رواية رحيل العاصي كاملة بقلم ميار خالد عبر مدونة دليل الروايات
رواية رحيل العاصي الفصل التاسع 9
– نعم؟!! إيه اللي أنتِ بتقوليه ده
– أهدي بس واسمعيني
– أنتِ لسه زعلانه مني طيب إحنا مش قولنا هنبدأ صفحه جديدة
– أيوة والله وزي ما إحنا .. بس ده أحسن لينا
– إيه اللي اتغير مش فاهمه عايزه تمشي ليه
– لازم أعتمد على نفسي يا داليا
– لا أنتِ تكلمي بابا في الموضوع ده بقى أنا مليش دعوة
ثم خرجت من غرفتها بسرعه واتجهت إلى غرفة بدر وأخبرته بما تقوله رحيل فانتفض الآخر من مكانه وتحرك مع داليا إلى رحيل، دلف إلى غرفتها وقال:
– في إيه يا بنتي إيه الكلام اللي بتقوله داليا ده
ضحكت رحيل وقالت:
– مش شايف أنه جه وقته أعتمد على نفسي بقى
وقبل أن يرد بدر قالت أمينه التي كانت تسمعهم:
– عين العقل يا بنتي صح ما ده اللي كنت بقولك عليه .. إنك تبطلي المقالب بتاعتك دي والهزار والضحك مش كنت دايمًا أقولك لازم تتحملي المسؤولية شوية
الكاتبة ميار خالد
قالت رحيل:
– هعمل اللي أنتم عايزينه ومن النهاردة مش هيكون فيه لا مقالب ولا هزار ولا ضحك .. أنا بس عيشت يومين حلوين كنت برتاح فيهم عن كل اللي شوفته وكل المسؤولية اللي كانت عليا في سن صغير
اختفت الابتسامة عن وجه أمينه عندما قالت رحيل تلك الجملة وقالت:
– إيه لازمة الكلام ده دلوقتي يا بنتي أنا مكنش قصدي كده بكلامي والله
– عارفه يا ماما بس أنا شايفه إن كده أحسن
قال بدر بصرامه:
– داليا!! أنتِ قولتي لأختك حاجه عشان تتكلم كده
وقبل أن ترد داليا قالت رحيل:
– لا داليا مقالتش حاجه وملهاش ذنب
قال بدر بغضب:
– اومال إيه اللي قلب دماغك فجأة كده .. معندناش بنات تعيش لوحدها طول ما أنا عايش أنتِ هتفضلي في البيت ده ومش هتخرجي منه لما أبقى أموت أبقي قولي عايزه استقر واخد بيت لوحدي
– بعد الشر عليك يا بابا بس..
– كلامي واضح ومش عايز الموضوع ده يتفتح تاني مفهوم
ثم خرج من الغرفة ولم يسمح لرحيل أن تتكلم، ثم خرجت أمينه أيضًا واتجهت إلى المطبخ، جلست داليا بجانب رحيل وقالت:
– في إيه يا رحيل فهميني
– مفيش حاجه صدقيني
– لا في حاجه .. حد قالك حاجه طيب
نظرت لها رحيل للحظات وصمتت فتأكدت داليا أن هناك شيء ما حدث معها، قالت:
– مش إحنا أتفقنا أننا هنفتح صفحه جديده يعني مش هنخبي حاجه على بعض صح يبقى احكيلي
تنهدت رحيل بضيق ثم قالت:
– أنا عملت كل ده عشانك
– عشاني ازاي؟
– عشان تتجوزي أنتِ وحازم
نظرت لها داليا بدهشه فتابعت الأخرى:
– أنا عارفه إني طول ما أنا هنا حازم مش هيقدر يجيب أهله ويجي
– وميقدرش ليه يعني
– بسبب المشكلة اللي أنتِ عرفاها بتاعت الأرض
صمتت داليا للحظات ثم قالت بشك:
– هو حازم كلمك في حاجه؟
لم ترد عليها رحيل فكررت الأخرى سؤالها حتى قالت رحيل:
– أيوة قبل ما اطلع البيت شوفته تحت واتكلم معايا على الموضوع ده
– وهو يتكلم معاكي ليه أصلاً أنا فهمته كل حاجه
– ماشي يا داليا هو عمل كده عشان يقربلك أنا عارفه أنه بيحبك
– لا كده أنانيه منه مش حب أنا مش عايزاكي تحطي كلامه ده في دماغك أتفقنا
– خلاص أنسي .. قوليلي ماما عاملة أكل إيه
ضحكت داليا وحدثت رحيل بمرح وفرحت الأخرى كثيراً بسبب هذا التغيير في داليا وارتاح قلبها وعقلها لهذا الموضوع..
***
الكاتبة ميار خالد
في اليوم التالي..
استيقظت رحيل بتعب وبدلت ثيابها على عجله لأنها قد تأخرت كثيراً، ارتدت ملابس عصرية مكونه من سويت شيرت رقيق ومريح ذو لون سكري و بنطلون من الچينس فضفاض نوعاً ما ووضعت بعض اللمسات الصغيرة على وجهها مثل ملمع الشفاه والكحل وقد أعطي هذا شكل وجهها المميز مظهر ساحر كعادتها، خرجت من الغرفة بسرعه وجهزت علبة طعامها وأخذت علاجها وخرجت من البيت واتجهت إلى الشركة لتجد عاصي في مكتبه، دقت على الباب ودخلت بعفوية وقالت:
– أنا آسفة جداً على التأخير بجد
ابتسم لها عاصي وقال :
– محصلش حاجه اتفضلي
نظرت له رحيل بتعجب شديد ورفعت حاجبيها بدهشه ثم قالت:
– بجد؟
– أيوة اتفضلي
تحركت رحيل بدهشه من مكانها وجلست أمامه بصمت، ترك الآخر ما بيده وقال:
– أنا عايز أشكرك جداً على امبارح أنتِ مكنتيش مجبره إنك تعملي كل ده بس كون أنك عملتي كده عشان ليلى ده أنا احترمته جداً
ابتسمت رحيل وقالت:
– طب ما أنت طلعت بتضحك أهو زي البشر
ابتسم عاصي فأكملت:
– بجد مش محتاج تشكرني ولا حاجه أنا كمان انبسطت جداً
– وعشان كده أنا قررت حاجه لازم تعرفيها
– هي إيه؟
أمسك عاصي الأوراق التي كانت أمامه مره أخرى ومد يده بها إلى رحيل وقال:
– دي أوراق الصفقة أنا مضيتها واسمكم التجاري هيكون معانا في المول بأذن الله طبعاً باقي التفاصيل بتاعت تجهيز المكان والتكاليف المحامي هيهتم بيها
نظرت له رحيل بصدمه كبيره وقالت:
– لأااا .. ده بجد !!
– أيوة مالك
– بس أنت قولت عشر أيام وأنك مش هتسامحني بالساهل كده
– دي حقيقة بس أنتِ قدمتيلي خدمه واعتبري الصفقة دي رد الجميل ليكي
ابتسمت رحيل بشدة وفرحت كثيراً أنها لم تخسر ثقة عمها وقالت:
– أنا بجد مش عارفه أشكرك إزاي أنت مش متخيل الصفقة دي كانت مهمه عندي إزاي
الكاتبة ميار خالد
– عندي فضول أعرف ليه وافقتي من البداية على كل ده
– ده موضوع كبير استني احكيلك
وبعد أن قالت تلك الجملة أخرجت علبة الطعام من حقيبتها وجلست براحه أكثر وكأنها في بيتها وقالت:
– بص يا سيدي الصفقة دي كانت مهمه جداً لعمي عشان كده هو خلاني أنا اللي مسؤولة عن كل حاجه فيها ولما أنت…..
كانت رحيل تتكلم بعفوية وينظر لها عاصي بدهشة كبيرة وأثناء حديثها مدت يدها له بعلبة الطعام وقالت:
– اتفضل الأكل طعمه تحفه
قال عاصي بسرعه:
– شكراً مش عايز
– اللي يريحك .. متستغربش أني دايمًا معايا علبة أكل أنا غصب عني لازم أمشي على النظام الغذائي بتاعي وأكل عشان أخد العلاج بتاعي
– علاج إيه؟
– حديد ومكملات غذائية على فيتامينات كده
أومأ عاصي برأسه ثم قال:
– تمام تقدري تطمني عمك بقى خلاص يعتبر مبقاش فيه داعي أنك تيجي الشركة كل شوية
توقفت رحيل عن مضغ الطعام في فمها ثم ابتلعته وقالت:
– بجد؟
– أيوة خلاص
– يا خسارة
– خسارة إيه؟
– ملحقتش أعمل فيك المقالب اللي كانت في دماغي
– نعم؟!!
– ده أنا كنت محضره ليك حاجات كتير كنت هتسلى والله يا خسارة
– طب الحمدلله أني لحقت نفسي
ضحكت رحيل بصوتٍ عالي نوعاً ما فابتسم الآخر رغماً عنه، نهضت الأخرى من مكانها وامسكت حقيبتها بعد أن وضعت علبة الطعام بها ثم مدت يدها إلى عاصي وقالت:
– أنا اتشرفت جداً بيك يا أستاذ عاصي وبأذن الله المشروع ده يكون خير علينا وعليك
رفع عاصي حاجبيه بأعجاب وقال:
– إيه العقل ده
ضحكت رحيل فمد الاخر يده وصافحها مع ابتسامة صغيرة ثم خرجت رحيل من المكتب ومعها أوراق الصفقة حتى تعرضها على عمها وبعد أن خرجت دلف رامي الى المكتب، اعطي عاصي بعض الأوراق ثم قال:
– غريبة آنسة رحيل مشت بسرعه
– أيوه أنا وافقت على المشروع خلاص ملهوش داعي أنها تيجي تاني
– ده تاني يوم ليها ؟! هي لحقت
– للأسف قدمتلي خدمه عشان كده كان لازم اردهالها
– أعتقد ليلى هتزعل أوي لو عرفت أنها خلاص مشت
– عندك حق بس هو ده الصح
أومأ رامي برأسه ثم خرج من المكتب وذهب ليتابع عمله، خرجت رحيل من الشركة ووقفت تحتها للحظات ونظرت للملف بفرحه وقبل أن تتحرك أحست بقبضة قوية تمسك بذراعها، التفتت بفزع لتجد حازم أمامها، صاح بها:
– أنتِ عملتي إيه !
– عملت إيه في إيه مش فاهمه
– أنتِ قولتي إيه لداليا ؟
– مش فاهمه حاجه منك وسيب أيدي
– اومال هي عملت كده ليه؟!!
فلاش باك..
وبعد خروج رحيل من البيت، دلفت داليا إلى غرفتها وأغلقت على نفسها وامسكت هاتفها وطلبت رقم حازم وبعد لحظات رد عليها فقالت:
– الو إيه يا حازم
وكان الآخر مازال نائماً فقال بصوت يغلبه النعاس:
– إيه يا حبيبي صباح الخير
– مينفعش اللي أنت بتعمله ده على فكره
اعتدل في جلسته وقال:
– إيه الكلام ده في إيه ؟
– في إنك مينفعش تكلم رحيل أختي كده يا حازم حتى لو كان عشان علاقتنا
– رحيل وأختي؟؟ أنتِ كويسة ولا فيكي حاجه مش دي اللي مكنتيش طايقاها
– أنا كنت غلط وفاهمه كل حاجه حواليا بطفوله وانانيه وأنا وهي اتصافينا خلاص بس ده برضو مش مبرر يخليك تعمل كده وتقولها كده
قال حازم بقلق:
– هي قالتلك إيه بالظبط
– قالت اللي حصل وخلاص أنا مكنتش متخيله إنك بالأنانية دي بجد حتى يا سيدي لو بيني وبينها مشكله تروح تقولها كده وتخليها كانت عايزه تسيب البيت وتمشي
– مش ده اللي أنتِ كنتِ عايزاه غير كده لازم تعرفي أنها طول ما هي موجودة في عيلتكم مش هعرف أجيب أهلي واجي
– لو أنت أناني أنا مش أنانيه زيك ومش هقدر اجي على حقها عشان نفسي أنت صدمتني فيك بجد
– طيب ممكن تهدي ونتقابل في أي مكان نشوف الموضوع ده
– لا .. صدقني لو شوفتك دلوقتي هقول كلام هيضايقك مني جداً سيب كل حاجه للنصيب بقى
– أفهم من كده إيه يعني
– أنا مضطرة أقفل سلام
ثم أنهت المكالمة بسرعه قبل أن يقول حازم أي شيء وجلست تبكي مكانها..
باك..
قالت رحيل وهي تسحب ذراعها بقوة من قبضته:
– هي سألتني وأنا قولتلها اللي حصل أما أنت خايف كده هددتني ليه من الأول
وفي تلك الأثناء في مكتب عاصي قد ضاق صدره قليلاً فنهض من مكانه واتجه إلى النافذة الموجودة في مكتبه واغمض عينيه ثم استنشق نفساً عم عميقاً، ولكن لفت سمعه صوت صياح خفيض يأتي من أسفل شركته ففتح عينيه ليجد شخصاً ما يمسك ذراع رحيل بعنف وهي تصيح بوجهه بدون خوف، انتفض قلبه للحظه ولكنه لم يريد أن يتدخل في حياتها الشخصية وظل يتابع ما يحدث بهدوء حتى لاحظ أن المنافسة تزداد عنفاً وحده! لذلك تحرك من مكانه وقرر أن يرى ماذا يحدث في الاسفل ..
الكاتبة ميار خالد
في المصحة النفسية..
ولأول مره تتطلب فيها سلمي أن ترى الطبيب شادي، عندما جاءت إليه الممرضة وأخبرته لم يصدق نفسه للحظات ولكنه نهض من مكانه بأمل وسعادة واتجه إلى غرفتها، دق على الباب ودخل ليجدها تجلس على سريرها وبجانبها أوراق كثيرة، التفتت إليه وقالت:
– كويس أنك جيت
– أول ما قالولي أنك بنفسك طلبتي تشوفيني استغربت
دلف إلى الداخل وجلس أمامها على إحدى المقاعد وقال:
– اتكلمي سامعك
صمتت للحظات وظلت تفرك يدها بتوتر ثم قالت:
– أنت ممكن تساعدني صح؟
– طبعاً
– يعني لو طلبت منك أي حاجه هتساعدني
– أي حاجه غير إني أخرجك من هنا عشان الموضوع ده مش بأيدي
– أيوة عارفه
– عايزاني أساعدك في إيه؟
أمسكت الرسائل الكثيرة التي كانت على فراشها وقالت لشادي:
– عايزه أعرف مين اللي بيبعت دول
– إيه دول؟
ثم امسكهم بتساؤل ليجدهم رسائل من شخصها المجهول، قالت:
– دي رسائل بتجيلي كل أسبوع .. عايزه أعرف مين اللي بيبعتهم
– بتجيلك إزاي يعني وإزاي بتوصلك لحد هنا أصلاً
– مش عارفه أنا بلاقيهم يا إما على سريري أو تحت الباب
– أنا لازم اشوف الموضوع ده
نهض من مكانه وقبل أن يتحرك أمسكت هي بيده وقالت:
– دي أول مره بعد فتره أجرب أثق في حد تاني بلاش تخليني أندم
عاد شادي إلى مكانه مرة أخرى وصمت فقالت:
– الرسايل دي مأذتنيش في حاجه بالعكس أنا كنت بفرح أوي أول ما توصلي رساله منهم دول بنسبالي بوابه تانية بشوف بيها العالم
– كملي
الكاتبة ميار خالد
– أنا عايزه أعرف مين اللي بيبعت الرسايل دي بس تقدر تساعدني
– أكيد .. أوعدك إني هقولك بعد فتره صغيرة من اللي بيبعتهم
– ممكن ده يفضل سر
– أكيد برضو .. وشكراً جداً إنك وثقتي فيا
نظرت له الأخرى بقلق وصمتت..
في كندا..
– لسه برضو عند قرارك في الرجوع لمصر
– أيوه .. أنا عايزه اشوف أخر اللي بيحصل ده إيه
– بلاش تقولي كده أنتِ عارفه أنها بتحبك جداً بس ما يمكن كلامك مش بيوصلها
– مع إني سبت رقم موبايلي في رسالة منهم مفكرتش تتصل بيا ولا مره
– متعرفيش اللي هي فيه ما يمكن..
وأثناء حديثهم هذا صدع هاتف أحدهم رنيناً، أمسكت فريدة الهاتف وقالت:
– ده رقم من مصر!!
– مين؟
– مش عارفه شوفي مين
أمسكت الهاتف منها وفتحت المكالمة بقلق وتوتر وعندما أتاها هذا الصوت المرتجف اتسعت عيونها بصدمة!!
يا ترا مين اللي اتصل بيها؟؟
هيحصل ايه مع رحيل؟؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية رحيل العاصي ) اسم الرواية