Ads by Google X

رواية تمرد عاشق الفصل الثاني عشر 12 - بقلم زهرة الربيع

الصفحة الرئيسية

  رواية تمرد عاشق كاملة بقلم زهرة الربيع عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية تمرد عاشق الفصل الثاني عشر 12

بسم الله الرحمن الرحيم

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

في صباح يوما جديد بعد ليلة دا. مية من الحزن على فقيـ. د الشباب، بل فقيـ. د القلوب

الأخ الحنون، الصاحب الأمين، الأبن البار، الزوج الحبيب…. بل ليلة كعاصـ. ـفة هو. جاء تتلهـ. ـم قلوبهم. مازالت تجلس عائلة الألفي في المستشفى على فقيدهم الغالي

دخل صهيب بخطوات متمهلة حزينة، ووجه حزينا.. لم يرى أمامه غير صورته، ضحكاته، مزاحته، مشاركتهم اللعب، الطعام

كل شئ أمامه لم يقتنع أنه لم يراه مرة أخرى.. ابتلع غصة مر. يرة في جوفه ودلف إلى غرفتها.. وجدها تغفو على فراشها كالملاك لا تشعر بما يدور حولها تغرس يد. يها ببعض الإبر والمحاليل.. جلس بجوارها وبدأ يمسد على شعرها

: أنا مش عارف أصبر نفسي ياملاكي إزاي هقدر أصبرك على فراق محبوب القلب

يارب لطفك بينا وبيها، يارب خفف وأزل حزنها.. ظل بعضا من الوقت بجانبها… دخلت والدته وتبادلت النظرات بينهما

– لسة مافقتش ياصهيب

أغمض عيناه بألما ثم أردف بكلمات حزينة

– النوم أحسنلها ياماما.. الله يكون في عونها ويصبرها ويصبرنا جميعا

ربتت والدته على أكتافه… روح شوف جواد ياصهيب… شوفه أخوك مكسور ياحبيبي بس مش عايز يبين ضعفه قدام حد.. حازم قاعد عند غزل ومعرفش هو راح فين

وقف واليأس على ملامح وجهه هو يعلم أن القادم سيكون صاعقة على رؤس الكل

تحرك للخارج مغادر بحثا على آخيه… وجد سيف يخرج من غرفة العناية التي يحجز بها ماجد… نظر له صهيب واردف متسائلا

: لسة مافقش… زفر سيف بضيق وتحدث حزينا- حالته صعبة للأسف الدكتور بقول دخل في غيبوبة

❈-❈-❈

حاول تمالك حزنه-

: مشفتش جواد

ضيق سيف عيناه

– هتلاقيه عند غزل هو مسبهاش خالص

– لا ماما بتقول حازم اللي هناك.. طيب خليك مع بابا أنا خايف عليه وأنا هنزل أشوف أخوك راح فين

عند جواد

خرج إلى حديقة المستشفى يحاول أن يستنشق بعض الهواء.. يتـ. ـنفس بتثاقل كمن يرتكز فوق صـ. ـدره جبلا أو صخرة تمنع تنفسه… جلس واضعا رأسه بين يد. يه وكلمات عاصم تتردد بآذانيه

– غزل بعد د. فن أخوها مستحيل أسبها معكم ولا دقيقة، ووريني يارجل القانون هتعرف تاخدها إزاي!!

يشعر بوجود سيف موضوع على عـ. ـنقه وسوف يقوم بذ. بحه… أطبق جفنيه المتعبتين الحزينتين وترك د. موعه تنساب فوق وجنتيه لقد تحامل أكثر من اللازم حتى لا يرى أحدا ضعفه… ظل على تلك الحالة المتوجعة لوقت ليس بالقليل

وصل صهيب وجلس بجواره

– ناوي علي إيه ياجواد… يحيى مش هيسكت

آهة خفيضة تحررت من بين شفتيه وشعور العجز يتمكن منه.. نظر لصهيب وتحدث بصوتا مر. تجف رغم حزنه ووجـ. ـعه وقوته بنفس الوقت ولكنه لا يتحمل ما بداخله

“جاسر وصّاني ياصهيب وصيّة تقسـ. ـم وسطي، ومش بس كدا ممكن تدبـ. ـحني بعد كدا”

نظر له بصد. مة متفاجأ بكلمات آخيه

وصية إيه دي ياجواد؟

عصر عيناه ألما مما هو آتي ومازال حديث جاسر يتردد

فلاش باك

وصلوا إلى المستشفى وهو مازال يتشبس بيد. يه- جاسر هتكون كويس بس خلي أملك في ربنا كبير.. هستناك ياصاحبي أوعى تخلي بوعدك معايا هنفضل على الحلوة والمرة… كان يسرع به المسعفين متجهين لغرفة العمليات

أمسك يـ. ـد جواد ونظر لداخل عينيه وتحدث بصوتا كاد ان يخرج من شفتـ. ـيه مماجعل جواد يخفض رأسه حتى يستمع له: جواد لو مخرجتش عا. يش وصيتي الوحيدة غزل… غزل أوعى تتخلى عنها.. عارف بوصيّك بحاجة فوق طاقتك بس إنت الوحيد اللي تقدر تنفذها… غزل ياجواد، غزل خدها في حضنك دفيّها بحنانك.. اتحرمت من حنان الأم والأب.. متعرفش يعني ايه معنى الأم فـ. ـقدتها، متخلهاش تفـ. ـقد يعني ايه خذلان حبيب.. لو بتحبني وبتحبها زي مابتقول ماتتخلاش عنها الزمن وحش وغدار ياصاحبي والناس مبترحمش عارف هتواجه صعوبات بس إنت قدّها… جرّه المسعف لغرفة العمليات… وظل جواد ينظر في أثره وهو فا. قد الحركة والنطق… يدعو بقلبه قبل لسانه عودته مرة أخرى بينهم

نظر لصهيب بعد ماقص ذكراه من حديث جاسر

مسح وجهه بكفيه يقاوم وجـ. ـعه وحزنه

ربت صهيب على ظهره

هتعدي إن شاء الله عارف إنك هتقدر تنّفذ الوصيُة من غير خسارة

أمـ.، سك مقدمة ر. أسه يقاوم ألما رهيبا يفتك به.. لا أنا عاجز ومش عارف هعمل ايه بس اللي أقدر أقوله ومتاكد منه صعب انفذ الوصية.. قاطعهم اتصال ندى

غصـ. ـة كبيرة بحلقه عندما وجد اسم ندى ينير شاشته واردف

– ودي ذنبها إيه في اللي بيحصل سواء مني أو من القدر… زفر صهيب بضيق

– ندى عندها فرص كتير ياجواد وبعدين إنت مجبر مش مخير ومتنساش دي غزل وجاسر أخونا غير الوصية واجبة التنفيذ

❈-❈-❈

قاطعهم رنين هاتف سيف

– صهيب غزل فاقت ومحدش قادر يهديها تعالى بسرعة… وقف صهيب سريعا

– غزل فاقت وحالتها صعبة

أسرع كلا منهما إليها… جواد الذي يسبقه قلبه خوفا عليها… صهيب الذي يسبقه اخويته لها

وصل بسرعة البرق وجدها تصـ.، رخ ونجاة والممرضة يحاولون تهدئتها

ضمـ. ـها جواد إلى أحضـ. ـانه- حبيتي أهدي خلاص أنا جيت… أخرجها من أحضـ. ـانه ومسح دموعها التي سقطـ. ت على قلبـ.، ه كحمـ. ـم بر. كانية… كانت تغلق عيناها بوجعاً وألماً

فتحت عيونها الرمادية الجميلة التي أصبحت دا. مية ثم نظرت إليه وأردفت بصوت باكي

– عايزة أشوف أخويا قبل مايغسـ.، لوه لو سمحت.. عايزة ألمـ.، سه لأخر مرة… عايزة أشم ريحته لأخر مرة… كل حاجة بتر. بطني بيه هتكون لأخر مرة .. ياجواد

أنا النهاردة لتاني مرة أتيتم.. طيب أول مرة محستش بوجع عشان معشتش معها نظرت إلى عيونه أردفت متسائلة

– جواد هو ينفع أروح معاه… الدنيا دي معدتش تلزمني.. هعيش فيها ليه ولمين

أخويا خلاص راح… راح سندي وقوتي… راح حضـ. ـني الدافي.. انا مش عايزة أعيش

إرتجـ.، فت أوصاله من كلاماتها ثم جذبها إلى أحضـ. ـانه

– ليه بتقولي كدا ياحبيبتي.. ينفع تسبيني ياغزل… سكنت لبرهة في أحضـ. ـانه علها تجد الحنان الذي افتقدته في وفاة أخيها..

ولكنه ليس أخيها… ولكن شعرت بشعور آخر، شعور بنبضات حبيب وليس اخا

بدأت تبـ. ـكي بنشيج

نزلت دموعها فوق صـ. ـدره كقطـ.ـع زجاج تقطـ. ـع جـ. ـلده… ارتفعت شهقاتها التي اخترقت جدار رو. حه وهي مازالت بأحضـ. ـانه … ملس على ظهرها بحنان

وبدأ يهمس لها ببعض الكلمات.. دخلت ندى في هذه الأثناء ووجدته يقوم بإحتـ. ـضان غزل… ويقف صهيب ونجاة بجانبهم

-“جواد “إنت كويس… نظر لها وهو مازال على حالته… نامت غزل بأحضـ. ـانه بعدما حُقنت بمهدئ

وضعها بهدوء على الفراش ومسد على شعرها بحنان ثم قبـ. ـل جبهتها وهي مازالت مابين اليقظة والنوم… بدأت تهمهم بأسم أخيها

تنهد بحزن ونظر لوالدته

– ماما مليكة عاملة إيه؟

– نايمة ياحبيبي لسة سيف عندها أنا جيت لما غزل فاقت وبدأت تصر. خ وتنادي على جاسر

ملس على وجهها- خليكي جنبها ياماما هشوف ندى شوية وراجع

أمسـ. ك بيـ. ـد ندى وخرج لحديقة المستشفى

جلس فوق المقعد بظهر منحني وكتفين متهدلتين قتله الوجع على فراق أعز الأصدقاء… جلست ندى بجواره ومسدت على ظهره

– عامل إيه وإزاي دا حصل أنا لسة عارفة من شريف من شوية…

– أنا كويس الحمدلله زي ماانتِ شايفة بحاول أكون كويس… نظرت له بعمق

– غزل عاملة إيه وإزاي هتقدر عليها في حالتها دي المفروض تشوف د كتور نفساني

جحظت عيناه من كلماتها

-غزل تحت الصدمة ياندى، الصدمة كسر. تنا كلنا، ولولا وجود جاسر كنت زماني أنا اللي بيبـ.، كوا عليه يعني هو فداني برو. حه.. هي مش مجنونة

-إنت قصدك إن جاسر فداك… يعني كنت ممكن تكون

فرك وجهه بكفيه بغضـ.، ب وحزن

– بالضبط كدا.. كنت زماني أنا اللي بتعيطوا عليه

– هو دا اللي كنت عايزة أكلمك فيه من فترة بس الوقت بيكون مش مناسب

ضيق عيناه ونظر لها مستفهما عن حديثها

– مش فاهم تقصدي ايه

فركت يديها وولته ظهرها

– شغلك دا ياجواد، أنا مش مرتحاله مش عايزة الشغل دا… عندك شركات كتير ليه الشغل المعقد دا اللي ممكن ياخدك مننا

هو. ت كلماتها على رأسه كصا. عقة… ضيق عيناه ونظر لها مستاءا

– أنا مش هرد عليكي عارفة ليه.. عشان مش الوقت والمكان ولا الحالة تستدعى النقاش الأهبل دا.. عن إذنك

زفرت بضيق من عصبـ.، يته وتذكرت حديث والدتها بعدما علمت ماصار لجاسر

– شغل الظباط دا مش حلو ياندى لازم يسيب شغله هتفضلي عايشة على أعصـ. ـابك وهو في مهمة، وبعدين شغلهم كله أوامر وغير مش هتلاقي منه كلمة غزل ولا حب.. هتعيشي إزاي بقى برنسس ندى اللي الكل هيموت عليكي لازم يكون عندك شخصية انتِ مش أي حد إنتِ ندى الدسوقي المذيعة المشهورة… لو ماأخذتيش موقف هتفضلي طول عمرك تحت طوعه، وبعدين يانودي دا دايما جد كدا.. قوليلي جه مرة عزمك على عشا رومانسي.. أو حتى قالك كلمة حب، نظرت لها بهدوء ثم قالت.. “او با. سك بو. سة حبيب ياقلبي” فكري في كلامي ”

وقفت وكأنها تائهة ولكنها اتخذت قرارها

وخطت لداخل المستشفى تلاحقه الى غرفة غزل.. قابلها صهيب وهو يجلب قهوة

نظر لها بهدوء- ندى بلاش تشدي مع جواد في الوقت دا لو سمحتي حاولي توقفي جنبه في الظروف دي

وضعت ذراعيها فوق بعضها وضمت نفسها

– هو أنا عملت إيه ياصهيب وبعدين هو راح اشتكى مني

ضيق عيناه مستغربا هجـ.، ومها

– أنا معرفش إيه اللي حصل انا بكلمك بشكل عام بعد ما شفت حالته وهو داخل

جلس يمسح وجهه بعصبـ. ـية بعدما شعر بالإختـ. ـناق من حديث ندى.. أتى حازم إليه

– كنت فين ياحازم وازاي تسيب غزل وتمشي؟

-استغرب حازم هجـ. ـومه ولكنه حاول هدوئه بسبب حالته التي رآها

– كنت بخلص أوراق الد. فن المفروض نخرج جاسر لد. فن دلوقتي بدل عمه الظريف رفض يعمل حاجة بعد هجومك عليه

نظر له بقيلة حيلة.. وحاول تمالك أعـ.، ـصابه

متزعلش مني.. أشفق عليه كثيراً قاطعه بصوتاً مرتجف

– المفروض نخرجه لمثواه الأخير بعد ساعة

جواد أجمد الكل محتاجك.. عارف اللي جاي صعب بس لازم نقوّي بعض

نظر له جواد- كلمت مامتك عرّفتها… دخل حسين ياله ياولاد قدامنا آخر مهمة

– ماما وخالتوا جايين في الطريق ياعمو قدامهم نص ساعة .. ماما موّصياني استناها… نزلت كلامات حازم على عمه كصا. عقة، شعر بانسـ. ـحاب رو. حه بعدما تحدث بهذه الكلمات.. كان جواد ينظر بصمت لمتيمة قلـ. ـبه و حياتهما سويا تمر أمام عيناه لايشعر بما يدور حوله

ربت حسين على كتفه

– حبيبي شد حيلك أنا مقدرش أقول غير كدا وربنا يصبّرنا على فراقه

– الحمدلله لله يابابا… ربنا يصبّرنا ويرحمه ويتقبله من الشهداء إن شاءلله.. جاسر مكنش صديق بس لا كان توأم رو. حي رغم السن اللي بينا بس كان مجرد نظرة مني كان بيفهم عايز إيه.. اللي زيه مايتعوضش

لله الامر من قبله ومن بعده.. ومانقول إلا مايرضي الله.. ربنا يصبرنا ويصبر أخته عشان إحنا كلنا هننسى ونكمل لكن هي لا دا كان الحياة.بالنسبالها .. معرفش هعمل إيه عشان أخليها تحاول تعيش من غيره

دخل سيف… بابا طنط حسناء وطنط ليلى جم بره واقفين مع ماما وندى

خرج حازم سريعا متجها لوالدته.. بينما ظل حسين ينظر للفراغ ويحاول التما. سك أمام أولاده فهل الماضي سيؤثر عليه مرة آخرى… نظر جواد لوالده بهدوء أخرجلها يابابا وأنا شوية وهاجي وراك

أغمض حسين عيناه وحاول أن يستنشق مزيدا من الهواء يعبأ به رأتيه… ظل جواد يراقب حركات والده

خرج بهدوء… وجدها تجلس وتبكي بحر. قة هي وليلى وتواسيهما ندى التي تقف بجوارهما… ارتبكت نظرات حسين إليها.. حاول جمع شتات نفسه نظر لها بهدوء لم يرى سوى عيناها التي كانت تربكه وتهدم جميع حصونه ولكنه اليوم شعر بغموض في نظراتها إليه… تقدم منهما

حمدالله على السلامة… ربنا ير. حمه.. وقفت ليلى واتجهت له

– عايزة اشوفه ياحسين عايزة اودعه، نفسي احضنه اوي… اردفت بها بصوتا باكي.. وقفت حسناء تحضتنها

– عايزين نودعه ياحسين.. عايزة اطلب منه السماح لو سمحت

مسح حازم دموع والدته

– حبيبتي جاسر مش زعلان منكوا… بلاش تو. جعوه ياماما لو سمحتي

ضمـ. ـت وجه إبنها – خدني له ياحازم عايزة اشوفه عايزة أشوف شكله أتغير ولا لا..

محدش هيدخل لعنده… أردف بها جواد بقوة… دلوقتي جاية تتكلمي عن حقك إنك تشوفيه.. كنتي فين من تمن سنين وهو بيمسك ايد. ك ويتحايل عليكي عشان مش تسبيه… برافو عليكي إحنا المفروض نشكرك على واجبك الذيادة دا

– جواد إنت اتجننـ. ـت.. نظر لوالده ثم لوالدته التي تجلس بصمت… محدش له الحق هنا غير أمي يابابا عشان هي اللي ربت وتعبت

دول جايين بأي حق يطلبوا حقهم فيه

– جواد حبيبي مينفعش تتكلم كدا… نظر لها نظرة ار. عبتها

– إنتِ تعرفي ايه عشان تتكلمي ماتتدخليش في حاجة متعرفهاش.. نظرت له وعيناها تغشاها الدموع من أهانته لها أمام الجميع

جذب صهيب يد. يها- تعالي معايا ياندى عايزك… تحدث بها عندما وجد حالة جواد الذي فقدت السيطرة

خطى ووقف أمام حسناء مباشرة

– عايزة تشوفي مين يادكتورة… دا أنا خايف اوريكي حد تاني وتقتنعي إنه هو.. تشوفي واحد سيباه طفل وجاية بعد مابقى راجل.. لا وكمان مات… صفق بيد. يه برافو والله معرفش اشكرك ولا أعمل إيه

جذ. به والده وخرج به.. ثم نظر لحازم.. خد مامتك وخالتك ياحازم عشان يودعو جاسر

وقف جواد ونظر لوالده بصد. مة

– أمشي ياجواد ومتخلنيش أتغابى عليك.. أردف بها حسين بهدوء ينافي حالتهما

بعد ساعة خرج الجميع سوى مليكة التي لا تشعر بالعالم الخارجي وكأنها استسلمت للغياب عن الوعي

وقف جواد أمام المستشفى يستلم جثـ.، مان الحبيب الغائب.. الفقيد الشهيد.. وقف بجواره صهيب وسيف وحازم وباسم الذي انضم إليهما.. دموعه محبوسة كأنها أبيه النزول وحمد الله على ذاك… صهيب الذي شعر بأن روحه تنسحب منه وكأنه غير قادر على التنفس فلعله في كابو. س ويستيقظ منه.. سيف الذي يصغره ببضع سنوات.. دموعه لن تتوقف ابداً ولسانه يردد اللهم لا إعتراض على الابتلاء

حازم وآه من آلام قلبه وتأنيبه لأنه تركه وسافر تمنى لو يرجع الماضي لن يتركه أبدا.. اغمض عيناه بقوة حتى يتمالك من نفسه… ركبت ندى ووالدتها ووالدها سيارتهما انتظارا بخروج الجثـ. ـمان.. بينما نجاة التي يحتويها حسين بذراعيه وهي تبكي كأم فقدت ولدها الفقيد ولما لا فالأم هي التي تربي…أما حسناء وليلى اللتان تقفان ودموع الحسرة والندم على كلتيهما

خرج جثمـ.، ان الشهيـ.، د بخروج مشرف من قبل الشرطة وهما يتوجهون به إلى عربة نقل الجا. ثمين للإنتقال الى مثواهم الأخير

صر. خة بآهة عالية خرجت من جوف قلب نجاة.. عندما وجدتهم يحملّونه ويخرجون به- ياحبيبي يابني يارب صبرنا يارب

صر. خت بها.. ضمـ. ـها حسين لأحضـ.، انه

– نجاة مينفعش اللي بتعمليه دا، شوفي ولادك ماسكين نفسهم بالعافية… اتجه الشباب حتى يستقبلوا الشهيد ويضعونه بالسيّارة… وزع جواد نظراته لصهيب وحازم- روحوا هاتوا مليكة عشان نتحرك للفيوم

أمسـ.، كه صهيب

– جواد إنت كويس.. نظر له نظرات تائه مشتت ورغم ذلك تحدث قائلا:

– كويس ياصهيب هروح أجيب غزل، ياله عشان منتأخرش على صلاة الضهر

اقتربت ليلى من جواد

– فين غزل ياجواد

– رايح أجيبها.. أردف بها وهو يتحرك

دخل صهيب على إخته وجدها استيقظت ولكنها تنظر في اللاشئ

– مليكة ياله ياقلبي عشان هنرجع الفيوم.. لا تنظر له ولا تتحدث ظلت كما هي.. سندها وضمـ. ـها إلى أحضـ.، ناه متحركاً للخارج

تحرك حازم عندما وجده أخرج بها وقف أمامها.. أشفق عليها حازم فما تشعر به صعباً ومؤلم

– مليكة عاملة إيه؟.. تحركت ولم ترد عليه

ابتلع غصة مؤ. لمة ودخل إليها فالقادم سيكون صعب للغاية عليها.. وجدها تنام بهدوء بفضل المهدئ.. إتجه إليها وحملها ضا. ما أياها إلى صـ. ـدره بحنان .. كأنه سيفقد. ها

فتحت عيونها عندما أستنشقت رائحته

– جواد نزلني رايحين فين أنا مش همشي وأسيب اخويا

جفّ حلقه وار. تعدت مفاصله.. خطى بها بخطوات هزيلة وتر. قرت عيناه بالد. مع

– أطرق رأسه للإسفل يقاوم رغبة قوية في البكـ. ـاء.. حاول التماسك بقدر الإمكان

– نزلني ياجواد أنا هقدر أمشي عايزة أشوف واخدني فين.. قطعت حديثها عندما وجدت نفسها خرجت من باب المستشفى.. ووقوف صهيب وحازم بجوار سيارتهم… أنزلها بهدوء أتت نهى إليها

– غزل حبيبتي عاملة إيه- البقاء لله

لم تستمع ولا تنظر لشيئا غير السيارة التي تركن بجانب الطريق ويكتب عليها

“كل نفس ذا. ئقة المـ. ـوت”

شهـ. ـقة مرتفعة وهي تتحرك متجة للسيارة

نظر جواد لصهيب وأردف بصوتا مهزوز

– هاتها أنا مش قادر أتحرك حاسس إني عاجز ومشلول… نزلت ليلى سريعا من السيارة عندما وجدت غزل تتحرك بهدوء كأنها تتعلم المشي متجه لسيارة الموتى

وقفت أمامها مردفة ببكاء

– غزل حبيبتي ثم ضمـ. ـتها لأحضانها ونظراتها ذائغة لمحل آخيها أغمضت عيناها بحز. ن وقهـ.، ر لقد جفت دمو. عها بـ.، كاء على حبيبها الغالي

لم تتحرك ولم تفعل شيئا واقفة فقط كأنها فقد. ت النطق والحركة… أمسـ.، كها سيف وحازم.. تعالي معانا حبيبتي عشان هنمشي

اتجهت بنظرها لجواد الذي يواليها ظهره ويقبض على يد. يه بعنف… جذ. بها صهيب من ايد. يهم ضامـ.، ما إياها ومتحركا بها الى سيارة والده… فتح الباب ونظر لوالدته

– ماما خديها معكم خلي بالكم منها وإحنا هنحصلكم

تركت يد. يه واتجهت لجواد الذي مازال على وضعه… أمسـ. ـكت يد. يه

هروح معاكم.. عايزة أحضر الدفنة.. وحياتي عندك تاخدني معاكم

شعر بأن الأرض تميد به وشعوره بالعجز والضعف في آن واحد ورغم ذلك نظر لحازم… روحي أركبي مع حازم وخالتك وأنا هحصلكم… أمأت برأسها “لا” وسندت على كتفه “مش هروح مع حد غيرك”

جذ. بها بقوة لأحضـ. ـانه لقد فقد السيطرة على نفسه بكى في أحضـ. ـانها مردفا “هيكون صعب عليكي ياقلبي.. أسندي نفسك ياغزل وحاولي تكوني قوية… خرج من أحضـ. ـانها وضـ. ـم وجهها بين يد. يه.. عايز غزل القوية اللي ربتها مش عايزك هشة ضعيفة الحزن يمو. تك.. أنا محتاج قوتك عشان تقوينا” سحبـ.، ته وإتجهت به إلى سيارته-

غزل قوية ياجواد فوق ماتتخيل وهتشوف هحضر دفنة أخويا.. عصـ.، ر عيناه حزنا وو. جعا لأنه يعرف إنها لم تتحمل

نظر الجميع إلى مشاهدتهم … تحدثت والدة ندى:

– هي البنت دي دايماً لازقة في جواد كدا ياندى.. مااخواته أهم إشمعنا هو

زفر. ت ندى بضـ. ـيق فهي شعرت بوجود مشاعر لدى غزل إتجاه جواد.. جاوبتها بهدوء رغم ضجيج قلبها

– دي غزل ياماما وانتِ عارفة البنات ودلعهم وأكملت حديثها

– دي اللي شريف هيـ. ـموت عليها من يوم الخطوبة وهو قارفنا عشان نتقدملها

نظر والدها- ممكن تسكتوا بدأو يتحركو أنا جاسر صعبان عليا قوي والبنت دي كمان ربنا يصبرهم وبدل ماانتوا بتتكلموا في حاجات تافهة… ادعوله بالرحمة

بعد فترة وصلت السيارات جميعا إلى المسجد وقاموا بالصلاة عليه ثم اتجهوا إلى المقابر الخاصة بالعائلة

إتجه حازم وصهيب إتجاة السّيارة التي بها الشهيد.. لم يبقى له أسما حتى كانوا ينادونه بالشهيد.. ماأصعب فراقك ياإنسان لحظات ولم يكن لإسمك غير هاتوا الجثمان… هوت الكلمة على أقاربه كسكـ. ـين بارد يذبـ. ـحهم جميعا… سقطت دموع صهّيب وكأنه لم يبكي من قبل حتى وصل إلى عدم قدرته على المشي… تثاقلت أنفاسه

واتجه ببطئ كأنه يسير على حمـ. ـم بر. كانية

يقف الكثير من الناس بوجوه حزينة وقلوب تتبادل الحسرات وأعين تجمع الدموع

جذ. ب جواد غزل واتجه بها إلى مكان السيدات… نظر إلى نهى وتحدث

ماتسبهاش لو سمحتي.. ثم نظر إلى خالتها

عيونكم ماتنزلش من عليها لحظة

ضمتـ.، ها ليلى لأحضـ. ـانها وبكـ.، ت بنشيج… حتى شعرت بأ. لم حنجرتها… أما حسناء فظلت تنظر إليهم وهم يخرجونه

– سامحني ياحبيبي سامحني… ظلت تردف بها إلى أن أوصلوه المقبرة… نزل جواد أولاً لإستلام صديق عمره

هنا لم تشعر غزل بنفسها إلا وهي تخرج من أحضـ. ـان ليلى وتسرع إليهما

– لا لا ظلت تصـ. ـرخ بصيـ. ـاح بلاش والنبي بلاش تنزله في الضلمة… بكى كل من يقف إتجهت حسناء إليها

– حبيبتي ماينفعش.. أخذها حازم بقوة متجها بها إلى والدته وحاول توقفيها… ظلت تصرخ بأعلى صوتها عندما حمل جواد وصهّيب الشهـ. ـيد نزولا به الى مثواه الأخير

” جواد مش مسمحاك لو نزّلت أخويا تحت والله ماهسامحك… جواد صاحت بها بقوة وحازم يضمها ويبكي على أفعالها.. عايزة اخويا ياجواد.. انا بكرهك… خليك فاكر إنك إنت اللي دفنته بعيد عني…جواد صر. خت صر. خة مز. قت كل القلوب خرج صهيب وترك جواد بالأسفل.. متجها إليها

جذ. بها بقوة وأركبها سيارته التي بها والدته ومليكة الحاضرة الغائبة

ونهى بجوارها وهي تضـ. ـمها… حاولت غزل الفكاك من قبضته ولكنه جذ. بها بقوة وقام بحقنها سريعا… نظر بعيون باكية لوالدته… دي متتسابش لوحدها ياماما، جواد كان عنده حق لما قال بلاش

اتجه يحيى إلى حسين:

– إحنا هنسيب غزل مراعاة لظروفها ياحسين بس مش كتير،… ثم توجه وركب سياررته

غادر الجميع إلا من جواد الذي ظل جالسا فوق قبره فترة… بعد المغادرة.. هو. ت دموعه بقوة وصدمة قوية امتلكته كأنه لم يفق إلا الآن.. بعدما أدخله مقبرته.. ظل يحدق للمقبرة وتمنى أن ينزل ويخرجه منها… تمنى أن يخرج له جاسر ويحدثه بأنه كان يفعل به مقلب . .. تمنى وتمنى إلى أنه شعر بإنسحـ. ـاب أنفاسه.. وقف فترنح جسـ. ـده وأحس ان ساقيه فقـ. ـدت القدرة على الحركة… وصل صهيب إليه عندما تأخر عن اللزوم

جلس بجواره نظر له بأعين دامية تائه مشتت لا يشعر بالعالم من حوله..

– مخـ. ـنوق قوي ياصهيب… حاسس إني بمـ. ـوت وياريتني أموت

أوقفه صهيب بهدوء… ياله ياجواد غزل لو فاقت مش هتسكت ومليكة خايف عليها الصدمة كبيرة على قلبها… لكن إحنا اقويا ياجواد مش ضعاف ولا إيمانا ضعيف عارف الصدمة كبيرة على الكل بس هتعدي

الإختبار صعب على الكل ياصهيب وفيه تعب ومشقة لكن ربك رحيم وعارف إن الابتلاء بشيل من ذنوب عبده بس يصبر.. لكن أنا طلعت ضعيف قوي يااخوي.. ضعيف قوي.. مش عارف هنول الصبر دا ولا الوجع والفراق مش هستحمله… النهاردة اكتشفت إن إيماني ضعيف قوي

وأكمل حديثه الباكي

شوف بايد. ي الاتنين دول حطيته تحت هنا وسبته لوحده، بايد. ي دي قدرت اسيبه يعاني الوحدة والضلمة ياصهيب يارتها اتقطعت ولا كنت عملت كدا… أنا ضعيف قوي فوق ماتتخيل

ضـ. ـمه صهيب بقوة وظلا يبكيان حتى شعر أن دمو. عهما جفت من كثرة البكاء

بعد فترة رجعوا إلى منزلهما… ولكن وجدا حازم أخذ غزل عنده لأنه الأقرب لها…

دخل جواد غزل فين ياحازم

– لسة نايمة جوا

صوّب نظراته لحسناء ثم اتجه بنظراته لحازم

– هاخدها ياحازم لو سمحت مش هقدر ارتاح وهي بعيدة عني.. غير دي وصية جاسر الله يرحمه.. هتكون مسؤليتي

– من غير وصيّة ياجواد أنا عارف علاقتكم ببعض… دخل وحملها متجها بها إلى منزله… وضعها بهدوء على فراشها

دخلت والدته عليه…

– أختك هتفضل كدا ياحبيبي… تنهد بحزن وقهر…

– تعرفي الغيبوبة أحسنلها ياماما سبيها مرتاحة ملست على شعره بحنان

– إنت عامل إيه ياحبيبي

-الحمدلله كويس… عايز بس أنام شوية

لكن خايف غزل تصحى، وانتِ كفاية عليكي مليكة… فين نهى صحيح.. هي روّحت

– لا سيباها قاعدة مع مليكة كلمت مامتها وقالت هتروّح الصبح

– تمام كويس ممكن غزل تتحسن لو قعدت شوية معها، هما قريبين من بعض.. اتجه إلى الفراش

وجلس بجوار غزل التي أعطتها الطبيبة حقنة مهدئة…. نظر إليها بعمق وهي نائمة كالطفلة وتذكر حوارهم بعدما دلف للمستشفى

أمسـ.، ك بيد. ي جواد

– اوعدني ياجواد لو مخرجتش من الأوضة دي إنك تراعي غزل وتكون لها السند والحامي.. أوعى حد يزعلها… دي لسة طفلة معرفتش معنى كلمة ماما إيه.. راعيها وياريت لو ينفع تتجو. زها.. اتجوز. ها ياجواد ثم أغمض عينيه وأسرع به المسعفين لغرفة العمليات…

نهاية الفلاش

ملس على شعرها بحنان فهي أمامه الطفلة المدللة للعائلتين.. ابتسم بخفة بعدما تذكر حديثه عن الزو. اج وحدث حاله

عايزني اتجو. زك تخيلي بيطلب مني المستحيل… آه ياوجع قلبي عليك ياصاحبي.. أنا بسند الكل ومش لاقي اللي يسندني في غيابك.. وقف واستند بظهره على الجدار البارد والحزن يتملك منه يدعوا الله أن يصبّره على إبتلائه… انزلقت دموعه رغما عنه عندما تذكر جولاته مع صديق عمره.. اتجه بأنظاره إلى غزل وجد دموعها تنزلق من عينيها … أغمض عينيه بألم لا يعرف مصيرها وخاصة بعد حجز والدها في العناية وحديث الأطباء عن حالته المتأخرة… وحديث عاصم الذي شـ. ـقه لنصفين

ظل ينظر إليها بصمت ثم اتجه وجلس بجوارها وبدأ يمسد على شعرها بحنان

مسح دموعها العالقة برموشها..

– لو اضطريت أمو. ت اللي يقرب منك مش هتأخر، عارفة ليه أمسك يديها وقبلها

“عشان رو. حي فيكي محدش يقدر يقرب منك إلا بمو. تي ورغم كدا مش هقدر أتجو. زك مع إنها أمنيتي الوحيدة” ملس على وجهها خايف يوصل بيّا الحال أكره اليوم اللي قابلتك فيه واتوليت رعايتك… نزل بجبهته على جبهتها… بتمنى أمو. ت ولأني أكر. هك ياحبيبة عمري… خايف قوي ياغزل

لكن المتأكد منه إنك العشـ. ـق الممنوع ومستحيل يربطنا عقد واحد… رفع نظره لها وجد دموعها تسقط بصمت كأنها تسمعه.. قبل جبهتها…

بعد مرور عدة أيام والحال كما هو

دخل عليها وجدها تنظر من النافذة بصمت فهي لا تتحدث مع أحد منذ ذلك اليوم… جلست نهى يومين ولكنها سافرت وتركتها بحالة مأسو. ية… جلس بجوارها..وصـ. ـدره يسـ.، تعير بلهـ. ـيب الحزن والوجع عليها

أدار وجهها له

– هتفضلي كدا يازوزو وحشتني ضحكتك ياحبيبتي…تعرفي مليكة برضو مابتتكلمش خايف عليها..

نظرت له .. بدأت تبكي بنشـ. ـيج…

– عايزة أمو. ت ياجواد

نزلت دموعها فوق صـ. ـدره كقطع زجا. ج تقّطـ. ـع جلـ. ـده… ارتفعت شهقـ. ـاتها التي اختر. قت جدار رو. حه.. بعد الشر عليكي ياحبيبتي متقوليش كدا ظلت تبكي وهي مازالت بأحضـ. ـانه … مسد على ظهـ.، رها بحنان

وبدأ يهمس لها ببعض الكلمات.. دخلت ندى في هذه الأ ثناء ووجدته يقوم بإحتضان غزل…

نظرت إليه باستـ.، ياءثم تحدثت قائلة:

چواد عايزاك برة خمس دقايق

استغرب جواد نظراتها ورغم ذلك أشار لها بالخروج

غزل حاولي ترتاحي هرجعلك بعد شوية

خرج إلى الحديقة بعدما أوصى صهيب عليها.. وجدها تقف وكأنها غاضـ. ـبة… اتجه إليها ووقف بمقابلتها وأردف غاضـ. ـبا منها:

إيه اللي عملتيه فوق دا؟

– دا انتِ حتى مسألتيش عاملة إيه، ولحتى عزتيها، ايه قلة الذوق بتعتك دي

ظلت تهز قدمها بعنـ. ـف من كلاماته ثم رفعت نظرها إليه وتحدثت مستـ.، اءة:

– خلصت كلامك… عايزة أعرف بقالك كام يوم

يوم وإنت مش وراك غير ست غزل

حتى تليفوناتي مبتردش عليها… لا وكمان عامل زعلان مني… ماكفاية إنت!!

نظر إليها بغضـ. ـب وتحدث قائلا

-كلمة كمان وهنسى إنك خطيبتي وبلاش تلبخي في الكلام يااستاذة نسيتي نفسك ولا إيه… اللي جوا دي بنتي عارفة يعني ايه

– لامش بنتك ياجواد ودا حقي.. لو إنت مش واخد بالك إن غزل بتحبك تبقى غبي

أما لو واخد بالك وبتستعـ.، بط عليا يبقى هنا لازم نلاقي حل

أمسـ. ـكها بعنـ.، ف من يد. يها وأردف مستنكرا حديثها

– إنتِ شكلك اتجننتي ونسيتي إنت بتتكلمي مع مين، ودلوقتي قولي عايزة ايه، إيه سبب زيارتك الحلوة دي!!

على الجانب الآخر

عندما تركها وخرج… ظنت إنه خرج لحبيته لأنه أشتاق إليها.. خطت بخطوات حافية القدمين للخارج… وجدت صهيب يتحدث في هاتفه ومواليها ظهره… هبطت بهدوء إلى الأسفل وخرجت من باب الفيلا الرئيسي وجدته وهو يقف ويمسك بأيدي ندى… نزلت دموعها رغما عنها، ثم خرجت متجة إلى الباب الخارجي للحديقة الخلفية

ظلت تسير بخطوات مهزو. زة ضعيفة لعدم قدرتها على الحركة بسبب عدم تناولها الطعام منذ ثلاثة أيام بعد وفاة أخيها

وصلت إلى المقابر نظرت حولها في جميع الاتجاهات فهي نسيت أين مقابرهم، حاولت التذكر… بعد فترة وجدته أخيرا

جلست بجانبه تكاد تأخذ انفا. سها بصعوبة

رآها حارس المقابر اتجه إليها سريعا عندما وجدها بهذه الحالة نظر بأسى إلى حالتها

– ياحبيبتي يابنتي ايه اللي عامل فيكي كدا

لم تجوابه ولم تنظر إليه حتى

ظلت تلمس التراب الذي بجوار المقبرة وتتحدث كأنه يسمعها

تركها حارس المقابر وغادر وظل يراقبها فترة من الوقت..

عند جواد وندى

نظر إليها مذهولا من حديثها… حاول يدعي الثبات.. قولي عايزة ايه ياندى

أنا جاية اقولك على حاجة

مسح وجهه بكفيه يقاوم إستيـ. ـائه منها

– قولي عايزة إيه بسرعة ياندى لو سمحتي إنت شايفة حالة غزل، دي ممكن تعمل في نفسها حاجة بتقولي عايزة اروح لأمي وأخويا… ندى حاولي تقربي منها مش تيجي وتقولي كلام يزعلني منك

❈-❈-❈

تغضن جبينها بعبوس وأردفت متسائلة

– إنت قصدك أقرب من غزل اللي كل نظراتها حب لخطيبي… أمسـ. ـك ذراعها بقوة

– انتِ باين عليكي اتجننتي، دي زيها زي مليكة وغير أنا مربيها فطبيعي تحبني

ارتفع جانب وجهها وبشبه إبتسامة متهكمة قائلة باستهزاء

– أنا مش عارفة أقولك ايه الصراحة.. بس هوريك حاجة… اعطته هاتفها

“شوف الرسالةو الصورة الحلوة دي بتاعة مين”

أمسك هاتفها وجد صورة له هو وغزل وهو يقّـ. ـبلها ويضـ.، مها بقوة كحبيب ويكتب

– شوفي خطيبك المصون بيخـ. ـونك مع البنت اللي بيقول عليها بنته

أغمض عيناه بو. جع فمن الآن اصبح في منطقة خطر من الجميع.. توجه بأنظاره لندى التي تنظر له بصمت وعيناها تترقرق بالدمع

– انتِ مصدقة الكلام دا ياندى، مصدقة إني ممكن أكون بالحقارة دي… أقتربت منه ودموع عيناها تنساب على وجنتيها

– طيب قولي لو مكاني هتعمل ايه، وكل الخيوط قدامي بدأت تبان من رفضك ارتباط شريف بها حتى ماخلتوش يكلمها.. بتحسسني بغيرتك عليها.. لو بتحبني إثبت دا ياجواد لو سمحت… خلي شريف يرتبط بيها هو أعجب بيها وهيمو. ت عليها

قاطع حديثهما عندما اتجه صهيب سريعا اليه

– جواد غزل مش موجودة في البيت معرفش خرجت إمتى وازاي؟

هو. ت كلمات صهيب على قلبه مز. قته لنصفين.. وأسرع يبحث عنها في كل مكان

ونبضـ. ـات قلبه في الإرتفاع.. مما افقده السيطرة على نفسه، وبدأ يصرخ في صهيب “دقايق بس ومعرفتش تحافظ عليها ثم لكمه في صـ. ـدره قولي أعمل فيك ايه دلوقتي وأدور عليها فين دي مش حاسة بحاجة.. أسرع إلى سيارته وهو يفتح هاتفه حتى يرى موقعها من خلال سلسالها… صاحت ندى بقوة عليه

” جواد” إحنا لسة مكملناش كلامنا ممكن أعرف سايبني ورايح فين زي المجنون كدا

أردفت بها وهي تقف أمامه وتضع يديها فوق الاخرى وتضمـ. ـها على صـ. ـدرها

صوب نظرات نا. رية إليها

بتتكلمي بجد.. يعني تقصدي أسيبها واروح اقعد معاكي ومعرفش عنها حاجة

زفرت بضيق وأردفت

-أنا أهم منها عندك مش كدا ولا إيه ياحضرة الضابط… ركب سيارته وكأنه صم آذنه من حديثها وأشار لها

-ابعدي من قدامي بدل مااتغابى عليكي ثم قام بتشغيل المحرك… اتجهت وفتحت باب سيارته

– مش هتمشي ياجواد إلا لما نخلص كلامنا

تهد. جت أنفا. سه باضـ.، طراب من استفزازها

– ندى لو حقيقي باقية عليا لو حتى سنتيمتر إبعدي عني… غزل لو حصلها حاجة ماتلوميش غير نفسك… وعايز أقولك هي أغلى من روحي شوفتي أهميتها عندي بتكون إيه

إهتزت نظراتها أمام ثورته

– لدرجة دي معنديش خاطر عندك ياجواد

قام المسؤل عن المقابر

– ايوة ياباشا فيه بنت قاعدة قدام المقبرة وعمال تعيط

إرتجـ.ـفت أوصاله حزنا عليها وعلم مابها الآن… اتجه سريعا إليها

نزل من سيارته وبخطى متعثرة اندفع يركض إليها بلا هدى حتى يجدها ليشعر بنبـ.، ضات قلبه مرة آخرى

رأها تضع رأسها على المقبرة وكأنها تتحدث إليه

عند غزل

جلست بجواره تمسـ.، ك بحفنة أتربة بأيد. يها

وحشتني قوي ياجاسر كدا تسبني دا كله لوحدي في الدنيا الظالمة دي.. مش لاقية اللي يخدني في حضـ. ـنه من بعدك.. ثم انسابت دموعها.. حتى جواد مع الوقت هينساني.. بابا تعبان قوي ياجاسر.. مو. تك قسمه ياحبيبي.. نفسي أشوفك وألمس وشك ياحبيبي.. أنا خلاص هفضل جنبك لحد ماأجيلك وتاخد. ني في حضـ. ـنك.. حاسة اني بردانة وعايزة اللي يدفيني… مش قادرة أتـ. ـنفس في الدنيا دي وإنت مش موجود فيها.. عارف نفسي في إيه نفسي أنام في حضنك إنت وماما

“غزل” أردف بها بصوتا متهد. ج ممزوج بمشاعره الحزينه… رفعت رأسها إليه

وابتسمت ابتسامة باهتة

– شوف مين اللي جه ياحبيبي.. جواد جالك أهو تلاقيه وحشته هو كمان، ماهو مش معقول ممكن ينساك

خطى إليها بخطوات هزيلة ودمع عيناه تأبى الصمود.. صر. خ بآهة خافتة خرجت من جوف حسرته على وضعها

جلس بجوارها ومسد على شعرها بحنان

– ينفع كدا حبيبتي تسبيني هموت من القلق.. كدا ياغزل

ملست على وجهه بحنان ونظرت له ودموعها تنساب بقوة على وجنتيها وحشني قوي ياجود جيت اشوفه بس شوف ماشفتوش هو زعلان مني… قلبي واجعني قوي نفسي ارتمي في حضـ.، نه عايزة أحس بالأمان وهو جنبي… هو كدا مش هشوفه خالص.. الا لما أمو. ت فقولت هقعد هنا لحد ماأمو. ت وقتها بس هرتاح

طيب مفكرتيش في حبيبك هتسبيه لمين

google-playkhamsatmostaqltradent