اليمن .
وبعدين فى حرق القلب ده !
يا ترى حوصل إيه ومش بيرد ليه ؟
طيب اتصل على حمدى عشان وحشنى جوى ، واطمن عليه .
ولكنها تفاجئت أن هاتفه أيضا مغلق ، فعندما ألقى القبض عليه وذهب لمركز الشرطة ، أخذوا منه حاجاته الشخصية من هاتف وأوراق وما يرتديه من ساعة يد وخاتم .
فأدفت بذعر …لا الأمر إكده مش طبيعى ،هو كمان جافل تليفونه ، ليه ؟
ايه التنين هيضيعوا منى .
ويا خوفى من ابن الجبالى لو كان أخد منى مزاجه وخلاص هيرمينى وبكفاية على بنت عمته دى .
وكان بس بياكل بعجلى حلاوة .
اعمل ايه بس دلوك ، انا دماغى هتفرتك من كتر التفكير .
فولجت إليها ملك ، فسمعتها تحدث نفسها ، فأردفت بتعجب …ايه مالك يا قمر ؟
عتكلمى نفسك ليه إكده ؟
فطالعتها قمر بغيظ مردفة …اتچنيت يا ستى ارتاحتى .
هو أنتِ كده على طول وجفالى على الوحدة .
حتى مش عارفة عاد أنفس على نفسى بكلمتين .
طالعتها ملك بعتاب ولكنها اقتربت منها واردفت بحنو ورتبت على كتفها مردفة ….يا قمر ،انتِ اختى .
يعنى مفيش حد زيى عيحبك ويشاركك همومك وعيخاف عليكى يا بت ابوى .
فليه مصممة إكده ،تبعدينى عنك .
احنا ملناش غير بعضينا .
إحكيلى ايه عيزعلك ، يمكن أجدر اطيب بخاطرك .
فتمسكت قمر بتكبرها وعنادها وغلظة قلبها ، فأبعدت يد ملك مردفة بغضب…بعدى يدك عنى ،وكفاية عاد شغلانة اللى المصلحة الاجتماعية عليا دى .
وانصحى بيها نفسك أحسن ، مش برده حبيب الجلب بتاعك ، فرحه بكرة هو كمان ولا أيه ؟
فارتجفت يد ملك من صدمتها فى أقرب الناس إليها واغمضت عينيها بحسرة وألم على أختها وعلى حبيب القلب الذى أمرض قلبها بحبه ، مرض لا علاج له ، بعد أن استحال اللقاء .
د
ثم انهمرت دموعها الساخنة التى ألهبت قلبها قبل وجهها وأردفت بإنكسار …الله يسامحك يا بت ابوى ، الله يسامحك .
ط
ثم ابتعدت عنها بعد أن يئست من محاولة الاقتراب والتفاهم معها ، فهى لا تريد سوى جرحها وإنكسارها وكأنها ليست بأختها بل عدوة لدودة .
ثم حدثت قمر نفسها بغيظ ….فاكرة نفسها هى الملاك اللى مبيغلطش وانا الشيطان .
بس ماشى يا ست ملك ، انا هطلع شيطانى عليكم كلاتكم .
ومحدش هيجدر يغلب قمر ابدا .
ولو مجاش لحد عندى ابن الچبالى ، مش هسكت وهفضحه فى الكفر كلاته.
أما حمدى على جد محبته فى جلبى ، بس لو حاول بس أنه يهملنى بعد ما خلانى اتچوز بن الجبالى وخسرت نفسى ، لأكون خنقاه بيدى دى .
عشان لا يكون ليا ولا لغيرى .
………..
دفع حمدان باب غرفة جابر بقوة غاضبا ، فأصدر الباب صوتا أرعب قلب جابر .
فوقف مرتجفا قائلا بخفوت …ايه يا ابوى حوصل إيه ؟
زفر حمدان بضيق وأردف بحنق …فيه انك عترنى جدام الباشا منصور الچبالى ، وكان هيسئلنى عنيك النهاردة ،ويجول هو فين چابر ومش بشوفه ليه معاك ؟
وميعرفش إن حضرتك فاتح كُتاب لعيال الكفر .
ومعرفتش أرد عليه غير عشان انت راجل روحك فى منخيرك وعتتعصب على العمال ، عشان إكده ببعدك عنيهم .
استغفر جابر قائلا …استغفر الله العظيم .
ليه إكده يا بوى ، انا عمرى ما اقدر أظلم حد واصل ، وماله تحفيظ العيال ، هو فيه أحلى من إكده شغلانة .
فغضب حمدان واقترب منه وأمسك بقميصه حتى كاد أن يخنقه وهدر فى وجهه …ميتى بس عتكون راچل وتشتغل كيف اخواتك معايا ؟
وتسيبك من لعب العيال ده .
ده انت هتچوز بنت أكبر واحد فيكى يا بلد .
وشكلك هتعرنى جدامهم وهو عايز واحد شديد عشان يشكم بنت المجلعة دى .
حاول جابر التقاط أنفاسه بصعوبة وبصوت ضعيف …هموت يا ابوى .
فتركه حمدان مردفا …تموت أحسن ما اتعاير بيك .
وجهز نفسك بكرة كتب كتابك على بت منصور .
وعايزك تلبس بدلة فاهمنى .
ومن بعد اليوم ده هتبطل تحفيظ العيال وهتشتغل معايا .
يأما منصور هيفض الچوازة دى .
انت حر بجا ، بس لو فضها ، ساعتها انت لا ولدى ولا أعرفك ، انت فاهم .
ثم غادر وأغلق الباب من ورائه بنفس القوة التى أرعبت قلب جابر.
الذى جلس على الفراش مذهولا مما قاله والداه ،متسائلا …أحقا فى الغد سيتحقق حلم حياته من الزواج بفتاة أحلامه ( بانة !
ثم ابتسم عندما تذكر كلمة والداه ( أشكمها) .
وهو الذى أقسم أن يفيض عليها من الحب اطنانا ومن الحنو بحور لا آخر لها وسيكلل عمرها بفيض من السعادة التى لم تشعر بها من قبل إلا وهى معه .
ثم ذهبت ابتسامته وحل معها القلق والخوف أن يكون قلبها معلق بغيره وسوف تتزوجه رغما عنها .
او أن تقلل من شأنه بسبب أنه ليس كفئا لها ولكن الحب الذى يكنه لها يعلو كل شىء .
فالشهادات تعلق على الحائط ولكن القلوب هى من نتعامل بها .
ثم أفزعه قول أبيه عن العمل معه فحدث نفسه …لا يستحيل أحط يدى فى مال حرام ابدا .
فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق .
ولكن ماذا أن خسر حب حياته بانة من أجل ذلك ؟
هل سيستطيع خسارتها بعد أن أكرمه الله بها .
فإى وجع سيكون هذا ؟
ولكنه سئل الله تدبير أمره ، لانه يعلم حقيقة قلبه .
فهو نعم المدبر .
……………….
ثم أسدل الليل ستائره وأدثر كلا من الأبطال فى فراشه .
ينتظرون ما سوف تخبىء لهم الايام .
ط
وما سيكون حالهم فى الغد ، وهل سنتهى قصة كل منهم حقا بالزواج ممن لا يرغب به ؟
هل حقا ستكون تلك حياة ام موت قريب !!
……..
أما منصور فكان فى غرفته يتذكر ملامح تلك التى طاحت بعقله ،شاردا فى ملامحها وفى تلك العينين التى بمثابة سهم أخترق قلبى وقضم على شفتيه عندما تخيل العسل الذى سوف يقطر من شفتيها عندما يقبلها .
ثم قام من فراشه وأخذ يتجول فى غرفته يمينا ويسارا وحدث نفسه …وبعدين بجا مش جادر على بعدها حتة المهلبية دى .
لا لازم تچيلى مش عجدر أستحمل بعدها عنى .
انا نازل بنفسى اشوفها حتى عشان وحشتنى جوى .
وبالفعل وضع عليه عبائته وبخطوات خفيفة نزل الدرج .
وتسلل إلى غرفة الخدم الذين غطو فى نوما عميق لعله يراها بينهم .
واخذ يبحث بعينيه على كل واحدة منهن ولكنه لم يجدها .
فزفر بضيق …راحت فين المضروبة دى ؟
كان نفسى حتى اطلعلها .
يلا مفيش فايدة غير انى اصبر شوى ، لغاية ما أجوزها وبعدين متفرجنيش واصل .
ليعود إلى غرفته متدثرا بفراشه لينام .
……..
ولكن هناك ما لم تنم عينه من فرط التوتر ، مما سيحدث فى الغد .
ثم اخرج هاتفه ليحدث سيد .
صلاح بقلق …. إيه الاخبار يا سيد ؟
مظبط نفسك كويس وهتعمل كيف ما جولتلك بالظبط.
وتكون البندقية كاتمة للصوت .
وتحدد هدفك صوح ، اوعاك تيچى فى غيره .
وبقدر الإمكان تكون فى مكان جريب من البوابة عشان تلحق تهرب بسرعة جبل ما يفوجوا من الصدمة ويدوروا عليك .
وومتنساش تلثم نفسك كويس , مش عايز ضفرك حتى يبان ، ويدك تكون لابس جونتى عشان البصمات .
استمع سيد لتعليمات صلاح مردفا …حاضر يا باشا والله حفظت .
ادعيلي انت بس نخرج من العملية دى على خير .
سيد …اه طبعا أنا بحب اخدم ناس كتير جوى .
صلاح …تمام ،مستنى الخبر اللى يفرحنى .
ثم حدث نفسه …تستاهل يا براء .
دى جزاء الخيانة ، ابدا ما هتكون زاد الا ليه انا وبس .
فما سيحدث فى تلك الليلة ؟؟
وما مصير براء ؟؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اولاد الجبالي ) اسم الرواية