رواية بنتي فين كاملة بقلم مارينا عطيه عبر مدونة دليل الروايات
رواية بنتي فين الفصل الخامس عشر 15
° جميلة..جميلة.
كانت بتصرخ وهي بتناديني.
كنت حاسة بيها حاسة بيها أنها بتحاول ترفعني وتقومني من الأرض…
سندتني لغاية ما وصلنا لمكان نقعد فيه.
° بس أقعدي هنا.
كنت حاسة بدوخة وعيني مزغللة كانت الصورة بتبهت قدامي شوية بشوية.
سندت على كتفتها علشان تريح راسي لأني كنت حاسة أنها تقيلة وحاسة بصداع رهيب!
هي الركن المريح اللي بسند عليه وبيريح قلبي وروحي من التعب!
محسبتش وقت قد أية وأنا في الحالة دي..كنت موقفة تفكيري نهائي ومغمضة عينا ومحتاجة علاج يعالج قلبي.
زي الطيف الخفيف اللي بيسند السفينة من الغرق لما يحمل عليها أشخاص كتير وتكون هتغرق في المياة بـ اشخاصها بتلاقي طيف بسيط، نسمة ريح..جت من فوق من عند ربنا، بيكون شخص فاهم في شغله وفاهم هو بيعمل أية كويس قوي..فيسندها بـ شطارته ويسندها من الغرق والوقوع يبذل قصاري جهده في أنها متقعش في البحر حتى لو هيقع هو شخصيًا ويم…وت!
هي كانت شبه كدة..هي كانت بتشبه أنقاذي من الغرق.
طبطبت على كتفي.
° يلا طايب نخرج من هنا.
حاولت أستجمع قوتي وأقوم معاها، ترفع روحي بحنانها وإيدي بإيدها وقلبي المتك..سر بقلبها الحنين، الصافي، الهادي.
سندت عليها كأنها العصايا اللي بسند عليها من شيخوخة جسمي.
° مش هتقولي لهم طايب؟
هزيت راسي بـ أنه لا.
° طايب خلاص يلا تعالي.
مُنقذي، مُنقذي من ثعلب الصحراء دايمًا.
وبتحميني من الثعابين اللي بتحوم حول رقبتي.
كانت الطف طريقة في التعبير دلوقتي عن خوفي تجاه أي موضوع حتى لو لسه محكتش ليها، أنها هي اللي تتكلم وتحضن وتطبطب وأنا اسمع بكل هدوء وسكوت مني نهائي عن أي رد فعل طبيعي تجاها.
عن الحضن..حضنها!
المكان اللي بروح فيه مدوشة ومصدعة وبرجع خافة من كل وجعي وآلمي.
° حابة تحكي ؟
بصيت ليها وسكت مردتش أتكلم فـ فهمت أني مش حابة أتكلم.
ودي الطف مراحل العلاقة..أن اللي قدامك يكون مستحمل صمتك حتى لو صمتك طول لفترات طويلة يفضل محترم المساحة اللي حطتها للحظة دي بالتحديد..وميتخطهاش غصب عنك.
من صدمتي مكنتش عارفة أتكلم، ولا أعبر عن اللي جوايا ولا حتى أقول اللي حصل..
هحكي أقول أية! هحكي عن خذلاني!
° بس أية..واضح أن آدم قلقان أوي عليكِ يا نجم يا نونو أنت.
قالت الجملة وغمزت ليا.
فغصب عني أبتسمت وبصيت ليها بعدم فهم على اساس تكمل كلامها.
° أصله كلمني تقريبًا كلمك كتير وأنتِ مردتيش، فـ قالك أية بقى يطمن على الجميل أزاي غير بيا ؟
ضحكت وحسيت إني محتاجة أسمع الباقي منها.
° المُهم يعني قعد يقول ليا..بقى عاملة أية روان أخبارك أية روان بس في الحقيقة أية بقى؟
سكت ومستنية أسمع منها باقي الكلام.
حطت إيدها على خدها وسندتها على التربيزة.
وغمزلتي.
_ أية ؟
° يافرج الله أخيرًا نطقتِ ده باين له سره باتع.
_ وقته هزار ده وقته!
ضربتها في إيدها.
° خلاص شوفي مين يقول لك باقي الحكاية.
_ يلا يا روان.
° اللي يشوفك من شوية…
قطعتها في الكلام.
_ يووه.
° خلاص متزعليش.
‘زي أحساس العطشان في طريق صحراوي ومش لاقي بُق مياة وما صدق يشوف قزازة مياة..فيجري عليها ويشرب منها بسُرعة علشان يبل ريقه وشفايفه اللي قشفت من كتر الجفا!
كنت مستنية منها سؤاله عني، سأل قال أية، وعمل أية! وطريقته كانت أزاي.
لما فتحت تليفوني علشان أشوف رناته لقيته رانن كتير وباعت مسدجات أكتر.
حد كدة لما تختفي يخرب عليك الدنيا لحد ما يلاقيك ده الاحساس اللي حسيته برد فعله.
عرفت أنه لما قلق سأل..كان بيتحج بقى بأنه يشكرها على وقفتنا جنبه بس هو في الحقيقة كان بيدور عليا.
وكنت فاهمة ده.
خلصت كلامها وسألتني.
° ها هتكلميه؟
شربت بُص مياة بعد ما قلبي أستريح شوية.
_ لا.
° وشك أحمر وعينكِ لامعت يا جميلة.
أستغربت كلامها.
_ ايه ؟
° بتحبيه.
عقدت حواجبي بالنفي.
° سيرته بس غيرت ملامح وشك للأحسن يا جميلة
أنتِ محتاجه حُبه.
ودي كانت أكتر جملة أتقالت صح في موقف غلط.
أنا فعلًا محتاجة لدة..محتاجة أحس بحبه..واحس بالحب جوايا.
° هتكلميه؟
غمزتلي.
_ تفتكري!
° جدًا.
_ بس أنا محتاجة أروح..محتاجة أرتاح.
وصلتني لغاية البيت، ما أصرتش عليا أننا نتكلم ولا أفضفض ليها..
أحترمت خصوصتي أني مش قادرة أتكلم..
رجعت البيت ملقتش حد!
الليلة دي كانت خفيفة على قلبي بشكل.
عدت الساعة 12 بليل ومحدش جه.
فتحت الاب توب شغلت أغنية بحبها.
لابست فُستان أبيض وفلت شعري، حطيت برفيوم ولبست حلق كبير دهبي وروج أحمر وماسكرا لرموشي الطويلة وكُحله بيضاء بـ زرقاء.
كان الفستان قصير تحت الركبة، كان هدية من روان وشلته ومعرفتش البسه.
لبست كعب علشان الطقم يكمل.
وقفت قدام المرايا وأخدت صورة..بصيت فيها كانت قمر! أنا كنت حلوة قوي.
شغلت اللاب توب وشغلت الأغنية اللي بحبها ورقصت.
كنت حاسة أني بتحرر من سج..ني وأنا لوحدي.
كنت حاسة أني كدة كويسة! أنا دلوقتي حُرة ومبسوطة وسعيدة.
مسكت التليفون بصيت في الواتس لقيت في مسدج منه.
= طب هتفضلي مش راده عليا كدة؟
بعت له إيموجي حزين.
= أنتِ كويسة!
رديت بسرعة.
_ لا..لا أنا مش كويسة.
= أكلمك؟
مردتش.
= هو الوقت متأخر بس أنا عاوز أطمن عليكِ.
لقيته بيرن فعلًا وأول ما رد.
= أنتِ خلتيني أكسر القاعدة أنهاردة.
_ أية ده لية ؟
= علشان كلمتك دلوقتي وأنا في عادتي مش بعمل كدة.
رديت وأنا وشي مبتسم.
_ طب وأنت عملت كدة دلوقتي لية ؟
= علشان أطمن عليكِ.
_ طب وأنت تطمن عليا لية ؟
= علش…يعني قصدي أقولك أشكرك.
سكت.
= كنت عاوز أقولك صحيح اني خرجت من المستشفى.
فرحت.
_ بجد!
= أيووة ياستي لو حابة تزوريني يعني في البيت وتجيبي موز وكدة.
ضحكت.
_ يسلام!
= اه والله.
اتكلمنا كتير مفتكرش أية المواضيع اللي حكينا فيها أصلًا..
حكينا كتير..الوقت بيعدي..وقفلنا وكملنا واتس علشان الوقت.
بس أقول حاجة أسجلها في نوتس بتاعتي.
كان أحلى يوم في عُمري وأنا بكلمه.
أول ليلة أنام من غير دموع أول ليلة أنبسطت فيها وأفرح.
أول ليلة قلبي يدُق من الفرحة مش من الحزن.
أول ليلة أغمض فيها عيني وأتمنى أصحى علشان أكلمه.
فتحت عنيا على واتس عنده على طول.
رجعت اقرأ الشات تاني من أول وجديد..قلبي لمس نبضة حُب.
بعد دقايق لقيت منه مسدج ” صباح الخير ”
طبعًا كنت قاعدة على الشات.
فـ بعت على طول ” أية..أنتِ قاعدة على الشات من أمبارح؟”
كل لحظة كنت ببص في الموبايل واكلمه.
لبست وخلاص كنت هخرج بصيت على البيت ملقتش حد!
مهمنيش.
أنا نازلة الكُلية.
كلمت روان تيجي ليا واول ما شافتني باصة في الموبايل.
° أية القمر اللي على صبح ده؟ بتحبي جديد؟
ضربتها في كتفها.
_ بس بقى يا روان.
° شكلك كلمتِ آدم.
_ كلمته.
° وبعدين ؟
_ يوه بقى.
° وشك حلو أوي وأنتِ فرحانة.
_ بجد؟
° أوي.
قررت تصورني ٣ صور وأنزلهم استوري علشان يشوفها هو.
كان بيرد على كل صورة بقلب أحمر.
طب ينفع أقول له بحبك دلوقتي ؟
° أية يا جميلة.
_ أية!
° سرحانة في أية يا جميل؟
كانت بتكلمني بس مكنتش مركزة معاها.
كنت سرحانة فيه في الحقيقة.
خلصنا محاضراتنا قعدنا شوية فيها.
كان شغال تفكيري هو..لما كنت بسرح وبفتكر اللي حصل..بفتكر الليلة اللي فاتت.
أفتح الشات بنا وأكلمه.
جت ليا البنت اللي كانت بتعيط قبل كدة وسط صحابها.
” أنتِ جميلة! ”
رديت عليها.
_ أيووة.
” أنا عايزة أشكُرك أوي، أنا عرفت أجيب حقي وأنتِ السبب فيه مكنتش أعرفك أوي ومحستش بأي حاجة في اليوم ده بس صاحبتي شاورت عليكِ وجيت علشان أشكُرك أنا بحبك ”
حضنتني وباستني في خدي.
وخدت معايا صورة وهي بتاخدها ” أنتِ بطلة..أنتِ قوية!”
كنت مبسوطة لأثر كلماتها على قلبي.
بعد ما ممشيت بشوية جه واحد وقف جمبنا أنا وروان.
ولقيته بيسألني برضه.
“- هو أنتِ جميلة صح!”
رديت.
_ أيوة والله أنا.
“- ممكن تتفضلي معايا”
_ معاك فين ؟
“- العميد عاوزك”
رديت بخضة.
_ عميد!
“- متتخضيش قوي كدة هو عاوزك في حاجة كويسة”
شديت روان معايا لغاية ما وصلنا عنده في مكتبه.
وأحنا داخلين لقيت روان بتوشوسني ” يلهوي ده طلع قمر!”
فضحكت.
” أتفضلوا”
قعدنا أنا وهي وكنت مخضوضة.
” مالكم مخضوضين لية؟”
إبتسمنا ومردناش.
” طب أنا هدخل في الموضوع على طول، أنا وصلني بلاغ من زميلة هنا بولد بيهدد واحدة زمليتها، والبنت دي حررت محضر ضدته وأتق..بض على الولد ده، عرفت من البنت دي أنك أنتِ اللي شجعتيها تعملي كدة..قالت عليكِ بالاسم!”
” أنتِ عملتِ كدة فعلًا؟”
خوفت.
_ أنا ! أنا لا.
ضحك.
” البنات دي كل واحدة فيهم أعترفت ليا في كلامي معاها بعد طبعًا ما بشكرها أنها أخدت الاجراء ده..أعترفت ليا أنك أنتِ السبب في كدة”
أتخضيت قوي.
_ أنا !!
” البنات دي مكنتش هتعرف تعمل كدة غير بيكِ، غير بعد كلامك اللي قوليته لزميلتك اللي بتبكي بصوت عالي وسمعوكِ بنات كتيرة واقعة في نفس المشكلة بس خايفة تتحرك بسبب حاجات كتير”
قام من مكانه.
” أنتِ عارفة أني عميد رئيس أتحاد الطلبة والرحلات وخلافه يعني وده حاجة جديدة بتعملها الجامعات دلوقتي”
” فـ بناءٍ على ما وصلني منك وعن احترامك وخُلقك فـ أنا قررت أنك هتمسكِ منصب مهم في الكلية وهيبقى لك دور مهم قوي فيها لأنك شخصية مؤثرة”
_ أنا !!
” أستعدي وجهزي نفسك لأنك تستحقي أكتر من كدة”
_ أنا !!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية بنتي فين ) اسم الرواية