رواية عروس رغما عنها كاملة بقلم سوليية نصار عبر مدونة دليل الروايت
رواية عروس رغما عنها الفصل الحادي عشر 11
(صفعة!)
شحب وجهها كالامو*ات وهي تنظر إليه …شعرت وكأنه انتزع قلبها من صدرها ومز*قه …تشبعت عينيها بالدموع وهي تنظر إليه ….كان غضبه قب*يح للغاية….لقد ابت*زها للتو …أخبرها إن لم تخضع له فسوف يتركها …كيف يفعل هذا ؟!كيف يفعل المرء هذا بامرأة عشقته حد الج*نون …هي عشقت احمد حد الجن*ون …أحبته أكثر من أي شئ لذلك هو يفعل هذا يست”غلها بتلك الطريقة المريعة…قد يظن أنها غ”بية ولكنها ليست كذلك …هي تعرف أنه لا يحبها ولكنها تتمسك بالأمل ….امل أن يحبها كما هي تحبه ….أن يشعر بها …عندما قرر اعطائها فرصة كانت تطير من السعادة …ولكن الآن أسقطها أرضا بقس*وة …هي علي الأرض تنز*ف وتحت*ضر وهو يراقبها ببرود …انسابت دموعها فلم يؤثر هذا به ابدا ….بل كان يتأملها ببرود منتظرا قرارها …القرار التي تخاف أن تتخذه هي إن وافقت سوف تخسر وان رفضت ستخسر أيضا فماذا تفعل …ماذا !!!
تأفف أحمد وهو ينظر إليها وقال:
-ما تنجزي وتقولي قرارك!!!هو انا هفضل مستني كتير كده …اه ولا لا مش فاضيلك يالا !!
-احمد انت ليه بتعمل معايا كده …ليه أنا قولت اني هتغير …
ابتسم احمد بسخرية وهو ينظر إليها بقسوة وقال:
-انتِ جيتي عليا وقولتي هتغير …يا ستي اعتبريني واحد من عشاقك القدامي …يعني أنا مليش في الطيب نصيب وده ينفع يا حياة …علي الاقل اثبتي انك بتحبيني. ويالا اعملي اللي أنا عايزه …
اقترب وهو يلف خصلة من شعرها حول إصبعه وقال بصوت مخنوق من الأ*لم:
-انا محتاجك النهاردة ..مش أنتِ بتحبيني يبقي اعملي اللي أنا عايزه …يالا يا حياة …ولا أنتِ مستعدة تخس*ريني…
كانت تبكي وهي تنظر إليه …تشعر أنها تض*عف وتذوب …هي لا يمكنها مقاومته …لا يمكنه …هزت راسها بالنفي بضعف وقالت:
-مقدرش يا احمد انا….
ولكنه لم يأخذ رفضها بعين الاعتبار بل اقترب منها وقبلها مرة أخري …ظلت متجمدة خائفة وهو يقبلها بجن*ون …ولكن ما شعرت أنه يتمادي حتي أبعدته وهي تقول بقوة :
-لا يا احمد …أنا عاهدت ربنا ونفسي اني مش هعمل كده تاني …ابوس ايديك أنا مش عايزة ارجع للقر*ف ده تاني …مش بقول اني كويسة بس بحاول ابقي كويسة وانا بدأت ومش هرجع تاني …لو حابب تبعد ابعد عني بس اعرف اني حبيتك اكتر من حياتي كلها …أنا مستعد امو*ت عشان و ..اه …
صر*خت بألم وهو يقترب منها يغرس اصابعه في ذراعها ويقول:
-ما تبطلي تمثيل بقا يا حيلتها…بتحاولي تبيني انك صعبة شوية وبتدلعي …بس اللي أنا عايزه هاخده ..هاخده سامعاني يا حياة …
ثم جذبها وهو يقبلها رغما عنها …كانت هي تقا*ومه بقوة …لا تصدق أن احمد كان يتصرف بتلك الطريقة …
-احمد لا ابوس ايديك …ابعد يا احمد …
كانت تتوسله برعب لكي يبتعد …ضحك هو بش*ر وقال ؛
-ليه بتتصرفي بدراما كأنك بنت بنوت …ما كلنا عارفين اللي فيها …
كلماته كانت تقت*لها من الداخل …ولكنها استمرت في محاولة دفعه وهي تبكي وتصرخ ….دف*عها علي الأريكة العصرية التي تحتل صالة المنزل واقترب منها …امسك ذراعيها وثبتهما فوق رأسها وقال:
-مش معقول كنتي بتعملي كده مع كل اللي سلمتلهم نفسك …غريبة مع انهم قالولي انك رخي”صة اووي وبتدي نفسك بالساهل …
كانت تبكي بقوة وهي تتوسل إليه أنه يبتعد …ما قاله كان أكثر من كافي لقت*لها …مز*ق احمد منامتها ثم أخذ يقب*لها بعن*ف دون إرادتها…..
بعد دقائق …
نهض عنها بذهول …ضمت هي منامتها وهي تبكي …كان اخيرا قد استعاد وعيه قبل فوات الاوان وقبل أن يعتد*ي عليها ..
-حياة …أنا …انا
قالها بندم شديد لتصر*خ هي فيه بقه*ر :
-اخرج …أخرج !!!
……….
-هتفضل كده كتير يا سامر …هتفضل كده متجاهلني ولا كأني مراتك …مش بشوفك ألا علي النوم …حرام عليك اللي بتعمله ده …ده ظل*م ليا ..
قالتها كارما وعينيها لامعة بفعل الدموع …بروده كان يقت*لها…كان عالمها الوردي معه ينها*ر لقد ظنت ان بإمكانها أن تنسيه مرام ولكنها فشلت في هذا وهي الآن من تعاني …تشعر أنها تذ*بل دون حبه أو اهتمامه …والأس*وأ من هذا أنها ما زالت تعشقه …تعشقه بج*نون …
فكرت كارما ببؤس وهي تنظر إلي سامر تطالبه أن يؤدي حقها …أن يحبها ويهتم بها لأنها بتلك الطريقة تمو*ت بالبطئ …
كان سامر ينظر إليها وهو يحا*رب الشعور بالذنب وقال وهو يدعي اللامبالاة:
-هو ده اللي عندي يا كارما …عايز شوية وقت عشان اتعود عليكي …
-شوية وقت ؟!انت سامع نفسك بتقول ايه …
-ايوة سامع وفاهم بس أنتِ كمان افهميني…أنا دلوقتي مشتت ..مش عارف مالي …مش قادر اقرب منك …مش طايق حياتي ولا طايق حد …حاسس بخن*قة وبطلب منك تديني مساحتي. ..هو انا بطلب كتير يعني !!!!
-طب وانا …أنا يا سامر …مفكرتش فيا ؟!
قالتها بنبرة منك*سرة …كانت تبكي أمامه بطريقة تذيب الحجر …هو أيضا كان يشفق عليها …لا يريد أن يق*سو عليها …هي ليس لها ذ*نب أنه فش*ل في تجاوز حب مرام …هي ليست لها ذ*نب في أنه ما زال معلق بالماضي …ما زال يعشق تلك المرأة التي تخلي عنها يوما قبل زفافهما ببضعة أيام …وحتي لو ذهب وطلب السماح لن تغفر له ابدا …فكر ببؤس …فكر أنه خسر الحق في السعادة عندما تخلي عنها وتركها هكذا دون أن يفكر بها …لقد اعما*ه غروره وغضبه …ظن أنها سوف تتوسل إليه لكي يعود لها …ظن أنها سوف تح*طم الجليد الذي يحيط بها وتستلم له …تريه لهفتها عليه ولكنه كان مخطئ …عندما تخلي عنها تخلت هي أيضا عنه وابتعدت ونسيته تماما لم تفكر به …رغم أنه ما زال متابعا اخبارها بشغف …يعلم مكان الشركة التي تعمل بها …ويعرف أن لا يوجد اي مشروع ارتباط لها حاليا …هي متاحة له وقد ترغب بالعودة …الشيطان اغر*اه لتلك الفكرة للحظة ولكنه عرف أنها لن تعود …علي الاقل ليس بتلك السهولة …
كانت كارما تنظر إلي زوجها الشارد وهي تشعر أن قلبها يتف*تت من الأ*لم …كان يفكر بها …هي تعرف …كان يفكر بمرام …الآن هو يقارنها بمرام ويخبر نفسه أن مرام هي الافضل …وان كارما ما هي إلا بديل س*ئ عنها …تلك الفكرة جعلتها تشعر بالجن*ون …أرادت تحط*يم المكان علي رأسه كي ينتبه لها …فقالت وهي تشهق بعن*ف :
-بتفكر فيها صح … للدرجادي شاغلة عقلك فحتي أنا وبتكلم معاك بتفكر فيها هي ؟!!
قالت جملتها الأخيرة وهي تصر*خ …
-كارما خلاص اهدي…
قالها بتحذير لتصرخ وهي تبكي :
-لا مش ههدي….مش ههدي يا سامر …حرام عليك ليه مش حاسس بيا …انا بمو*ت وانا بشوف جوزي بيفكر في واحدة تانية غيري …انت حتي بتنطق اسمها وانت معايا …حرام عليك يا سامر أنا اذ*يتك في ايه لده كله …
وضعت كفها علي قلبها وقالت:
-اللي بتعمله دي بيك*سرني من جوا والله بيك*سرني …بحس اني قليلة مليش لازمة…أنا حاسة أنك اتجوزتني غصب عنك …ليه …ليه تحسسني كده …ليه يا اخي حرام عليك …ليه …
-انتِ ليه بتحبي تلعبي دور الض*حية ؟!
صرخ بها سامر بغضب ثم أكمل :
-كارما أنتِ عارفة ومتاكدة اني بحب مرام …يبقي بلاش دراما واستني لما انساها أو اتطلقي أنا مش ماسكك من ايديكي ..
ثم تركها زواج للغرفة …سقطت كارما علي الأرض وانف*جرت بالبكاء !!
.. ………
في اليوم التالي …
فتح ادم عينيه بصعوبة رفع يديه وهو ينظر إلي ساعته وهو ما زال تحت تأثير النوم …شهق واتسعت عينيه وهو ينظر إلي الساعة …لقد نام الي بعد الظهر …لا يصدق هذا ماذا حل بنشاطه فجأة استدار من الناحية الأخري لتتسع عينيه بفز*ع ثم يصرخ بقوة وهو يسقط أرضا …
-فيه ايه …فيه ايه؟!
قالتها مهرا وهي تنهض بف*زع …كان آدم ينظر إليها وهو متسع العينين ولا يرد ….نهضت مهرا لكي تقترب منه تراجع هو بخوف …ذهبت هي الي المرأة لتري ما الشئ المفز*ع الذي بوجهها ويسبب له كل ذلك الرعب …نظرت إلي المرآة لتصرخ هي أيضا وتتراجع وهي تقول :
-المرايا فيها عفر*يت …فيها عفر*يت !!!
-مفيش عفر*يت غيرك أنتِ ركزي كده هتلاقي اللي ده هو شكلك !!..
قالها ادم ساخرا لتبهت مهرا وهي تعود وتنظر الي نفسها جيدا …لتصرخ وتقول:
-يخربيت الر*عب هو ده شكلي لما بصحي من النوم ..ده انا خارجة من فيلم ر*عب …
كانت مهرا تنظر إلي انعكاسها المر*عب …الي شعرها الأشقر المشعث للغاية …وعينيها المنتفخة بسبب النوم ….الماسكرا التي سالت علي وجنتيها واحمر الشفاه الذي لطخ وجهها…..كانت تبدو مخ*يفة للغاية …كادت مهرا أن تصاب بنوبة قلبية وهي تري نفسها…..لا عجب أن ادم قد ار*تعب …شكلها ب*شع للغاية …فكرت مهرا بخجل وهي لا تستطيع أن تنظر إلي ادم حتي …كيف تنظر إليه وقد رآها بتلك الطريقة …الحقيقة أن والدتها أخبرتها عدة مرات أن شكلها عندما تستيقظ يكون مخي*ف نظرا للطريقة العجيبة جدا التي تنام بها ومهرا لم تنظر إلي المرآة قط عندما تستيقظ …فأول ما تفعله هو أخذ دوش ثم ارتداء ملابسها …حينها تنظر إلي المرآة لتتأمل جمالها …ولكن تلك المرة الأولي التي تري انعكاسات وقد أصابت بصدمة …ادم بالطبع سوف يسخر منها بكل تأكيد ….انتظرت مرام سخرية ادم منها …انتظرت أن يسمعها الكلام التي تكر*هه ولكن فوجئت بالصمت …كان آدم ينظر إليها وعلي وجهه ابتسامة وقال:
-جه اليوم وشوفت لسانك جوا بوقك …عموما مفيش داعي للكسوف ابدا يا مهرا ..كلنا لما بنصحي من النوم بيبقي شكلنا مخي*ف ..أنا افورت في ردة فعلي أنا آسف …
نظرت مهرا بذهول إليه …هو أيضا استيقظ للتو ولكن ما زال في حالة ممتازة …لا يبدو ابدا مخي*ف …إذن لماذا هي بدت بذلك الشكل وهو لا …
نهض ادم من علي الأرض وقال وهو يقترب منها …امسك خصلة من شعرها المشعث وقال :
-غريبة ان شكلك كده لما تقومي من النوم …يعني أنا حاسس اني اتخد*عت …
كان يغي*ظها…يمازحها بخشونة ولكنها زمت شفتيها وهي تبعد كفه بضيق وتقول:
-معلش يعني ايه اتخد*عت …قصدك ايه فهمني …
كتم ضحكته وهو ينظر إليها …فقالت وهي تشعر أنها علي حافة الجن*ون :
-ما تتكلم ..قصدك ايه بإنك اتخد*عت لاني مش فاهمة قصد سيادتك …
هز كتفيه وقال ببساطة:
-يعني معروف في الروايات والافلام والمسلسلات أن البطلة لم تصحي من النوم بيكون شكلها حلو …شعرها متسرح ووشها صافي مش واحدة عفر*يتة خارجة من فيلم ر*عب …
-والله ده كلام بيقولوه عشان يضحكوا علي المغ*فلين اللي زيك …عمليا محدش بيصحي وهو شعره مترتب ابدا..انت قولت كده من شوية …هو ده الواقع لو عاجبك يعني …
كان سعيد وهو يري غضبها …يروقه أن يمازحها بالطريقة تلك حتي تفقد أعصابها تماما. …
اصطنع التوتر وقال:
-انا مقولتش مش عاجبني بس يعني لو كل يوم هصحي علي منظرك كده هق*طع الخلف …
ضر*بته علي صدره بقوة وصرخت:
-لو مش عاجبك نام برة علي الانتريه …ويالا اطلع برا ..برا ..
كانت قد فقدت أعصابها بسببه ليخرج بسرعة وهو يضحك …
هزت هي رأسها بغضب وقررت أن تعدل وضع شعرها وتمسح وجهها جيدا …
…………..
-صباح الخير يا ست الكل …
قالها ادم وهو يدخل للمطبخ ووالدته تحضر الإفطار …ابتسمت حسناء وادم يقبل كفها …
-صباح النور يا عريس …صباحية مباركة يا حبيبي …
ابتسم لها ادم بحب وقال:
-عنك يا امي أنا اللي هعمل البيض …
أبعدت والدته كفها وقالت:
-انت لابس ورايح علي فين ؟!
هز كتفه وقال:
-الشغل يا سمسم هو احنا لينا غيره …
عقدت والدته حاجبيها وقالت:
-والبنت اللي اتجوزتها يا حبيبي امبارح مش حرام عليك تتجوزها وتح*بسها في البيت أنا علمتك كده …
-يا ماما أنا …
-من غير ولا كلمة يا آدم …حرام عليك يا ابني …انت متجوز امبارح …بدل ما تاخد إجازة وتفسح مراتك شوية هتحب*سها في البيت وهتروح تشتغل …ترضي حد يعامل حد من اخواتك بالطريقة دي …
هز ادم رأسه بيأس وقال:
-لا طبعا مرضاش يا ست الكل …قوليلي يا ماما. عايزة ايه وانا اعمله …
ابتسمت حسناء بحب وقالت :
-خرجها فسحها النهاردة ….دي عروسة يا بني خليها تفرح كفاية أنها يا عيني عايشة معانا في نفس البيت وساكتة…
هز ادم رأسه وقال:
-حاضر يا ست الكل امرك بس بكرة إن شاء الله عشان اكون عامل حسابي ممكن ؟!…روحي صحي ليلي بقا وانا اللي هعمل البيض ممكن ؟!..
-ماشي يا حبيبي…
قالتها حسناء مبتسمة
…………
لا يعرف ماذا يفعل هنا بالضبط أمام الشركة التي تعمل به مرام ؟!وهل تصرفه صحيح …لا بالطبع لا هو مخ*طئ وكثيرا أيضا …هو عريس جديد يجب أن يكون بجوار زوجته ولكن رغم ذلك هو هنا …هنا ينتظر ظهور مالكة قلبه…تلك المرأة التي سل*بت روحه ولم تعيدها …لم يستطع مقاومة أن يراها كي يرتاح قليلا رغم علمه أن رؤيتها ستزيد من عذ*ابه …كان سامر ينتظر بقلب خافق ظهورها …وعد نفسه أنه سوف يذهب ما أن يراها …لن يحدثها أو يتوسل أن تسمعه …لن يفعل أي شئ فقط يراها …لقد اشتاق لها كثيرا …اشتاق لملامحها …صوتها …ابتسامتها وبرودها …هو ادمن كل شىء بها …ادمنه دون علاج …لا يوجد اي اعلاج لإدمانه هذا ….
وضع يده علي قلبه ليهدؤه …متي احبها بتلك الطريقة المجن*ونة وكيف يمكن لشخص أن يحب بتكلم الطريقة …كيف نحب لحد الا*لم…وكيف يكون الحب بكل روعته هو مصدر الا*لم والتعا*سة….القرب منها يعذ*بها والبعد عنها يقت*له …اي لع*نة تلك اصابته….فجأة سقط قلبه من صدره وهو يلمحها تخرج من الشركة اول ما نظر إليه هو عينيها وعرف الجواب …لقد أصيب بلع*نة من عينيها …عينيها كانت اجمل عينين رآهما علي الاطلاق …لقد اوقعته عينيها في حبها ثم غ*رق في كامل تفاصيلها…مرام هي حبه ولع*نته الأبدية التي لا خلاص منها …هي كالم*رض الذي لا أمل من الشفاء منه …هو الآن يعض أصابعه من الن*دم لانه تركها …لم يعد يتحمل أن يبتعد عنها أكثر فجأة غير رأيه…هو سوف يحدثها ويتوسلها أيضا …..سوف يعتذر منها ويطلب منها أن تعود إليه …وهي سوف توافق …يا الهي يجب أن توافق والا سوف يم*وت فعليا …اقترب هو منها أكثر لكي تراه ….
كانت مرام تسير بهدوء …قررت أن تذهب لمنزلها وترتاح بعد يوم شاق في العمل …فجأة بهت وجهها وصمتت الاصوات من حولها وهي تراه …أمامها بشحمه ولحمه …عينيه السوداء تنظران إليه بنظرات غريبة …أخذ قلبها يرتجف داخل صدرها وشعرت بالاخت*ناق …ماذا يفعل هنا … ولماذا عاد؟!..هي لن تتعامل معه بعد الان ولن تكلمه حتي …جل ما ستفعله الان أنها سوف تتجاوزه وتذهب لمنزلها …وبالفعل كادت أن تتجاوزه الا أن وقف أمامها قائلا:
-مرام اسمعيني بس …
-انت بتعمل ايه …ابعد من هنا هتعملي مش*اكل أنا في غني عنها …امشي…
قالتها ببرود وهي تخفي توترها بسبب قربه ليرد هو :
-مرام خلينا نتكلم …لو سمحتي محتاج اتكلم معاكي ضروري …اعتبريه اخر طلب….انا بطلب منك فرصة بس تسمعيني وبعدين اعملي اللي انتِ عايزاه خلينا نروح لاي كافيه ونتكلم …
احمر وجهها وهي تنظر إليه وقالت بإنفعال:
-اروح معاك فين يا مج*نون انت ؟!انت نسيت أننا مطلقين …يعني ميصحش اللي بتعمله ده يا استاذ …ابعد بقا عن طريقي عشان انت مسببلي احراج كبير …
تجرأ سامر وأمسك كفها وهو يقول :
-هتيجي معايا يا مرام …احنا لازم نتكلم …
شهقت مرام من وقا*حته وكادت أن تصرخ به إلا أن صوت رجولي قوي قال:
-سيبها …
نظر سامر بحيرة إلي ذلك الشاب الأنيق الذي اقترب منهم وقال مرة أخري:
-من الرجولة أن لما ست تقولك لا يبقي لا يا استاذ …عارف الرجولة ولا تحب اعلمهالك …مش هناخد كتير يدوب خمستاشر يوم في المستشفي لحد ما يفكوا الجبس من ايديك الاتنين بعد ما اك*سرها لو مسيبتهاش دلوقتي …
دف*عته مرام ونظرت الي أنس وهي تقول:
-مفيش داعي تتعب نفسك يا استاذ أنس …استاذ سامر دلوقتي هيمشي …هو كان طالب مني طلب وانا رفضت !
ثم نظرت إلي سامر ببرود …برود أخبره أنه خرج من قلبها !!!!
………
بعد.منتصف الليل …
كانت تقف في تراس المنزل وهي تشعر بالقلق عليه …أنها المرة الأولي التي يتأخر فيها بهذا الشكل المريب …كان قلب كارما يدق بعن*ف من القلق …عينيها مبتلة بالدموع وهي تقول بنبرة ترتجف من الخو*ف ؛
-يارب سلم …يارب سلم …انت فين بس يا سامر…
أخرجت هاتفها مرة أخري من جيب منامتها واتصلت به مجددا وهي تدعو الله أن يكون قد فتح الهاتف ولكنها أغمضت عينيها بخيبة أمل وهي تجده ما زال مغلق …ماذا تفعل الان …ماذا تفعل !!هل تتصل بأهله ولكن قد يكون مع أحد من أصدقائه وتقلق أهله دون سبب …ماذا تفعل ؟!
انسابت دموعها علي وجنتيها وهي تضع كفها علي قلبها المنه*ك وتتساءل ..لماذا ين*هك قلبها بهذا الشكل… لماذا لا يحبها مثل ما هي تحبه …لماذا لا يهتم….هي تفعل المستحيل لارضاءه وهو يقابل كل هذا ببرود …هو يقت*لها ببروده وهي تعبت …تعبت من محاولة أن تكسب قلب زوجها ماذا تفعل كي يحبها …وكي يشعر بها … كيف تحصل علي السعادة كيف …كل تلك اسئلة كانت تدور في عقلها دون جواب محدد ….
-اه يا سامر اعمل ايه عشان اقرب منك …اعمل ايه عشان اكسب قلبك …أنا نفسي انك تحبني وتحس بيا …نفسي تنسي مرام وتعيش معايا …انت متعرفش انا بحبك قد ايه …أنا مبتلية بحبك …مش قادرة ابعد وبتع*ذب بسبب طريقتك معايا …نفسي بس تقولي حل اعمل ايه عشان تحس بيا …اعمل ايه عشان تحبني …وهل هقدر في يوم انسيك مرام دي ولا هف*شل وانا هبقي اللي خس*رانة…
لم تستطع أن تحتمل أكثر من هذا ووضعت كفيها علي وجهها ثم انفج*رت بالبكاء ….تشعر أن أحدهم يعتص*ر قلبها بقوة …لا تعرف ماذا تفعل لكي يشعر بها …ماذا تفعل لإنجاح زواجها …هي لا يمكنها أن تتطلق منه …لن تتحمل ابدا ان تبتعد عنه….بالنسبة لها هي مستعدة أن تكتو*ي كل يوم بن*ار الغيرة من مرام ولكن لا تبتعد عنه …لأن البعد عن سامر يعني المو*ت …هي ستم*وت لو ابتعدت عنه …لن تتحمل أن تنفصل عنه …لذلك تحاول بكل قوتها أن تكسبه …تعرف انها فقدت أعصابها كثيرا معه وهذا جعله ينف*ر منها …ولكن قد وعدت نفسها انها لن تغضب مرة أخري وسوف تحاول أن تفهمه وتقترب منه ستتحمله حتي النهاية ….
رج*ف قلبها داخل صدرها وهو تراه تحت المنزل …مسحت دموعها بسرعة وولجت للبيت وهي تقف أمام الباب تنتظره …قررت ألا تعاتبه ولا تلومه بل ستبتسم في وجهه …ستقف بجواره حتي يتجاوز مرام ..سامر يحتاجها وهي سوف تكون معه …لن تتركه ابدا …صوت مفتاح الباب جعل قلبها يقفز من السعادة …اخيرا استطاعت رسم ابتسامة رائعة علي شفتيها …فُتح الباب ليدخل سامر …توقف لحظة وهو يراها تقف بهيئة جميلة …تبتسم له بلطف …لم تعاتبه أو تصر*خ به كما توقع ولكنها تبتسم فقط …تبتسم بحب …حب بحث عنه اليوم في عيني اخري فلم يجده …اغلق الباب ولم يشعر بنفسه الا وهو يجذب كارما إليه لكي يقبلها …وسرعان ما ذابت هي بين يديه …بعد برهة ابتعد عنها ثم حملها بلطف وولج بها الي غرفتهما سويا كي يمتلكها بالكامل….
….
بعد قليل نهض عنها ببرود …كانت كارما تنظر إليه بذهول …كانت تشعر بشيئا ما خطأ …وقف سامر بجوار الفراش وارتدي ملابسه ..
-سامر ..رايح فين ؟!
قالتها هي بتوتر …نظر إليه وقال بنبرة جليدية:
-عايزة ايه تاني …اللي عايزاه حصل وتممت جوازي بيكي …مش ده اللي كنتي قار*فاني بيه الايام اللي فاتت ..اهو خليتك مراتي فعليا …اي خدمات تانية!!!!
………….
في اليوم التالي
انتهت مهرا من ارتداء ملابسها وتجهيز نفسها ثم نظرت إلي المرآة وهي تبتسم …رغم الظروف المق*يتة المحيطة بها إلا أنها ما زالت محافظة علي أناقتها جيدا …هي لا تليق بهذا المكان فكرت بحزن …هنا ليس هناك ادني خصوصية …كيف يمكن أن تظل هكذا طيلة هذا الوقت …هي لا تتحمل لذلك قررت أن تذهب لجدها اليوم وتتوسل إليه ليشتري لها منزل او حتي تذهب للعيش معهم في منزل جدها الكبير …لكن هنا هي تموت بالبطئ …حتي الاكل هنا ليس بمستوي ما كان يُقدم في منزلها….لقد صدمها المستوي الذي يعيش به ادم …كيف يتحمل تلك الحياة …وكيف يسمح له جدها أن يعيش هكذا وهو حفيده …الا يجب أن يساعدهم قليلا لتحسين أوضاعهم المادية !!!علي الرغم من ضيقها بسبب المستوي الاجتماعي لعائلة آدم إلا أنها تشعر بالشفقة عليهم والحزن …هم يستحقوا أن يعيشوا بمستوي افضل من هذا …لهذا قررت أيضا أن تكلم جدها كي يساعدهم …سوف تتولي تلك المهمة وتعتبرها كرد جميل لما فعله ادم معها …سوف تقنع جدها اليوم بكل تأكيد حتي يوافق …من يعلم قد ينتقلوا جميعهم للعيش في منزل جدهم الكبير …
ابتسمت مهرا بحماس وهي تفكر أن خطتها لو نجحت سوف تكون سعيدة للغاية …فقضاء كل ذلك الوقت في هذا المنزل سوف يجعلها تفقد عقلها بكل تأكيد …هي تأمل فقط أن يوافق ادم والا يقف في طريق نجاح خطتها ولكن من ناحية أخري قد يكون ادم يريد هذا كي يرتاح …فهو يتحمل مسؤولية كبيرة …فكرت مهرا في ادم فجأة …ذلك الشاب الغريب الذي اقتح*م حياتها فجأة …تضايقت منه في البداية ولكنها لن تنسي ابدا أنه أنقذها من مروان …شعرت بالاعجاب الشديد تجاه ادم …فكرت بصراحة …هذا الشاب مذهل …هو مسؤول وطيب رغم انفعاله السريع …يحترم جميع الناس ويساعدهم …لقد ساعدها رغم التوتر الذي بينهم …وايضا هو مرح …لا يعاملها بسو*ء كما توقعت …صحيح احيانا كلامه يجر*حها ولكنه يعود مرة أخري لينسيها ما قاله بلطفه ومزاحه معه …تري كيف ستعيش مع رجل بهذا المزاج الغريب …كيف ستتلائم معه …تري في الوقت الذي ستعيشه معه هل سيتغير شئ …هل هو من سوف يتغير ام هي ….تلك الأسئلة كانت تؤ*لم رأسها …هزت رأسها وهي تخرج تلك الأفكار من عقلها ونظرت الي نفسها نظرة تقيمية…كانت ترتدي قميص من الدانتيل يلتصق بها مبرزا جمال.خصرها النحيل …وجيب اسود لا يصل الي ركبتها …شعرها الأشقر تركته منسدلا وزينت شفتيها بأحمر شفاه داكن ووضعت علي رموشها ماسكرا من النوع الفاخر …كانت تبدو مذهلة حقا …تسلب العقل…..تري هل سينبهر بها ادم عندما يراها …هل سيحب أسلوبها في التأنق…فكرت للحظات ثم سرعان ما هزت رأسها بقوة وهي تو*بخ نفسها؛
-وانتِ مالك يا مهرا يحب هدومك ولا لا …مهتمة برأيه ليه …ده أنتِ غريبة فعلا …
ابتسمت واكملت وهي تزرع داخلها الثقة وتقول:
-المهم أن شكلك شيك وعاجبك أنتِ …بلا ادم بلا غيره …
سحبت حقيبتها الغالية وهي تخرج من الغرفة…
كان آدم جالس علي الأريكة ينظر إلي ساعته ويقول:
-ما حد يدخلها يا جماعة يشوفها ما*تت ولا ايه بقالها ساعة ونص بتلبس !
ابتسمت ليلي وكادت أن تتكلم ولكن خروج مهرا أوقفها عن الحديث …توسعت عينيها بدهشة واطلقت صفير دون ان تدرك وقالت:
-اوتفيت هايل بس يا خسارة مش هتطلعي بيه…
بهت وجه ادم وهو يتأملها وشعر بغليا*ن الدم في عروقه وقال:
-روحي غيري الز*فت اللي انتِ لابساه ده وامسحي المكياج التقيل اللي علي وشك ده ..أنتِ ماشية مع راجل مش طرطور يا هانم !!!
…………
-حلو الفستان ده …
قالها ادم بلطف مشيرا إلي فستان مهرا الازرق الطويل الذي ارتدته بعدما غيرت ملابسها …كان يدرك أن حياة وتفكير مهرا مختلف تماما وهو يجب عليه أن يتفهم هذا …ولكن احيانا لا يستطيع أن يسيطر علي اعصابه….هو لا يمكن أن يسمح لزوجته أن تخرج بهذا الشكل …ومهرا أيضا كانت متعاونة فهي ذهبت وبدلت ملابسها بكل هدوء وارتدت فستان ازرق طويل واسع كان يبدو اجمل عليها من ما ارتدته في السابق…
علي الرغم من أن إبداء ادم إعجابه بفستانها قد أسعدها إلا أنها حافظت علي تجهم وجهها وقالت :
-شكرا .. بتمني يعدي اليوم علي خير ومتهز*قنيش اكتر من كده …
-انت اسف …أنا عارف ان التغيير ده صعب عليكي بس بكرة تتعودي ولو متعودتيش حتي …كده كده الوضع مؤقت وهترجعي لحياتك القديمة متقلقيش …
سيرة الانفصال اوج*عت قلبها مجددا …هي لا تدري حقا ما بها …ما تفكر به لن يحدث …هي مختلفة تماما عن ادم ولن تستطيع أن تتأقلم معه
خرجا من العمارة التي يسكنان بها ..
..
-فين عربيتك ؟!
قالتها مهرا ببراءة وعينيها تدوران في الحي البسيط الهادئ الذي يقطن به ادم …
ضحك ادم فجأة وقال:
-عربية مرة واحدة ؟!لا يا مهرا أنا مش معايا عربية ولا حاجة لسه موصلتش للمستوي ده …
بهتت هي وقالت:
-اومال العربية اللي جينا فيها امبارح دي ايه ؟!..
أجابها ببساطة وقال:
-دي عربية واحد صاحبي الله يباركله هو اللي عرض عليا يساعدني ويستخدمها في زفتي …
ابتلعت ريقها وقالت:
-اومال انت بتستخدم ايه لو رايح مكان …تاكسي برضه..أنا المرة اللي فاتت افتكرت انك اخدتني في تاكسي لأن عربيتك عطلانة ولا انت بتستخدم اوبر …
ابتسم مرة أخري وقال:
-لا يا ستي أنا يستخدم ميكروباص…
-ميكرو…
تلعثمت مهرا وهي تنطقها فضحك ادم وردد:
-ميكروباص …ميكروباص يا مهرا …دي عربية كبيرة بيستخدمها عامة الشعب اللي زينا …بس لانك عروسة جديدة مفروض ومن مستوي راقي مش هصدمك اكتر من كده وهنركب تاكسي…بس الاول تحبي تروحي فين ؟!
ابتلعت ريقها وقالت:
-ايه رايك تختار انت بلاش أنا …
هز رأسه وقال :
-لا أنا مش راجل قليل الذوق للدرجادي …الفسحة دي ليكي اختاري أنتِ براحتك …
ابتسمت بحماس وقالت:
– انا حابة المرادي أخرج خروجاتكم …فاكر لما روحنا نجيب فستان ودخلتني مطعم اكل أكلة كده اسمها شكري تقريبا ..أنا نفسي اكل شكري …
لم يستطع ادم تمالك.نفسه أكثر من هذا وانف*جر من الضحك…وقال:
-شكري ايه يا مهرا ..اسمه كشري … كشري …
ضحك مرة أخري وهو لا يستطيع أن يتمالك نفسه لتنظر إليه بإحراج:
-ما خلاص يا آدم.غلطت يعني مش القيامة قامت بعدين أنا أكلته مرة واحدة معاكم …صحيح كانت تجربة مش حلوة اوووي بس طعمه حبيته …
ابتسم لها بلطف وقال:
-اصل شكري ده اسم واحد صاحبي
..انسان يعني فتخيلت أننا في مطعم وبناكله والتخيل بصراحة كان فظيع …عموما يالا يا ستي ناكل شكري …يوووه قصدي كشري …
-ده انت بارد …
قالتها بغيظ ليضحك هو ويسحبها من كفها خلفه للشارع الرئيسي …أوقف تاكسي وفتح الباب لكي تركب. ثم ركب بجوارها وعلي ثغره ابتسامة هادئة وقد بدت عينيه الزرقاء صافية للغاية !!…
……
بعد قليل في محل الكشري …
كانت يجلسان سويا علي أحد الطاولات … تغمض مهرا عينيها وهي تشم الرائحة وتشعر أن الرائحة تنسل لقلبها …
اخيرا قد وصل الطلب الخاص بهم …مسحت المعلقة بمحرمة ورقية وامسكت عبوة الشطة ولكن وضعتها مرة أخري وهي تتذكر ماذا حدث اخر مرة …
ابتسم ادم وقال:
-الشطة والكشري مينفعش نفرقهم عن بعض …بس نحطهم بعقل …أنتِ المرة اللي فاتت افت*ريتي شوية ..
ابتسمت بإحراج وقالت:
-افتكرته كاتشب …
ابتسم وهو يتناول عبوة الشطة ويضع القليل منه علي طبقها ثم امسك معلقتها وأخذ بضعا منه ومد يديه كي تأكل منه …احمرت بخجل ولكن تناولت من يديه فقال؛
-ها ايه رايك …
أغمضت عينيها وهي تقول بإستمتاع:
-delicious !
ابتسم واعطاها المعلقة وقال:
-Bon apetit
اتسعت عينيها بذهول ليبدأ هو في تناول طعامه بهدوء ..
… . …..
بعد أن خرجا من محل الكشري …نظر ادم لها وقال بلطف:
-تحبي تروحي فين تاني ؟!
-ممكن اروح لبيت جدي وماما …وحشوني اووي …
ابتسم وقال:
-اكيد هاخدك هناك …وهما كمان مرحب بيهم أنهم يزوروكي كمان في بيتنا …يالا هوقف تاكسي ونروحلهم …
ابتسمت مهرا وقالت بلطف:
-شكرا ليك …
كانت سعيدة للغاية…فهو حتي الآن يتعامل معها بلطف بالغ الحقيقة …
….
بعد قليل …
خرجا من سيارة الأجرة…
-ادخلي واتصلي بيا لما تخلصي ..
قالها ادم عندما توقفا أمام منزل جابر عزام …رفعت مهرا حاجبيها وقالت:
-اتفضل معايا ليه مش عايز تدخل …ده بيت جدك …
-جابر عزام مش جدي ولا يقربلي …
قالها بنبرة قاطعة ووجه جامد جعلها ترتعش بتوتر ثم أكمل وقد انبسط وجهه قليلا وقال:
-لما تخلصي رني عليا علشان اجي اخدك …مفهوم …
هزت مهرا رأسها وهي لا تريد أن تعارضه حتي …إصراره علي إنكار قرابته لجده غريب للغاية …مهرا تري في عيني ادم ك*ره لجدها لم تراه من قبل …يوجد شيئا بينهما لا تعرفه بالضبط ..والدتها أخبرتها عدة أشياء ولكنها متيقنة أن والدتها احتفظت ببعض التفاصيل ولم تخبرها …كان فضول مهرا يتصاعد. ..أرادت أن تعرف ماذا فعل جدها لينال كل هذا الكر*ه …هذا ما كان حقا يذهلها …فجدها كان دوما شخص طيب حنون …لم يقس*و عليها إلا عندما تفعل شيئا خا*طئ …دللها كثيرا واعطاها الكثير من الحب لدرجة أنها لم تشعر بمرارة اليتم …فكيف ادم يكر*ه شخصا رائعا مثله ؟!!هذا ما كانت تتعجب منه …تنهدت وفكرت أن الان يجب عليها أن تقنع جدها لكي يساعد ادم …ليس عدلا أن يكون جدها فاحش الثراء بتلك الطريقة وحفيده يعاني من الف*قر …هي لن تسمح بهذا …يحب أن يكون جدها عادل بينهم …فحالة ادم المادية سي*ئة للغاية وهو يضطر أن يعمل عمل متواضع ليجني مال وينفق علي عائلته…
ولجت مهرا الي المنزل …
… .
-مهرا …مهرا وحشتيني …
قالتها مروة وهي تندفع الي احضان مهرا وتضمها إليها بقوة ثم أصبحت تقبلها بقوة وهي تغمض عينيها …كانت تشتاق جدا الي ابنتها …في اليوم والنصف التي غابت عنها كانت تتساءل تري ماذا تفعل وكيف تعيش …هل اعتادت الأمر أم أن هناك مشا*كل حدثت …أسئلة كثيرة كانت تدور بعقلها …لم تنام جيدا بسبب خوفها علي ابنتها …كانت مهرا تبتسم بحب وهي تنظر الي والدتها وقالت:
-وحشتيني اووي يا ماما …رغم اني لسه شايفاكي اول امبارح …بس لما بعدت عرفت اني بحبك اووي وانك بتوحشيني اووي …أنا نفسي ارجع واعيش معاكم هنا …
ارتبكت مروة وقالت بحذر :
-يا حبيبتي احنا مش قولنا هتعيشي مع ادم مؤقتا وبعدين هتطلقي و…
قاطعتها مهرا وقالت :
-عارفة اتفاقنا يا ماما …بس الموضوع صعب اووي ده مش ادم لوحده …أهله كلهم عايشين معانا …أنا حاسة اني عايشه في اسانسير …البيت صغير اووي …يعني بعد ما كنت متعودة علي ده كله هيبقي صعب عليا اتأقلم مع ادم …
تنهدت مروة وقالت:
-حاسة بيكي يا حبيبتي والله بس لازم نعمل كده استحملي معلش …
تنهدت مهرا وقالت:
-هستحمل حاضر …المهم فين جدي اسلم عليه …
-هتلاقيه في مكتبه ..
قالتها والدتها بهدوء لتندفع مهرا الي مكتب جدها …
…
-مهرا !
قالها جابر بإشتياق ونهض وهو يفتح ذراعيه …اندفعت مهرا الي أحضانه وقالت :
-وحشتني اووي يا جدي ..
-وانتِ كمان وحشتيني يا قر*دة والله … وحشتيني اووي …
جلست مهرا في المقعد المقابل له ليقول هو:
-ها طمنيني ادم ضا*يقك ولا حاجة …قدرتي تتأقلمي…
تنهدت مهرا وقررت أن تنفذ خطتها !!
…….
في جامعة ليلي …
خرجت ليلي من الجامعة بعد يوم طويل قضته في المحاضرات …تشعر أنها بالايام الماضية تحا*رب مع المواد …عقلها يكاد ينفجر من كثر ما درست …الاختبارات لا تنتهي والمحاضرات لا تنتهي …فقط عمرها ما ينتهي وطاقتها ايضا …ولكنها تعود وتفكر أن هذا حلمها …هذة حر*بها وهي سوف تخوضها للنهاية …
-انا حاسة اني بقيت جا*رية للدكاترة يا ليلي …بجد حاسة اني هم*وت …
قالتها ميار بتعب فابتسمت ليلي بتعب مماثل وقالت :
-معلش يا ميار لازم نتعب عشان نوصل …
-بس مش كل يوم امتحانات يا ليلي …بجد تعبت …الامتحانات مبتخلصش خالص …أنا عايزة اخد فترة نقاهة كده اسبوع مجيش الكلية دي خالص …
ضحكت ليلي وقالت مستحسنة الفكرة .:
-بيني ما بينك يا ميار وانا كمان نفسي بس أبيه مش هيخليني اعمل كده …ده ممكن ياكلني ….
وضعت ميار كفها علي قلبها وقالت:
-ابوس ايديكي متفكرنيش بالمز اللي طار.مني. ..أنا عايزة اعمل موف اون منه يا ليلي وانسي أنه راح لغيري …
-هتنسي يا اختي متقلقيش …أنتِ قلبك كوافير ميتخافش عليكي …
ضحكا سويا ليقترب فتي صغير يحمل باقة ورد كبيرة ويقول:
-انتِ ليلي ..
نظرت ليلي بدهشة للفتي وقالت:
-ايوة يا حبيبي …
قدم لها الباقة وقال:
-خطيبك سابلك ده …
اخذت منه الباقة بذهول ليركض هو بسرعة .. فقالت ميار:
-بت أنتِ اتخطبتي امتي يا من*يلة ومقولتليش …
-يا بنتي والله ما اتخطبت ولا اعرف ايه الحكاية ..
كانت ليلي تقولها بذهول وهي تتأمل باقة الورود الحمراء …
وجدت عليها بطاقة …اخذتها وفتحتها لتجد أحد كلمات محمود درويش :
-(في قانون الحب، الصباح الذي لا تسمع فيه صباح الخير ممن تحب، يبقى ليلاً حتى إشعار آخر ♡)
وتحت كان مكتوب امضاء (من غرق في حبك ولم يستطع النجاه)
كانت ليلي مذهولة….ولم تعرف من بعث لها تلك الازهار أو الرسالة ..كان قلبها ينبض من الخوف أو الإثارة …لم تكن متأكدة بعد ……
..
ومن بعيد كان ينظر إليها هو …كان مروان يقف وعلي وجهه ابتسامة واسعة …هو سوف يحصل علي تلك الفتاة …سيحصل عليها بكل تأكيد ..
………
خرجت مهرا من المنزل لتجد ادم أمامها ينظر إلي ساعته …نظر إليها فجأة وابتسم ابتسامة خفيفة … اقتربت هي منه ووجهها مشرق .
-خلاص نروح …
هزت رأسها وسارت بجواره …نظر إليها وقال :
-حابة تروحي مكان تاني …ممكن ملاهي ولا اي حتة حباها …است*غلي الفرصة عشان بعد كده نادرا ما هتتفسحي ..
ضحكت هي وقالت:
-لا شكرا خلينا نروح …انت تعبت النهاردة شكرا …
-ايه ده لسانك مطلعش بيحدف دبش بس …تقدري تقولي كلام حلو كمان …دي بشرة خير دي ..
قالها ثم ضحك أشار هو الي سيارة أجرة وقال:
-كويس هروحك عشان اروح للشغل …
توقفت سيارة الأجرة وركبا سويا …نظرت مهرا الي ادم وهي مترددة …هل تخبره بالخبر السعيد …اتخبره أنه غير مضطر للعمل مرة أخري وان جدها سوف يتكفل به…لقد وافق جدها بسهولة أن يساعد ادم …لا تعرف هل كذبها عليه صواب ام لا …هل سيغضب ادم لأنها طلبت من جدها مساعدة بإسمه…كل تلك الأسئلة كانت تدور بعقلها وهي متوترة قليلا …فآدم شخص عصبي للغاية …ولكن كان لديها أمل أن يتفهم دوافعها ويعرف أنها لا تقصد الا كل خير …هي بالطبع لا تريد احراجه ولكن هذا حقه …اليوم تكلمت مع جدها بصراحة وجدها وافقها الأمر …
ابتسمت مهرا وهي تتذكر حديثهما ..
فلاش باك …
-جدي بصراحة أنا مش هقدر اتحمل الوضع ده …أنا عايشة في بيت صغير مع ادم وعيلته …مفيش اي خصوصية وانا مش متعودة…أنا قضيت هناك وقت قليل وحاسة اني بجد مخ*نوقة ..
تنهد جابر بتعب وقال:
-للاسف ادم اتفق معايا علي كده يا مهرا …مفيش في أيدي حاجة اعملها …وادم عنيد جدا …طالعلي ويمكن اعند مني…محدش يقدر يقنعه يعمل حاجة هو مش عايزها …صعب صدقيني …
ابتلعت ريقها وقالت:
-مش ممكن يكون مكسوف ما يطلب منك …شوف يا جدي أنا مش عارفة ايه اللي بينكم بالضبط …وليه العلاقات مت*وترة بالشكل الغريب ده بس ادم حفيدك مينفعش تسيبه هو وعيلته كده ده مش عدل ..
نظر جابر بعيدا …هو لا يكر*ه ادم أو أي أحد من أحفاده …ولكن حسناء…حسناء هي عد*وته وسوف تظل عد*وته حتي يموت …هو يفضل أن يراها مي*تة علي أن يساعدها…
أمسكت مهرا كف جدها وهي تقول:
-ادم حالته المادية س*يئة جدا ومسؤولياته كتير …وشغلته متواضعة اووي يا جدي …مينفعش نسيبه كده انت لازم تساعده …تشوفله شغل احسن …بيت اكبر …وبصراحة أنا عايزة بيت خاص بيا أنا وهو مينفعش اعيش مع عيلته الوقت ده كله …فاهمني يا جدي …
صمتت واحمر وجهها وهي تخترع كذ*بة وتقول:
-بصراحة ادم اللي طلب مني أن حضرتك تشوفله شغل …
كان جابر ينظر إليها …يعلم أنها كاذ*بة …مهرا لا تعلم ولكن ادم يرفض اي مساعدات مالية من جده …حتي أنه رفض أن يأخذ أي أموال ولا حتي حق والده في الثروة …ادم يقول دوما ان هذا المال ملعو*ن …
ابتسم جابر وقال:
-يا ستي قوليله اني هشغله في شركتي من بكرة كمان وهديله اللي هو عاوزه خليه يعدي عليا بكرة ….
باك …
عادت من شرودها عندما وصلا الي المنزل …
…
-ادخل مهرا وادم الي المنزل الصغير وعلي وجه ادم ابتسامة هادئة …كان البيت هادئ…طبيعي ليلي في الجامعة ومرام في العمل …كاد ادم أن ينادي علي والدته عندما أوقفته مهرا وقالت:
-ادم حابب اقولك حاجة …
-قولي…
ابتسمت بحماس وقالت:
-نعم يا اختي …
صرخ بها بعن*ف وامسكها من ذراعها وهو يز*عق:
-مين طلب منك انك تكلميه
..انطقي مين !!!
ارتعبت وهي تنظر إليه وقالت:
-كنت حابة اساعدك…
-وانا مطلبتش انك تساعديني …أنا طلبت منك أنتِ بتتصرفي من دماغك ليه …أنتِ غب*ية …فاكرة انك مراتي بحق وحقيقي …فوقي يا ماما أنا اتجوزتك عشان اداري فضي*حتك السودا دي …
لم تشعر مهرا بنفسها الا وهي تص*فعه بقوة !!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عروس رغما عنها ) اسم الرواية