رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جعفر البلطجي الفصل التاسع 9
زفر جعفر وهو ينظر للأسفل بهدوء وهو لا يعلم ماذا يقول لها بينما هى قالت:ايه يا جعفر فى ايه
نظر لها جعفر وهو يقول:مفيش حاجه
نظرت ليده ورأت خاتم الزواج تزامنًا مع أسترداد حديثه قائلًا بهدوء:انا أتجوزت
جميله بصدمه:ايه
نظر لها جعفر وهو يقول:أهدى وهفهمك كل حاجه
جميله بغضب:تفهمنى .. تفهمنى ايه أنك روحت أتجوزت من ورايا
جعفر:مش زى ما انتِ فاهمه أسمعى
جميله بغضب:أسمع ايه أبنى جايلى بعد ايه بيقولى انا أتجوزت انتَ ايه عايز ايه انا تعبت معاك مبقتش قادره أناهد معاك تعبتنى حرام عليك كفاية
جعفر بحده:أفهمى الأول بلاش أندفاعك دا اللى مخليكى مش مديانا فُرصه نتكلم معاكى
جميله بغضب:وانا مش عايزه أسمع حاجه خالص مش أتجوزت من ورايا روح بقى كمل معاها وأنسى أنى أمك
مها بذهول:ايه يا ماما اللى بتقوليه دا
جميله بحده:دا اللى عندى
نظر لها جعفر دون أن يتحدث وأشاحت هى بنظرها للجهه الأخرى ، حاول للمره الأخيره وهو يُمسك يدها ولكنها سحبت يدها بعنف وهى تقول:أعتبر أمك ماتت يا جعفر من النهارده
أتسعت عيناه وهو ينظر لها بصدمه وكذلك مها التى لم تقل صدمتها عنه وهى تنظر لها ، نظر لمها التى ألتمعت عيناها وهى تنظر لهُ ، فعاد بنظره لجميله مره أخرى وهو يقول بهدوء:يعنى ايه
جميله:يعنى انا معنديش أبن أسمه جعفر من النهارده وفلوسك وفرها لنفسك مش عايزه منك حاجه … انتَ ميت بالنسبالى من اللحظة دى
ألقت قُنبلتها الموقوته التى سببت لهُ إنفجارًا عظيمًا ، نهض جعفر وخرج من الغُرفه بل من المنزل بأكمله ويليه مها التى كانت تُناديه وتأمره بالتوقف ، خرجت خلفه وذهب هو مُسرعًا ولحقت بهِ وهى تصيح بهِ قائله بصوتٍ عالِ مهزوز ودموعها تتساقط على خديها:جعفر … جعفر أستنى انا عايزه أتكلم معاك … يا جعفر
أختفى من أمامها ووقفت هى مكانها وهى تنظر لأثره بدموع وعدم تصديق وبدأت تبكى ، سقطت على الأرض وهى تضع يدها على رأسها وتبكى
فى منزل جميله
دلفت إمرأة عمياء إليها وعلى ثغرها أبتسامه سعيده وهى تقول:براڤو عليكى يا جميله … انا كدا مبسوطه منك وطول ما انتِ بتسمعى الكلام انا مش هفضحك وأكشف الحقيقه
فى منزل جعفر
كانت بيلا قد أنتهت من تزيين الكيك ونظرت لهُ بأبتسامه وهى تقول برضا:كدا حلو أوى كل حاجه خلصت وبقت جاهزه .. ناقص بس جعفر ييجى وأخليه يدوقها
فى مكان آخر مظلم
كان جعفر غاضبًا بشده وهو يدور حول نفسه ويُحاول التحكم بغضبه بشتى الطرق وهو لا يُصدق ما حدث اليوم فبالتأكيد هو يعيش الآن فى كابوس وسيستيقظ منه ، سمع رنين هاتفه يعلنه عن أتصال ولكنه تجاهله فهو لا يُريد أن يتحدث مع أحد الآن وإلا سيقوم بخسارته بالتأكيد
تحدث بنبره حاده مُشبعه بالغضب قائلًا:ليه كل حاجه ضدى دايمًا مفيش حاجه كانت فى يوم من الأيام معايا كله ضدى .. الظروف ضدى التعليم ضدى الشغل ضدى حتى الأنسانه اللى حبيتها وكنت عايز أكمل معاها بقيت حياتى ضدى … أمى ضدى العالم كله ضدى ليه انا مش بنى آدم وبحس
صرخ فى نهايه حديثه وهو يُلقى بالكوب بعنف فى الجدار والذى إنكسر بعنف وتناثر زجاجه بكل مكان ، كان صدره يعلو ويهبط بعنف بسبب إنفعالاته وغضبه ، مسح على خصلاته للخلف وهو يشعر بأن رأسه ستنفجر فى أى وقت ، جلس على رُكبتيه وهو يُمسك برأسه
دقت الثانية عشر منتصف الليل
كانت بيلا تأخذ الغرفه ذهابًا وإيابًا وهى تشعر بالقلق على جعفر بعدما دقت الساعه الثانيه عشر منتصف الليل فهذه أول مرة يتأخر هكذا بالخارج دون أن يُخبرها ، نظرت من النافذه وهى ترى الشارع هادئ للغايه ولا يوجد أحد فزفرت بقلق وهى تقول:روحت فين يا جعفر كل دا من غير ما تعرفنى
سمعت صوت الباب يُفتح بالخارج فنظرت بلهفه وخرجت عندما رأت جعفر يدلف ويُغلق الباب خلفه ، أقتربت منه وهى تقول بلهفه:كنت فين يا جعفر كل دا قلقتنى عليك
نظر لها ولم يتحدث فعقدت هى حاجبيها وقالت بتعجب:مالك فى ايه بتبصلى كدا ليه وايه اللى مبهدلك بالشكل دا !
تركها ودلف بهيئته المبعثره تلك بينما نظرت هى لهُ بتعجب وهى لا تفهم شئ وذهبت خلفه للغرفه ، رأته جالسًا على طرف الفراش وقفت أمامه وهى تنظر لهُ وقالت بهدوء:انتَ كويس
لم يتحدث أيضًا فشعرت بالقلق وقالت:طب انتَ تعبان … ساكت ليه طيب … يا جعفر
نهض فجأه كالإعصار جعلها تشهق بخوف وتفاجئ ومن ثم عادت خطوتان للخلف وهى تنظر لهيئته المتعبه تلك وصرخ بها قائلًا:مش عايز منك حاجه أبعدى عنى بقى انا اللى فيا مكفينى
نظرت لهُ وهى لا تُصدق ما تسمعه ، فقالت بهدوء:أهدى طيب وفهمنى
صرخ من جديد بغضب وهو يقول:تفهمى ايه مش هتفهمينى أصلًا
بيلا بتهدئه:لا هفهمك صدقنى
جعفر بصراخ:لا مش هصدقك عشان مبقاش عندى ثقه فى أى حد خلاص خلصت مشاكل من كل حته وانا مش عارف أعمل حاجه عشان حاسس أن عليا حِمل أكبر منى لأول مره مبقاش قادر على حاجه لأول مره أقع الوقعه دى كله ضدى ومش هتحسى بيا عشان انتِ مش مكانى
أقتربت منه وهى تُحاول تهدئته فأكمل جعفر وعينيه دامعه وحمراء قائلًا:أمى أعتبرتنى ميت من النهارده عارفه يعنى ايه أمى أتخلت عنى لمجرد أنها عرفت أنى متجوز من غير ما أقولها وهى كالعاده مسمعتش ومدتش فرصه لنفسها تسمعنى ولو لمره واحده وهى اللى كونت شخصيتى ووصلتنى للى انا فيه دا وصلتلى أفكار كتير أوى منهم أن انا شخصيه متتحبش ومش مقبوله فى المجتمع انا متحبش يا بيلا انا متحبش
تركها وخرج وهو بالكاد لا يشعر بنفسه بينما ألتفتت هى ونظرت لهُ بعينان لامعتان وخرجت ورأه كاد سيخرج من المنزل أسرعت هى ووقفت أمامه تمنعه من الخروج وهى تنظر لهُ بعينان دامعتان بينما نظر هو لها ومسح على وجهه وهو ينظر للجهه الأخرى ، نظرت لهُ لحظات قبل أن تقول:متتهربش وواجه ولو لمره واحده
نظر لها فقالت هى:انا معرفكش ومعرفش ايه هى شخصيتك … بس زى ما متعود تواجه يا جعفر الأصعب من كدا لازم تتعود تواجه مشاكلك الخاصه … متتهربش يا جعفر ومتبقاش ضعيف كدا … أهدى وانا معاك … لو العالم كله كان ضدك فانا هكون معاك وهدعمك … انا عارفه إن جواك جزء نقى وشخصيه تانيه مدفونه جوه شخصيتك الحاليه واللى انا متأكده أنها مش شخصيتك الحقيقيه
لأول مره يبكى أمام أحد ، لأول مره يُصبح بهذا الضُعف وخيبه الأمل بينما تفاجئت هى ببكاءه ، جلس على رُكبتيه وهو يبكى فتخلى الأم عن أبنها ليس بالشئ الهين حتى وإن كان قلبه من حجر ، نظرت لهُ ولا تعلم لما ألمها قلبها وهى تراه هكذا فلأول مره تراه بهذه الحالة ، جلست أمامه ومدّت يدها وهى تُربت على كتفه ولم تشعر بدموعها التى سقطت على خديها تأثرًا بحالته تلك ، نظر لها بحالته المحزنه تلك ونظرته تُخبرها بأن تتحرك وتفعل شيئًا يُداوى روحه المتهالكة تلك ، وكأنها
سمعت نداءه ، أقتربت منه وضمته لأحضانها وهى تُربت على ظهره بمواساه بينما ضمها هو وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة مُنذ زمن وأكمل بكاءه بأحضانها ، ربتت على ظهره بمواساه وهى لا تعلم ماذا تفعل من أجله ، سمعته يقول بصوته الباكي الحزين:انا محتاجك جنبى أوى يا بيلا … مليش غيرك دلوقتى … مش عايز أخسرك انتِ كمان
مسحت دموعها بأطراف أصابعها وهى تقول بنبره مهزوزه وأبتسامه:هفضل جنبك حتى لو انتَ مطلبتش منى دا لأن دا واجبى … بس طول ما انا جنبك عيزاك تفضل واقف على رجليك ومتقعش مهما حصل … انتَ فى وقت مينفعش تقع فيه يا جعفر ولازم تواجه مهما حصل
أبتعد قليلًا ونظر لها فقالت هى:لو وقعت صدقنى مش هتبقى عايز تقوم تانى … الضربات بتجيلنا ورا بعضها عشان تفوقنا وتقوينا يا جعفر مش عشان توقعنا وتضعفنا .. انا دلوقتى مسنوده عليك ومعتمده عليك بشكل كبير … ولما بكون معاك بكون متطمنه لأن انا عارفه انا مع مين واللى معاه دا قادر يعمل ايه … محتاجين دلوقتى نفوق من الضربات دى كلها بأننا نحط أيدينا فى أيد بعض ونقوم نواجه كل دا سوى … أتفقنا ياللى منيم الحاره من سته المغرب
أبتسم جعفر بخفه وضحكت هى بخفه ومسحت دموعه بأطراف أصابعها وهى تقول بأبتسامه:يلا قوم أغسل وشك وغير هدومك وتعالى عشان عملالك مفاجئه
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها قائلًا:ايه هى بقى
بيلا بأبتسامه:لا قوم أعمل اللى قولتلك عليه الأول وتعالى
نهضت بيلا ونهض معها وقال بعدما دفعها بخفه وذهب للغرفه:أوعى كدا سدّه الطريق عنى
نظرت لهُ وضحكت بخفه وهى تُحرك رأسه بقله حيله ومن ثم ذهبت كى تقوم بتجهيز الأغراض
بعد مرور يومان
صاح جعفر بصوتٍ عالِ وهو يُغلق أزرار قميصه قائلًا:يلا يا بيلا كل دا
أتاه صوتها من الداخل وهى تقول:خلصت خلاص
لحظات وخرجت بيلا وتقدمت منه وهى تقول:ايه رأيك
نظر لها وأبتسم قائلًا بغمزه:ايه يا جامد ما براحه عليا شويه قلبى ميتحملش الجمال دا كله كل شويه
ضحكت بيلا وعقدت يديها أمام صدرها وهى تقول:بتاعكسنى عينى عينك يا جعفر
جعفر بأبتسامه:وهو انا بعاكس حد غريب … انا بعاكس مراتى
أقتربت منه وأخذت أغراضها من على الأريكة التى كانت خلفه وهى تقول بأبتسامه:طيب يلا يا حلو عشان متأخرش على الأمتحان
خرجت من المنزل وخرج خلفها بعدما أخذ أغراضه وأغلق الباب خلفه
فى مكان آخر
كانت هنا تقود سيارتها وهى متجهه لجامعتها ، وضعت سماعات الأذن بأذنيها وقالت:ايه يا بنتى انتِ فين … طيب كويس وانا كمان انتِ جايه لوحدك … ماشى انا قدامى نص ساعه وأوصل … ماشى أشوفك هناك
أغلقت معها ونظرت للطريق مره أخرى
على الجهه الأخرى
جعفر بتساؤل:بيلا هو انتِ مرتاحه معايا ؟
تفاجئت بيلا بسؤاله ووجدت نفسها تقول:لو مش مرتاحه معاك مكنتش أستعنت بيك من الأول
صمت جعفر وهو يسير بجانبها وينظر أمامه بهدوء ، لحظات وعاد يسألها قائلًا:طب هو انتِ مش مدايقه يعنى على أختيار شريك حياتك بالطريقه دى
بيلا بهدوء:أوقات الظروف بتخلينا نرضى باللى بيجيلنا يا جعفر ونشكر ربنا بعدها لأن أكيد بيكون خير لينا
جعفر بهدوء:عندك حق … أسف لو مش قادر أجيبلك اللى انتِ عيزاه وأسف أنى موديكى الامتحان مشى بس انا حقيقى كل اللى كان معايا أدتهولها
أمسكت بيده ونظر هو لها ثم نظر لعينيها ورأها تنظر لهُ بأبتسامه وقالت:متعرفش أن انا بحب المشى جدًا ولا ايه
نظر أمامه وشعر بالإحراج فقالت هى بأبتسامه:مفيش أحلى من المشى مع شخص انتَ مرتاحله
جعفر:يعنى انتِ …
حركت رأسها نافيه وهى تقول بأبتسامه:خالص بالعكس مبسوطه جدًا
ظهرت أبتسامه خفيفه على ثغره وأكمل سيره بهدوء وهو يُفكر
فى مكان آخر
مُنصف:جعفر مكلمش حد فيكوا
لؤي:ولا نعرف عنه حاجه من ساعه آخر مره
مُنصف بتعجب:غريبه دى أول مرة يعملها يعنى !
سراج:عادى جايز مشغول هو مش فتح بيت وبقى مسئول مش معقوله يعنى هيكون فاضيلنا زى الأول
مُنصف:منطقى
لؤي:المهم دلوقتى انا مسافر بورسعيد
نظر لهُ مُنصف بطرف عينه وهو يقول:هتعملها ولا ايه
لؤي:أما أشوف الأول مرتاحه ولا لا
سراج بمرح وأبتسامه:لازم تكون مرتاحه أبننا ميترفضش
أبتسم لؤي وقال:أدعى بس أبوها يوافق وربنا ييسرها معايا
مُنصف بأبتسامه:متقلقش خير أن شاء الله شدّ حيلك انتَ بس ولو رفض أرزعه بأى حاجه فى دماغه
ضحك لؤي بخفه وقال:انا متفائل أن شاء الله
سراج بأبتسامه:ودا أهم حاجه
كانت مها تسير حتى رأها سراج وهى تمر من أمامهم ويبدو عليها الحزن فتعجب كثيرًا وظل يُتابعها تحت نظرات لؤي ومُنصف لهُ ، رأى سراج بأن فتوح يسير خلفها بعدما ألقى بسيجارته فى الأرض ولا يعلم لما شعر بالغضب ولم يشعر بنفسه إلا وهو يأخذ أغراضه ويسير خلفهما ، بينما نظر لؤي لمُنصف الذى قال:قوم معايا نلحقه
نهضا وذهبا خلفهم ، بينما كانت مها تسير حتى قاطع فتوح طريقها وهو يقول بأبتسامه:على فين يا ست البنات
توقفت مها فجأه بخوف وهى تنظر لهُ ولكنها تمالكت نفسها وقالت بحده:وانتَ ايه اللى دخلك
فتوح بأبتسامه:بنت حتتى
مها بحده:لم دورك يا فتوح أحسنلك انتَ واكل علقتين سُخنين من جعفر متخليهومش يبقوا تلاته
أوقفها من جديد بعدما حاولت الأبتعاد وهو يقول:ليه كدا بس يا ست البنات دا انا حتى بتطمن ليكون واحد كدا ولا كدا دايقك خصوصًا يعنى أن فى واحد كدا عنيه عليكى
رفعت حاجبها الأيمن وصقت على أسنانها وهى ترفع سبابتها بوجهه قائله بنبره تحذيريه:أبعد عن وشى يا فتوح السعادى عشان انا عفاريت الدنيا بتتنطط فى وشى دلوقتى متخلنيش أطلعهم عليك
تركته وذهبت بعدما نظرت لهُ بغضب وهى تُتمتم بحنق قائله:ناقصه قرف هى
نظر لأثرها ولم يكتفى وذهب خلفها ، كانت هى تقف أسفل منزلها تقوم بشراء الطماطم من البائعه فجاء هو ووقف خلفها وكأنه يُحاول الشراء نظرًا للأزدحام الذى كان على تلك البائعه والذى أستغله لصالحه ووضع يده على كتفها فشعرت هى بيد غريبه عليها ورأته من إنعكاس المرآة التى كانت أمامها وسريعًا ألتفتت إليه بعدما أزاحت يده بعنف عنها وضربته بحقيبتها الثقيله بوجهه جعلته يتألم وهو يضع يده على وجهه فأكملت عليه وهى تضربه بغضب حتى سقط أرضًا وظلت تضربه بها وهى تقول بغضب:انتَ اللى جبته لنفسك يا زباله
أجتمع أهل الحاره حولهما وهم يشاهدون ما يحدث وأعتدلت هى بوقفتها وهى تلهث فخلعت حذائها أيضًا وبدأت تضربه بهِ وهى تراه يُحاول الأبتعاد قائله بغضب:انا هوريك يا سافل يا عديم التربيه يا واطى إن ما خليتك تحرم تمدّ أيدك تانى مبقاش انا فاكرنى من الزباله اللى تعرفهم يا حقير
تدخل سراج سريعًا وهو يُبعدها عنه فصرخت بهِ وهى تقول:أوعى سيبنى عليه الحيوان دا
أبعدها سراج وهو يقول بحده:أهدى وقولى عمل ايه
نظرت لهُ وهى تقول بغضب:مدّ أيده
أحتدت عيناه وتبدلت معالم وجهه وهو يُعيد حديثه مره أخرى بحذر قائلًا بنبره هادئه:قولتيلى عمل ايه
ألتفت إليه وهو ينظر لهُ بعينان يملئهما الغضب وهدوء غير طبيعى وهو ما يسمونه بالهدوء ما قبل العاصفة ، أقترب منه سراج بهدوء حتى كان يفصلهما سنتيمترات ، نظر لهُ قليلًا وجذبه فجأه من تلابيب قميصه وهو يقول بنبره تحذيريه متوعده:مدّ أيده
فى مكان آخر
وصل جعفر وبيلا إلى الجامعه وقالت بيلا وهى تقف مكانها:أستنى يا جعفر
وقف جعفر ونظر لها بعدما عاد خطوتان للخلف ووقف أمامها وقال:فى حاجه ولا ايه
حركت رأسها نافيه وهى تقول:لا هتصل بهنا أشوفها فين
ما إن أنهت جُملتها حتى سمعت هنا تقول من خلفها بأبتسامه:انا جيت
ألتفتت بيلا إليها وقالت بأبتسامه وهى تُعانقها:حمدلله على سلامتك
هنا بأبتسامه:الله يسلمك
نظرت لجعفر وقالت بأبتسامه:أزيك يا جعفر
جعفر بأبتسامه خفيفه:كويس
بيلا بتساؤل:ذاكرتى ؟
هنا بقله حيله:اللى قدرت أعمله عملته
بيلا بأبتسامه:حاسه أنها سهله أن شاء الله
هنا بتمنى:يارب .. طب ايه مش هندخل
ألتفتت بيلا لجعفر وسمعت هنا تقول:هستناكى جوه
تركتهما هنا ودلفت كى تُعطيهما مساحتهما فى الحديث فسمعته يقول:مش عايزك تقلقى من حاجه وأن شاء الله هتطلعى مبسوطه ومتوتريش نفسك على الفاضى
بيلا بتوتر:خايفه أوى يا جعفر … حاسه أن قلبى هيقف من الخوف
ضمها جعفر وهو يُربت على ظهرها بحنان قائلًا:مش عايزك تقلقى من حاجه انتِ عملتى اللى عليكى وانا فخور بيكى مهما كانت النتيجة فى الآخر
أبتعد قليلًا ومسدّ على خصلاتها وأكمل قائلًا:مهما كانت الأجواء جوه حاولى تخرجى نفسك منها وتهدى وتقنعى نفسك أن كل حاجه هتبقى سهله وبسيطه انا معرفش ايه اللى بيحصل جوه بس بسمع كتير من الناس بس مش عاوزك تخافى من أى حاجه وأن شاء الله ربنا هيكون جنبك عشان انتِ مريتى بظروف صعبه فى وقت صعب وهيعوضك صدقينى
أبتسمت بيلا وعانقته وهى تقول بأبتسامه:شكرًا بجد يا جعفر
أبتسم بخفه وقال:يلا عشان الوقت بيعدى
أبتعدت عنه وقالت بتساؤل:هتمشى صح
حرك رأسه برفق وهو يقول بأبتسامه:لا هقعد أستناكى لحد ما تخلصى
بيلا بذهول:ليه يا جعفر انا هقعد ساعتين
أدارها جعفر ودفعها برفق وهو يقول:يلا يا بيلا عشان الوقت
ألتفتت إليه وهى تقول بغيظ:ماشى لما أخلص
دلفت للجامعة بعدما أشهرت الكارت الخاص بها لرجُل الأمن ووقف هو ينظر لأثرها بأبتسامه ، أقتربت من هنا التى قالت بتوتر:بقولك ايه انا خايفه أوى
بيلا بأبتسامه:جعفر لسه مدينى شويه بوستيف إنرجى مقولكيش
نظرت لها هنا بضيق وقالت:بتغيظينى أكمن عابد معبرنيش النهارده … والله لوريه
سمعت صوت هاتفها يُعلنها عن أتصال نظرت بهِ هى وبيلا التى نظرت لها نظره ذات معنى فنظرت لها هنا وهى تقول بتوتر:شكلى بقى وحش أوى مش كدا
حركت رأسها برفق قائله:ظالمه
تركتها وذهبت وأجابت هنا على الهاتف وهى تلحق بها
فى الخارج
كان جعفر واقفًا وهو ينظر أمامه بشرود ويُفكر ماذا سيفعل ومن أين سيجلب المال ليُكفيهما فيما بعد فالمال الذى يملكه الآن ليس كثيرًا ويجب أن يبحث عن عمل كى يتوفر لهُ المال ، نظر للسماء بقله حيله وهو يدعو بأن يوفقه الله ويكون بجانبه دائمًا فلو سيموت جوعًا لن يطلب نقود من أحد ، زفر بعمق وأستند على الجدار الذى كان خلفه بعدما شعر بأن رأسه ستنفجر من كثره التفكير
فى الداخل
نظرت هنا لبيلا وهى تقول:ايه دا هنطلع دلوقتى
نظرت لها بيلا وقالت:متقلقيش خير أن شاء الله
هنا بتوتر خفى:انتِ هتبقى فين
أشارت بيلا على المبنى خلفها وهى تقول:هكون هنا
هنا:طب بُصى هنتقابل مكان ما احنا واقفين ماشى
حركت رأسها برفق فقالت هنا بتوتر:يلا باى
ودعتها وكل واحده ذهبت لمكانها ، دلفت بيلا للقاعة وهى تنظر حولها تبحث عن مكانها حتى وجدته ، جلست على مقعدها بهدوء وهى تنظر حولها ، بدأت تتوتر وتشعر بالخوف من جديد ولكنها تذكرت حديث جعفر لها وبدأت تهدء قليلًا ، أخرجت أدواتها ووضعتها أمامها ووضعت حقيبتها أرضًا وأنتظرت قليلًا حتى أصبحت ورقة الأسئلة بين يديها شعرت ببادئ الأمر بالرهبة ولكنها
طمئنت نفسها وأستغفرت ربها وبدأت تنظر لورقة الأسئلة بتركيز ، بينما على الجهه الأخرى كانت هنا تنظر لورقة الأسئلة وعلى ثغرها أبتسامه وهى تقول بنفسها:بقى هى دى المادة اللى عملالى رُعب بقالها أسبوع
بدأت بحل الأمتحان بهدوء وهى تتجاهل الأصوات التى حولها
فى الصعيد
دلفت بهيرة إلى الغرفه وأغلقت الباب خلفها وسمعت حاتم يقول بأبتسامه:وه شفاف أنى ولا ايه مش تعبرينا بكلمة
لم تُعيره أيا أهمية فأقترب هو منها ووقف أمامها وهو يستند بيده على الجدار الذى كان بجانبه وهو ينظر لها ، فنظرت هى للجهه الأخرى وجاءت كى تذهب أوقفها وهو يُمسك بذراعها ويُقربها منه قائلًا بعدم رضا:ايه المعامله الجاسيه دى بس أنى متحملهاش منك يا جلب وروح حاتم
تحدثت بهيرة وهى تنظر للجهه الأخرى قائله بضيق:بعد يدك يا حاتم خلينى أشوف اللى ورايا
حاتم:لا مهبعدش غير لما تكونى مرضية وانى وانتِ كيف الجشطه على العسل وميهمنيش أشغال والكلام العبيط اللى بتتهربى منى بيه دا
زفرت بهيرة فقربها إليه وهو يقول بأبتسامه:إيه مكانوش شخطتين يعنى وجت خنجه …. خلاص حجك عليا متزعليش زعلك غالى عليا جوى يا بهيرة لدرچه إن أنى مش عارف أنام يرضيكى أكده تبجى انتِ نايمه فى سابع نومه وانى عمال أتجلب طول اليل چارك كيف الفرخة المشوية
ضحكت بهيرة بخفه وهى تنظر للجهه الأخرى بينما أكمل هو قائلًا بأبتسامه ومرح:كل شويه أصبر نفسى وأجول هتنام يا حاتم خلاص النوم چاى أهو وهغمض عينى فچأة يچي الكلب أبن الكلب يجعد يهوهو ساعتين من غير ما يسكت النوم يطير من عين اللى خلفونى بعدها بعشر دجايج الفچر يأذن أجوم أتوضى وأصلى وأطلع أشوف الدنيا أخبارها ايه يرضيكى أكده بجالى يومين مدوجتش طعم النوم
ضحكت بهيرة أكثر عندما كان يتحدث ومسحت دموعها بأطراف أصابعها ونظرت لهُ عندما أقترب منها ووضع قُبله على رأسها وهو يتحدث بأعتذار قائلًا:حجك عليا يا بنت الناس زعلك وحش جوى وميهونش عليا واصل أسيبك تنامى چارى وانتِ زعلانه منى أكده دا حتى اليوم بجى ماسخ من غير بهيرة
نظرت لهُ بأبتسامه وعينان دامعتان وقالت:خلاص عفونا عنك
حاتم بسعاده:صوح الصوح
حركت رأسها برفق فأخذها بأحضانه وهو يقول بسعاده:أنى مش مصدج والله دوختى اللى خلفونى
ضحكت بهيرة فنظر لها بأبتسامه وطبع قُبلة على جبينها وقال:خلاص أكده مفيش حاچه
حركت رأسها برفق فقال هو:متوكدة يا بهيرة أنى خابرك زين
بهيرة بأبتسامه:لا خلاص مفيش حاچه
أبتسم هو برضا وقال:طب يلا أعمليلى كوبايه جهوه عشان أفوج للى ورايا
بهيرة بتساؤل:هو صلاح مهواش ناوى يرچع أزهار تانى
زفر حاتم وجلس على طرف الفراش وهو يقول:والله يا بهيرة معارفش حاچه صلاح دماغه ناشفه ومحدش يجدر يتحكم فيه
جلست بهيرة بجانبه وهى تقول بقله حيله:والله البت دى صعبانه عليا جوى مبهدلها معاه بطريجه محدش يتحملها يعنى ينفع البت تروح لأبوها كل شويه مضروبه ومتهانه أكده
حاتم:أنى كحاتم مدايج بصراحه معرفش بيفكر فى ايه وهيستفاد ايه لما يفضل يغضبها كل شويه عند أبوها أكده
زفرت بهيرة وهى تقول:لو عاوز الصوح من غير زعل أزهار مترچعلهوش
نظر لها وهو يقول بحده:كيف يعنى يا بهيرة عايزه بيتها يتخرب
بهيرة:مجصديش أكده يا حاتم أجصد يعنى تاخد موجف أكده مش كل ما ييچى يجولها أنى أسف وأنى بحبك ومجدرش أجعد من غيرك تسامحه أكده وترچع وتنسى كل حاچه هى بردوا غلطانه عشان من أول مرة سامحت ومخادتش موجف عارف لو كانت خدت موجف وجتها مكانش دا هيبجى حالهم
زفر حاتم وهو ينظر أمامه قائلًا:ربنا يهدى سرهم ويرچعوا منتمناش لحد حاجه عفشه دا مهما كان بردوا واد عمى
بهيرة:أكيد طبعًا ربنا يهديهم … هجوم أچهزلك الجهوه
نهضت بهيرة وخرجت من الغرفة وتركته شارد الذهن
فى منزل حسنى
عادت ميادة من الخارج ودلفت وهى تُنادى على أزهار وهى تُغلق الباب خلفها قائله:يا أزهار
جاء صوتها من الداخل وهى تقول:أيوه يا ميادة فى المطبخ
ذهبت ميادة إليها ووقفت وهى تقول:خبيتى عليا ليه يا أزهار
ألتفتت إليها أزهار وهى تنظر لها وهى تعقد حاجبيها قائله:خبيت عليكى ايه يا ميادة
ميادة:خبيتى ليه أن صلاح مدّ يده عليكى
توترت أزهار وألتفتت مره أخرى وأعطتها ظهرها وهى تقول بنبره متوتره:مين اللى جالك الكلام العبيط دا
ميادة بجديه:أزهار … أنى خابره زين أن انتِ جاصده تخبى بحچه أن أبوكى أتوحشك
أزهار بتوتر:لا هو زعلنى بس
أقتربت منها ميادة وهى تقول بحده:أزهار بطلى تكدبى وجولى الحجيجه مره واحده … واد عبد المعز مدّ يده عليكى ؟!
نظرت لها بترقب وهى تنتظر ردّها ، بينما كانت أزهار متوتره كثيرًا ولا تستطيع التحدث وإخبارها الحقيقيه فسمعت ميادة تقول بحده وتوعد:يبجى مدّ يده عليكى ودينى ما هسيبه النهارده
أوقفتها أزهار وهى تقول بفزع:انتِ رايحه فين
نظرت لها ميادة وهى تقول بحده:هجول لأبوكى يعنى ايه يمدّ يده عليكى انتِ ملكيش رچاله توجفله ولا ايه دا كفايه أخوكى شداد لو عرف ليكسره
أزهار بدموع:أهدى يا ميادة بالله عليكى أنى معوزاش الموضوع يكبر أكتر من أكده أنى اللى هتأذى فى الآخر
نظرت لها ميادة بترقب وهى تقول:دى أول مرة يمدّ يده ولا عملها جبل أكده
تحدثت أزهار بهدوء بعد صمت دام للحظات قائله:عملها مرتين جبل أكده
ضربت ميادة على صدرها وهى تقول بصدمه:يا مُرى يا بت حسنى
أزهار بدموع:سايج عليكى النبى ما تجولى لابويا
ميادة بصدمه:مجلهوش .. انتِ مخبوله يا بت انتِ يعنى ايه مجلهوش كيف سمحتيله يمدّ يده عليكى انتِ ملكيش شخصيه
أزهار بدموع:لا ليا يا ميادة ليا لدرچه لما واچهته جبل أكده وهددته زود عليا أكتر لحد ما چسمى كله شبع ضرب
ميادة بضيق:أنى جولت من الأول لابوكى أنى مش مرتاحه للچوازه دى مسمعش الكلام أدى النتيچه أهى راچعه تلات مرات غضبانه … بس انتِ غلطانه
نظرت لها أزهار بذهول فقالت ميادة:أيوه غلطانه عشان لما چه أول مره كان مغضبك فيها سامحتيه ووافجتى ترچعى معاه من غير ما تاخدى ردّ فعل وهو لما ملجاش منك ردّ فعل بجى سايج العوج
نظرت أزهار للجهه الأخرى وهى تقول بدموع:انتِ عرفتى منين
ميادة:شوفت بهيرة كانت فى السوج وحكيتلى كل حاچه … يا أزهار إن ما أدبتيه وخليتيه يمشى صوح هتتعبى أكتر
أزهار بحيرة:أعمل ايه بس أنى معرفاش
ميادة:أنى هجولك
فى مكان آخر
كان سراج واقفًا أمام مها وينظر لها قائلًا بجديه:قسمًا بالله ما هسيب حته سليمه فيه
مها بأبتسامه:انا مش عارفه أقولك ايه بجد يا سراج
سراج:انا معملتش حاجه يا مها انا لقيت واحد بيدايق بنت حتتى هسيبها يعنى … بس فاجئتينى الواد مكانش عارف يسحف على الأرض بسبب اللى عملتيه فيه
أردف بجملته الأخيره وهو يبتسم فقالت مها:لولا بس انتَ حوشتنى انا كنت كسرت رجليه
سراج بأبتسامه:طلعتى قاسيه أوى كنت فاكرك طيبه
مها بأبتسامه خفيفه:لا انا طيبه … بس فى غياب جعفر لازم أبقى كدا عشان محدش يدايقنى
سراج:كنت عايز أسألك عليه مشوفتهوش بقالى كتير متعرفيش حاجه عنه
ظهر الحزن جليًا على معالم وجهها وأكتسى عينيها جعل لمعه عينها تظهر فانتبه لها سراج وقال بتساؤل:مالك يا مها انتِ كويسه؟
حركت رأسها برفق وهى تُخفى دموعها قائله بأبتسامه:كويسه انا بس سرحت شويه فعنيا دمعت غصب عنى
نظر لها سراج نظره ذات معنى وهو يقول بتساؤل:مها … انتِ تعرفى حاجه عن جعفر ومخبيه ؟
نظرت مها للجهه الأخرى وهى لا تعلم ماذا عليها أن تقول فقالت بنبره متوتره:هخبى ايه يعنى
سراج:متنسيش أن انا صديقه المقرب .. جعفر كويس يا مها
نظرت لهُ مها هذه المره وحركت رأسها نافيه وهى تقول بنبره مهزوزه:جعفر مش كويس يا سراج
على الجهه الأخرى
_قدرت تلعبها صح وتخلى الخطه ماشيه زى ما أحنا عايزين … وطول ما هى ماشيه صح من غير غلطه ومن غير ما تسيب وراها دليل هنقدر نوصل للى أحنا عاوزينه فى أسرع وقت
أقتربت منها غزالة وهى تقول بسعادة:وكدا أحنا بعيد عن الشك
_مش بيقولك أقطع الشك باليقين … وطول ما أحنا بعيد عن الأنظار هنقدر نعمل اللى عاوزينه فى أسرع وقت وأول حاجه جعفر لازم ميعرفهاش هى حقيقه أن جميله مش أمه الحقيقيه … وأن الست اللى أتربى وكبر على أيديها هو وأخته هى نفسها اللى قتلت أمه زمان … من لما كان عنده تلات سنين … وبالرغم من صغر سنه إلا إن دا جاى فى صالحنا أحنا
غزالة بأبتسامه وشفقه مزيفة:يا حرام قصه مثيره للشفقة
_لازم نكمل اللى ماشيين عليه … لازم أقضى عليه بأى طريقه وجوده قدامى بالنسبالى عائق كبير أوى صعب أنفذ أى حاجه وهو قدامى لأنه ببساطه هيبوظ اللى هخططله … لازم نخطط كويس أوى عشان نخلص منه من غير شوشره … كل اللى هطلبه منك يا غزالة دلوقتى انتِ وهادى أنكوا تدوروا عليه وتعرفولى معلومات عنه تقدر تساعدنا فى تخطيطنا الجاى
غزالة بأبتسامه:متقلقيش يا هانم كل حاجه انتِ عيزاها هتكون عندك فى أقرب وقت
زفرت براحه ونظرها مصوب فى إتجاه واحد فقط وبالرغم من أنها عمياء إلا أن الخبث يُغلف عينيها ومعالم وجهها
فى مكان آخر
كانت بيلا قد أنتهت وتقف فى المكان التى أتفقت مع هنا عليه وتنتظرها ، تنظر هُنا وهُناك وتبحث عنها بعينيها حتى رأتها تقترب منها فلانت معالم وجهها وقالت بقلق:ايه كل دا يا هنا قلقتينى عليكى
أقتربت منها هنا وقالت بأبتسامه:كنت بغشش البت اللى جنبى عملتى ايه
بيلا بسعاده:طلع الأمتحان عبيط أوى انا مكنتش مصدقه بجد
هنا بأبتسامه:وانا انا فضلت متنحه فى الورقه مش مصدقه بجد
بيلا براحه:الحمد لله عدت على خير
هنا:طمنينى عملتى ايه
بيلا بأبتسامه:الحمد لله عدت على خير أن شاء الله تقدير كويس
هنا:انا جعانه أوى تعالى ناكل
بيلا:هطلع أشوف جعفر الأول وأطمنه
عقدت هنا حاجبيها وقالت بتساؤل:هو برا ؟
بيلا:اه قال أنه هيستنانى
هنا:ماشى يلا بينا بالمره أتصل بعابد أطمنه
خرجت بيلا وهنا من الجامعه وكانت بيلا تبحث عن جعفر بعينيها وهنا بجانبها تُحاول مهاتفه عابد ، تحدثت بيلا وهى تنظر حولها تبحث عنه قائله:غريبه هيكون راح فين قالى هستناكى معقوله يكون مشى
سارت بيلا قليلًا وهى تبحث عنه حتى رأته جالسًا على إحدى الأرصف وبجانبه شاب يتحدث معه ، نظرت لهنا وقالت:تعالى
نظرت هنا لها وهى تسير خلفها قائله:لقتيه
بيلا:ايوه
أقتربت بيلا منه وأنتبه هو لها فنهض ونظر لها بأبتسامه فقالت بيلا:ينفع كدا قاعده أدور عليك وانتَ قاعد هنا
جعفر بأبتسامه:قولت أقعد أستناكى لحد ما تخلصى
هنا بذهول:عابد
نظر لها عابد بأبتسامه وقال:مفاجئه مش كدا
هنا بذهول:بتهزر طب ردّ عليا انا عماله أتصل بيك على أمل أنك تردّ عليا
عابد بأبتسامه:ما انا قولت أعملهالك مفاجئه المهم طمنينى
هنا بسعادة:زى الفل
بيلا بأبتسامه:مش هتصدقنى يا جعفر لو قولتلك الماده اللى مكنتش فاهمه فيها ولا كلمه دخلت قفلتها وخرجت
جعفر بأبتسامه:ما انا عارف شغل الخبث دا لا انا مش عارفه حاجه وانتِ أصلًا مذاكره المادة ست مرات قبل كدا
هنا بأبتسامه:لا والله يا جعفر هى كانت معقده فعلًا … بس انا بجد مش مصدقه لحد دلوقتى
جعفر براحه:الحمد لله طمنتينى
هنا بتذمر:بيلا على فكره انتِ معندكيش دم عشان قولتلك انا جعانه
عابد:جبتلك آكل يا مفجوعه أهدى
هنا بلهفه:بجد فين
وقفت بجانبه وهى تنظر للحقيبه وتتفحصها ، بينما نظرت بيلا لجعفر بأبتسامه الذى نظر لها وأبتسم بخفه ، نظرت هنا لبيلا وقالت بتساؤل:ايه يا بيلا مش هتاكلى ولا ايه ؟
نظرت لها بيلا وقالت نافيه:لا مليش نفس يادوبك هلحق أروح عشان أرتاح شويه عشان مش قادره
هنا:ليه يا بنتى دا احنا خارجين من أمتحان يعنى طبيعى نكون جاعنين
نظرت بيلا لجعفر الذى نظر لهنا وقال:هتاكل
تفاجئت بيلا ونظرت لجعفر الذى حرك رأسه برفق وأخذ حقيبه وأعطاها لبيلا التى كانت تحت تأثير الصدمه ، أبتسمت هنا وقالت:أيوه يا جعفر شدّ عليها كدا عشان دى مدلعه
نظرت لها بيلا بغضب فقالت هنا:طب يلا بينا يا عابد ولا ايه
ضحك عابد بخفه ونظر لجعفر وهو يمدّ يده لهُ مصافحًا إياه قائلًا بأبتسامه:مبسوط أن انا أتعرفت عليك يا جعفر
صافحه جعفر وهو يقول بأبتسامه:وانا كمان
هنا بأبتسامه:وكمان أتعرفتوا على بعض … عارفه دا معناه ايه يا بيلا
نظرت لهُ بيلا وهى تقول بأبتسامه:عارفه طبعًا
نظر عابد لجعفر وهو يقول:لا تأمن لمكر الستات
جعفر بأبتسامه:يبقى انتَ لسه متعرفنيش
عابد:لا خالص انا عرفتك من الساعتين اللى قعدتهم معاك عيب عليك
هنا:بيلا خدى جعفر وامشى عشان هما الاتنين خطر أصلًا
تحدث عابد بأبتسامه وهو ينظر لجعفر وقال:هنتقابل تانى
جعفر بأبتسامه:أكيد
ذهبت هنا بصُحبة عابد ونظرت بيلا لجعفر الذى قال:يلا بينا
حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ بأبتسامه خفيفه فأخذها وذهبا
بيلا:ساكت ليه
تحدث جعفر وهو ينظر أمامه وهو يعقد حاجبيه ويُغمض عيناه قليلًا بسبب أشعه الشمس قائلًا:عادى
نظرت بيلا للحقيبه وقالت:هو انتَ جبت الأكل دا منين
جعفر:هجيبه منين يعنى
بيلا:مش قصدى بس انتَ كنت قايلى الصبح إنك ممعكش فلوس
جعفر:كنت شايل قرشين على جنب لوقت الشدة
نظرت لهُ بيلا بأبتسامه خفيفه ولا تعلم لما شعرت بشعور جديد ينمو بداخلها تجاهه ، نظرت لهُ مره أخرى وقالت:جعفر ما تيجى نقعد فى أى حته انا جعانه أوى ومش هتحمل لحد ما نروح
نظر لها وقال وهو ينظر حوله:طب هنقعد فين
أمسكت بيده وهى تقول:تعالى وانا هقولك
سحبته خلفها وهى تتجه لأحدى الأرصف والتى جلست عليها وهى تنظر لهُ قائله:أقعد واقف ليه
جلس بجانبها وأخد نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وهو ينظر أمامه بينما أخرجت بيلا الطعام وهى تنظر لهُ قائله:ليه كل دا يا جعفر كنت جبت حاجات خفيفه عشان الفلوس تكفى
نظر لها جعفر وهو يقول:مش كتير عليكى ولا حاجه الفلوس بتروح وتيجى يا بيلا إنما الإنسان لا … كُلي وملكيش دعوه انا هتصرف بعدين
مدّت يدها بساندوتش وهى تقول:كُل معايا
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:لا مش عايز كُلي انتِ
زفرت بيلا وأمسكت بيده وأعطته الساندوتش وهى تقول:مش هاكل لوحدى يلا متبقاش رخم بقى
نظر لها جعفر فأبتسمت هى بخفه وقالت:يلا بقى
خضع لها فى النهاية وتناوله كى لا تنزعج منه ولأنه أيضًا كان جائع ولكن بالرغم من ذلك ترك طعامه لها لأنه يعلم بأنها لم تتناول شيئًا مُنذ البارحة ، كان الصمت هو سيد المكان حتى قطعته بيلا وهى تقول:ساكت ليه فين جعفر اللى كان صوته مسمع فى الحاره طول اليوم
جعفر بهدوء:هقول ايه يعنى يا بيلا … معنديش حاجه أقولها
بيلا:جعفر هو انا لو خيرتك ما بينى وما بين حاجه بتحبها مثلًا هتختار ايه
جعفر بهدوء:الحاجه اللى بحبها
نظرت لهُ بهدوء ولم تتحدث بينما نظر هو لها وأكمل حديثه بهدوء قائلًا:عشان انتِ الحاجه اللى بحبها أصلًا
لا تعلم لما شعرت بالسعادة فجأه وظهرت أبتسامه سعيده على ثغرها فقالت:طب انا ولا عصير القصب
ضحك جعفر ونظر للسماء وهو يقول:جيتى على نقطه ضعفى
وضعت بيلا يدها على خدها ونظرت لهُ بأبتسامه وقالت:هتختار مين بقى أكيد عصير القصب
نظر لها وقال بأبتسامه:مش محتاجه تفكير أكيد انتِ
للمره الثانية يجعلها عاجزه عن الحديث فنظرت أمامها كى تتهرب من نظراته وهى لا تُنكر بأنها سعيده من داخلها لرؤيتها أيضًا لنظره الحب النابعة من عيناه الخضراء الصافية لها لتُرسل لها مدى حُبه لها ولو وضِعت فى مقارنه مع أى شئ فبالتأكيد سيختارها هى ، عاد يتناول طعامه من جديد وعاد الصمت بينهما من جديد
فى مكان آخر
هادى:يعنى هنعمل ايه دلوقتى
ضربت غزالة على رأسها وهى تقول بضيق:يا ربى على الغباء … الهانم طالبة أننا ندور على اللى أسمه جعفر دا ونجبلها معلومات عنه فهمت
هادى:اااه
نظرت للجهه الأخرى وهى تقول بضيق:الحمد لله أن البعيد فهم
هادى:بس عشان نلاقيه هنحتاج وقت كبير دا مش سهل أبدًا
نظرت لهُ غزالة وقالت بأبتسامه سمجه:والله مش شغلانتها دى بتاعتنا أحنا فى أيدينا نلاقيه حتى لو كان فى سابع أرض … لو قدرنا نلاقيه ونخلص منه كل حاجه هتتغير وهتفرق معانا كتير الهانم حياتها هتتغير تُلتُمية وخمسين درجه
هادى:كدا محتاجه خطه
وقفت غزالة بجانبه وهى تقول بأبتسامه:أيوه طبعًا والخطه دى لازمها روقان وهدوء عشان تتحط صح
هادى بشرود:بالظبط كدا
فى منزل عبد المعز
_هى أزهار مهتعاودش تانى أكده
نظرت لها بهيرة وهى تقول بقله حيله:والله يا ثُريا ما عارفه أدينا جاعدين
ثُريا:البيت وحش جوى من غيرها
بهيرة:انتِ عايزه بعد العلجه اللى خدتها دى ترچع تانى
ثُريا بحيرة:معرفاش بجى بس حاسه بملل أكده كانت بتخلى البيت ليه روح
بهيرة:ربنا ييسرها من عنده يا ثُريا
أقتربت منهما فوزية وهى تقول:بجى يا مخبله منك ليها جاعدين ومدريانينش باللى بيحصل
بهيرة:فى ايه يا فوزيه
فوزيه:أزهار طالبة الطلاج وصلاح مبهدل الدنيا ومش مجعدها
نظرت بهيرة لثُريا التى نظرت لها وهى لا تُصدق ما سمعته
فى منزل حسنى
حسنى:دا أنسب حل يا بنتى أنى مهخلكيش على ذمته لحظه واحده أنى كنت غلطان من الأول لما چوزتهولك
ميادة:مش جولتلك دى چوازه سوده
حسنى:وانى مهسبهاش على ذمته لحظه واحده
ميادة:يا بوى لا أحنا هنچس نبضُه لازم يتعلم الأدب ويحس بجيمتها عشان ميعاودش يضربها تانى لو حس أنها بتضيع منِه هيتربى صدجنى وهيعمل أى حاچه عشانها
لحظات وسمعوا طرقات على الباب فنظرت ميادة لحسنى الذى نظر لها ثم نهض وذهب كى يفتح الباب وربتت ميادة على يدها وقالت:جومى بينا على چوه
نهضت أزهار بقله حيله وذهبت مع ميادة للداخل بينما فتح حسنى الباب ورأى صلاح وعبد المعز أمامه فقال:أهلًا وسهلًا نورتوا
صلاح بحده:أزهار فين يا عم حسنى
نظر لهُ حسنى وقال:وانتَ عاوز أزهار ليه يا صلاح
صلاح بجديه:أزهار مرتى يا عم حسنى
حسنى:مش هتبجى من اللحظه دى عشان هتطلجها
صرخ بهِ صلاح بغضب شديد بوجهه وهو يقول:مفيش طلاج وأزهار مرتى غصب عنها وعنك يا عم حسنى
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية